لا لعرض «للخطايا ثمن»

مواضيع عامة حول الحياة الإجتماعية في نطاق الأسرة وخارجها
أضف رد جديد
لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

لا لعرض «للخطايا ثمن»

مشاركة بواسطة لــؤي »

مع قرب حلول شهر رمضان الكريم وتوجه المسلمين نحو ربهم عبادة وتضرعاً وتهجداً، إضافة إلى ما يرافق ذلك من التقارب الاجتماعي بين الناس بعضهم ببعض من خلال زيارات الأقارب ومعاودة الأصدقاء، تطل علينا القنوات الفضائية بعدد كبير من البرامج المعدّة خصيصاً لهذا الشهر الكريم لتضفي طابعاً مميزاً هدفه الترفيه على الناس، خصوصاً أنه موسم يزداد فيه عدد المشاهدين مما يشجع مراكز الإنتاج الفني في دول الخليج على تكثيف برامجها بهدف الاستفادة المالية وغيره.

ومع تشجيعنا لكل برنامج أو حلقة أو مسلسل يهدف إلى معالجة مشاكل الناس الاجتماعية والاقتصادية وغيرها بكل جرأة وصراحة، إلا أننا نقف أمام ما من شأنه تضليل الناس عبر التشخيص الخاطئ للمشاكل وطرح المعالجات في غير محلها بما يضر معتقدات المسلمين أولاً، ويدفع إلى بث روح الشقاق والضغينة بين الناس ثانياً، ويكرس حالة الاحتقان الطائفي التي تسعى إلى تأجيجها، وللأسف الشديد، الكثير من الجهات غير المدركة لخطورتها على لحمة وتماسك المجتمع ثالثاً!

ونقف هنا عاجزين عن إدراك التبعات السلبية التي سترافق بث مسلسل اجتماعي كويتي (إنتاج قطاع خاص) ستنفرد «m.b.c» الفضائية ببثه في شهر رمضان باسم «للخطايا ثمن»، والذي يمثل، بحق، سقطة لا يمكن قبولها أو التغاضي عنها، هذا المسلسل التي تحتوي حلقاته على معالجة مشكلة سوء استغلال البعض للدين والشريعة في معصية الله سبحانه وتعالى خلافاً لقول رسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا يعبد الله من حيث يعصى»، وهي معالجة نشجعها ونؤيد تسليط الضوء عليها لعل وعسى أن يعي مجتمعنا من خطورتها، ولكن أن تأتي المعالجة لربط السلوك السلبي والرخيص بشرع الله سبحانه وتعالى وعقائد المسلمين إلى درجة لا يفرق المشاهد أو المستمع بين ما أمر الله سبحانه وتعالى وما نهى عنه!

هذا المسلسل يكشف في جوانب منه عن مروجي الدعارة والرذيلة في المجتمع من الذين تحركهم شهواتهم والحاجة إلى الكسب المالي من خلال الإشباع الجنسي الرخيص، وربط هذا الترويج باجتهاد وحكم فقهي أقر بشرعيته الكثير من علماء المسلمين، استناداً إلى اتباعهم لمنهج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو زواج «المتعة» أو لزواج «الموقت»، هذا الربط الذي لم يوفق أصحابه في الفصل بين سلوك شرعي أقره الله تعالى وآمن به الكثيرون من المسلمين، وبين سلوك آخر محرم شرعاً بصورة يتوصل بها المشاهد إلى الاستنتاج بأن هذا الزواج يؤدي إلى تلك الرذيلة، والعياذ بالله، وهو مقصد غاية في الخطورة من شأنه أن يؤجج الحس الطائفي في المجتمع. ولسنا هنا في معرض إنكار المشكلة، ولكن ليس من الصحيح إسقاط تبعاتها السلبية على ما شرعه الباري عز وجل، ولو فتحنا الباب على مصراعيه لهذا المنطق أن يتعزز كثقافة في المجتمع، فإن النتيجة نفسها ستنطبق على الكثير من الأحكام الشرعية الأخرى كزواج المسيار والطلاق والزواج من ثانية وثالثة ورابعة، فهل يعقل أن نساهم في تضعيف أحكام الشريعة عبر ربطها بهذا الأسلوب الرخيص بتبرير الجرأة في معالجة مشاكلنا الاجتماعية؟


للكاتب د. سامي ناصر خليفة
رب إنى مغلوب فانتصر

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الإجتماعي العام“