مسألتان تمسك بهما آل رسول الله

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

مسألتان تمسك بهما آل رسول الله

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

بسم الله الرحمن الرحيم مسألتان تمسك بهما آل رسول الله صلوات الله وسلامه علىه وعلى آله والحق فيهما معهم دون شك أو ريب ، ومن يرد أن يتبع الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم ويتبع الإسلام الصحيح فليتمسك بمعتقداتهم فيهما لأنهما الحق الذي يريده‮ ‬الله‮ ‬،‮ ‬ولهذا‮ ‬أرشد‮ ‬رسول‮ ‬الله‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وآله‮ ‬وسلم‮ ‬إلى‮ ‬اتباعهم‮:‬

المسألة‮ ‬الأولى‮: ‬نفي‮ ‬التجسيم‮ ‬عن‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالى‮.‬

والثانية‮: ‬نفي‮ ‬الجبر‮ ‬عن‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالى‮ .‬

وهاتان المسألتان من أهم وأعظم ما تمسك بهما عترة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله وتبعهم في ذلك خلق كثير من المسلمين ، وخالفهم البعض فضلوا عن سواء السبيل ، وهاتان المسألتان من أعظم ما يجب الدفاع عن مذهب آل رسول الله العظيم من أجلهما وليس من أجل الحكم والولاية‮ ‬كما‮ ‬يقول‮ ‬أخونا‮ ‬الكاتب‮ ‬المذكور‮.‬

أقول هناك هاتان المسألتان وقد أوضحهما الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين رضي الله تعالى عنه ودافع عنهما ، ولم يخرج عنهما الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله تعالى عنه ، وقد ترسخت هاتان المسألتان في نفوس اليمنيين إلى يوم الدين بفضل الله وببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأهل اليمن.. بينما إخواننا أتباع المذهب الحنبلي (والوهابية جزء لا يتجزأ من المذهب الحنبلي وامتداد له) يدَّعون أن لله أيدياً وأرجلاً بل وآذاناً وعيوناً وساقاً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، ثم يقولون بعد ذكر كل عضو يثبتونه لله جل وعلا :(يليق به سبحانه وتعالى) ، فيقولون: إن لله أيدي تليق به جل وعلا، وأرجلاً تليق به، وساقاً تليق به ، وكلمة (تليق به) كلمة تقال لتخفيف وقع التجسيم لله جل وعلا، وهو الأمر الذي ينفر منه الطبع البشري ، وهو ما لا يليق به سبحانه وتعالى ، وهم بذلك يثبتون التجسيم ثم يلطفونه بعبارة (يليق به جل وعلا) ، وإن لا فقل لي بربك كيف تكون الساق التي تليق به تعالى؟ هل ستكون ساقاً من ذهب أو من اللؤلؤ والمرجان أم ماذا ؟!!! والله أجل وأعظم وأعلى مما يظنون ويتوهمون علوا كبيرا ، وقد قال سبحانه وتعالى عن نفسه (ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ) أما الرب الذي يكون له ساق أو أيديا وأرجلا إنْ هو إلا مثل مخلوقات الله مهما كانت هذه الساق وعلى أي صفة كانت وإثبات الساق والأيدي والأرجل لله تعالى هو مذهب الحنابلة وهو معروف عنهم .

وقد أثبت المؤلف الحنبلي المحقق / حسن بن فرحان المالكي في كتابه ((قراءة في كتب العقائد .. المذهب الحنبلي نموذجا ) قال في صفحة ٩٢١ طبعه مركز الدراسات التاريخية عمّان المملكة الأردنية الهاشمية قال : (صحح الشيخ عبد المغيث الحربي الحنبلي حديث الإستلقاء الذي فيه‮ ‬أن‮ ‬الله‮ ‬لما‮ ‬انتهى‮ ‬من‮ ‬الخلق‮ (‬أي‮ ‬خلق‮ ‬السموات‮ ‬والأرض‮) ‬إستلقى‮ ( ‬على‮ ‬ظهره‮ ‬ووضع‮ ‬رجلاً‮ ‬على‮ ‬رجل‮ ) ‬قال‮ ‬المؤلف‮: ‬وهذا‮ ‬تشبيه‮ ‬واضح‮ ‬،‮ ‬تعالى‮ ‬الله‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬علوا‮ ‬كبيرا‮ .‬

