بل "شعر المرأة" ليس بعورة ...

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
الحميدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الخميس إبريل 19, 2007 10:05 pm

بل "شعر المرأة" ليس بعورة ...

مشاركة بواسطة الحميدي »

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..

هذا موضوع كان رداً على موضوع "الحجاب" على هذا الرابط

http://www.al-majalis.com/forum/viewtop ... sc&start=0

للأخ "عصي الدمع"..

وحبذت أن افرد لها موضوعاً لأهميتها...



أسعد الله أوقاتكم جميعاً بكل خير ..

لقد أصاب الأخ "نشوان الحميري" _زاده الله علماً وفقهاً_ بقوله أن "شعر المرأة ليس بعورة"..

وفي الحقيقة لم يصح بذلك خبراً ..و لا يساعد في ذلك منطوق آية ..

فقوله تعالى : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) ..

لا يُفهم منه وجوب "الخمار" وإنما وجوب ستر الجيب .. نعم أن كان ستر الجيب لا يتم إلا بخمار , فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ..و قد تواتر الخبر في أن "الخمار" كان عادة قبل ذلك ...إذا فالحكم الطارئ في هذه الآية هو "وجوب ستر الجيب" ..

ولو أني قلت لرجل في وجهه "أثر ما" غطي وجهك عن الناس "بشماغك" فغطاه برقعة أخرى ..لما جاز لي أن أنكر عليه ..لأنه لم أقم نص على خصوصية "شماغه" , وإنما غاية ما في أمري ستر الوجه كيفما تحقق ..فإن أردت قصرها على الشماغ فلا بدل من دليل مخصص .. ولو افترضنا جدلا وجوب الخمار ..فهذا أيضاً لا يقتضي تغطية "الشعر" ..فالخمار غطاء الرأس وليس بالضرورة أن يغطي كل الشعر .. فلو أن امرأة "خليجية" وضعت على رأسها "خماراً" وقد كشفت مقدمة شعرها ..لما جاز الإنكار عليها بهذه "الآية" ..لأن ما تضعه على رأسها _وإن لم يغطي كل شعرها _ يسمى "خماراً" . وكذلك ما تفعله بعض "الصعيديات" من تغطية كل الرأس , وإخراج الضفيرتين ... فهنا تحقق "الخمار" و كشف الشعر معاً ..

ثم لو كان "الخمار" حكماً تعبدياً لوجب على الجميع , ولم تستثنى منه "الإيماء" ذاك أن الأصل في الأحكام الشمول لا التخصيص بطائفة دون أخرى ..
أيضاً قوله تعالى بعد ذلك : ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) ..فهل يقول أحد بأن الشعر "زينة باطنة"؟ ..وإذا كان كشف الوجه جائزاً لهذه الآية , فلماذا لا يُلحق "الشعر" بالوجه , لا سيما و أن الشعر ليس عضواً قائماً بذاته ..؟!!

الشَعْر فى الحضارات القديمة:-

نشأ لدى المصريين القدماء, منذ عصور موغلة فى القدم, اعتقاد ـ صدر عن فكر غيبى ـ بأن شعر الإنسان هو مظهر القوة ورمز الافتخار, ولما كان الكهنة هم الذين يدخلون وحدهم قدس الأقداس فى المعابد, كما أنهم يهبون كل حيواتهم للإله فيعيشون ويقيمون فى هذه المعابد, فقد صار من طقوسهم الدينية أن يحلقوا رؤوسهم تمامًا, دليلاً على الضعف و رمزًا للاتضاع أمام الإله, وفى كل حركاتهم وسكناتهم, خلال أنشطة الحياة المختلفة.

ولذات المعانى اعتاد المصريون القدماء جميعًا ـ رجالاُ ونساءًا ـ أن يحلقوا شعورهم كلية, إظهارًا لضعفهم أمام الإله وتعبيرًا عن الخضوع والاتضاع فى كل تصرفاتهم, وكان الرجال يضعون على رؤوسهم أغطية من القماش تقيهم وهج الشمس وتحميهم من حرارتها, بينما كان النساء يضعن ـ لذات الغاية وللتزيين ـ غطاء مصنوعًا من الشعر المستعار, هو الذى يُعرف باسم " الباروكة".

وقد تسرب فكر قدماء المصريين إلى أنحاء كثيرة من العالم وإلى حضارات مختلفة متباعدة, فكان رجال الدين المسيحى ـ فى العصور الوسطى ـ يحلقون شعور رؤوسهم كما أن المهنة البوذيين والهندوسيين ما زالوا حتى العصر الحالى يفعلون نفس الشئ: ربما إدراكًا منهم لفكرة المصريين القدماء فى حلق شعر الرأس, أو اتباعًا لأمر صار عادة عندهم, كما صار شارة لوضعهم الدينى ومركزهم الروحى.

وعندما حضر يوليوس قيصر ( 120 ـ 44 ق.م. ) من روما إلى مصر, تأثر بالفكرة, فلما أن غزا أرض الغال ( فرنسا ) ولاحظ أن أهلها يرسلون شعورهم أمر بقصها تدليلاً على خضوعهم لسلطانه.

الشعر فى اليهودية:-

لأن موسى عليه السلام ( القرن الثالث عشر قبل الميلاد ) كان قد نشأ ورُبِى فى مصر فقد تأثر بفكر وحضارة قدماء المصريين, وعندما خرج من مصر مع العبرانيين ( اليهود ) وبعض المصريين, كانوا جميعًا ينتهجون نهج قدماء المصريين فى أشياء كثيرة, منها ضرورة عدم إظهار شعر الرأس أمام الإله تدليلاً على الخضوع والخنوع, ولما كان هؤلاء العبرانيون قد تأثروا ـ مع الوقت ـ بعادات الآسيويين من إرسال الشعر وعدم حلقه كالمصريين القدماء, فقد واسطوا ( العبرانيون ) بين الأمر, فصاروا يرسلون شعورهم ـ ولا يحلقونها ـ ثم يعمدون إلى تغطيتها عند الصلاة ـ حيث الوقوف فى حضرة الإله ـ فكان الرجال يضعون على رؤوسهم " طواقى " بينما كان النساء يضعن الأخمرة على رؤوسهن أثناء الصلاة, أو عند الدخول إلى المعبد.

وحتى العصر الحالى فإن اليهود المتدينين يضعون الطاقية على الرأس أثناء وجودهم فى المعابد أو أثناء الصلاة أو عند القيام بمهام دينية, بينما تضع النساء الخمار فى هذه الحالات.

بل زاد المتطرفون وأصبحوا يضعون الطاقية فوق رؤوسهم فى كل حين, وخلال سيرهم فى الشوارع, وقد يدعى بعضهم أنه أمر دينى وليس وضعًا سياسيًا يقصد إلى أن من يلبس الطاقية يهودى متزمت وهو بذاته نفس الحال فيما يتعلق بالخمار عند المسلمات.

الشعر فى المسيحية:-

لم يتكلم السيد المسيح عن الشعر ـ بالنسبة للرجل والمرأة ـ على الإطلاق, ربما لأنه عُنى بالجوهر لا بالمظهر, وركز على القلب والضمير لا الشكل والمظاهر.

لكن بولس الرسول تناول مسألة شعر الرأس فى رسالته إلى أهل كورونثوس فقال: { كل رجل يصلى أو يتنبأ وله على رأسه شئ يشين رأسه. وأما كل امرأة تصلى أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها .. إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليُقَص شعرها .. هل يليق بالمرأة أن تصلى إلى الله وهى غير مغطاة .. } [ الأصحاح الحادى عشر: 4 ـ 14 ].

ومفاد كلام بولس الرسول أنه لا ينبغى للمرأة أن تصلى لله ورأسها غير مغطى, أى دون تغطية الشعر, أما الرجل فيمكنه ذلك ـ وبهذا يكون بولس الرسول قد تأثر بعادات مجتمعه الرمانى من أنه يمكن للرجل أن يصلى دون أن يغطى شعر رأسه, لكنه ظل متمسكًا بالعادة اليهودية من أنه لا يجوز للمرأة أن تصلى لله دون أن تضع على رأسها غطاء وهو الخمار, كما أنه رأى أن هذا الغطاء بديل عن حلق أو قص شعر المرأة, فإذا لم تضع المرأة الخمار على شعرها عند الصلاة فالأجدر أن تقص هذا الشعر لتذللها لله وإخضاعها لعزته.

فشعر المرأة, فى المسيحية واليهودية, وفى غيرهما, لايعد عورة, لكنه يعتبر رمزًا للقوة ومظهرًا للاعتزاز, وينبغى على الرجل والمرأة, فى اليهودية, وعلى المرأة وحدها, فى المسيحية, تغطية شعر الرأس عند الصلاة لله إظهارًا للخضوع لعزته وعلامة على الاتضاع أمامه, فإذا لم تضع المرأة الخمار عند الصلاة, فالبديل هو قص أو حلق شعرها على عادة قدماء المصريين.


ودمتم
[/url]

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,

يا أخي الكريم .. توصيفك للحكم الشرعي مع نقصه ركيك باطل والمقبول منك عند التأهل أن تجتهـد بالترجيح بين الأحكـام باعتماد الدليل الشرعي .. أما أن تخترع حُكماً شرعياً مستقلاً بفهمك ومخالفاً بذلك العلماء بل والمسلمين أجمعين أكتعين أبصعين .. فهذا أمرٌ مرفوض وهو في دين الله عظيم لأنه إخبار عن حكم الله تعالى بالخلاف .

إن شعر المرأة المسلمة الحرة المتصـل هو من العورة قطعاً , ولا يرفعها في غير المحرم إلا عقد التملك للخادم (على خلاف). وذلك بإجماع أهل الإسلام وبدلالة الأدلة المتكاثرة كأحاديث وجوب ستر الشعر في فريضة الصلاة.

فإن الصحيح في ضابط العـورة هو : ما يجب ستره في الصلاة .
ويدخل في ذلك شعر المرأة وبدنها بالإجماع . عدا الوجه والكفين , وقيل القدم على خلاف.

أما خلطك بجعل العورة : هي ما يجب ستره عن الأجنبي . فهو غير صحيح .. وأنت ترى كيف أن جمهور الفقهـاء أوجبوا ستر الوجه والكفين مع أن الإجماع على أنهما ليسا بعورة ..
ففرق إذن بين العورة وواجب الستر فبينهما عموم وخصوص , فكل عورة يجب سترها على الأجنبي ولا عكس. والتخليط بينهما مشكل.
وحتى عند من قسّم العورة : إلى عورة مطلقة , وعورة مضافة . لم يقـل بما فهمتَه من حد العورة , ولم يخرج الشعر منها.
هذا من ناحية المعنـون .


- أما من ناحية نقاشك في دلالة الآية الكريمة , فهو ضعيف جداً وقد حاولتُ تفهم تركيبك الغريب للموضوع بجهد:
فأنت عندما تكلمتَ عن عدم وجوب الخمار .. فرقت بين الشماغ والخمار بلا فـارق , ثم جعلت الفرق العدمي هذا دليلاً على عدم الوجوب .. ! . . مع أن كل ما خمرت أي غطت المرأة رأسها يُسمى خماراً !. فما هذا التركيب؟

ثم تقول (إن الخمار وإن وجب فلا يقتضي تغطية الشعر لأنه غطاء الرأس لا الشعر) !! : وهذا ساقط بدأً باللغة العربية الشريفة .. فإن الرأس لفظ مستعمل ويراد به هنا الشعـر لا الجمجمة و(النافوخ!!) فحسب , وما فائدة الأمر بالخمـار أصلاً إن كان شعر المرأة كشعر الرجل ليس بعورة ؟! وهل الزينة المأمور إخفاءها في الآية هي عظم الجمجمة أم شعر المرأة ؟؟
كلام غريب غريب .. واستدلالك بفعل التكشف من أخواتنا (الصعيديات الجدعات) أغرب .

