عقيده الجبر من اعظم مااصاب المسلمين

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

عقيده الجبر من اعظم مااصاب المسلمين

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

لقد ذكر الله جلّ وعلا القدر في القرآن الكريم ليحث المسلمين على الإقدام والعمل الدؤوب ، والتوكل على الله جلَّ وعلا ، وليس للتخاذل والتَّواكل ، لكن الذي حدث عندما تسلط الملك العضوض ، ووضعت الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عهد معاوية بن أبي سفيان ومن أتى بعده أن انتشرت عقيدة الجبر ، وأقصيت الأمة عمداً عدواناً عن ممارسة حقها في المشاركة في الأمر ، والبحث في القضايا العامة ، والمشاركة في صنع القرار إزاء تلك القضايا ، وهذا من حق الأمة بل هو واجب عليها ، ولكن الذي أسكت المسلمين عن بحث قضاياهم العامة ، وأقعدهم عن المشاركة فيها ، وعن المطالبة بحقوقهم ، أنها قد وضعت أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تأمر الأمة بالصمت ، والابتعاد عن أي كلام ، أو فكر ، أو فعل يتعلق بالقضايا العامة ، وأوهموا الأمة بأن الدين يأمرها بأن تتفرج وترضى فقط بما يأمر به الولاة ، وأن كل شيء قد قضاه الله وقدّره ، وأصبح هذا التصرف جزءاً من الدين حسب زعمهم ، ولم يختص ذلك بالقضايا العامة ، كما أراد المروجون لهذا الفكر أن يبعدوا الأمة عن الخوض فيها ، بل امتد إلى المسائل والقضايا الخاصة ، فقد أصبح المسلم يفكر هكذا : ما دام كل شيء قد قضاه الله وقدّره ، فلماذا السعي ؟ ولماذا النشاط ؟ ولماذا المحاولة ؟!!! كل شيء ، قد كتب وقدِّر ، وما على المسلم إلا أن ينام ، وينتظر ما تأتي به الأيام ، وبقي أولئك المغرر بهم الجهال الذين لم يفهموا الإسلام حق الفهم هكذا نائمين ، بينما المنافقون الذين روّجوا لهذا الفكر التخاذلي يسرحون ويمرحون ، ويأكلون أموال المسلمين ، ويتلاعبون بمقدرات العباد والبلاد ، وإذا سأل أحد من أبناء الأمة الإسلامية أولئك المندسين المروّجين لفكر الجبر لماذا حدث هذا ؟ ، أو كيف صار هذا هكذا ؟! قالوا : هذا ما قدَّره الله ، وعلينا أن نرضى بما قدّر تعالى ، وتصمت الأمة راضية بما قدرّه الله ، مستسلمة لقدر الله جلّ وعلا ، وهكذا بقي المسلمون في آخر قافلة الإنسانية بعد أن توغل اعتقاد الجبر في نفوسهم ، ونسي الناس أن الله أمر بالعمل وقال : (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبؤكم بما كنتم تعملون).

أخي المسلم : لا تستسلم لعقيدة الجبر ، ولا تيأس من رحمة الله ، واحذر أن يصيبك اليأس والقنوط ، فالله أعطاك العقل ، وأرسل إليك الرسل ، وأمرك بالعمل ، حارب قَدَر الجوع القاتل بقَدَر العمل والسعي ، دافع قَدَر الظلم المهلك بقَدَر الكفاح ورفض الظلم بكل صوره وأشكاله ، دافع قَدَر الكسل والملل بقَدَر الحركة والعمل ، وكل قَدَر هو من الله جلَّ وعلا ، وقد سأل الصحابة رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان يأمر مرضاهم بأن يتعالجوا قالوا مستغربين : نتداوى والمرض بقَدَر من الله ؟!!، فقال عليه وآله الصلاة والسلام : »الدواء من قدر الله« ، فقد أمرهم صلى الله عليه وآله وسلم أن يدفعوا قدر المرض ، بقدر الدواء ، وإذا نزل الشفاء نفع الدواء ، وكله من قدر الله.

أخي المسلم : إن الله لا يقدر لك من أعمالك إلا ما تختاره أنت لنفسك ، ولا يجبرك على المعصية ، إحذر أخي أن تقصر في منفعة نفسك ، في أمور الدنيا والآخرة ، معتقداً أن كل شيئ قد قدّره الله ، ولم يبقَ للسعي جدوى ولا فائدة ، واعلم أن الله يكره الرجل الذي لا يعمل ، إسع وجد في السعي ، ولكن بالطرق المشروعة وباعتدال ، لا تأكل الحرام ، لا تأكل الحرام ، فالرسول صلوات الله عليه وآله وسلم يقول : »أيما لحمِ نبت من الحرام فالنار أولى به« ، أكل الحرام يمنع إجابة الدعاء كما ورد في أحاديث متواترة عن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وآله ، والمثل يقول : »خيط الحلال ولو دقَّ«.

