التسول ودواعيه .. بين المتشائم .. والمتعاطف

مواضيع عامة حول الحياة الإجتماعية في نطاق الأسرة وخارجها
أضف رد جديد
سهيل اليمانى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 5:07 pm
مكان: اليمن- صنعاء

التسول ودواعيه .. بين المتشائم .. والمتعاطف

مشاركة بواسطة سهيل اليمانى »

التسول ودواعيه .. بين المتشائم .. والمتعاطف ..
بقلم / أبو المجد المنصوري (ماجد)

فكرت كثيراً في طرحي للموضوع ،، ولكن قلت لعلَ وعسى أحد سيسبقني في ذلك فيفند ويبدع ، ويغوص في دياجيره ، ويدلهم وينغمس في بحوره التي لم تكتشف بعد ..لانني لست بذاك الغواص البارع .. ولكن الانتظار طويلا جعلني اخذ الريشة واغمسها في المدواة واقول مالدي من كلام بسيط وغير منسق .. ولكن ربما ردودكم ستضفي عليه الكثير والكثير، والأهم هو وصول المضمون والفكرة ..
كثيرا ما نرى أولئك المتسولين المتناثرين في في حنايا هذه الحياة اليمنية اليتيمة ، في الشوارع وعند المطاعم وعلى أبواب المساجد ، بل وحتى في الطرقات والازقة ، وعند المنعطفات ، بل وحتى عند ابواب المنازل ، واخاف أن الأمر يصل الى أنجدهم قد لجأوا الى ديارنا فما ان تلج باب منزلك الا وتجد متسول بالداخل لا تعرف متى ولج اليه مع انك قبل خروجك قد أوثقت الباب وأحكمته ..
لا اقول ان التسول ليس له تأثر الا في بلد الحكمة والإيمان .. بل في كل صقع من اصقاع هذه المعمورة .. ولكن ربما كتواجد على أرض الواقع وكـ كثرة ينبهر منها الزائر والمتأمل والمتابع والقارئ فهذا يجعلنا ان نقول بان ارض اليمن هي الارض الاكثر تقبل لأولئك المتسولين الذين ربما سيأتي عليهم وقت سيتفوقون عددا على الميسورين ولا اخاف انه يسأتي اليوم الي فيه سَيتصدَّق كل واحد منهم على الاخر لعدم وجود الشخص الميسور أو إنقراضه من هذه الارض الطينية التي ربما نزلة عليها لعنة حرمتها من العيش مثل غيرها من بقع الدنيا التي ينعم أهلها بالخير والبركة والغدق والعيش المترف التي تسوده بطر النعمة والكفر بها الا القليل منهم ..
لماذا عالمنا ومجتمعنا اليمني يعيش في حالة من الواقع الميؤس منه .؟و المقذي ،حال أنهكه الفقر ، وأتعبته جور السنين ، وقلة اليد ، وقرقرة البطون ، وعدم الحصول على لقمة العيش التي يبحث عنها الملايين لكي تسد من رمق الجوع الذي يتغلغل في نواحي بطونهم الجوعى ..
بل صار التسول مهنة شريفة يبحث عنها الفقير والميسور .. كثير اولئك الذين يصطنعوا التسول .. لديهم ألسن جميلة الكلمة ،صداحة بالقول ، عندما يقف وكانه بديع زمانه ، وخطيب قرنه ، وكانني به قس بن ساعدة ، كلام يستهوي العقول وتشرأب لسماعه الاعناق ، وتتقبله الآذان ، وتحملق في النظر الى قائله العيون ، يتكلم بكل فن وروعة ، تمثيل ناجح ، وكلمات مؤثرة ، شهيق وزفير ، بكاء وولوله ، بل ليس ببعيد ان البعض سيتبعه بنغمة البكاء، والبعض الاخر سيتبعه بفتح الايدي له ، والاخر ولو بالكلام والتوجه الى الجمهور لمساعدته ، ورابع سيكرمه ، وأضعف الايمان سيتعاطف معه ، وفي الاخير صقع من الخيال ، وكلام ليس بالحقيقة ، ولا يشكو من مرض وليس بالفقير ، وليس لديه أولاد كما يقول ويحكي للاخرين .. قد تقفوا ضدي ولا توفقوني في القول، وانا لا اقول لكم انه لا يوجد هناك متسولين ايديهم قصيرة ولا يملكون من الدنيا غير البحث عن لقمة العيش بل العكس أوافقكم الرأي وكما اسلفت في بداية حديثي أن المجتمع اليمني ربما المجتمع الاكثر في العالم فقرا وعوزا للحاجة .. ولكن بعد ما صار الامر عاده صار عباده .. وبعد ما صار الشي للحاجة صار للطمع والزيادة .. وبعد ماصاروا من زواره تحولوا الى روداه .. بل صار الامر تحدٍ وريادة ..
