الأجواء الرمضانية تـفرِض نفسها على الأيام الأخيرة ؟

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

الأجواء الرمضانية تـفرِض نفسها على الأيام الأخيرة ؟

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

الأجواء الرمضانية تـفرِض نفسها على الأيام الأخيرة من شعبان الأمة الإسلامية تستعـد لإستقبال شهر رمضان
090723085155Bg3R.jpg


من المؤسف أن تحل المواسم المباركة والأيام الفضيلة واليمن يعيشُ ظروفاً إستثنائية تهدد أمنه واستقراره ووحدته، فتوالت الإضطرابات وكثر القتل وانتشرت ثقافة الكراهية والحقد الطائفي والمذهبي الذي تغذيه الجماعات الوافدة والمتشددة فتمت محاصرة التعاليم والآداب الدينية البناءة بالتعبئة العُنصرية والتحريض الطائفي الذي أوصل الكثير من الأبرياء إِلـَـى السجون وصادر المساجد ووَتـَّـرَ الأوضاع الإجتماعية في البلد.



إن الدينَ الإسلامي من أكثر الأديان السماوية إعتناءاً بالعبادات وأمر الدعاء والمناجاة والصلاة وأعمال البر، وكل ما من شأنه عمارة روح الإنسان بالطهارة والعفة والعرفان وزراعة الحياة بمعاني الطمأنينة والصفاء والأخوَّة، ولذا روي عن النبي صلى اللـَّـه ُعليه وعلى آله وسلم قوله: »لا خيرَ في دين لا صلاة فيه«، وقد اشتهر آلُ محمد عليهم السلام بأنهم رُهبانُ الليل فرسانُ النهار.
فجر رمضان
فجر رمضان
ومنذ أن أنزل اللـَّـهُ تعالى الإنسانَ إِلـَـى هذه الأرض لم يتركه هملاً ولم ينشئه للشر غرضاً؛ لأنه تبارك وتعالى به رحيم وبشئونه خبير ولا زالت رسلُ اللـَّـه تترى إِلـَـى عباده منذ أبي البشرية آدم عليه السلام مروراً بجميع الأنبياء والمرسلين وإنتهاءً بخاتمهم النبي الأمي العربي اليماني الهاشمي الذي قال اللـَّـه تعالى فيه مخاطباً المسلمين والمؤمنين ومبيناً لهم القدر العظيم، والشأن الجليل، والتكريم الإلهي لهذه الأمة بالنبي المصطفى صلى اللـَّـه عليه وآله وسلم، قال تعالى: (لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).

إن الأمة الإسلامية وهي تستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك وتوديع شهر شعبان الذي ورد في فضله وثواب المبادرة فيه بالأعمال الصالحة العديد من الآثار الثابتة عن النبي المصطفى وعن أهل البيت عليهم السلام فطوبى لمن ثابر وصام وقام، واستغل أيامه ولياليه خاصة ليلة النصف من شعبان التي وردت الكثير من الآثار في فضلها وبركتها، ففي أمالي المرشد باللـَّـه بسنده عن ابن عباس قال في قوله تعالى »فيها يفرق كـُــلّ أمر حكيم« قال: هي ليلة النصف من شعبان .. وفيه عن أنس بن مالك أن رسول اللـَّـه صلى اللـَّـه عليه وآله وسلم قال لأصحابه: أتدرون لم سُمي شعبان شعباناً، قالوا: اللـَّـهُ ورسوله أعلم، قال: لأنه يتشعب فيه خيرٌ كثيرٌ لرمضان.
3031805651_677ebf7a06.jpg

وورد أن ما من ليلة بعد ليلة القدر خيرٌ من ليلة النصف من شعبان، وعن أبي الحسين الإمام زيد بن علي عليه السلام في قوله تعالى "فيها يفرق كـُــلُّ أمر حكيم" قال أمر السنة إلى السنة وينسخ فيها (ليلة النصف من شعبان) أسماء الموتى في تلك السنة.

