هل انتهت المأساة؟

مواضيع عامة حول الحياة الإجتماعية في نطاق الأسرة وخارجها
أضف رد جديد
لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

هل انتهت المأساة؟

مشاركة بواسطة لــؤي »

أمن صعدة يحيل الطفل ووالديه إلى محكمة صعدة .. لكن هل انتهت المأساة؟
حكاية البحث عن أسرة "عبد العزيز"



الشورى نت-محمود طه ( 22/07/2006 )


صورة


حولت إدارة امن صعدة الطفل "عبد العزيز" ووالديه إلى محكمة صعدة لإثبات أبوة الطفل ومن ثم تسليمه لوالديه..

وكان الطفل "عبدالعزيز" قد نقل يوم الخميس الماضي من محافظة عمران الى امن محافظة صعدة بناء على رقية من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وجهت بذلك تمهيداً لتسليمه لوالديه.


وعلمت الشورى نت من مصادر محلية ان والد الطفل ووالدته حضرا صباح اليوم الى امن عمران لاستلام ولدهما, وتمت إحالتهما مع الطفل إلى المحكمة.


تلقت إدارة أمن محافظة عمران يوم الخميس الماضي برقية عاجلة من مكتب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية تقضي بإرسال الطفل "عبد العزيز جبران علي " 10سنوات إلى إدارة أمن محافظة صعدة , تمهيدا لتسليمه إلى والده الذي كان الطفل قد تعرف عليه في وقت سابق.


وفي اتصال هاتفي معه أكد الشيخ / يحيى محمد القحوم الذي يقوم برعاية الطفل منذ العثور عليه تائهاً, بأنه أبلغ صباح اليوم الخميس من قبل عمليات أمن عمران بإحضار "عبد العزيز" إلى إدارة الأمن استعدادا لإرساله إلى أمن صعدة وتسليمه لوالده.


الطفل "عبد العزيز" ذو العشر سنوات، حظيت قضيته باهتمام ومتابعة داخلية وخارجية واسعة، واختزلت في مضمونها حكاية معاناة تعيشها الطفولة في اليمن بصور وأشكال متعددة ومختلفة.


اختطف من أسرته ولديه 6 أعوام ليتم تهريبه إلى السعودية ليعمل هناك راعيا للأغنام، وبعد 4أعوام وسنيه حين أكمل سنه العشر عاد خاطفوه ليصطحبوه في رحلة عودة إلى اليمن انتهت بتركهم إياه وحيدا في إحدى لوكندات المناطق الحدودية بعد أن سرقوا منه حصيلة عمله في رعي الأغنام، مبلغا سعوديا زهيدا، وكانوا قبل ذلك سرقوا منه طفولته وبراءتها.


وبدأ عبد العزيز رحلة جديدة من التشرد انتهت إلى سجن البحث الجنائي في محافظة عمران ثم في منزل الشيخ يحيى القحوم الذي قرر رعاية الطفل والبدء في عملية بحث واسعة عن أسرته التي لا يعرف حتى اسمها حيث اسم العائلة الذي كان عبد العزيز يحمله هو اسم مختلق.


تفاصيل عملية البحث، وكيف تم الوصول إلى الأسرة والطريقة التي تعرف بها عبد العزيز على أسرته، رصدها مراسل "الشورى نت" في محافظة عمران الزميل محمود طه وسردها كما يلي:


"عبد العزيز" ليس نبتة وجدت فجأة، ولم يأت من فراع, وبكل تأكيد فإن له أسرة وأهل على هذه الأرض.. كانت تلك قناعة الشيخ يحيى محمد القحوم التي انسجمت مع قناعة العقيد صالح الكور مدير البحث الجنائي بمحافظة عمران، وبكل هدوء وضع هذا الاخير خطة للبحث عن الاسرة المفقودة, وبعيدا عن الضجيج قام بإرسال الشيخ القحوم بعض ضباط وجنود إدارته إلى المنطقة التي كانت نقطة بداية عودة عبد العزيز من السعودية وهي منطقة المشنق بمحافظة صعدة التي وصل اليها في 25 مايو الماضي.


فوجئ القحوم حين وصوله الى إدارة أمن شدا بمنطقة المشنق بعدم امتلاكها بيانات ومعلومات عن نزلاء اللوكندات والفنادق باستثناء بيانات غير مكتملة. لكن ذلك لم يثن عزيمته.


ترك إدارة أمن شدا متوجها إلى "اللوكندة" التي كان خاطفوا عبد العزيز قد تركوه نائما فيها أواخر مايو الماضي، بحث .. سأل .. فتش في كل شيء بموجب التكليف الذي يحمله من إدارة البحث الجنائي بعمران, بطريقة أو بأخرى وجد ما يؤكد نزول عبد العزيز وثلاثة أشخاص آخرين في تلك اللوكندة دون ان تسجل بيانات بطائقهم الشخصية حيث قال صاحب اللوكندة انهم اخبروه فقط أنهم من أهالي "جبل رأس" بمحافظة الحديدة وبتنسيق أمني بين عمران وصعدة والحديدة، توجه القحوم إلى جبل رأس بمحافظة الحديدة، ووجد هناك ان المعلومات التي حصل عليها من اللوكندة غير صحيحة باستثناء مايتعلق بشخص واحد تم إلقاء القبض عليه وأكدت التحقيقات معه عدم علاقته بالشخصين الآخرين.


