زوج يقيم جدارا عازلا بينه وبين مطلقته وأبنائها الزوجة تطالب بتطبيق العدالة ووقف العزل
المفروض أن يقيم الكيان الصهيوني جدارا يفصل فيه كيانه عن باقي التراب الوطني الفلسطيني، فهذا واقع قد حصل فعلا وليس غريبا على كيان نهب الأرض وشرد الشعب العربي في فلسطين.. ولكن العجب بل كل العجب ان يحدث هذا في بلادي حين يقيم زوج (أب) جدارا عازلا في منزله يعزل فيه نفسه عن زوجته وعن باقي أفراد أسرته، فهذا للحقيقة قمة العجب. ويدعنا نتساءل من البداية: أين نحن؟ وما الذي يجري؟ فلقد شاهدت الجدار بعيني حين قمت مؤخرا بزيارة العائلة القاطنة بمدينة عيسى والصور المرفقة مع الخبر خير دليل. وحين شاهدت الحقيقة فركت عيني - لأنها ترف هذه الأيام من دون سبب - وقلت علها تشكل صورة غير حقيقية فدنوت من الجدار فوجدته مصنوعا من الطابوق وغير ممسوح بالاسمنت فصورته لكونه فعلا يفصل هذا البيت الى جزئين شمالي وجنوبي بقي هو في الشمال فيما تركهم في الجنوب. تحدثت الزوجة صاحبة القضية مشحونة بروح المقهور من هذا الوضع البائس وبعنفوان المتفائل الذي يؤمن أن الحق لابد ان يأخذ مجراه، وان العدالة لا تموت.. وأحضرت معها كمية من الأوراق والوثائق التي تثبت كل تحركاتها وماذا عملت؟ والى أين ذهبت؟ ومتى؟ وبما أن القصة طويلة فأرجو المعذرة لاختصارها. وأماطت اللثام من خلال سردها لمعاناتها عن أن زوجها الذي طلقها لم يكتف بهذه المعاملة السيئة بل تمادى الى قطع الكهرباء والماء عن البيت بالإضافة الى عدم دفع مصاريف الأكل والشرب ومصاريف المدرسة للعيال وهو أمر صادر من المحكمة بدفع 300 دينار في الشهر لكنه لم يدفع ذلك بحسب ملف التنفيذ الثانية رقم 4/2004/4760/9، وأضافت ان المحكمة ألغت هذا القرار الصادر عام 1992 ولما استأنفت الزوجة، أعفته المحكمة عن دفع مستحقات النفقات مدة 15 سنة ، وهنا ذكرت الزوجة للمحكمة: هذه نفقات قررتها المحكمة ولم يدفعها، فكيف يعفى؟ وأوقف العمل بالحكم بموجب الدعوى رقم 24/92/193/3 وكان جواب المحكمة أن زوجها سيلزم من هذا الوقت وصاعدا بمبلغ 200 دينار كنفقة لها وللعيال. وتساءلت بدورها مرة أخرى سؤالا قانونيا هل يحق لقاضي محكمة صغرى ان يلغي حكما صادرا من محكمة شرعية كبرى ولم تمض 15 عاما على إصدار الحكم؟ وباختصار، فالزوجة تشعر الآن بالظلم من هذا الزوج، والغبن من قاضي المحكمة التي ساندت زوجها، وطالبت بإلغاء هذه الإجراءات وطالبت بتشكيل لجنة وتساءلت من يدفع الديون المتراكمة ومن سيصرف على العيال؟ وتساءلت: أين اذهب بعد الطلاق؟ فهذا بيتها أولى بها ان تعيش فيه مع العيال رغم أنه بنى الجدار داخل المنزل وسد المنافذ على طريقة جيوش الاحتلال.