رؤية في العلاقة بين الفقر وتقدير نصاب النقد

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
د.اسماعيل الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 22
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 11:48 am
مكان: صنعاء

رؤية في العلاقة بين الفقر وتقدير نصاب النقد

مشاركة بواسطة د.اسماعيل الوزير »


بسم الله الرحمن الرحيم

من المعلوم أن التعامل بالأوراق النقدية أوراق البنكنوت للتبادل المالي متأخر ظهوره في المجتمعات الإنسانية إذ لايتعدى قرنين أو ثلاثة . وأما قبل ذلك فكان التعامل التجاري يتم إما عن طريق المقايضة أو عن طريق استخدام الفضة والذهب في البيع والشراء .
ومن هنا لم تأت أي نصوص لتحدد مقدار زكاة أوراق النقد " البنكنوت" والذي تم هو رجوع العلماء إلى الاجتهاد لتقدير نصاب هذه الأوراق .
وقد سلك هؤلاء في ذلك مسالك , فالبعض أسقط الزكاة في هذه الأوراق لأنها ليست ذهب ولافضة.
واشتهر في صنعاء تقديرزكاة الاوراق النقدية بناءً على نصاب زكاة الفضة وهو مقدار ستة عشر ريالا فرانصيا إلا ربعا , وهو ما يُقوّم بثمانية آلاف ريال , وذلك بناء على أن هذه هي قيمة مائتي درهم وهي نصاب زكاة الفضة .
ومعلوم أن جعل هذا النصاب مبني على نصاب الفضة هو اجتهاد .

ولعل الأصح الآن أن يقدر نصاب الأوراق النقدية بنصاب الذهب , وذلك لأن الأوراق النقدية عبارة عن سندات عن مبالغ مقدرة بالذهب غالباً . يلتزم البنك المركزي بدفعها عند الطلب, وهذا يجعل الأصل في هذه الأموال هو الذهب لاالفضة .
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فانه لا يزال التعامل بالذهب كأساس للبيع والشراء قائما إلى يومنا, بينما لم يعد من المتعارف عليه التعامل بالفضة كأساس للبيع والشراء .

ذلك من جهة ومن جهة أخرى فإن جعل نصاب الأوراق النقدية ثمانية آلاف ريال لامصلحة فيه للفقراء , بل على العكس من ذلك , فيه مضرة بهم وإجحاف , وذلك للضعف الكبير في القوة الشرائيية لهذا المبلغ إذ لايتجاوز " 7% " من القوة الشرائية لنصاب الفضة في ذلك الوقت الذي تم فيه تقدير نصاب هذه العملة بنصاب الفضة .
ومعلوم أنه قيمة الريال كورقة بنكنوت كانت تساوي تماما قيمة الريال من الفضة – الريال الفرانصي – والفارق بين القوة الشرائية في العملتين اليوم واضح تماما .

وإنما قلنا أن تقدير النصاب بهذا الشكل فيه إضرار بالفقراء لأن الفقير إذا ما امتلك النصاب المقدر بثمانية آلاف ريال فإنه يصيربه غنياً, ولايجوز له حينئذ أ يأخذ شيئا من الزكاة .

بالإضافة إلى أن المالك لهذا النصاب يصير مُحَملآً بحق فيه هو إخراج الزكاة الواجبة في هذا النصاب , وهذا يجعل الفقراء محرومين من أخذ الزكوات التي هم في أمس الحاجة اليها , ويجعلهم مكلفين في نفس الوقت بإخراج زكوات من أموالهم التي عادة لا تتجاوز النصاب ( المقدر بنصاب الفضة وهو ثمانية آلاف ريال ) أو ضعفيه أو حتى ثلاثة أضعافه .

إن الثمانية آلاف ريال والعشرة آلاف ريال أو العشرين ألف ريال اليوم لا تكفي معيشة الفرد الواحد عيشة أقل من متوسطة , فكيف يكون الحال برب الاسرة الذي تتكون أسرته من عدد من الآفراد , ومعاشه عشرون ألف ريال او خمسة وعشرون ألف ريال ؟؟!! مع العلم أن هناك الكثير من الموظفين اصحاب التعاقد والذين يعملون في قطاعات غير رسمية لا تتجاوز مرتباتهم عشرة آلف ريال أو اثنا عشر ألف ريال .

أن ذلك لا يكفي لمواجهة أبسط مقومات الحياة فكيف إذا أراد الفرد أن يعيش مع أسرته في وضع يتغلب فيه على ظروف الحياة وتعدد الحاجات والضرورات العلاجية والدراسية واستئجار المنزل و... و..... ؟؟!!

إن هذا الوضع قد دفع بالبعض إلى التحايل على مثل هذا الاجتهاد بأن يعطى الفقير الزكاة على أن يتخلص منها في الحال ليصير فقيرا مجددا ليستحق زكاة أخرى ,
وهذه ليست هي الطريقة المثلى لحل مشكلة الفقر في المجتمع فما وضعت الزكاة إلا لتحل هذه المشكلة وتنتزعها من جذورها .

ولذلك فإن الذي أتصوره اليوم هو أن يقدر نصاب الأوراق النقدية بنصاب الذهب وهو ما قد يبلغ ثلاثمائة ألف ريال أو يزيد وذلك حتى تتمكن الغالبية من المجتمع أن تستفيد من أموال الزكاة فلا يحرم المحتاج من هذه الأموال بحجة امتلاك النصاب المقدر بنصاب الفضة . وهو مايعمل به بعض العلماء .

إن رفع مقدار نصاب زكاة الاوراق النقدية ليكون هو نصاب الذهب يخفف الحمل عن كاهل الذين لايجدون الأموال الكافية لمعيشتهم , كمايتيح لهم المجال في أخذ حقوق لهم من أموال الزكاة .
والحمد لله رب العالمين.


تبع اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 67
اشترك في: السبت نوفمبر 03, 2007 3:10 am
مكان: اليمن
اتصال:

مشاركة بواسطة تبع اليماني »

كلام جميل جدا يطرح على الساده العلماء للبت فيه
لا يوجد

المنصور
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: الأربعاء أغسطس 03, 2005 1:25 pm

مشاركة بواسطة المنصور »

أحسن الله إليكم أستاذي الدكتور / إسماعيل الوزير

منذ أكثر من سنتين أو ثلاث وأنا أنوي طرح وإثارة هذا الموضوع في هذا المجلس المبارك

وهي الرؤية التي تعلمتها وقتنعت بها منكم

ولكن إذا حضر الماء بطل التيمم

أحسن الله إليكم مجددا

وإن شاء الله يكون للطرح هذا أثره
( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )
[img]http://mail.google.com/mail/?attid=0.1& ... 9296cc0528[img/]

د.اسماعيل الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 22
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 11:48 am
مكان: صنعاء

مشاركة بواسطة د.اسماعيل الوزير »

شكرا لك أخي الكريم تبع اليماني على مرورك
وإن كنت لم استطع ادراك كون الكلام جميلا وفي
نفس الوقت بحاجة إلى بت .. . فقد أحتمل أن هذا
تناقضا بين أول التعليق وآخره .

إلا اذا كان هناك شيء آخر غير مادلت عليه
كلمات التعليق . وهو مالم أدركه .


وشكرا لك ايضا أخي الكريم المنصور على مرورك
ومن الله تعالى نستمد لنا ولكم التوفيق

آمين .


أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“