إسعَ إلى رزقك بالطرق المشروعة ، لا تجعل »اللقلقة« وسيلتك للحصول على الرزق ، »فاللقلقة« لا تأتي بخير ، قَدًّم للآخرين شيئاً نافعاً ، وخذ مقابله شيئاً ينفعك ، ولا تظن أن الله قد كتب عليك المعصية ، فالله تعالى جعل البداية منك ليعينك على طريق الخير إن اخترتها ، ويتركك في طريق الشر إن سرت فيها ، وهو سبحانه يقول في كتابه العزيز : (والذين اهتدوا زادهم هدى) ، فاختر طريق الهدى ، واجعل الصدق والهمة والنشاط هي طريقك للنجاح والفوز ، ولا تأكل إلا حلالاً ، واعلم أن مائة ريال تأخذها حلالاً بطريق مشروع أفضل وأبرك من مائة ألف ريال تأخذها بالحيلة والمكر والخداع.. أد صلاتك في أوقاتها خاشعاً له سبحانه ، حامداً له ، معترفاَ بفضله .. كن صريحاً في قول الحق ، ولكن بأدب ودون تجريح ، ولا تسكت عن قول الحق ، »فالساكت عن الحق شيطان أخرس« كما جاء عن معلمنا الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

أخي : إن الله لم يخلقك بقصد إدخالك النار ، أو لتعذيبك في الدنيا ، والذين يدّعون أن الله يجبر الإنسان على المعصية ثم يعذبه عليها يفترون على الله كذباً ، لأنهم يتهمون الله جلّ وعلا بالظلم وعمل القبيح ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

إن طريق الخير واضحة ، ولكنها تحتاج الى صبر ومعاناة واستمرار وثبات حتى تستحق العون من الله ، ومزيد الثواب ، ومغفرة الذنوب ، وإن طريق الشر واضحة ، وهي سهلة ، وإن الشيطان يزينها ، فمن استلذ طريق الشر للوصول الى منصب ، أو مال ، أو جاه ، ولم يصبر على طريق الخير استحق العقوبة من الذي خلقه ، واختبره في هذه الدنيا ، فلم ينجح في الاختبار ، ومن صبر على طريق الخير ، وسعى لخيرات الدنيا والآخرة ، بالطرق المشروعة التي ترضي الله سبحانه وتعالى ، ورفض الانحراف والمكر والخديعة والمعاصي بكل أنواعها ، فقد نجح في الإختبار ، واستحق ثواب الله ورضوانه وعونه وهدايته ، ورضوان الله أكبر وأفضل من كل ما سواه ، كما قال تعالى : (ورضوان من الله أكبر).

أخي المسلم : إن الله لا يريد لك إلا الخير ، إن أردت الخير لنفسك ، وعملت لذلك ، وإذا كنت تريد خيرات الدنيا ، فعند الله خيرات الدنيا والآخرة.. يقول الله جل وعلا : (من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة) ، أي اتبع سبيل الله تنل خيرات الدنيا والآخرة.

أخي المسلم : إن الله لا يريد لك الكفر ، لا الكفر به تعالى ، ولا كفر النعمة ، لأنه لا يريد لعباده إلا الخير ، قال تعالى : (ولا يرضى لعباده الكفر) ، وإذا أردت وسعيت لنيل رضاه ، وعملت لذلك ، ورجعت وعدت إليه فيما أخطأت أو أذنبت به ، فإنه سيقبلك ويثيبك ويرضى عنك.

وهذه نصيحتي إليك : لا تبتعد عن طريق الله ، ولا تيأس من رحمة الله ، واجعل نيتك وعملك خالصاً لوجه الله ، وقل كلمة الحق أينما كنت ، تلق خيرات الله وبركاته ورضاه.

أسأل الله أن ينيلني وإياك ثوابه وعفوه وعافيته ورضاه في الدنيا والآخرة..

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

والله الهادي الى سواء السبيل.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

نعم المولى ونعم المصير.

وعلى الله توكلت..

تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

بارك الله فيكم
وهكذا هي العقائد الفاسدة تجعل الإنسان يتجرد حتى من فطرته
ولاحول ولاقوة إلا بالله

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“