علم الكلام عند الزيدية ، حقيقته وأبعَاده ، نظرَة سَريعَة

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

علم الكلام عند الزيدية ، حقيقته وأبعَاده ، نظرَة سَريعَة

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرّحمن الرّحيم

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ......

أخي القارئ هل تسَائلتَ يوماً (أو سُئِلَتَ) عن ماهيّة عِلم الكَلام عندَ الزّيدية ؟! ، وبتعبيرٍ أدقّ وأصحّ : هل اعترضَ عليكَ مُعترِض وقال أنّ الزيدية ابتدعَت في عِلم الكلام ، فبَنَت عليه عقائدَها ، وأصّلت وفرَّعت ، وبنَت وشيّدَت ، وهذا مُخالفٌ لما كانَ عليه السّلف من أهل البيت والصّحابة وخيار التّابعين ؟!! . إذا كان نعم قَد تعرّضتَ لمِثل هذه الأسئلَة ، أو مرّت عليك أمثال هذه الاستشكالات (ولو مَعَ نفسَك) ، فإنّا مُقدّموا لك مُناقشَةَ الحافظ الكبير محمد بن إبراهيم الوزير (ع) لهذا الموضوع ، وفيه تأمّل كيف أنّه (وهُو الأقرب والأخبَر) بيّن عقيدَة ومَنهج الزيدية في علم الكلام، وكذلك تأمّل وتدبّر أبعاد عقيدَة أهل البيت (ع) مع علم الكلام من أقوالِهم ، ثمّ تأمّل خلاصَة أبحاث مُفكّرين وأكاديميين مُتخصّصين حول ماهية وأبعاد علم الكلام عند الزيدية . ((تنبيه : هذا الموضوع فرعٌ من مبحث ((الحافظ ابن الوزير بين الزيدية وأهل السنة والجماعَة)) ، على الرابط ، وهو مسودّة نظرة تأمليّة فاحصَة تتناول هذا الموضوع بعناية بإذن الله تعالى :

http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=903&start=0

[ الزيدية و ابن الوزير وعلم الكلام ]

نهجَ ابن الوزير رحمه الله تعالى ، منهجاً واضحاً في علم الكلام ، من عدم ضروريته لإثبات عقائد الدين وأصولها ، وإن كان لا يُمانِعُ من الخوض فيه ، ويعتقدُ أنَّ طُرقَ الاستدلال بالكتاب وصحيح السنّة وسليم فطرة العقول أولى وأحوط وأفضل ، ويستدل بأنّ الرسول صلوات الله عليه وآله وسلّم لم يخض فيه ولا علّمهُ أحداً من الصحابة الكرام رضوانَ الله تعالى عنهم .

ويعتقدُ بأن الإيمان الجُملي يُغني عن الغوص في علم الكلام ، وأنَّ الولوج في الكلام والمغالاة فيه يكونُ صاحبها معرضاً لاحتمالية غير السلامة ، على عكس من كَفَتهُ الجُمَل في عقيدته الإلهية .

قلتُ : ونحنُ ذاكروا نبذةً عن علم الكلام ، لمّا استفحلَ وصمُ الشيعة الزيدية به من متابعةٍ للمعتزلةِ فيه ، والمُخالفةِ لأهل البيت الُمتقدّمين ، ولأنَّ الأمرَ جلل وفيه من الافتراء على الزيدية ما يُنزّههُم المُنصفونَ عن الخوض فيما لَم يُكلّفوا به من الفلسفات ، وعلى راس هؤلاء المُنصفين الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله تعالى ، فنقولُ اعلم أنَّ عِلمَ الكلامِ نوعان :

الأول : علم الكلام الذي انتهجَ فيه أصحابُه اتجاهاً مذموماً ، وهو المغالاة والتكلّف في الدين ، وذلك بالخوض في العلوم العقلية التي لم يُنزل الله بها من سلطان ، ولا كُلَّفنا بمعرفتها فضلاً عن الإيمان بها ،كالخوض في الحركات والسكون ، والإرادات والمُحالات ، والموجودات والمعدومات، والهيولى ، والأجزاء التي لا تتجزأ ، والكلام في التولدات ، والتعمق في ذات الله سبحانه وتعالى ، والخوض في أن الإنسان ليس جسداً ، والطفرات والجينات والذرّات وربطها بالدين الإسلامي الحنيف ، وهذا اشتهرَ به المعتزلة من المسلمين، وهذا لا ينتهجُ به أهل البيت من الزيدية ، بل لم يُؤثرْ عنهُم الإهتمام به ، إلاَّ أن يكونَ رداً على الخصوم فهُوَ وارد ، بل إنّه نادر ، وهُو لن يكون إلاَّ كما فعلَ ابن تيمية مع الأشاعرة والمعتزلة ، وكما يفعلُ ابن الوزير في كتابهِ العواصم .

وفيه يقولُ ابن الوزير رحمهُ الله تعالى ، مُنزّها أهلَ البيت الزيدية المُتقدمين والمتأخرين عن هذا النوعِ من العِلم المُتكلَّف الذي ما أنزلَ الله به من سُلطان ، بعدَ أنْ ذكرَ فرائدَ قصائدهم في الردّ على غلاة المُعتزلة ، وذكرَ على لسان السيد الإمام الواثق بن المطهر عليه السلام بعدَ أن نقلَ قصيدته التي مطلعها ( لا يَستَزلّكَ أقوامٌ بأقوالِ * مُلفّقاتٍ حرِيّاتٍ بإبطالِ ) ، ما نصّه : ( ثمَّ سردَ أسماء الأئمّة عليهم السلام ، راوياً عنهُم الموافقة على إنكارِ هذه المذاهب المُبتَدَعة ، فذكرَ علي بن الحسين ، وولدَيه الباقر وزيداً وجعفراً الصادق ، والقاسم وابنه مُحمّداً ، وحفيده الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ، وولديه أحمدَ النّاصر ، ومُحمّداً المُرتضى ، والنّاصرُ الأطروش ، والقاسمُ بن علي ، وأحمدَ بن سُليمان ، والمنصور بالله ، وأحمدُ بن الحُسين ، والإمام الحسن بن مُحمد ، والمطهر بن يحيى ومحمد بن المُطهر . نقلتُ ذلكَ مِن شرحِ هذه القصيدة المُسمّى " باللآلئ الدُّريّة في شرحِ الأبيات الفخرية " للسيّد العلاّمَة شيخِ العترة تُرجُمان المُوحِّدين مُحمّد بن يحيى القاسمي ، وقد طوَّل في شرحِها ، وبيَّن في ذلكَ طُرُقَ الرواية عنهم عليهم السلام فافادَ وأجاد رحمه الله تعالى ) اهـ .

العواصم والقواصم : 3/418 - 419


ثمّ يُؤكِد ابن الوزير أن الزيدية وأهلها بُراءُ ممّا يُنسبُ إليهم من الخوض في المذاهب الكلامية المُبتدَعَة ، فيقول ما لفظُه : ( وما زالَ عُلماءُ أهل البيت على هذا قديماً وأخيراً ، ومِن الشواهِد ومِنَ الشَّواهِدِ لذلِكَ أنّهُ ليسَ لَهُم في علمِ الكلامِ مُصنَّفٌ مَبسوط ، كتواليفِ المُتكلِّمينَ الحافلة ، إلاَّ بعض ما صنَّفه أهل العُجم مِنهُم في ذلك مُتابعةً لقاضي القُضاة ، وهُوَ السيِّد مانكديم ، وهُوَ الكتابُ الموجود في ديار الزيدية اليوم المُسمّى " شرحُ الأصولِ الخمسة " ، ويَدُلُّ على انفرادِهِ بذلِكَ مِن بينِ سَلَفِه ، أنّهُ لَم يَنقُل فيه عَنهُم حرفاً واحداً ، وإنّما نقلَ كلامَ شيوخِ الاعتزال ، ومَذاهِبِهِم ، وأدلّتِهِم ، إلاَّ أن يكونَ حكى مَذهبَهُم وأدلّتَهُم في فروع الكلام السمعيّة كالأسماء ، والشّفاعَة ، والإمامة ) اهـ .

العواصم والقواصم : 3/419

فهذا رأي ابن الوزير في هذا النوع من الكلام المُبتدَع ، بل ورأي أئمة الزيدية الذي حكاهُ عَنهُم ابن الوزير وساق قصائدَهُم وتقريراتهُم في البراءة من التمذهبِ به والاعتقاد به ، فإذا تقرّرَ هذا فاعلَم أنَّ ابن الوزير عندما يرُدّ على المسائل الكلامية الصرفة الدقيقة في كتابه العواصم والقواصم فإنّه يحكي مذاهبَ المُعتزلَة ، ويُوجّه الخطابَ في ردودهِ على المُعتزلَة ، فيتوهّمُ القارئ أنهُ يردُّ على الزيدية ، فافهم ذلك .

