الامامية و بنو العباس

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

الامامية و بنو العباس

مشاركة بواسطة حميدان »

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الامام الهادى بن ابراهيم الوزير رضى الله عنه فى كتابه " ازهاق التمويه " :
"قال السيد الدامغانى فى رسالته المسماة بالجوهرة ..: (ان اول من وضع مذهب الامامية ابو الدوانيق )...

و قيل ان مذهب الامامية وضعه المامون ينفر من الخروج مع الائمة من ولد الحسن , و جعله شبهة ليعميهم
و قال المامون مفتخرا ( رايى فى صرف الناس عن محبة اولاد الحسن خير من راى ابائى "

و اعتقد ان الامر اسبق من زمن المامون , فقد وجدنا شواهد على علاقة هذه الفرقة بالبلاط العباسى قبل المامون منها حالة عيسى بن روضة
و هو عيسى بن روضة حاجب المنصور : قال عنه النجاشي : كان متكلّماً ، جيد الكلام ، وله كتاب في الإمامة . وقرأت في بعض الكتب : أنّ المنصور لمّا كان بالحيرة ، تسمّع على عيسى بن روضة ، وكان مولاه ، وهو يتكلّم في الإمامة فأُعجب به واستجاد كلامه(

النجاشي ، الرجال 2 : 145 / 794 .
فحاجب الدوانيقى الوالغ فى دماء العترة الزكية كان من متكلمى الامامية فتامل
و مثل هذه الحالة حالة بنو نوبخت الذين كان جدهم ملازما للمنصور و استمر ابناؤه فى خدمة جبابرة بنى العباس
فعندما شاخ جدهم و ضعف عن صحبة المنصور اقام مقامه ابنه ابا سهل وهو الذي ينتهي اليه سلسلة هذه الطائفة وله عشرة اولاد اثنان منهم كان لهما ذرية كثيرة مشهورة وهما اسحاق واسماعيل وممن ينسب إلى هذه السلسلة ابوالقسم الحسين بن روح بن ابى بحر النوبختي احد السفراء الاربعة في الغيبة الصغرى.
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

موقف الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) من الخلافة العباسية

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على جميع الاخوة المؤمنين

للمناسبة انقل لكم هذا المقال:

ما هو موقف الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) من الخلافة العباسية ، و ما سبب رفضه القيام ضدها ؟

الاجابة للشيخ صالح الكرباسي

موقف الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) من الخلافة العباسية لم يكن موقفاً مؤيداً و لا موافقاً لها ، و لم يصدر منه ما يؤيد بني العباس على الإطلاق ، بل كانت مواقفه ( عليه السَّلام ) موقف المعارض و المخالف لهم ، كل ذلك لمعرفته بأهداف بني العباس و نواياهم السلطوية و الدنيوية المخالفة للدين الإسلامي .

لكنه ( عليه السَّلام ) لم يكن مُحارباً لهم أيضاً ـ أي أنه لم يعلن حرباً ضدهم ـ و ذلك لأنه كان يرى في المواجهة السياسية و العسكرية خطئاً كبيراً و خسارة عظيمة على المصلحة الإسلامية بصورة عامة ، و على الثلة المؤمنة بصورة خاصة ، حيث أن الإمام ( عليه السَّلام ) كان ينظر إلى المستقبل السياسي بكل وضوح و شفافية ، و لذلك فقد رفض التعاون مع أبو سلمة الخلال [1] عندما عرض عليه قيادة المعارضة ، لأنه ( عليه السَّلام ) كان يعلم بأن أبو سلمة لم يعرض هذا الأمر عليه إلا لتعزيز قوته و لإضفاء الشرعية على حركته السياسية لضمان الوصول إلى السلطة تحت مظلة الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) ، حيث أن أبو سلمة لم يكن يريد إقامة دولة إسلامية تُطبِّق حكم الله كما يراه الإمام ( عليه السَّلام ) ، و الدليل على ذلك موقف الإمام ( عليه السَّلام ) من كتاب أبي سلمة و قوله : " مالي و لأبي سلمة و هو شيعة لغيري " !

و لم يكن ولاء أبي سلمة خالصاً و لا مطلقاً للإمام ( عليه السَّلام ) ، و يشهد على ذلك ما كتبه إلى كل من الإمام ( عليه السَّلام ) و عبد الله المحض ، و عمر الأشرف ، و تعليماته المصحوبة بها و التي أصدرها لرسوله الذي كلَّفه بتسليم الكتب بترتيب خاص .

نعم الحقيقة هي أنه لمّا سبر أبو سلمة الخلال أحوال بني العباس و عرف نواياهم عزم على العدول عنهم إلى بني عليّ ، فكتب إلى ثلاثة من أعيانهم و شخصياتهم و رموزهم الدينية و السياسية و هم :

1. الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام) .
2. عبد اللّه المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن طالب ( عليه السَّلام ) .
3. عمر الأشرف بن الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السَّلام ) .

و أرسل الكتب مع رجل من مواليه و قال له :
اقصد أولاً جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) ، فإن أجاب فأبطِل الكتابين الآخرين ، و إن لم يجب فالق عبد اللّه المحض ، فإن أجاب فأبطل كتاب عمر ، و إن لم يجب فالق عمر .

فذهب الرسول إلى الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أولاً ، و دفع إليه كتاب أبي سلمة .
فقال الإمام ( عليه السَّلام ) : " مالي و لأبي سلمة و هو شيعة لغيري " !
فقال له الرسول : اقرأ الكتاب .
فقال الصادق ( عليه السَّلام ) لخادمه : " أدن السراج " ، فأدناه ، فوضع الكتاب على النار حتى احترق .
فقال الرسول : ألا تجيبه ؟
قال ( عليه السَّلام ) : " قد رأيت الجواب " .

ثم مضى الرسول إلى عبد اللّه المحض ، و دفع إليه الكتاب ، فقرأه و قَبِلَهُ و ركب في الحال إلى الصادق(عليه السَّلام ) و قال : هذا كتاب أبي سلمة يدعوني فيه إلى الخلافة ، قد وصل إليّ على يد بعض شيعتنا من أهل خراسان .
فقال الصادق(عليه السَّلام ) : " و متى صار أهل خراسان شيعتك ؟ أ أنت وجهت إليه أبا مسلم ؟ هل تعرف أحداً منهم باسمه ؟ فكيف يكونون شيعتك و أنت لا تعرفهم و هم لا يعرفونك " ؟!
فقال عبد اللّه : كان هذا الكلام منك لشيء .
فقال الصادق ( عليه السَّلام ) : " قد علم اللّه أني اُوجب النُصح على نفسي لكلّ مسلم ، فكيف أدخره عنك ! فلا تُمَنِّ نفسك بالأباطيل ، فإنّ هذه الدولة ستتم لهؤلاء ـ يعني بني العباس ـ و قد جاءني مثل الكتاب الذي جاءك " [2] .

