التربية الإيمانية

مواضيع عامة حول الحياة الإجتماعية في نطاق الأسرة وخارجها
أضف رد جديد
لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

التربية الإيمانية

مشاركة بواسطة لــؤي »

التربية الإيمانية

قال الإمام علي (ع): (والله ما سألت ربي ولداً نضير الوجه ولا سألت ربي ولداً حسن القامة ولكن سألت ربي ولداً مطيعاً لله خائفاً وجلاً منه حتى إذا نظرت إليه وهو مطيع لله قرت به عيني

إن مهمة التربية أساساً توجيه الإنسان إلى نظام الفطرة وإعادته إلى قاعدة التوحيد.. يقول الرسول الأعظم (ص) (كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه وينصرانه)
فالتدين حالة طبيعية وفطرية عند البشر، الدين شيء مغروز في باطن الإنسان...
لكن السؤال الذي يفرض نفسه متى وكيف يبقى الإنسان على تدينه وإيمانه؟
وجوابه: إذا ترك الإنسان على فطرته الأولى، وتربى في أجواء دينية وإيمانية صادقة، عندها تكون الأحكام الشرعية واضحة وسهلة يتقبلها دون تكلف، ذلك لأن نفسه حينها تكون قد تشبعت واستأنست بالدين وهكذا ينمو الإيمان في نفسه.أما إذا تركنا الطفل في أجواء ملوثة كافرة كانت أو مشركة فلا بد أن تتدنس فطرته ،وإذا كان الآباء والأمهات فاسدين فلن يكون أولادهم أحسن حالاً منهم. إلا من رحم ربي .

والمشكلة الخطيرة التي تهدد أبناءنا هي الخلط بين الخير والشر، فمثلاً شرب الخمر وجريمة الزنا يراها الطفل جرائم قبيحة ولكن سماع الأغاني ومشاهدة الرقص وممارسة الغيبة والنميمة ينظر إليها ويراها أموراً لا حرمة فيها مثلاً.. أو يعتقد الطفل بوجوب الصلاة والصوم ولكن مثلا الأمر بالمعروف لا يرقيان في تصوره إلى مرتبة الواجب.

وحين يتربى الطفل في وسط كهذا فإنه ينشأ وهو يحمل صورة مشوهة عن الدين فتكون نفسه مستأنسة ببعض الواجبات نافرة من بعض المحرمات ولكنها في الوقت نفسه لا تزال تستكره بعض الواجبات وترتكب بعض المحرمات، والسبب إنه لم يتربَّ في جو إسلامي خالص...
أما الأطفال الذين يتربون في أجواء فاسدة وينشؤون على أساليب منحرفة ملتوية لا يلتذون بحلاوة الفضيلة ولا يتذوقون طعم الإيمان الذي هو الطعام اللذيذ لروح الإنسان.
وروي عن النبي (ص): (إنه نظر إلى بعض الأطفال فقال: ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم!!
فقيل يا رسول الله من آبائهم المشركين؟
فقال: لا من آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض وإذا تعلم أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرض يسير من الدنيا. فأنا منهم بريء وهم مني براء)(4).
من هنا تأتي ضرورة أن يتنبه الآباء والأمهات إلى مسؤوليتهم التربوية وأن يعتنوا بأولادهم . وخاصة في المراحل الأولى من حياتهم . ويقول الإمام علي (ع) لولده الحسن (ع): (إنما قلب الحدث(5) كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك)(6).

إنَّ روح الطفل أشبه ما تكون بأرض خالية قابلة لزرع كل شيء فيها وهو أيضاً أشبه بشريط حساس يلتقط ويسجل كل ما يسمعه ويراه ثم يتفاعل ذلك الشيء في داخله وينعكس على حياته. لذلك يقال في علم النفس بالنسبة إلى حفظ بعض اللغات، إذا استمعت إلى شريط مسجل وأنت في حالة النوم فاللاشعور واللاوعي أو ما يطلق عليه أيضاً العقل الباطن يحفظ بعض ما يقرأ عليه.. وهذا يساعده على الحفظ بنسبة لا تقل عن 35%.