أدلّة أخرى على براءة الزيدية من التأثر والانشغال بعلم الكلام الفلسفي :

1- انظر استبسال السيد حميدان بن يحيى القاسمي عليه السلام في كتابه ( تنبيهُ الغافلين على مغالِط المُتوهّمين ) ، في الردّ على أقوال الفلاسفة في العقل والنفس ، وعلى مَن جمعَ بين الفلسفة والإسلام في العقل ، وعلى أقوال الفلاسفة في معنى العِلم ، والإبطال لما ابتدَعَهُ أهلُ الهُيولى والصورَة ، وانظُر كلامَه عليه السلام في حدود العقل والغلو المُتكلَّف .

مجموع السيد حميدان : ص 23 إلى ص 50

2- عقدَ السيد العلامة المُجتهد علي بن محمد العجري رحمه الله تعالى ، مبحثاً خاصاً في كتابه ( الأنظار السديدة في الفوائد المُفيدة ) بعنوان : (الفائدة الثانية عشرة : في بيان الاستغناء عن فنّ المنطق وبيان مَفاسِدِه ) ، وجاء فيه ما نصه : ( لَم يُعوّل قُدماءُ أئمتنا عليهم السلام وكثيرٌ من مُتأخريهم على عِلم المَنطِق ، ولَم يَذكروهُ في كُتُبِهِم ولا بَنَوا عليهِ شيئاً مِن قواعِد دينِهِم ، وما ذلكَ إلاَّ للاستغناء عنه بالأدلّةِ العقلية والنقلية ، ولِما يُؤدي إليهِ ، ويَلزمُ على التمَسُّكِ بقواعدِه من المَفاسِد . ) اهـ .

الأنظار السديدة في الفوائد المُفيدة : ص48

3- ذكرَ السيد العلامة علي بن محمد العجري أنَّ الإمام القاسم بن محمد عليه السلام ، قالَ فيما معناه : ( إنَّ جميعَ العلوم الإسلامية مُستغنية عن المَنطِق ... ونحنُ نعتمدُ على ما وردَ في الكتاب والسُنّة ولُغَة العرب ... ) اهـ


الأنظار السديدة في الفوائد المُفيدة : ص48

4- قال أمير المؤمنين الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام ، مُنزّهاً نفسَهُ عن عقيدة غلاة المُعتزلَة ، ما لفظُه : ( فهذاَ وفَّقَكُم الله دينُ المؤمنينَ وديني وما عليهِ اعتقادي ، لستُ بِزنديقٍ ولا دَهري ، ولا ممّن يقولُ بالطّبع ، ولا ثنوي ، ولا مُجبرٌ قَدري ، ولا حَشويٌّ، ولا خارجي، وإلى الله أبرا من كلِّ رافضيٍّ غَوي ، ومِن كُلِّ حَروريٍّ ناصبي ، ومن كلُ مُعَتزليٍّ غال ، ومِن جميع الفِرَق الشّاذة ) اهـ .

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين : جوابه على أهل صنعاء ، ص95

5- قال السيد حميدان بن يحيى القاسمي رحمه الله تعالى ، مُعنِّفاً غُلاةَ مُتكلِّمي المُعتزلة :

زالَ أهلُ التّفعيلِ والانفعال*********وأُديلَ التطريفُ بالاعتزالِ
حرَّفُو مُحكمَ النّصوصِ فصاروا********قُدوةً في التلبيس والإضلالِ
( إلى أن قال )
ما أتَى في التَّكليفِ قولٌ بِهذا ********في مَقالٍ يُروَى ولا فِعالِ
بَل أتَى الأمرُ بالتّفَكُّرِ في الصُّـ********ـنعِ وتَرْكِ اتِّباعِ الرِّجالِ


العواصم والقواصم : 3/ 411- 412

نعم ! وغير هذا كثير ، ولولا الميلُ للاختصار لأسهَبنا في هذه القضيّة ، لمّا وَجدنا الكثير من أتباعِ الرّجال ينسبون الزيدية إلى مُخالَفَة أهل البيت في ابتداع علم الكلام المذموم ، واتبّاعهم لغُلاة المُعتزلة في هذا ، والله المستعان . وسنُعضِّدُ كلامَ أئمّة الزيدية السابق بكلام مُثقفي ومُفكري الأمة الذين دوّنوا آراءهم الخاصّة عن الزيدية ، ولكن بعدَ أن نتكلّم على النوع الثاني من أنواعِ علمِ الكلام .

الثاني : علمُ الكلام الذي انتهجَ فيه أصحابُه طريقاً محمُوداً ، وهُوَ الإيمانُ بالعقل القرآني ، بلا إفراطٍ ولا تفريط ، والإفراط هو اتباع منهج الغُلاة بإعطاء العقل منزلةً فوقَ منزلتِه التي أنزلَه الإسلام إياها ، والتفريط هُو اتباع منهجُ المُهمِلين لشأن العقل القرآني في أن يكونَ دليلاً فِطرياً على معرفة توحيد الله وتنزيهه ، وردّ المتشابه من الكتاب والسنّة إلى المُحكَم ، ومنهُم أهل الجمود الطاهريّة ، نعم! وهذا النوع من الكلام هُو الذي عليهِ الزيدية ، بلْ حتّى و فرقة أهل السنة والجماعة وإن كانوا لا يُسمّونه علمَ كلامْ .

ومثالُه : أن الزيدية عندما يتكلّمونَ عن قادرية أو حياة أو وجود ، أوعدّم مُشابهَة الله عز وجل لشيء من الأشياء ، فإنّهم يجعلونَ للعقلِ مجالاً في التفكر في لماذا أطلَقنا هذه صفات على الله عز وجل ، ويعُلّلّ الزيدية هذا بأنْ يكونَ المُكلَّف على بينّة من عقيدته ، ولا يهتزّ بمجرّد هبوب رياح الآيات والأحاديث المُتشابهات والشُبَه والبِدَع .

ومعَ إثباتِهم لدورِ العقل إلى جانب الكتاب والسنة ، فهُم لا يُغالونَ في تكليفِ العَقل ورفعِ مقدارِه ومكانَتِه التي يستحقّها ، بحيث يتجاوز أدلّة الشرع القطعيّة ، وإنّما يجعلونَ منهُ وسيلةً لفَهم نصوص الكتاب والسنة .

ومثالُ أدلّة العقول في إثبات عقائد الزيدية ، ما ذَكرُه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام ، في كتابه زُبَد الأدلّة ، عندما قال :

( فإن قيل: ما الدليل على أن الله تعال عَدْلٌ حكيمٌ؟

قلت: لأنه لا يَحملُ على الْجَوْرِ إلاَّ الحاجةُ والجهلُ، وقد ثبت أنَّه تعالى عالِمٌ غنيٌّ، فثبت أنَّه عَدْلٌ حكيمٌ؛ لأنَّ مَنْ عَلِمَ قُبْحَ القبيحِ وكان غنياً عنه لَم يفعلْهُ أصلاً شاهداً وغائباً.
فإن قيل: أفعال العباد منهم أو من الله تعالى؟
قلت: بل منهم؛ لأن الله تعالى أمرَهم ببعضها، ونهاهم عن بعضها، وهو لا يأمرهم ولا ينهاهم عن فعله؛ لأنَّه تعالى عَدْلٌ حكيمٌ.
فإن قيل: ما الدليل على أنه لا يقضي إلاَّ بالحق؟
قلت: لأن المعاصي باطل، والقضاء بالباطل قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح، وقد قال تعالى: { واللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ }
فإن قيل: ما الدليل على أن الله تعالى لا يعذب أحداً إلاَّ بذنبه، ولا يثيبه إلاَّ بعمله؟
قلت: لقوله تعالى:{ فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ }، ولقوله تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى}.
فإن قيل: ما الدليل على أن الله تعالى لا يكلف أحداً من عبيده ما لا يطيقه؟
قلت: لأن تكليف ما لا يطاق قبيح والله تعالى لا يفعل القبيح، ولقوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا}. ) اهـ
فإن قيل: ما الدليل على أن الله تعالى لا يشبه الأشياء؟
قلت: لأنه لو أشبهها لجاز عليه ما جاز عليها من التغيير والزوال، والانتقال من حال إلى حال، وذلك أمارات الحدوث، وقد ثبت أنه تعالى قديم. ) اهـ .

نعم! هذه باختصار بعض مسائل العقيدة التي يجبُ على المُكلَّف معرفتها بدونَ تقليد ، بل لابُد مِن استقصاء الأدلة والبراهين عليها ، ليكونَ المُكلَّفُ مُحصّنا من رياح التغيير والتبديل .
وفي نَظرِي أنَّ أكثر المذاهب الإسلامية تستخدِمُ أمثالَ هذه الاستدلالات النقلية والعقلية ، على عقائدها ومشاربها .