عاد القحوم وضباط وجنود البحث الجنائي إلى عمران وأطلعوا مدير البحث الجنائي على كل ما حدث خلال مهمتهم التي دامت قرابة الأسبوعين.


العقيد الكور جلس مع عبد العزيز في اليوم التالي ومن ثم مع القحوم وأحد ساكني عمران ويدعى الوصابي الذي قال بأنه يعرف المواطن السعودي حسين محمد الودعاني من أهالي العارضة بجيزان السعودية، وهو الذي كان عبد العزيز يعمل لديه في رعي الأغنام.


هنا توقف العقيد الكور ونظر مليا في وجه عبد العزيز ثم ابتسم وأشار إلى القحوم بانتهاء الحديث.


منتصف ليل الخميس 13يوليو كان العقيد الكور يطلب من القحوم الاستعداد مع عبد العزيز والوصابي للسفر.


وعند صباح السبت 15يوليو توجه عبد العزيز والقحوم والوصابي إلى منطقة "المشنق" بمحافظة صعدة واستقروا نزلاء في ذات اللوكندة عند صلاة العصر.. وتحدث القحوم لـ عبد العزيز قائلا: أنظر في كل شيء.. حدق في المكان ما استطعت.. تأمل في الوجوه أمامك قد تجد شيئا ما يساعدنا في مشوار بحثنا عن أسرتك.


هدوء المكان، تلاطم الأفكار، أمل العودة، ظلت هي السائدة حتى داهمهم الليل جميعا، كل على فراشه مد جسده فموعد النوم قد حان، عبد العزيز والوصابي ونزلاء اللوكندة نيام، وحده القحوم لم ينم، وبعد قرابة الساعة من منتصف الليل، ترك عبد العزيز فراش نومه وتوضأ وصلى لحظتها ركعتين، ومن ثم وقف على رأس القحوم وبكل هدوء قال : يا عم يحيى، وجاءته إجابة العم يحيى فورا : نعم يا ولدي؟


وبدأ عبد العزيز يحكي حلما رآه للعم يحيى، قال إنه رأى فيما كان نائما أنه عاد إلى أهله وأسرته وقريته "الحجلة" بمديرية المشنق بمحافظة صعدة والقريبة جدا من منطقة العارضة بجيزان السعودية، وذكر أن "جبران علي سعدية" من الحجلة هو اسم والده "نعم وكانوا يسمون أمي العزية" وخالي اسمه الطيب وخالي صالح وفلان .. الخ ، اشياء كثيرة ذكرهاوأسماء لأشخاص وأماكن عديدة.


احد نزلاء اللوكندة كان يستمع لحديث عبد العزيز نهض من على فراشه ليؤكد صحة الأسماء التي ذكرها كونه من أهالي الحجلة.


عند صباح اليوم التالي الأحد توجهوا جميعا إلى إدارة أمن المشنق لقيد رواية عبد العزيز وهناك كان أحد الجنود أيضا من الحجلة وقد قدم تأكيدا ثانيا يصدق الرواية، وانطلق الجنود لإحضار جبران علي سعدية وكل من ذكر اسمه في رواية عبد العزيز.


الحجلة قرية نائية تقع على الحدود مع السعودية ترقد على قدر هائل من البؤس والشقاء والفقر المدقع وبطالة إلى جانب جهل لا يمكن وصفه، وتجاور منطقة عارضة بجيزان السعودية ولا وجه للمقارنة بينهما.


مساء الأحد وقرب صلاة المغرب أحضر جبران على سعدية وآخرون إلى إدارة أمن شدا بالمشنق وعند مدخل الإدارة أشار "عبد العزيز" إلى جبران قائلا هذا أبي وهرع مسرعا إليه وقبّل ركبتيه واحتضنه والده بعد أربع سنوات من الفراق.


والد عبد العزيز روى أنه طلّق أم عبد العزيز قبل أن يفتقده وهي تعيش الآن مع زوج آخر، ويضيف أنه رجل، مثله كمثل بقية أبناء المنطقة، في مستوى الفقر وتدني المعيشة.


ويواصل: قبل أربع سنوات أخذ عبد العزيز من قبل خاله وأخيه الكبير للعمل ولكن عاد أخوه وقال لي بعد شهرين أن عبد العزيز قد ضاع منه فلم أصدق ذلك، وذهبت أبحث عنه هنا وهناك ودخلت الأراضي السعودية عن طريق التهريب وتم القبض علي وسجني لمدة شهر عدت بعدها إلى الحجلة لأقف مكتوف الأيدي "فأنا رجل فقير لا أمتلك ما يعينني على البحث عنه".


والتقى عبد العزيز بوالده وأخواله وعدد من أقاربه ليلتها ليعود مع القحوم وضباط البحث إلى عمران لاستكمال التحقيقات والإجراءات القانونية لتسليمه إلى والده.


ويبقى العديد من التساؤلات:


ما مصير مهربي عبد العزيز وأين هم وماذا سيتخذ بحقهم؟؟ وماذا عن عشرات الأطفال مثل عبدالعزيز ممن تسرق طفولتهم يوميا على الحدود اليمنية السعودية من قبل أناس لا قلوب لهم وفي ظل عجز حكومي واضح عن مواجهة الظاهرة والحد من أسبابها؟
رب إنى مغلوب فانتصر

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الإجتماعي العام“