باحث فرنسي يكتب عن الوهابية اليمنية واستقلالها عن السعودية

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

باحث فرنسي يكتب عن الوهابية اليمنية واستقلالها عن السعودية

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

فرنسي يكتب عن الوهابية اليمنية واستقلالها عن السعودية
لوران بونفوا باحث في المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء، عن تاريخ الحركة السلفية الوهابية في اليمن مشيرا إلى تاريخ العلاقة بين الحركة ودراسة مقبل ابن هادي في جامعة الامام محمد بن سعود لكنه قال انها اصبحت "تنافس الهويات الدينية والسياسية التقليدية مثل الزيدية والصوفية والإخوان المسلمين".
وجاء في ورقة قدمها السيد لوران الى ندوة "اليمن في محيطها الاقليمي التي اقيمت في صنعاء مؤخرا بتنظيم من السفارة الفرنسية واعادة نشرها صجيفة الشارع في عددها الاخير ان "..الرأي العام يرى الحركة السلفية في اليمن كحركة مستوردة من السعودية، ويسميها الوهابية. هكذا كثيرٌ من خُُصُومها يقولون إنها حركة غير شرعية وأنها نتيجة لسيطرة السعودية على اليمن" لكن هدا عير دقيق في نظره
ولاهمية الورقة يعيد الاشتراكي نت نشرها
------------
السلفية في اليمن..
حركة مستقلة أم نتاج للسيطرة السعودية؟

تطورت الحركة السلفية في اليمن منذ بداية الثمانينيات بزعامة مقبل بن هادي الوادعي.

لذلك في وقت محدود أصبحت هوية مُعَبّرة تنافس الهويات الدينية والسياسية التقليدية مثل الزيدية والصوفية والإخوان المسلمين.

من خصوصيتها الدعوة إلى احترام سلطة ولي الأمر وكل الحكومات المُسلمة، فإذا كان الحاكم ظالماً فان السلفيين يدعون المسلمين إلى الصبر، وفي عقيدتهم دور العلماء هو النصيحة إلى الحُكم. هكذا يرفضون المشاركة السياسية والحزبية.

ففي النظرية هدف السلفيين هو الحفاظ على المسلمين من الفتن. طبعاً تطبيقهم لها يختلف عن عقيدتهم. يفضحون وينتقدون الحركات الأخرى خاصةً الإخوان المسلمين أو كما يقولون الإخوان المفلسين.

غالبا الرأي العام يرى الحركة السلفية في اليمن كحركة مستوردة من السعودية، ويسميها الوهابية. هكذا كثيرٌ من خُُصُومها يقولون إنها حركة غير شرعية وأنها نتيجة لسيطرة السعودية على اليمن.

فنسمع أو نقرأ أن تطورها يخدم مصالح المملكة وتعمل على سعودة المجتمع اليمني لأن السلفية توجد بعض جذورها الفكرية في دعوة محمد بن عبد الوهاب النجدي.

باحثون أجانب وسياسيون ومثقفون يمنيون (خاصةً من نخبة الزيدية) يعتبرون هذا الكلام انتقاداً للسلفية. مثلاً في بداية التسعينيات نشر مثقفون زيديون كتباً ضد السلفية بعناوين كـ"الوهابية
وخَطَرها على مستقبل اليمن السياسي" أو "صعدة لماذا" الذي ركز على كشف حملة السلفية وتأسيس معهد مقبل الوادعي في مَهْد الزيدية: (صعدة).

هذه الصورة من السلفية كحركة مستوردة وغريبة عن اليمن صورة جُزِئية وغير دقيقة. فالسلفية في اليمن ليست دائماً حليفة للسيطرة السعودية، والسبب في ذلك أنها تَكَيفَتْ مع واقع اليمن المُعاصر.


سعودة الإسلام اليمني!

طبعاً الرأي العام الانتقادي للسلفية يكشف حقيقة ارتباطها بالدولة والمجتمع في السعودية.

