كما يُريدُ الله.. لا كما نُريد

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
أدب الحوار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 112
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 19, 2006 12:34 pm

كما يُريدُ الله.. لا كما نُريد

مشاركة بواسطة أدب الحوار »

بسم الله الرحمن الرحيم

العبادة هي الاستقامة على طريق الشريعة، ومعنى ذلك أنَّ الإنسان ينصاع لأمر الله تعالى تقرُّباً إليه.. ومن خصائص العبادة أنَّها لا تتمُّ إذا كانت بالصورة التي يختارها الإنسان، لا بالصورة التي يختارها الله تعالى.. ومن هنا قيل: إنَّ العبادات توقيفيَّة؛ أي أنَّنا لا نملك حقَّ التصرُّف في صورتها وهيئتها، بل يتحتَّم علينا الامتثال لأمر الشارع فيها جُملةً وتفصيلاً..

قال تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (هود: 112 )

وهذا ليس في مجال العبادة فقط، بل في مجال الاعتقاد أيضًا، قال تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (القصص: 68 )

إنَّ إبليس لم يكن يرفض عبادة الله تعالى، ولكنه كان يريد أن يَعبُد اللهَ لا من حيث يريد الله، بل من حيث يريد إبليس عليه لعائن الله؛ فقد أراد الله أن يعبده إبليس والملائكة من خلال ولاية خليفته آدم عليه السلام، فاستكبر إبليس، وطلب أن يعبد الله من غير الخضوع لكعبة الولاية (آدم عليه السلام)، فلم يقبل الله منه، وسمَّاه كافرًا (البقرة 34 ، ص74 ، الإسراء 27 ) ؛ لأنَّه كفر بالولاية..

وفي الحقيقة هذا هو المعنى العميق في قوله تعالى: (وَأتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) (البقرة: من الآية 189 ).. (انظُر: المحاسن 1 : 224 ، تفسير فرات : 142 ، تفسير العياشي 1 : 86 )

جاء عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (أُمر إبليس بالسجود لآدم فقال: يا رب وعزّتِك إن أعفيتني من السجود لآدم؛ لأعبدنَّك عبادةً ما عبدك أحد قط مثلها . قال الله جل جلاله: إنِّي أُحبُّ أن أُطاع من حيث أ ُريد) . (بحار الأنوار 2 : 262 )

وهذا هو معنى ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال: (لا يُقبَل قولٌ إلاَّ بعمل، ولا يُقبَل قولٌ وعملٌ إلاَّ بنيَّة، ولا يُقبَلُ قولٌ وعملٌ ونيَّةٌ إلاَّ بإصابة السنَّة) . (البحار 2 : 261 )

قال العلامة المجلسي: (القول هنا: الاعتقاد، أي لا ينفع الإيمان والاعتقاد بالحق نفعًا كاملاً إلاَّ إذا كان مقروناً بالعمل، ولا ينفعان معاً أيضاً إلاَّ مع خلوص النية عما يشوبها من أنواع الرياء والأغراض الفاسدة، ولا تنفع الثلاثة أيضاً إلاَّ إذا كان العمل مُوافِقاً للسُّنة ولم تكن بدعةٌ، والسنة هنا مقابل البدعة، أعمُّ من الفريضة) .

والحمد لله رب العالمين.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم أخي أدب الحوار

موضوع قوي أعجبني ولي تعليق عليه بسيط أقول فيه :-
إن موضعكم هذا يأخذ بعدا سياسيا كما تبادر إلى ذهني ..!

