السيف المسلول للعلامة عبد الله بن حسين الديلمي

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

بارك الله فيكم شيخي وحبيبي الشريف العلوي ونفعني الله بكم وجمعنا بكم مع جدكم المصطفى وال بيته وصحبه في جنات النعيم ان شاء الله تعالى

الاخوة الافاضل
استاذي الفاضل الشريف اكثر مني علماً واقدر مني على التعبير والتوضيح وبارك الله فيه قد اجاد وافاد

الاخ الحسن المتوكل
لاستاذي الشريف العلوي كل الحق والحرية في النقاش في الموضوع كيفما اراد
وفرق شاسع بيني وبين الاستاذ الشريف
وانا في نقاشي هنا كنت اناقش كتاب الاستاذ عبد الله مناقشة التلميذ لاستاذه اراعي في مناقشتي له مكانته حيث واني قد جلست في حلقاته وجلست بجانبه واحاطني الاستاذ عبد الله بطيبته وكرمه فبارك الله فيه وهدانا الله واياه والجميع الى الحق

=======

الاخ السائر
قلتم
((
واسأل الأخ الأمير هل يصح لغة ان أقول لابني مثلا وهو مقطوع اليدين :ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط
وان أقول : هذه الدار في يد فلان والحال ان يديه مقطوعتان وهكذا
))
والجوان نعم يصح
ولا يحق لك استناداً الى هذا ان تلغي ارتباط المجاز بالظاهر
والسؤال المطروح لماذا صح ابتداء ان نقول في حق الانسان كإنسان لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك؟؟


الاخ محمد عسلان
انت تعلم اخي مدى احترامي لك ومعزتك عندي
فيا اخي محمد عسلان اسمح لي ان اعاتبك
للاسف مشاركتك لم تعجبني وللاسف سلبية جداً جداً
لم استفد شيء من مداخلاتك
ان كنت ترى ان هنالك عدم فهم فبينه
ام هذه المداخلات فلا ارى لها اي فائدة غير زيادة الفرقة وسوء الفهم
فالله المستعان عليكم يا طيب


الاخ والصديق الحبيب محمد النفس الزكية
قلتم
((
إذا كنتم تثبتون المعنى الظاهري للكلمة ، فلماذا قلتم نثبت لله يدين حقيقيتين ، ثم قيدتم المعنى الظاهري بقولكم من دون تشبيه و لا تكييف و لا تمثيل ؟

فهل في اللفظ الظاهري تشبيه و تكييف حتى تم تقييده ؟
))

والجواب
اخي محمد ليست المسألة مسألة تقييد يا طيب كما فهمتها انت
فالمعنى الظاهري لنصوص الصفات اذا ما فهم فهما سليما فهو بعيد كل البعد عن التجسيم

وعندما يقول علمائنا اننا نثبت الصفات بدون تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل

انما هم هنا ينبهون القارئ الى عقائد المخالفين المشبهة منهم والمعطلة والمكيفة والخ


ثم يا اخي الكريم ليس فيها اي شيء ان نثبت صفات الله بدون تشبيه
والله تعالى
اثبت نفسه وصفاته بدون تشبيه
قال عز وجل
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
حتى لا يظن مرضى العقول والقلوب ان لله شبيه في ذاته او صفاته او افعاله


ولك ان تتمعن في كلام الامام مالك رحمه الله
الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة

وتمعن فيما ذكره استاذي الشريف العلوي هنا
فانا اراه يتضمن توضيح لكثير مما تذكره في كلامك

ختاماً
ارجوا من جميع اخوتي من الزيدية ان لا ينسبوا الى اهل السنة مفاهيم مغلوطة عن عقيدة اهل السنة
وهدى الله الجميع

تحياتي والسلام ختام
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

الشريف العلوي كتب:والذي يبقى هو إعمال التأويل في باب الأسماء والصفات ..
فالأصل عند أهل السنة الإيمان بظاهر الصفات دون تفويض أو تكييف أو تعطيل أو تأويل أو تحريف أو تشبيه, فلا فرق عندهم بين الصفات الذاتية والخبرية , فمن أثبت العلم بلا كيف وجب أن يُثبت اليد بلا كيف وإلا تناقض.
ولهم قاعدة وهي (أن القول في الصفات فرعٌ عن القول في الذات) فمن فرق بين الذات والصفة في التأويل فقد تناقض.
وهذا الإيمان هو المنجي في هذا الباب .

ثم :
الشريف العلوي كتب:والصفات الخبرية وهي على قسمين:
- (سمعية) كصفة الوجه.. ومنها ما هو قطعي الثبوت (كصفة اليد) [ومحل النزاع فيها هو المعنى] .. ومنها ظني الثبوت -أي فيه خلاف- (كصفة الساق).
عزيزي / الشريف العلوي

القرآن عربي
هل ( اليد ) و ( الوجه ) صفات أم أسماء في اللغة العربية ؟؟؟؟

وما تقصد بقولك : (( فمن أثبت العلم بلا كيف وجب أن يُثبت اليد بلا كيف وإلا تناقض )) !!؟؟؟
هل العلم يكيف أصلاً ، لتقول أن هناك من أثبت العلم بلا كيف ؟؟؟؟


تحياتي
صورة
صورة

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

الغالي جداً الأمير الصنعاني ..
شكراً لك أستاذي على التواضع الجم وحسن خُلقك مع إخوانك ..

حفظك الله



................................

الحسن المتوكل كتب:
القرآن عربي
هل ( اليد ) و ( الوجه ) صفات أم أسماء في اللغة العربية ؟؟؟؟
هي أسماء في حقيقتها .. وهي صفات بالنسبة للذات ..


وما تقصد بقولك : (( فمن أثبت العلم بلا كيف وجب أن يُثبت اليد بلا كيف وإلا تناقض )) !!؟؟؟
هل العلم يكيف أصلاً ، لتقول أن هناك من أثبت العلم بلا كيف ؟؟؟؟

بلا شك .. فالعلم وجميع الصفات المعنوية والخبرية يصح فيها التشبيه .. بدخول أداة التشبيه الكاف ..
ويحصل فيها التشبيه من جهتين: جهة الحقيقة: فإنها لا تعقل إلا عرضاً قطعاً .. والعرض لا يقوم إلا بمحدث قطعاً..
فإذا قُلتَ: هي ليست بعرض في حق ذات الله .. فسنقول لك: وكذا يد الله ليست بجارحة في حق ذات الله .. ولا فرق..

ويحصل فيها التشبيه من جهة المعنى المشترك: وهو إدراك المعلومات .. فالذي لا يُفرق بين المعنى والكيفية فقد شبَّه ..

