شيخي الفاضل الشريف العلوي بارك الله فيك
وكلامكم واضح حفظكم الله
اللهم ما زلت استشكل نقطة أن ابن تيمية رحمه الله يقرر الإزراء بالامام علي رضي الله تعالى عنه
صحيح شيخي الفاضل أنه في بعض المواضع من كتابه لا يبين اعتراضه على الإزراء
لكنه في مواضع اخرى إما ان يصف القائلين بهذا الإزراء بالنواصب فيقول مثلاً لو قالت لكم النواصب
او يبين عدم صحة هذا الإزراء
وسبب ذلك حسب فهمي ان تركيز ابن تيمية في كتابه هذا هو الدفاع عن الشيخين الذين هم في محل النقص والطعن عند الرافضة
أما الإمام علي رضي الله تعالى فلا حاجة لبيان بطلان ما يثار ضده لأن المخاطبين (الرافضة) يعظمونه بل ويغلون فيه
فإليس من العدل والإنصاف شيخي الشريف العلوي أن ينظر إلى موقف ابن تيمية من الامام علي في غير كتاب المنهاج في النقاط التي ذكر فيها شيخ الاسلام الإزراء دون بيان بطلانه ودون نسبته للخوارج
فإن وافق ما في المنهاج دل ذلك على ان ابن تيمية لم يكن يسوق كلامه من باب الجدل بل هو ما يعتقده
وتلميذكم يرى أن الأصل فيما هو إزراء في الامام علي فإنما هو مذكور من قبيل التسليم الجدلي
للأسباب التالية
1- أن هذا هو المنهج الواضح والظاهر لكتاب المنهاج ككل بل ابن تيمية بنفسه قد لمح تلميحا بينا إن لم يكن تصريح منه باستخدامه هذا الاسلوب
2- ابن تيمية من علماء أهل السنة وأهل السنة معلومون بمودة وحب ونصرة أهل البيت
3- تعظيم ابن تيمية للإمام علي في مواضع اخرى من كتبه
فهذه الشواهد تدل على أن الإزراء المذكور في حق الإمام علي في كتاب المنهاج الغير مبين نسبته للنواصب هو من باب التسليم الجدلي بمنطق الرافضة
وبخصوص المثال المطروح في هذا الموضوع
فقول شيخ الاسلام
فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه و يسبونه و يقاتلونه
صحيح أن هنالك إحتمال وارد أن هذا تقرير من ابن تيمية وليس من باب التسليم الجدلي
لكن الشواهد التي تدل على أنه من باب التسليم الجدلي هي
1- أنه لو افترضنا أنه تقرير فهذا قد يكون فيه نفي لإيمان الإمام علي رضي الله تعالى عنه كما فهم أدب الحوار حيث وشيخ الاسلام ذكر في بداية النقطة أية المودة وذكر أنه وعد صادق من الله فيكون نفي المودة هو نفي للايمان
لكن كما تعلم شيخي الشريف
فشيخ الاسلام ابن تيمية في النقطة السابقة التي بترها أدب الحوار اكد دخول الإمام علي في الاية الكريمة
ومعلوم بشكل قطعي ويقيني أن شيخ الاسلام ابن تيمية يرى عظم وكبر منزلة الإمام علي في دين الاسلام ككل وفي مجتمع الصحابة على وجه الخصوص
فعلم قطعاً أن كلام ابن تيمية إنما هو من باب التسليم الجدلي بما تقوله الرافضة في حق الإمام علي
2- أنه لو افترضنا أنه تقرير فالإحتمال الاخر غير نفي الايمان هو الطعن والانتقاص في مجتمع الصحابة المبغض للإمام علي
وهذا إحتمال غير وارد يتناقض مع طريقة كلام ابن تيمية التالي له ويتناقض مع عقيدة أهل السنة في مجتمع الصحابة
3- مناسبة الكلام المذكور هي الاستشهاد بأية المودة لإثبات إمامة الإمام علي وبطلان غيره
ومعلوم قطعاً أن الرافضة تصور مجتمع الصحابة بالمجتمع المبغض والحانق على الامام علي رضي الله تعالى عنه
فما ذكره ابن تيمية هو عين ما تقول به الرافضة وهو على خلاف ما أهل السنة عليه وابن تيمية من أهل السنة وليس من الروافض وكون الكلام هكذا ومناسبته جدال الرافضة فالأقرب أنه من باب التسليم الجدلي
وانا اقطع بذلك لأنه الوجه الوحيد الذي يكون لكلام شيخ الاسلام فيه معنى من سرده ضمن الردود على الرافضة
فإنه لو كان ابن تيمية يقرر ذلك فلن يسرد تقريره ضمن ما يمكن أن يرد به على الرافضة المحتجين بأية المود لإثبات إمامة الامام علي وبطلان إمامة غيره
=======
فهذا الذي ما زال يستشكله تلميذك في قولك أن ابن تيمية يقرر الإزراء
وساقتصر على ذكر الإشكالات التي تخص ما اقتبسه أدب الحوار
ولعل على غيرها يصح القياس والبعض قد تحتاج الى وقفة منفصلة
=======
وقولكم استاذي
أنه يكثر استخدامه حتى أصبح تجويز النقائص ونقض الفضائل خصيصة بالإمام علي . وهذا خلاف فعل الباقلاني .