ثم تقول (أنه لو كان حُكماً تعبدياً لم تستثنى الإيماء) !! , وهذا تركيب لا يقوله طالب علم .. فإن أقل ما يمكنك قوله أن الأمر في الآية مصروفٌ من الوجوب إلى الاستحباب بدليل كذا .. أما أن تُنكر رأساً أن يكون حكماً تعبدياً بعد ورود الآية باللام الآمرة بضرب الخُـمر .. فهذا ما تلجم به القراء لأن القاعدة المعروفة أن الأصل في الأمر الوجـوب . فكيف أخرجته من دين الله تعالى بالكلية؟!.
ثم كيف تسوي بين عورة الحرة والأمة ؟؟ , ذلك أن الآية في حرائر المسلمات بالإجماع وأحكامها تدلك على ذلك , أما الأمة فلها أحكام خاصة فعورتها ما بين السرة إلى الركبة ولا قياس .. وإلا هل ستقول إن صـدر الحـرة وظهرها وذراعاها ليست بعورة؟

ثم تقول : (فهل يقول أحد بأن الشعر زينة باطنة؟) .. نعم قال الفقهاء : أن الشعر زينة .. وباطنة بتخمير الخمار .. وفي اللغة العربية الشريفة تجد الفرق بينهما فالوجه والكفين والقدمين تُسمى لغةً معاري ومحاسر المرأة عند العـرب , بخلاف الشعر (انظر لسان العرب مادة عرا).

وقولك : (فلماذا لا يُلحق الشعر بالوجه).
فالجواب: أن جواز كشف الوجه هو للحاجة , من معرفة هويتها عند المعاملة, أما الشعر فلا حاجة في كشفه.
مع أن الهدف هو البحث عن حكمة الشارع لا تقرير حكمه , لأن الحكم منتهي بصريح الآية.



- أما كـلامك في ربط فرضية الخمار بالعقائد اليهودية فهو قبيـح وغير مهذب كتعقيب حواري ..

- أخيراً .. الدين النصيحة ونصيحتي أخي الحميدي أن تبحث أكثر وتعرض ما تكتبه على طلبة العلم الموثوق بهم قبل النشـر لخطورة الكلام في فقهنا الإسلامي المعظّم بلا مرجعية.


نسأل الله التوفيق والهداية . والحمد لله ,,
آخر تعديل بواسطة الشريف العلوي في الخميس مايو 03, 2007 7:38 am، تم التعديل مرة واحدة.

الحميدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الخميس إبريل 19, 2007 10:05 pm

مشاركة بواسطة الحميدي »

حياك ,و بياك يا الشريف "الشريف العلوي"...

وأشكر لك هذه المداخلة الجميلة , المبطنة بشيء من العتب الأدبي ..



واجعلني أختلف معك بما يلي :



قلت _لا فض فوك_ : (إن شعر المرأة المسلمة الحرة المتصـل هو من العورة قطعاً )..

ما هو الدليل الذي لا شبهة على أن "شعر المراة عورة" ؟

قلت : (فإن الصحيح في ضابط العـورة هو : ما يجب ستره في الصلاة .
ويدخل في ذلك شعر المرأة وبدنها بالإجماع . عدا الوجه والكفين , وقيل القدم على خلاف. )

من حدد "الضابط" ؟

و نحن نناقش العورة خارج الصلاة , لا داخلها ...ولا يخفاك الخلاف بين الأمرين ...


قلت : ( أما خلطك بجعل العورة : هي ما يجب ستره عن الأجنبي . فهو غير صحيح .. وأنت ترى كيف أن جمهور الفقهـاء أوجبوا ستر الوجه والكفين مع أن الإجماع على أنهما ليسا بعورة .. )


الجمهور لا يرون تغطية الوجه ...

ولا عبرة أيضاً بقولهم أين "الدليل" يا سيدي ...و بأي حق يحرمون ما لم يقم نص على تحريمه ؟



قلت : ( فأنت عندما تكلمتَ عن عدم وجوب الخمار .. فرقت بين الشماغ والخمار بلا فـارق , ثم جعلت الفرق العدمي هذا دليلاً على عدم الوجوب .. ! . . مع أن كل ما خمرت أي غطت المرأة رأسها يُسمى خماراً !. فما هذا التركيب؟ )


من قال أني فرقت بينهما .. وإنما قلت ان الشماغ الذي هو غطاء الرأس , متحقق المعنى و أن لم يغطي الشعر ... وكذلك الخمار , فإن وضعته على رأسها وكشفت مقدمة شعرها ..فما عليها خمار ..حتى يقوم نص بتخصيص "معناه" وحدوده ..! أو أنت ماذا تسمي ذلك الشيء الذي يغطي رأس المرأة , ويكشف عن خصلة من شعرها ؟!

أما الزي الذي كان في ذلك الوقت فلا عبرة به ..لا سيما انه تبين لنا ان الخمار كان قبل نزول آية "الزينة" في سورة النور .. والحكم المراد هو تغطية "الجيب" لا اكثر ..


قلت :

( وهذا ساقط بدأً باللغة العربية الشريفة .. فإن الرأس لفظ مستعمل ويراد به هنا الشعـر لا الجمجمة و(النافوخ!!) فحسب , وما فائدة الأمر بالخمـار أصلاً إن كان شعر المرأة كشعر الرجل ليس بعورة ؟! وهل الزينة المأمور إخفاءها في الآية هي عظم الجمجمة أم شعر المرأة ؟؟
كلام غريب غريب .. واستدلالك بفعل التكشف من أخواتنا (الصعيديات الجدعات) أغرب . )

ما هو الدليل على أن "الشعر" هو المراد "تغطيته" ؟ حتى لو افترضنا أن "الخمار" يجب أن يغطي (كل) الشعر ؟ ..

ولو أن هناك امراة لا شعر لها , هل يلزمها "الخمار" إذ غاية ما فيه وجوب ستر "الشعر" كما ترى ؟

وقولك أن "الرأس" في اللغة يعني "الشعر" لا يستقيم ..ففي الحديث حول وضع السجود على الأطراف السبعة , وذكر منها الرأس ..وحتما لا يُقصد به "الشعر" ..!


قلت : (فهذا ما تلجم به القراء لأن القاعدة المعروفة أن الأصل في الأمر الوجـوب )..

الأصل في لفظ "الامر" التوقف حتى تأتي قرينة تصرفه للوجوب أو للإباحة ..راجع "المستصفى" للغزالي ..فقد رد على من يرى أن لفظ "الأمر" يصرف للوجوب ابتداءاً .. وقد أصاب فيما ذهب إليه ..



قلت : (وإلا هل ستقول إن صـدر الحـرة وظهرها وذراعاها ليست بعورة؟ )

و ما يجعلك تظن أني سأقول ذلك ؟ ...إنما على المرأة أن تستر جيبها ثم "تدني" لباسها مروراً "بعورتها المغلظة"_لأنها "جيب" أيضاً"_ انتهاء بساقها لقوله : ( ولايضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) ... و أنما يراد "بالزينة" مكانها ..كقوله ( ولا تقربوا الصلاة) أي مواقعها ..

وهذا ما تعضده الأدلة ...




قلت : ( نعم قال الفقهاء : أن الشعر زينة .. وباطنة بتخمير الخمار .. وفي اللغة العربية الشريفة تجد الفرق بينهما فالوجه والكفين والقدمين تُسمى لغةً معاري ومحاسر المرأة عند العـرب , بخلاف الشعر (انظر لسان العرب مادة عرا). )


إذن سيقول قائل الوجه زينة باطنة , بسدل "الخمار" على الوجه .. و اليدين زينة ظاهرة , ولكنها باطنة بلبس القفازين .. و الثياب زينة ظاهرة , باطنة لما يغطيها من السماء .. والسماء ظاهرة , باطنة لما يعتليها من سماء ثانية ..وهلما جرا ..

يا سيدي ...الزينة الظاهرة هي الأطراف من جسد المراة ... وجاء في صحيح البخاري ان الرجال والنساء كانوا يتوضوؤون من الإناء الواحد ...

و إنما وجب ستر الجيب , وما نزل ..ومشكلة بعض المفسرين والفقهاء في جميع العصور الإسلامية إلى عصرنا (مع استثناءات قليلة)، كانوا وما يزالون يربطون معاني القرآن بـ"معهود العرب" ذاك، دون أن يعطوا كبير اعتبار –إلا القليل منهم- للحقيقة التاريخية التالية وهي أن كثيرا مما كان من "معهود العرب" قد صار في عصرنا غير مطابق لما حصل من تطور في المجتمعات العربية والإسلامية، وفي العالم بأسره، فإنهم قد تكلموا في الحجاب كلاما تقيدوا فيه بمرجعية "معهود العرب" قبل الإسلام، وكأنه "المعهود الخالد" خلود القرآن، والذي وحده يفسر أحكام الدين وبالتالي لا يجوز الخروج عنه ولا مناقشته. وفي الفقرة التالية نموذج يبين كم كان المفَكَّر فيه عند الفقهاء محكوما بعادات العرب و"أخلاقياتهم" قبل الإسلام.

قال شيخ الإسلام بالمغرب المرحوم محمد بلعربي العلوي أحد كبار علماء القرويين في الثلاثينات والأربعينات ومؤسس الحركة السلفية الجديدة بالمغرب، وأحد القادة المكافحين ضد استعمار الفرنسي سئل في أواخر الأربعينات عندما أخذ السفور ينتشر ويجد تشجيعا من الحركة السلفية الوطنية، سئل عن رأي الدين في تخلي المرأة المغربية المسلمة عن الحجاب التقليدي (الجلابة) فقال: الأفضل اليوم أن تخرج المرأة بدون حجاب حتى تعرف في الشارع : زوجة من هي؟ وابنة من هي؟ وأم من هي؟ فلا يقترب أحد منها بأذى ولا تستطيع هي نفسها أن تتستر عن أي شيء يشين أخلاقها ويمس دينها... فالسفور اليوم هو أقرب من الحكمة، التي من أجلها كان الحجاب، من الحجاب نفسه.

يتبع ..

البدر الشهيد
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 58
اشترك في: السبت يوليو 10, 2004 10:11 pm
مكان: بوخارست

مشاركة بواسطة البدر الشهيد »

الحمد لله

السلام عليكم ورحمة الله

تحية طيبة لصاحب الموضوع كما هي أيضا لمن دخل معه في حوار ..!

نقاط أشير إليها أتمنى عليكم أن تكون محل اهتمام أيضا.

في كتاب الله المجيد " ولا تبرجن تبرج الجاهيلة "

وهذا النص وإن كان خاص بنساء النبي كما يذهب أليه البعض إلا أن الشارع صلى الله عليه وآله وسلم أب للجميع ويحب أن يرى بناته وبقية أفراد المجتمع المسلم الذين آمنوا به قد تحلو واتصفوا بنفس الميزة .

كما انه نهي عام عن التبرج وإظهار المحاسن والمفاتن

وهنا اطلب من أخي أن يفسر هذه الآية سابقة الذكر..
وليتبع منهج فهم المقاسط والنظر في الحكمة من ترك تبرج الجاهلية....!!!
وأتمنى عليه تجاهل منهج إثبات الأحكام نظرا لخطورة الموضوع ولما له من تأثيرات سلبية على من ليس لهن باع في علم الشريعة وهن كثر هذه الأيام ...
بل إن ما كتبت أنت في هذا الشأن أحد هموم الشابات المنفتحات مع التزام ديني معين .!