والحمد لله ,,

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

الأخ / الشريف العلوي

قلتَ :-
هي أسماء في حقيقتها .. وهي صفات بالنسبة للذات ..
ثم :-
وكذا يد الله ليست بجارحة في حق ذات الله
وقد ارتحتُ عندما قلتَ أن اليد ليست بجارحه في حق الله تعالى

ولكن
طالما أن لليد معاني في اللغة .. فعلى أي معنى تحملون ما ورد في الآيات ؟؟
ثم
مامعنى قولكم بأن لله تعالى يدان ( إثنتان = مثنى ) ؟؟
رغم أن لفظ ( يد ) ورد في حق الله تعالى بصيغة المفرد والمثنى والجمع في الآيات القرآنية ؟؟
يعني لماذا تعلقتم بالمثنى تحديداً !!!؟؟؟

ثم
مامعنى قولكم بأن لله يدان ، وكلتهما يمين !! رغم قولكم أنها ليست جارحه !!؟؟



في إنتظار الإيضاحات
تحياتي
صورة
صورة

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

الحسن المتوكل كتب:
وقد ارتحتُ عندما قلتَ أن اليد ليست بجارحه في حق الله تعالى
ولكن
طالما أن لليد معاني في اللغة .. فعلى أي معنى تحملون ما ورد في الآيات ؟؟
قد سبق أخي الحسن أن الأصل في الكلام لغةً وفي النصوص الخبرية الغيبية شرعاً كلها هو إعمال الظاهر الذي هو (المعنى الحقيقي) ..
ولا يُلجئ إلى التأويل (المعنى المصطلح) إلا عند تعذر إعمال الظاهر .. وهذا أمر نتفق عليه جميعاً ..
ولولا ذلك لفتحنا المجال لكل زنديق من باطني إسماعيلي .. أو فيلسوف دهري .. لتأويل نصوص المعاد والنبوات والشرائع .. وهذا هو الكفر بعينه .


والمعنى الحقيقي لليد : هو ما يحصل بها القبض والبسط والطي والخلق والحثو والكتابة.

وهذا هو أصل المعنى لا كله أو ما يسمى بالمعنى اللغوي المشترك الكلي الذي لا وجود له إلاّ في الأذهان ولا يوجد خارج الذهن إلاّ مقيداً بموصوف.

فهناك إذن فارق بين المعنى الحقيقي الذي هو (ظاهر اللفظ) .. وبين حقيقة المعنى التي هي (التكييف) ..

ونصوص الكتاب والسنة قد وضعت كل صفة في موضعه.. يتناسب مع معناها الحقيقي بحيث أن العامي إذا سمعها لا يستنكر المعنى بل و يستأنس به دون إشكال..
فإذا قال الله تعالى: (لما خلقت بيدي) .. فقد تناسب مع المعنى اللغوي لليد إذ قد ثبت في الفطر دونما تردد أن اليد هي ما يتم الخلق بها و كذاك البسط والقبض . ولو كان المعنى غير معروف مبهم أو يفيد معنى مصطلحا (أي مؤولا) .. لصح أن يقول ( لما خلقت بقدمي أو بوجهي أو بحقوي ) وهذا مستنكر عند العوام فضلا عن العلماء الأذكياء.
فلما حدث الاستنكار علم أن كل شخص سليم الفطرة قد أثبت المعنى الحقيقي لصفة اليد اضطراراً..

ومعرفة المعنى لا تعني معرفة حقيقته الذي هو التكييف, ولا تعني أيضاً القدرة على التعبير عنه .. فإن هناك أمورا فطرية تعلم بالاضطرار لا يمكن أن تُحد بتعريف يجمع معانيها جميعاً.. تماماً كالمعاني القلبية الرحمة والرضا والغضب.. وإنما تدرك بالأثر..

كما أن معنى اليد وغيرها لا تُعبر إلا بالإضافة .. فاليد لا تكون جارحة إذا اضيفت إلى الفنجان.. بل إلى الإنسان .. فإذا اضيفت إلى الله لم تستطع أن تُعبر عنها إلا بأن تعلم كيفية الله .. وكما أنك أثبت معنى علم الله مع أنك لا تدرك كيفيته .. فكذا القول في اليد والنزول ونحوها.. فالاشتراك إنما هو في أصل المعنى لا كله.

فإذن ضابط المعنى في أي صفة: (ما تستطيع أن تثبته دون اعتبار للكيف) فتجد أن وجهك ووجه أي شيء آخر به اشتراك في أصل المعنى مع عدم التوافق في الكيفية . لذلك يعلم أن من حد الوجه: بما يحدث به المواجهة .. أو حد اليد بما يحدث بها القبض والبسط هو تعريف لأصل المعنى لا كله و يبقى باقي المعنى محسوس في الفطر و إن لم تستطيع أن تعرفه وتنطق به .. إذ أن الصدر أيضا يحدث به المواجهة .



ثم
مامعنى قولكم بأن لله تعالى يدان ( إثنتان = مثنى ) ؟؟
رغم أن لفظ ( يد ) ورد في حق الله تعالى بصيغة المفرد والمثنى والجمع في الآيات القرآنية ؟؟
يعني لماذا تعلقتم بالمثنى تحديداً !!!؟؟؟
لأن الله تعالى ذكر لفظ اليدين بالتثنية في مقام التشريف أو العطاء المقتضي ذكر الأكثر .. لأن زيادة الصفة تعني زيادة التشريف والتعظيم أو كثرة العطاء . كقول تعالى : (لما خلقت بيديَّ), وقال : (بل يداه مبسوطتان). وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يطوي الله تعالى السموات بيمينه والأرض بيده الأُخرى), وقوله: (كلتا يديه يمين) .

أما لفظ المفرد لليد: فلا يمنع التعدد إذا ثبت, لأن المفرد المضاف يفيد العموم.

وأما لفظ الجمع: فإنه يُراد به التعظيم .. أو يُراد به أقل الجمع إذا قلنا إن أقله إثنان .. فلا تعارض أصلاً..



ثم
مامعنى قولكم بأن لله يدان ، وكلتهما يمين !! رغم قولكم أنها ليست جارحه !!؟؟


هذا السؤال يا أخي ليس بصحيح .. فليس كل يد جارحة .. فإن يد الفنجان ليست بجارحة .. ولا تكون جارحة إلا إذا أُضيفت إلى حيوان.

أما لفظ (اليمين) فأصله ما تيامن. وإذا أُضيف إلى الجهة المخلوقة فهو ضد الشمال. أما إذا أُضيف إلى صفة الله تبارك وتعالى فهو ليس مخلوق .
إذ أن الجهة مخلوقة ويد الله أزلية ليست مخلوقة وكانت ولا جهة وهي الآن على ما كانت عليه .. والجهة من جهة النسبة تُضاف للمخلوق من جهة التخصيص , وصفات الله تعالى لا تحتاج إلى المخصص.

مع فائـدة : وهي أن لفظ التثنية مع لفظ اليمين تثبت صراحةً المعنى الحقيقي للفظ (اليد) , إذ لا يصح فيها التأويل أبداً.


