مناظرة بين سني وقدري

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مناظرة بين سني وقدري

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

في غير ما موضع في هذا المنتدى تكرر ويتكرر إتهام أهل السنة بالجبر وما يتعلق به وهنا أضع هذا الموضوع أمام شباب ومثقفي الزيدية في هذا المنتدى حجج أهل السنة مستندا بشكل رئيسي بكلام الإمام ابن القيم رحمه الله لأرى ما رد الزيدية على كلام الإمام ابن القيم

فافتتح موضوعي هذا باقتباسات من مقدمة الإمام شيخ الإسلام تلميذ شيخ الإسلام
العلامة ابن القيم الجوزية رحمة الله عليه من كتابه شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والتعليل


الحمد لله ذي الإفضال والإنعام، وصلى الله تعالى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والأئمة الأعلام أما بعد فإن أهم ما يجب معرفته على المكلف النبيل فضلا عن الفاضل الجليل، ما ورد في القضاء والقدر والحكمة والتعليل، فهو من أسنى المقاصد والإيمان به قطب رحى التوحيد ونظامه، ومبدأ الدين المبين وختامه، فهو أحد أركان الإيمان، وقاعدة أساس الإحسان، التي يرجع إليها، ويدور في جميع تصاريفه عليها، فالعدل قوام الملك، والحكمة مظهر الحمد، والتوحيد متضمن لنهاية الحكمة، وكمال النعمة، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، فبالقدر والحكمة ظهر خلقه وشرعه المبين،: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.

وقد سلك جماهير العقلاء في هذا الباب في كل واد، وأخذوا في كل طريق، وتولجوا كل مضيق، وركبوا كل صعب وذلول، وقصدوا الوصول إلى معرفته، والوقوف على حقيقته، وتكلمت فيه الأمم قديما وحديثا، وساروا للوصول إلى مغزاه سيرا حثيثا، وخاضت فيه الفرق على تباينها واختلافها، وصنف فيه المصنفون الكتب على تنوع أصنافها، فلا أحد إلا وهو يحدث نفسه بهذا الشأن، ويطلب الوصول فيه إلى حقيقة العرفان، فتراه إما مترددا فيه مع نفسه، أو مناظرا لبني جنسه، وكل قد اختار لنفسه قولا لا يعتقد الصواب في سواه، ولا يرتضي إلا إياه، وكلهم إلا من تمسك بالوحي عن طريق الصواب مردود، وباب الهدى في وجهه مسدود، تحسى علما غير طائل، وارتوى من ماء آجن، قد طاف على أبواب الأفكار، ففاز بأخس الآراء والمطالب، فرح بما عنده من العلم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وقدم آراء من أحسن به الظن على الوحي المنزل المشروع، والنص المرفوع، حيران يأتم بكل حيران، يحسب كل شراب ماء فهو طول عمره ظمآن، ينادى إلى الصواب من مكان بعيد، أقبل إلى الهدى فلا يستجيب إلى يوم الوعيد، قد فرح بما عنده من الضلال، وقنع بأنواع الباطل وأصناف المحال، ولما كان الكلام في هذا الباب نفيا وإثباتا موقوفا على الخبر عن أسماء الله وصفاته وأفعاله وخلقه وأمره وأسعد الناس بالصواب فيه من تلقى ذلك من مشكاة الوحي المبين ورغب بعقله وفطرته وإيمانه عن آراء المتهوكين وتشكيكات المشككين وتكلفات المتنطعين واستمطر ديم الهداية من كلمات أعلم الخلق برب العالمين فإن كلماته الجوامع النوافع في هذا الباب وفي غيره كفت وشفت وجمعت وفرقت وأوضحت وبينت وحلت محل التفسير والبيان لما تضمنه القرآن ثم تلاه أصحابه من بعده على نهجه المستقيم وطريقه القويم فجاءت كلماتهم كافية شافية مختصرة نافعة لقرب العهد ومباشرة التلقي من تلك المشكاة التي هي مظهر كل نور ومنبع كل خير وأساس كل هدى ثم سلك آثارهم التابعون لهم بإحسان فاقتفوا طريقهم وركبوا مناهجهم واهتدوا بهداهم ودعوا إلى ما دعوا إليه ومضوا على ما كانوا عليه


يتبع إن شاء الله
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

يقول صاحب العقد الثمين
فان قيل: هل ربك خَلَق أفعال العباد؟

فقل: لايقول ذلك إلا أهل الضلال والعناد، كيف يأمرهم بفعل ماقد خَلَقَ وأمضا، أو ينهاهم عن فعل ما قَدْ صَوَّر وقضى، ولأن الإنسان يلحقه حكم فعله من المدح والثَّناء، والذَّم والاستهزاء، والثواب والجزاء، فكيف يكون ذلك من العلي الأعلى؟! ولأنه يحصل بحسب قَصْدِه ودواعيه، وينتفي بحسب كراهته وصوارفه على طريقة واحدة، ولأن اللّه تعالى قد أضاف أفعال العباد إليهم، فقال: ﴿يَكْسِبُوْنَ﴾ ، و﴿يَمْكُرُوْنَ﴾ ، و﴿يَفْعَلُوْنَ﴾، و﴿يَصْنَعُوْنَ﴾، و﴿يَكْفُرُوْنَ﴾، و﴿يَخْلُقُوْنَ إِفْكاً﴾، ونحو ذلك في القرآن كثير، ولكنه تعالى أمَرَ تخييراً، ونهى تحذيراً، وأَقْدَرَهُم على فعل الضِّدَين، وهداهم النَّجدين، ومَكَّنهم في الحالين، لم يمنعهم عن فعل المعاصي جَبْراً، ولاقهرهم على فعل الطاعات قهراً، ولو شاء لفعل كما قال عز وجل: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِيْ الأَرْضِ كلهم جَمِيْعاً﴾[يونس: 99] يريد به مشيئة الإجبار لامشيئة الاختيار؛ لأنه لو أكرههم لم يكونوا مكلَّفين، ولَبَطل الغرض ببعثة المرسلين.