فالإمام الصادق ( عليه السَّلام ) لعلمه بنوايا العباسيين السلطوية و كذلك لمعرفته التامة بشخصية أبي سلمة الخلال و نواياه و مقاصده و لمعرفته بما تؤول إليه الأمور سياسياً معرفة تامة تجنَّب المواجهة السياسية و العسكرية مع بني العباس ، و أمر الخواص بإلتزام المنازل حفاظاً عليهم ، و حتى يتمكن من القيام بالدور المناسب الذي أولاه الله عَزَّ و جَلَّ ، و الذي يتطلَّبه منه موقعه الحساس كإمام يرعى المصالح الإستراتيجية للدين الإسلامي و الأمة الإسلامية من جميع الجوانب على المدى الطويل ، و هو ما حصل بالفعل ، و كانت النتيجة تماماً كما رآه الإمام ( عليه السَّلام ).

هذا و يظهر من بعض الأحاديث أن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) لم يجد الآلية المناسبة لمواجهة بني العباس فلذلك لم يقم بدور المعارض .
فقد رُوِيَ عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ أنه قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) [3] ، فَقُلْتُ لَهُ : وَ اللَّهِ مَا يَسَعُكَ الْقُعُودُ .
فَقَالَ : " وَ لِمَ يَا سَدِيرُ " .
قُلْتُ : لِكَثْرَةِ مَوَالِيكَ وَ شِيعَتِكَ وَ أَنْصَارِكَ ، وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) مَا لَكَ مِنَ الشِّيعَةِ وَ الْأَنْصَارِ وَ الْمَوَالِي مَا طَمِعَ فِيهِ تَيْمٌ وَ لَا عَدِيٌّ .
فَقَالَ : " يَا سَدِيرُ ، وَ كَمْ عَسَى أَنْ يَكُونُوا " ؟
قُلْتُ : مِائَةَ أَلْفٍ .
قَالَ : " مِائَةَ أَلْفٍ " !
قُلْتُ : نَعَمْ ، وَ مِائَتَيْ أَلْفٍ .
قَالَ : " مِائَتَيْ أَلْفٍ " !
قُلْتُ : نَعَمْ ، وَ نِصْفَ الدُّنْيَا .
قَالَ : فَسَكَتَ عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : " يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ تَبْلُغَ مَعَنَا إِلَى يَنْبُعَ " .
قُلْتُ : نَعَمْ .
فَأَمَرَ بِحِمَارٍ وَ بَغْلٍ أَنْ يُسْرَجَا ، فَبَادَرْتُ فَرَكِبْتُ الْحِمَارَ .
فَقَالَ : " يَا سَدِيرُ ، أَ تَرَى أَنْ تُؤْثِرَنِي بِالْحِمَارِ " .
قُلْتُ : الْبَغْلُ أَزْيَنُ وَ أَنْبَلُ .
قَالَ : " الْحِمَارُ أَرْفَقُ بِي " .
فَنَزَلْتُ فَرَكِبَ الْحِمَارَ ، وَ رَكِبْتُ الْبَغْلَ ، فَمَضَيْنَا فَحَانَتِ الصَّلَاةُ .
فَقَالَ : " يَا سَدِيرُ انْزِلْ بِنَا نُصَلِّ " .
ثُمَّ قَالَ : " هَذِهِ أَرْضٌ سَبِخَةٌ لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ فِيهَا " .
فَسِرْنَا حَتَّى صِرْنَا إِلَى أَرْضٍ حَمْرَاءَ ، وَ نَظَرَ إِلَى غُلَامٍ يَرْعَى جِدَاءً [4] .
فَقَالَ : " وَ اللَّهِ يَا سَدِيرُ لَوْ كَانَ لِي شِيعَةٌ بِعَدَدِ هَذِهِ الْجِدَاءِ مَا وَسِعَنِي الْقُعُودُ " .
وَ نَزَلْنَا وَ صَلَّيْنَا ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الصَّلَاةِ عَطَفْتُ عَلَى الْجِدَاءِ فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِيَ سَبْعَةَ عَشَرَ " [5] .
________________________________________
[1] أبو سلمة الخلال : هو حفص بن سليمان الهمداني الكوفي ، و هو أوَّل وزير لأول خليفة عباسي ، استوزره السفّاح و فوَّض جميع الأمور إليه لفضله و كفاءته ، و لُقبّ بـ " وزير آل محمَّد " ثمَّ قتله السفّاح حين أحسَّ منه بالتشيُّع لآل علي ( عليهم السلام )
[2] الآداب السلطانية لابن الطقطقي : 111 .
[3] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
[4] الجدي : من أولاد المعز ، و هو ما بلغ ستة أشهر أو سبعة ، و الجمع جداء و أجد . ( مجمع البحرين : 1 / 81 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
[5] الكافي : 2 / 243 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .

http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=795

تحياتي للجميع
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

الإمام الكاظم(عليه السلام) وتثقيف أصحابه برفض السلطةالمنحرفة

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة على رسول الله و على آله الطاهرين

السلام عليكم ايها الاخوة المؤمنون

انقل لكم هذا المقال ايضا:

الإمام الكاظم(عليه السلام) وتثقيف أصحابه برفض السلطة المنحرفة

في مواجهته(ع) للعباسيّين، كان يقوم بتثقيف أصحابه بالرفض الفكري للسلطة المنحرفة، انطلاقاً من عدم شرعيتها، ولكنه في الوقت نفسه كان يعمل على معالجة الموضوع بالحكمة والمرونة العمليّة، فنراه في بعض الحالات يرفض لبعض أصحابه العمل مع السلطة من حيث المبدأ ويوحي له بالترك المطلق، بينما يؤكّد على بعضهم البقاء في عملهم داخل السلطة، ويشترط عليهم الالتزام برعاية إخوانهم وتفضيلهم على أساس استحقاقهم لذلك، من خلال ظلم الآخرين لهم وإهمالهم لحقوقهم بسبب انتمائهم أو انتسابهم لأهل البيت(ع).

فمن الفريق الأول صفوان الجمّال، وذلك في ما رواه الكشي في "رجاله"، أي في كتابه، عن حمدويه قال: "حدّثني محمد بن إسماعيل الرازي قال: حدّثني الحسن بن علي بن فضال قال: حدّثني صفوان بن مهران الجمّال، قال: دخلت على أبي الحسن الأول الكاظم(ع) فقال: يا صفوان، كلُّ شي‏ءٍ منك حَسَنٌ جميل ما خلا شيئاً واحداً، قلت: جُعلت فداك أيّ شي‏ء؟ قال: إكراؤك جمَالَك من هذا الرجل ـ يعني هارون ـ قلت: والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا للهو، ولكني أكريته لهذا الطريق ـ يعني طريق مكّة ـ ولا أتولاه ولكنْ أبعثُ معه غلماني، فقال لي: يا صفوان، أيقع أكراك عليهم؟ قلت: نعم جُعلت فداك، فقال لي: أتحبُّ بقاءَهم حتى يخرج كراك؟ قلت: نعم، قال: فمن أحبَّ بقاءهم فهو منهم، ومَن كان منهم ورد النّار. فقال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك إلى هارون، فدعاني وقال: يا صفوان، بلغني أنَّك بعت جمالك، قلت: نعم، قال: لِمَ؟ قلت: أنا شيخٌ كبيرٌ وإنَّ الغلمان لا يفون بالأعمال، فقال: هيهات هيهات، إنّي لأعلم من أشار عليك بهذا، أَشَارَكَ موسى بن جعفر، فقلت: ما لي ولموسى بن جعفر، فقال: دعْ عنك هذا، فوالله لولا صحبتُك لقتلتك"(38).