والحمد لله ,,

محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

قال الشريف العلوي :
وهذا هو أصل المعنى لا كله أو ما يسمى بالمعنى اللغوي المشترك الكلي الذي لا وجود له إلاّ في الأذهان ولا يوجد خارج الذهن إلاّ مقيداً بموصوف
قلت : فما هو المشترك بين يد ورجل وساق وجنب وأصابع وحقو وسمع وبصر الله وبين يد ورجل وساق وجنب وأصابع وحقو وسمع وبصر الإنسان؟ فهل هو اشتراك في الاسم فقط؟ فهذا لا غبار عليه، لأن يد الإنسان هي الجارحة ويدُ الله هي نعمته أو قدرته، أم انه اشتراك في الصفة؟ فأخبرونا عن هذا الأمر المشترك وإن تفاوت فيه، ما معنى اشتراكهما فيه وكيف يشترك في صفة مع عدم التماثل فيما اشتركا فيه وإن تفاوتا فيه؟ فإن حاسة السمع عند زيد مثلاً وإن كانت بمقدار 1% وعند عمرو 100% متماثلٌ وإلا لما صَحَّ القول بالاشتراك مع تغير معنى اليد والرجل والساق وغيرهما في حق الله تعالى، مع معنى اليد والرجل والساق وغيرهما كلياً في معنى واحدٍ.
لأننا نقول : إنه صحيح أن الحيوانية المجردة ليست موجودة إلا في الذهن ، لكن عدم وجود الحياة في زيد والفرس وغيرهما من أفراد الحيوان العاقل مكابرة للعقل، هذه الحياة التي يجمعهما حقيقة واحدة وحَدٌّ واحد .
فإن أفراد الحيوان متصف بالحيوانية وهي أَمْرٌ يشترك فيه كل أفراده، والحيوانية في كل فرد من الحيوانات صفة يتصف بها الحيوان العقل وغير العاقل، وموجودة في كل أفراد الحيوان، والحيوانية في كل فرد متماثلة .
فإذا كانت الكليات حاصلة في الأذهان ولا وجود لها في الخارج مع عوارضها الغير ذاتية فمن أين تحققت الكليات؟ ويلزم أن حقيقة الإنسان والحيوان وغيرهما من الكليات تبطل وتنعدم حال مقارنتها للعوارض الموجودة بالإنسان والحيوان.
فنحن نقول بوجود الكليات في الخارج مع غيرها لأن القدرة والعلم مثلاً في الكائن الحيِّ معان وهذه المعاني لا تستقل بذاتها وعدم استقلالها لا يعني أنها لا توجد مع غيرها من الأمور الذاتية ولا يعني أن المتصف بها هو و غيره لا يشتركون إلا في الاسم لأنها معانٍ وأعراض وإذا ثبت وجودها مع غيرها في الخارج ثبت الاشتراك فيها وثبت ان الاشتراك في الصفات يقتضي التماثل في المواصفات وتفاوت العلم والحياة والقدرة، هو تفاوت في القَدْر كما يثبت التماثل في مربعين وإن كان أحدهما أكبر حجماً ، ثم نقول انه لا اشتراك في يد الله ويد الإنسان حتى على قاعدتكم ، لأن اليد في الإنسان عضوٌ وكذا الوجه والساق والرجل والقدم والأصابع وليست صفات، وعلى هذا فلا يوجد اشتراك ، لأنها على حد زعمكم في الله صفة ، بينما هي في الإنسان عضو وجارحة .
ولماذا قلتم إن القول بأن العبد فعال مختار له تأثيرٌ وأنه خالقٌ لأفعاله كما قال تعالى : (( وتخلقون إفكاً )) ، يستلزم أن يكون شريكاُ لله في صفة الخالقية مع اختلاف حقيقة الخلق عند الله وحقيقة الخلق عند الإنسان ، وعدلتم إلى القول بأنَّ الله خالق أفعال العباد فراراٌ من القول بأن الإنسان فاعلٌ لإفعاله وله تأثير حقيقة لأفعاله.
فعلى كلامكم هذا ينهدم ما قلتم فيما زعمتموه صفات ويلزمكم الشرك في اعتقاد المشاركة في صفة الحياة والعلم مع الله ، وإن كانت الحقائق متعددة على حد زعمكم .
ثم كيف يكون الشيء مشتركاً بين شيئين من دون جامع لهما وإن تفاوت، فنحن حينما نقول الله عالم والإنسان عالم فإن الله عالمٌ حقيقة،ً بينما كون الإنسان عالماً (أي له عقل) مجازٌ إذ أنه مُعْلَم، أي أن الله أعطاه عقلاً، وكون الله قادراً حقيقةٌ وكونُ الإنسان قادراً مجازٌ، إذ أن الله هو الذي أعطاه القدرة مع الاختيار في تلك القدرة فيكون مُقْدَراً، أي أن الله خلق فيه القدرة لا أفعاله إذ أن القدرة لا تعني الفعل بل تعني إمكان فعل أحد الضدين فعلى هذا فهو اشتراك في الاسم لا في الصفة .
ثم إن الحقيقة في لغة العرب في هذه الأشياء أن الجهة والمكان واليد والرجل وغيرهن أمور وأشياء مخلوقة ؛ لأن العرب لا يعنون بالجهة والمكان إلا التي هي موجودة وتحيط ، ولا يعنون باليد في الحقيقة إلا الجارحة المكيفة بكيفٍ معلوم ، وكذا الرجل والساق ، أما في المجاز فيعنون باليد النعمة في موضع والقدرة في موضع وغير ذلك ، ويعنون بالرِجْل أو القدم ما يقدمه الإنسان أمامه كما نص عليه صاحب القاموس والصحاح وشارح القاموس .

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم اسمحو ا لي بالمشاركة هنا :)


الحمد لله
قال اخي الشريف :
ويد الله أزلية ليست مخلوقة وكانت ولا جهة وهي الآن على ما كانت عليه ..
لي سؤال ساذج ربما لكنه قد يفيد

اذا كانت يد الله ثابتة له في الازل كما قلتم فهل كانت معه في القدم ؟

إن قلتم لا لم تكن ثابتة له في القدم بل كانت ثابتة له في الازل اثبتتم انها محدثة ونفيتم عناها صفة القدم فيلزم من هذا انه كان في القدم معدوم اليد ...!!!! وهنا يقال لكم من المحدث لها ...؟؟؟ هل الله احدثها لنفسه في الازل دون القدم ..؟؟؟ أم ان هناك محدث آخر احدثها له فينظم في صفوف خلقه ...؟

وإن قلتم لنا كانت يد الله ثابتة له في القدم ولم تكن ثابتة له في الازل

قيل لكم ومن المتقدم منهما فالقديم هو الذي ليس قبله شيء ..؟؟؟

ان قلتم لا متقدم منهما بل كليهما قديم قلنا لكم يلزم من هذا تعدد القديم وهذا عين الكفر
وان قلتم يد الله لا توصف بقدم قلنا لكم كذبتم الله في قوله حين قال ان له يد مبسوطة

وان قلتم ما ندري من القديم منهما قلنا لكم القديم هو الله وصفاته عين ذاته ومعنى اليد في حقه القدر ة والقوة أو الكرم والبذل ..!

والى أن تجيب على سؤالي اترك المتابع لكم يستفيد من هذه الفائدة والتى انقلها له من كتاب الكاشف الامين لمولانا العلامة مداعس ..!

فائدة
قال عليه السلام [ فقل: يداه ] في الآية الأولى [ نعمتاه، ] من تسمية الشيء باسم آلته لما كانت اليد آلة لإيصال النعمة إلى المنعم عليه في الشاهد، ويقال لفلان على فلان يد عظيمة أي نعمة، وتصح تثنيتها على هذا المعنى قال الشاعر:
ويدانِ بَيْضَاوَان عِنْدَ مُحَلَّمٍ*****قَدْ يَمْنَعَانِكَ أنْ تُضَامَ وتُهْضَمَا
[ وَيَدُهُ ] في قوله تعالى: ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾{ص:75}، [ قدرته ] لكنها في الآية بصفة التثنية لما كانت القدرة في الشاهد محلها اليدين معاً، ويمكن أن يقال أراد التخييل لما كانت الأعمال والإحداثات في الشاهد باليدين جميعاً، لأنا إذا جعلنا اليد بمعنى القدرة لزم تثنية القدرة لتثنية اليدين فيحتاج إلى تكلف للتصحيح والتوضيح كما قالوا في: ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾{المائدة:64}، أراد نعمة الدنيا ونعمة الدين أو نعمة الدنيا والآخرة أو الظاهرة والباطنة بخلاف ما إذا جعل من باب التخييل فلا كلفة للتصحيحه، [ والأيدي ] في الآية الثانية وهي قوله تعالى: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ {يس:71}، [ هي: القدرة، والقوة أيضا.ً ] عطف تفسيري، لأن القدرة والقوة بمعنى واحد، ومثل هذه الآية قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ ﴾ {الذاريات:47}، قال الناصر للحق عليه السلام : تجمع التي بمعنى القدرة على أيد والتي بمعنى النعمة على أيادٍ. حكاه شيخنا رحمه الله، قال وفي كلام: أن الأول جمع قِلَّة والثاني جمع كَثرة ولا فرق، والإمام أصدق وأحق. قال: وتأتي اليد بمعنى: الملك، يقال الدار في يد فلان - أي في ملكه-، وتأتي اليد لغير ذلك.