وإلى هذا يشُيرُ ابن الوزير عليه السلام ، عندما قال : ( والأمرُ الثاني ممّا أردته بقولي " أصولُ ديني عَن كتابُ اللهِ لا العَرَضُ " ، النّظرُ في الأدلَّة التي أمرنَا الله تعالى أنْ ننْظُر فيها ، أو حَثَّنا على النظر فيها ، كقوله تعالى : { أَوَلا يَذْكُرُ الْإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً}، وقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ- إلى قوله-ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ، .... وممّا يأتي عليهِ العد ، وهذا أمرٌ لا يصلُحُ أن يكونَ فيه خلافٌ بينَ المُسلمين البتّة ، ومَن أدَّاهُ الغُلو على تقبيح الاكتفاء بهذه الأدلّة ، وجبَ على جميع المسلمين النكيرُ عليه ، والإغلاظُ لَه ، وقَد ظهرَ لي أنَّهُ قولُ أئمة الكلام ، فضلاً عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، وسائر علماء الإسلام ) اهـ .

العواصم والقواصم : 3/436- 437

وبعدَ هذه المُقدّمة التي تكلّمنا فيها عن أنواع علم الكلام ، وما هُو المذموم وما هُو المحمود ، وما هو مَسلَك الزيدية في الاحتجاجات والاستدلالات العقلية ، نعودُ لنتفحَّص رأي ابن الوزير ، وعلى مَن مِن أصحاب الكلام انتقَد وأزرى ، أعلى الغلاة أم المُعتدلين ؟ ولا شكّ في أنّه يقصدُ الغُلاة الذين أدخلوا على الإسلام ماليسَ منه ، وأقحموا النّاس بآراءٍ ليسوا مُكلَّفين باقتحامها .

وفيه اعلم رحمنا ورحمك الله تعالى أنّ ابن الوزير (ع) كان يميلُ إلى الاكتفاء بالجُمَل في العقائد الإلهية ، إذ تكرّرَت منه هذه اللفظة في عدّة مواضع من عواصِمِه ، فقالَ مادحاً لهُم ، بعدَ أن ذكرَ أن متقدمي ومتأخري الزيدية لا يُعوّلونَ على علم الكلام المُبتدَع فيما نقلنَا سابقاً من كلامِه ، مالفظُه :

( وإذ هذا كلامُ أهلِ البيتِ منَ الزيدية والشيعة ، فما ظَنُّكَ بأهلِ البيت من أهل الأثر ، والفِرَق الأربع ، ويُوضِّحُ ذلك تأليفُهُم المُختصراتُ المشهورة في ذلك ، واقتصارُهُم على الإجمالِ والإشارات ، مِن أشهرِ ذلكَ ما أودَعَهُ مُحمّد بن سُليمان رحمه الله في أول المُنتَخَب على مَذهبِ الهادي عليه السلام ، فإنّهُ سألَهُ عليه السلام عن ما يكفي في مَعرِفَة الله تعالى ، ودليلُ ذلك ، فأوجَز لهُ الكلامَ في مقدارِ عشرَة أسطُر . وكذلكَ كلاماتُ عليٍّ عليه السلام في ذلك . وللمؤيَّد بالله عليه السلام في ذلكَ كِتابُ التّبصِرَة مُختصرٌ جِداً ..) اهـ

العواصم والقواصم : 3/419 - 420

وهُنا ابن الوزير امتدحَ ما نقلَهُ مُحمّد بن سليمان الكوفي ، عن مسألته للإمام الهادي إلى الحق عليه السلام ، ونسبَه إلى مماثلَة أقوال أهل البيت من أهل الأثر ، فوجدنا مُحمّد بن سُليمان رحمه الله يقول : ( فكانَ أوَّلَ ما سألتُهُ عنه : أن قُلتُ له : أيُّها الإمام رضيَ اللهُ عَنك ما تقولُ في أوِّلِ ما افترَضَهُ اللهُ عَلى خَلقِه ما هُو ؟ فقال : أوّلُ ما افترضَ اللهُ على خلقِهِ مَعرِفَتُه . قلتُ : وما اصلُ مَعرِفَتِه ؟ قال : أصلُ مَعرِفَتِهِ توحيدُه . قلتُ : وما كمالُ مَعرِفَةِ توحيده ؟ قال : نفي جميع صفاتِ التشبيه له . قلتُ : فبيِّن لي كيفَ نفيُ التّشبيه عن الله بكلامٍ موجَزٍ مُختَصَر ؟ قالَ : نَعَم إن شاء الله ، اعلمْ وفّقَكَ الله انّهُ لَم يتوَهّم المُتوَهِمون ولَم يتمَثَّل في عقولِهِم ، مثلُ صفةِ ذاتِ الله ، إلاَّ كانَ اللهُ بخلافِ ذلكَ الذي يتوَهّمُهُ المُتوهّمون ، أو يتمثّلُ في عقولِهِم ، والشّاهِدُ بذلِكَ والدّالُ عليه قوله تبارك وتعالى : { ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، فافهَم ذلكَ فلكَ فيه كِفايَة . قُلتُ : ثمّ ما بَعدَ هذا ؟ قالَ : أن تَعلمَ أنّهُ العادلُ في جميعِ أفعالِه . قلتُ : ثمّ ما بَعدَ هذا ؟ قالَ : أنّهُ لا يُخلِفُ الوعدَ والوعيد ، فهذهِ الكلمات تُفرِّعُ لكَ جميعَ ما تحتاجُ إليهِ مِن مَعرِفَةِ ربّك ، فافهَمهَا وتدبّرْها ) اهـ .

كتاب المُنتخَب ، ص 19

ثُمَّ امتدَح ابن الوزير كلام الإمام علي عليه السلام ، فَمِن كلماته المُجملَة المشهورَة عندما سُئِلَ عن التوحيد والعدل ، قولهُ عليه السلام : (التوحيدُ أن لا تَتَوهّمَه ، والعَدلُ أن لا تتّهِمَه) .

ثُمَّ امتدحَ ابن الوزير كتاب التبصِرة للإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين سلام الله عليه ، وألحقَه بما أهل البيت من أهل الأثر عليه ، فراجَعنا كتاب التبصرَة ، فإذا به نَاطِقٌ بما عليه الزيدية اليوم من الاكتفاء في التحقيق والنظر ، إلاَّ عند مُقارَعة الحجج مع الخصوم فإنّهم يلجأون للتطويل والإسهاب والتفرّع كما فعلَ ابن الوزير وابن تيمية ، ثمَّ إنّ ما جاء في التبصرة مُطابقٌ لما سبقَ ونقلناهُ عن الإمام المنصور الله عبدالله بن حمزَة مِن زُبَد الأدلّة سابقاً بل ومُطابقٌ أيضاً لما جاءَ في كتاب العقد الثمين في معرفة رب العالمين للأمير الحسين بن بدرالدين ، ولما جاءَ في كتاب الموعِظة الحسنة ، ولما جاءَ في كتاب العقيدة الصحيحة للإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم ، ولما جاءَ في كتاب مصباح العلوم للعلامة أحمد بن الحسن الرصاص . وهذا حتماً يدخُلُ في النوع الثاني من أنواع علمِ الكلام حسبَ تقسيمنا أعلاه ، والذي أكادُ اجزمُ أن المُسلمون ينتهِجونَ به في الاستدلال على عقائدهِم ، كلٌ على طريقتِهِ ومَذهبِه . وسننقُلُ مِنَ التبصِرَة التي اعتمدَ طريقتها ابن الوزير ، نفسَ المسائل التي نقلناها عن زُبَد الأدلّة ، وسنُضيفُ نظيرَها من كتاب العقد الثمين ، وعلى القارئ المُقارَنة ، ثمَّ الحُكم أيّ علمِ كلامٍ نفاهُ ابن الوزير عن أهل البيت عليهم السلام ، آلمغالى فيه على طريقة الفلاسفة والمعتزلة ؟ أم الذي على طريقة الزيدية من أهل البيت ؟ ولو تأمّل المُنصِفُ الأقوالَ التي يسوقُها ابن الوزير على لسانِ المُتكلّمين لَعلِمَ أنّهُ يسوقُ أقوالاً مُعتزليّةً صرفة وينسبها إليهم ، ولا يسوقُ شيئاً منها على لسان أئمة الزيدية ، لأنّه لا توجد في الغالب لهم أقوالٌ في دقائق علم الكلام ، بل لَم يهتمّوا به ذاك الاهتمام . ثمَّ لا يَفوتُك أن تُدرِك معنى استدلالات الزيدية العقلية بما سنُورِد .

