(رواة حديثنا) قراءة للتأصيل

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
سلام13
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 7:35 pm
مكان: لعراق
اتصال:

(رواة حديثنا) قراءة للتأصيل

مشاركة بواسطة سلام13 »

[بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد واله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما
يتصور الغالبية العظمى من الناس إن اتـِّباع الفقهاء في هذا الزمان مبرئ للذمة كما يصرحون بذلك من دون أن يكون لديهم أدنى شك في هذا الأمر !! ولذلك وجب على من منّ الله عليه بالهداية إلى سبيله الحق سبيل محمد وآل محمد قولاً وفعلا أن يكشف النقاب عن عقم هذا التصور وخطئه ذلك لأنه كلام غير دقيق في أحسن حالات حسن الظن به إذ إن الإمام(ع) لم يوص بالرجوع إلى المراجع والحديث الذي بدأ يستدل به الفقهاء في عصرنا هذا هو غير صحيح تماما ذلك أن حديث (فأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فهم حجتي عليكم وأنا حجة الله) فيه جملة من الأمور ينبغي على من يريد أن يبرئ ذمته أمام الله سبحانه أن يلتفت إليها وهي على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ هذا الحديث كانفي معرض إجابة للإمام المهدي(ع) عن عدد من الأسئلة نقلها له السفير الثاني محمد بن عثمان بن سعيد العمري(رضوان الله عليه) ، وفي نفس الحديث يبيح الإمام(ع) الخمس لشيعته وعلل سبب الإباحة . إن الذي يستدل بهذا الحديث في مشروعية الرجوع إليه فعليه :
أ ـ أن لا يكذب من يأتي معلنا إنه مرسل من الإمام(ع) للناس كافة بحجة انقطاع السفارة استنادا إلى التوقيع الوارد من الناحية المقدسة إلى السفير الرابع(رض) ذلك لأن تلك الحجة تلزمه أولاً لأنه اكتسب شرعيته من ادعائه تمثيل الحجة(ع) فهو ـ أي المرجع ـ في مقام من نصب نفسه سفيرا للإمام مستندا إلى تزكية الإمام(ع) لسفيره الثاني .
ب ـ إن الإمام(ع) جعل لهذه التزكية ضابطة وهي(رواة حديثنا) فمن اشتغل في رواية الحديث (لا في تضعيفه وإسقاطه) حتى يغلب عليه ذلك من الممكن أن يدعى (راوية) وهذه الضابطة غير موجودة تماما في مراجع اليوم ذلك إنهم كلهم يعلنون : إنهم مجتهدون وضابطة تقليدهم (الأعلمية) وليست (رواية الحديث) ، وهذه الضابطة ـ أي الأعلمية ـ غير موجودة في الرواية التي يستدل بها مراجع اليوم!!
ج ــ إن وضع ضابطة(رواة حديثنا) تعني إن الراوي يلتقي بالإمام(ع) أو يلتقي بمن يلتقي به ليروي عنه ، وإلا كيف يكون راوياً وهو لا يرد منبع الرواية أو يستقي منه !!!
د ــ ومن فصول الحديث ؛ فصل إباحة الخمس للشيعة مع النص على علة الإباحة ، وفقهاء اليوم خالفوا الإمام جملة وتفصيلا بجعلهم الخمس واجبا على الناس ولا يبرئون ذمة من لا يدفع الخمس بل إنهم يذهبون أبعد من ذلك إلى إبطال عباداته إذا لم يؤدِ تلك الشعيرة لهم !!!
هـ ــ المراجع اليوم خالفوا ضرورة من ضرورات العقيدة التي استند إليها المذهب الحق : ألا وهي تشريعهم لنظام الانتخابات في انتخاب الحاكم من بين الناس ، ومن قرأ كتاب(معاجز الإمام المهدي(ع)) للسيد هاشم البحراني(رحمه الله) سيرى بأم عينه قول الإمام في إجابته عن سؤال لأحد الشيعة عن مشروعية اختيار الناس للحاكم !!! فالشيعة يؤمنون إيمانا مستندا إلى الثقلين أن التنصيب بيد الله سبحانه لا بيد الناس .
2 ــ هذا الحديث خاص بـ(رواة الحديث) ؛ أي لو استدل به الإخباريون لجاز لهم ، ذلك أنهم يعتقدون بأن العقل البشري لا ينهض دليلاً شرعيا إلى جانب الثقلين ، فعلماؤهم هم رواة لأحاديث أهل البيت(ع) ، أما الأصوليون فهم لا ينطبق عليهم (رواة الحديث) ذلك لجملة من الأمور منها على سبيل المثال لا الحصر :