كونه تناول مسألة الولاية التي جعلها الله في آدم وفي ذريته إلى أن تقوم الساعة ..!!
بدليل آيات الاصطفاء وغيرها من الأخبار المتواترة كحديث الثقلين والسفينة والتي تنص بجلاء على استمرار شريعة الاصطفاء من الله عز وجل عبر الأزمنة الماضية أو الحاضرة أو المستقبلة - وهذا محل اتفاق بيننا وبينكم - بشرائط معلومة لنا ولكم في الشخص المصطفى ...!!
والتي على رأسها شرط أساس وهو قيام الحجة بأعباء الدعوة وتحمل جميع مسؤولياتها في الحاضر والمستقبل إذ لا يصح الإستنابة بدليل اشتراطكم للعصمة .....!!! خصوصا في ظل إستنابة قد تطول لقرون لا يعلم إلا الله أمدها .!!؟؟


ومن هنا أتوقع أن تدرك معي مدى أهمية استمرار هذا الفيض الرباني العذب و الكوثر النبوي الخالص الحاضر في كل الأزمنة حتى يرث الله الأرض ومن عليها من خلال عالم الشاهدة .

كما أنه يجدر بي أن أشير هنا إلى أن العديد من الإشكالات ستكون حاضرة في الفكر الإسلامي -"فقدان الجذور التاريخية وضياع الهوية " - بشكل عميق في حال غياب المصطفى أو المختار والتي على أم رأسها انتفاء الحكمة اللاهية من شرعية الاصطفاء نفسه في ظل غياب مستمر منذ قرون ..!!!!!!!!!

ولكم مراجعة تاريخ الشيعة بعد غياب المعصوم الغيبة الكبرى لتدرك كم هو حجم المعاناة التي مر بها علماؤكم والمنتسبين إلى مدرستكم العريقة بسبب غياب اللطف عنهم أعني ضياع الأتباع والمؤمنين واستضعافهم ومحاربة منهجهم من قبل حكام الجور والظلم والجبروت ..
إن غياب المصطفى أو المختار أمر غير مقبول ولا معقول إذاً ..!!

خصوصا إن جعلنا علة أمر الاصطفاء هو اللطف
كون المصطفى أو المختار اصطفاه الله لطفا للعباد وهذا ما علل به غير واحد من أساطينكم ...!!
أخي الكريم
سيبقى وجود المختار في عالم الشاهدة أمر حتمي و ضروري من اجل أقامة دين الله وتنفيذا لحدوده وحفظا للأعراض والفروج .

أما الاعتقاد بجواز غياب اللطف أو المصطفى عن جماعة المؤمنين فسيحتاج منكم إلى العديد من القضايا وسيتطلب ظهور أفكار جديدة داخل المدرسة وربما اجتهادات خجولة لينتج عنها نظريات جديدة مستحدثة مثل نظرية ولاية الفقيه والتي استفاد منها الإمام الخميني يرحمه الله و حمّلها ما لا يطاق من الأعباء والشطحات مثل الولاية التكوينية ...!!!!

تحياتي لكم أخي الفاضل
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

السيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 40
اشترك في: الأربعاء مايو 09, 2007 5:28 pm

Re: كما يُريدُ الله.. لا كما نُريد

مشاركة بواسطة السيل »

أدب الحوار كتب:بسم الله الرحمن الرحيم

العبادة هي الاستقامة على طريق الشريعة، ومعنى ذلك أنَّ الإنسان ينصاع لأمر الله تعالى تقرُّباً إليه.. ومن خصائص العبادة أنَّها لا تتمُّ إذا كانت بالصورة التي يختارها الإنسان، لا بالصورة التي يختارها الله تعالى.. ومن هنا قيل: إنَّ العبادات توقيفيَّة؛ أي أنَّنا لا نملك حقَّ التصرُّف في صورتها وهيئتها، بل يتحتَّم علينا الامتثال لأمر الشارع فيها جُملةً وتفصيلاً..

قال تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (هود: 112 )

وهذا ليس في مجال العبادة فقط، بل في مجال الاعتقاد أيضًا، قال تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (القصص: 68 )

إنَّ إبليس لم يكن يرفض عبادة الله تعالى، ولكنه كان يريد أن يَعبُد اللهَ لا من حيث يريد الله، بل من حيث يريد إبليس عليه لعائن الله؛ فقد أراد الله أن يعبده إبليس والملائكة من خلال ولاية خليفته آدم عليه السلام، فاستكبر إبليس، وطلب أن يعبد الله من غير الخضوع لكعبة الولاية (آدم عليه السلام)، فلم يقبل الله منه، وسمَّاه كافرًا (البقرة 34 ، ص74 ، الإسراء 27 ) ؛ لأنَّه كفر بالولاية..