إنَّنا نلاحظ في هذه الرواية أنَّ الإمام كان حاسماً مع صفوان في ترك عمله، من خلال الإيحاء بأنَّ القضيّة ليست قضيّة العمل في ذاته في شرعيته الذاتية ليدور الحديث حول خصوصيته، وأنَّه ليس للصيد أو للهو أو نحو ذلك، مما كان يتعارف من سفر الخلفاء لأجله، ولهدف الترفيه عن أنفسهم والتسلية، بل هو لحجِّ بيت الله الحرام، بل القضيّة قضيّة الحالة النفسيّة التي قد يعيشها (صفوان) في الرغبة في بقائهم حتى تخرج إليه أجرتُه، ما قد يعني بعض التعاطف مع أوضاعهم العامة بشكل غير مباشر، في ما تشتمل عليه هذه الأوضاع من الظلم والعدوان وارتكاب المحرّمات.. وربما يمتدُّ الأمر إلى أبعد من ذلك في الاقتراب النفسيّ بفعل المصالح المتبادلة التي تدفع الإنسان إلى الانفتاح على الظَلَمة الذين يتعامل معهم بشكل منفتح من دون أيِّ تحفّظ، فيؤثّر ذلك على الموقف كلِّه.

وإذا عرفنا أنَّ عمل صفوان لا يتصل بالقضايا العامة للمسلمين والشيعة بالخصوص، فلن يكون هناك ضررٌ من خروجه ومن عمله لهم، بينما يتأكّد الموقف الحركيّ في الأجواء العامة للحركة الإماميّة في اختزان الرفض السلبيّ للواقع كلِّه لهؤلاء.. وربما لا يمثّل هذا الموقف قاعدة لأمثال هذه الحالة، بل لا بدَّ من دراسة الظروف الموضوعيّة المحيطة بكلِّ حالة للتعرّف على النتائج السلبيّة أو الإيجابيّة المتصلة بها لتحديد الحكم الشرعي على أساس ذلك، لا سيما إذا عرفنا أنَّ المسألة هي التعاطف مع هؤلاء وأمثالهم بالرغبة في بقائهم، مما قد يكون بعض الناس في عصمةٍ ذاتية ومناعة روحيّة ضدَّ ذلك.

ومن الفريق الثاني: عليّ بن يقطين، وهو أيضاً من أصحاب الكاظم(ع)، فقد ورد في رجال الكشي "عن محمد بن إسماعيل عن إسماعيل بن مراد عن بعض أصحابنا، أنَّه لما قَدِم أبو إبراهيم ـ وهو لقب الإمام(ع) العراق، قال عليّ بن يقطين: أما ترى حالي وما أنا فيه، فقال: "يا عليّ، إنَّ لله تعالى أولياء مع أولياء الظَلَمة ليدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا عليّ"(39). ومما تجدر الإشارة إليه، أنَّ عليّ بن يقطين كان يعمل وزيراً لهارون الرشيد.

وقد جاء في قرب الإسناد عن محمد بن عيسى عن عليِّ بن يقطين أو عن زيد عن علي بن يقطين، أنَّه كتب إلى أبي الحسن موسى(ع): "أنَّ قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان، فإن أذنت لي ـ جعلني الله فداك ـ هربت منه، فرجع الجواب: لا آذن لك بالخروج من عملهم واتّقِ الله"(40).

وقد جاء في الكافي عن محمد بن يحيى عمّن ذكره عن عليّ بن أسباط عن إبراهيم بن أبي محمود عن عليّ بن يقطين، قال: قلت لأبي الحسن(ع): ما تقول في أعمال هؤلاء؟ قال: "إن كنت فاعلاً فاتّق أموال الشيعة. قال: فأخبرني عليّ بن يقطين أنَّه كان يجبيها من الشيعة علانيةً ويردُّها عليهم في السرّ"(41).

فقد نلاحظ أنَّ عليّ بن يقطين كان يمثّل مركز قوّةٍ في مركز الخلافة، وكان الإمام الكاظم(ع) يرى فيه ضمانةً كبيرة لدفع الظلم عن أولياء الله، وعن حماية أموالهم وأنفسهم.. ما يجعل وجوده ضروريّاً على مستوى حماية الحركة الإسلامية الإماميّة في أتباعها ومواقعها، ولذلك لم يرضَ له الإمام بالاستقالة، بل فرض عليه البقاء بالشروط الشرعيّة التي تتمثّل في السير في هذا الخطّ.
وقد نقلت كتب سيرة الإمام الكاظم(ع) أنَّه كان يتعهّد علياً بالرعاية له في عمله حتى لا يقع في مكيدة الذين يدبّرون له المكائد للإيقاع به عند الرشيد، وكان من وصاياه له: "فإنَّ لنا بك أنساً، ولإخوانك بك عزّاً، وعسى أن يجبر الله بك كسراً، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه.. يا عليّ، كفارة أعمالكم الإحسانُ إلى إخوانكم، اضمن لي واحدةً وأضمن لك ثلاثاً، اضمن لي ألا تلقى أحداً من أوليائنا إلاَّ قضيت حاجته وأكرمته، وأضمن لك ألاَّ يظلّك سقف سجن أبداً، ولا ينالك حدُّ سيف أبداً، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً.. يا عليّ، مَن سرَّ مؤمناً فبالله بدأ، وبالنبيِّ(ص) ثنّى، وبنا ثلّث"(42).

ويروي المفيد في الإرشاد عن ابن سنان قال: "حمل الرشيد في بعض الأيام إلى عليِّ بن يقطين ثياباً أكرمه بها، وكان في جملتها دُرّاعةُ خزٍّ سوداءُ من لباس الملوك مُثقلة بالذهب، فأنفذَ علي بن يقطين جُلَّ تلك الثياب إلى موسى بن جعفر، وأنفذ في جملتها تلك الدُّرّاعة، وأضاف إليها مالاً كان عنده على رسمٍ له في ما يحمله إليه من خُمس ماله.. فلما وصل ذلك إلى أبي الحسن(ع) قَبِلَ المالَ والثياب، وردَّ الدُّرّاعة على يد الرسول إلى عليِّ بن يقطين ، وكتب إليه: "احتفظ بها ولا تُخرجها عن يدك، فسيكون لكَ بها شأنٌ تحتاج إليها معه"، فارتاب علي بن يقطين بردِّها عليه، ولم يدر ما سببُ ذلك، واحتفظ بالدُّرّاعة. فلما كان بعد أيام، تغيّر علي بن يقطين على غلامٍ كان يختصُّ به، فصرفه عن خدمته، وكان الغلام يعرف ميلَ عليِّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى(ع)، ويقف على ما يحمله إليه في كلِّ وقتٍ من مالٍ وثياب وألطاف وغير ذلك، فسعى به إلى الرشيد فقال: إنَّه يقول بإمامة موسى بن جعفر، ويحمل إليه خُمْسَ ماله في كلِّ سنة، وقد حمل إليه الدُّرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا وكذا. فاستشاط الرشيد لذلك وغضب غضباً شديداً، وقال: لأكشفنَّ عن هذه الحال، فإن كان الأمر صحيحاً كما تقول أزهقتُ نفسه.