قلت: وذلك كاليد عند علماء الشريعة والحكام في قولهم: من كانت اليد له فالظاهر معه، يريدون بذلك ثبوت التصرف وكون القول قوله، وعلى الخصم المنازع في الملك البرهان.

قال رحمه الله: هذا يعني ما ذكره المؤلف عليه السلام تأويل أكثر التابعين والأئمة، وأما علماء البيان وهو الذي جنح إليه الإمام يحيى عليه السلام في الطراز والإيجاز والمهدي والزمخشري أنه لا يتمحل للمفردات فيقال في نحو: ﴿يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ على اليد كناية عن البخل، وبسطها كناية عن الجود ونحوها. انتهى كلامه والمسك ختامه.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

الأخ / الشريف العلوي


قلتَ :-
ولا يُلجئ إلى التأويل (المعنى المصطلح) إلا عند تعذر إعمال الظاهر .. وهذا أمر نتفق عليه جميعاً ..


لسنا متفقين بدايةً على كلامك هذا !
لأنك عبّرت عن التأويل بــ المعنى المصطلح !!؟

لأن المعنى المصطلح إنما أتى به الشرع .. لتفسير المقصود وليس لتأويله
فعندما نزل قول الله تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ، فسّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه معنى الصلاة بأن قال لهم : قولوا اللهم صلي على محمد وآل محمد .........الخ .
وصار ذلك التفسير هو المعنى الإصطلاحي للصلاة على النبي .

أما التأويل فهو الإنتقال من معنى لغوي إلى معنى لغوي آخر لقرينة .. وكلا المعنيان من لغة العرب .. الموجودة قبل الشرع .

ولولا ذلك لفتحنا المجال لكل زنديق من باطني إسماعيلي .. أو فيلسوف دهري .. لتأويل نصوص المعاد والنبوات والشرائع .. وهذا هو الكفر بعينه .
تأويل الباطنية وأشباههم .. باطل لعدم إستناده لقرينة ، فضلاً عن عدم علاقة باللغة العربية أساساً !!


والمعنى الحقيقي لليد : هو ما يحصل بها القبض والبسط والطي والخلق والحثو والكتابة.
بالله عليك من أين أتيت بهذا المعنى يا أخي !!
ما أتيتَ به هو أوصاف ووظائف !

راجع معاني اليد في اللغة على الرابط التالي :-
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp ... CID=691#s1

ومن ناحية أخرى ، قال تعالى : ( وتخلقون إفكاً ) ... وقصد قولهم للكذب والباطل ، وهذا لاعلاقة له باليد حسب المعنى الذي أتيت به !

فإذا قال الله تعالى: (لما خلقت بيدي) .. فقد تناسب مع المعنى اللغوي لليد إذ قد ثبت في الفطر دونما تردد أن اليد هي ما يتم الخلق بها و كذاك البسط والقبض .
عزيزي .. أراك تطلق الكلام حسب مقصودك في ذهنك .. على أنه مُسَلّمٌ به !!
لكي يتضح الخلاف :
قل لنا ما الفرق بين المعنى اللغوي لليد ، وبين المعنى الحقيقي ( الذي أتيت به أنت ) لليد ؟؟

ولو كان المعنى غير معروف مبهم أو يفيد معنى مصطلحا (أي مؤولا) .. لصح أن يقول ( لما خلقت بقدمي أو بوجهي أو بحقوي ) وهذا مستنكر عند العوام فضلا عن العلماء الأذكياء.
ليس لك حجة في ذلك !
لأن القرآن نزل بلغة العرب ، وليس القدم والوجه والحقو بمعنى القدرة !

كما أن معنى اليد وغيرها لا تُعبر إلا بالإضافة .. فاليد لا تكون جارحة إذا اضيفت إلى الفنجان.. بل إلى الإنسان .. فإذا اضيفت إلى الله لم تستطع أن تُعبر عنها إلا بأن تعلم كيفية الله .. وكما أنك أثبت معنى علم الله مع أنك لا تدرك كيفيته .. فكذا القول في اليد والنزول ونحوها.. فالاشتراك إنما هو في أصل المعنى لا كله.
لم أثبت معنى علم الله ... حسب زعمك !!
فصفات الله زائدة على الذات عندكم ... وصفات الله هي ذاته عندنا .

ثم لماذا تقول أن اليد إذا أضيفت إلى الله لم نستطع أن نعبر عنها إلا بأن نعلم كيفيتها !!؟؟
بل نقول أن اليد في هذه الآية قدرته ، وفي تلك الآية نعمته ، وفي تلك الآية تأييده ...الخ .

لأن الله تعالى ذكر لفظ اليدين بالتثنية في مقام التشريف أو العطاء المقتضي ذكر الأكثر .. لأن زيادة الصفة تعني زيادة التشريف والتعظيم أو كثرة العطاء .
هنا قمتَ بالتأويل دون أن تشعر :)


مع فائـدة : وهي أن لفظ التثنية مع لفظ اليمين تثبت صراحةً المعنى الحقيقي للفظ (اليد) , إذ لا يصح فيها التأويل أبداً.
حديث ( كلتا يديه يمين ) أحادي عندكم ، فضلاً عن عدم صحته عندنا
ثانياً وهو الأهم :
إذا كنت لا تزال مُصراً على المعنى الحقيقي لليد الذي أدهشتنا به سابقاً
فهل ستضيف جديداً على ذلك المعنى ، عندما أطلب منك الآن معنى يد الله في قوله تعالى : ( يد الله فوق أيديهم ) !؟؟؟؟؟؟



تحياتي
صورة
صورة

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

السلام عليكم ..

أيها الإخوة ,,
إلحظوا جميعاً إلى أني مازلتُ أجاريكم لما تريدون .. وأُجيب على أسئلتكم الدائرة حول مثال من صفات الله سبحانه الخبرية .. ولا أتابع وجوب ردكم على إلزاماتي .. وقد كان مرادي أن نتناقش حول أصل المسألة بإجابة السؤال الذي طرحته في ثاني مشاركة لي هنا .. لأنه بتحرير الأصل تتضح الأمثلة ويُلمس أصل النزاع بأخصر طريق ..
فإذا أحببتم أن نضبط الحوار فلنبدأ مع أحدكم بإجابة السؤال (هل ظاهر الصفات يقتضي التشبيه؟) لننتقل لما بعده .. وإلا فلا مانع لدي من الاستمرار في هذا التشعب ..

وأنبه إلى أن هذا هو حـوار .. وليس مناظرة .. فلستَ في موقع دفاع .. ولستُ في موضع تهمة .. بل نريد هنا إدارة التبيين وتوضيح وجهة النظر التي هي خاطئة ..