وفي الحقيقة هذا هو المعنى العميق في قوله تعالى: (وَأتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) (البقرة: من الآية 189 ).. (انظُر: المحاسن 1 : 224 ، تفسير فرات : 142 ، تفسير العياشي 1 : 86 )

جاء عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (أُمر إبليس بالسجود لآدم فقال: يا رب وعزّتِك إن أعفيتني من السجود لآدم؛ لأعبدنَّك عبادةً ما عبدك أحد قط مثلها . قال الله جل جلاله: إنِّي أُحبُّ أن أُطاع من حيث أ ُريد) . (بحار الأنوار 2 : 262 )

وهذا هو معنى ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال: (لا يُقبَل قولٌ إلاَّ بعمل، ولا يُقبَل قولٌ وعملٌ إلاَّ بنيَّة، ولا يُقبَلُ قولٌ وعملٌ ونيَّةٌ إلاَّ بإصابة السنَّة) . (البحار 2 : 261 )

قال العلامة المجلسي: (القول هنا: الاعتقاد، أي لا ينفع الإيمان والاعتقاد بالحق نفعًا كاملاً إلاَّ إذا كان مقروناً بالعمل، ولا ينفعان معاً أيضاً إلاَّ مع خلوص النية عما يشوبها من أنواع الرياء والأغراض الفاسدة، ولا تنفع الثلاثة أيضاً إلاَّ إذا كان العمل مُوافِقاً للسُّنة ولم تكن بدعةٌ، والسنة هنا مقابل البدعة، أعمُّ من الفريضة) .

والحمد لله رب العالمين.
اخي ادب الحوار

لي تعليقات على موضوعكم السالف من عدة اوجه هي :-

1-تعريف العبادة الذي ذهبت اليه ليس دقيقا ولعله تعريف شخصي لمعنى العبادة .

2-خلطت اخي بين العبادة التي قمت بتعريفها وبين العبادات المصطلح الفقهي .


3-م تحدد ماهو الفرق البيّن بين مايريده الله تعالى وما يريده الانسان حيث قلت "....أنها لاتتم اذا كانت بالصورة التي يختارها الانسان لابالصورة التي يختارها الله تعالى " فالقران الكريم قد يأتي بلفظ الجلالة للدلالة على الناس والمجتمع .

4-كلامك في كيفية ارادة الله ان يعبده ابليس والملائكة من خلال ولاية آدم صلوات الله عليه فيه حصر لكل انواع العبادة منهم ان تكون من خلال ولاية ادم صلوات الله عليه وهذا تجاوز منك اذ المراد من ذلك التكليف هو الخضوع لامر الله تعالى هنا في هذا الامر بالذات مثل الخضوع لامره تعالى في غيره , فليس المطلوب من عبادة ابليس والملائكة كلها ان تكون محصورة في ولاية آدم صلوات الله عليه . فهذا المغزى الذي اردت الذهاب اليه مقدماته غير صحيحة .


5-الكفر له معان عدة ومحورها الجحود والانكار ويقينا ان ابليس جاحد لنعمة الله عليه وعاص له سبحانه .
ذلك اهم مارأيت ان اعقب به على موضوعك اخي ادب الحوار .

على ان الموضوع مبتور اذ لابد ان تكون له غاية وغايته غير واضحة فيما كتبتم .

واما اساس الفكرة من حيث هي لامن حيث طريقة تعبيركم عنها فصحيحة .