ولتعلم بارك الله فيك أن طلبي هذا ليس لضعف حجة عند أهل الأصول والذين لا يدينون الله بهذا المذهب أو ليس لغياب حجة عنهم فكما يعلم الله أن الحجة الأصولية موجودة الآن الجدال عن طريق هذا المنهج لن يفيد وغاية ما في الأمر أن يقال أن في هذه المسألة خلاف لم يقطع فيه بقاطع .

لكن الفقيه كل الفقيه يا سيدي وبحسب مفهومي اليوم هو من يخاطب الناس بحسب ما تمر به الأمة من ظروف ومقتضيات سياسية وفكرية .

اليوم نحن بحاجة للتمسك بمعالم الدين جملة بمعنى أن نعيش روح الدين وأن نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا والتي اقرها الدين ولم ينكر عليها .

فديننا لم ينكر على من التزمت بوضع الحجاب على رأسها خوفا على نفسها أو إقتداء بأمهات المؤمنين .

هذا

واعلم أن نبي الله آدم سلام الله عليه وولده إبراهيم سلام الله عليه قد حجا إلى بيت الله الحرام مكة
ما أريد أن أشير أليه أن حلق الرأس نسك من مناسك الحج فهو عبادة قديمة وليس اكتشافا مستمدا من حضارات إنسانية

كما أن تغطية شعر المرآة أمر تعبدي قائم بذاته دل عليه وجود أثاره المتبقية في الديانات السماوية والتي أهمها اليهودية والنصرانية " الحجاب الكنسي " والإسلامية أو ما يعرف بالحجاب الإسلامي

تأمل وفقك الله
وَدَّعَ الـصَـبـرَ مُـحِــبٌّ وَدَّعَـــك *** ذائِعٌ مِن سِرِّهِ مـا اِستَودَعَـك
يـا أَخــا الـبَـدرِ سَـنـاءً وَسَـنـاً *** حَـفِـظَ الـلَـهُ زَمـانــاً أَطـلَـعَـك

الحميدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الخميس إبريل 19, 2007 10:05 pm

مشاركة بواسطة الحميدي »

حبيبي " البدر الشهيد " زادك الله هدى


التبرج هو أن تُخرج المرأة زينتها ومحاسنها الخفيّة أمام الرجال. وأصل التبرج التكلف في إظهار ما يخفى. وقيل أنه في هذا الموضع هو: التبختُر والتكسُّر (وهذا داخل في المعنى السابق). وهذا يوافق تفسير السلف لهذه الآية.

أخرج ابن جرير الطبري في تفسيره (22|4) والحاكم في مستدركه (2|598) بإسنادٍ قوّاه ابن حجر في الفتح (8|520): عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: «كانت فيما بين نوح وإدريس ألف سنة. وإن بَطنَين من ولد آدم، كان أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن الجبل. وكان رجال الجبل صِباحاً، وفي النساء دَمامة. وكانت نساء السهل صِباحاً، وفي الرجال دمامة. وإن إبليس أتى رجُلاً من أهل السهل في صورة غلام. فأجر نفسه منه، فكان يخدمه. فاتخذ إبليس شيئاً من مثل الذي يزمر فيه الرُّعاء، فجاء فيه بصوتٍ لم يسمع الناس مثله. فبلغ ذلك من حَوله فانتابوهُم يسمعون إليه. واتخذوا عيداً يجتمعون إليه في السنة، فتتبرّج النساء للرجال، ويتزين الرجال لهن. وإن رجلاً من أهل الجبل هجم عليهم وهم في عيدهم ذلك، فرأى النساء وصَباحتهن. فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك. فتحولوا إليهن ونزلوا معهن، فظهرت الفاحشة فيهن. فذلك قول الله عز وجل: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}».

قال مجاهد: «كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال، فذلك تبرج الجاهلية». وقال قتادة: «إذا خرجتن من بيوتكن، وكانت لهن مشية وتكسّرٌُ وتغنّج، فنهى الله تعالى عن ذلك». فكل ذلك دلّ أنه لا يحِلّ للمرأة التبرج بأن تمشي بتكسّر وتغنّج أمام الرجال


اما قولك عزيزي أنه حكم ثابت لأن آثاره باقية من ديانات سابقة فهذا قول لا حجة فيه..

ذلك أننا لا نثبت احكامنا بناء على ما ورد لديهم , بل الأكيد انما ثبت لدينا هو "تحريف" ما لديهم ...اما أن وافق تراثهم ما اتى به نصاً صحيح لدينا ,فهذا مما يستشهد به على "صدق" ما لديهم ..

بمعنى : أن ما لديهم نجريه على "صحيح" ما لدينا فإن وافق , و إلا فلا ..


ثم يا عزيزي مسألة الشعر مما تعم به البلوى , لماذا لم يفرد لها ولو نص واحد .. آية "ما ظهر منها" تشمل الشعر ..

وهذا مما ألمح له "الطاهر بن عاشور" في تحريره ..


أما الفقهاء عموما فكانوا ابناء زمانهم ... و تحرير الأماء لم يتم إلا في العصر الحديث ..

وغاية مافي غطاء الشعر التفريق بين الحرة والأمة

قال شيخ الإسلام في الفتاوى (15|448): «قوله (قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) الآية، دليلٌ على أن الحجاب إنما أمر به الحرائر دون الإماء. لأنه خص أزواجه وبناته، ولم يقل وما ملكت يمينك وإمائك وإماء أزواجك وبناتك. ثم قال: ]ونساء المؤمنين[. والإماء لم يدخلن في نساء المؤمنين، كما لم يدخل في قوله ]نسائهن ما ملكت أيمانهن[ حتى عطف عليه في آيتي النور والأحزاب. وهذا قد يقال إنما ينبئ على قول من يخص ما ملكت اليمين بالإناث. وإلا فمن قال هي فيهما أو في الذكور، ففيه نظر. وأيضاً فقوله للذين يؤلون من نسائهم، وقوله ]الذين يظاهرون منكم من نسائهم[، إنما أريد به الممهورات دون المملوكات. فكذلك هذا. فآية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن. وآية الحجاب عند المخاطبة في المساكن. فهذا مع ما في الصحيح من أنه لما اصطفى صفية بنت حيى، وقالوا: "إن حَجّبها فهي من أمهات المؤمنين، وإلا فهي مما ملكت يمينه"، دَلّ على أن الحجاب كان مُختصّاً بالحرائر. وفي الحديث دليلٌ على أن أموّة المؤمنين لأزواجه دون سراريه». وقال كذلك (15|372): «والحجابُ مختصٌّ بالحرائر دون الإماء، كما كانت سُنّةُ المؤمنين في زمن النبي وخلفائه: أن الحُرَّةَ تحتَجِبُ، والأَمَة تبرُز. وكان عمر t إذا رأى أَمَةُ مُختَمِرة، ضرَبها وقال: "أتتشبهين بالحرائر؟"».

وأجمع المفسرون كلهم على أن الحجاب جاء للتفريق بن المرأة الحرة والمملوكة فقط. وأن الأَمَة لا يجوز لها الحجاب بعكس الحرة. واتفقوا على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك. وإليك بعض أقوالهم:

أخرج ابن جرير الطبري (#21865) من طريق سعيد بن بشير الأزدي (صدوق)، عن قتادة (من أئمة البصرة) في تفسير هذه الآية قال: «أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب. {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}. قال: قد كانت المملوكة إذا مرت تناولوها بالإيذاء، فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء».

وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة (ابن إياس t): «أن دعاراً من دُعَّارِ أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل، فينظرون النساء ويغمزونهن. وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر، إنما يفعلون ذلك بالإماء. فانزل الله هذه الآية {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين} إلى آخر الآية».

وأخرج ابن جرير في تفسيره (22|46) وابن مردويه عن عطية بن سعد العوفي (ضعيف) عن ابن عباس t في الآية، قال: «كانت الحرة تلبس لباس الأمة، فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهم من جلابيبهن. وإدناء الجلباب أن تقنع وتشده على جبينها».

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير (#21864) وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله (يدنين عليهن من جلابيبهن)قال: «يتجلببن بها فيعلمن أنهن حرائر، فلا يعرض لهن فاسقٌ بأذىٌ من قولٍ ولا ريبة».

وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي مالك (غزوان الغفاري الكوفي، تابعي ثقة عالمٌ بالتفسير) قال: «كان نساء النبي r يخرُجن بالليل لحاجتهن. وكان ناسٌ من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذَين. فقيل ذلك للمنافقين، فقالوا إنما نفعله بالإماء. فنزلت هذه الآية ]يا أيها النبي...[ فأمر بذلك حتى عُرفوا من الإماء». وقال الحافظ ابن سعد الطبقات الكبرى (8|176): أخبرنا محمد بن عمر (الواقدي) حدثنا أبو جعفر الرازي وهشيم (ثقة) عن حصين (ثقة) عن أبي مالك، ثم بمثل قوله السابق.

أخرج الجصاص في أحكام القرآن (5|245): حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا الحسن بن أبي الربيع (هو الحسن بن يحيى بن الجعد، ثقة) قال أخبرنا عبد الرزاق (ثقة) قال أخبرنا معمر (ثقة) عن الحسن (إمام البصرة) قال: «كن إماء بالمدينة يقال لهن: "كذا وكذا"، يخرُجن فيتعرض بهن السفهاء، فيؤذونهن (أي بالغزل). وكانت المرأة الحرة تخرج، فيَحسبون أنها أَمَة، فيتعرضون لها، فيؤذونها. فأمر الله المؤمنات أن {يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن} أنهن حرائر {فلا يؤذين}». وقال الحافظ ابن سعد في الطبقات: أخبرنا محمد بن عمر (الواقدي) عن سعيد بن بشير (صدوق) عن قتادة (ثقة ثبت) عن الحسن في قوله ]يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين[ قال: «إماءٌ كُنَّ بالمدينة يتعرض لهنَّ السفهاء فيؤذَين. فكانت الحرة تخرج فتُحسب أنها أَمَة، فتؤذى. فأمرهن الله أن يدنين عليهن من جلابيبهن».

جاء من طريق الحسن بن يحيى (إن كان ابن جعد فحديثه جيد، وإن كان ابن كثير فهو ضعيف) عن عبد الرزاق (ثقة اختلط في آخر عمره) عن معمر (ثقة ثبت) عن الحسن البصري (من كبار أئمة التابعين) قال: «كن إماء بالمدينة يقال لهن كذا وكذا، كن يخرجن فيتعرض لهن السفهاء فيؤذوهن (أي بالغزل والكلام). فكانت المرأة الحرة تخرج، فيحسبون أنها أمّة، فيتعرضون لها ويؤذونها. فأمر النبي المؤمنات أن {يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن} من الإماء أنهن حرائر {فلا يؤذين}».




ودمتم

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

ومشكلة بعض المفسرين والفقهاء في جميع العصور الإسلامية إلى عصرنا (مع استثناءات قليلة)، كانوا وما يزالون يربطون معاني القرآن بـ"معهود العرب" ذاك، دون أن يعطوا كبير اعتبار –إلا القليل منهم- للحقيقة التاريخية التالية وهي أن كثيرا مما كان من "معهود العرب" قد صار في عصرنا غير مطابق لما حصل من تطور في المجتمعات العربية والإسلامية، وفي العالم بأسره، فإنهم قد تكلموا في الحجاب كلاما تقيدوا فيه بمرجعية "معهود العرب" قبل الإسلام، وكأنه "المعهود الخالد" خلود القرآن، والذي وحده يفسر أحكام الدين وبالتالي لا يجوز الخروج عنه ولا مناقشته. وفي الفقرة التالية نموذج يبين كم كان المفَكَّر فيه عند الفقهاء محكوما بعادات العرب و"أخلاقياتهم" قبل الإسلام.