كتواجدي في عتق التي أعتبرها أقل المدن اليمنية تسول مقارنة بصنعاء وعدن وهلم جر .. ساذكر لكم قصة من باب التقريب .. ذات مرة صليت صلاة الجمعة الماضية في أحد مساجد عتق بعد أداء الصلاة تقبل الله من الجميع ،قام أحد القوم حسن الهيئة ذو لحية بيضاء طويلة عليه عمامة وفي خصره (جنبيه) وفجأة إذا به يئن ويصيح ، فتسمع له فحيح ، فتقول عنه هذا يشكوا من واقع صحيح ، كلماته تختلط بصياحه ، ودموعه تتطاير مع نباحه ، أولاده قد بلغوا العشرة ، أكبرهم لا يتجاوز من عمره العشرة ، لدية بيت تأجير ، وعليه عشرة الاف من الديون ، فهو بين البكاء والجنون ، لسانه تلهج بالدعاء ، وفمه من كبره وعاء ، الكل قام واكرمه على خطبته الشريفة مع انهم قد سمعوا قبلها خطبة لم ترتاح النفوس الا بعد إكتمالها ، خرجنا من المسجد وذهبت لأخذ غداء من مطعم قريب ، وكما يعرفه البعض مطعم ( باصهيب )، فإذا بي اجد الشخص هو هو ، ومعاه شاب كبير يضحكان ويقهقهان وبين أيديهم صحن من اللحم ربما تجاوز الربع ، فذا هو يأكل مثل السبع ، أخذت اتفكر فيه ، وأنظر الى يده وفِيه ، فكرت في ان أقطع عليه أكله ، واتبعه بصفعة وركله ، ولكن رجل كبير السن مثل والدي ، ولو انه قد تجاوز الحد المسموح وأخذ اموال الاخرين بغير حق ، ولكن رايت البكاء قد تبعته قهقهه، والانين النابح قد تبعه عمل فاضح ، وبينما انا منتظر اذا كل منهم أخرج من جيبه الكثير من المال ، ,اخذا يتقاسمانه في الحال.. وقصة مثلها في عدن الذي يصطنع المرض فياتي المسجد و(قربة) المغذي معلقة على كتفه كيف به يمشي لا اعرف، وبعد ذلك فضح امره وقد حضرت ذلك ، وآخر على كرسي الاعاقة ، وبعد فترى يُرى مهرولا مثل الناقة ، بعد ما كان يشكوا من بتر في ساقة ..
وانتم أحبابي جميعا ربما رايتم وسمعتم مثل هذه الاشياء بلا شك ولا ريب ..
ولكن هنا يكمن السؤال ..
وها هنا نبحث عن الإجابة ..
_ لما التسول في الطرقات والمساجد وفي الازقة ..؟
_ وما الاسباب التي دفعتهم لذلك ..؟
_ وهل ذلك ان دولتنا الرشيدة ليست بإسطاعتها عمل منظمات خيرية لنتشال مثل هولاء من قمقومة الفقر ..؟
_ وهل كل من قام على باب مسجد ، أو تعرض لك في شارع ، أو شكاء وبكاء .. متسول ..؟
_ وما هي الحلول التي لابد ان تقام للإقصى مثل هذه المأسي ..؟
_ كيف لك ان تعرف المتسول من غيره .. هل لك تجربة شخصية من معرفة ذلك ..؟
_ كما نسمع ان هناك منظمات دولية تخدم ذو الحاجة مثل ( اليونسكو) و (منظمة تاش) و( الأمم المتحدة ) الآتي لم يأتين الا لغرض في أنفسهن قبيح .. مع إيماننا بفشلهن الذريع .. ولكن لا يهمنا هذا في موضوعنا .. الذي يهمنا هو أين تذهب الكثير من المعونات التي لم نسمع عنها الا خيال ولم نرى منها شي .. ؟
أتمنى ان تثروا الموضوع بكل صراحه ،، وتتكلموا بكل أريحيه .. لمااااااااااذا التسول وما اسبابه في يمننا .؟
مع إيماني بطرح آرائكم .. وأفكاركم .. ومنظوركم .. ورؤيتكم عن الاسباب والدواعي لذلك ...
أتأسف لكم عن الإطالة والثرثرة.. ودمتم في حفظ الله ورعايته ..