وأنفذ في الوقت بإحضار عليِّ بن يقطين، فلما مَثُلَ بين يديه قال له: ما فعلتِ الدُّرّاعةُ التي كسوتُك بها؟ قال: هي يا أمير المؤمنين عندي في سَفَطٍ مختومٍ فيه طيبٌ قد احتفظت بها، قلَّما أصبحت إلاَّ وفتحتُ السَفَطَ ونظرتُ إليها تبرّكاً بها وقبّلتُها ورددتُها إلى موضعها، وكلما أمسيتُ صنعتُ بها مثل ذلك.

قال: أحضرها الساعة، قال: نعم يا أمير المؤمنين. واستدعى بعض خدمه فقال له: إمضِ إلى البيت الفلانيّ من داري فخذ مفتاحه من خزانتي وافتحه، ثم افتح الصندوق الفلانيّ فجئني بالسَفَط الذي فيه بختمه، فلم يلبث الغلام أن جاء بالسَفَط مختوماً، فوُضِع بين يدي الرشيد، فأمر بكسر ختمه وفتحه.. فلما فُتِح نظر إلى الدُّرّاعة فيه بحالها، مطويّة مدفونة في الطيب، فسكن الرشيد من غضبه، ثم قال لعليِّ بن يقطين: اردُدها إلى مكانها وانصرف راشداً، فلن أصدّق عليك بعدها ساعياً"(43).

إننا نستوحي من إبقاء الكاظم(ع) لعليّ بن يقطين في وظيفته في السلطة العباسيّة ضرورة التوفّر على اختيار بعض الشخصيّات الموثوقة التي تملك الكفاءة والأمانة الدينيّة للدخول في مراكز النفوذ الرسميّ في الدولة الظالمة أو المنحرفة، وذلك من أجل المصالح الإسلامية العليا على مستوى حماية الإسلام أو المسلمين أو التيارات الإسلامية الفاعلة، لأنَّ وجودها في هذه المواقع يحفظ الكثير من الأوضاع والمواقف ويحقّق الكثير من الإيجابيّات على أكثر من صعيد.
ومن الفريق الثالث: زياد بن أبي سلمة، فقد جاء في كتاب الكافي في ما رواه الحسين بن الحسن الهاشميّ عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن خالد عن زياد بن أبي سلمة قال: دخلت على أبي الحسن موسى(ع) فقال لي: "يا زياد، إنَّك لتعمل عمل السلطان، قال: قلت: أجل، قال لي: يا زياد، لئن أسقط من حالق( * ) فأنقطع قطعة قطعة، أحبُّ إليَّ من أن أتولّى لأحدٍ منهم عملاً أو أطأ بساط رجلٍ منهم، إلاَّ لماذا؟ قلت: لا أدري جُعلت فداك، قال: إلاَّ لتفريج كربة مؤمنٍ أو فكّ أسره أو قضاء دينه. يا زياد، إنَّ أهون ما يصنع الله بمن تولّى لهم عملاً أن يُضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله من حساب الخلائق. يا زياد، فإن وُلّيتَ شيئاً من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك، فواحدة بواحدة والله من وراء ذلك. يا زياد، وأيّما رجل منكم تولّى لأحدٍ منهم عملاً ثمّ ساوى بينكم وبينهم، فقولوا له أنت منتحلٌ كذّاب. يا زياد إذا ذكرت قدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عليك غداً ونفاد ما أتيت إليهم عنهم وبقاء ما أتيت إليهم عليك"(44).

ونلاحظ في هذه الرواية أنَّ العمل عند السلطان الجائر في كلام الإمام(ع) يمثّل خطيئة كبيرة، تتعدّى خطورة الهلاك الجسديّ في نتائجها السلبيّة على الإنسان في مسؤوليته أمام الله، لأنَّها تمثّل لوناً من ألوان الدعم العمليّ للسلطان الجائر في التفاف الناس حوله وتقوية سلطته وتنظيم أموره في حكمه وتثبيت قواعد ملكه، الأمر الذي يسي‏ء إلى سلامة الخطِّ المستقيم في الشريعة، وإلى اهتزاز العدل في الحكم في حياة الناس..

حدود الرخصة للعمل مع السلطة الجائرة

ولكنَّ هذا الموقف السلبيّ من الحكم الجائر لا يبقى في دائرته السلبيّة إذا كانت هناك قضايا مهمّة تتصل بحلِّ مشاكل المؤمنين من خلالهم، فيما لا يمكن فيها الحلّ إلاّ من هذا الطريق، وذلك في النطاق المرحليّ المحدود الذي لا يحمل أيّة إمكانية لعمليّة التغيير، كما هو الحال في المرحلة التي كان الإمام الكاظم(ع) يعيش فيها أو في المراحل المماثلة لها.. فإنَّ من الواضح أنَّ السلبيّة المطلقة قد تعطّل الكثير من مصالح المؤمنين المستضعفين، وتتحوّل إلى مشكلة معقّدةٍ كبيرة، لا سيما إذا كانت الظروف الموضوعيّة لا تسمح بسقوط هذا الحكم على مستوى المراحل المنظورة، وفي الوقت الذي يسيطر فيه على مقدّرات الواقع الحياتيّ كله، ما يستوجب الحَرَج الشديد عليهم، وهو منفيّ في الشريعة في قوله تعالى: {وما جَعَلَ عليكم في الّدين من حَرَج}[الحج: 78].

وهذا هو الذي يجعلنا نستوحي سعةَ مجال الرخصة للعمل مع السلطة الجائرة، وإيجاد العلاقات معها من أجل القضايا العامة المتصلة بحياة المؤمنين المستضعفين أو القضايا الخاصة المرتبطة ببعضهم، والتي ترقى إلى مستوى الأهميّة في حياتهم.

ولعلَّ من الطبيعي ألاَّ تتحوّل العلاقة إلى حالة استسلام للحكم وإقرار له بحيث تحقّق له الشرعيّة العامة في نظر المسلمين، لا سيما إذا كانت العلاقة من قِبَل الأشخاص الذين ترتبط الشرعية الفقهيّة بأقوالهم وأفعالهم.. وعلى هذا، فلا بدَّ لهم في الحالات الطارئة أو في الخطوط العامة من تثقيف الأمة بالواقع غير الشرعيّ للسلطة، وتثقيفهم أيضاً بالدوائر الشرعيّة التي تتحرّك فيها الرخصة في ما تحمله من العناوين الثانوية، أو في ما تختزنه من المصالح العامة التي ترقى إلى درجة الأهميّة المزاحمة للمفاسد الأقلّ أهميّة، حيث تجمّد الحكم الشرعي بالمنع إلى وقت ما..