أخي الكريم ..

قبل الحديث عن مسألة الشعر – وسآتي عليها إن شاء الله بلا إهمال - , أرغب في الإذن بالتعقيب على قاعدتك المقتبسة أعلاه التي تنطلق منها في هذه المسألة وجزماً إلى غيرها من المسائل.

أريد أن أقول لك : أن هناك مقـدمة هي عقلية وغريزية قبل كونها شرعية . وهي حاجة العقل للمعرفة عن طريق البحث في الأصول والرجوع إلى العتيق . وهذا المقدمة هي مرجع لكل العلوم الإنسانية من دين ولغة وتأريخ وو , وأنت تجـد أن الفقهاء بمختلف مذاهبهم هم على (أن الشارع إذا لم يغاير المعهود العربي , دلَّ أن المعهود العربي هو المعتبر). والسبب في ذلك أن الدين لا يقوم على المباني والصور بل على المعاني والأحكام , ولهذا صح إسلام الأعجمي ولو لم يعرف حرفاً عربياً واحداً .
وبالمعنى التوضيحي : هو أننا نعلم أن الشارع الحكيم لمـا أنزل هذا الشريعة لم ينزلها عربية اللغة أممية المقاصد إطلاقاً .. بل جعـلها عربية معنى ومبناً وعهداً .. فقـال تعالى مبتدأً بها: (وإنه لذكرٌ لك ولقومك) و (وأنذر عشيرتك الأقربين) وذلك قبل الخلائق كلهم وقبل قوله (للناس كافة) .. فصرح سبحانه أن هذا الدين قبل أن يكون ذكراً أممياً كان ذكراً محمدياً قرشياً عربياً ..

وبالطبع فمعهود الأزمنة المتأخرة أبعـد من المعهود الأممي المعاصر للنبوة من باب أولى , بدليل أن الظن يدخل في التغير الزماني أكثر من التغير المكاني , مثل ما ترى أن العلماء اختلفوا في التشدد في مسألة اللقي المكاني للرواة وأثره في صحة الحديث لقرب الظن بالالتقاء , لكنهم تشـددوا أكثر في مسألة اللقي الزماني مثل مسألة الإرسال والانقطاع إلى غير ذلك مما تعلم لبعد الظن.

ومثال ما عليه فقهائنا : أن الله تعالى لمّا حرم الفواحش والخبائث بإطلاق . كان الخبث والفاحشة اعتباري نسبي عند كل الأمم .. (ولا أعني أن التقبيح والتحسين شرعيان لكن أعني أنه لم يكن لهما نمطية أي حد معين إطلاقاً فالعادة والعرف تؤثران على تحسين وتقبيح العقل) .. لكنك ترى أن الفواحش والخبائث على مر العصور وعلى كثرة الفتوحات واختلاط الحضارات العظيمة بالإسلام .. كان المرجع لدى علماء الإسلام لكلمة الخُبث والفاحشة هو معهـود العرب . بل معهود قريش بالأخص .. لأن هذا الدين هو دينها قبل كل الناس بنص الآية.
ولهذا فالفاحشة والخبث عند محمد عليه الصلاة والسلام , وعند قريش , لا يمكن أن يزول عنها وصفها مع التقادم , لأن معهودها كان ديناً لهم , والدين لا يزول.

أيضاً هناك أدلة كثيرة على هذا الأصل , تعرفها من مسألة الأمر بالاعتصام بالكتاب والسنة , والتمسك بإجماع المؤمنين بل أدلة الإجماع وقول الصحابي وفهم السلف الصالح ونحوها كلها هي من أدلة هذا الأصيل لأنها أصول تُبنى عليه . إلى غير ذلك.

أريد أن أقول: أن السبب سيدي الكريم في استشكالك ما مضى عليه العلماء .. هـو الربط بين الدين والتغير الزماني أو المكاني , وهذا غير صحيح , لأن الله تعالى لما جعـل نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم عالمية وإلى نهاية الزمان. نفـى بالتالي عنها كل تعلق مكاني أو زماني , فلم يعد للجهات ولا للتقادم أي تأثير على هذه الشريعة في أحكامها قبل ألفاظها. والحكم هو عبارة عن لفظ + معنى مستعمل. والمستعمل هذا هو مستعمل العرب أو معهود العرب. أما علاقة الدين بهما فهي علاقة المتبوع بالتابع , والسيد بالخاضع , فالدين لم يترك معهود الشريعة لتغيرهما بل جعلها توقيفية عربية بما قدمتُ لك.

عموماً المسألة هي أصل أصيل في قوام هذا الشريعة .. وأنت تحتاج إلى الإسهاب والبحث إذا أردتَ نقد ما تتابع عليه علماء الإسلام . والحوار أسلوب لكشف ما لديكم في الموضوع .


والحمد لله ,,

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

:)

رسالة كورنثوس الاولى

فصل رقم 11
إقتَدوا بـي مِثلَما أقتَدي أنا بالمَسيحِ.

تغطية الرأس 2
أمدَحُكُم لأنَّكُم تَذكُروني دَومًا وتُحافِظونَ على التَّقاليدِ كما سَلَّمْتُها إلَيكُم. 3لكِنِّي أُريدُ أنْ تَعرِفوا أنَّ المَسيحَ رأْسُ الرَّجُلِ، والرَّجُلَ رأْسُ المرأةِ، والله رأْسُ المَسيحِ. 4فكُلُّ رَجُلٍ يُصَلي أو يَتَنَبَّأُ وهوَ مُغَطَّى الرّأْسِ يُهينُ رأْسَهُ، أيِ المَسيحَ، 5وكُلُّ اَمرأةٍ تُصلي أو تَتَنبَّأُ وهِـيَ مَكشوفَةُ الرّأْسِ تُهينُ رأْسَها، أيِ الرَّجُلَ، كما لَو كانَت مَحلوقَةَ الشَّعرِ. 6وإذا كانَتِ المرأةُ لا تُغَطِّي رأْسَها، فأَولى بِها أنْ تَقُصَ شَعرَها، ولكن إذا كانَ مِنَ العارِ على المرأةِ أنْ تَقُصَ شَعرَها أو تَحلِقَهُ، فعلَيها أنْ تُغَطيَ رأْسَها. 7ولا يَجوزُ لِلرَّجُلِ أنْ يُغَطيَ رأْسَهُ لأنَّهُ صُورَةُ الله ويَعكِسُ مَجدَهُ، وأمَّا المرأةُ فتَعكِسُ مَجدَ الرَّجُلِ. 8فَما الرَّجُلُ مِنَ المرأةِ، بَلِ المرأةُ مِنَ الرَّجُلِ، 9وما خَلَقَ الله الرَّجُلَ مِنْ أجلِ المرأةِ، بَل خَلَقَ المرأةَ مِنْ أجلِ الرَّجُلِ. 10لذلِكَ يَجِبُ على المرأةِ أنْ تُغطِّيَ رأسَها علامَةَ الخُضوعِ، مِنْ أجلِ المَلائِكَةِ. 11ففي الرَّبُّ لا تكون المرأةُ مِنْ دونِ الرَّجُلِ، ولا الرَّجُلُ مِنْ دون المرأةِ. 12لأنَّهُ إذا كانَتِ المرأةُ مِنَ الرَّجُلِ، فالرَّجُلُ تَلِدُهُ المرأةُ، وكُلُّ شيءٍ مِنَ الله.

13فاَحكُموا أنتُم لأنفُسِكُم: هَلْ يَليقُ بِالمرأةِ أنْ تُصَلِّيَ لله وهِيَ مَكشوفَةُ الرّأْسِ؟ 14أما تُعَلِّمُكُمُ الطَّبيعَةُ نَفسُها أنَّهُ مِنَ العارِ على الرَّجُلِ أنْ يُطيلَ شَعرَهُ، 15ولكِنْ مِنَ الفَخرِ لِلمرأةِ أنْ تُطيلَ شَعرَها؟ لأنَّ الله جَعَلَ الشَّعرَ سِترًا لها. 16فإنْ أرادَ أحَدٌ أنْ يُعارِضَ، فما هذا مِنْ عادَتِنا ولا مِنْ عادَةِ كنائِسِ الله.

عشاء الرب

17لكِنـي في ما يَتبَعُ مِنَ الوصايا لا أمدَحُكُم،
لأنَّ اَجتِماعاتِكُم تَضُرُّ أكثَرَ مِمَّا تَنفَعُ. 18فأوَّلُ كُلِّ شيءٍ، بَلَغَني أنَّكُم حينَ تَجتَمِـعُ كَنيسَتُكُم تَنقَسِمونَ شِيَعًا. وأنا أُصدِّقُ هذا بَعضَ التَّصديقِ، 19لأنَّهُ لا بُدَ مِنَ البِدَعِ فيما بَينَكُم لِيَظهَرَ فيكُم الثَّابِتونَ في الإيمانِ. 20وأنتُم لا تأكلونَ عَشاءَ الرَّبِّ حينَ تَجتَمِعونَ، 21بَلْ يأكُلُ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم عَشاءَهُ الخاصَ، فيَجوعُ بَعضُكُم ويَسكَرُ آخَرونَ. 22أما لكُم بُيوتٌ تأكُلونَ فيها وتَشرَبونَ؟ أم إنَّكُم تَستَخِفـونَ بِكَنيسَةِ الله وتُهينونَ الفُقَراءَ؟ فَماذا أقولُ لكُم؟ هَلْ أمدَحُكُم؟ لا، أنا لا أمدَحُكُم في هذا الأمرِ.

23فأنا مِنَ الرَّبِّ تَسَلَّمتُ ما سَلَّمتُهُ إلَيكُم، وهوَ أنَّ الرَّبَ يَسوعَ في اللَّيلَةِ التي أُسلِمَ فيها أخَذَ خُبزًا 24وشكَرَ وكَسَرهُ وقالَ: «هذا هوَ جَسَدي، إنَّه لأجلِكُم. إعمَلوا هذا لِذِكري«. 25وكذلِكَ أخَذَ الكأسَ بَعدَ العَشاءِ وقالَ: «هذِهِ الكأسُ هِيَ العَهدُ الجَديدُ بِدَمي. كُلَّما شَرِبتُم، فاَعمَلوا هذا لِذِكري«. 26فأنتُم كُلَّما أكَلتُم هذا الخُبزَ وشَرِبتُم هذِهِ الكأسَ تُخبِرونَ بِمَوتِ الرَّبِّ إلى أنْ يَجيءَ. 27فمَنْ أكَلَ خُبزَ الرَّبِّ أو شَرِبَ كأسَهُ وما كانَ أهلاً لَهما خَطِئٌ إلى جسَدِ الرَّبِّ ودَمِهِ.

28فليَمتَحِنْ كُلُّ واحِدٍ نَفسَهُ، ثُمَ يأكُل مِنْ هذا الخُبزِ ويَشرَب مِنْ هذِهِ الكأْسِ، 29لأنَّ مَنْ أكَلَ وشَرِبَ وهوَ لا يُراعي جسَدَ الرَّبِّ، أكَلَ وشَرِبَ الحُكمَ على نَفسِهِ. 30ولذلِكَ كَثُرَ فيكُمُ المَرضى والضُّعَفاءُ وماتَ بَعضُكُم. 31فلَو كُنَّا نَمتحِنُ أنفُسَنا، لتَجَنَّبنا الحُكمَ علَينا. 32ولكِنَ الرَّبَ يَحكُمُ علَينا ويُؤدِّبُنا لِئَلاّ يَدينَنا معَ سائِرِ العالَمِ.