٢- وأورد أيضا قوله : أما الأهوازي الحسين بن علي بن إبراهيم الحنبلي فقد ألف كتابا طويلا في الصفات أورد فيه أحاديث باطلة ومنها عرق الخيل الذي نصه ( إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت ثم خلق نفسه من ذلك العرق ) ثم قال المؤلف ونقول معه أيضا‮ : ‬تعالى‮ ‬الله‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬علوا‮ ‬كبيراً‮.‬

‮٣- ‬كما‮ ‬حدّث‮ ‬الأهوازي‮ ‬بحديث‮ (‬أي‮ ‬عن‮ ‬رسول‮ ‬الله‮ ‬كذبا‮ ‬وافتراءا‮ ) ( ‬رأيت‮ ‬ربي‮ ‬بمنى‮ ‬على‮ ‬جمل‮ ‬أورق‮ ‬عليه‮ ‬جبة‮) ‬يقول‮ ‬المؤلف‮ ‬الحنبلي‮ ‬وهذا‮ ‬تشبيه‮ ‬واضح‮ ‬وتجسيم‮ ‬صريح‮ .‬

٤- وقال المؤلف في صفحة ٠٣١ من الكتاب نفسه ( ورووا أن المقام المحمود للنبي صلى الله علي وآله وسلم هو قعوده صلى الله عليه وآله وسلم مع ربه على العرش) قال المؤلف الحنبلي واعتبروا أي الحنابلة من رد هذا الأثر الضعيف جهميا أو زنديقا وأنه لا يؤمن بيوم الحساب .

ولو‮ ‬ذهبتُ‮ ‬أستقصي‮ ‬كلما‮ ‬يؤمن‮ ‬به‮ ‬الحنابلة‮ ‬الذين‮ ‬يمثلهم‮ ‬اليوم‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬الإسلامي‮ ‬الوهابية‮ ‬من‮ ‬تجسيم‮ ‬الله‮ ‬جل‮ ‬وعلا‮ ‬لضاقت‮ ‬الصحيفة‮ ‬بما‮ ‬سأكتب‮ ‬ولكني‮ ‬أكتفي‮ ‬بهذا‮.‬

بينما آل بيت رسول الله صلى الله علي وآله وسلم ينفون أن يكون لله جل وعلا أي يد أو رجل أو ساق أو غيرها ، ويقولون إنّ ما ورد في القرآن من ذكر لليد لله تعالى أو غيرها من الجوارح إنما هو مجاز الغرض منه إثبات شيء آخر غير اليد أو الساق أوالأذن أو نحوها ومن أمثلة ذلك قول الله تعالى ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) ومن هذه الآية يتبين لك أيها القارئ المراد في القرآن من ذكر اليد لله تعالى : فاليهود يقولون أن يد الله تعالى مغلولة أي أن الله جل وعلا بخيل لا ينفق بسخاء ولذلك يرد عليهم ربنا جل وعلا في محكم كتابه (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) والرد واضح أن الله تعالى ينفق كيف يشاء فيبسط الرزق لمن يشاء ويقدره على من يشاء ، وليس المراد أن يدي الله مغلولتان أو أنهما مبسوطتان مادّا لهما أمامه وهذا واضح من سياق الآية‮ .‬

وسائر الآيات عند آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي تذكر فيها اليد أو غيرها من الأعضاء الجارحة إنما هي مجازات واستعارات لإثبات أشياء أخرى يوضحها السياق وليس لإثبات أن لله يدين أو رجلين أوساقا أو نحوها ، واللغة العربية البليغة تؤكد ذلك وتدل عليه وفيها‮ ‬أمثلة‮ ‬كثيرة‮ ‬دالة‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬ليس‮ ‬هنا‮ ‬مجال‮ ‬ذكرها‮ .‬

هذه مسألة ، والمسألة الأخرى أن آل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ، ومعهم من المذاهب الإسلامية خلق كثير ، وخالفهم في ذلك الحنابلة والوهابية ، فآل رسول الله يقولون إن الإنسان مخير فيما يأتي ويذر، قد أمره الله بما يجب أن يفعله ونهاه عما يحرم عليه ، فإن عمل الواجب الذي أمره الله به واجتنب ما نهـى الله عنه رضي الله عنه وأدخله الجنة ، وإن فعل المحرمات والكبائر وكفر بالله وأصر على ذلك حتى وفاته غضب الله عليه وأدخله النار ، وليس مجبورا على شىئ ، بينما الحنابلة والوهابية يرون أن كل شئ من أعمال الإنسان قد قدره الله وقضى به سلفا ، وليس الإنسان مخيرا ، بل مكرها يعمل ما قدر الله عليه وساقه إليه ولا يستطيع الفكاك منه أبدا وسيعاقبه الله على أعماله التي قدرها الله عليه وكفره الذي أدخله الله فيه ويدخله النار ، بينما آل رسول الله ينكرون ذلك ويقولون : كيف يمكن أن يقدر الله‮ ‬على‮ ‬الإنسان‮ ‬فعل‮ ‬المعصية‮ ‬ويسوقه‮ ‬إلىها‮ ‬ثم‮ ‬يعاقبه‮ ‬على‮ ‬تلك‮ ‬المعصية‮ .‬