ويقول ابن القيم في ذكر مناظرة فرضية بين قدري معتزلي العقيدة وبين سني سلفي العقيدة



الباب العشرون: في ذكر مناظرة بين قدري سني


قال القدري:
قد أضاف الله الأعمال إلى العباد بأنواع الإضافة العامة والخاصة فأضافها إليهم بالاستطاعة تارة كقوله: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} وبالمشيئة تارة كقوله: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} وبالإرادة تارة كقول الخضر فأردت أن أعيبها وبالفعل والكسب والصنع كقوله: {يَفْعَلُونَ}: {يَعْمَلُونَ}: {بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ}: {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} وأما بالإضافة الخاصة فكإضافة الصلاة والصيام والحج والطهارة والزنا والسرقة والقتل والكذب والكفر والفسوق وسائر أفعالهم إليهم وهذه الإضافة تمتنع إضافتها إليه كما أن إضافة أفعاله تعالى تمتنع إضافتها إليهم فلا تجوز إضافة أفعالهم إليه سبحانه دونهم ولا إليه معهم فهي إذا مضافة إليهم دونه

قال السني:
هذا الكلام مشتمل على حق وباطل أما قولك أنه أضاف الأفعال إليهم فحق لا ريب فيه وهذا حجة لك على خصومك من الجبرية وهم يجيبونك بأن هذا الإسناد لا حقيقة له وإنما هو نسبة مجازية صححها قيام الأفعال بهم كما يقال جرى الماء وبرد وسخن ومات زيد ونحن نساعدك على بطلان هذا الجواب ومنافاته للعقول والشرائع والفطر ولكن قولك هذه الإضافة تمنع إضافتها إليه سبحانه كلام فيه إجمال وتلبيس فإن أردت بمنع الإضافة إليه منع قيامها به ووصفه بها وجريان أحكامها عليه واشتقاق الأسماء منه له فنعم هي غير مضافة إليه بشيء من هذه الاعتبارات والوجوه وإن أردت بعدم إضافتها إليه عدم إضافتها إلى علمه بها وقدرته عليها ومشيئته العامة وخلقه فهذا باطل فإنها معلومة له سبحانه مقدورة له مخلوقة وإضافتها إليهم لا تمنع هذه الإضافة كالأموال فإنها مخلوقة له سبحانه وهي ملكه حقيقة قد أضافها إليهم فالأعمال والأموال خلقه وملكه وهو سبحانه يضيفها إلى عبيده وهو الذي جعلهم مالكيها وعامليها فصحت النسبتان وحصول الأموال بكسبهم وإرادتهم كحصول الأعمال وهو الذي خلق الأموال وكاسبيها والأعمال وعامليها فأموالهم وأعمالهم ملكه وبيده كما أن أسماعهم وأبصارهم وأنفسهم ملكه وبيده فهو الذي جعلهم يسمعون ويبصرون ويعملون فأعطاهم حاسة السمع والبصر وقوة السمع والبصر وفعل الإسماع والإبصار وأعطاهم آلة العمل وقوة العمل ونفس العمل فنسبة قوة العمل إلى اليد والكلام إلى اللسان كنسبة قوة السمع إلى الأذن والبصر إلى العين ونسبة الرؤية والاستماع اختيارا إلى محلهما كنسبة الكلام والبطش إلى محلهما وإن كانوا هم الذين خلقوا لأنفسهم الرؤية والسمع فهل خلقوا محلهما وقوى المحل والأسباب الكثيرة التي تصلح معها الرؤية والسمع أم الكل خلق من هو خالق كل شيء وهو الواحد القهار


قال القدري:
لو كان الله سبحانه هو الفاعل لأفعالهم لاشتقت له منها الأسماء وكان أولى بأسمائها منهم إذ لا يعقل الناس على اختلاف لغاتهم وعاداتهم ودياناتهم قائما إلا من فعل القيام وآكلا إلا من فعل الأكل وسارقا إلا من فعل السرقة وهكذا جميع الأفعال لازمها ومتعديها فقلبتم أنتم الأمر وقلبتم الحقائق فقلتم من فعل هذه الأفعال حقيقة لا يشتق له منها اسم وإنما يشتق منها الأسماء لمن لم يفعلها ولم يحدثها وهذا خلاف العقول واللغات وما تتعارفه الأمم


قال السني:
هذا إنما يلزم إخوانك وخصومك الجبرية القائلين بأن العبد لم يفعل شيئا البتة وأما من قال العبد فاعل لفعله حقيقة والله خالقه وخالق آلات فعله الظاهرة والباطنة فإنه إنما يشتق الأسماء لمن فعل تلك الأفعال فهو القائم والقاعد والمصلي والسارق والزاني حقيقة فإن الفعل إذا قام بالفاعل عاد حكمه إليه ولم يعد إلى غيره واشتق له منه اسم ولم يشتق لمن لم يقم به فههنا أربعة أمور أمران معنويان في النفي والإثبات وأمران لفظيان فيهما فلما قام الأكل والشرب والزنا والسرقة بالعبد عادت أحكام هذه الأفعال إليه واشتقت له منها الأسماء وامتنع عود أحكامها إلى الرب واشتقاق أسمائها له ولكن من أين يمنع هذا أن تكون معلومة للرب سبحانه مقدورة له مكونة له واقعة من العباد بقدرة ربهم وتكوينه


قال القدري:
لو كان خالقا لها لزمته هذه الأمور


قال السني:
هذا باطل ودعوى كاذبة فإنه سبحانه لا يشتق له اسم مما خلقه في غيره ولا يعود حكمه عليه وإنما يشتق الاسم لمن قام به ذلك فإنه سبحانه خلق الألوان والطعوم والروائح والحركات في محالها ولم يشتق له منها اسم ولا عادت أحكامها إليه ومعنى عود الحكم إلى المحل الإخبار عنه بأنه يقوم ويقعد ويأكل ويشرب
ومن ههنا علم ضلال المعتزلة الذين يقولون أن القرآن مخلوقا خلقه الله في محل ثم اشتق له اسم المتكلم باعتبار خلقه له وعاد حكمه إليه فأخبر عنه أنه تكلم به ومعلوم أن الله سبحانه خالق صفات الأجسام وأعراضها وقواها فكيف جاز أن يشتق له اسم مما خلقه من الكلام في غيره ولم يشتق له اسم مما خلقه من الصفات والأعراض في غيره فأنت أيها القدري نقضت أصولك بعضها ببعض وأفسدت قولك في مسألة الكلام بقولك في مسألة القدر وقولك في القدر بقولك في الكلام فجعلته متكلما بكلام قائم بغيره وأبطلت أن يكون فاعل الفعل قائما بغيره فإن كنت أصبت في مسألة الكلام فقد نقضت أصلك في القدر وإن أصبت في هذا الأصل لزم خطأك في مسألة الكلام فأنت مخطئ على التقديرين



قال القدري
فما تقول أنت في هذا المقام


قال السني:
لا تناقض في هذا ولا في هذا بل أصفه سبحانه بما قام به وامتنع من وصفه بما لم يقم