33فمَتى اَجتَمَعتُم يا إخوَتي لِتناولِ العَشاءِ، فلْيَنتَظِرْ بَعضُكُم بَعضًا. 34وإذا كانَ أحدُكُم جائِعًا فليأْكُلْ في بَيتِه، لِئَلاَ يكونَ اَجتِماعُكُم سَبَبًا لِلحُكمِ علَيكُم. أمَّا ما بَقِيَ مِنَ المَسائِلِ، فعِندَ مَجيئي أنْظُر فيها.

http://www.elkalima.com/gna/nt/1corinth ... pter11.htm
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم ورحمة الله

هذا ما نقله إمام اللغة والتفسير في كشافه أعني الإمام الزمخشري عند قوله تعالى :" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن"

يقول : الجلباب ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المرأة على رأسها وتبقى منه ما ترسله على صدرها‏.

أقول


ما يجب أن نعرفه هنا أن الجلباب غير الخمار وغير الرداء قطعا ...!
إذا أن الخمار هو :القطعة من الثياب الخفيفة الناعمة التي تضعها المرأة على رأسها وعلى اغلب أجزاء وجهها لتتلثم به وتتقنع عن الغير " القناع " ..!
ثم بعد ذلك تضع على رأسها ثوبا طويلا لا يلبس مثل الثوب بل يرسل على الجسم إرسالا من أعلى إلى أسفل كما ذكر ذلك عن حبر الأمة ابن عباس
هذا الثوب هو الذي يسمى الجلباب وقد أمر الله النساء بإرسال الجلابيب على جميع أجزاء البدن من اجل السترة وتفويت الأذية ..!

بيد أنه يجب أن ندرك أيضا انه من المستحيل على المرأة إن تظهر مكشوفة شعر الرأس بحكم أن الله لم يشير إلى الشعر وهي في عين الوقت تضع جلبابا على أجزاء جسدها.....!!!!
وتخيل معي شكلها وهي كذالك ....! وهل سيتحقق مراد الله حين امرهن بسدل الجلابيب لكي لا يعرفن !!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟

كما انك ذكرت في بحثك المتقدم الأخوات في الله الصعيديات وأنا أتسائل وعليك أن تجيب هل يضعن الجلباب أصلا ؟؟؟
وهل فعلهن هذا يعد حجة أم يعد عرفا تدخل في أجزائه النسبية ؟؟؟

كما أني أشير إلى أن الزمخشري قد أورد أيضا معاني مختلفة للجلباب فقال :
المعنى الأول :
الجلباب ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المرأة على رأسها وتبقى منه ما ترسله على صدرها‏.
أقول :وفيه إشارة واضحة إلى أن هناك ثلاثة من المستخدمات التي تتستر بها المرأة ..!
اعني الجلباب - الخمار - الرداء ..!
كما انه نص على أن المرأة تلوي الجلباب على رأسها وتبقي منه ما ترسله على صدرها ...!!
وهنا بالضبط ينهدم دليلكم أخي الكريم
بحجة كون الاحتمال قد تطرق إليه على قاعدة
"ما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال"
أقول : ويكفي هنا أدنى احتمال كون الشارع قد علل إسدال الجلباب لقطع الأذية عن نساء النبي و نساء المؤمنين
أقول : وإذا حصل المنكر وتعرضت جماعة الإماء إلى نفس المحنة فالمجتهد تعميم الحكم على كل مؤمنة حرة كانت أو أمة ومن هنا يظهر لك أخي الكريم تهافت ما ذهب إليه عمر حين أنكر على الإماء لبس الجلابيب خوفا من التشبه بالحرائر إذ أن دفع المنكر وهو التعرض للأذية أولى من جلب المصلحة .
عن ابن عباس رضي الله عنهما‏: الجلباب هو : ‏ الرداء الذي يستر من فوق إلى أسفل‏.

قال الزمخشري عند قوله تعالى : ‏{‏يدنين عليهن من جلابيبهن‏}‏ يرخينها عليهن ويغطين بها وجههن وأعطافهن‏.‏
أقول وقد أورد في كشافه أيضا ما نصه

قيل أن الجلباب ‏:‏ الملحفة وكل ما يستتر به من كساء أو غيره‏.
‏ قال أبو زبيد‏:
‏ مجلبب من سواد الليل جلبابا ....

و""كل "" هنا من ألفاظ العموم فهي تعم كل ساتر يعم البدن و الشعر كما في لفيف سواد الليل للأجسام والشعر والبشر وغيره .

تحياتي لك
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الهامشي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 14
اشترك في: السبت مارس 26, 2005 1:15 pm

مشاركة بواسطة الهامشي »

الحميدي كتب :
لقد أصاب الأخ "نشوان الحميري" _زاده الله علماً وفقهاً_ بقوله أن "شعر المرأة ليس بعورة"..

وفي الحقيقة لم يصح بذلك خبراً ..و لا يساعد في ذلك منطوق آية ..


:cheers2: :ok2:

يكفيني حاليا المراقبة والمتابعة وقد اعود بالبخور والعود :wink:

الحميدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الخميس إبريل 19, 2007 10:05 pm

مشاركة بواسطة الحميدي »

محمد الغيل كتب:السلام عليكم ورحمة الله

هذا ما نقله إمام اللغة والتفسير في كشافه أعني الإمام الزمخشري عند قوله تعالى :" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن"

يقول : الجلباب ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المرأة على رأسها وتبقى منه ما ترسله على صدرها‏.

أقول


ما يجب أن نعرفه هنا أن الجلباب غير الخمار وغير الرداء قطعا ...!
إذا أن الخمار هو :القطعة من الثياب الخفيفة الناعمة التي تضعها المرأة على رأسها وعلى اغلب أجزاء وجهها لتتلثم به وتتقنع عن الغير " القناع " ..!
ثم بعد ذلك تضع على رأسها ثوبا طويلا لا يلبس مثل الثوب بل يرسل على الجسم إرسالا من أعلى إلى أسفل كما ذكر ذلك عن حبر الأمة ابن عباس
هذا الثوب هو الذي يسمى الجلباب وقد أمر الله النساء بإرسال الجلابيب على جميع أجزاء البدن من اجل السترة وتفويت الأذية ..!

بيد أنه يجب أن ندرك أيضا انه من المستحيل على المرأة إن تظهر مكشوفة شعر الرأس بحكم أن الله لم يشير إلى الشعر وهي في عين الوقت تضع جلبابا على أجزاء جسدها.....!!!!
وتخيل معي شكلها وهي كذالك ....! وهل سيتحقق مراد الله حين امرهن بسدل الجلابيب لكي لا يعرفن !!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟

كما انك ذكرت في بحثك المتقدم الأخوات في الله الصعيديات وأنا أتسائل وعليك أن تجيب هل يضعن الجلباب أصلا ؟؟؟
وهل فعلهن هذا يعد حجة أم يعد عرفا تدخل في أجزائه النسبية ؟؟؟

كما أني أشير إلى أن الزمخشري قد أورد أيضا معاني مختلفة للجلباب فقال :
المعنى الأول :
الجلباب ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المرأة على رأسها وتبقى منه ما ترسله على صدرها‏.
أقول :وفيه إشارة واضحة إلى أن هناك ثلاثة من المستخدمات التي تتستر بها المرأة ..!
اعني الجلباب - الخمار - الرداء ..!
كما انه نص على أن المرأة تلوي الجلباب على رأسها وتبقي منه ما ترسله على صدرها ...!!
وهنا بالضبط ينهدم دليلكم أخي الكريم
بحجة كون الاحتمال قد تطرق إليه على قاعدة
"ما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال"
أقول : ويكفي هنا أدنى احتمال كون الشارع قد علل إسدال الجلباب لقطع الأذية عن نساء النبي و نساء المؤمنين
أقول : وإذا حصل المنكر وتعرضت جماعة الإماء إلى نفس المحنة فالمجتهد تعميم الحكم على كل مؤمنة حرة كانت أو أمة ومن هنا يظهر لك أخي الكريم تهافت ما ذهب إليه عمر حين أنكر على الإماء لبس الجلابيب خوفا من التشبه بالحرائر إذ أن دفع المنكر وهو التعرض للأذية أولى من جلب المصلحة .
عن ابن عباس رضي الله عنهما‏: الجلباب هو : ‏ الرداء الذي يستر من فوق إلى أسفل‏.

قال الزمخشري عند قوله تعالى : ‏{‏يدنين عليهن من جلابيبهن‏}‏ يرخينها عليهن ويغطين بها وجههن وأعطافهن‏.‏
أقول وقد أورد في كشافه أيضا ما نصه

قيل أن الجلباب ‏:‏ الملحفة وكل ما يستتر به من كساء أو غيره‏.
‏ قال أبو زبيد‏:
‏ مجلبب من سواد الليل جلبابا ....

و""كل "" هنا من ألفاظ العموم فهي تعم كل ساتر يعم البدن و الشعر كما في لفيف سواد الليل للأجسام والشعر والبشر وغيره .

تحياتي لك

محمد يا مرحبا بك يا الغالي..

بل "الاحتمال" قائم حول معنى "الجلباب"

و الجلباب مختلف في معناه قيل هو "الخمار" كما ذكر ذلك الراغب الأصبهاني في "المفردات" : (الجلابيب : القمص والخمر) .

و يشد له حديث أم عطية (لتلبسها أختها من جلبابها بقوله (باب : وجوب الصلاة في الثياب).

و قالت عائشة في حادثة الأفك : " ثم خمرت وجهي بجلبابي"

قال الشيخ عمرو عبد المنعم سليم : فهذا يدل على تأكيد الأمر بلبس الثياب للخروج إلى الصلاة وأن ذلك يجزي باستعارة الجلباب وأن الجلباب مما يجزيء في الصلاة وقد تقدم نقل الإجماع على أن المرأة إذا صلت لم تتنقب ولم تلبس القفازين وتقدم أيضا حديث (لا صلاة لحائض إلا بخمار) فدل ذلك على أن الجلباب يتنزل منزلة الخمار وكلاهما لا تغطي المرأة بهما وجهها وأن هذا أقرب المعاني إلى الجلباب .وعلى التحقيق فــ"الجلباب" جاء من الأصل "جلب" وهذا الفعل في اللسان العربي له أصلان أحدهما الإتيان بالشيء من موضع إلى موضع، والآخر الشيء يغشي ويغطي شيئاً آخر.

فالجلبة هي القشرة التي تغطي الجرح عندما يبرأ ويندمل وقبل أن يبدأ الجرح بالاندمال نضع له رباطاً من القماش المعقم لنحميه من الأذى الخارجي. ومن هنا جاء الجلباب للحماية وهو اللباس الخارجي الذي يمكن أن يكون بنطالاً وقميصاً أو تايوراً أو روباً أو بالطو، كل هذه الملابس تدخل تحت بند الجلابيب لذا قال: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} الأحزاب 59 للتبعيض باستعمال حرف الجر "من" وللتقريب باستعمال "يدنين" من فعل "دنو، يدنو" والجلب والإدناء متناسبان تماماً، فهناك الاقتراب وهو الجلب، وهناك عدم التصاق اللباس بالجسم وهو الدنو. ولا يمنع حمل حديث أم عطية عليه ..

ومن ذلك قوله تعالى : (قطوفها دانية) . وهو نزول اللباس من أعلى "يدني" إلى أسفل الجسم ... ويجزأ عن "العباءة" القميص والبنطلون ..فإن الغاية من "الجلباب"أياً كان شكله هو ستر "العورة" ولا يقول أحد أن المسافة الفارغة بين "الساقين" عورة .. حتى يجب أن تستر بالعباءة , بل يجب ستر الساقين وأن لا يبين من "جسد" المرأة شيء ابتداء من فتحة الجيب أعلى لقوله تعالى ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن) إلى القدمين لقوله : ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) والقدم لا يدخل في "العورة"
..