والحمد لله ,,

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

محمد النفس الزكية كتب:
قلت : فما هو المشترك بين يد ورجل وساق وجنب وأصابع وحقو وسمع وبصر الله وبين يد ورجل وساق وجنب وأصابع وحقو وسمع وبصر الإنسان؟ فهل هو اشتراك في الاسم فقط؟ فهذا لا غبار عليه، لأن يد الإنسان هي الجارحة ويدُ الله هي نعمته أو قدرته، أم انه اشتراك في الصفة؟ فأخبرونا عن هذا الأمر المشترك وإن تفاوت فيه، ما معنى اشتراكهما فيه وكيف يشترك في صفة مع عدم التماثل فيما اشتركا فيه وإن تفاوتا فيه؟ فإن حاسة السمع عند زيد مثلاً وإن كانت بمقدار 1% وعند عمرو 100% متماثلٌ وإلا لما صَحَّ القول بالاشتراك مع تغير معنى اليد والرجل والساق وغيرهما في حق الله تعالى، مع معنى اليد والرجل والساق وغيرهما كلياً في معنى واحدٍ.
لأننا نقول : إنه صحيح أن الحيوانية المجردة ليست موجودة إلا في الذهن ، لكن عدم وجود الحياة في زيد والفرس وغيرهما من أفراد الحيوان العاقل مكابرة للعقل، هذه الحياة التي يجمعهما حقيقة واحدة وحَدٌّ واحد .
فإن أفراد الحيوان متصف بالحيوانية وهي أَمْرٌ يشترك فيه كل أفراده، والحيوانية في كل فرد من الحيوانات صفة يتصف بها الحيوان العقل وغير العاقل، وموجودة في كل أفراد الحيوان، والحيوانية في كل فرد متماثلة .
فإذا كانت الكليات حاصلة في الأذهان ولا وجود لها في الخارج مع عوارضها الغير ذاتية فمن أين تحققت الكليات؟ ويلزم أن حقيقة الإنسان والحيوان وغيرهما من الكليات تبطل وتنعدم حال مقارنتها للعوارض الموجودة بالإنسان والحيوان.

قد سبق جواب أسئلتك أيها الأخ .. وإليك توضيح ذلك:

الصفة: تشمل الاسم, و المعنى اللغوي (الحقيقي), والمعنى الكلي (الحقيقة أو الكيفية).

ولكل الصفات الذي ذكرت لها معنى لغوياً لا يوجد إلا في الذهن .. والذهن قد يحوي النقيضين والمتنافرين والمتضادين .. ونحن الآن نتناقش في صفة واحدة منها وهي (اليد) , وهذا المعنى اللغوي هو مشترك بين الخالق والمخلوق ولا يلزم منه التشبيه أبداً .. لأن التشبيه محله الكلي لا اللغوي الحقيقي.

وعدم استطاعتك التفريق بين المعنيين اللغوي والكلي جرك إلى غلط الأسئلة.

- ففي الحيوانية تقول: (هذه الحياة التي يجمعهما حقيقة واحدة وحَدٌّ واحد) .
أسألك: عن هذه الحقيقة الواحدة .. ما هي؟

وبالطبع فإن كل حقيقة (معنى كلي) تستطيع التعبير عنه .. وأنت قد زدت في إيضاح ذلك بقولك (وحد واحد) أي أن لها تعريفا ضابطا.
وبالطبع أيضاً أن حقيقة الشيء ليست أثره لأنها خارجة عن ذاته.

فهل تستطيع أن تعبر لي ما هي الحقيقة الواحدة للحياة؟


- وفي سؤالك : (فإذا كانت الكليات حاصلة في الأذهان ولا وجود لها في الخارج مع عوارضها الغير ذاتية فمن أين تحققت الكليات؟)

هذا سؤال لا يصح لتركبه على مقدمة مغلوطة .. فلا نحن نقول بوجود الكليات في الأذهان فقط دون آثار (العوارض غير الذاتية) .. ولا الحيوانية تُسمى كلية أصلاً .. بل هي معنى مشتركا لا ندرك معناه الكلي , فهي ليست كلية إذن.

فقولك: (إن الحيوانية المجردة ليست موجودة إلا في الذهن) .. ثم قولك هي كلية؟!! .. تناقض , فالمشترك غير الكلي.


- وفي السمع تقول: (فإن حاسة السمع عند زيد مثلاً وإن كانت بمقدار 1% وعند عمرو 100% متماثلٌ وإلا لما صَحَّ القول بالاشتراك)

نعم , لأن للسمع معنى كلياً فهو حاسة كما قلت.. فهو متماثل في حق المخلوق .. أما في حق الخالق فليس بحاسة, بل هو إدراك الأصوات وتمييزها, وهذا معنى مشترك بين الخالق والمخلوق.
فوصف السمع بالحاسة هو أمر زائد على المعنى اللغوي الحقيقي.


- وفي العلم والقدرة تقول: (فنحن حينما نقول الله عالم والإنسان عالم فإن الله عالمٌ حقيقة،ً بينما كون الإنسان عالماً (أي له عقل) مجازٌ إذ أنه مُعْلَم، أي أن الله أعطاه عقلاً، وكون الله قادراً حقيقةٌ وكونُ الإنسان قادراً مجازٌ، إذ أن الله هو الذي أعطاه القدرة مع الاختيار في تلك القدرة فيكون مُقْدَراً).

وهذا غلط .. لأنك تبحث في المعنى الكلي .. أي بعد إنزالك المعنى اللغوي على الموصوف.
فالعلم: هو إدراك المعلومات. وهذا معنى مشترك.
والقدرة: إمكان الفعل. وهذا معنى مشترك.

والغريب أنك تقول في قدرة المخلوق : (أن القدرة لا تعني الفعل بل تعني إمكان فعل أحد الضدين, فعلى هذا فهو اشتراك في الاسم لا في الصفة) .. مع أن الخالق سبحانه يشترك مع المخلوق في المعنى الذي ذكرتَ ! فكيف تقول بعدها أنه لا يشترك إلا في الاسم ؟! .. ما سر هذا تناقض!.




فنحن نقول بوجود الكليات في الخارج مع غيرها لأن القدرة والعلم مثلاً في الكائن الحيِّ معان وهذه المعاني لا تستقل بذاتها وعدم استقلالها لا يعني أنها لا توجد مع غيرها من الأمور الذاتية ولا يعني أن المتصف بها هو و غيره لا يشتركون إلا في الاسم لأنها معانٍ وأعراض وإذا ثبت وجودها مع غيرها في الخارج ثبت الاشتراك فيها وثبت ان الاشتراك في الصفات يقتضي التماثل في المواصفات وتفاوت العلم والحياة والقدرة، هو تفاوت في القَدْر كما يثبت التماثل في مربعين وإن كان أحدهما أكبر حجماً ،


تركيب هذا المقطع خاطئ .. وهو من الخلط بين المعنيين كما مر آنفاً.
فإن المعنى اللغوي هو ما تستطيع إثباته بلا كيفية. فالكيفية استعمال وهو قدرٌ زائدٌ على المعنى.

فقولك : (وثبت ان الاشتراك في الصفات يقتضي التماثل في المواصفات وتفاوت العلم والحياة والقدرة، هو تفاوت في القَدْر).

