حقوق الآباء على الأبناء

مواضيع عامة حول الحياة الإجتماعية في نطاق الأسرة وخارجها
أضف رد جديد
لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

حقوق الآباء على الأبناء

مشاركة بواسطة لــؤي »

حقوق الآباء على الأبناء

وعليهم : فيما تقدمَ شَرْحُهُ المبادرةُ والقَبُولُ إلى امتثالِ ما يشيرُ إليه أو يقولُ، وقد عاينَّا البهائمَ المهملةَ، والوحوشَ النَّافرةَ، والسباعَ الضاريةَ، والهوامَّ الرَّاتِعَةَ تتبعُ الأمَّ والأبَ، وتقتفي ما تقضي به الإشارةُ، حتى الظبيةُ تُكَمِّنُ ولدَها فَيَكْمُنُ، والشاةُ تُلْزِمُ طَلاها الكِنَاسَ ولا تَرِيمُهُ، والهوامُّ تَلازَمُ مرابضَها وأدغالَها وحجرتَها لإشارةِ أُمِّهَا إلى ذلك، والفراخُ لا تفارقُ أوكارَها وأعشاشَها إلا بترشيحِ الوالدينِ لها إلى ذلك، وإلا فهي [ في ] وضعِها الأولِ لا تُفَارِقُهُ ولا تتحولُ.

فإذا كان ذلك كذلك فيما ذكرنا فما عذرُ الإنسانِ الذي مَيَّزَهُ الله على سائرِ الحَيَوَانِ، وخَصَّهُ بالنُّطقِ واللسانِ، والعقلِ والبرهانِ، ولولا أدلةُ العقلِ في صحةِ ما وردَ به الكتابُ، والرسولُ - صلى الله عليه وآله وسلم - لأَلزمنا الولدَ اتِّباعَ الوالدِ على كُلِّ حالٍ من هدىً وضلالٍ، وذلك لِوُجوبِ مُوَالاتِهِ، فما يُسقطُ ذلك إلا أن حَقَّ الباري تعالى أَولى، ودفعَ الضررِ عن النفسِ أحرى.

وقد أكَدْنا ما أَمَرْنا به مَنْ أمدنا الله سبحانه من الذُّريةِ التي نرجو من الله تعالى تطييبَهَا وتَزكيتَهَا وصلاحَهَا باتِّباعِ ما وضَعَهُ لنا الآباءُ - سلام الله عليهم - وألقيناه إلى الأولادِ كما أَلقوه إلينا فإنَّ أبانا - رحمه الله ونَوَّرَ ضَرِيحَهُ - قالَ لنا في بعضِ أيامِهِ التي حَضَّنا فيها على طاعةِ الله رَبِّنا - جزاه الله عنا خيراً - قولاً معناه : ( ما عُذْرُكُم في معصيةِ الله إنْ عصيتموه، وما أعلمُ بينكم وبين جدِّكُم عليِّ بنِ أبي طالبٍ - عليه السلامُ - وأبيِكم رسولِ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا إماماً سابقاً، أو مُقْتَصِداً وعبداً صالحاً، وكذلك الأمهاتُ، وأما أنا فحالي ما تعلمون ) فأحالنا إلى عِلْمِنَا به، وما عَلِمْنَا منه - رحمةُ الله عليه - إلا الصلاحَ قولاً وفعلاً، وتفصيلاً وجملاً، وعِلْمَاً وتعليماً، وتدقيقاً وتجسيماً، فجزاه الله عنا خيراً، وكان يُعَدُّ في أعيانِ العِترةِ، ويُرجى منه لهذه الأمةِ كَشْفُ الغمةِ، وتعجيلُ النُّصْرَةِ، ولقد رَوى بعضُ الصالحينَ عن حَيِّ القاضي العالِمِ سليمانَ بنِ شاور - رحمه الله - أنَّ النَّاسَ كانوا متى خاضُوا في أهلِ البيتِ - عليهم السلام -، والقائمِ منهم. قالَ : لي منهم إمامٌ متى دعا أجبتُهُ، فإذا سُئلَ مَنْ هو ؟ قال : حمزةُ بنُ سليمانَ.

والذي علمنا من أمرِهِ جملةً - من المشاهدةِ، وما تقضي به صورةُ الحالِ التي نعقلها بالمشاهدةِ - أنه كان من جملةِ العلماءِ، وفي عبادتِهِ وتهجدِهِ شاهدناه وعايناه، فأَمَّا كَرَمُهُ ومروءتُهُ فمما لا يتمارى فيه مَنْ عَرَفَهُ، أو سَمِعَ به، ثم ما علا من أبٍ كان أعلى إلى أن ينتهيَ النسبُ إلى رسولِ الله الملكِ الأعلى - سلام الله عليهم أجمعين -. وإنما ذكرنا ذلك ليشتدَّ حِرْصُ الأبناءِ على حفظِ هذا النَّسْلِ الشريفِ مِن دَنَسِ الأوزارِ، وأََعمالِ أَهلِ النَّارِ، التي نُزِّهَتْ منها الذريةُ الزكيةُ، وتَباعَدَ عنها خيارُ البريةِ.

وقد حَرَّضْنَا الأولادَ الذُّكرانَ بما أمكنَ، وجعلناه نظماً فهو أمتعُ، ووصيتُهُ أرفعُ.

وللبناتِ حَقٌّ كما هو للبنين، والكلُّ من ذريةِ النبيين - سلامُ الله عليهم أجمعين -. وإنما أردنا ذلك للخروجِ من عُهدةِ ما يَلزمُ لهم بحقِّ الولادةِ، وحُسْنِ التَّربيةِ فقد ذَكَرْنا لكلٍ ما يليقُ به.






من نصائحِ الإمامِ الأعظمِ المنصورِ بالله عبد الله بن حمزة - عليهما السلام -

من كتاب ( رسالة الثبات )

لتحميل الكتاب :
http://www.al-majalis.com/upload/downlo ... dc43339b7d
رب إنى مغلوب فانتصر

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الإجتماعي العام“