منذ الثمانينيات، ما زال مقبل والسلفيون على علاقة عميقة مع مراجع أرض الحرمين ونجد.

السيرة الذاتية لـمقبل الوادعي نموذجٌ من العلاقات الخاصة بين السلفيين والسعودية.

كان مقبل قبيلياً من منطقة صعدة، ولد في بداية الثلاثينيات من خلفية زيدية. وكشاب هاجر إلى مكة وهناك عَمِل كبواب.

كما قال في كتابه عندما كان هناك اكتشَفَ بعض أخطاء الزيدية، وقرأ بعض نصوص ومراجع ومنهم علماء نجد التي لاتتوفر في بلدهِ.

ثم عاد إلى اليمن فترة ورجع إلى السعودية بعد ثورة 26سبتمبر. اولاً مكث فترة في نجران وبعد ذلك درسَ في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. أكملَ الماجستير في علم الحديث، وفي ذلك الوقت كان يدعو للحركة السلفية المحتسبة مع جهيمان العتيبى.

وفي عام 1978 اتهمت الحكومة السعودية مقبل بتحرير رسائل جهيمان المُوجهة ضد آل سعود، وقامت بسجنه شهرين، ثم أبعدتهُ إلى اليمن. وفي بلدهِ أسس معهد دار الحديث في قرية دماج، وأصبح زعيم الحركة السلفية في اليمن.

لم يعد مقبل إلى السعودية إلا في 2000، عندما كان مريضاً. وقد قامت الحكومة السعودية بِتَكفل علاجه.

في كتاب بعنوان "مُشَاهداتي في المملكة" ذكر كم أن السلطة السعودية استقبلتهُ بكرامة.

في رأي مقبل هذا الاستقبال ألغى إهانة إبعاده قبل 22سنة. ثم توفي بمكة في شهر يوليو 2001.

هذا الملخّص القصير عن حياة مقبل يُبَرهِن على أن تجربته في السعودية كانت أساسية في تطوير الحركة السلفية في اليمن.

منذ الثمانينيات ظل تأثير السعودية على السلفية يستمر ويظهر في أشكال مختلفة. غالباً، السلفيون اليمنيون يكررون مواقف علماء السعودية كابن باز و صالح الفوزان. فالمكتبات السلفية هنا في اليمن تبيع كتب دور النشر السعودية. وأيضاً محمد بن عبد الوهاب مرجع مهم ومواقفه من الصوفية ومن الشيعة ومن التوحيد أثرت على عقيدة السلفية المعاصرة في اليمن.

دور السعودية ملموس أيضاً في تمويل الحركة، فمثلاً عبد العزيز بن باز "مفتي المملكة" ساهم في تأسيس دار الحديث. وفي بداية التسعينيات شاركت مؤسسة الحرمين في تمويل ميزانية الدعوة السلفية. ولكن تدريجياً هذه الجمعية وجهت تمويلها إلى الجمعيات السلفية اليمنية المنشقة كجمعية الحكمة وجمعية الإحسان، وليس إلى حركة مقبل. وبدوِرهِم بدأ السلفيين المنشقون مثل محمد المهدي وعبد المجيد الريمي وأحمد المَعَلِم يبحثون عن دور سياسي اكبر ويشاركون في الانتخابات. كما أن لديهم علاقات مع حركة الصحوة الإسلامية في السعودية ومع سلفيي الكويت.

فهكذا لاشك أن الحكومة السعودية عندها دوراً مهماً في تنظيم الحركات السلفية المختلفة. مثلاً المنح الدراسية التي تمنحها السفارة السعودية في اليمن إلى جامعات إسلامية تُكَوِن نُخَباً إسلامية جديدة وتزيد نفوذ المملكة على الإسلاميين بشكل عام والسلفيين بشكل خاص.

فالتمويل السعودي للمعاهد العلمية سهل تطوير السلفية بين الشباب. ثم إن كَثرَة المغتربين اليمنيين في السعودية سَاهَمَت في نشر الفكرة السلفية في المجتمع وزادت من تَبعيتها لراعيها السعودي.