غير صحيح .. فالاشتراك في معاني الصفات لا يقتضي التماثل في الموصوف ..
أنا أسألك الآن: وجود الله هل تثبت معناه؟ ..



ثم نقول انه لا اشتراك في يد الله ويد الإنسان حتى على قاعدتكم ، لأن اليد في الإنسان عضوٌ وكذا الوجه والساق والرجل والقدم والأصابع وليست صفات، وعلى هذا فلا يوجد اشتراك ، لأنها على حد زعمكم في الله صفة ، بينما هي في الإنسان عضو وجارحة .

قد سبق أن اليد اسم .. لكنها بالنسبة للذات صفة .. أي أنها صفة ذات .. فهي مقيدة بالإضافة .. فتقول: لذات الإنسان يد ورجل و وجه .. فتصف الذات بجوارحها, فيصبح المقصود منها المعنى لا الصفة, فإن ما دل على معنى وصفة فهو اسم .. وما دل على معنى فقط فهو صفة.

لكن قل لي: أنت تقول أنها اسم وليست صفة .. ثم بعد ذلك تجردها من الصفة وتجعلها تدل على معنى فقط هو القوة أو النعمة وهذه صفة وليست اسم. فكيف هذا التناقض الثالث؟




ولماذا قلتم إن القول بأن العبد فعال مختار له تأثيرٌ وأنه خالقٌ لأفعاله كما قال تعالى : (( وتخلقون إفكاً )) ، يستلزم أن يكون شريكاُ لله في صفة الخالقية مع اختلاف حقيقة الخلق عند الله وحقيقة الخلق عند الإنسان ، وعدلتم إلى القول بأنَّ الله خالق أفعال العباد فراراٌ من القول بأن الإنسان فاعلٌ لإفعاله وله تأثير حقيقة لأفعاله.
فعلى كلامكم هذا ينهدم ما قلتم فيما زعمتموه صفات ويلزمكم الشرك في اعتقاد المشاركة في صفة الحياة والعلم مع الله ، وإن كانت الحقائق متعددة على حد زعمكم .

الجواب: أن ما ذكرته ليس بمذهبنا .

فإن الخلق يُراد به:
إما الإيجاد.
وإما التقدير.
وإما التصيير.

فالأولان هما لله تعالى وحده لا يشترك فيهما أحد معه , والثالث يشترك فيه العبد.
فالعبد خالق لأفعاله بهذا المعنى أي مصيرها ومحولها, وليس بخالق لأفعاله من حيث الإيجاد والتقدير, لأن الله تعالى أوجد له القدرة وقدر له فعلها.



ثم إن الحقيقة في لغة العرب في هذه الأشياء أن الجهة والمكان واليد والرجل وغيرهن أمور وأشياء مخلوقة ؛ لأن العرب لا يعنون بالجهة والمكان إلا التي هي موجودة وتحيط ، ولا يعنون باليد في الحقيقة إلا الجارحة المكيفة بكيفٍ معلوم ، وكذا الرجل والساق ، أما في المجاز فيعنون باليد النعمة في موضع والقدرة في موضع وغير ذلك ، ويعنون بالرِجْل أو القدم ما يقدمه الإنسان أمامه كما نص عليه صاحب القاموس والصحاح وشارح القاموس .
صدقت هي الحقيقة المستعملة .. لكن ليست المعنى الحقيقي الأصل.
وقد مر الفرق بينهما وسيأتي في حواري مع أخينا المتوكل زيادة بيان.


والحمد لله ,,

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

محمد الغيل كتب:

السلام عليكم اسمحو ا لي بالمشاركة هنا :)

لي سؤال ساذج ربما لكنه قد يفيد

اذا كانت يد الله ثابتة له في الازل كما قلتم فهل كانت معه في القدم ؟

إن قلتم لا لم تكن ثابتة له في القدم بل كانت ثابتة له في الازل اثبتتم انها محدثة ونفيتم عناها صفة القدم فيلزم من هذا انه كان في القدم معدوم اليد ...!!!! وهنا يقال لكم من المحدث لها ...؟؟؟ هل الله احدثها لنفسه في الازل دون القدم ..؟؟؟ أم ان هناك محدث آخر احدثها له فينظم في صفوف خلقه ...؟

وإن قلتم لنا كانت يد الله ثابتة له في القدم ولم تكن ثابتة له في الازل

قيل لكم ومن المتقدم منهما فالقديم هو الذي ليس قبله شيء ..؟؟؟

ان قلتم لا متقدم منهما بل كليهما قديم قلنا لكم يلزم من هذا تعدد القديم وهذا عين الكفر
وان قلتم يد الله لا توصف بقدم قلنا لكم كذبتم الله في قوله حين قال ان له يد مبسوطة

وان قلتم ما ندري من القديم منهما قلنا لكم القديم هو الله وصفاته عين ذاته ومعنى اليد في حقه القدر ة والقوة أو الكرم والبذل ..!

وعليكم السلام ,,

أخي محمد .. تركيب سؤالك مغلوط

فإن الأزل أخص من القِدم .. فكل أزل قِدم ولا عكس ..

ثم إن من قال بأن اليد من صفات الذات , والذات بصفاتها أزليه , لم يلزمه كلامك .. لأن الممتنع تعدد الذوات لا تعدد صفات الذات .. فلم تكن ذات بلا صفات وهذا ممتنع أشد الامتناع ..

ثم إنك أثبت لله صفات كالحياة والعلم والقدرة .. ولم يلزمها ما ألزمتنا به .. فما الفرق؟

ثم كيف تجعل غضب الله هو رحمته, وقوته هو لطفه! .. وكلها عين ذاته! .. هذا مكابرة للعقول .. فهل لديك برهان واحد على ما تقول؟

ثم إن هذا سؤال مشبه لا منزه .. فإن إلزام تعدد الأزلي لمن أثبت الصفات .. هو عين التشبيه .. لأنه لا يكون إلا بعد تنزيل الخالق منزلة المخلوق وتبعيضه .. ثم نفي ذلك .. ولو سبقت عين التنزيه التشبيه لعلمت أن الله ليس كمثله شيء ابتداءً ولم تحتج إلى هذا السؤال ..


وفقك الله ,,

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

الحسن المتوكل كتب:الأخ / الشريف العلوي


لسنا متفقين بدايةً على كلامك هذا !
لأنك عبّرت عن التأويل بــ المعنى المصطلح !!؟

لأن المعنى المصطلح إنما أتى به الشرع .. لتفسير المقصود وليس لتأويله
فعندما نزل قول الله تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ، فسّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه معنى الصلاة بأن قال لهم : قولوا اللهم صلي على محمد وآل محمد .........الخ .
وصار ذلك التفسير هو المعنى الإصطلاحي للصلاة على النبي .

أما التأويل فهو الإنتقال من معنى لغوي إلى معنى لغوي آخر لقرينة .. وكلا المعنيان من لغة العرب .. الموجودة قبل الشرع .
دعك من المعنى المصطلح .. سمه المعنى المنقول .. أو خلاف الحقيقة .. أو التأويل .. لا ضير
مع أن المصطلح ليس هو ما يأتي به الشارع فقط .. بل يكون في كل فن من العلوم بدأً بفن الموسيقى الروحي إلى فن المنطق العقلي.
والمجاز هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له, وهو في مقابل للحقيقة.

المقصود: أننا نتفق على أن الأصل في المعاني الحقيقة.