وفي أمالي المرشد باللـَّـه عن أنس قال: سئل رسول اللـَّـه أي الصوم أفضل؟. قال: صوم شعبان تعظيماً لرمضان.

وعن أم سلمة رضي اللـَّـه عنها قالت: كان رسول اللـَّـه لا يتابع شهراً يصومه غير شهر شعبان فإنه كان يصله برمضان. وعن عائشة قالت: ما استكمل رسول اللـَّـه صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان.

وعنها أيضاً: كان أكثر صيام رسول اللـَّـه في شعبان فقلت له: يا رسول اللـَّـه ما لي أرى أكثر صيامك في شعبان؟. قال: يا عائشة إنه شهر ينسخ الملك من يقبض، وأنا أحب أن لا ينسخ اللـَّـه اسمي إلا وأنا صائم.

وروى المرشد باللـَّـه بسنده عن أنس بن مالك قال: كان أصحاب النبي صلى اللـَّـه عليه وآله وسلم إذا استهل شعبان أكبوا على المصاحف، وأخذ المسلمون في زكاة أموالهم فقووا بها الضعيف والمسكين على صيام شهر رمضان، ودعا المسلمون مملوكيهم فحطوا عنهم ضرائب شهر رمضان، ودعت الولاة أهل السجون فمن كان عليه حد أقاموا عليه، وإلا خلوا سبيله، حتى إذا نظر المسلمون إِلـَـى شهر رمضان اغتسلوا واعتكفوا وبعث اللـَّـه عز وجل ملائكة في أول ليلة من شهر رمضان فغلوا فيه الشياطين وفتحت فيه أبواب السماء وبسط اللـَّـه فيه الرزق للعباد ورفع فيه العذاب عن أهل القبور، فمن صام يوماً من شهر رمضان تباعد من النار ومن قام ليلة من شهر رمضان كان له مثل أجر ليلة القدر ومن قام ليلة القدر كانت صلاة ليلته تلك تعدل عبادة ثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر، وكان المسلمون أما النهار فصيام وتسبيح وأما الليل فتلاوة الوحي والسجود والقيام.


3031805651_677ebf7a06.jpg

وبسند المرشد باللـَّـه قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي عن أم المؤمنين عائشة قالت: ذكر لرسول اللـَّـه صلى اللـَّـه عليه وَآلـَـه وسلم ناس يصومون رجباً، فقال: فأين هم عن صيام شعبان. وبسنده عن أنس بن مالك قال: سئل رسول اللـَّـه أي الصيام أفضل فقال: صوم شعبان تعظيماً لرمضان، قيل: فأي الصدقة أفضل قال صدقة في رمضان.

وكان إذا أهل هلال رمضان قال النبي (ص): اللـَّـهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة، ربي وربك اللـَّـه عز وجل.

وروي عن كميل بن زياد صاحب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول اللـَّـه صلّى اللـَّـه عَلَيْهِ وآلَهِ وسَلَّم: من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف مرة قال هو اللـَّـه أحد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ولم يمت حتى يرى مائة ملك يؤمنونه من عذاب اللـَّـه، ثلاثون منهم يبشرونه بالجنة وثلاثون كانوا يعصمونه من الشيطان وثلاثون يستغفرون له آناء الليل والنهار وعشرة يكيدون من كاده.