أ ــ جعلوا العقل البشري دليلاُ من أدلة التشريع ، وهذا ما لم يقل به أحد من أهل البيت(ع) بل ما قاله أهل البيت(ع) على خلاف ما فهم الأصوليون من الأحاديث التي ساقها أهل البيت(ع) بشأن العقل ، منها حديث (أول ما خلق الله العقل ...) ولو التفت أولئك الذين جعلوا هذا الحديث دليلاً على ما يظنون ؛ إن العقل هنا ليس مصداقه هذا الذي عند الناس ، وذلك لأن ما عند الناس متفاوت والله سبحانه لا يأمر الناس أن يعبدوه بمتفاوت بل من يلتفت للحديث يجده يتحدث عن واحد وليس متعدد وإنما يكون التفاوت بالتعدد لا بالواحدية .
ب ــ كذلك فالحديث يقول (أول ما خلق الله ...) ومعلوم لدى المسلمين عموماً وخاصة الشيعة أن أول الخلق هو أفضلهم وأعظمهم وسيدهم وهو محمد(ص) وحتى تكملة الحديث (إياك أثيب وإياك أعاقب) فكيف يثيبه ويعاقبه وهو آلة عند من خوله الله سبحانه عليها ، والعقل الذي تتحدث عنه الرواية ؛ عقل سيد وحاكم ومالك ليس مملوك ولا محكوم ولا مستعبد ، فهو سيد من دونه ، وليس للخلق سيد دون الله عز وجل غير محمد(ص) ، إذن مصداق العقل الأمثل هو محمد(ص) وآل محمد(ص) ، وليس هو هذه الآلة التي عند البشر ، فما عند البشر ليس حجة وإنما الحجة على الخلق هو محمد وآل محمد(ص) ، كما أنه لا يجوز أن تتزاحم حجتان على موضع واحد إذ لا بد من تقدم أحدهما على الأخرى وتكون بذلك المتقدمة حجة على الثانية ، وبذلك تكون الحجة واحدة ، وهذا الذي عند الناس متفاوت ومتعدد بعدد الأفراد ؛ فلا يكون حجة .
ج ــ لم يستند العقل الأصولي إلا إلى ما يوفره الحس له بآلاته المتعددة(الجوارح) أما ما هو غيبي أو وجداني فالعقل الأصولي لا يعده دليلاً يثبت به أي أمر من الأمور ، ولذلك نلحظهم يهاجمون أدلة الغيب كالرؤيا والاستخارة والكشف وغيرها من أدلة الملكوت ويصفونها بصفات دالة على السخرية والاستهزاء والاستخفاف لأنها مما لا يدركه الحس!!! ونسألهم أ تعبدون الله بعقولكم أم بغيرها؟؟!! فإن قلتم نعبد الله سبحانه بعقولنا فقد خرجتم عن ولايته التي فرضها عليكم ، ذاك أنه سبحانه تعبّد الخلق بأوليائه ولم يتعبدهم بعقولهم (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) ، وما يدلل على إنهم يعبدون الله سبحانه بعقولهم لا بأوليائه جملة أمور منها :
• تفرقهم مذاهب وطوائف وملل ونحل حتى في داخل المذهب الواحد ، وهذا واضح جلي على الشيعة الأصولية .
• جعلهم أدلة الغيب مخصوصة الحجية بمعنى إنها حجة على صاحبها من دون دليل أباح لهم ذلك .
• اعتمادهم المنهج الانتقائي في اعتبار نصوص الثقلين فما يماشي آراءهم يكون حجة والعمل به مبرئ للذمة بزعمهم وما يعاندها أو يكشف تناقضها أو جهلها يعرضون عنه تحت مسميات شتى هم اصطلحوها كي يبرروا إعراضهم .
• لا عبرة للغيب في منهج الأصوليين تماماً وخاصة فقهاؤهم في هذا الزمان ؛ وأعني الأحياء .
• قبولهم للطروحات العلمانية واعتمادهم على مناهجهم في النظر للشريعة بداعي المصلحة أو ما يترشح عنها من مسميات .
• إلى غيرها من الأمور التي لو استقصاها باحث منصف لوضح له الانحراف العقائدي الغريب لدى الأصوليين .
3 ــ إضافة دليلين على دليلي محمد وآل محمد(ص) هو تصريح واضح من علماء الأصول بأنّ الثقلين لم يعودا قادرين على بيان الحكم الواقعي للناس فلزم أن يجد من يتصدى لهذا الأمر آليات جديدة تمكنه من استنباط الحكم الشرعي متناسين بذلك قول رسول الله(ص) الذي يحتجون به على أبناء العامة (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ... ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) .
4 ــ ألا يعد إضافة هذين الدليلين اجتهاداً مقابل النص ؟؟!! وتلك حجتكم على أبناء العامة ، وهي حجة صحيحة لأن الله سبحانه تعبدنا بالنص ولم يتعبدنا بالرأي!!!!
5 ــ ما حكم من يجتهد مقابل النص ؟؟؟ شرعاً !!!!