قال الإمام المؤيد بالله (ع) في التبصرة :

((فإن سألَ سائلٌ فقال : ما الدليلُ على أنّ الله لا يَفعلُ شيئاً من القبائح ؟
قيلَ لَه : الدليلُ على ذلكَ أنهُ تعالى قد ثبتَ : استغناؤهُ عن جميعِ القبائح ، وكونُهُ عالماُ بقُبحِها ، وعالمٌ باستغنائه عنها . والعالِمُ بقُبحِ القبيح متى استغنى عنهُ ، لا يجوزُ أن يختارَهُ على وجهٍ مِنَ الوجوه )).

قال الأمير الحسين بن بدرالدين في العقد الثمين :

((فإن قيل: أربك عدل حكيم؟
فقل: أجَل، فإنه لا يَفعلُ القبح ولايُخِلُّ بالواجب عليه من جهة الحكمة، وأفعاله كلها حسنة.
وإنما قلنا: إنه لايَفعلُ القبيح لأنه إنما يقع ممن جَهِلَ قُبْحَه، أو دعته حاجة إلى فِعْلِه وإن عَلِمَ قبحَه، وهو تعالى عالم بقبح القبائح؛ لأنها من جملة المعلومات وهو عالم بجميعها كما تقدم، وغني عن فعلها كما تقدم أيضاً، وعالم باستغنائه عنها، وكل من كان بهذه الأوصاف فإنه لا يفعل القبيح )).

--------

قال الإمام المؤيد بالله (ع) في التبصرة :

((فإن قالَ قائل : فمَا الدليل على أنَّ أفعالَ العباد غيرُ مخلوقَة لله ن وأنَّ العِباد هُم الذينَ يُحدثونها ؟
قيلَ له : الدليلُ على ذلكَ بانّها تقعُ بحسب أحوالهم ، ودواعِيهم ، وهُم الذينَ يستحقون عليها المدح والذم ، فثبَتَ تَعلقها بِهِم ، ولا وجهَ يصحُّ من أجلهِ تعلّق الفِعل بالفاعل إلا الحُدوث ، فواجبٌ أن تكونَ هذه الأفعال مُحدَثَة من جهة العبيد ، دونَ جِهَةِ اللهِ تعالى، فبانَ أنّها غيرُ مخلوقة لله تعالى ...)).

قال الأمير الحسين بن بدرالدين في العقد الثمين :

((فإن قيل: هل ربك خَلَق أفعال العباد؟
فقل: لايقول ذلك إلا أهل الضلال والعناد، كيف يأمرهم بفعل ماقد خَلَقَ وأمضا، أو ينهاهم عن فعل ما قَدْ صَوَّر وقضى، ولأن الإنسان يلحقه حكم فعله من المدح والثَّناء، والذَّم والاستهزاء، والثواب والجزاء، فكيف يكون ذلك من العلي الأعلى؟! ولأنه يحصل بحسب قَصْدِه ودواعيه، وينتفي بحسب كراهته وصوارفه على طريقة واحدة، ولأن اللّه تعالى قد أضاف أفعال العباد إليهم، فقال: ﴿يَكْسِبُوْنَ﴾ ، و﴿يَمْكُرُوْنَ﴾ ، و﴿يَفْعَلُوْنَ﴾، و﴿يَصْنَعُوْنَ﴾، و﴿يَكْفُرُوْنَ﴾، و﴿يَخْلُقُوْنَ إِفْكاً﴾، ونحو ذلك في القرآن كثير، ....)) .

-------------

نعم! فإذا تقرّرَ كُلّ هذا ، عرفتَ أنَّ ابن الوزير رحمه الله ، إنّما ينعى على أقرانه من أهل عصره الطرق التي اتبعوها لتوحيد الله سبحانه وتعالى وتنزيهه ، لا أنّهُ نعى عليهم أصولَ عقيدتهم ، كما تقرّرَ فيما بينه وبين شيخه في الأسماء والصفات من ثبوت عقيدتيهما في التنزيه وعدم التشبيه وعدم الأخذ بالظاهر ، ثمّ اختلفوا في طُرق الوصول إلى هذه العقيدة ، فقائلٌ يقول بالتأويل ، وقائلٌ يقول لا أتأولُ ، لا لأني لا أؤمنُ به ولكن لأسلَمْ ، وهُنا ينعى ابن الوزير أن يكونَ دقيقُ الكلام طريقاً إلى العقيدة المُحمدية ، وأخذَ واكتفى بالجُمَل التي أشارَ إليها الإمام علي عليه السلام ، والإمام الهادي إلى الحق ، كما سبقَ وأن نقلنا ، وأقرَّ بصحّة طريقة استنباط الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (ع) للعقائد وذلك في كتابه التبصرة .

هذا وقد سبقَ وأنْ ذكَرنا شهادة ابن الوزير للزيدية عدَم خوضِها في دقيق علمِ الكلام المُبتدَع وأنّهُ ليسَ لهُم في هذا أقوالٌ مُؤصّلَة ، وعضدّنا كلام ابن الوزير بكلام أئمة الزيدية وعُلمائها في دقيق علم الكلام المُبتدع الفلسفي ، وما هُوَ موقفُهُم منه ، ونُعضد كلامَ الجميع بما ذكرَهُ مَن درسَ فكرَ الزيدية مِنَ المُثقفين .

1- قالَ الدكتور أحمد محمود صبحي : ( والقاسم الرسي – كسائر مُتكلّمي الزيدية – تقترب آراؤهُ الكلامية منَ الفقه وتَبعُد عن الفلسَفَة ، وهذا ما يُميّز الزيدية بعامّة عن المعتزلة ، ومن ثمّ لن تَجِدَ مَصدراً يونَانياً أو غيرَ يوناني ، في آراءِ القاسِم الرّسي الكلاميّة وإنّما هيّ إسلاميّة خالِصَة . ) اهـ .

كتاب الزيدية : ص 111

2- قال الدكتور إمام حنفي عبدالله ، وهُو أحدُ المطّلعين على الفكر الزيدي عن كَثَب : ( والحقيقة أن العقل عند الزيدية ، هُوَ عقلٌ قرآني ، أُخِذَت أسُسُه وقواعِدُه ممّا ذُكِرَ في القرآن الكريم ، وكذلكَ ممّا لا يَختلف عليه العُقلاء ولا يتناقَض معَ أصول الدين الإسلامي وكُليّات القرآن ، ولذلِكَ لا نُغالي إذا قُلنا إنّهُ عقلٌ قُرآني يشهد لهُ بكلّ حالٍ مِنَ الأحوال . ) اهـ .

الصفات الإلهية عند الإمام يحيى بن الحسين : ص 12.

3- قال الدكتور احمد شوقي إبراهيم : ( وقَد راجَ مذهبُ الاعتزال لما فيهِ من مَظاهرِ البحث العقلية ، والاعتماد على أساليب المنطق والجَدل ، فَمَالَت إليه الطباع ، وكثُرَ أنصاره ، وأصبحَ المذهبَ السائد بين مذاهبِ المُتكلّمين ، وكانَ المُعتزلة أهلُ فكرٍ ونَظر ، بينما غلَبَ على الزيدية جانبُ العَمَل ، ولِذَا لَم يُجارِ الزيدية المُعتزلة في مسائل علمِ الكلام ودقيقه ... ، ولَم يُبالِغ الزيدية مُبالَغة المعتزلة في تعليل أفعال الله ، وحُريّة إرادة الإنسان ) .

الحياة السياسية والفكرية للزيدية في المشرق الإسلامي : ص 226 ، 227

نعم ! فهذا أخي الباحث عن الصواب ما كانَ من رأي ابن الوزير رحمه الله ، ومِن رأي أهل البيت عليهم السلام من الزيدية ، في قضية دقيق علم الكلام الفلسفي ، فمن أتاكَ بعد هذا من النّاهقين أو النّاعقين يُريدُ أن يُزهِّد النّاس في علوم أئمة أهل البيت من الزيدية ، وقام يدّعي أنّهم ابتدعوا عقائد كلاميّة ليسَ عليها منهج الكتاب ولا السنّة ولا قول المُتقدّمين من أهل البيت ، فأيقِن أنّه إمّا جاهلٌ أو مُتجاهِل ، هذا وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطّاهرين .

صورة
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

Re: علم الكلام عند الزيدية ، حقيقته وأبعَاده ، نظرَة سَريعَ

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

أحسن الله إليكم سيدي
ونفعنا بعلمكم

وعل من يدعي الدعاوي
الباطلة أن يرعوي
ويعترف بالصواب

فائق تقديري وإحترامي
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

ابو يسرا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 158
اشترك في: الخميس مارس 29, 2007 1:12 pm

مشاركة بواسطة ابو يسرا »

انشاء الله ساضع لكم كلاما من السيد / حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه حول هذا الموضوع علم الكلام

وقد انتقده بشده ( علم الكلام المكتسب من المعتزلة )

بل ويرى انه سبب واضح في تدهور قضايا كثيرة ..