إن الله أعدل العادلين ولا يمكن أن يجبر إنسانا على المعصية ثم يعاقبه على إتيانها ، ولذلك فالزيدية يطلقون على أنفسهم أهل العدل والتوحيد ، فالله عادل لا يعاقب إلا من اختار المعصية بنفسه وأتاها دون إجبار ، والله واحد منزه عن أن يشبه أحداً من خلقه بيد ولا رجل ولا‮ ‬ساق‮ .‬

فما رأيك أيها الكاتب الذكي الألمعي هل الحق مع آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن اتبعهم ومع أهل اليمن الذين آمنوا بذلك والتزموا به؟ أم مع من خالفهم ؟! وهل يجب على الأمة الإسلامية أن تعتقد معتقدات آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حول تنزيه‮ ‬الله‮ ‬عن‮ ‬التجسيم‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يليق‮ ‬به‮ ‬تعالى‮ ‬وتنزيهه‮ ‬عن‮ ‬الإدعاء‮ ‬بأنه‮ ‬ظالم‮ ‬يسوق‮ ‬الناس‮ ‬إلى‮ ‬المعصية‮ ‬ثم‮ ‬يعاقبهم‮ ‬عليها؟‮!!!‬

إن عليك أيها الأخ الكاتب الكريم أن تتبع نهج آل رسول الله في هاتين المسألتين العظيمتين إن كنت تريد أن تتبع كتاب الله ونهج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن تقف بين يدي الله آمنا يوم الحساب .

ولقد‮ ‬منّ‮ ‬الله‮ ‬على‮ ‬أهل‮ ‬اليمن‮ ‬بأن‮ ‬بعث‮ ‬لهم‮ ‬المذهبين‮ ‬الإسلاميين‮ ‬العظيمين‮ ‬الزيدية‮ ‬والشافعية‮ ‬الخاليين‮ ‬من‮ ‬الجبر‮ ‬والتشبيه‮ ‬والتجسيم‮ ‬ولذلك‮ ‬فنحن‮ ‬نقول‮ ‬لأهل‮ ‬اليمن‮ ‬ولهذا‮ ‬الكاتب‮ ‬الكريم‮ : ‬

حافظوا على مذاهبكم الإسلامية العظيمة : الزيدية والشافعية الذيْن خصكم الله ومنّ عليكم بهما ، فتنزيه الله جل وعلا عن التجسيم والتشبيه ، والإبتعاد عن إتهامه جل وعلا بالظلم والجوْر بزعم أنه يسوق الإنسان إلى المعصية ثم يعاقبه عليها ، إنّ تنزيه الله عن التشبيه ،‮ ‬والجبر‮ ‬،‮ ‬هو‮ ‬الإسلام‮ ‬الذي‮ ‬جاء‮ ‬به‮ ‬سيد‮ ‬الأنام‮ ‬فلا‮ ‬تنحرفوا‮ ‬عن‮ ‬الإسلام‮ ‬الصحيح‮ ‬فتظلموا‮ ‬أنفسكم‮ ‬وتضلوا‮ ‬وتخسروا‮ .‬

إنّ‮ ‬تنزيه‮ ‬الله‮ ‬هو‮ ‬ما‮ ‬ندعو‮ ‬إليه‮ ‬وندافع‮ ‬عنه‮ ‬،‮ ‬أمّا‮ ‬الحكم‮ ‬والولاية‮ ‬فليس‮ ‬لنا‮ ‬فيها‮ ‬مأرب‮ ‬ولا‮ ‬مطمع‮ ‬

والله‮ ‬الهادي‮ ‬إلى‮ ‬سواء‮ ‬السبيل‮ ‬،‮ ‬والحمد‮ ‬لله‮ ‬رب‮ ‬العالمين‮.‬
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“