وقد نحتاج إلى تسجيل ملاحظة مهمّة في الجوِّ العام لمثلِ هذه القضيّة، وهي ضرورة اعتماد الدقّة والحذر في عملية توعية الأمة بالجانب السلبيّ المتمثّل في علاقة الناس بالحكم الجائر، سواء كان ذلك في لقاءات علماء الدين بهم، أو علاقاتهم بعلماء الدين، أو في لقاءات الفعاليات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الأخرى، أو في إقامة العلاقات بينهم وبين بعض التيّارات الإسلامية السياسيّة، لأنَّه قد ينطلق الكثيرون في الوقوف ضدّ ذلك بشكل قويٍّ ضاغط، من خلال المفاهيم العامة الرافضة للظلم ورموزه، أو المضادّة للكفر ومواقعه، لترمي الذين يقيمون تلك العلاقات بالانحراف والخيانة، من دون التفات إلى الظروف الموضوعية المحيطة بالموقف، أو إلى المصالح الإسلامية العليا المترتبة على ذلك، ما قد يؤدي إلى انكماش الحركة الإسلامية في مواقعها الضيّقة، لأنَّها تخشى من الاتهامات الحادّة التي قد تُوجّه إليها إذا تحرّكت في خطِّ الانفتاح السياسيّ على الآخرين، كما قد يؤدي إلى العزلة والشلل في النشاط القياديّ على مستوى القضايا العامة المرتبطة بأكثر من محور دوليّ أو إقليميّ من القوى التي تختلف عن الإسلام في خطوطه ومفاهيمه العامة، ولكنها تلتقي ببعض مواقعه وتتحرّك في الخطّ المرحليّ نحو أهدافه، أو ترتبط ببعض القضايا الحيويّة في حاجاته ومصالحه، وتلك هي خطورة إعطاء العناوين العامة للمفاهيم الإسلاميّة من دون تحديد الخطوط التفصيليّة الفاصلة بين الرخصة والمنع، حيث يتحوّل ذلك إلى ذهنيّة عامة قد يقفز فيها النقد إلى بعض المواقع التي لا يجوز للنقد أن يقترب منها، باعتبار أنَّها تمثّل مصدر الشرعيّة للخطِّ وللموقع.. فإذا كنا نثقّف الأمة على أنَّ الاقتراب من مواقع السلطة الجائرة، أو إيجاد بعض العلاقات معها يمثِّل انحرافاً عن خطِّ الاستقامة في رفض الخطِّ الجائر في الحكم، بعيداً عن ملاحظة كلِّ الظروف الموضوعية المحيطة بالموقف، فكيف يمكن أن نفسِّر سلوك الأئمة(ع) في ذلك، ما يوجب وقوع الذهنيّة العامة في حيرة، وهل يكفي في ذلك الحديث عن التقيّة كعنصر وحيدٍ للرخصة، في الوقت الذي قد لا نجد فيه للتقيّة موضعاً في بعض المواقف؟!

إننا ندعو إلى تقديم الاستثناءات إلى جانب القاعدة والخطوط الصغيرة في دائرة الخطوط الكبيرة، حتى تتحرّك ثقافة الأمة في مسألة القِيَم الروحيّة والأخلاقية والسياسيّة في الخطِّ الإسلاميّ الواقعي الذي لا ينطلق من فرضيّة اعتبار القيمة الإسلامية حركة مثالية في المطلق، بل ينطلق من اعتبارها حركة واقعية في واقع المصلحة الإنسانية العليا في حدودها الطبيعيّة المتوازنة، انطلاقاً من حركة المفهوم من النصّ، ومن السيرة الشريفة للنبيِّ(ص) وللأئمة من أهل البيت(ع).

المصادر:
(38)رجال الكشي، ص:273ـ374.
(39)رجال الكشي، ص:367.
(40)قرب الإسناد، ص:170.
(41)الكافي، ج:5، ص:110.
(42)بحار الأنوار، ج:48، ص:137.
(43)الإرشاد، ص:225ـ216.
( * ) الحالق:المكان المرتفع.
(44)الكافي، ج:5، ص:109.

http://arabic.bayynat.org.lb/ahlalbeit/ ... ayyed6.htm

تحياتي
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

الاخ المحترم

ما اشرت اليه هو ان هناك حالات محددة لصلات مشبوهة بين سلف الامامية و بين البلاط العباسى و تحديدا حالة ( بنى نوبخت )فما ردكم على هذه الحالة ؟

و بمناسبة ذكرك للامام الصادق صلوات الله عليه فهناك ما يثبت ان من كبار الامامية فى زمنه كانوا كحالة بنى نوبخت
فكما فى ترجمة زرارة فى معجم السيد الخوئى رحمه الله : عن حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن الوشا ، عن هشام ابن سالم ، عن زرارة ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن جوائز العمال ؟ فقال : لابأس به قال : ثم قال : إنما أراد زرارة ان يبلغ هشاما إني أحرم اعمال السلطان .
اما الامام الكاظم عليه السلام فنشير الى دور بعض رموز الامامية فى مقتله عليه السلام !
وهو كما فى معجم السيد الخوئى ما رواه محمد بن نصير ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، قال أما كان لكم في أبي الحسن عليه السلام عظة ، ما ترى حال هشام بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن عليه السلام ما صنع ، وقال لهم : وأخبرهم أترى الله أن يغفر له ما ركب منا .

و اقد اقر الخوئى بصحة سند الروايات السابقة لكن مع ذلك ابى ان يقر بثبوت المتن !
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

تنبيه : لا يعنى ما ذكرته ان كل سلف الامامية كانوا عملاء للدولة بل لا يسعنى الا بيان ان منهم من كان معارضا للدولة و نكل به بسبب ذلك و هذا مثال يثبت ذلك :
محمد بن ابي عمير: قال في التنقيح محمد بن ابي عمير زياد بن عيسى الازدي أبو احمد الذي اجمع الاصحاب على تصحيح ما يصح عنه وعد مراسيله مسانيد، عاصر مولانا الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام. وقال النجاشي انه من موالى المهلب بن ابى صفرة وقيل مولى بني امية والاول اصح، بغدادي الاصل والمقام لقي ابا الحسن موسى وسمع منه احاديث كناه في بعضها فقال يا ابا محمد وروى عن الرضا عليه السلام، جليل القدر، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين، ذكره الجاحظ يحكي عنه في كتبه وقد ذكره في المفاخرة بين العدنانية والقحطانية وقال في البيان والتبيين حدثني ابراهيم بن داحية عن ابن ابي عمير وكان وجها من وجوه الرافضة وكان حبس في ايام الرشيد فقيل ليلي القضاء وقيل انه ولى بعد ذلك وقيل ليدل مواضع الشيعة واصحاب موسى بن
جعفر عليه السلام، وروي انه ضرب اسواطا بلغت منه مائة فكاد ان يقر لعظيم الالم فسمع محمد بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول اتق الله يا محمد بن ابي عمير ففرج الله عنه، وروي انه حبسه المأمون حتى ولاه قضاء بعض البلاد
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِن

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ المؤمن حميدان / المحترم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أنت كتبت : "ما اشرت اليه هو ان هناك حالات محددة لصلات مشبوهة بين سلف الامامية و بين البلاط العباسى".

و كتبت ايضا في تنبيه : "لا يعنى ما ذكرته ان كل سلف الامامية كانوا عملاء للدولة بل لا يسعنى الا بيان ان منهم من كان معارضا للدولة و نكل به بسبب ذلك".


و أنا نقلت لك مقالين:

1- موقف الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) من الخلافة العباسية

2- الإمام الكاظم(عليه السلام) وتثقيف أصحابه برفض السلطةالمنحرفة


ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ

تحياتي
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

اخى الكريم

قال الناصر للحق الحسن بن علي عليه السلام في كتابه كتاب الإمامة المسمى كتاب (الدلائل الواضحة والحجج الناصحة): ولقد كان أول قتيلٍ قتل من المسودة الفجرة بين يدي محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية عليه السلام اشترك في قتله موسى وعبد الله ابنا جعفر بن محمدٍ (عليهما السلام) وكانا حاضرين معه جميع جهاده حتى قتل وأعطياه بيعتهما مختارين متقربين إلى الله تبارك وتعالى بذلك واستأذنه أبو عبد الله جعفر بن محمدٍ (عليهما السلام) لسنه وضعفه في الرجوع إلى منزله بعد أن خرج معه فأذن له.