إن العقلية الأصولية لما استحكمت فيها شبهة الأصول وبلغت فيها حد الافتتان حيث أن بعضا من علمائهم المحدثين قلبوا كل موازين السابقين وسفروا برقع الحياء بوجه آيات الله وأوليائه وراحوا يعلنون ؛ إن وجود علم الأصول لديهم أغناهم عن الحاجة للإمام(ع) (مات أو هلك في أي واد سلك) ، فمن يمسك السماء أن تقع على الأرض ـ على وفق هذا التصريح الغريب ـ علم الأصول وليس الإمام(ع) !!! ويبدو أن في عرف الأصوليين ؛ تسيخ الأرض إذا خلت من علم الأصول لأنه هو الحجة وليس الإمام(ع)!! وعلى الحجة إذا أعلن عن نفسه أن يثبت أعلميته بالأصول أما العقائد فلا تعد دليلاً ولا حجة!!!! وبهذا أعلن الأصوليون المعاصرون جهارا نهارا عن موت النص وليس تعطيله !!!!
وصدق الرسول الأكرم(ص) عندما قال ( فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظل السماء منهم بدأت الفتنة وإليهم تعود ) فأي فتنة تلك التي يشير إليها رسول الله(ص) أعظم من فتنة أن يكون القرآن حجة من يأتي من الله سبحانه فيقابله علماء ذلك الزمان : بمقالة ؛ إن القرآن ليس حجة بدعوى إنه حمال أوجه !!! نعم هو حمال أوجه عند من ليس من أهله ، فلا تكون كلمة أمير المؤمنين(ص) لابن عباس السيف الذي تقتلون به حجة الله كما فعل أسلافكم بالحسين(ع) عندما قالوا (وبئس المقالة) : إن الحسين(ع) قتل بسيف جده!!!! ، كما وأي فتنة أعظم من فتنة العمل بالإنتقاء حيال ما روي عن آل محمد(ص) !!!
والحمد لله وحده وحده وحده ......................
مرحى لسيفك من علياه قد شهرا
قد آن للوتر يا موتور أن يترا

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد ......

بحث جدير بالقراءة والاهتمام أخي (سلام13) ، تسجيل نقطة متابعة ، وشكر .

ولعلّي أساهم في تلخيص مضمون البحث أعلاه ، بعد إذن صاحب الموضوع :

1- يتصور الغالبية العظمى من الناس إن اتـِّباع الفقهاء في هذا الزمان مبرئ للذمة كما يصرحون بذلك من دون أن يكون لديهم أدنى شك في هذا الأمر !! ولذلك وجب على من منّ الله عليه بالهداية إلى سبيله الحق سبيل محمد وآل محمد قولاً وفعلا أن يكشف النقاب عن عقم هذا التصور وخطئه ذلك لأنه كلام غير دقيق في أحسن حالات حسن الظن به إذ إن الإمام(ع) لم يوص بالرجوع إلى المراجع والحديث الذي بدأ يستدل به الفقهاء في عصرنا هذا هو غير صحيح تماما ذلك أن حديث (فأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فهم حجتي عليكم وأنا حجة الله) فيه جملة من الأمور ينبغي على من يريد أن يبرئ ذمته أمام الله سبحانه أن يلتفت إليها .