وروي عن النبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- أنه قال: (أتاني جبريل في ليلة النصف من شعبان فقال: يا محمد إرفع رأسك. فقلت: ما هذه الليلة؟. قال: هذه ليلة يفتح فيها أبواب السماء. فقلت: يا جبريل وما هذه الليلة؟. قال: يفتح فيها ثلاث مائة باب من الرحمة فيغفر اللـَّـه لجميع من لا يشرك باللـَّـه شيئاً إلا أَن يكون ساحراً أو كاهناً أو مشاحناً، أو مدمن خمر، أو مصراً على الربا فإن هؤلاء لا يغفر لهم حتى يتوبوا، فخرج النبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- إلى بقيع الغرقد فصلى وسجد فبينا هو ساجد يبكى ويقول في سجوده: أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك فلك الحمد. حتى إذا كان في بعض الليل نزل جبريل فقال: يا محمد إرفع رأسك إلى السماء فرفع رأسه فإذا أبواب الرحمة مفتوحة على الباب الأول ملك ينادى: طوبى لمن ركع في هذه الليلة، وعلى الباب الثاني ملك ينادى طوبي لمن سجد في هذه الليلة، وعلى الباب الثالث ملك ينادى طوبي لمن خشع في هذه الليلة، وعلى الباب الرابع ملك ينادى: طوبي لمن دعا ربه في هذه الليلة، وعلى الباب الخامس ملك ينادى: طوبي لمن بكى في هذه الليلة، وعلى الباب السادس ملك ينادى: هل من سائل فيعطي سؤله، هل من داع فيستجاب دعوته، هل من مستغفر فيغفر له). وعن النبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- من أحيى ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب).

شهرُ رمضان

> عن أحمد بن عيسى بن زيد عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه عليهم السلام عن علي (ع) قال: لما كان يوم الجمعة صعد النبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- المنبر فسلم على الناس ثم قال: آمين ثلاث مرات، ثم نزل من المنبر، فقال: أيها الناس إن جبريل أتاني فاستقبلني، ثم قال: يا محمد من أدرك أبويه أو أحدهما فمات فدخل النار فأبعده اللـَّـهُ قل آمين: فقلت آمين، ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فمات فدخل النار فأبعده اللـَّـه قل آمين: فقلت: آمين، ومن ذكرتُ عنده فلم يصلِّ عليك فمات فدخل النار فأبعده اللـَّـه قل آمين: فقلت آمين.

فطوبى لمن فاز برضا الملك الجليل واستغل نفحات الرحمة ومواسم التوبة والمغفرة وهذا شهر رمضان لمن قصرت به الهمم في سالف الأيام فيه يفتح اللـَّـه أبواب الجنة ويغلق أبواب النيران وكما فضل اللـَّـهُ الرسل بعضهم على بعض، فضل أيضاً بعض الأيام والشهور على سائر الأوقات والأزمان فيوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع ورمضان أفضل الشهور على الإطلاق وفيه خص اللـَّـه بالفضل العشر الآواخر وفيهن ليلة القدر التي لا يعدلها في الفضل عبادة ألف شهر وقد ورد في شأن هذه الليلة قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كـُــلّ أمر سلام هي حتى مطلع الفجر).

فإذا دخل شهر رمضان فعليك فيه بإلاستكثار من أنواع الطاعات من الصيام والقيام والصدقة والذكر، وقراءة القرآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعمارته بكثرة الاستغفار، واطو مهاد النوم، والبس شعار الصوم، واصحبه بأحسن صحبة، وتقرب فيه بكل قربة.

دُعَاءُ ِإستقبال شَهْرِ رَمَضَانَ

> رُوي عن الرسول صلى اللـَّـه عليه وَآلـَــه وسلم أنه كان يقول في دعاء استقبال شهر رمضان: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ، لِنَكُونَ لاحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَى ذلِكَ جَزَآءَ الْمُحْسِنِينَ. وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ، وَاخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ، وَسَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إحْسَانِهِ، لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إلَى رِضْوَانِهِ، حَمْدَاً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا، وَيَرْضَى بِهِ عَنَّا. وَالْحَمْدُ لِلّه الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وَشَهْرَ الاِسْلاَم، وَشَهْرَ الطَّهُورِ، وَشَهْرَ التَّمْحِيْصِ، وَشَهْرَ الْقِيَامِ، الَّذِي أُنْزِلَ فِيْهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ، وَبَيِّنَات مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ، فَأَبَانَ فَضِيْلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ وَالْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ، فَحَرَّمَ فِيْهِ ما أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ إعْظَاماً، وَحَجَرَ فِيْهِ الْمَطَاعِمَ وَالْمَشَارِبَ إكْرَاماً، وَجَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً لاَ يُجِيزُ جَلَّ وَعَزَّ أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ، وَلا يَقْبَلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ، ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيهِ عَلَى لَيَالِي أَلْفِ شَهْر، وَسَمَّاهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر، سَلاَمٌ دَائِمُ الْبَرَكَةِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ، عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِهِ.