وللمناظرة بقية لكني اتوقف هنا منتظر تعليق من كان لدي حجة لرد كلام الإمام ابن القيم السابق
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

الامير الصنعاني كتب:

قال السني:
هذا باطل ودعوى كاذبة فإنه سبحانه لا يشتق له اسم مما خلقه في غيره ولا يعود حكمه عليه وإنما يشتق الاسم لمن قام به ذلك فإنه سبحانه خلق الألوان والطعوم والروائح والحركات في محالها ولم يشتق له منها اسم ولا عادت أحكامها إليه ومعنى عود الحكم إلى المحل الإخبار عنه بأنه يقوم ويقعد ويأكل ويشرب
ومن ههنا علم ضلال المعتزلة الذين يقولون أن القرآن مخلوقا خلقه الله في محل ثم اشتق له اسم المتكلم باعتبار خلقه له وعاد حكمه إليه فأخبر عنه أنه تكلم به ومعلوم أن الله سبحانه خالق صفات الأجسام وأعراضها وقواها فكيف جاز أن يشتق له اسم مما خلقه من الكلام في غيره ولم يشتق له اسم مما خلقه من الصفات والأعراض في غيره فأنت أيها القدري نقضت أصولك بعضها ببعض وأفسدت قولك في مسألة الكلام بقولك في مسألة القدر وقولك في القدر بقولك في الكلام فجعلته متكلما بكلام قائم بغيره وأبطلت أن يكون فاعل الفعل قائما بغيره فإن كنت أصبت في مسألة الكلام فقد نقضت أصلك في القدر وإن أصبت في هذا الأصل لزم خطأك في مسألة الكلام فأنت مخطئ على التقديرين


اهلاً وسهلاً مجدداً

الجواب على ما وضعنا تحته خط .. ما يلي :-

انه تعالى منعم بنعمة موجودة في غيره
ومحسن بإحسان موجود في غيره


تحياتي
صورة
صورة

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

اخي المتوكل جزاك الله خير على ردك
لكن حبذا لو ضحت فلم افهم كيف يكون ما ذكرته ردا
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

الامير الصنعاني كتب:اخي المتوكل جزاك الله خير على ردك
لكن حبذا لو ضحت فلم افهم كيف يكون ما ذكرته ردا
جزانا الله وإياك كل خير


أعد قراءة المناظرة التي طرحتها أنت .. إلى أن تصل إلى حجة "السني" التي رد بها على خصمه (( والتي وضعتُ تحتها خط في إقتباسي لها ))

وسوف تدرك وتفهم كلامنا الذي يوضح بطلان إحتجاج "السني" !


تحياتي
صورة
صورة

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

اخي المتوكل
رجعت كما ذكرت إلى المناظرة وقراتها إلىأن وصلت إلى حجة السني التي اقتبستها وركزت على ما وضعت تحته خط

الغريب في الأمر أنني اعتقد أني فهمت كلامك لكن لا يراه يوضح بطلان إحتجاج السني

والسني سيرد على هذا القول في تكملة المناظرة فتابع معي
لكني اسألك

الله خالق اللون الأسود في بعض خلقه
فهل يوصف الله باللون او بالسواد حاشاه عز وجل ؟

ويتبع إكمال المناظرة
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

قال القدري
فالآن حمى الوطيس فأنت والمسلمون وسائر الخلق تسمونه تعالى خالقا ورازقا ومميتا والخلق والرزق والموت قائم بالمخلوق والمرزوق والميت إذ لو قام ذلك بالرب سبحانه فالخلق إما قديم وإما حادث فإن كان قديما لزم قدم المخلوق لأنه نسبة بين الخالق والمخلوق ويلزم من كونها قديمة قدم المصحح لها وإن كان حادثا لزم قيام الحوادث به وافتقر ذلك الخلق إلى خلق آخر فلزم التسلسل فثبت أن الخلق غير قائم به سبحانه وقد اشتق له منه اسم

قال السني:
أي لازم من هذه اللوازم التزمه المرء كان خيرا من أن ينفي صفة الخالقية عن الرب سبحانه فإن حقيقة هذا القول أنه غير خالق فإن إثبات خالق بلا خلق إثبات اسم لا معنى له وهو كإثبات سميع لا سمع له وبصير لا بصر له ومتكلم وقادر لا كلام له ولا قدرة فتعطيل الرب سبحانه عن فعله القائم به كتعطيله عن صفاته القائمة به والتعطيل أنواع تعطيل المصنوع عن الصانع وهو تعطيل الدهرية والزنادقة وتعطيل الصانع عن صفات كماله ونعوت جلاله وهو تعطيل الجهمية نفاة الصفات وتعطيله عن أفعاله وهو أيضا تعطيل الجهمية وهم أبنائه ودب فيمن عداهم من الطوائف فقالوا لا يقوم بذاته فعل لأن الفعل
حادث وليس محلا للحوادث كما قال إخوانهم لا تقوم بذاته صفة لأن الصفة عرض وليس محلا للأعراض فلو التزم الملتزم أي قول التزمه كان خيرا من تعطيل صفات الرب وأفعاله فالمشبهة ضلالهم وبدعتهم خير من المعطلة ومعطلة الصفات خير من معطلة الذات وإن كان التعطيلان متلازمين لاستحالة وجود ذات قائمة بنفسها لا توصف بصفة فوجود هذه محال في الذهن وفي الخارج ومعطلة الأفعال خير من معطلة الصفات فإن هؤلاء نفوا صفة الفعل وإخوانهم نفوا صفات الذات وأهل السمع والعقل وحزب الرسول والفرقة الناجية برآء من تعطيل هؤلاء كلهم فإنهم أثبتوا الذات والصفات والأفعال وحقائق الأسماء الحسنى إذ جعلها المعطلة مجازا لا حقيقة له فشر هذه الفرق لخيرها الفداء

والمقصود أنه أي قول لزمه الملتزم كان خيرا من نفي الخلق وتعطيل هذه الصفة عن الله وإذا عرض على العقل السليم مفعول لا فاعل له ومفعول لا فاعل لفعله لم يجد بين الأمرين فرقا في الإحالة فمفعول بلا فعل كمفعول بلا فاعل لا فرق بينهما البتة فليعرض العاقل على نفسه القول بتسلسل الحوادث والقول بقيام الأفعال بذات الرب سبحانه والقول بوجود مخلوق حادث عن خلق قديم قائم بذات الرب سبحانه والقول بوجود مفعول بلا فعل ولينظر أي هذه الأقوال أبعد عن العقل والسمع وأيها أقرب إليهما