محمد عسلان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 99
اشترك في: الأربعاء يناير 04, 2006 12:01 pm

مشاركة بواسطة محمد عسلان »

نعم ! فهذا أخي الباحث عن الصواب ما كانَ من رأي ابن الوزير رحمه الله ، ومِن رأي أهل البيت عليهم السلام من الزيدية ، في قضية دقيق علم الكلام الفلسفي ، فمن أتاكَ بعد هذا من النّاهقين أو النّاعقين يُريدُ أن يُزهِّد النّاس في علوم أئمة أهل البيت من الزيدية ، وقام يدّعي أنّهم ابتدعوا عقائد كلاميّة ليسَ عليها منهج الكتاب ولا السنّة ولا قول المُتقدّمين من أهل البيت ، فأيقِن أنّه إمّا جاهلٌ أو مُتجاهِل ، هذا وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطّاهرين .


أخي العزيز هناك من الزيدية من وافق المعتزلة و خالف المتقدمين من العترة عليهم السلام في مسائل كالإرادة و الصفات و لم يقل بقولهم البتة و منهم من حاول الجمع بين رأي المعتزلة و رأي المتقدمين من العترة وهو جمع فيه تكلف ومن الفريقين الإمام المهدي ( ع )و الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة ( ع ) و غيرهما من العترة الأطهار و شيعتهم الأبرار أمثال النجري و غيره و هذا واضح جلي لكل باحث متمرس في علم الكلام ، و قد قال إمام الشيعة الكرام محمد بن صالح السماوي حين قال ( و الإمام المهدي في علم الكلام على مذهب المعتزلة و في الإمامة على مذهب الزيدية فأصبح كالشاة الحائرة ........ ) حتى أن السيد المولى مجد الدين رحمه الله و ألحقه بآبائه الكرام انتقد الإمام المهدي في رده على الهادي في مسائل الصفات في كتاب اللوامع و انظر ايها سيدي العزيز كتاب الأساس و الإيضاح و القلائد و الينابيع النصيحة ووووووووووو .

و أيضا في طريقة الإستدلال على العقائد فهناك فرق واضح في استدلال المتقدمين والمتأخرين و قد أوضح هذا كثيرا المولى الحسين بن بدر الدين ولله دره فقد ذكر هذه الآفة أعني طريقة الإستدلال و ايضاً التأثر بكتب الغير و ترك كتب المتقدمين و ما في علم الكلام المأخوذ من الغير من أضرار و كان يستدل بكلام المتقدمين كالإمام الهادي و محمد بن القاسم ووووو .

و انظر إلى كلام السيد العلامة صارم الدين الوزير وشكواه في الفلك الدوار من المتأخرين و تركهم كتب المتقدمين و اهتمامهم بكتب الغير فجمعوا بين الغث و السمين .


و لعمري لطريقة المتأخرين في تعاطي علم الكلام و الإستدلال على العقائد حتى التي قال بها المتقدمين لهي من أسباب التهاون في العمل والتيه حتى في أبسط المسائل و أكثرها أعني الطرق معتزلية فلسفية لا دخل لها بطريقة المتقدمين و اسأل مجرب .

و إن أردتم سيدي الخوض في نماذج من هذه المسائل فلكم ذلك و لو على الخاص و رحم الله المولى حسين حين قال للحاضرين في أحدى المحاظرات ( فعندما ندرسكم تلك الكتب سنبين لكم هذه المسائل ) .

و لا أقصد بهذا التشكيك أو التنفير عن كتب العترة أو التفسيق أو التضليل .

و أخيرا لا أدري سيدي هل التحقتُ بقافلة الناهقين و الناعقين أم لا .

و لكم سلاااااااااااامي سيدي .
تعـودت مـس الضر حـتى ألفته
و اسلمني حـسن العزاء إلى الصبر
و صـيرني يأسـي من الناس واثقا
بحسن صنيع الله من حيث لا ادري

إن الكلمة التي كنا نخشى قولها في الخفاء ستقال يوماً في العلن
و كل ما آمنا به في الخلوات سيعلن يوماً على رؤس الأشهاد

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرّحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمّد .....

أخي (محمد عسلان) ، أعزّك الله ، ما رأيُكَ بتقسيم المسألة ؟!.

أولاً : علم الكلام هُو : العِلم الذي تُستخدمُ معه أدلّة العُقول للاستدلال على العَقائد الإلهيّة.

ثانياً : أنواعُ عِلم الكلام ، نوعان :

** النّوع الأول : علمُ الكلام الزّائد عن الضرورة في معرفة الخالق والعقائد ، وهُو الاسترسال في مناقشة الأدلّة العقليّة بغلوّ وتفصيل وتطويل وربط هذه الأدلّة بثوابت الدين الإسلامي الحنيف.

** النّوع الثاني : عِلم الكلام الضّروري ، والذي يكون فيه القَدر الكافي لمعرفة الخالق والعقائد، وهُو الاكتفاء بالظّاهر الواضِح من حُجج العقل في إثبات العقائد ، بدون تعمّق مُغالى فيه .

ثالثاً : هل علمُ الكلام بعموم مُحرَّم الخَوض فيه ؟! وهُنا اعلَم أنّي (لم أقف فيما بحثتُ فيه) على تحريم الخوض في علم الكلام ، فالأصلُ الإباحَة .

رابعاً : هل النّوع الأول من علم الكلام مكروه ؟! والجَواب : أنّه له موقعَين ، في أحدهِما يكون مكروهاً ، وفي الأخر يكون مُستحبّاً ، فيكون مكروهاً عندما لا تَدعو الحاجَة إليه (وهذه النقطة "الكراهَة" بحاجة إلى تفصيل) ، نعم! ويكونُ مُستحباًّ عندما تدعو الحاجَة إليه ، كمناقشة الفلاسفة وأهل الإلحاد .

خامساً : هل النّوع الثاني من علم الكلام مكروه؟! والجَواب : أنّه لا دليل على كراهيّته ، لأنّ إطلاقَ القَول بكراهيّته يعني تضييق التفكّر والتدبّر لمعاني أسماء الله وصفاته ومخلوقَاته ، والاستدلال بما أقرّته العقول وشَهِد لها منطوق الكتاب والسنّة ، فهو مُستحَب .

سادساً : عقيدَة الزيدية ، أنّ النّوع الثّاني يُغني عن النّوع الأول من علوم الكلام ، وأنّه لا يُلجأ إلى الأول إلاّ عند المُحاججَة والتبيين ، وليسَ هِي تمنع من الخَوض في النّوع الأول بدون حاجة ماسّة إليه (كالرد على الفلاسفة مثلاً) ، ولكنّها تَمنَع أن تكون أصول هذا النوع طريقاً لازماً ، ومنهجاً راسخاً ، للتفكّر والتدبّر للفرد المُسلم ، المُستغني عن ذلك بشواهد الصّانِع وقرآنه وسنّة رسول (ص).

سابعاً : الإمام أحمد بن يحيى المرتضى (ع) عندما خاض في العلوم الكلاميّة (من النّوع الأوّل) ، فهذا الخوض منه ، لا يَعني أنّه خالف على أهل البيت في عقائدهِم ، ولكنّه قد يكونُ (وهذا بحاجَة إلى بحث) خالف على فروع إثبات العقيدَة ، بمعنى أنّه أثبتَ عدم التشبيه أو التجسيم ، تماماً كعقيدة الزيدية ، ولكنّه عندما أسهبَ في شرح المسألة كلامياً ، أخطأ في بعض هذا الإسهاب والاستنباط ، وهذا أصلٌ مهم يجب معرفته أخي الكريم ، لكي لا يُتوهَّم على الإمام المرتضى (ع) خلافه .

ثامناً : أنّنا عندما نقولُ بأنّ النّوع الثّاني وهو المحمود هُو قولُ أهل البيت (ع) قديماً وحديثاً ، فإنّا نعني به الجماعَة لا الأفراد ، وذلك أنّه قد يوجد في بعض الأئمّة والفقهاء من يخوض في تفصيلات هذا العِلم ، ولكنّه في نفس الوقت لا يَجعلُ هذا التفصيل دليلاً لازماً ، ومنهجاً راسخاً ، للاستدلال على معرفة الله تعالى .

** نعم ! هذا ما أردنا التنبيه عليه ، وهُو منّي رجاء أخي (محمد عسلان) ، بأن تُعيدَ قراءة ما أوردناهُ ثلاث مرّات ، فإن ظهرَ لكَ معقوليّته ، فخيرٌ وبركَة ، وإن لَم ، ناقَشتَنا ، على أنّنا ننُبّه أنّ فحوى اعتراضَكُم هُو عن عدم جدوائيّة هذا العِلم مِن أساسِه ، لا أنّك تنفي أنّه (النّوع الثّاني) كان طريقَة المتقدّمين من أهل البيت وكذلك هُو طريقة جماعَة المتأخّرين وعُمدَتَهُم ، فإن كانَ القول الأخير (نفي أن يكون متقدّمين أهل البيت قائلين بالنوع الثاني من علم الكلام) هُو مقصَدُكم فكلمات الإمام علي (ع) في النّهج ، وما رُويَ عنه من غيرهِ تردّ هذا الاعتراض ، لأنّه (ع) أصلُ هذا النّوع من علم الكلام العَقلي ، نعني (النّوع الثاني) .