( امالى السيد ابى طالب ع )
و الله الموفق
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

الإمام الصادق عليه السلام و التيارات المنحرفة

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

ايها الأخ الكريم

احييكم بتحية الاسلام:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

للمقام مقال بقلم: السيد فخري الشرفاء

الإمام الصادق (ع) و التيارات المنحرفة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه و آله الطيبين الطاهرين .

قال تعالى : "وَ جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَ أَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَ إِيتَاء الزَّكَاةِ وَ كَانُوا لَنَا عَابِدِينَ" الأنبياء آية 73.

لقد توجه الإمام الصادق عليه السلام إلى بناء الأمة الإسلامية علمياً و عقائدياً و أخلاقياً عبر جامعته الإسلامية الأصيلة التي كانت تضم أربعة آلاف طالب أتوا من أصقاع المعمورة ، و قد اهتم الصادق عليه السلام ببث و تعليم الثقافة الإسلامية الأصيلة من أجل بناء جيل صالح يتحمل المسؤولية في تجذير تلك الثقافة في عقول الناس ، و خصوصاً بعد أن غزت الأمة الإسلامية تيارات ثقافية و عقائدية و فكرية منحرفة مثل الزندقة و المجسمة و المجبرة و الغلو و الرأي و القياس و الإستحسان و غيرها .

فهذه التيارات كانت كارثة على الإسلام و المسلمين لأنها أبعدت الناس عن قيم و أحكام الإسلام، فكانت الأمة في هذه الفترة بحاجة إلى ثورة ثقافية و فكرية أصيلة من أجل مقاومة غزو تلك الأفكار المنحرفة، لذلك قام الإمام الصادق عليه السلام بتأسيس تلك المدرسة التي لم تكن مقتصرة على جانب الفقه و العقائد ، و إنما كانت في شتى الفنون و المعارف .

و قد استطاع الإمام الصادق عليه السلام بأن يخرج جيلاً من العلماء للتصدي لإبطال تلك الأفكار المنحرفة التي كانت سائدة في عقول أكثر الناس ، و قد تصدى هذا الجيل لتلك ألأفكار عبر الحوار و المناظرة ، مع من يحملونها .

و مثال على ذلك مؤمن الطاق على احد رجال الخوارج ، فقال له : أنا على بصيرة من ديني و قد سمعتك تصف العدل فأحببت الدخول معك فقال الخارجي لأصحابه : إن دخل هذا معكم نفعكم، فقال له مؤمن الطاق: لم تبرأتم من علي بن أبي طالب و استحللتم قتله و قتاله ، فأجابه الخارجي: لأنه حكم الرجال في دين الله ، فقال له: و كل من حكم في دين الله استحللتم قتله؟ فأجاب الخارجي: نعم فقال له: أخبرني عن الدين الذي جئت أنظارك به لأدخل معك فيه، إن غلبت حجتي حجتك من يوقف المخطئ منا عن خطئه و يحكم للمصيب بصوابه؟ فأشار الضحاك إلى رجل من أصحابه و قال: هذا هو الحكم بيننا. و هنا توجه مؤمن الطاق إلى من كان حاضراً من الخوارج و قال: زعيمكم هذا قد حكم في دين الله. و استطاع مؤمن الطاق بحواره هذا أن يبطل تلك الثقافة المنحرفة عن مجموعة من الناس، لربما قد ظلوا عن غير دراية و علم.

إضافةً إلى ذلك فقد وقف الإمام الصادق عليه السلام بنفسه للتصدي لتلك الأفكار و واجهها بكل حزم و كلما سنحت له الفرصة مع الطرف الآخر سواء كان في حوار أم مناظرة استطاع الإمام عليه السلام أن يبرهن على بطلان ما يعتقدون به من أفكار. و يذكر لنا التاريخ كثير من الحوارات و المناظرات التي خاضها الإمام عليه السلام مع أصحاب التيارات المختلفة سوى كانت فكرية أو عقائدية أو فقهية أو فلسفية أو غيرها .

جرت بين الإمام عليه السلام و رجل من تيار الإلحاد مناظرة أبطل الإمام فيها مزاعمه الباطلة .

دخل الديصاني على الإمام الصادق عليه السلام فقال له: يا جعفر بن محمد دلني على معبودي و كان إلى جانب الإمام غلام بيده بضة فأخذها منه و قال له "يا ديصاني هذا حصن مكنون له جلد غليظ و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق و تحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة و فضة ذائبة فلا الذهبية المائعة تختلط بالفضة الذائبة و لا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي على حالها لم يخرج منا خارج مصلح فيخبر عن صلاحها و لا دخل فيها داخل مفسد فيخبر عن فسادها لا يدري للذكر خلقت أم للأنثى تنفلق عن ألوان الطواويس أترى لها مدبر؟"

ثم اطرق الديصاني ملياً إلى الأرض و أعلن عن التوبة و البراءة مما قاله ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله و أنك إمام و حجة من الله على خلقه.- الاحتجاج ص102 ـ 103.

كما أن الإمام عليه السلام كان يواجه هذه التيارات حامية الفكر المنحرف في نفس الوقت كان مشغولاً بإصلاح التيارات الفقهية التي كانت تنتهج طرق و أساليب استصدار الحكم الشرعي فهناك كانت مذاهب متعددة منهم من كان يأخذ بالرأي و الاستحسان و القياس و لذلك كان يوجه أصحابه و ينهاهم عن العمل بها .

و كان للإمام دور واسع في هذا المضمار، فقد خاض كثيراً من المناظرات من أجل إبطال هذه المذاهب و بيان عدم صلاحيتها لما لها من الأخطار على الدين و تغيير كثير من أحكامه .

و قد جرت بين الإمام الصادق عليه السلام و ابي حنيفة مناظرات في مذهبه الذي يذهبون إليه و هو القياس . و في كل مرة كان الإمام عليه السلام يثبت له بطلان مذهبه .

دخل أبو حنيفة على الإمام عليه السلام فقال له: أنت الذي تقيس في الدين برأيك قال: نعم. و كان من بين ما سأله الإمام: أيهما أعظم، القتل أم الزنا ؟ فقال: بل القتل، فقال الإمام: كيف رضى في القتل بشاهدين ولم يرض بالزنا إلا بأربعة . قال الإمام عليه السلام: الصلاة أفضل أم الصيام؟ قال: بل الصلاة أفضل. فقال الإمام: فيجب على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام و قد أوجب الله قضاء الصوم دون الصلاة . قال الإمام: البول أقذر أم المني؟ فقال: البول أقذر. فقال الإمام: يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول لأنه أقذر دون المني و قد أوجب الله الغسل من المني دون البول. فيبدي أبو حنيفة عجزه أمام تلك الأدلة الدامغة التي جاء بها الإمام عليه السلام.

إذن لقد استطاع الإمام الصادق عليه السلام بثورته العلمية أن يوقض الأمة من تلك الأخطار المحدقة بها عبر تلك التيارات الفاسدة و المنحرفة من خلال تلقين الأمة لتلك الأفكار و كانت تلك التيارات تتحرك بكل حرية في تبليغ تلك الثقافة بل تلاقي دعم و تشجيع من هنا و هناك في حين كانت الثقافة الإسلامية الأصيلة محاربة و ضيق عليها ....