ثم يا عزيزي هل الغاية "الستر" ام "الجلباب" وحدة ؟ أي مجرد لبسه ؟


ثم لو افترضنا جدلاً ذلك ..فآية الحجرات منسوحة بآية النور , التي فيها العفو عن الزينة الظاهرة ..

أما ما ذكره البعض بقولهم ما تدعو له الحاجة ..فالحاجة لفظ واسع يدخل فيه حتى "الضرورة" فلا يجوز حمل الاستثناء عليه ..

وبما علمنا أن الزينة الظاهرة هو الظاهر من الجسد , جازت نسبة الشعر إليه .. وهذا هو الزي المحتشم في كل دول العالم

ودمت يا العذب جدا

الحميدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الخميس إبريل 19, 2007 10:05 pm

مشاركة بواسطة الحميدي »

استدراك:

أما علة "الاذاء" فهي غير متحققة في "الزي"

فقد درسنا في الغرب , ولم نشاهد تحرشات , كتلك التي تحدث في السعودية , مع التزام نساءها بالحجاب الشرعي ..

وإنما يمنع الأذى "القانون" لا غطاء على شعر ..

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

أخي الحميدي ,,

هل مع الإهمال يوجد في تعقيبي الثاني عليك ما يستحق النظر والرد ؟ أم اقتنعت بما سبق واكتفيت ؟ لأني أراك عدتَ إلى معهود العرب في ردك على سيدي محمد الغيل حفظه الله .

الحميدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الخميس إبريل 19, 2007 10:05 pm

مشاركة بواسطة الحميدي »

الشريف العلوي كتب:أخي الحميدي ,,

هل مع الإهمال يوجد في تعقيبي الثاني عليك ما يستحق النظر والرد ؟ أم اقتنعت بما سبق واكتفيت ؟ لأني أراك عدتَ إلى معهود العرب في ردك على سيدي محمد الغيل حفظه الله .
اخي الكريم القيم الأخلاقية التي دعى إليها "الإسلام" ليست أخلاقية فقط في نظر قريش , ولكن لكل الشعوب .. وكم من فعل قبيح لقريش استقبحه الأسلام ..

أما عودتي لل"معهود" فهو لتفسيره وفهم "مقصده" لا للأستشهاد به على أنه هو بذاته المراد ..وقد استدليت بذلك بما هو "معهود العرب" في الأستنباط ..

ثم يا عزيزي القرآن بين نصاً الأفعال القبيحة , والمستحسنة ..فلماذا لا نجد ذلك يتكرر في حكم غطاء الرأس؟ ..

وقد بينا ان لفظ "الجلباب" يراد به العباءة , ويراد به الخمار كما نقل ابن منظور عن ابن السكيت عن العامرية ..و غيره ..

هات نص صريح لا يتطرق له احتمال في وجوب غطاء الرأس ..وانا لك اول المتبعين ..

دمت

الهامشي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 14
اشترك في: السبت مارس 26, 2005 1:15 pm

مشاركة بواسطة الهامشي »

قبل البدء أحب أن أوجه لعصي الدمع ، محمد الغيل والشريف العلوي نصيحة أخوية صادقة ..

أنصحكم قبل الخوض في شريعة الإسلام بأن تذهبوا للعيش في أوروبا عشر سنوات على الأقل وتحاولوا زيارة نوادي العراة دوريا لعل عقولكم البسيطة تتطور وتجاربكم الضحلة تثرى لتدركوا أن ظهور جسد المرأة ليس نهاية العالم ولا علاقة له بعفتها وسلامة أخلاقها وحسن إسلامها .. والحقيقة أنكم بدون هذه التجارب لن تكونوا مؤهلين على الإطلاق لفهم شريعة الإنفتاح ولن تكونوا مؤهلين للتعاطي مع اجتهادات ثورية كاجتهادات الحميدي ونشوان المبنية على دراسات في منتهى الدقة والموضوعية والعلمية ، فهؤلاء يسبقونك بخطوات في مجال الوعي والثقافة.

وأنتهز هذه الفرصة لأحيي زملاء الكفاح لتحرير دين الإسلام والمجتمعات العربية من الخزعبلات المتراكمة التي اكتسبت قدسية عبر الزمن ولم تكن سوى مجرد عادات وتقاليد فرضتها عقلية العرب العنصرية المتحيزة ضد المرأة المغلوبة على أمرها ، وما لفت نظري وأثار أشجاني في هذا الموضوع المثير والمفيد والعصري هو المنطق المتسق والدراسة التاريخية الرائعة التي تدرس النصوص بشكل ثوري يسمح للعقول بالحركة من جديد وأعجبني أكثر منه عنوان الموضوع الذي أثاره الأخ نشوان الحميري بقوله : "شعر المرأة ليس بعورة" .. وهذا كلام يدل على أن هناك من المسلمين رجال بلغوا مبلغا من العصرية والنضج الفكري المترتب على الاستفادة من حضارة الآخرين والعيش في أوروبا ، ما أهلهم للثورة على البديهيات والمقدسات والتفكير بهموم بنات حواء المظلومات لأول مرة في تاريخ الإسلام.
هؤلاء الشباب بعد أن عاشوا في أوروبا ونهلوا من ثقافتها تطورت أذواقهم وتناهت ملكاتهم وأصبحوا مؤهلين لأول مرة في تاريخ الإسلام ليفهموا نصوص القران ويكتشفوا أحكام الإسلام أكثر من جميع رموزكم وأئمتكم ومراجعكم وعلمائكم ولحاكم على مر تاريخ الإسلام !!

فهنيئا لهم هذا الوعي وهنيئا لأمة محمد بهم وبأمثالهم فالله ينتظر منذ أن أنزل الآيات لعل أحدا يلتفت إلى ما التفتوا إليه ولكن وللأسف بقي العرب في صلفهم يعمهون متجاهلين حقائق واضحة وبسيطة كالتي التفت إليها الحميدي ونشوان فكانوا هم السباقين بذلك قبل غيرهم "والسابقون السابقون" ففتحوا لشباب الأمة نافذة من نور في عتمة الظلام الدامس ، وهذا يرفعهم إلى درجات عالية في الريادة فهم اليوم يصنعون التاريخ ويؤسسون لفقه عالمي دولي تطمئن له قلوب الأوروبيين والمثقفين ويلائم الحقوق والحريات التي لم يكن له حيز في عقلية (السلف الصالح) أو (أهل البيت) أو (المعتزلة) أو (الأشاعرة) أو (الخوارج) بسبب جهلهم وعنصريتهم ومحدودية ثقافتهم وعدم احتكاكهم بالغرب.

ولسان حال جميع بنات حواء اللوائي سيتبعنكم في فتواكم الفتحوية ما جاء في القران "من جاء بالحسنة ... الخ"

وتأكدوا أني معكم حتى النهاية أصرخ بأعلى صوتي : أريد إسلاما مودرن يلائم مستجدات العصر؟!

أما السلف جميعا فإنهم – وكما تعلمون – إن لم يكونوا مغفلين في عدم فهم النصوص القرانية كما تفضلتم بشرحها فإنهم مجرمون وكلهم ماتوا ظالمين لأمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم ففرضوا عليهن الحجاب باسم الله – كذبا وافتراء – والله منهم ومن الحجاب براء ، ولذلك فكيف أثق بسنة رووها وذلك حالهم من التحيز والإجرام ؟!

ولو قدر للنبي والصحابة والتابعين وجميع من نقل الإسلام العيش في الغرب والاستفادة من حضارته العظيمة وإرتياد جامعاته ومراكز أبحاثه وتجاربه الغنية لكان للمسلمين اليوم شأو آخر ولكانت أحكام الله مختلفة عما نراه اليوم من تخلف وعنصرية ضد المرأة.

متى أرى بنات الإسلام وقد كسرن تلك الأصنام التي تمنع جمال الأنثى الأخاذ من التعبير عن نفسه أمام قرنائها الذكور لتعزيز شخصيتها وثقتها بنفسها ؟!
لماذا يحرمنا الإسلاميون من هذه المتع الفطرية ؟! ما هي مصلحتهم في ذلك ؟! أم أنهم قد أدمنوا النكد فقط ويتشدقون بروايات ضعيفة ومدسوسة ومتناقضة في الإسلام يسمونها سنة نبوية لم يتم تدوينها إلا بعد أكثر من مئة سنة من وفاة النبي ؟!

منية نفسي عندما أذهب إلى المدرسة أو الشارع أو العمل أن أرى فتيات مسلمات وأحادثهن حديثا من القلب إلى القلب دون أن يظهر لي رجل عابس الوجه بلحية يقول لي ولها : هذا حرام اتقوا الله .. أقول لذلك المتخلف وأمثاله : اتقي الله أنت يا من تحرمنا هذه الكيمياء الطبيعية التي أودعها الله فينا وأباحها ، اتقي الله عندما تنزله عزوجل إلى هذا المستوى من الاهتمام بالسفاسف وطريقة اللبس وطريقة الكلام فالله أكبر من ذلك لو تمتعت ببعض الوعي والثقافة!!

وأقول لمن سخر من الملكة الفقيهة رانيا العبدالله زوجة الملك العربي المودرن عبدالله الثاني حسبك يا فتى !! إنك لا تدري عمن تتحدث ، فهي إمرأة أعلم بالإسلام من جميع علمائكم وأئمتكم عبر التاريخ ، ويكفيها أن الغرب وجورج بوش بل وحتى إسرائيل يعتبرونها ويعتبرون زوجها أصدقاء لهم ، ولا يوجد أي أحد من رموزكم وعلمائكم قد أبهر بوش وإسرائيل كما يفعلان ، فهما أعظم سفيرين للاسلام فقد جعلا القيادة الأمريكية والمجتمع الأمريكي يعيد النظر في عدالة الإسلام وجماله إلى حد أن إسرائيل وأمريكا تصفهما ومن نحا نحوهما بالاعتدال والوسطية فهم خير من يفتي باسم الإسلام.
ومن ذكاء رانيا وحرصها الشديد على الإسلام أنها الآن تقوم "بتخفيضات هائلة في الأحكام الإسلامية" – إن صح التعبير - لبيع سلعة الإسلام في العالم والغرب ، وهو ما لم يقم به أحد من رموزكم المتحجرين.