وشكرا

أدب الحوار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 112
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 19, 2006 12:34 pm

مشاركة بواسطة أدب الحوار »

عزيزي محمد الغيل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سيدي الكريم.. واسمح لي بما يلي من التعليقات على ما تفضلت به:
1 ـ كون موضوعي له بعد سياسي؛ فلأن الولاية في بعض أبعادها تحتضن السياسة وما فوق السياسة..
2 ـ الاستنابة إذا لم تكن بمعنى أن يكون النائب مُغنيًا بتمام المعنى عن المنوب عنه، فإن توفُّره على جميع الصفات التي يتوفر عليها المنوب عنه لا يكون شرطًا في صحة النيابة.. والزمن ـ طال أم قصر ـ لا يؤثر في نيابة من هذا القبيل..
3 ـ الفيض الرباني (اللطف) لا تتحدد معالمه في دائرة الحضور المشهود فحسب، بل تمتد خيوطه النورية إلى آفاق الحضور المُغيَّب، ومن هنا فإن نفي اللطف بسبب الغيبة غير وجيه.. على أن اللطف الذي تعتقده في ضوء معتقدك في الإمامة يتوفَّر من خلال تطبيق نظرية ولاية الفقيه؛ إذ نظرية ولاية الفقيه هي بعينها نظرية الإمامة عند الزيدية بفارق عدم اشتراط السيادة..
4 ـ تحديدك للحكمة من الاصطفاء في دائرة إقامة أحكام الله في الأرض هو ما يجعلك تتصور انتفاء الحكمة في ظل الغيبة، والتحديد غير صحيح في نظرنا، فراجع نظرية الإمامة عند الإمامية.. ثم إننا إذا افترضنا لزوم الإشكال؛ فإنه لا فرق بين طول المدة أو قصرها، وبناء عليه: يُنقض عليكم بحصول الغيبة أو فقدان الإمام عندكم في العديد من الأزمنة، وزماننا هذا منها..
5 ـ ما مرَّ به الإمامية من معاناة كان بسبب غياب القيادة الفاعلة في الساحة، ولم يكن ناتجا من خلل في فهم نظرية الإمامة، في حين أن الذي عانى منه إخواننا الزيدية من معاناة كان جراء نظريتهم في الإمامة، ولا أدل على ذلك من الحروب التي نشبت بين أكثر من إمام، واختلاف الأئمة في التفسير والعقائد.. الأمر الذي يدل على أن الخلل في التوجه الزيدي كان نابعا من صميم عقيدتهم في الإمامة، بخلاف إخوانهم الإمامية..
6 ـ وجود الإمام هو اللطف، ولم يقل أساطيننا أن وجوده بنحو معين هو اللطف، والحضور وجود بنحو معين.. فلا يلزم من انتفاء هذا النحو من الوجود انتفاء اللطف من رأس.. كما أن نصب الله تعالى الإمام هو اللطف، وكون العباد لم يقبلوا هذا اللطف وعملوا بما أدى إلى رفع مقتضاه ـ إن قلنا بارتفاع مقتضاه ـ لا ينفي وقوع اللطف واقعًا، اللهم إلا أن العباد لم يُفيدوا منه لسوء اختيارهم..
7 ـ متى حمَّل الإمام الخميني نظرية ولاية الفقيه ما لا يطاق من الشطحات ـ على حد تعبيرك ـ مثل الولاية التكوينية..؟!! أعتقد أنك أخطأت في نسبة هذا إلى الإمام الخميني..
هذا ما تيسَّر للعبد الفقير تحريره..
ولك مني كل المحبة والتقدير..

أدب الحوار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 112
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 19, 2006 12:34 pm

مشاركة بواسطة أدب الحوار »

عزيزي السيل

سيلك المتدفق لم يعتن بالمعاني والغايات بقدر ما اعتنى بالألفاظ والعبارات..

ولك مني جزيل الشكر والتقدير..

السيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 40
اشترك في: الأربعاء مايو 09, 2007 5:28 pm

تعقيب

مشاركة بواسطة السيل »

اخي الكريم ادب الحوار

فصلك بين المعاني والالفاظ فيما اوردتَ لم ادركه
فلم يكن تعليقي حول جزالة الالفاظ ولا حول تنافر الحروف او الكلمات ولا حول الاسهاب او الاختصار

انما كان حول مقصودك من المقال وهذا كلام عن المعنى المقصود من مقالتك

لاادري اخي وبوضوح ماهو المقصود من هذه المقالة

الفكرة صحيحة "كما يريد الله لاكما نريد نحن " وقد قلتُ ذلك في اخر الرد

لكن ماهو الذي يريده الله سبحانه وتعالى وانت تقصده من مقالتك
فالله سبحانه يريد منا الصلاة والصيام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعدل والمساواة والحرية

اخي العموميات لايخرج الانسان منها بنتيجة ايجابية بل قد تكون اثارها سلبية خصوصا عند تطبيقها على الجزئيات والتوضيح والبيان اسلم .

دمت بخير

أدب الحوار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 112
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 19, 2006 12:34 pm

مشاركة بواسطة أدب الحوار »

عزيزي السيل..

الغرض من المقال هو ترسيخ مبدأ الانصياع لأمر الله تعالى، مهما كان ذلك الأمر، وفي أي مجال كان.. وتطبيق هذا المبدأ السامي على المكلِّف نفسه، وليس هناك من داع إلى تعديد مصاديق ذلك.. ومع ذلك فقد ورد في متن الموضوع أحد تطبيقات هذا المبدأ، وهو الانصياع لولاية من أمر الله بولايتهم، وعدم تقديم خيار النفس على ما يختاره الله تعالى من أولياء..

لك مني كل المحبة والتقدير..

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم

الحمد لله قلتم :
1 ـ كون موضوعي له بعد سياسي؛ فلأن الولاية في بعض أبعادها تحتضن السياسة وما فوق السياسة..

متفقين على أن الولاية لها عموم لكن ما هو الذي فوق السياسة ؟؟؟ هل تعني التشريع وما اليه ؟؟؟
ـ الاستنابة إذا لم تكن بمعنى أن يكون النائب مُغنيًا بتمام المعنى عن المنوب عنه، فإن توفُّره على جميع الصفات التي يتوفر عليها المنوب عنه لا يكون شرطًا في صحة النيابة.. والزمن ـ طال أم قصر ـ لا يؤثر في نيابة من هذا القبيل..


لعلها مغيبا :) بمعنى ان له حضور

هنا لي سؤال هل المكلف مخاطب بهذا الايمان الغيبي الذي له حضور غائب ؟؟؟ اذا فما طريقه اليه .... هل الصفة أم الذات أم هما معا ...؟؟؟؟

ولما لم يغب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكتفي بالنواب الذي كانوا من بعده فمقامه عند الله وعند خلقه ارفع من مقام الغائب (عج) كما هو معلوم فهو الاجدر بهذه الغيبة وهو الاجدر بهذا المقام ؟؟؟

وقلتم : " فإن توفُّره على جميع الصفات التي يتوفر عليها المنوب عنه لا يكون شرطًا في صحة النيابة"

هذه دعوى لم يكن لها اي ظهور في غير غائبكم (عج) فإن كانت في غيره من ائمة المسلمين وقادتهم فاضرب لي مثلا تعامل به المسلمون بنحو هذا الدعوى منذ قيام الدولة الاسلامية بقيادة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وحتى يومنا هذا ؟؟؟

ـ الفيض الرباني (اللطف) لا تتحدد معالمه في دائرة الحضور المشهود فحسب، بل تمتد خيوطه النورية إلى آفاق الحضور المُغيَّب، ومن هنا فإن نفي اللطف بسبب الغيبة غير وجيه.. على أن اللطف الذي تعتقده في ضوء معتقدك في الإمامة يتوفَّر من خلال تطبيق نظرية ولاية الفقيه؛ إذ نظرية ولاية الفقيه هي بعينها نظرية الإمامة عند الزيدية بفارق عدم اشتراط السيادة..