ونحن نذكر أجوبة الطوائف عن هذا السؤال
فقالت طائفة يختار من هذا التقسيم والترديد كون الخلق والتكوين قديما قائما بذات الرب سبحانه ولا يلزمنا قدم المخلوق المكون كما نقول نحن وأنتم أن الإرادة قديمة ولا يلزم من قدمها قدم المراد وكل ما أجبتم به في صورة الإلزام فهو جوابنا بعينه في مسألة المكون وهذا جواب سديد وهو جواب جمهور الحنفية والصوفية وأتباع الأئمة

فإن قلتم إنما لا يلزم من قدم الإرادة قدم المراد لأنها تتعلق بوجود المراد في وقته فهو يريد كون الشيء في ذلك الوقت وأما تكوينه وخلقه قبل وجوده فمحال
قيل لكم لسنا نقول أنه كونه قبل وقت كونه بل التكوين القديم اقتضى كونه في وقته كما اقتضت الإرادة القديمة كونه في وقته
فإن قلتم كيف يعقل تكوين ولا مكون
قيل كما عقلتم إرادة ولا مراد
فإن قلتم المريد قد يريد الشيء قبل كونه ولا يكونه قبل كونه
قيل كلامنا في الإرادة المستلزمة لوجوده في الإرادة التي لا تستلزم المراد وإرادة الرب سبحانه ومشيئته تستلزم وجود مراده وكذلك التكوين يوضحه أن التكوين هو اجتماع القدرة والإرادة وكلمة التكوين وذلك كله قديم ولم يلزم منه قدم المكون
قالوا وإذا عرضنا هذا على العقول السليمة وعرضنا عليها مفعولا بلا فعل بادرت إلى قبول ذاك وإنكار هذا فهذا جواب هؤلاء

وقالت الكرامية بل نختار من هذا الترديد كون التكوين حادثا وقولكم يلزم من ذلك قيام الحوادث بذات الرب سبحانه فالتكوين هو فعله وهو قائم به وكأنكم قلتم يلزم من قيام فعله به قيامه به وسميتم أفعاله حوادث وتوسلتم بهذه التسمية إلى تعطيلها كما سمى إخوانكم صفاته إعراضا وتوسلوا بهذه التسمية إلى نفيها عنه وكما سموا علوه على مخلوقاته واستواءه على عرشه تحيزا وتوسلوا بهذه إلى نفيه وكما سموا وجهه الأعلى ويديه جوارح وتوسلوا بذلك إلى نفيها قالوا ونحن لا ننكر أفعال خالق السماوات والأرض وما بينهما وكلامه وتكليمه ونزوله إلى السماء واستواءه على عرشه ومجيئه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وندائه لأنبيائه ورسله وملائكته وفعله ما شاء بتسميتكم لهذا كله حوادث ومن أنكر ذلك فقد أنكر كونه رب العالمين فإنه لا يتقرر في العقول والفطر كونه ربا للعالمين إلا بأن يثبت له الأفعال الاختيارية وذات لا تفعل ليست مستحقة للربوبية ولا للإلهية فالإجلال من هذا الإجلال واجب والتنزيه عن هذا التنزيه متعين فتنزيه الرب سبحانه عن قيام الأفعال به تنزيه له عن الربوبية وملكه قالوا ولنا على صحة هذه المسألة أكثر من ألف دليل من القرآن والسنة والعقول وقد اعترف أفضل متأخريكم بفساد شبهكم كلها على إنكار هذه وذكرها شبهة شبهة وأفسدها والتزم بها جميع الطوائف حتى الفلاسفة الذين هم أبعد الطوائف من إثبات الصفات والأفعال قالوا ولا يمكن إثبات حدوث العالم وكون الرب خالقا ومتكلما وسامعا ومبصرا ومجيبا للدعوات ومدبرا للمخلوقات وقادرا ومريدا إلا القول بأنه فعال وأن أفعاله قائمة به فإذا بطل أن يكون له فعل وأن تقوم بذاته الأمور المتجددة بطل هذا كله



يتبع بقية أجوبة الطوائف على اعتراض القدري المعتزلي
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

مرحبا بالاخ الامير الصنعانى
و نهديكم هذه المناظرة بين السيد العلامة الامير الصنعانى رحمه الله و بين عالم سنى !

قال ابن الامير رحمه الله فى كتابه " ايقاظ الفكرة " :
(لقد اتفق لشيخنا عبد الرحمن بن ابى الغيث و نحن ناخذ عنه فى صحيح مسلم فى المدينة النبوية سنة اربع و عشرين و مائة و الف انه املى اول حديث فى القضاء و القدر منه بعد ان سئل عن الكسب و حقيقته فكانما نشط من عقال فقال :
المعتزلة قالت انها خالقة لافعالها و الله يقول " اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ "
فردوا قول الله تعالى

فقلت له :هل القران شىء ؟
قال : نعم
فقلت :هل هو مخلوق ؟
قال : لا !
فقلت :
قد خصصتم تلك الكلية كما خصصتها المعتزلة
فقال :
لا سواهم خصصوها بافراد تعد
فقلت :
هذا كلام لا يقوله عالم , اذ لا فرق بين تخصيصها بفرد واحد او بافراد ملء الدنيا

ثم اخذ يفسر الكسب
فقال : هو تصميم العبد
فقلت له :من اى المقولات التصميم ؟
فقال :من مقولات الفعل
قلت :
العبد يوجده ؟
قال :
نعم و بهذا فارقنا الجهمية
قلت :
قد اثبت كون العبد موجدا كما تقوله المعتزلة

فما زاد الا ان قال : اصبر على احلم عنى !)

ايقاظ الفكرة /257
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

الاستاذ الديلمي اهلا وسهلا بك
اصدقك القول أنني اتطلع واتشوق للتعمق أكثر في شخصية العلامة الأمير الصنعاني رحمه الله فإني مغرم به واحب أن أعرف عن حقيقة عقديته رحمه الله

لكني هنا انبهك إلى أمور
1- أن موضوعي ليس من باب الإهداء أو استفزاز الزيدية او ما شابه بل على العكس من ذلك وضعته مبتغياً بكل صدق معرفة حججكم وردكم على كلام الإمام ابن القيم رحمه الله

2- ما ذكرته اخي الكريم خارج الموضوع من وجوه
أ- ليس فيه رد على كلام ابن القيم
ب- السني المذكور في المناظرة التي نقلته هو أشعري وليس على منهج أهل الحديث وللإمام ابن القيم رد على الأشاعرة سأنقله في موضوع آخر

بينما السني الذي ذكره الإمام ابن القيم هو على منهج أهل الحديث فهنالك فرق بين سني ابن القيم وسني موضوعك انت مع أن الأمير الصنعاني رحمه الله لم يسمه بالسني