ويفضل للإنسان في عمارته للأيام الفضيلة من شهر رمضان وغيره أن يختار من الأدعية والمندوبات ما هو مأثور عن النبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- وعن أهل بيته عليهم السلام.

مع أهمية أن يصلي على النبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- فإنه قال: ما من دعاء إلا وبينه وبين السماء حجاب حتى يصلي على النبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ-، فإذا فعل ذلك انخرق ذلك الحجاب ودخل الدعاء وإذا لم يفعل ذلك رجع الدعاء.

كما تبدر أهمية إختيار الأوقات الفضيلة للدعاء وهي من العموم في شهر رمضان لكنها أخص في الأوقات المفضلة في سائر الأيام والليالي فمن الليل ما بين المغرب والعشاء ووقت السحر وهو آخر الليل ونصف الليل أيضاً من كـُــلّ ليلة ومن النهار من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس وما بين الزوال إلى صلاة الظهر، وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس وما بين الأذان والأقامة.

ومن الأيام يوم الجمعة كله؛ لأنه فيه ساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له.

وَعن زيد بن علي، قال حدثني أبي عن آبائه عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول اللـَّـه صلّى اللـَّـه عَلَيْهِ وآلَهِ وسَلّم إن اللـَّـه تعالى في آخر ساعة تبقى من الليل يأمر بباب من أبواب سَماء الدنيا فيفتح ثم ينادي ملك يسمع مَا بين الخافقين إلاّ الإنس والجن، ألا هل من مستغفر فيغفر له، هل من تائب فيتاب عليه، هل من داع بخير يُستجاب له، هل من سائل يُعطى سؤاله، هل من راغب يعطى رغبته يا صاحب الخير هلم، وفي رواية الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين: يا باغي الخير أقبل يا صاحب الشر أقصر، اللـَّـهم أعط منفقَ مال خلفاً، اللـَّـهم أعط ممسك مال تلفاً فإذا كانت ليلة الجمعة فتح من أول الليل إلى آخره.

وقال زيد بن علي حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال: من سبح اللـَّـهَ تعالى في كـُــلّ يوم مائة مرة وحمده مائة مره وكبره مائة مرة وهلله مائة مرة وقال: لا حول ولا قوة إلا باللـَّـه العلي العظيم. مائة مرة رفع اللـَّـه عنه من البلاء سبعين نوع أدناها القتل وكتب له من الحسنات عدد ما سبح سبعين ضعفاً ومحى عنه السيئات سبعين ضعفاً.

إن اللـَّـهَ تعالى في آخر ساعة تبقى من الليل يأمر بباب من أبواب السماء فيفتح ثم ينادى ملك يسمع ما بين الخافقين إلا الإنس والجن: هل من مستغفر فيغفر له هل من تائب فيتاب عليه، هل من داع بخير يستجاب له، هل من سائل يعطي سؤله، هل من راغب يعطي رغبته، يا صاحب الخير هلم، يا صاحب الشر أقصر، اللـَّـهم اعط منفق مال خلفاً، اللـَّـهم واعط ممسك مال تلفاً، فإذا كان ليلة الجمعة فتح من أول الليل إلى آخره).

الصلاةُ على محمد وآله

> قبول الدعاء مشروط بالصلاة على النبي صلى اللـَّـه عليه وَآلـَـه وسلم خاصة في الأيام المباركة من شهر رمضان فعن النبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- أنه قال: (أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة، فإن الأعمال تضاعف فيه).