تكيفات واستقلال الحركة اليمنية

لكن هذا النعت القائل "إن الحركة السلفية في اليمن مستورد سعودي" ليس دقيقاً، فتجربة علاقة السلفيين ومقبل مع السلطة والمجتمع والمعارضة في السعودية تدل على ان فكرة رقابة الدولة في السعودية على السلفيين اليمنيين غير كاملة.

تطور السلفية منذ 30 عاماً لا يخدم مصالح السعودية غالباً. فالفكرة التي ترى المملكة كمسؤول وحيد عن انتشار الدعوة السلفية مغلوطة. هذه الحركة راسخة في المجتمع اليمني المعاصر، وهي ناتجة عن عمليات اجتماعية لا تستطيع السعودية ان تسيطر عليها مثل العولمة، والهجرات ومُنافسة الهُويات الدينية.

هذه العمليات تقوم بدور أساسي في قيام حركةٍ سلفيةٍ مستقلة. وهكذا نرى أن تطور السلفية في اليمن ليس نتيجة لتخطيط مركزي.

العلاقات بين مقبل الوادعي والسلطة السعودية تدلل على استقلالية الحركة السلفية اليمنية. ويعود ذلك إلى معارضة مقبل لسياسة المملكة. وفي بعض خطاباتهِ وكتبهِ كان يسبُ آل سعود وطَرَحَ للمناقشة شرعية سلطتهم. وفي نفس الوقت اتهم المملكة بنشر الفتن في اليمن وبدعم الاشتراكيين في الجنوب خاصةً في حرب 1994.

وكان أيضاً يَنتقد حركات المعارضة السعودية كالصحوة الإسلامية والحركات الجهادية.

منذ تأسيس السلفية اليمنية تكيفت على الواقع المحلي. فإلى جانب انتقاد السلطة السعودية، يستبدل السلفيون الوصاية السعودية بتعلية المراجع اليمنية مثل محمد الشوكاني وابن الأمير الصنعاني.

في محاضرةٍ قال مقبل: لو كنا مُقَلدين لَقَلدنا عَالِمنا اليمني محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (...) فهو أعلم من الشيخ محمد بن عبد الوهاب". وفي نفس المحاضرة قال إن كلمة الوهابية كلمةٌ "خبيثة".

وهكذا نرى أن الحركة السلفية بحثت عن استقلالها من المرجع السعودي والنجدي.

مع تحسن العلاقات اليمنية السعودية بعد توقيع اتفاق جدة عام 2000، وبعد موت مقبل الوادعي في 2001، ضَعُفَ استقلال السلفيين.

وبعد أحداث 11سبتمبر بدأ شيوخ الحركة السلفية اليمنية مثل محمد الإمام ويحيى الحجوري بالبحث عن احترام جديد من سلطة اليمن، وهكذا عبر توضيح مواقفهم من قضية العنف والإرهاب. ولأنه لا يوجد من بينهم من يملك شخصية مقبل ليحل محله، فقد عادوا الى المراجع والنصوص السعودية لإدانة الارهاب وتنظيم القاعدة.

على أية حال برهاننا ان صورة الحركة السلفية كحركة مستوردة وبدون جذور في اليمن ليست دقيقة. فمن المهم ان نفهم ان قضية العلاقات الدينية داخل شعب الجزيرة وخاصةً بين السلفيين والسعودية، قضية معقدة ومتعدَدة.

_______

*باحث في المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء، والموضوع ورقة مقدمة إلى ندوة "اليمن في محيطه الإقليمي" التي أقيمت، الأحد، بتنظيم من السفارة الفرنسية وجامعة صنعاء بمناسبة زيارة عضو البرلمان الفرنسي والوزير السابق جاك لانغ إلى اليمن. وتنشر "الشارع" هذه الورقة بالاتفاق مع الكاتب
* نقلا عن صحفة الشارع
http://www.aleshteraki.net/news.php?act ... ewsID=3660
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“