على العموم جزاك الله خير
وإن كان لديك كتاب الأمير إيقاظ الفكرة فدلني على كيفية الحصول عليه

تحياتي
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

الاخ الفاضل

الامير الصنعانى رحمه الله كان على عقيدة الزيدية فى التوحيد و العدل

و هو فى المناظرة التى نقلناها يرد على جميع القائلين بان الله خالق افعال العباد ,و منهم بلا شك ابن القيم و من تسميهم اهل الحديث فكلهم يقولون بان الله خالق افعال العباد
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

استاذي الديلمي
لا أدري هل تعلم أن هنالك فرق كبير وجوهري بين قول أهل الحديث بأن الله خلق أفعال العباد وبين قول الأشاعرة

والفرق في الصميم وسيتبين ذلك عند رد ابن القيم على قول الأشاعرة

وما ذكرته في كتاب العلامة الأمير خاص بالأشاعرة
حيث ونظرية الكسب هي من أقوالهم

أما أهل الحديث فهم يقولون أن الإنسان فاعل أفعاله على وجه الحقيقة
وتفصيل ذلك سيكون في كلام ابن القيم على الجبرية

فتابع
تحياتي
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمّد ....

الأمير الصنعاني كتب :
اصدقك القول أنني اتطلع واتشوق للتعمق أكثر في شخصية العلامة الأمير الصنعاني رحمه الله فإني مغرم به واحب أن أعرف عن حقيقة عقديته رحمه الله
للفائدة أخي الفاضل المفضال (الأمير الصنعاني) بخصوص عقيدة ابن الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى .

انظر الرابط :

http://71.18.61.110/forum/viewtopic.php ... highlight=

وهُنا أسوق عقيدته في التوحيد (وإن كانَ مُخالفاً لموضوعكم سيدي الأمير بخصوص القدر) ، فإن رأيتُم أنّه سيؤثّر على خط سير نقاشِكم (بالحوارات الجانبية) ، حذفناه ، واكتفينا بالرّابط ، ولكن لعلّنا نضيف عقيدته رحمه الله في أفعال العباد والقدر بإذن الله تعالى .

===========================

الأمير الصّنعانِي ... العَقِيدَة .... والمَنهَج .

[[ ابن الأمير مَذهبهُ الإسلام فقط ]]

* ينفي ابن الأمير الصنعاني رحمه الله تمذهبه بأيّ من المذاهب الإسلامية ( الحنفية والشافعية والحنبلية والمالكية والزيدية .. إلخ ) ، وفي هذا توجيهٌ ولَفتُ نظرٍ إلى مَن يَصفّ ابن الأمير في مصافّ أهل السنة والجماعة ( السلفيّة ) ، فنجده رحمه الله تعالى يقول :

(( والقسم الرابع : وهُم الأعزّ من كل عزيز والأقلّ من كل قليل : مَن عَرَف الحقّ ونبَذَ تقليدَ الآباء واتّبعَ الكتابَ والسنّة حيثُ كانَا وسارَ بسيرهَما متوجِّهاً إلى باب الهُدى ... مُقدّماً بينَ يدي مَطلوبه (( إنّي ذاهبُ إلى ربّي سيهدين )) .. ، طالباً للهدايَة ممّن عليه الهُدى مُكتفياً بالتسمّي بالمؤمن والمُسلِم عِوَضاً عن الحَنفي والشافعي مَذهباً أو غير ذلك والأشعري اعتقاداً ، أو العَدليّ أو نَحوَ ذلك )) .

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص57-85 .

تعليق : للأسف أنّ البعض الكثير ، عندما يقرأ أنّ العالم الفلاني اتّبع الكتاب والسنة وعدم التقليد للرجّال ، أنّه بهذا انتهجَ وتقيّد بمنهج أهل السنة والجماعة ، وفي هذا من التلبيس والوَهم الشيء الكثير ، فإنّ الكثير من المُتمَذهبين واللامتمذهبين يَطلبونَ اتّباع الكتاب والسنّة وعدم التقليد ، وهُم في الحقيقة مُخالفينَ لعقيدة السلفيّة من السنة والجماعة .

[ الكلام على التوحيد ]

[[ الكلام على صفات الله تعالى ]]

أ - [ الكلام على الجهة والفوقيّة في حقّ الله تعالى ]

1- ابن الأمير يَعتبر إثبات الجهَة في حقّ الله تعالى من التكييف .

* لا شكّ أنّ أهل السنة والجماعة ( السلفيّة ) يُثبتون فوقيّة الله سبحانه وتعالى ، وأنّه في السّماء ( وهُنا إثباتٌ للجهَة ) ، معَ إيمانهم بأنّ من أصول عقائدهم ( الإيمان بصفات الله تعالى من غير تمثيل ولا تشبيهٍ ولا تعطيلٍ ولا تكييف ) ، وهُنا نَجد ابن الأمير الصنعاني رحمه الله ، يردّ عليهِم قولَهُم هذا ، بأنّ إثبات الجهَة في حقّ الله تعالى ، يُعتبرُ من التكييف الغَير مَرضي ، فقال رحمه الله ، ضمنَ كلامٍ كان يُخاطبُ فيه ابن تيمية :

(( ومَا إثبات الجِهَة ونفيُها إلاّ من تكييف الصّفات وقَد أخطأ المُتكلِّمُ فيهِما قطعاً )) .

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص95 ، أيضاً انظر ص 124 .

2- ابن الأمير يعتقِد أنّ إثبات الجهَة عقيدةٌ مَحدَثَة ، ولا يؤمن بالمكان والزّمان في حقّ الله تعالى .

قال ابن الأمير ، ضمنَ نقاشه لآراء المعتزلة والأشاعرة ، وذلك عندما قالت الأشاعرَة : لا تُدركه بعض الأبصار ويُدركهُ بعضُها :

(( وأقول : لا شكَّ في أنّ الجهَة مُحدَثَة ، وأنّ الباري تعالى قَد كانَ ولا مَكان ، وقَد وَسِعَ المؤمنُ الإيمانُ بذلك كمَا وَسعَ أنّه كانَ ولا زمَان ، وجاءَ أنّهُ لا تصحبُه الأوقات ، فمَا الذي يَنقُلُهُ عن ذلك ، وقد أقرّ عقلُهُ القاصِر بأنّ الله تعالى موجوداً ولا جهَة ، بل واجبٌ إيمانهُ بذلك فكيفَ تَنقُله تلكَ الظّواهر عن اليقين الذي أذعنَ له عَقلُه ))

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص98 .

