الشوربة هي الوجبة الرئيسية في شهر رمضان المبارك في مدينة غيل باوزير محافظة حضرموت وتحظى هذه الوجبة باهتمام بالغ لدى سكان غيل بازوير ويتناولونها بعد الإفطار.
وهي الهاجس لكل رب أسرة بالظفر بإدخالها قبل شهر رمضان بأيام معدودة حيث يقوم الناس هنا في غيل باوزير بنقل القمح (البر) والذهاب به إلى صاحب الطاحونة والانتظار عنده لكي يطحنها فتتحول إلى مادة الشوربة وفق المعايير.
يقول العم فرج سالم سواحلي سلمه (63 عاماً) وهو صاحب الطاحونة:«إن الشوربة لها تاريخ طويل وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع سكان غيل باوزير لما تحتويه من غذاء حيوي عبر الأجيال ولها دور كبير في حياة الناس في فترة المجاعة التي مرت بها البلاد أثناء الحرب العالمية الثانية وكان في ذلك الوقت تصنع الشوربة من مادة الكشيشة فرع من أنواع الذرة الشامية تستخرج من الأرض في الغيل وبعد ذلك من الطعام، أما اليوم منذ فترة طويلة فإن مادة القمح (البر) هي السائدة في صنع الشوربة وهي الوجبة الرئيسية في شهر رمضان الكريم، وجميع الطواحين في غيل باوزير تكون في حالة استنفار قصوى لاستقبال طلبات الناس من القمح لاستخلاصه إلى مادة الشورةه وفي شهر شعبان وخاصة أواخره يكون العمل مكثفا حيث يبدأ صباحاً حتى منتصف الليل والناس لهم أذواق فمنهم من يطلب منك جعل حبة القمح (البر) تنقسم إلى أربعة والبعض على حجم السكر والبعض الآخر يفضلها متوسطة، ونستقبل مادة القمح من 9 كيلو إلى 18 كيلو للأسرة».
ويقول أحد الماهرين في طباخة الشوربة: «نحن في رمضان نوقف العمل في طباخة الشوربة وبيعها نظراً لعدم الإقبال عليها أو بالأصح البيع بطيء، ولهذا نمتنع عن العمل في شهر رمضان خاصة في طباخة الشوربة ويعود السبب لأن الأسر في الغيل تعمل على طباخة الشوربة التي تعتبر الوجبة الرئيسية في شهر رمضان، وتتكون الشوربة من القمح المطحون بعناية فائقة وعند طباختها يضاف لها السمن مع البصل والطماطم وبعض البهارات وبعد ذلك يضاف لها الماء والملح ويفضل أصحاب الطبقة الميسورة أن يضاف لها اللحم والبعض يفضل السمك أما الطبقة الأدنى في المجتمع فيمتنعون عن إضافة اللحم والسمك نظراً لارتفاع الأسعار وهذه الإضافات للشوربة تعطي لها ذوقا متميزا ويفضل البعض إضافة الخل إليها وتفضل بعض الأسر أن تطبخ على الغاز والبعض على التنور».
ويقول د. عدنان محمد حمران، مدير مستشفى غيل باوزير عن فوائد الشوربة: «تعتبر الشوربة من أهم ما يتناول في وجبة الإفطار في شهر رمضان الكريم. فبعد أن يقضي الصائم ساعات النهار صائماً يكون جسم الإنسان بحاجة إلى الشراب والغذاء حتى يتمكن من تعويض الاحتياجات الضرورية لجسمه وليتمكن من اكتساب الطاقة والحيوية لاستمرار الحياة ولكن يجب عليه عدم الاندفاع وملء المعدة بأنواع متعددة من المأكولات المتنوعة لأنها قد تسبب له أضرارا ومتاعب ويجب أن يعتمد على الأنواع غير المرهقة للمعدة بل الاعتماد على الغذاء المريح للمعدة ومن السهل هضمه، ومن أهم فوائدها أنها سهلة الهضم وغير مرهقة للمعدة وتساعد على علاج الحموضة (بدون خل) وتحتوي على عدد من الفيتامينات مثل فيتامين أ.ب.هـ.ب2،ب6، ب12 وأيضاً تحتوي على الحديد والبروتينات والمعادن وتساعد على تخفيف الوزن وهي مقوية للجسم والاعصاب وتساعد على زيادة الإخصاب وتقلل من الأورام في الجسم وتساعد على معالجة السعال والربو ولها دور في معالجة العديد من الأمراض الجلدية ولها دور في تقوية النظر، كل هذه من فوائد الشوربة لما يحتويه القمح من قيمة غذائية عالية».