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ....
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

ابو يسرا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 158
اشترك في: الخميس مارس 29, 2007 1:12 pm

مشاركة بواسطة ابو يسرا »

السلام عليكم

سانقل لكم هنا مقطعا صغيرا من محاضرة للسيد / حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه بعنوان ( الاسلام وثقافة الاتباع ) وهي على شكل اسئلة موجهة اليه ...

مع العلم ان للسيد كلاما كثيرا حول موضوع علم الكلام واصول الفقه في محاضرات كثيرة سوف احاول ان اقوم بجمعها وطرحها في هذا الموضوع عندما تحين الفرصة انشاء الله ...
مع ان هذا السؤال والاجابة هي ليست كافية لشرح وجهة نظر السيد حيث وله كلام اكثر تفصيلا وادلة من هذا لكن ليس بين يدي الان سوى هذه المحاضرة والتي فيها هذا السؤال ...

كما انني انصح الجميع بان يطالعوا محاضرات السيد / حسين بدر الدين الحوثي بتأمل حيث وفيها ثقافة عالية مستمدة من القرآن الكريم ستجيب كل مطلع لها على قضايا ومسائل كثيرة كما انها ثقافة عظيمة مستمدة من كتاب الله القرآن الكريم ، وقد دلل السيد على اخطاء كثيرة وفادحة بل ومصيرية في مناهج مطروحة يقرآها طلاب العلم ...


س :ـ هل نحن نعمل بالتقليد ام بالاجتهاد وما فائدة الاجتهاد ؟ وما نصيحتك لنا فيما ندرسه من علوم الاسلام ومن الكتب خاصة في اصول الدين وغيره ؟

ج :ـ انا انصح ان واحد يقرأ كتاب اسمه ( مجالس الطبري ) فيه هذا الموضوع الذي ما انا متذكر له أشرحه حول مسألة اجتهاد وتقليد وكيف قال في المسألة ،، كتاب مجالس الطبري ربما قد يكون في المركز شيئ منه . ( يقصد المركز الذي يلقي فيه هذه المحاضرة )
موضوع اصول الدين نحن لا نحارب اصول الدين نحن نحارب علم الكلام المتأثر بأساليب المعتزلة علم الكلام المعتزلي ، افهموا هذه ، يقول لكم بعضهم اننا نحارب اصول الدين .. السنا نقول نقرأ ( المجموعة الفاخرة ) (ومجموع القاسم ) ( والبساط ) ونحوها من كتب اصول الدين لائمة اهل البيت القدامى ، الذين ليسوا متأثرين باساليب المعتزلة .
اما الكتب التي هي متأثرة بأساليب المعتزلة هي سيئة جدا آثارها ، افهموا الذي نقوله : علم الكلام الذي جاءنا من عند المعتزلة ، والذي تأثر به بعض من كتبوا من داخل الزيدية في مادة اصول الدين ، علم الكلام ،، علم الكلام هو اسم يطلق على الذي نسمية اصول دين ، علم الكلام الاسم الحقيقي له قالوا لانه كثير الاخذ والرد فيه كلام كثير ..
اصول الفقه الذي نحاربه الذي تحت عنوان اصول فقه لكن لا نحارب اصول دين نحن نحارب علم كلام متأثر بالمعتزلة ، المعتزلة والاشاعرة كلهم ضروا ضرا كبيرا بالاسلام ، وكلهم تركوا اثار سيئة في واقع المسلمين الثقافي ..
في اصول الدين نقرأ ( المجموعة الفاخرة ) وتعطى اولوية لرسائل على رسائل اخرى ، ما تقرأ مثلا الرسائل التي هي رد على ابن الحنفية الا بعد ما تقرآ الرسائل الاخرى قبلها ، يعني ان الموضوع يكون اعمق هنا من موضوع هنا ، ابدأ اول شيئ بهذا ثم هذا ، ثم هذا ، تصل عند هذا الذي فيه اخذ ورد اعمق ويكون قد عندك خلفية .

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرّحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد .......

حيّاك الله أخي (أبو يسرا) ، وكلام السيّد حسين بدر الدين الذي نَقلتموهُ عنه ، وأخصّ بالذّكر (ما جاء في علم الكلام) ، لا يتعارَض مع ما أوردناهُ في أصل كلامِنا هُنا حول علم الكلام ، وهُو يجعلني أرجّح أنّه يعني أصحاب النّوع الأوّل ، فالمجموعَة الفاخرَة ، والبساط ، ومجموع الإمام القاسم الرّسي ، والتي أثنى على طريقَتها السيد حسين ، هي صورَة مُنعكِسَة في العديد من مؤلفات بقيّة أئمّة الزيدية المُتأخرين ، ومن هذه المؤلّفات ، مجاميع الأئمة زيد والقاسم والهادي والمرتضى ابن الهادي ، و(العقد الثمين) للأمير الحسين بن بدر الدين ، و(التّبصرة) للإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني ، و (العقيدة الصحيحة) للإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم بن محمد ، و(سبيل الرّشاد إلى معرفة ربّ العباد) للسيد العلامة محمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد ، وغيرها .

أضف إلى ذلك أنّ مَنع السيد حسين من علم الكلام ، لا يظهَر لي أنّه موجّه إلاّ للنوع الأول صاحب التطويل والتفصيل والتعمّق ، وأنّ مغزاهُ من هذا المَنع لسبَبين اثنين ، والله أعلم (إلاّ أن يتضحّ رأيُه في مُحاضرات أخرى غير هذه بشكل أوضح) :

السبب الأوّل : أنّ في التوغّل فيه توسيع لدائرة الاختلاف ، الأمر الذي قد يزيد المَذاهب والأحزاب ، الأمر الذي يُضعف كيان الأمّة .

السّبب الثاني : أنّ فيه اشتغالٌ عن الأهمّ ، بمعنى : أنّ فيه تضييعٌ للوقت والجُهد فيما غيرهُ (من المواضيع الإسلامية) أولى منه وأهم .


اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد .......
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

محمد عسلان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 99
اشترك في: الأربعاء يناير 04, 2006 12:01 pm

مشاركة بواسطة محمد عسلان »

طلبكم أوامر سيدي .

و لي عليكم أن تتأملوا كلامي جيدا .

سيدي أنا لا امنع من دراسة علم الكلام و لا حتى تفاصيله بل العكس وله أيضاً جدوى و إنما كان تعقيبي على موضوعكم في وجود مخالفة للمتقدمين و موافقة للمعتزلة في مسائل و في طرق الإستدلال والتي وجد فيها نوع من الخلل أو المغالطة .........

و بتفصيل أكثر فأنا تكلمت عن شيئين هما :-

1- موافقة بعض أئمتنا و شيعتهم للمعتزلة في مسائل حتى تلك المسائل التي دخلت فيها المعتزلة و جرى منهم المغالاة فيها .

2- المخالفة في طريقة الاستدلال مع وجود التوافق في المسألة و فيها أعني طريقة الإستدلال تمت موافقة المعتزلة و ترك طريقة المتقدمين مع أن طريقتهم هي القرآنية و السهلة .

و النقد لمثل هذا لا يؤدي إلى أنني امنع من علم الكلام ( اي نوع من انواعه ) و لمثل هذا انتقد المولى حسين رحمه الله بأنه يمنع من دراسة علم الكلام و أنه ينفر من كتب العترة و يشكك فيها .

أخيرا لي عودة بعد قراءة موضوعكم أكثر من مرة .
تعـودت مـس الضر حـتى ألفته
و اسلمني حـسن العزاء إلى الصبر
و صـيرني يأسـي من الناس واثقا
بحسن صنيع الله من حيث لا ادري

إن الكلمة التي كنا نخشى قولها في الخفاء ستقال يوماً في العلن
و كل ما آمنا به في الخلوات سيعلن يوماً على رؤس الأشهاد

ناصر الهمداني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 418
اشترك في: الخميس يناير 12, 2006 10:21 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة ناصر الهمداني »

السلام عليكم جميعا
مع العلم ان للسيد كلاما كثيرا حول موضوع علم الكلام واصول الفقه في محاضرات كثيرة سوف احاول ان اقوم بجمعها وطرحها في هذا الموضوع عندما تحين الفرصة انشاء الله ...