* هُنا أحببتُ الاستظهار ، بنقلِ ( نقلاً بدون اطلاع شخصي ) بعض أقوال أئمة السنّة، في الإيمان بأنّه (( كانَ الله ولا مكان )) ، وهي عقيدة الزيدية .

أ- قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى :

(( إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته ))

انظر إتحاف السادة المتقين 2/ 24 .

ب- قال الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله تعالى ، وذلك عندما سألهُ السائل بما نصّه :

(( قُلتُ: أرأيتَ لَو قِيلَ أينَ الله تعالى؟ فَقال (أبو حنيفة ) : يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء ))

انظر الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسانل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري ص 25 .

ج- قال الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي (458 هـ) :

(( استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي (صلّى الله عليه و سلّم) "اللهم أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىءوإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان " ))

انظر الأسماء والصفات (ص/ 400).

د- قال الحافظ أبو جعفر أحمد بن سلامة الطحاوي الحنفي في رسالته (العقيدة الطحاوية) ما نصه:

(( وتعالى- أي الله- عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات )) .

تنبيه : سردُنا لهذه المقولات عن هؤلاء الأعلام ضمنَ ترجمتنا لابن الأمير ، سنطلبُ منك أخي ( الباحث ) استحضارَه عند الكلام على دَعوى ابن تيمية الإجماع من السّلف على خلافها !! ( أي الإجماع على ثبوت الجهة والمكان في حق الله تعالى ) .

3- ابن الأمير يُشنّع على ابن تيمية ادّعاءهُ إجماع السّلف على صفة الفوقية في حق الله تعالى ، وأنّ هذه العقيدة من أقوال سلفِ ابن تيمية لا من أقوال السّلف الصالح!! .

قال ابن الأمير الصنعاني بعدَ مُناقشته نقلَ ابن حيّان عن ابن تيميّة ، مُنوّهاً على أنّ دَعوى إثبات صفة الفوقيّة ( الجهّة ) في حقّ الله تعالى على السلف ، دَعوىً كاذبَة ، ويُشنّع ظاهرَة الإدعاء على السّلف بما هُم بُراءٌ منه ، وأنّ العالمَ يَذهبُ إلى رأيٍّ رآه ويقولُ هذا هُوَ قولُ سلف الأمّة !! ، فقال ابن الأمير ما نصّه :

(( ثمّ إنّ ابن تيميّة ادّعى على جميع السّلف موافقتهُ على دَعواهُ العاطلَة!! ، وجَعَلَ حُجّتَهُ الظّواهرَ الشاهدة بالفوقيّة معَ موافقتهِ للنّاس فيمَا عَدَاها ، ممّا يَدلّ على جهَة الفوق ولا مُخصّصَ لذهاب سلفِهِ إلى ذلك ، وأمّا دَعواهُ على السلّف فكاذبَة !! ، فإنّهُ لَم يجيء عنهم نفيٌ ولا إثبات ، فكلّ أحدٍ ممّن ذهبَ إلى أيّ مَذهب قال : هُوَ مَذهبُ سلفِ الأمّة!! ، وما إثبات الجهَة ونفيها إلى من تكييف الصّفات )) .

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص95 .

ولعدَم التطويل بما مَضمونهُ سَواء ، أُحيلُ إلى صفحتي 94 و 96 ، فقد وصف ابن الأمير ، ابن تيميّة بالغلّو والتخبّط والتناقض والانتهاج بمنهج شلفه دون السلف الصالح .

4- عقيدة ابن الأمير الصنعاني في : ( الفوقية ، العرش ، خلق آدم على صورة الرحمن ، وقلوب آدم بين أصابع الرحمن ، ومُحاجّة موسى لآدم عليهما السلام ) .

أ- ابن الأمير يَرى الوقوق ( وتحديداً لعلّه يُريد التفويض ) عندَ الآيات التي ظاهرها التشبيه ( التي يتعسّر تأويلها بما يُناسب السياق ) ، وعدم التمحّل والتهوّر بالإيمان بظاهرها ، لما في ذلك من التشبيه الشديد ، وكان من ضمنِ هذه الآيات ، الآيات الدّالة على الفوقية ، والعرش ، وحديث " خلق آدم على صورة الرحمن " إلخ ما سيذكرهُ ابن الأمير في هذا النص المُقتبس من كتابه إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة :

(( الثاني : ما المُتعيّنُ فيه السّكوت بعد القطع بأنّ الله (( ليسَ كمثله شيء )) ، وأنَّ العقول إنّما تُدركُ ما هيّأها الله لإدراكه ، فمِن كمالِها أن تقفَ عندَ قَدرِها ولا تتعدّى حدّها ، وذلكَ ما لا يُحصى ( تأمّل ) ممّا ظاهرُه التشبيه مثل (( فوقهم )) و (( على العرش استوى )) و " خلق آدم على صورته" ))

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص123 .

ب- هُنا نُدعّم توضيحنا السابق للوقوف بمعنى التفويض ، وذلك عندما قال ابن الأمير ، بعد أن ذكرَ الإشكالات الواقعَة على حديث مُحاجّة موسى (ع) لآدم (ع) ، فجاء ما نصّه :

(( وحينَ عَرفتَ أنّ هذه الأقوال لَم تُخلّص الحديث من الإشكال ، فالأحسنُ أن يُمال في الحديث إلى مذهب السّلف فيما هذا شأنُه من تفويض حقيقة الحال إلى علاّم الغيوب كمَا أشرنا في بحث الصّفات في نحو : (( الرّحمن على العرش استوى )) ونحو : " إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرّحمن " ))

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص390 ، أيضاً أشار إلى عقيدة التفويض في ص 391 فراجعها .

ج- لَم تكن عقيدة الوقوف أو التفويض عند ابن الأمير ( فيما يبدو ) إلاّ مع الآيات والأحاديث التي يُخرجُنا تأويلها عن سياقها الصحيح ، وأمّا تأويل صفات الفوقية مثلاً بما يُناسب السياق ولا يُخلّ به فلا بأس به عند ابن الأمير ( والذي يدلّ عليه ) ، قوله مُأوّلاً الفوقية بعد أن أشار إلى السكوت والتفويض ، فقال في قوله تعالى : (( يَخافونَ ربهم من فوقهِم )) :

(( أقول : أمّا ( فَوقهم ) فهو ظاهرٌ في المجاز ظُهورَ (( يداهُ مبسوطتان )) ، فإنّه لا يُفهَمُ منه إلاّ الغلبَة والقهر )) .