من هنا تحرك الإمام لإيجاد تيار قوي يوقف بوجه تلك التيارات و إبطال زيف الأفكار التي كان يعتقدونها و قد حقق الإمام ذلك الهدف حيث حجم من دور تلك التيارات حتى اضمحلت و تقلصت و نحن اليوم نرى بعض تلك التيارات ليس لها أثر و لا عين و كل ذلك يرجع إلى مقام الإمام الصادق عليه السلام من جهد لإيضاح الحقائق و نشر الفكر الإسلامي الذي يتوافق مع رسالة رسول الله صلى الله عليه و آله و في الأخير كما يقولون: لا يصح إلا الصحيح .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صل اللهم على محمد و آله الطيبين الطاهرين.

http://www.imam-sadiq.net/ar/sub/isadiq/Maghalat/04.asp

تحياتي
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الامامية و بنو العباس

مشاركة بواسطة القاسمى »

بسمه تعالى

مذهب الزيدية ليس الا حركة ابناء الحسن المثنى بعد امتزاجها بالكيسانية

الحقيقة عند التأمل قد يجد الباحث أن هذه الحركة السرية كم كانت ستكون مباركة لو كانت بلا هدف سلطوي وهي فعلا مستخدمة لخدمة اهل البيت ع ، ولكن للأسف كانت عكس ذلك من خلال مراقبة المسلك، وافضل ما يمكن ان نصف به هذه المؤسسة السرية هو انها نشأت لأهداف نبيلة في البداية المبكرة ولكن الايدي التي وجدت اللذة في السطوة السرية حرفت الهدف النبيل من نصرة أهل البيت الى السلطة السرية التي تحكمت بالاحداث مئات السنين من دون أن تقدم عطاء فكريا لتثبيت الاسلام.

إن اهم ما انتجه الفكر الكيساني الزيدي كان يصب كليا لصالح مؤسسة الحكم ، ففقه ابي حنيفة هو الفقه الامثل لاعطاء الحاكم الجائر سلطة الله على العباد، والفكر العدلي المزيف المسروق هو اهم بيئة لانتاج فكر سني جديد متعصب ضد أهل البيت ومضيع لحقوقهم، بدعوى حرية التفكير وأن لا قداسة في الإسلام لأحد وأنهم كعلماء يفوقون اهل البيت فى القدرة الفكرية، ولكن حين الامتحان يجدهم يؤجلون القضية لما بعد الآخرة، لأنهم لا يملكون شيئا حقيقيا. وهذه مشكلة حقيقية من الناحية العلمية

لا يخفى عليكم ان الزيدية يكررون بان الجعفرية انصار واعوان الظلمة بني العباس في مغالطة واضحة حيث ان ظلم بني العباس لشيعة جعفر هي انصع من الشمس بينما بني العباس هم صنائع الزيدية اصلا ولم يخرجوا الا مبايعين لمحمد بن عبد الله المحض وقد سب عبد الله المحض الامام الصادق حينما لم يبايع مع المنصور والسفاح وغيرهم لمحمد واتهمه بالحسد ونبهه الامام الى ان هؤلاء سيسرقون الحكم منه وسيظلمونه والقصة معروفة وقد بقي مع بني العباس من الزيدية كثير ومنهم البرامكة -وهم زيدية اقحاح- الذين قتلهم لاسباب غامضة في ظروف انتشار حركة زيدية مناهضة من اجل استلام الحكم وقد اقتطعوا من بني العباس بعض البلدان مثل شرق ايران وبلاد اليمن وما شابه ذلك . فخلافهم مع بني العباس ليس من اجل الدين وانما خلاف سياسي على المناصب . وهذه حقيقة ظاهرة للعيان

ملاحظة مهمة : ان بني نوبخت كانوا معتزلة كيسانية زيدية وحينما تشيعوا بالامامة كانوا من اعداء بني العباس وكل ما قيل انما هو كذب ولا علاقة له بالواقع وكل التواريخ المذكورة في هذا انما هي تلصيق وتركيب ما لا يتركب ومع ذلك فليس التشيع هو بني نوبخت وانما المتاخرون منهم هم من بعض علمائنا يقولون بمقالتنا وقد ساهموا مساهمة صغيرة في جزئية عليها اجماع الامامية ، فليسو هم المذهب ولا هم من شكّل المذهب الجعفري فقها وعقيدة وتاريخا ولهذا فالمبالغة في امرهم واضحة جدا .

واما كون بعض الزيدية الذين مع العباسيين ممن رجع الى الحق ولم يفارق بني العباس لمصالح دنيوية على اقل تقدير فهم قلة قليلة منهم هذا ومنهم علي بن يقطين فان يقطين كان كيسانيا زيديا وكان قائدا عند العباسيين وكذا ابن يعقوب الذي اختلف في اماميته والفضل بن الربيع قيل انه تشيع وكشاجم بن بنت السندي بن شاهك فهؤلاء هم من داخل البيت العباسي اساسا وقد هداهم الله الى الحق . ولعل بعضهم سأل الامام ان يبقى، فقبل الامام بقاءه على التقية بشرط خدمة المؤمنين كما قال لعلي بن يقطين (وزكاة بقائك مع الظالم خدمة المؤمنين) فليس هناك اي واقعة تدل على ان الشيعة الجعفرية الامامية كانت لهم اي صلة علاقة لا بتكوين العباسيين ولا باستمرارهم وانما ذبحوا اكثر مما ذبح الزيدية بفارق ملحوظ وهو ان الزيدية طلبوا الحكم من بني العباس فطاردوهم وقتلوهم لهذا الغرض والا فان مبداهم واحد وهو الاعتزال ، والامامية قتلوا مع عدم المطالبة بالحكم وانما لمجرد الاختلاف العقدي حيث ان بني العباس هم زيدية المذهب معتزلية من اتباع ابي هاشم كما كان عبد الله وابنه محمد النفس الزكية وبقية ابناءه وانما الصراع كان على الامامة الباطلة بينهم التي اسست على اساس الغلبة التي اسسها عمر بن الخطاب .
ان زيدية اليوم مدعوون لدراسة التاريخ بصورة مستقلة بعيدا عن الدعايات المتوارثة التي تقول بان جعفرا واهل بيته كانوا انصار الظلمة ، فان الدراسة تثبت ان الزيدية هم من اكثر الناس لصوقا بجعفر وابنائه بدليل حضورهم لمجالسهم والاستفادة منهم ومنهم كبار ائمة الزيدية كابن ابي الجارود وغيره كثير ، وان ما لاقاه الشيعة من العذاب على يد بني العباس اضعاف ما تلقوه من بني امية باشكال التنكيل بلا فرق بين امامي وزيدي فنحن في مركب واحد وان اختلفت تصرفاتنا حيث ان الزيدي يرى الامامة بالحكم والحكم بالسيف بينما الجعفري يرى الامام بتوفيق الله والهامه ولا علاقة لها بالحكم لان الامام اهم صفاته هو تبليغ دين الله الصحيح عن يقين لا عن ظن كما يذهب علماء الزيدية لان الخطا لا يمكن ان ينسب لدين الله اطلاقا .
ثم ان من يتصيد بهم قدماء الزيدية المواقف على الشيعة ليدرسوا حالهم فانهم متخفين بين بيني العباس وهم اصلا من حزبهم هداهم الله الى الايمان ولا يستطيعون الخروج عليهم لانهم غير مستعدين للتضحية بانفسهم مع وجود الفسحة بالتقية وعدم اظهار التشيع ، ولا يقال لمن يتقي الباطل انه من اتباع الباطل فاذن عمار بن ياسر كان كافرا وان النبي اخطأ في قوله فان عادوا فعد وان القرآن غير صحيح في قوله الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان فهذا تفكير بعيد عن الواقع الاسلامي الذي لا ينبغي ان ينهجه الزيدي فان هذا نهج اتباع معاوية وبني العباس وهو تحريف الكلم وتقديم الجهل على العلم .