2- إن الإمام(ع) جعل لهذه التزكية ضابطة وهي(رواة حديثنا) فمن اشتغل في رواية الحديث (لا في تضعيفه وإسقاطه) حتى يغلب عليه ذلك من الممكن أن يدعى (راوية) وهذه الضابطة غير موجودة تماما في مراجع اليوم ذلك إنهم كلهم يعلنون : إنهم مجتهدون وضابطة تقليدهم (الأعلمية) وليست (رواية الحديث) ، وهذه الضابطة ـ أي الأعلمية ـ غير موجودة في الرواية التي يستدل بها مراجع اليوم!! .

3- إن وضع ضابطة(رواة حديثنا) تعني إن الراوي يلتقي بالإمام(ع) أو يلتقي بمن يلتقي به ليروي عنه ، وإلا كيف يكون راوياً وهو لا يرد منبع الرواية أو يستقي منه !!! .

4- المراجع اليوم خالفوا ضرورة من ضرورات العقيدة التي استند إليها المذهب الحق : ألا وهي تشريعهم لنظام الانتخابات في انتخاب الحاكم من بين الناس ، ومن قرأ كتاب(معاجز الإمام المهدي(ع)) للسيد هاشم البحراني(رحمه الله) سيرى بأم عينه قول الإمام في إجابته عن سؤال لأحد الشيعة عن مشروعية اختيار الناس للحاكم !!! فالشيعة يؤمنون إيمانا مستندا إلى الثقلين أن التنصيب بيد الله سبحانه لا بيد الناس .

5- تفرقهم مذاهب وطوائف وملل ونحل حتى في داخل المذهب الواحد ، وهذا واضح جلي على الشيعة الأصولية .

6- اعتمادهم المنهج الانتقائي في اعتبار نصوص الثقلين فما يماشي آراءهم يكون حجة والعمل به مبرئ للذمة بزعمهم وما يعاندها أو يكشف تناقضها أو جهلها يعرضون عنه تحت مسميات شتى هم اصطلحوها كي يبرروا إعراضهم .

7- إضافة دليلين على دليلي محمد وآل محمد(ص) هو تصريح واضح من علماء الأصول بأنّ الثقلين لم يعودا قادرين على بيان الحكم الواقعي للناس فلزم أن يجد من يتصدى لهذا الأمر آليات جديدة تمكنه من استنباط الحكم الشرعي متناسين بذلك قول رسول الله(ص) الذي يحتجون به على أبناء العامة (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ... ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) . ألا يعد إضافة هذين الدليلين اجتهاداً مقابل النص ؟؟!! وتلك حجتكم على أبناء العامة ، وهي حجة صحيحة لأن الله سبحانه تعبدنا بالنص ولم يتعبدنا بالرأي!!!! ما حكم من يجتهد مقابل النص ؟؟؟ شرعاً !!!! .

8- إن العقلية الأصولية لما استحكمت فيها شبهة الأصول وبلغت فيها حد الافتتان حيث أن بعضا من علمائهم المحدثين قلبوا كل موازين السابقين وسفروا برقع الحياء بوجه آيات الله وأوليائه وراحوا يعلنون ؛ إن وجود علم الأصول لديهم أغناهم عن الحاجة للإمام(ع) (مات أو هلك في أي واد سلك) ، فمن يمسك السماء أن تقع على الأرض ـ على وفق هذا التصريح الغريب ـ علم الأصول وليس الإمام(ع) !!! ويبدو أن في عرف الأصوليين ؛ تسيخ الأرض إذا خلت من علم الأصول لأنه هو الحجة وليس الإمام(ع)!! وعلى الحجة إذا أعلن عن نفسه أن يثبت أعلميته بالأصول أما العقائد فلا تعد دليلاً ولا حجة!!!! وبهذا أعلن الأصوليون المعاصرون جهارا نهارا عن موت النص وليس تعطيله !!!!

اللهم صلّ على محمد وآل محمد .......
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“