تنبيه : عقدية التفويض والتأويل عقيدة مُخالفة لما عليه السلفية من أهل السنة والجماعة ، كما أنّ الباحِث يجب أن يستنتج من تعامل ابن الأمير مع الأصابع في حق الله سبحانه وتعالى ، بالمثل ، في اليد والعين والقد والساق في حقّ الله سُبحانه وتعالى ، فلو كان ابنُ الأمير مؤمناً بالأصابع والفوقية والاستواء ( إيماناً حقيقياً كما تؤمن به السنّة ) لآَمنَ بالأصابع والفوقيّة .

وسنأتي على عدم الإيمان من ابن الأمير باليد والعين والجنب في حق الله تعالى على الحقيقة ، وفي هذا من المُخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة ، ماهوَ ظاهرٌ ظهور الشّمس رابعة النّهار .

ب - [ الكلام على اليد - العين - الجنب في حقّ الله تعالى ]

أ- هُنا يسوق ابن الأمير كلامهُ ضمنَ نقله تفصيل القائلين بعدمِ التأويل للصفات ، فقال ما نصّه :

(( الأول : ما يكونُ تركُ التأويل فيه جمودٌ كجمودات الظاهريّة ، وذلكَ مثلُ (( يداهُ مبسوطتان )) ، (( تجري بأعيننا )) ، (( على ما فرّطتُ في جنب الله )) ، فهذا ممّا المَجازُ فيه ظاهر ، فإنّ بالأوّل مُطلق الجود ، كمَا لو استُعمِلَ في ذي الجارحتين لَم يحملهُ على الحقيقة إلاّ بُلهُ النّاس ))

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص122

ب- وهُنا يقول ابن الأمير الصنعاني ( واستلهِم مَبحث الفوقية السابق ) ، ما نصّه :

(( أقول : أمّا ( فَوقهم ) فهو ظاهرٌ في المجاز ظُهورَ (( يداهُ مبسوطتان )) ، فإنّه لا يُفهَمُ منه إلاّ الغلبَة والقهر ، كما يُفهَمُ من تلكَ الجود ))

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص125

تعليق : التأويل في كلام ابن الأمير واضحٌ هُنا ، ومُخالفته للقائلين بالإثبات الحقيقي للصفات أوضح .

** إلى هنا ننتهي من استخلاصٍ عقيدة ابن الأمير الصنعاني ، ( في التوحيد) من كلامهِ لا من كلامِ غيرهِ ، ونتمنى أن نكون بهذا أنصفناهُ ، وإن كانَ في الخاطرِ تنويه الباحث أنّه لا يجب الاعتماد على هذا الكتاب ( إيقاظ الفطرة لمُراجعَة الفطرَة ) للاستدلال على عقيدة الرّجل ، ولكن البَحث في كُتُبٍ أخرى له يُقوي ويعزّز الجوانب ، وسنعملُ على هذا متى توفّر الزمان المُناسب .

وصلّى الله وسلّم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطّاهرين .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

بارك الله فيكم مولانا الكاظم


و اقول للاخ الفاضل (الامير الصنعانى )

اولا لقد قال الطحاوى فى عقيدته الشهيرة :

(وأفعال العباد خلق الله وكسب من العباد)
فذكر نظرية الكسب فهل الطحاوى اشعرى ؟!
و العبد الفقير يعرف الفرق بين معتقد من تسميهم ( اهل الحديث ) - اى ابن تيمية و تلاميذه و منهم ابن القيم - و بين معتقد الاشاعرة ,و هو ليس اختلافا فى الصميم كما تتصور بل الكل جبرية !

و توضيح ذلك ان اعتراض ابن القيم على الاشاعرة هو اعتراض على قولهم ان كسب العبد هو مقارنة الفعل لقدرته وإرادته، من غير أن يكون هناك منه تأثير أو مدخل في وجوده سوى كونه محلاله
و ابن القيم تبعا لشيخه ابن تيمية يرى ان قدرة العبد و ارادته لها تاثير فى وجود الفعل

هذا هو الخلاف بين الفريقين , و هو لا يعنى ان ابن تيمية و مدرسته تخلصت من الجبر , لان ابن القيم تبعا لابن تيمية يعتقد ان الله تعالى يخلق الاختيار فى العبد اى ان الله يجعل العبد يختار الفعل و يجعل للعبد قدرة مؤثرة فى ايجاد الفعل

و ليتضح الامر تامل ما قاله ابن ابى العز فى شرح الطحاوية و هو سلفى من مدرسة ابن تيمية :

(هذه شبهة أخرى من شبه القوم التي فرقتهم ، بل مزقتهم كل ممزق ، وهي : أنهم قالوا ؟ كيف يستقيم الحكم على قولكم بأن الله يعذب المكلفين على ذنوبهم وهو خلقها فيهم ؟ فأين العدل في تعذيبهم على ما هو خالقه وفاعله فيهم ؟ وهذا السؤال لم يزل مطروقاً في العالم على ألسنة الناس ، وكل منهم يتكلم في جوابه بحسب علمه ومعرفته ، وعنه تفرقت بهم الطرق : فطائفة أخرجت أفعالهم عن قدرة الله تعالى ، وطائفة أنكرت الحكم والتعليل ، وسدت باب السؤال . وطائفة أثبتت كسباً لا يعقل ! جعلت الثواب [ والعقاب ] عليه . وطائفة التزمت لأجله وقوع مقدور بين قادرين ، ومفعول بين فاعلين ! وطائفة التزمت الجبر، وأن الله يعذبهم على ما لا يقدرون عليه ! وهذا السؤال هو الذي أوجب التفرق والاختلاف .
والجواب الصحيح عنه ، أن يقال : إن ما يبتلى به العبد من الذنوب الوجودية ، وإن كانت خلقاً لله تعالى ، فهي عقوبة له على ذنوب قبلها ، فالذنب يكسب الذنب ، ومن عقاب السيئة السيئة بعدها . فالذنوب كالأمراض التي يورث بعضها بعضاً . يبقى أن يقال : فالكلام في الذنب الأول الجالب لما بعده من الذنوب ؟ يقال : هو عقوبة أيضاً على عدم فعل ما خلق له وفطر عليه ، فإن الله سبحانه خلقه لعبادته وحده لا شريك له ، وفطره على محبته وتأليهه والإنابة اليه ، كما قال تعالى : فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها . فإن لم يفعل ما خلق له وفطر عليه ، من محبة الله وعبوديته ، والإنابة إليه - عوقب على ذلك بأن زين له الشيطان ما يفعله من الشرك والمعاصي ، فإنه صادف قلباً خالياً قابلاً للخير والشر ، ولو كان فيه الخير الذي يمنع ضده لم يتمكن منه الشر ، كما قال تعالى : كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين . وقال إبليس : فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين . وقال الله عز وجل : هذا صراط علي مستقيم * إن عبادي ليس لك عليهم سلطان . والإخلاص : خلوص القلب من تأليه ما سوى الله تعالى وإرادته ومحبته ، فخلص لله ، فلم يتمكن منه الشيطان . وأما إذا صادفه فارغاً من ذلك ، تمكن منه بحسب فراغه ، فيكون جعله مذنباً مسيئاً في هذه الحال عقوبة له على عدم هذا الإخلاص . وهي محض العدل)