تأويل الباطنية وأشباههم .. باطل لعدم إستناده لقرينة ، فضلاً عن عدم علاقة باللغة العربية أساساً !!
تأويلاتهم فاسدة وبعيدة .. لكن ربما استندت إلى قرينة لغوية لا شرعية ولا عقلية .. ومن الباطنية والفلاسفة من يُذكر في طبقات اللغويين والبلاغيين ..



بالله عليك من أين أتيت بهذا المعنى يا أخي !!
ما أتيتَ به هو أوصاف ووظائف !

راجع معاني اليد في اللغة على الرابط التالي :-
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp ... CID=691#s1

..................

عزيزي .. أراك تطلق الكلام حسب مقصودك في ذهنك .. على أنه مُسَلّمٌ به !!
لكي يتضح الخلاف :
قل لنا ما الفرق بين المعنى اللغوي لليد ، وبين المعنى الحقيقي ( الذي أتيت به أنت ) لليد ؟؟
أنت لا تفرق بين الاستعمال اللغوي .. والأصل اللغوي ..
لسان العرب والقاموس وما شابه .. معاجم تحوي الاستعمالات اللغوية لا أصول الألفاظ ..

فإذا أردتَ أن تنظر استعمال العرب للفظ ما فافتح القاموس .. وإذا أردتَ أن تعرف الأصل الوضعي له فارجع إلى كتب المتقدمين الذين يُعنون بتبين الأصول كمعجم اللغوي المشهور ابن فارس المسمى (مقاييس اللغة) فإنه اعتنى بتبيين أصول الألفاظ .



ومن ناحية أخرى ، قال تعالى : ( وتخلقون إفكاً ) ... وقصد قولهم للكذب والباطل ، وهذا لاعلاقة له باليد حسب المعنى الذي أتيت به !
هذا معنى مجازي .. والأصل أن الخلق يكون باليدين.


ليس لك حجة في ذلك !
لأن القرآن نزل بلغة العرب ، وليس القدم والوجه والحقو بمعنى القدرة !
من أين أتيت أن القدم والوجه والحقو ليس محل للقدرة؟

المشي والركض والرفس أليست قدرة ومحلها القدم ؟؟
و فتح الفم والجفون وإغلاقهم .. أليست قدرة ومحلها الوجه؟ ..
والميل .. أليست قدرة ومحلها الحقو؟؟



لم أثبت معنى علم الله ... حسب زعمك !!
فصفات الله زائدة على الذات عندكم ... وصفات الله هي ذاته عندنا .
هل يعني هذا أنك تستطيع أن تقول: يا غضب الله اغفر لي ! .. ويا عجب الله انصرني ! .. ويا رحمة الله انتقمي من عدوي ؟؟


ثم لماذا تقول أن اليد إذا أضيفت إلى الله لم نستطع أن نعبر عنها إلا بأن نعلم كيفيتها !!؟؟
بل نقول أن اليد في هذه الآية قدرته ، وفي تلك الآية نعمته ، وفي تلك الآية تأييده ...الخ .
هذا تأويل وليس تعبير ..
أي أنه قدرٌ زائد على معرفة المعنى ! .. لأنك لا تستطيع تأويل ما لا تعرف معناه في الأصل..
يعني أنك مثلت ثم أولت .. فاليد معنى منقول عند التأويل ..

ثم كيف تثبت أثر الصفة ولازمها (العطاء – القوة – التأييد) وتنفي أصل هذا الأثر واللازم ؟؟
هذا غلط .. لأن العرب إذا استعملت اليد في العطاء ونحوه مجازاً فإنه يتضمن أمرين إثبات اليد , وإضافة العمل لديها .. فلا يطلقون ذلك إلا لذي يد . واستعمالهم في غير ذي اليد هو من باب الاستعارة التي هي مجاز عقلي لا لغوي أي افتراض ذهني كما ذكر ذلك إمام أهل البلاغة عبد القاهر الجرجاني في الدلائل , وحتى لو كانت مجازا لغويا فإنها تدعو إلى الغرابة والعجب بخلاف التأويل.



هنا قمتَ بالتأويل دون أن تشعر :)

تأويل الصفة بلازمها لا يعني نفي الصفة يا مولانا ..


حديث ( كلتا يديه يمين ) أحادي عندكم ، فضلاً عن عدم صحته عندنا
ليس المقصود إثبات صحة الورود .. لكني أجبتُ على ما ألزمتني به في سؤالك بأنه دليلٌ لنا لا علينا ..
على أن الأحادي معمول به عندنا وعندكم في الاعتقاد ..


ثانياً وهو الأهم :
إذا كنت لا تزال مُصراً على المعنى الحقيقي لليد الذي أدهشتنا به سابقاً
فهل ستضيف جديداً على ذلك المعنى ، عندما أطلب منك الآن معنى يد الله في قوله تعالى : ( يد الله فوق أيديهم ) !؟؟؟؟؟؟

إيوه .. سأضيف
ولا يلزم ذلك نفي أن لله يد .. كما مر آنفاً ..


والحمد لله ,,
آخر تعديل بواسطة الشريف العلوي في الخميس نوفمبر 23, 2006 8:39 am، تم التعديل مرة واحدة.

محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

هل الحيوانية أمر يشترك فيه كل من فيه حياة ؟

و هل هذه الحيوانية مفرد كلي اشترك فيه كل من فيه حياة ؟

و هل دلالة لفظة الحيوانية موجودة في الذهن فقط بحيث أن دلالة لفظة الحيوانية غير موجودة مع غيرها ؟

هل كل مكيف ممثل ؟


قال الاخ العلوي :
ولكل الصفات الذي ذكرت لها معنى لغوياً لا يوجد إلا في الذهن .. والذهن قد يحوي النقيضين والمتنافرين والمتضادين .. ونحن الآن نتناقش في صفة واحدة منها وهي (اليد) , وهذا المعنى اللغوي هو مشترك بين الخالق والمخلوق ولا يلزم منه التشبيه أبداً .. لأن التشبيه محله الكلي لا اللغوي الحقيقي.
قلت : قال ابن عثيمين في كتابه شرح العقيدة الواسطية :ان الله عزوجل له عين وله وجه وله يد وله رجل عزوجل لكن لا يلزم من أن تكون هذة الاشياء مماثلة للإنسان فهناك شئ من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة ص 89

و قال : و كذلك السمع فيه اشتراك ، الإنسان له سمع و الخالق له سمع ، و لكن بينهما فرق ، لكن أصل وجود السمع مشترك فإذا قلنا من غير تشبيه و نفينا مطلق التشبيه صار في هذا إشكال ، انتهى كلام محمد بن صالح العثيمين

للمراجعة


إن اللفظ المفرد الكلي إما ذاتي وإما عرضي .
و ان الذاتي للشي إما صالح للدلالة على الماهية بوجه .
و إما غير صالح للدلالة على الماهية أصلا .
والدال على الماهية إما أن يدل على ماهية شي واحد أو أشياء لاتختلف اختلافا ذاتيا ، و إما أن تكون دلالة على الماهية إنما بحسب أشياء تختلف ذواتها اختلافا ذاتيا .
مثال الأول لفظة الشمس إذا وقعت على هذا المشار إليها ولفظة إنسان إذا وقعت على زيد وعمرو .
ومثال الثاني دلالة لفظة الحيوان إذا وقعت على الثور والحمار والفرس معا فسأل سائل:ما هذه الأشياء فقيل حيوانات ...