الأخوين الحميدي ونشوان :

يبدو لي أني قد أطلت في البث ولكن لا تتسنى لي فرصة كهذه إلا في النادر نتيجة القمع الذي يمارسه المتخلفون من حولي ولكني رغم كل هذا الكلام أنحني أمام علمكم الغزير وفهمكم العميق وأتقبل منكم أية ملاحظة فيه وأزيد على كلامكم وجهودكم العظيمة ما أعتبره الخطوة التالية الحتمية لاجتهادكم وهو الخلاص التام من جميع ما يغطي جسد المرأة ومحاولة التوصل إلى حلول لغوية لبعض النصوص المبهمة التي تعيد البشرية إلى القرن السادس وقد سمحت لنفسي بناء على إضاءاتكم العظيمة التي فتحت لي هذا الباب أن أدلي برأيي في بعض الأحكام الإسلامية من خلال قراءتي لبعض النصوص الشرعية التي لم يفهمها المسلمون من قبل كما فهمتها أنا ولكني تعلمت أن أعتز برأيي وبنفسي وبعقلي وأن لا أكون إمعة لأحد من السلف الذين لم يعيشوا في عصر العلم والثقافة والتطور الصناعي والتكنولوجي ولم يعرفوا أي شئ عن الحقوق والحريات ولم يحترموا النساء قط ، ومن الطبيعي أن تبقى بعض الأحكام خافية عليهم ولم يتنبهوا إلى أنها لا توجد في النصوص أبدا وإنما هم من استنطقها بما لم تنطقه لكي يجعلوا عاداتهم وتقاليدهم أحكاما شرعية باسم الله – والله منها براء - وأتوقع منكم أعنى الأخوين الحميدي ونشوان ومن جميع القراء الواعين السائرين على منهاجكم أن يتعاملوا مع أفكاري باحترام وتشجيع كما يحبون أن يتعامل الآخرون مع أفكارهم باحترام وأؤكد لهم مجددا أنني ملتزم تماما بالمنهج الذي سيحددونه لي ولن أعارضهم فيه لأنهم هم "السابقون فيه" – وأعني بذلك المنهج الذي أعطاهم القوة لكسر البديهيات والاجتهاد فيها – فأنا أعلم أن هذا المنهج هو منهج في طور النشوء والتطوير ويتغير يوما بعد يوم وتزيده عبقريتهم وعبقرية المعتدلين تماسكا وقوة ورسوخا وواقعية.
ولكني أنبههم منذ الآن أن التزامي بمنهجهم الثائر على البديهيات لن يعني بحال من الأحوال أني سأتفق معهم في النتيجة ، فاجتهاداتي قد تكون مختلفة عن اجتهاداتهم واستراتيجيتي قد تكون مختلفة عن استراتيجيتهم وقد يعتبرون اجتهاداتي صادمة للمجتمع ولهم وأنه لم يحن الأوان بعد لطرحها قبل التمهيد والتدرج قبلها ليتقبلها الناس بهدوء وبأقل مقاومة ، والخلاف هنا بيني وبينهم ليس إلا خلافا في الأسلوب ولا يحق لأحد منا أن يفرض رأيه وأسلوبه على الآخر فكلنا يبتغي وجه الله وتصحيح مسار الإسلام.
فأنا أجتهد في إطار البحث عن مصلحة الدين والإنسان وأعمل على تحرير الإسلام والمرأة العربية المدفونة من خزعبلات العصور الأسطورية (والنيات والدوافع والأهداف لا يعلم بها إلا الله مهما بدت أفكارنا ثورية وصادمة لبعض الجهلاء).
وهناك بعض الاجتهادات التي أحب أن أشارككم فيها عبر هذا المنبر الخلاق الذي اشتقت إليه ، وأتمنى أن لا تضيق صدوركم بي وبآرائي وقد ضاق بها المتزمتون ذرعا وعلى الأقل أرجو منكم أن تدافعوا عن حقي في أن يكون لي رأي عن ديني أنشره بين الناس من الزاوية التي أراها وأبقى وليا لكم في الإسلام :

0- معظم الأحكام الإسلامية التقليدية تعتمد في ثبوتها على أدلة أعتبرها عقبة في سبيل الاجتهاد الحر ولا أقبلها كالإجماع (الذي يستحيل في دليله وإمكانه) والأحاديث الكثيرة المروية عن النبي المتضاربة والضعيفة والمدسوسة التي يسميها الجهلة سنة وهي أيضا ليست ملزمة لي إلا ما اطمأنت له نفسي ووافق الحقوق والحريات ، أما التفاسير فإنها آراء لأشخاص مثلي فهي آراء غير مقدسة ولذلك فإني غير مقيد بفهمهم على الإطلاق.
1- وبناء على ما سبق وتعليقا على جملة "شعر المرأة ليس بعورة" فإني لا أسلم بمعنى العورة إلا كما فهمته في القران وألفت عنايتكم بأني قد استقرأت نصوص العورة فيه فوجدت أنها لا تتحدث بالضرورة عن طريقة لباس أو عضو من أعضاء الجسد يجب تغطيته بل تتحدث عن ما يمكن تسميته بـ(انتهاك الخصوصيات) Privacy Violation وأن ذلك حرام ولذلك فإني أعتبر أنه ليس من المقبول عقلا أن نفهم من النص الذي يتحدث عن الخمار وجوب تغطية الجيب إلا بناء على كونه على سبيل الندب لأنه يتعارض مع المصلحة والعقل والحقوق والحريات كما سأوضح ، وإذا ما أصر المنغلقون إيجابه على المرأة المظلومة بناء على ذلك النص فأين النصوص التي تعتبرون بها أن بقية أجزاء جسد المرأة هي عورة ؟! (ما عدا الجيب بالطبع والذي اختلف معكما في معناه وموضعه) وبالطبع فأنا لا أقبل تفسيرات الزمخشري فهي تفسيرات غير إنسانية وغير مقدسة وغير عصرية ولا تلزمني على الاطلاق ، ولذلك فإني التفسير الذي خلصت إليه هو جواز كشف جميع أجزاء جسد المرأة ( يعني كشف الثدي والبطن والسُّرَّة والفخذين والأرداف) فلا يوجد في النص أي إشارة إليها وإذا كان هناك من إشارة إليها فأرجو إفادتي بذلك ؟!
2- الجيب في اللغة هو رديف (الفتحة أو الخرم أو المدخل) ولا يوجد في المرأة ما يجب تغطيته بناء على ذلك المعنى اللغوي الواضح المبين سوى حلمتي الثديين وفتحتي الشرج والتناسل (لا حياء في العلم والدين) ، أما فتحتي الأنف وفتحة الفم والأذنين فإن الضرورة والحقوق والحريات تفرض استثناءها من النص فكيف ستتنفس المرأة حينئذ ، وسيشنع علينا العالم أجمع هذا الاجتهاد اللإنساني الكاتم للانفاس.
3- معنى النص : "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" في أغلب الظن يتعلق بالأنف والفم والأذنين وحلمات الثدي لأن فتحتي التناسل والشرج ليستا زينة لارتباطهما بموضع البول والغائط مما قد يثير اشمئزاز الناس ، وإن كان بعض الأشخاص قد يجدونهما مجسدتان للزينة بما يختزنانه من إثارة جنسية وبالتالي تصبح الدلالة على النفي هنا ظنية ، لأن من عادتي أن لا أفرض رأيي على الآخرين.
4- ما جاء في النص : "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" إذا ما فهمه البعض بأنه أمر بإخفاء محاسن الجسد الأنثوي الذي جعله الله جميلا فإن ذلك الفهم هو فهمهم هم الذي نقلوه بدون تفكير عمن قبلهم وسلموا به دون تفحص ، وعلى كل حال ليس فهمهم مقدسا عندي بل هو مخطئ ومناقض للدين والحريات والحقوق لأنه لا يليق بالدين أن يتدخل في هذه التفاصيل التافهة ، فالله أكبر من أن يشغل نفسه ويشغل الناس بأن يلبسوا أو يخلعوا أو يحلقوا أو يُسبلوا ، فهذه كلها حريات شخصية والعفة في النهاية تتعلق بأخلاق الفتاة والشاب لا في طريقة لبسهما ، وجميع النصوص التي تفيد الأمر والنهي يمكن فهمها على أنها إنما أريد بها الندب لا الوجوب.
5- أخشى أن تثير آرائي تلك استياء الأخوين الحميدي و نشوان – كما حدث في موضوع إمامة المرأة للصلاة – وتدفعهما إلى تجاهلها واعتبارها إسفافا وإسرافا ، لما ستسببه من حرج لهما أمام بقية الأعضاء المتزمتين ، فأنا أرجح أن استراتيجيتهما أن يتم تغيير أحكام الدين الإسلامي بالتدرج وبدون صدمات وستكمل الأجيال في المستقبل بقية المهمة وقد تصل إلى ما وصل إليه الهامشي بعد جيل أو جيلين ، ولكنها طبيعتي التي لا أفارقها ولا تفارقني (الصراحة راحة) وأحب أن أكون السباق إلى هذا الخير قبل أن تأتي الأجيال اللاحقة لتكتشفه وتعرف كم كان الهامشي مجددا ومحقا ومستوعبا لهموم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات لاسيما الذين يعيشون في أوروبا كما فعلتم بالنسبة لشعر المرأة .
وحتى أختصر على الحميدي ونشوان الكثير من الأخذ والرد أوضح موقفي وأطلب منهما بكل صدق وإخلاص أن يبينا لي الفرق بين "عدم فهم وجوب تغطية الشعر" من النص وبين "عدم فهم وجوب تغطية أي جزء من أجزاء الجسم ما عدا الجيب" من النص ؟!
لأني لا أقبل من رجال واعين ومثقفين ومؤمنين بحرية الآراء والاجتهادات مثلهما أن يعطيا نفسيهما الحق في الاجتهاد وكسر البديهيات ولا يعطيان غيرهما ذلك الحق بسبب عدم اتفاقه معهما في الحكم والنتيجة ، فهذه من شيم المتزمتين ؟! فالفرق الذي أراه بيني وبينهما ليس إلا في الجزء الذي يتناوله النص لا في النسق الفكري وكسر البديهيات ، ومجرد استحضار الحميدي ونشوان لكشف الشعر من النص لا يعني أن النص يبيح كشف الشعر فقط فربما سيكتشفان مع زيادة وعيهما وثقافتهما وانفتاحهما ومكثهما في أوروبا والغرب أن رأيي في النهاية هو الصواب - وربما تأتي الأجيال القادمة لتكتشف ذلك - وسيدركان كم أن حجب بقية أجزاء جسد المرأة هو جريمة نكراء بحقها وتكوينها ونفسيتها وشخصيتها ، فالنص لا يتناول إلا الجيب ولم يتناول أي جزء من أجزاء الجسد (الذي خلقه الله في منتهى الروعة والإتقان لنراه لا ليبقى تحت الملابس الفظفاظة المضحكة) ، فإذا كنت مخطئا في ذلك فعليهما أن يخبراني أين مكمن خطأي ؟!
6- يجب على المجتهد المنفتح والمعاصر عندما يتعرض لأحكام الله أن يضع في اعتباره أن المرأة تحتاج نفسيا وعاطفيا إلى أن ترى في عيون الرجال كم هي جميلة وحسنة ومثيرة ولا توجد شريعة عادلة تفرض على المرأة أن تصاب بالكبت النفسي وأن تحجب محاسنها الأخاذة فترة شبابها عمن يقدرها حتى تذبل وتصاب بالشيخوخة ، فهذا يعد هدرا للمواهب ، ونسبة ذلك الكبت والهدر إلى الله لا يمكن إثباته بالقران ولو أثبته أحد المتزمتين في القران لوجب تأويله لأنه مناف للعقل والعدل ومتعارض مع فطرة المرأة وحاجاتها النفسية والعاطفية ومتعارض مع الخطة الطبيعية التي خلق الله بها بني البشر.
7- أما من يفلسفون الحجاب ويفلسفون فوائد تغطية جسد المرأة ، فمهما جاؤوا به من أفكار فهي في النهاية أفكارهم - وليست قرءانا يتلى - فليست فلسفاتهم ملزمة لي ولا لغيري لأنهم ليسوا آلهة ، وغاية ما سيكون من فلسفاتهم تلك أنها لن تلغي إباحة جسد المرأة بل ستكون رأيا آخر إلى جانب رأيي في إباحة جسد المرأة وكلا الرأيين سيكونان إسلاميين ومذهبان فقهيان معتبران ، وستدخل المرأة التي تصدقني وتخلع ثيابها إلى الجنة وربما تدخل المرأة التي تصدقكم وتغطي جسدها إلى الجنة أيضا لأن لكل مجتهد نصيب.
8- بناء على تجربتي السابقة فإنني أنوه وبشدة أنه يجب على جميع الأخوة هنا تناول اجتهاداتي بموضوعية وجدية بعيدا عن الإنفعال والعاطفة ، والتعاطي مع مستجدات العصر بآفاق أوسع وترويض النفس على صدمات كهذه ، وأعود وأقول أن تناول نواياي هو مضيعة للوقت ومحاولة للتهرب من النقاش لا سيما ممن أباحوا لأنفسهم كسر البديهيات ، فهم إن شككوا فيها – حتى نفسيا بدون بوح – فعليهم أن يعذروا جميع المتزمتين الذين يشككون فيهم وفي نواياهم وينظرون إليهم شزرا ، فبهذه العقليات لن تقوم لتجديد الإسلام قائمة وهذا ما لا يرضاه أمثال الحميدي ونشوان ، وفوق كل هذا فإني لن أسمح لأحد أن يشكك في حقي في الاجتهاد فالله قد خلق لي عقلا لأفكر به لا لأكون إمعة بأيدي بعض أصحاب اللحى الفارغة أو إمعة بأيدي رجال عنصريين جهلة محدودي الثقافة ماتوا وشبعوا موتا منذ مئات السنين ، فلماذا لا يتقبل الناس فكرة أنني ربما أفهم بعض الأحكام أكثر منهم جميعا في ظل تلاقح الثقافات الذي حظيت به دونهم وفي ظل حياديتي النفسية والفكرية التي استطاعت تجاوز مؤثرات البيئة العربية والإسلامية ؟!
9- من أهم الفروق بين رأيي ورأي الأخوين الحميدي و نشوان أن اجتهادهما أوصلهما إلى إباحة كشف الشعر ، وهي قضية لم تعد صادمة للجميع في هذا الجيل ، أما أنا – وهذا ما يجب أن يفهمه المتزمتون - فأتناول المنهج الذي استخدماه وبنيا عليه ذلك الاجتهاد ثم أطبقه وأكتشف به بعض الأحكام الأكثر ثورية كإباحة كشف جسد المرأة كاملا سوى حلمتي الثدي وفتحتي التناسل والشرج ، وبالتالي فعلى المتزمتين قبل الهجوم على الهامشي أن يعرفوا أن الهامشي هو صورة مكبرة عن الحميدي ونشوان وأن من الواجب أن نحظى جميعا بنصيب عادل من شتيمتهم !! رغم أني أعترف أن الرأي الثوري الذي توصلت إليه – بناء على منهجية الحميدي ونشوان – هو صادم أكثر مما توصل إليه الحميدي ونشوان وبذلا جهدا مشكورا ومباركا في التدليل عليه بمنطق سليم ومتماسك وقوي ، ولكني لن أخفي خشيتي من أن رأيي قد يكون صادما للحميدي ونشوان أيضا ويدفعهما للبراءة منه والتنصل لأنهما يؤمنان بمبدأ التدرج في تبليغ الوحي ولكني ألزمهما الحجة أمام الله بأن كل امرأة سيبقى مفروضا عليها تغطية محاسنها هي في ذمتكم وسيسألكم الله عنها يوم القيامة : كيف تسمحون بهذا الظلم باسم الإسلام وأنتم تنظرون ؟! ولن ينفعكم حينئذ أنكم حررتم النساء من بعض الرزء (ألا وهو تغطية الشعر) ونسيتم الرزء الأكبر الذي يحجب جمالها وجسدها عن المجتمع وكتم خلاياها عن التنفس ، أسأل الله أن يخفف عنكم العذاب وأن تنالكم شفاعة النبي ..
10- فإذا كان رأيي صادما للحميدي ونشوان فليس معنى ذلك أنه خطأ أو أن يتجاهلا بحثه بجدية أو أن يعتبراه سخرية ومضيعة للوقت ، لأنهما إن فعلا ذلك سيقعان في تناقض خطير جدا قد يهدم عليهما بنيانهما الذي ظلا عليه عاكفين ذلك أنهما يستغربان من المتزمتين عدم تفهم رأيهما الثوري واعتباره خطأ هكذا بدون تأمل للجهد العظيم الذي يبذلانه ، وتجاهل درسه وسبره والحكم مسبقا أنه باطل لأنه صدمهم ، فأنا لا أقبل مثل هذا التعامل من أشخاص ينتحلون إلى العقل والمنطق والدليل والانفتاح مثلهما ، لأنهما حينئذ سيكونان نسخة طبق الأصل من المتزمتين الذين يستهزئون بالاجتهادات الحديثة ولا يولونها جدية كافية في البحث والتأمل ويحكمون بمجرد سماعها بأنها استهزاء بالدين ومضادة له.

