بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين، وبعد فإن واجبنا نحو الرسول محمد (ص) واجب كبير ولن نستطيع أن نأجره على ما هدانا اليه ، ولكن سنحاول أن ندافع عنه بقدر ما نستطيع ، وذلك بتوضيح حقيقة للناس جميعاً، وهذه الحقيقة هي حقيقة صلاة التراويح هل هي سنة ثابتة عن رسول الله (ص)، أم هي بدعة في الدين الإسلامي، والذي جعلني أن أتكلم عن هذا الموضوع ، هي الأمانة العلمية الملقاة على عاتقي وعاتق كل متعلم توضحت له هذه الحقيقة ، لأننا إذا قلنا أنها سنة وهي ليست سنة فهذا كذب على رسول الله(ص) والرسول يقول
من كذب عليا فليتبوأ مقعده من النار) ، وإذا قلنا أنها بدعة وهي ليست بدعة فهو كذب على رسول (ص)، لذلك سنبدأ بتوضيح هذه الحقيقة التي يجب الاعتراف بها بدون أي تلعثم أو تأويل ، فأولاً : يجب أن نعرف هل هناك دليل من رسول الله(ص) يدل على إن رسول الله عملها ، ، فعند أصحاب مصطلح علوم الحديث(أهل السنة) فروي في صحيح البخاري وكذلك في صحيح مسلم ، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال احتجز رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة مخصفة، أو حصيراً، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها، فتتبع إليه رجال وجاؤوا يصلون بصلاته، ثم جاؤوا ليلة فحضروا، وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلم يخرج إليهم، فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب، فخرج إليهم مغضباً، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوب). تأملوا يأخواني هذه الرواية فالرسول(ص) لم يدعوا ، ولم يأمر أحداً أن يأتوا ويصلوا خلفه ، بل قام الرجال من تلقاء أنفسهم بالصلاة خلف الرسول(ص)، هذه نقطةٍ أولى . اما الثانية أن الرسول (ص) لم يرضى فعلهم ذلك ، ودليل ذلك أنه لم يخرج الليلة الثانية للصلاة ، بل خرج وهو غاضباً عليهم ، خوفاً من أن تكتب عليهم ، أما النقطة الثالثة في الحديث فقد أمرهم رسول(ص) أن يصلوا النوافل أو قيام رمضان ، في البيوت وقال إنها خير صلاة للمرء ماعدا الصلوات المكتوبة فإنها واجبة في المسجد. أما ثانياً : فيجب أن نعلم من الذي أمر بصلاة التراويح وماذا قال فيها ؟ الجواب على ذلك ما روي في صحيح البخاري عن عبد الرحمن بن عبدالقاري أنه قال خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد ، فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ، ثم خرجت معه ليلة آخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم ، قال عمر : نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ، يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله))
فالذي يتأمل في الرواية يجد أن عمر بن الخطاب هو الذي رأى بأن يجمع الناس على قارئ واحد ، وليس الرسول(ص)من امر بها، هذا أولاً، أما ثانياً : فإن عمر ابن الخطاب بنفسه يقول عنها بأنها بدعة ، أما ثالثاً: فإن عمر يفضل الصلاة آخر الليل عن الصلاة بعد العشاء.
فيتضح لنا أن صلاة التراويح بدعة وليست سنة عن رسول الله(ص) ، ويتضح أن إقامة النوافل في شهر رمضان يكون في البيوت هو الأفضل وهي السنة الثابتة عن رسول الله(ص) . والواجب علينا أن ننصح كل متوهم بأن هذه الصلاة سنة وهي في الحقيقة بدعة ، ونصيحة إلى كل معاند يريد أن يستمر في صلاتها جماعة وفي المسجد ، أن يتقي الله في قوله بأنها سنة عن رسول(ص) لأن هذا كذب على الرسول(ص).....!!!!! أما من يحتج على هذا الكلام بمقولات عن ائمة أهل البيت ،فقد علمنها وكلها لا تدل على أن صلاة التراويح سنة بل زادتنا يقيناً وتوثيقا بأن صلاة التراويح بدعة ، بل واكبر وخير شاهد على ذالك هو من ابتدعها عمر بن الخطاب فقد قال في الحديث السابق (: نعم البدعة هذه) . وعلى ذلك فلا نقول عن صلاة التراويح إلا إنها بدعة حسنة
فلذالك فعلى كل واحد من أن يختار وهو حراً في اختياره أما أن يعمل البدعة المخالفة لسنة رسول الله(ص) وهي صلاة التراويح في المسجد جماعة ،،، وإما أن يصليها في البيت وهذه سنة رسول الله (ص) .
و أخيراً ، انه لا يجوز التشنيع على من قال إن صلاة التراويح بدعه ، لأن هذه هي الحقيقة، و مما أنصح إخواني المؤمنين المحافظة على أقامة رمضان في البيوت وفي الثلث الأخير من الليل أتباعاً لرسول الله (ص).والسلام عليكم ورحمت الله وبركاته