لا يسلم ابدا فنعدام اللطف قائم ولا طريق لكم اليه سوى الاحلام والمرائي كما في مروياتكم وهي في الحقيقة لا تسمن ولا تغني من جوع اذ لو اعتمد عليها الامام الخميني قدس سره لما قامت لكم قائمة .... فتأمل

وقولكم : "على أن اللطف الذي تعتقده في ضوء معتقدك في الإمامة يتوفَّر من خلال تطبيق نظرية ولاية الفقيه؛"

إن كانت ولاية الفقيه تعني الامامة عندنا فقد خرجتم ولله الحمد من مذهبكم وهذا عين ما يراه الكثر من الذين تركو ا مذهبكم الى دين الشورى ك " احمد الكاتب" أو الى مذاهب اخرى لامجال لذكرها الآن ... فتأمل
تحديدك للحكمة من الاصطفاء في دائرة إقامة أحكام الله في الأرض هو ما يجعلك تتصور انتفاء الحكمة في ظل الغيبة، والتحديد غير صحيح في نظرنا، فراجع نظرية الإمامة عند الإمامية.. ثم إننا إذا افترضنا لزوم الإشكال؛ فإنه لا فرق بين طول المدة أو قصرها، وبناء عليه: يُنقض عليكم بحصول الغيبة أو فقدان الإمام عندكم في العديد من الأزمنة، وزماننا هذا منها..
لا ابدا لكن غياب الامام يعني انقطاع الاصطفاء وبتالي يعني انتهاء التكليف لذا فعندنا البديل المؤقت والذي يعرف ب ((((((((((((منصوب الخمسة )))))))))) في حال عدم الامام أو في حال تقاعس من تقاعس منَّأ عن القيام باعباء الامامة .

واعلم ان الائمة عندنا على قسمين :

إمام علم وإمام علم وجهاد وهو الافضل عند الله ...!

ولله الحمد الى الآن لم نرَ اي نقطاع في القسم الاول و نحن لله الحمد ننعم بإمامة امام العلم في زمننا هذا والذي يقوم بدور هام وخطير كما تعلم اذ يكفل للمدرسة حفظ تراثها وتعليم اجيالها فمدرستنا ولله الحمد تنتج وتثمر انواعا من الائمة بخلاف مدرستكم التى لها ثمر واحد فتأمل

ما مرَّ به الإمامية من معاناة كان بسبب غياب القيادة الفاعلة في الساحة، ولم يكن ناتجا من خلل في فهم نظرية الإمامة، في حين أن الذي عانى منه إخواننا الزيدية من معاناة كان جراء نظريتهم في الإمامة، ولا أدل على ذلك من الحروب التي نشبت بين أكثر من إمام، واختلاف الأئمة في التفسير والعقائد.. الأمر الذي يدل على أن الخلل في التوجه الزيدي كان نابعا من صميم عقيدتهم في الإمامة، بخلاف إخوانهم الإمامية..


القيادة الفاعلة اذا غابت بالفعل كانت النتائج كارثية و مأساوية ولي هنا مدخل في شكل سؤال متى ظهرت نظرية ولا ية الفقيه ؟؟؟ اعني في اي تاريخ بالضبط ....!! ولما يحاربها الكثير من مراجع الامامية ؟؟؟ وهل لديكم نظريات اخرى في هذا المجال ؟؟؟ ومتى كان تاريخ استخراجها ؟؟

أما عن الاخلافات التى كانت بين من ذكرت من ائمتنا فعندي ان واحد ا منهم على الحق والاخر باغي على امام الحق هالك إن لم يتب الى الله وهذا يا اخي لا يدل على فساد النظرية بل يدل على فساد من حمل النظرية بدون بصيرة أو صدق فتأمل

اكتفي يهذا والى لقاء بعد ان ترد اخي ....!!

تحياتي لك والسلام عليكم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“