مثلا عيسى بن روضة حاجب المنصور العباسى المتهم انه متكلم امامى فان في رواية النجاشي عندي ملاحظة يبدو ان النجاشي حكم باماميته اجتهادا لانه فهم بان الرجل يتكلم بالامامة ففهم منه انه يتكلم بالامامة المعصومة ، وهذا استنتاج خاطئ حسب فهمي لانه لو كان كذلك لما رضي به المنصور ولقطعه اربا او بناه في الحيطان كما فعل مع غيره من شيعة جعفر او شيعة الزيدية من بني الحسن . انما ارتاح له فلابد انه رأى رأي الزيدية والعباسيين بامامة من يستلم الحكم كائنا من يكون ولعله اضاف شيئا ينطبق على المنصور ففرح لكلامه . وهذا يعني ان هذا الرجل الذي هو من الثقات انما هو زيدي كبقية الزيدية الثقاة الذي يملئون كتب رجالنا .
وقد درست حركات التوقف والوقف فوجدت اغلب الواقفين انما هم من الزيدية حيث كانوا قد اقتنعوا بالامام علما وتدينا وحين يموت لا يقبلون بابنه المنصوب من قبله لانهم لا يؤمنون بامامته اصلا وانما يؤمنون بعلمه واتصال علمه باهل البيت وهذا هو ما يظهر من كلامهم خصوصا وان بعض هؤلاء الواقفة كانوا قبل وقفهم كما لمحت يتهمون من يقول بعصمة الامام والهامه من الله بانهم غلاة وكانوا يكفرونهم وكان بعضهم زيدية يعادون هشام بن سالم وهشام بن الحكم اشد العداء وكانوا ينسبون اليهما الكفر والقول بالتجسيم وينسبون اقتناع الامام بذلك وما شابه ذلك من ترهات لا يقول بها عاقل وكل هذا من عداوة الزيدية لهؤلاء لان هؤلاء يؤمنون بعصمة وولاية الائمة الاطهار واولئك لا يؤمنون وكانوا جميعا يدرسون عند الامام نفسه .
لهذا يجب ان يرتفع الزيدية عن هذه الافكار المعلبة التي تضع شرخا وتجعل الامامي يجزم بجهلهم وتغييرهم للحقائق ، وانما عليهم المراجعة التامة لكل هذه الادعاءات فانني شخصيا اؤمن بان بعض ائمة الزيدية حينما كانوا يرددون هذه التهم على ابناء عمهم انما يرددون امورا معلبة جاهزة وصلتهم من دون تحقيق ولا تمحيص وانما يكتفون بنقل الثقة عندهم وهو خائن قطعا . ايعقل ان الائمة من اهل البيت يعتمدون على هشام بن الحكم ويبعثونه للمناظرة بدلا عنهم وهو يؤمن بالتجسيم والعياذ بالله ؟ ولكنهم عقلوا ذلك بناء على خبر الثقة عندهم فاخذوا يشنعون على الرجل
وقد دخلت اثار الزيدية في كتبنا كثيرا منها بعض روايات الطعن في زرارة وفي الهشامين وفي محمد بن سنان وغيرهم كثير ممن يؤمن بولاية الائمة الاطهار وهم فقهاء الشيعة الحقيقيين .

و لا اريد ان انقل طعون الزيدية فى ائمة الامامية الاطهار عليهم السلام كما فى رسالة الرد على الروافض للقاسم الرسى التى اقر فيها بامامة السجاد و الباقر عليهما السلام و طعن فيمن بعدهما


اهم شيء في مراجعة التاريخ هو تقدير حجم المبالغات في التآلف مع العباسيين وهل كان هؤلاء شيعة جعفر وكانوا اعوان السلطان على ظلمه ام كانوا متقين منهم وهم اصلا منهم عدلوا عنهم نتيجة القناعة ؟ هذه نقطة اولى . والنقطة الثانية : هي دراسة علم الامام وغزارة انتاجه وعمقه . والنقطة الثالثة : هي تحذيرات الامام لهم المسبقة التي تحققت ومعاناته من بني العباس فهذه الامور تصحح النظر وتقرب بين الطرفين وهي واقعة فعلا .

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الامامية و بنو العباس

مشاركة بواسطة القاسمى »

عثرت على رواية طريفة تدل ان ابن الحسين الاصغر كان قاليا للزيدية ورفض البيعة للنفس الزكية وحلف محمد النفس الزكية أن يقتله اذا رآه فانظر وتعجب من الدعاوى الفارغة: من كتاب سر السلسة العلوية

(قال) وعبيد الله بن الحسين بن علي " ع " وفد على أبي العباس السفاح فأقطعه ضيعة بالمدائن يقال لها (البيدشين) تغل في السنة ثمانين الف دينار فكان يأخذها وينفقها، وكان عبيد الله قد تخلف عن بيعة النفس الزكية محمد بن عبد الله المحض فحلف محمد إن رآه ليقتله فلما جيئ به غمض محمد عينيه مخافة أن يحنث.
.............. توفى عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي في ضيعة بذي أوان - موضع - وهو ابن سبع وثلاثين سنة في حياة أبيه، وكذلك عبد الله بن الحسين توفى سنة احدى وأربعين في حياة أبيه. (سر السلسلة العلوية - أبي نصر البخاري - الصفحة 69 )

فاذن هذا هو الواقع وهذه هي الادلة بحيث يستدل بعكس المطلوب ، الحسين الاصغر هو من اسرة لا تؤمن بالمنهج الزيدي ولا بائمتهم وقد وصل امر ائمة الزيدية ان يحلفو بالله في قتل ابناء الحسين الذين تخلفوا عنهم ، وهل هذا اجماع ووفاق ؟
وهذا الموقف يعني ان البيعة اخذت بالغصب والاكراه والتوعد بالقتل فافهم حفظك الله . فلو اتى بالف دليل على ان احد من الائمة او اولادهم بايع النفس الزكية فقد تبين السبب ويعتبر الدليل وجوده وعدمه سواء
ان حركة ابناء الحسن المثنى التى امتزجت بالكيسانية ورطتنا جميعا فهم من اسس الحركة العباسية التى انقلبت عليهم و ذبحتهم
و كما سبق رمتنى بدائها فالفكر الكيسانى الزيدى خير خادم للسلطة
لكننا فى مركب واحد
و الله المستعان

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الامامية و بنو العباس

مشاركة بواسطة القاسمى »

ياليت جور بنى مروان دام لنا * و ليت عدل بنى العباس فى النار

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الامامية و بنو العباس

مشاركة بواسطة القاسمى »

................................

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“