شباب الموضوع منقول ويستاهل النقل والمناقشة صح الكلام
تحياتي للجميع ودمتم سالمين
لآل البيت عــز لا يـــزول ... وفضــل لا تحيـط به العقــول
أبوكـم فـارس الهيجا علـي ... وأمكــم المطهــرة البتــول
كفاكم يا بـني الزهـراء فخرا ... إذا ما قيل جدكم الرسولُ

صورة

سهيل اليمانى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 5:07 pm
مكان: اليمن- صنعاء

نقلت لكم

مشاركة بواسطة سهيل اليمانى »

كثير ما نرى أصحاب العلل والعاهات أو المحكومين بالديات يلجأون إلى المساجد ويضعون أرديتهم على المداخل والمخارج ويضعون عليها الأحكام الصادرة في حقهم أو تقارير المستشفيات عن العلل المستعصية والتي تتطلب العلاج خارج البلاد ويجود عليهم المصلون كلاً بما يستطيع وُتكرر العملية حتى تكون المبالغ قد قاربت التكاليف ويضعون عليها إمكاناتهم الخاصة كبيع موروثاتهم أو مساهمات الأقارب السخية وبكل ذلك تنتهي المشكلة ويتحرر المحكوم عليه أو يسافر المريض ولكن بقي صنف من الناس يتحملون أعباءً كثيرة نتيجة ما تتضمنه فواتير الماء والكهرباء وقيمة دبات الغاز الناقصة تعبئةً ومرتباتهم التعاقدية لا تفي إلا بقيمة الرغيف النحيف اليابس للأسرة المكونة من ثمانية أفراد فما فوق لا سيما إذا كان نصفهم من الذين سدت في وجوههم أبواب العمل سواء الرسمي الحكومي أو الشعبي الأهلي وأعمارهم قد تجاوزت الثلاثين سنة دون أن يروا أمامهم بارقة أمل في الزواج هل يستطيع أحد هؤلاء أن يضع رداءه على باب المسجد وعليه شيك الراتب ومجموعة فواتير وشهادة عاقل الحارة عن عدد الأسرة وعدم وجود موارد أخرى يكون الموظف الأهبل قد وفرها أيام شغل الوظيفة على مدى خمسين عاماً وهل سيتجاوب أهل الخير مع مثل هذه الحالة أم أنهم سيضعون أصابعهم الوسطى في وجهه لأنه موظف أهبل أضاع الفرص.




هل علمتم يا من تبحثون عن العلم والمعالم أن جنة كثيفة الأشجار منوعة الأزهار وارفة الظلال متقاربة التلال مدرجاتها أنيقة وتقاسيمها هندسية تشي بعقلي تقدمية يتزاحم داخلها كم هائل من الفنون وتترجمها الأعمال البديعة في تلكم الجنة وعلى جانب هذه الجنة نار متأججة اللهب متطايرة الشرر إلى أرجاء بعيدة وتدخل كل بيت في المدينة بشكل قسائم تزدحم فيها الأرقام وتتكاثف فيها المبالغ النقدية الخيالية التي تلفح الوجوه وتنتزع من أفواه الصبية والشيوخ لقمة عيشهم كل ثلاثين يوماً, تلكم الجنة والنار هما مكتب فرق مؤسسة المياه والمجاري وحديقته الغناء.

وهل علمتم أن مقابر اليمن لم يعد فيها فراغات لموتى جدد ولم يفكر أحد بتخصيص مساحة من أموال الوقف لاستقبال ضيوف منكر ونكير .. اللهم وفقنا لحيازة المرقد الدائم حتى البعث وبتكاليف زهيدة يا أرحم الراحمين.

محمدعبدالله الهادي
لآل البيت عــز لا يـــزول ... وفضــل لا تحيـط به العقــول
أبوكـم فـارس الهيجا علـي ... وأمكــم المطهــرة البتــول
كفاكم يا بـني الزهـراء فخرا ... إذا ما قيل جدكم الرسولُ

صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الإجتماعي العام“