فتامل قوله : ( إن ما يبتلى به العبد من الذنوب الوجودية ، وإن كانت خلقاً لله تعالى ، فهي عقوبة له على ذنوب قبلها )
فانه واضح فى ان الذنب عقوبة من الله لا يستطيع العبد التخلص منها اى انه مجبر عليها
فمدرسة ابن تيمية تثبت الجبر خلافا لما يظنه كثيرون الذين راوا ابن تيمية و اصحابه يهاجمون الاشاعرة و يسمونهم بالمجبرة فظنوا ان ابن تيمية ضد الجبر و هو عدم تحقيق
فابن تيمية و ابن القيم و ابن ابى العز يعتقدون ان الذنب عقوبة من الله يخلقها الله فى العبد عقابا له و لا مفر للانسان من عقاب الله فهو مجبر كما ترى
لكنه مجبر فى صورة مختار
او كما يقول ابن ابى العز :
(والله تعالى هو الذي جعل العبد فاعلاً مختاراً ، وهو الذي يقدرعلى ذلك وحده لا شريك له . ولهذا أنكر السلف الجبر ، فإن الجبر لا يكون إلا من عاجز ، فلا يكون إلا مع الإكراه ، يقال : للأب [ ولاية ] إجبار البكر الصغيرة على النكاح ، وليس له إجبار الثيب البالغ ، أي : ليس له أن يزوجها مكرهة . والله تعالى لا يوصف بالإجبار بهذا الاعتبار ، لأنه سبحانه خالق الإرادة والمراد ، قادر على أن يجعله مختاراً بخلاف غيره . ولهذا جاء في ألفاظ الشارع . الجبل دون الجبر)

فتامل هذا الكلام , فالذنب عقوبة من الله يخلقه الله فى العبد و لا مفر له منه , و لكنهم لا يسمون هذا جبرا لانه لا يكون على سبيل الاكراه ليس اكثر , بل يجعل الله العبد يختار هذا الذنب فتامل جيدا


فمدرسة ابن تيمية التى ينتمى اليها ابن القيم مدرسة جبرية و لا فرق جوهرى بينها و بين مدرسة الاشاعرة فى مسالة الجبر

و تقبل تحياتى
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

الاستاذ الديلمي
العفو على التأخر في الرد

قلتم
اولا لقد قال الطحاوى فى عقيدته الشهيرة :
(وأفعال العباد خلق الله وكسب من العباد)
فذكر نظرية الكسب فهل الطحاوى اشعرى ؟!
والجواب
1- الإمام الطحاوي رحمه الله فيما أعلم ليس على مذهب الأشاعرة
2- لعله رحمه الله لا يقصد ما ذهب إليه الأشاعرة في نظرية الكسب ومجرد ذكر لفظ الكسب لا يعني بالضرورة القول بنظرية الكسب الأشعرية
3- على اسؤ الافتراضات فإننا نقول أن الإمام الطحاوي رحمه الله وافق الأشاعرة في هذه النقطة
وليس كلام الإمام الطحاوي رحمه الله بالملزم لأهل السنة وما هو إلا بشر يصيب ويخطئ وقد رد الكثير من أعلام أهل السنة على الأشاعرة ونظرية الكسب التي قالوا بها ومن جملة من رد عليهم الإمام ابن القيم صاحب المناظرة وشيخه الإمام ابن تيمية رحمه الله كذلك




وقلتم
و العبد الفقير يعرف الفرق بين معتقد من تسميهم ( اهل الحديث ) - اى ابن تيمية و تلاميذه و منهم ابن القيم - و بين معتقد الاشاعرة ,و هو ليس اختلافا فى الصميم كما تتصور بل الكل جبرية !
1- أهل الحديث ليسوا ابن تيمية وتلاميذه
وليس شيخ الإسلام إلا رمز من رموزهم والأئمة من قبله أفضل منه وهو تلميذهم وعلى نهجهم يسير
ومسمى أهل الحديث موجود من قبل ابن تيمية

2- بل أراه اختلاف في الصميم ويبعد أهل السنة (أهل الحديث) عن شبهة الجبر


وقلتم
و توضيح ذلك ان اعتراض ابن القيم على الاشاعرة هو اعتراض على قولهم ان كسب العبد هو مقارنة الفعل لقدرته وإرادته، من غير أن يكون هناك منه تأثير أو مدخل في وجوده سوى كونه محلاله
نفي تأثير العبد على فعله هو الجبر اخي الكريم وهذا الذي ينفيه أهل السنة وينفيه أبن القيم رحمه الله ويثبتون للعبد تأثير حقيقي ينتج عنه فعل فيكون العبد فاعلاً على وجه الحقيقة

وكما يقول أهل السنة
أن للعباد قدرة وإرادة تقع بها أفعالهم ، وأنهم الفاعلون حقيقة لهذه الأفعال باختيارهم ، وأنهم لهذا يستحقون عليها الجزاء إما بالمدح والمثوبة وإما بالذم والعقوبة ، وأن نسبة هذه الأفعال إلى العباد فعلا لا ينافي نسبتها إلى الله إيجادا وخلقا لأنه هو الخالق لجميع الأسباب التي وقعت بها


وقلتم
هذا هو الخلاف بين الفريقين , و هو لا يعنى ان ابن تيمية و مدرسته تخلصت من الجبر , لان ابن القيم تبعا لابن تيمية يعتقد ان الله تعالى يخلق الاختيار فى العبد اى ان الله يجعل العبد يختار الفعل و يجعل للعبد قدرة مؤثرة فى ايجاد الفعل
هل لك استاذي أن توضح مقصودك في ما تنسبه لابن تيمية وابن القيم بقولك أن الله يجعل العبد يختار الفعل ؟؟؟ مزيد من الايضاح بعدها اعلق على كلامك

اتوقف هنا ولي عودة بعد رؤية تعليقكم إن شاء الله
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“