شيخي الفاضل اليست هذه الكثرة في استخدام هذه الاساليب لا يصح أن يقال لها كثرة
كونها في مورد واحد ومناسبة واحدة فهي رغم تعددها في الكتاب فهي بمثابة المرة الواحدة
=====
وقولكم شيخي
أنه يتكلف لذلك . وفي الإمكان عكس الأمر عليه.
تلميذكم يرى أن عكس الأمر على ابن تيمية هو لصالح ابن تيمية على خصومه
لأن ما يفهمه تلميذك من كلام ابن تيمية هو
أن ابن تيمية يريد أن يقول للرافضة ان منهجكم الاستدلالي في الطعن في الشيخين باطل ومن ما يدل على بطلانه هو إمكانية عكسه عليكم
فيمكن باستخدام هذا المنهج المغلوط في تفسير الأحداث والأمور للطعن في جهة الغلو في التشيع او النصب
فالرسالة التي افهمها من كلام ابن تيمية هي أن هذا المنهج غلط من اساسه
فتلميذك يرى أن ابن تيمية رحمه الله ليس هذا هو منهجه أصلاً بل هذا هو منهج الرافضة في التعامل مع الشيخين فاستعاره ابن تيمية منهم ليبين لهم بطلانه حيث ان نفس هذا المنهج يقود للطعن في الإمام علي
وانت تعلم شيخي الفاضل أن كتاب المنهاج هو ردة فعل وليس هو المبتدئ
والقارئ لكتاب منهاج الكرامة للرافضي يجد المنهج الذي اعنيه في كلامي
فتلميذك يتفق معك شيخي الشريف أن مثل هذه الاساليب يمكن قلبها وهي بهذا حجة على الرافضة المبتدئين في استخدامها فنحن نقلبها عليهم حتى تنقطع حجتهم
وانا كقارئ لكتاب المنهاج ما شعرته هو
أن مقام الصحابة بما فيهم أهل البيت مقام عظيم ورفيع وان الطعن في أهل البيت يقود الى الطعن في الصحابة ككل
وأن الطعن في الصحابة دون أهل البيت يقود إلى الطعن في أهل البيت
فالصحابة كتلة واحدة لا تتجزء ومن أراد تفضيل أهل البيت على حساب الطعن في الصحابة فتح لغيره باباً مماثلاً للطعن في أهل البيت على حساب تفضيل بقية الصحابة
وبصراحة شيخي الفاضل كما ذكرت لك من قبل أن تلميذك أنذهل من الكتاب واسلوب الكاتب في إيصال هذه الرسالة للقارئ
وتلميذك يتفق معك أنه قد يوجد وبكثرة من يسيء فهم الكتاب
لكن تلميذك لا يرى في ذلك بأساً
فخير الكتب وأعظمها كتاب الله العظيم قد اسيء فهمه حتى في موضع منزلة الإمام علي
ولعل الخوارج استندوا اليه في تكفيرهم وقتالهم وقتلهم لأمير المؤمنين الامام العالم الرباني علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه
=============
وبخصوص بقية كلامكم السابق
قلتم شيخي الفاضل الشريف
وأول دليل أبدأه معك – حفظك الله – هو ما ذكره (أدب الحـوار) .. فإني لم أجده قد بتر شيئاً يخل بالمعنى , بل هو ذكر محـل الشاهد , وهو قول ابن تيمية عن الإمام علي سلام الله عليه: (فإنَّ كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه).