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

الحمد لله
اخي الشريف العلوي اسعدك الله ...!
صدرك واسع ويتسع للجميع

اقول معلقا على ردك على مداخلتي :

اتفقت المدارس الفكرية داخل البيت الاسلامي على ان مصطلح قديم اذا وصفنا به الذات المقدسة فلا يكون هذا الوصف أمرا زائدا على ذات الموصوف به.
كما اتفقوا على ان هذا المصطلح ليس معنى زائداً على ذات الموصوف به ..!

ومن هنا يلوح لك أ ن هذا المصطلح لا يكون صفة ولا معنىً زائدا على الذات.
بل مصطلح يفيد التقدم على الغير فاذا اطلقناه على الله وقلنا الله هو القديم فمعنى هذا ان الله هو المتقدم الذي لا أولية لوجوده ..!

واما مصطلح ازل فهو- كما نقل الجرجاني صاحب التعريفات - : استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي.
وبهذا يظهر لك ان مصطلح أزل يأخذ نفس البعد الذي اخذه مصطلح قديم إن اطلقناه على الذات المقدسة
اقول: ومن هنا يظهر لك ان دعواك أن الازل اخص من القدم باطلة باطلة باطلة ولا دليل عليه البتة .
وغاية ما يقال فيه وفي مصطلح القدم اخي الشريف أن بينهما ترتب ذهني مشترك اذا اطلاقا على غير واجب الوجود اعني اذا استخدمهما المتكلم في حق جائز الوجود لا ان بينهما عموم وخصوص البتة.
وتأمل معي اذا قال القائل : زيد قديم وخالد ازلي فإن هناك اعتبارا في ذهن المتكلم دل عليه الماصدق خارج الذهن من خلال معلومة احاط بها المتكلم عن زيد وخالد ولكي تعرف معنى الاشتراك المشار اليه سابقا في قولي لك (((((ترتب ذهني مشترك )))) ارجو ان تتأمل في قول القائل : هذة مخطوطةٌ قديمةٌ ازليةٌ فإنه يصح أن يقول : هذه مخطوطةٌ ازليةٌ قديمةٌ .
وهنا اقول لك : ان اطلاق هذين المصطلحين على جائز الوجود إنما هو امر مجازي محمول عليه لا على الحقيقة دل علي هذا الحدوث الذي اعترى هذه المسميات ..!

أما اذا استخدمهما المتكلم في حق واجب الوجود "الله " فلا يعتبر الترتب الذهني هنا اطلاقا كونه امرا مستحيل التصورعلى المتكلم كما ان واجب الوجود منزه عن التصور والاحاطة به خصوصا اذا عرفت أن الله ليس كمثله شيء و أن صفته عين ذاته لا ان الصفة امر زائد على الذات ..ايضا اذا عرفت حقيقة الازلي فالازلي كما جاء في كتاب التعريفات : مالا يكون مسبوقاً بالعدم...!
اذا تمهد لك هذا اخي الشريف ...
فاعلم ان بين المصطلحين ترادف لفظي عند علماء الاصول إن استخدمهما المتكلم و اطلقهما على الله كما في قول القائل : جلس زيد وقعد وهو جالس وقاعد, فجلس وقعد بمعنى واحد ...!
وانت قلت في ما مضى :

اقتباس:
ويد الله أزلية ليست مخلوقة وكانت ولا جهة وهي الآن على ما كانت عليه ..
وبنيت هذه الدعوى يا اخي على اصلك الفاسد مع الاسف اعني القول بالفصل بين الصفة وبين الذات كما هو مذهب عامة اهل السنة والجماعة وهنا اقول لك :
اذا كان الازل والقدم بمعنى واحد في حق الله عند اهل هذا الفن كما ظهر لك فيما تقدم ...!!
فمن حقنا ان نخاطبك من خلال اصلك الفاسد الذي بنيت عليه ونتوجه اليك بمثل تلك الاسئلة كونها ملزمة لك لكي تُعرِّفنا من المتقدم منهما حين ادعيت أن يد الله أزلية مفرقا بذلك بين الله وصفته ...!

لذا عندما لزمتك الحجة تهربت من وقعها على قلبك و اتهمتني بالمغالطة ولم تكتفِ بهذا غفر الله لك بل ذهبت الى دعوى باطلة ادعيتَ فيها ان الازل اخص من القدم ولا عكس وهذه الدعوى هي الدليل الذي كشف لك لا لنا مدى التخبط الذي انتم عليه في مثل هذه المسائل والله المستعان ..!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

محمد النفس الزكية كتب:هل الحيوانية أمر يشترك فيه كل من فيه حياة ؟

و هل هذه الحيوانية مفرد كلي اشترك فيه كل من فيه حياة ؟

و هل دلالة لفظة الحيوانية موجودة في الذهن فقط بحيث أن دلالة لفظة الحيوانية غير موجودة مع غيرها ؟

الحيوانية هي معنى لغوي لا كلي قبل الاستعمال .
فالحيوانية من الحياة, وأنت قلتَ آنفاً (أن الحياة لها حقيقة واحداً و حدّاً واحدا) .. فسألتك ما هي إذن؟ لأن هذا هو المعنى اللغوي الذي لا تستطيع التعبير عنه كما أقول إلا بعد إنزاله على الموصوف.

وإلا فإن هذا اللفظ بالمعنى الكلي أي بعد الاستعمال يُطلق على كل ذي حي,وعلى نهر في الجنة, وعلى الحي من العرب, وعلى النبات الطري, وعلى الآخرة وغير ذلك.

وما أعنيه بالمعنى اللغوي هو قولك (لأننا نقول : إنه صحيح أن الحيوانية المجردة ليست موجودة إلا في الذهن) , فهذه الحيوانية المجردة هي المعنى الحقيقي المشترك.

والدلالة في قولك (و هل دلالة لفظة الحيوانية موجودة في الذهن فقط بحيث أن دلالة لفظة الحيوانية غير موجودة مع غيرها ؟)
هي المعنى الكلي , لكن هل يصح أن توجد حيوانية مجردة ليست إلا في الذهن, الجواب: نعم كما سبق أن قررتَ أنت ذلك .
وهل نستطيع التعبير عن هذه الحيوانية المجردة (أي قبل الاستعمال) بلا تكييف؟ الجواب: لا, بالاتفاق.

أرجو أن يكون قولي قد اتضح .



هل كل مكيف ممثل ؟

قلت : قال ابن عثيمين في كتابه شرح العقيدة الواسطية :ان الله عزوجل له عين وله وجه وله يد وله رجل عزوجل لكن لا يلزم من أن تكون هذة الاشياء مماثلة للإنسان فهناك شئ من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة ص 89

و قال : و كذلك السمع فيه اشتراك ، الإنسان له سمع و الخالق له سمع ، و لكن بينهما فرق ، لكن أصل وجود السمع مشترك فإذا قلنا من غير تشبيه و نفينا مطلق التشبيه صار في هذا إشكال ، انتهى كلام محمد بن صالح العثيمين

الشبه في كلام الشيخ ابن عثيمين يعني في المعنى اللغوي الذي لم يأمرنا الله بتنزيهه عنه كما لم يأمرنا بتنزيهه عن اللفظ المشترك .. وإلا فنفي التشبيه والتكييف والمماثلة يطفح به شرحه هذا وغيره من كتبه .. وهذا الكتاب هو تفريغ من أشرطه لا تحرير باليد .. فلينتبه لمسألة التكرار وقصور المعاني فليس التفريغ كالتحرير ..

والحمد لله,,

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“