نعم سيدي و اسمح لي أن أضيف مما قاله سيدي حسين بن بدرالدين الحوثي سلام الله عليهم
في علم الكلام و هو من محاضرة بعنوان ( مسئولية طلاب العلوم الدينية )

قال عليه السلام:
فنحن نقول: إن أهم مصدر لمن يريد أن يعرف الله وأشرف العلوم الذي يجب أن تهتم به في مجال معرفة الله بالذات هو القرآن الكريم، اعرف الله سبحانه وتعالى من خلال القرآن الكريم، كتب علم الكلام لا تستطيع أبدا أن تصنع لك معرفة تربطك بالله بالشكل الذي يصنعه القرآن الكريم لا يمكن أبداً.

فنحن نسيء إلى أنفسنا إذا ما اعتقدنا بأننا سنهتدي بغير القرآن أكثر مما نهتدي بالقرآن الكريم. والرسول يقول في ذلك الحديث الطويل عن القرآن (ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله)) وأنت تَنْشُد الهدى، وأنت تبحث عن الهدى، وأنت لا تعطي أولوية للقرآن الكريم في مجال أن تهدي نفسك، وأن تهدي الآخرين فإنك ستضل، وتضل الآخرين.

ولا يعني الضلال هنا هو أنك تدخلهم في معصيةٍ مَّا من المعاصي المعروفة، بل الضلال بمعناه العام في اللغة الذي يعني الضياع، ستضيع أنت وتضيع الآخرين معك.

ولهذا يقال (ما عرِف أن متكلماً خشع) لأن المعرفة التي تقدمها كتب (علم الكلام) محدودة جداً.

وهذا هو رأي الإمام القاسم بن محمد الذي نقله عنه مؤلف شرح الأساس الكبير الشرفي بعد أن حصل حديث وخلاف حول هل يصح الاستدلال على معرفة الله بالآيات القرآنية أم لا فاختلفوا بعضهم قال بالآيات المثيرة وبعضهم قال بها مطلقا، قال: (القرآن هو أهم مصدر لمعرفة الله ،ومن لم يقل بذلك أو أنكر ذلك فقد رد قول الله تعالى {هذا بلاغ للناس وليُنذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب}) أليست هذه غايات أربع مهمة؟ لا تستطيع أن تحصل عليها إلا من خلال القرآن الكريم؟ وإذا ما رأيت نفسك أنك حصلت على شيء منها بالاعتماد على مصادر أخرى فإنما هي نسبة ضئيلة ربما قد يترافق معها من السلبيات ما هو أكثر من الإيجابيات؛ لهذا نقول: إن من يعرف الله سبحانه وتعالى لا بد أن يكون على وضعية تختلف عما نحن عليه.
و قال في موضع آخر من المحاضرة :
بصراحة أقولها أن (فن أصول الفقه) هو من أسوء الفنون وأن (علم الكلام) الذي جاء به المعتزلة هو من أسوء الأسباب التي أدت بنا إلى هذا الواقع السيئ ،أبعدتنا عن الله، أبعدتنا عن رسوله، عن أنبيائه.

ألم يُقدم الأنبياء في (فن علم الكلام) عند من يقرأ المقدمات المنطقية التي جاء بها المعتزلة في الاستدلال ألم تصبح تنظر إلى الأنبياء في منطقهم -الذي عرضه القرآن الكريم- منطق مرشدين مساكين موعظين، ألم يقل أولئك وهم يتناقشون (هل يصح الاستدلال بالقرآن الكريم في مجال معرفة الله أم لا ؟. طائفة تتناقش أو يحصل بينها خلاف حول هذه النقطة فترى الكثير منهم يقولون: لا ...

أليس كلنا يعتقد أن هذا يؤدي إلى الدور؟. يقولون لنا: الاستدلال بالقرآن الكريم على معرفة الله يستلزمها الدور ،ولاً يجب أن تعرف الله بطرق منطقية عقلية مقدمات عقلية هناك ثم متى عرفت الله ؛لأن صحة القرآن متوقفة على معرفة الله هكذا يقولون؟. فيبدو هذا الاستدلال منطقياً. هو استدلال مغلوط من أساسه ، فيبدو الأنبياء في القرآن الكريم في منطقهم وهم يتحدثون مع أممهم ،وهم يتحركون في إبلاغ رسالات الله في أوساط أممهم يبدون أناسا لا حكمة لديهم ولا حنكة ويبدون أناسا مجرد مرشدين وموعظين كما نقول. فنحن من لا نعرف أنبياء الله، ونحن من لا نعرف كتاب الله بالشكل المطلوب، بصراحة أقول هذه: أن الزيدية لا يُتوقع أن تنهض إلا إذا ما نظرنا نظرة موضوعية لنصحح ثقافتنا، فما كان قد وصل إلينا عن طريق السنية ،وما كان في الواقع هو من تراث السنية ،أصول الفقه هو سني ،ليس صحيحاً أنه من علم أهل البيت، دخل إلى أهل البيت، ودخل إلى الزيدية وتلقفوه.

علم الكلام جاء من عند المعتزلة، والمعتزلة سنية، (كتب الترغيب والترهيب) كثير منها ومنطق الترغيب والترهيب كثير منه من عند السنية، هذه علوم جاءتنا من عند فئة ضالة فأضلتنا أضلتنا فعلا، ونحن نشهد على أنفسنا بالضلال، هل نستطيع أن نشهد على واقعنا أنه واقع صحيح؟. وعلى أننا بالشكل المطلوب في أننا نؤدي ما أوجب الله علينا وما طلب منا وما يريد منا؟. لا . ما لسبب في ذلك؟. هل أن الدنيا هكذا؟. أم أن ثقافتنا فيها أخطاء؟. ثقافتنا فيها أخطاء ولو اُتَيح لنا في المستقبل أن ندرس كتابا في علم الكلام، وندرس كتابا في (أصول الفقه) لنبهناكم على الكثير الكثير من الأخطاء التي أثرت تأثيراً سيئاً علينا ،أبعدتنا عن القرآن، عن الاهتداء بالقرآن.

فإذا كنا لا نزال نتشبث بهذين الفنين فسنطلع ولو طلع فينا آلاف العلماء كل واحد منهم سيتحرك لحاله لا تجتمع لنا كلمة، ولا تتوحد لنا نظرة، ولا موقف، ولا صف، ولا شيء، ونظل غثاء كغثاء السيل.

لماذا كان في الماضي واحد من أهل البيت يحرك أمة بأكملها؟. عندما كانوا يتحركون بروحية القرآن ،لكننا الآن مجاميع لا نحرك شيئا، مجاميع لا نصنع شيئا، مجاميع لا نعمل شيئا، مجاميع قد نكون في يوم من الأيام لقمة سائغة لليهود، قد نتعرض لأسوء المواقف وأخطر الحالات من جانب اليهود ،ونحن لا نستطيع أن نصنع شيئا.

أختم كلمتي هذه بالتنبيه على أنه يجب أن يكون غايتنا كطلاب علم هي قول الله تعالى: {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله}. وأن تكون مسيرتنا ونحن نطلب العلم هي مسيرة أولئك الذين قال عنهم: {ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين}.
و لي عودة إن شاء الله لقراءة الموضوع...

http://www.al-majalis.com/forum/viewtop ... c&start=15
صورة
من أجبر على تنفيذ الأوامر كان عبداً لمن أمره...
من رضي بغير الواقع كان عرضةً لحدوث الوقائع...
من سجــــد لله فليعلم أن ما ســواه التــــــراب.......

ابو يسرا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 158
اشترك في: الخميس مارس 29, 2007 1:12 pm

مشاركة بواسطة ابو يسرا »

اشكر الاخ ناصر الهمداني على مبادرته في تقديم ما ذكره السيد / حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه حول علم الكلام واصول الفقه ....واتمنى منه المزيد حيث لا مصادر كافية لدي الان ...

ولعمري انه لكلام عظيم من رجل عظيم يبين فيه مخاطر رهيبه يسير فيها بعض اخواننا طلاب العلم ...

ويعلم الله اننا ومجموعة من الاساتذة كنا نقرآ اصول الفقه ( الكافي ) عند عالم كبير في صعدة وكانت ترد علينا اشكالات لا حصر لها نراها تصتدم مع الكثير من القضايا ومن الايات الصريحة في القرآن الكريم ،، بل ولا ترى منهاجا منها تستطيع من خلاله ان ترسم طريقا يخدم امتك ودينك في المستقبل فقط كنا نقرآها لانها من علوم الاجتهاد ولا يمكن ان نكون علماء الا بعد ما نقرآ اصول الفقه ...

اما علم الكلام فهو في مجمله مسائل منطقية ولغوية وردودات والاساس اكبر دليل من اول صفحة فيه حتى بعض منتصفه تلاحظ وانت تقرآه انك تقرآ كتابا عنوانه معرفة رب العباد وهو في الواقع مسائل استدلالية ومنطقية اشبه بمسائل الرياضيات والعلوم الروحية وهكذا قلنا ، وقالوا ، ولا حجة لهم فيما يقولون وان الكي في القدم ينفع المعدة اذا لا معنى لان يكون الاستدلال مباشر وهكذا ....