فيا شيخي الفاضل
تلميذكم يرى أنكم جانبتم الصواب في نقطة أن الزميل أدب الحوار لم يبتر شيئاً يخل بالمعنى
وبيان ذلك بالتالي
شيخي الفاضل لو امعنتم النظر في موضوع أدب الحوار وخصوصاً عنوان موضوعه وناتج موضوعه
لعلمتم أنه اقتبس كلام شيخ الاسلام لبيان أن شيخ الاسلام لا يرى إيمان الإمام علي رضي الله تعالى عنه
والكلام الذي اقتبسه بشكله المبتور قد يوحي بهذا
لكن الكلام كاملاً يقطع اي شكوك وشبهات ففي ما سبق وبتر شهادة واضحة صريحة من شيخ الاسلام ابن تيمية بإيمان الإمام علي
فكيف لا يكون أدب الحوار قد أساء الحوار وبتر الكلام ؟ وانتم قد شهدتم عليه شيخي ببطلان عنوانه واستنتاجه ؟؟؟
لعلكم قصدتم شيخي الفاضل ان الكلام المقتبس من أدب الحوار فيه كفاية لبيان شبهة أن شيخ الاسلام يرى أن الامام علي كان مبغوضا من مجتمع الصحابة
فلو أن أدب الحوار اكتفى بهذا الاستدلال لناقشناه فيما اقتبسه بدون لومه على البتر
أما أنه جعل اساس موضوعه بيان الطعن في إيمان الإمام علي
ثم يبتر سطور معدودة قبل كلامه المقتبس فيها شهادة صريحة بإيمان الإمام علي هذا بالإضافة الى تجاهل تعظيم شيخ الاسلام للإمام علي لمواضع كثيرة في كتبه ذكر منها اخي الفاضل خادم الحسنين فهذا ما لا أقبله منه
===
وأما سؤالكم شيخي الفاضل
فسؤالي لك : هل ما ذكره ابن تيمية صحيح , فكان (كثير) من الصحابة والتابعين يسبونه؟ أم هو كذب؟
نعم هو صحيح في مفهوم الذين يخاطبهم شيخ الاسلام وهم الرافضة
الذين يزعمون ذلك في حق الإمام علي
وسؤالكم
ومـا رأيك في رجل قد تتابع كثير من الصحابة على بغضه وسبه وقتاله ؟ هل تجد في قلبك أدنى احترام لمثل هذا الرجل المبغوض؟.
هذا هو السؤال الذي يضعه ابن تيمية لمن يخاطبهم (الرافضة)
فليس لهم إلا أن يقولوا سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم بل الإمام علي حاله كحال الشيخين محبوب في مجتمع الصحابة له مكانته ومنزلته العظيمة بينهم
فتلميذكم يستحضر مناسبة كلام ابن تيمية في المنهاج عندما يقرأ كتاب المنهاج فيلعم أن هذا الكلام موجه للرافضة في بيان الرد على شبههم في الطعن في الشيخين
ولا ينطبع في قلبي إلا كل حب واحترام وتقدير للإمام علي والشيخين رضي الله عنهم أجمعين
مع انبهار شديد وإعجاب عظيم بأسلوب شيخ الإسلام في رد شبهات الرافضة
وكما يقال في مصر مسكهم من اليد اللي بتوجعهم
========
وبخصوص الناحية الثانية من ملاحظتكم على كتاب المنهاج فبعضها تلميذكم على اقتناع تام بما ذكرتموه بارك الله فيكم
وبعضها تلميذكم على جهل تام بما هو وجه الغلط فيما ذكرتم
وبعضها تلميذكم يحتاج إلى استفساركم عن إشكالات تحتاج إلى إيضاح
وختاماً تلميذكم يشهد الله على حبكم ويسأله عز وجل ان يزيدكم شرفاً ويكتب لكم أجر ما تكتبون
وتلميذكم منبهر بفطنتكم وطريقة نقاشكم مع المخالفين ويشبهها بفطنة شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذكم عندما يأتي ذكركم يسميكم ابن تيمية العصر لشديد إعجابي بشخصكم وطريقة نقاشكم
وتلميذكم يستسمحكم عذراً إن وجدتم فيما يكتب كلام الجاهلين وتلميذكم متعطش لشرب ما عندكم من العلوم
وتلميذكم يسأل الله عز وجل أن يجمعه وإياكم في جنات النعيم بجوار سيد المرسلين
والسلام ختام