وعن ابن عباس في قوله تعالى: (إن اللـَّـهَ وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلَّوا عليه وسلموا تسليماً)، قال ابن عباس: قال المؤمنون للنبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ-: »كيف نصلي عليك؟. قال: قولوا اللـَّـهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد«.

وكان ابن عباس يقول: لا نكتفي بالصلاة عليهم حتى نسلم عليهم تسليماً، كما قال اللـَّـه جل وتعالى.

ورد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال: قال رسول اللـَّـه -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلى اللـَّـهُ عليه بها عشراً صلوات ومحى عنه عشر سيئات وأثبت له عشر حسنات واستبق ملكاه الموكلان به أيهما يبلغ روحي منه السلام.

قال: وقال رسول اللـَّـه -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ-: أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة فإنه يوم تضاعف فيه الأعمال وسألوا اللـَّـه تعالى لي الدرجة الوسيلة من الجنة، قيل: يا رسول اللـَّـه وما الدرجة الوسيلة من الجنة؟. قال -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- هي أعلى.

الصلواتُ الخمس

> حدثني أبو القاسم علي بن محمد النخعي، قال: حدثني سليمان بن إبراهيم المحاربي جدي أبو أمي، قال: عدهن في يدي نصر بن مزاحم، وقال نصر بن مزاحم: عدهن في يدي أبو خالد، وقال أبو خالد: عدهن في يدي زيد بن علي عليه السلام، وقال زيد بن علي عليه السلام، عدهن في يدي علي بن الحسين عليه السلام، وقال علي بن الحسين: عدهن في يدي الحسين بن علي عليه السلام، وقال الحسين بن علي: عدهن في يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وقال علي بن أبي طالب: عدهن في يدي رسول اللـَّـه -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ-، وقال رسول اللـَّـه -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ-: عدهن في يدي جبريل عليه السلام. وقال جبريل عليه السلام: هكذا نزلت بهن من عند رب العزة عز وجل: اللـَّـهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وتحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.. قال أبو خالد رحمه اللـَّـه تعالى: عدهن بأصابع الكف مضمومة واحدة واحدة مع الإبهام.

هيئاتُ الدعاء

> تختلف بحسب المقصود به، وأما هيئة كونه عبادة لله سبحانه فبأن يقوم إليه الداعي وهو يقصد به العبادة؛ لأن اللـَّـه تعالى قد أمر به فهو من جملة العبادات قال اللـَّـه تعالى: إدعوا ربكم تضرعاً وخفية) وقال تعالى: (فادعوه مخلصين له الدين).

والعبادة لا تتم إلا بالنية لقوله: (الأعمال بالنيات) فهذه الهيئة الأولى.

وهيئة أخرى لكونه عبادة

> وهي أن لا تدعو به فيما يكره اللـَّـه نحو أن تدعو به في قطيعة رحم، أولى حصل له مال حرام أو نكاح حرام، أو لبعض العاصين أو غير ذلك فإن ذلك يخرجه عن كونه عبادة إذ لا يصح أن يكون عبادةً واللـَّـه تعالى يكرهه، وعلى هذا قال النبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ-: إذا قال العبد: أي رب. قال اللـَّـه عز وجل أدع لنفسك ولخاصتك ولا تدع للعامة فإن العامة قد أغضبوني.

وقيل: من هيئة كونه عبادة أن تدعو بشرط المصلحة. وقيل: لا يلزم.

وروى عن النبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- أنه قال: إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللـَّـهم اغفر لي إن شئت، ولكن لتعزم على المسألة، ولتعظم الرغبة فإن اللـَّـه تعالى لا يتعاظم عليه شيئ أعطاه.

وعنه عليه السلام: إن اللـَّـهَ يحب الملحين في الدعاء.

وهيئة أخرى وهو أن تدعو وهو موقن بالأجابة تصديقاً لقوله تعالى: (إدعوني استجب لكم) وإذا دعا وهو شاك فيما ودعه به ربه فهو عاص في دعائه جدير أن لا يستجاب له، وعن النبي -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- أنه قال: إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يده إليه يدعو أن يردهما صفراً).