أنهي مشاركتي مؤقتا مع الاعتذار للإسهاب فيها ولكني أحاول أن أخوض نقاشا علميا هنا لأفيد منه وأستفيد ، وأنا بشوق لسماع التعليقات خصوصا الحميدي ونشوان ..

أما الأعضاء المتزمتين .. كعصي الدمع ومحمد الغيل والشريف العلوي وغيرهم فسأختصر الطريق عليهم وأقول نيابة عنهم : "الله يلعن الهامشي" حتى لا يتعبوا أنفسهم بكتابة ذلك فهو غاية ما يقدرون عليه ، ولن أتعب نفسي بمخاطبتهم فأنا أعلم أن انغلاقهم الفكري وتجاربهم المحدودة وضيق أفقهم وعجزهم في مجال الحجة والدليل والمنطق والبرهان سيمنعهم حتما من فهمي واستيعاب آرائي الثورية التي أفتخر أني كنت السباق إليها في تاريخ الإسلام المعاصر وليخسأ المتزمتون.

حسن عزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 102
اشترك في: الأربعاء يونيو 08, 2005 1:45 pm
مكان: العالم الإسلامي

مشاركة بواسطة حسن عزي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الهامشي

الجماعة يتناقشون ويعرض كل منهم ماعنده ولا أظن أن (كورس) على طريقتك في نوادي العراة في أوروبا سوف يزيدهم إلا بعدا عن منهج الله تعالى وأدلة دينه .

أخي الكريم
أدلة هذا الدين تؤخذ من القرآن وسيرة من حمله لهذه الأمة وليس بالعيش في بلاد الغرب. المرونة والعقلية المنفتحة مطلوبة ولكن ليس على طريقة نوادي العراة.

أخي الكريم لقد عاش الفقير في الغرب برهة من الزمن وعرفناهم وعرفونا ولكن لم نضطر يوما أن نزور نوادي العراة هناك حتى تتفتح عقولنا ولم نر أحدا من الغربيين الذين صادقناهم وصادقونا من يستحسن ذلك وإنما ينظرون إليه بازدراء واحتقار وهذه النوادي في الحقيقة في سبيلها إلى الانقراض لا إلى الازدهار وماهي إلا نتاج ردود أفعال التخبط والفراغ الروحي والانحراف عن حقيقة الإيمان بالله.

لي صداقات كثيرة مع غربيين ورأيت كثيرا منهم يحترم حجاب المسلمين ورأيت كثيرا منهم يقدس ما نقدسه وينظر إليه كقيمة مثلى ومن ذلك حجاب نسائنا بل إنك ستجد إن أنصفت أن أكثر صور السيدة مريم العذراء تحوي خمارا يستر شعرها ويواريه باعتباره قيمة عليا وشرفا يدل على الطهروالعفاف والستر كقيم يشترك محترمو الغرب في تقديسها مع المسلمين ولن يشذ عن هذه الاعتبارات إلا من نزل بمستوى تفكيره إلى نوادي العراة وما حوته من منكرات لا ترتضيها حتى الحيوانات التي تجد كثيرا منها يحاول أن يستتر عندما يغشى أنثاه وهذا خلق حيواني لا تجده في نوادي العراة حيث علمنا أنهم يتفاحشون دون طلب الستر. وهؤلاء لا نقول أنهم خالفوا فطرة بني آدم فهم لم يبلغوا بعد شرف مقارنتهم ببني آدم ولكن هم في الواقع خالفوا فطرة بعض الحيوانات التي تنأى بنفسها عن مثل ما يفعله هؤلاء في تلك النوادي.

لا أختلف معك في أن كثيرا من النساء اللائي يظهرن جسدهن لا يصح الطعن في شرفهن وعفتهن رغم ما هم عليه من المعصية لله تعالى بذلك فيما نرى أن الشرع قد قرره ولكن لعلك تتفق أننا لا ننتظر من التمسك بأهداب الشرع أن يبعدنا عن (نهاية العالم) !! وإنما نسعى من ذلك إلى الرقي الخلقي زالإنساني والروحي بالبشر بمحاولة استشفاف المنهج الرباني والإرشاد النبوي إلى تطبيقه فيما رأيناه من فعل أطهر نساء الدنيا أمثال السيدة العذراء والسيدة فاطمة الزهراء وغيرهما ممن عاش صدر الإسلام وفهم نصوص القرآن وكيف ينبغي أن تفهم وتطبق.

الإخوة الذين ذكرتهم يكتبون ويبدون ماعندهم غيرة على الإسلام وغيرة على قيم يعتبرها حتى الغرب (الذين تنصح بزيارة نوادي عراتهم ) قيما عليا ومثلى حتى ولو لم يكتب له تطبيقها ولكنها عنده قيم مثلى.

ولا أنوي الدخول في مناقشة فقه المسألة وأدلتها فالإخوة بارك الله فيهم وجزاهم خيرا يقومون بذلك على خير وجه ولكن لم أرتض لك أن تضع أمام القارىء ما يوحي بخلاف ما في الغرب حقيقة ولا أن ترتكز على ما يعتبره الغرب نفسه قيما مزدراة محتقرة . ولا أحب أن يبلغ بنا الأمر أن نتخذ مما في الغرب حتى ولو شاع ولو كان الغرب أكثر منا تقدما في كثير من المجالات بل في كل المجالات إلا قليلا أن يكون ذلك مدعاة لك أن تتخذه ذريعة للعبث بالحلال والحرام وباللعب باسس الفطرة التي لم يختلف عليها لا الشرق ولا الغرب. وعلى كل حال فأذكرك بقوله تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله، إن يتبعون إلا الظن، وإن هم إلا يخرصون إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين)

الإسفاف في النقاش ليس بالأمر الحميد والمغالاة في البعد عن القيم احتراما لما عند المستويات الدنيا في تفكير الغرب لن يجر صاحبه إلى هدى بل هو من أبواب الضلال والانحراف وخير ما يمكن أن يعتمد عليه المرء كتاب الله وسنة من حمله إلى البشرية عليه وعلى ىله الصلاة والسلام.

ثم يا أخي الهامشي
إن الأفكار التي تدعي أنك أتيت بها في العصر الحديث أفكار سبقك بها عدد ممن طرق هذه القضايا ومن روادهم الدكتور محمد شحرور (إلا إن كنت أنت هو) وله في هذه القضايا كتب وكلام واستدلالات طويلة عريضة وله خروجات عن الفطرة وانحرافات (فيما أرى) لا تدل إلا على فكر غير متكامل وفيه نقص شديد في معرفة مبادىء العلوم والمرتكزات الأساسية لمسالك الفهم الصحيح (المنطقي والفلسفي) للكتاب والسنة واستغلال تقدم الغرب لإيهام المسلمين بأن تخلفهم بسبب فهمهم لكتاب الله . ورغم أن الفقير يدعي أن هناك شيء من التخلف عند بعض فئات المسلمين في فهم كتاب الله تعالى ولكن لا أرى أن لذلك علاقة بتقدم الغرب الذي لم يكن سببه ما يحاول شحرور وأمثاله الدندنة عليه بشكل دائم . أسباب تخلف المسلمين وتقدم غيرهم مختلفة عن ذلك اختلافا جذريا فيما يراه هذا الفقير ولذلك باب آخر تناقش فيه هذه الأمور.

نسأل الله الهدى

حسن عزي
آخر تعديل بواسطة حسن عزي في الخميس مايو 10, 2007 9:37 pm، تم التعديل 3 مرات في المجمل.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“