وانا لا انقص في هذه الكتب من حيث مؤلفيها لكن اقول ليست مناسبة لطلاب العلم وليست في معرفة الله كما انه لا مانع من قرآتها عندما تكون عند الطالب المعرفة الكافية لله من خلال مخلوقاته ونعمه الكثيرة ...

كما انك تخرج بعد اكمال الكتاب بخفي حنين ....
وكان القرآن وما يزال الى اليوم مغيبا عند بعض طلبة العلم وللاسف فالقرآن هو الكتاب الكريم الذي هو منهاج هداية الامة وليس غيره ...
بل كان يقال لنا انكم لا تفهمون القرآن الا بعد قرآة اصول الفقه ...
وهكذا عطفوا على القرآن كتبا اخرى تمنع من فهمه وتدبره ...


الاخ العزيز الكاظم
طرحك في غاية الروعة والدقة وتبدوا في رأيك حد تصوري بين النقد والقبول ولكن بتصرف
ارى انه لا فرق بين ما يراه السيد حسين وما ذكرت خاصة وان الهدف من نقد السيد لهذه العلوم هو اثارها السلبية كما يبدوا لي انك كذلك ...
والسلام عليكم

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرّحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمّد ......

باركَ الله في الجميع ، وتركيزاً على ما جاء من التعقيبات في صُلب الموضوع (علم الكلام) ، دون التعقيب على ما نُقِلَ عن السيد حسين بدر الدين بخصوص (أصول الفقه) ، فإنّ أكثر التعقيبات تعتبر علم الكلام بصورته المتوسّعة المطوّلة (وهي التي تمثّل النوع الأول) في أصل كلامنا أعلاه، لا يجب أن يُجعلَ من أساسيات الدّين ، ويُكتفى بالنّوع الثاني من علم الكلام ، كما أنه لا يوجد ما يمنَع من الكتابة في هذا الفن بتوسّع وتفصيل ، عليه فالقارئُ والباحث عن المادّة العلميّة هُو الذي عليه العُهدَة ، فالتوسّع في هذا الفن من رياضات العقول ، ولكنّه غير مأمون الجانب (فالخطأ في الاستنباط معه مُحتمَل بكثرة) ، ومذهبُ الزيدية يعتبرُ الكفاية في النّوع الثاني الُمختصرَ غير المُطوّل ولا المُغالى فيه ، وهُنا فالعهدَة على القارئ ، ولا لوم على المذهب إلاّ إذا كان يُجبرُ المُكلّفين على تعلّم تلكَ العلوم ، وهذا ما أهل البيت منه بُراء .

هذا باختصار أسعف الوقتُ على تحريره .

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمّد ......
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

لا ادري ما أقول ولا أدري كيف اعلق على هذا الموضوع ...!!!!

أعتقد أن هذا الموضوع يحتاج منكم إلى دراسة أعمق ولا اعني أحدا بذاته بل الكل وأنا منكم طبعا ..!!!!!
كما أني اعتقد جازما أن ليس كل ما عند المعتزلة وكذا بقية الفرق الإسلامية من أشعرية أو حتى خوارج مرفوض
وفي نفس الوقت ليس كل ما عند هذه المدارس مقبول ...!
والحق أن الأمر خطير وجليل وعظيم و يحتاج إلى دراسة واسعة وتمييز وحصر وغربلة وعمق معرفي ومنهج وتأمل بكل صدق وشفافية لكل ما طرح في هذا الفن الفلسفي العظيم سواء كان من مسائل أصول الدين أو من مسائل فروع أصول الدين ...!!!

بل إني أرى أن المسائل المعرفية يجب أن ننظر لها من خلال المطلق وأعني بالمطلقية طلب الزيادة المعرفية عملا بقوله تعالى " ربِ زدني علما "

أما إيمان" العجائز"- وعفوا على هذه العبارة - أو الأيمان الجملي "إيمان العوام " والذي كان وما زال يراه ويتبناه البعض ويخص به طلاب العلم والمعرفة وينصحهم به من أمثال ابن الوزير وغيره عبر تاريخ هذا الفن فما هو في الحقيقة إلا عبارة عن تهرب وابتعاد وعجز عن الخوض في مسائل لم يكلفوا أنفسهم بالتعب والنظر والتنقيب فيها ....!!! فهي كما نعرف جميعا مسائل في غاية الأهمية ....!!

كما أني اعتقد أن الاقتصار على ما استدل به المتقدمون من أهل البيت وإن كنت انظر إليه شخصيا من خلال منظور مقدس كما يعلم الله إلا أن هذا الاقتصار والانغلاق لا يصح في مسائل يحرم التقليد فيها أصلا .....!!!!

وكما فهمت أنا من كلام السيد الشهيد الحسين أن الدعوة لغربلة هذه الأفكار المتعلقة بهذا الفن هو الهدف من وراء ذلك ليتدرج الطالب أثناء دراسته ليدخول في هذا الفن بطريقة ممنهجة صحيحة حتى يتمكن من الوصول إلى ارقي سلم المعارف ..!!

إخواني

لن أببن لكم أهمية هذا الفن وغايته وثماره وشيئا من قواعده الخالدة ببقاء دار التكليف بل اكتفي بالإشارة إلى --- (((أن من كان على غرار الإمام يحيى بن حمزة والإمام أبو طير والإمام المهدي احمد بن يحيى المرتضى أو الإمام عز الدين بن الحسن أو غيرهما من كبار كبار أئمة و علماء المذهب الزيدي من أمثال القاضي الدواري أوالشهيد السماوي في طريقة الاستدلال )))--- أن لهم الحق كل الحق في اعتماد أي منهج أو تبني أي طريقة من طرق الاستدلال ومهما كنت لهم من كبوات أو زلات معرفية فحسابهم على الله وغاية ما فيه أنهم مكلفون بالاستفادة من مجموع الأفكار التي وصلت إليهم وعرضت عليهم في حينه فعمدوا الى دراستها وغربلتها ومقارنتها بما عندهم من علم ومعرفة مسبقة ثم بعد ذلك انطلقوا في أجواء المعرفة الواسعة الرحبة اجواء فهم مراد الله بحسب تصوراتهم المقننة من خلال المنطق الإسلامي العقلاني الرائع و لا بد من الإشارة إلى أن لهؤلاء العباقرة الفطاحلة العلماء الأتقياء يد و قدم وساق وعناية خاصة سهروا من اجل هذه المعارف الليالي و اذهبوا من اجلها الأيام ...!!

إن المذهب االزيدي يفتخر حتى الساعة أنه من أنتج أمثال هؤلاء العظماء من خلال قواعده الكبيرة التي تشمل من تقدم منهم ومن تأخر ويتسع لكل المجددين في داخل مدرسته ويرحب بهم وبكافة أفكارهم والذين على رأس اخرهم حتى الساعة سماحة السيد الشهيد الحسين بن بدر الدين رحم الله مثواه وطيب الله أرضا حل بها ونصر الله كل من نصره آمين

تحياتي لكم جميعا
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

أحسن الله إليكم سيدي وأستاذي العزيز / الكاظم
تتحفونا بالكثير من العلوم والفوائد .. كما عودتمونا دوماً

بارك الله فيكم .. وجزاكم أفضل الجزاء


-----
سيدي وأستاذي العزيز / محمد الغيل

أعتقد والله أعلم .. أن الخوض في التفاصيل الدقيقة .. والمحاججه فيها بعلوم المنطق وغيرها .. كان ناتجاً عما يثيره بعض الجهله ومروّجي الشبهات .

فتوسعت نتيجة ذلك .. طرق الإستدلال عند أئمتنا (ع) .. وفُصّلت بعض المسائل تدريجياً نتيجة ذلك .


وقد قال أمير المؤمنين (ع) : ( العلم قطرة .. أكثرها الجاهلون ) .

فالعلم بأصول الدين فرض عين على كل مكلف .. والخوض في التفاصيل الدقيقة لا مانع منه كما تفضلتم لقوله تعالى : ( ربِ زدني علما ) .. ولكنه في إعتقادي فرض كفاية لا فرض عين .


تحياتي وإحترامي
صورة
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

المتوكل كتب :
(ولكنه في إعتقادي فرض كفاية لا فرض عين .)
خير اخي المتوكل خير .... !!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

قناعتي الشخصية في الموضوع
أن النتائج العقائدية التي يقول بها زيدية اليوم لا يمكن إثباتها إلا بمنهج المعتزلة الاستدلالي
والسبب في ذلك تعارض كثير من هذه النتائج مع ظاهر الكثير من النصوص الشرعية
فكان الدليل المعتزلي العقلي هو المستند الوحيد الذي يعتمد عيله لتأويل ما أمكن من تلك النصوص وتكذيب البقية.

جزاكم الله خير
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“