وبرواية أخرى (إن اللـَّـه ليستحيي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين).

الإستغفارُ

> وقال: بلغنا عن رسول اللـَّـه -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- أنه شكا اليه رجل بعض ما يكون، فقال له: له أين أنت عن الإستغفار، ثم قال رسول اللـَّـه -صَـلـَّى اللـَّـهُ عَلـَـيْـه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ-: »من ختم يومه يقول عشر مرات أستغفر اللـَّـه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب اليه اللـَّـهم أغفر لي وتب علي انك أنت التواب الرحيم«، إلا غفر اللـَّـه له ما كان منه في يومه أو قالها في ليل إلا غفر اللـَّـه له ما كان منه في ليلته.

حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: سمعت رسول اللـَّـه ص يقول: ((من قال: أستغفر اللـَّـه العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه. ثم مات غفر اللـَّـه ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ورمل عالج)).

فيكون أول دعائه الأستغفار فإن من وقف بين يدي ملك يطلب منه جميع حوائجه وهو مذنب إليه مخألف عليه منتهك لنواهيه فإنه جدير أن لا يقضي له حاجة.

وإن قلت: فكيف لمن يقف بين يدي مالك الملوك ورب الأرباب يطلب منه الدنيا والآخرة ولا يجدهما إلا عنده ولهذا قال تعالى: (وأستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) فأبان أن استنزال الرزق بالأستغفار.

وكان يستسقي فربما لا يزيد على الأستغفار، وقال عليه السلام: خير الدعاء الإستغفار وخير العبادة الأستغفار، وخير القول لا إله إلا اللـَّـه وذلك قوله تعالى: ((فاعلم أنه لا إله إلا اللـَّـه وأستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)).

رمضانُ كما تقدمه الفضائيات العربية

> للإعلام العربي شأنٌ آخر في التعامل مع شهر رمضان المبارك، وتستقبله الكثير من الفضائيات، ووسائل الإعلام العربية والإسلامية باعتباره موسماً لترويج قيم الإستهلاك، ومواد الترفيه، ومسلسلات الغرام والعاطفة، إضافة إلى البرامج المختلفة البعيدة عن التوظيف التربوي والروحي الإيجابي بما يعزز قيم المحبة والتكافل في المجتمعات العربية والمسلمة التي تعاني من الفقر والجهل، فيخلق التعامل المادي الإستهلاكي حالة فصام في شخصية المسلم الذي يجد نفسه يحلق في عالم من خيال الفضائيات، وبذخها، ومناظرها، ومغرياتها، وترفها، وبين واقعها الصعب وظروفه السيئة، هذا الإزدواج بينما يعرضه الإعلام في سائر أيام السنة ورمضان على وجه الخصوص يخلق شخصية مزدوجة مهزومة مشتتة ضائعة تعيش حالة إحباط ويأس، وتطلع غير مشروع للثراء، وتحصيل المال والجاه، وتتحول فرص التنافس في الإيثار والصبر والتحمل أثناء شهر رمضان إلى نقضيها حيث يتم التنافس على شراء المأكولات والمباهاة في حجم المستهلكات من الأشياء الثانوية على حساب العمل الصالح ومبادئ التكافل وقيم الرحمة الإنسانية والبذل وإعانة الفقير، وسد حاجة المساكين.

وتخصص الفضائية برامج دينية تستضيف فيها دعاة متخصصين في حيز زمني لا يتناسب والمناسبة المهمة الممثلة لشهر رمضان المبارك، ولا تسمن هذه البرامج »الدينية« ولا تغني من جوع أمام ما تعرضه هذه الفضائيات من برامج متنوعة تروج للقيم الغربية الرأسمالية التي تجعل الحياة والبقاء للأقوى والموت والفناء والبؤس للضعيف والفقير والمسكين.[/color]


منقول من البلاغ
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“