ذات يوم اجتمع أستاذ في علم النفس _ وكان من الصابئة(7) _ مع أحد العلماء وقال له: منذ بدأت أن أفهم الحياة كنت أجد نفسي أنجذب نحو الإسلام وأني أحب أن تحدثني عن الإسلام، وأن في نفسي عدة أسئلة أريد أن أسألك عنها.
فقال العالم: تفضل واسأل ما بدا لك.
فأخذ الأستاذ يسأل والعالم يجيب على أسئلته إلى أن اقتنع وآمن بالدين وأسلم، ثم قال: أنا أستاذ في علم النفس والآن فقط إنحلَّ لغزُ كان يحيرني ألا وهو: كانت أمي تقول لي نحن كصابئة من عادتنا أن يحضر رجل دين صابئي عند المولود لأداء بعض الطقوس والشعائر، ولكن في يوم ولادتك بحثنا عن رجل دين صابئي فلم نجد وعلى اعتبار أنه لا يمكن لنا أن نخالف العادات والتقاليد إضطررنا إلى الذهاب إلى رجل دين مسلم كان جاراً لنا لأداء تلك الطقوس والشعائر فطلبنا منه الحضور فلبى طلبنا وأتى ثم أخذ يتكلم معك في إذنيك بكلام لم نفهمه... وإني أعتقد الآن أن رجل الدين المسلم حين أخذني في حضنه وبدأ يتكلم معي كأن يقول: أنك يجب أن تكون مسلماً، ولذلك أنا أحببت الإسلام.
فتبسم العالم وقال: ليس هذا، وإنما هو عمل المستحب الإسلامي وهو أنه إذا ولد مولود يستحب عندنا في الإسلام أن يؤذن في إذنه اليمنى وتقرأ الإقامة في إذنه اليسرى.

وهنا يبرز سؤال ذا أهمية بالغة: كيف تزرع الإيمان في قلب طفلك؟

أولاً: يجب أن يلقن الطفل أصول الدين الأساسية

كالتوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد (يوم القيامة ، يقول الإمام علي (ع) في وصيته لولده الحسن (ع): (وأن ابتدئك بتعليم كتاب الله عز وجل وتأويله وشرائع الإسلام وأحكامه، وحلاله وحرامه لا أجاوز ذلك بك إلى غيره...)(9).

ثانياً: تدريبه على العبادة:

عود طفلك على الالتزام الإيماني منذ الطفولة مثل القيام بالصلاة ، قال الإمام الصادق (ع): إذا بلغ الغلام ثلاث سنين، يقال له، قل: سبع مرات لا إله إلا الله ثم يترك حتى يبلغ ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرين يوماً، ثم يقال له قل محمد رسول الله سبع مرات ويترك حتى يتم له أربع سنين، ثم يقال له: أيهما يمينك وأيهما شمالك فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة.
ويقال له: اسجد ثم يترك حتى يتم له ست سنين فإذا تم له ست سنين قيل له صل. وعُلم الركوع والسجود حتى يتم له سبع سنين فإذا أتم له سبع سنين قيل له إغسل وجهك وكفيك فإذا غسلهما قيل له: صل ثم يترك حتى يتم له تسع سنين فإذا تمت له علم الوضوء وضرب عليه وأمر بالصلاة وضرب عليها، فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله لولديه إن شاء الله(12).
فالولد إذا بلغ السابعة من عمره لزم أن نعلمه وندربه على الصلاة لأنها أساس سائر الأعمال الصالحة، وهي تقرب الإنسان إلى الله.

وقال النبي (ص): (مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً)



المصدر : موقع بينات
رب إنى مغلوب فانتصر

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الإجتماعي العام“