حوار صريح بين الإمام الحسن بن علي (ع) ومجموعة من مناوئيه

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
أدب الحوار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 112
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 19, 2006 12:34 pm

حوار صريح بين الإمام الحسن بن علي (ع) ومجموعة من مناوئيه

مشاركة بواسطة أدب الحوار »

بسم الله الرحمن الرحيم
حوار صريح بين الإمام الحسن عليه السلام من جهة
وبين معاوية وعمرو والمغيرة من جهة أخرى



روى الطبراني في المعجم الكبير (3/71 ـ 72) برقم 2698 بسند رجاله رجال الصحيح، قال:

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بن بَشَّارٍ بندَارٌ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بن الصَّبَّاحِ الْمِسْمَعِيُّ، ثَنَا عِمْرَانُ بن حُدَيْرٍ، أَظُنُّهُ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بن الْعَاصِ وَالْمُغِيرَةُ بن شُعْبَةَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنَّ الْحَسَنَ بن عَلِيٍّ عَيِيٌّ، وَإِنَّ لَهُ كَلامًا وَرَأَيًا، وَإِنَّهُ قَدْ عَلِمْنَا كَلامَهُ، فَيَتَكَلَّمُ كَلامًا فَلا يَجِدُ كَلامًا، فَقَالَ: لا تَفْعَلُوا، فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَصَعِدَ عَمْرٌو الْمِنْبَرَ، فَذَكَرَ عَلِيًّا وَوَقَعَ فِيهِ، ثُمَّ صَعِدَ الْمُغِيرَةُ بن شُعْبَةَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ وَقَعَ فِي عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، ثُمَّ قِيلَ لِلْحَسَنِ بن عَلِيٍّ: اصْعَدْ، فَقَالَ: لا أَصْعَدُ وَلا أَتَكَلَّمُ حَتَّى تُعْطُونِي إِنْ قُلْتُ حَقًّا أَنْ تُصَدِّقُونِي، وَإِنْ قُلْتُ بَاطِلا أَنْ تُكَذِّبُونِي، فَأَعْطَوْهُ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: بِاللَّهِ يَا عَمْرُو وَأَنْتَ يَا مُغِيرَةُ تَعْلَمَانِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لَعَنَ اللَّهُ السَّائِقَ وَالرَّاكِبَ"، أَحَدُهُمَا فُلانٌ؟ قَالا: اللَّهُمَّ نَعَمْ بَلَى، قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا مُعَاوِيَةُ وَيَا مُغِيرَةُ، أَتَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ عَمْرًا بِكُلِّ قَافِيَةٍ قَالَهَا لَعْنَةً؟ قَالا: اللَّهُمَّ بَلَى، قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عَمْرُو وَأَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ بن أَبِي سُفْيَانَ، أَتَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ قَوْمَ هَذَا؟ قَالا: بَلَى، قَالَ الْحَسَنُ: فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي وَقَعْتُمْ فِيمَنْ تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

وفي مجمع الزوائد (7/247) ما نصه:
رواه الطبراني عن شيخه زكريا بن يحيى الساجي، قال الذهبي أحد الأثبات ما علمت فيه جرحًا أصلاً، وقال ابن القطان مختلف فيه في الحديث وثقه قوم وضعفه آخرون، وبقية رجاله رجال الصحيح.

أقول في الرواية المذكورة عدة نقاط تستحق الوقوف والتدبر:

1 ـ إن عمرو بن العاص وكذا المغيرة قاما بالنيل من الإمام علي عليه السلام، وهذا يعني أنهما ناصبيان ببغضهما عليا، وحكم الناصبي أنه منافق، علما أن كلا منهما من الصحابة في نظر المذهب السني.
2 ـ إن ما قام به عمرو بن العاص والمغيرة كان على مرأى ومسمع من معاوية، والذي يظهر أن معاوية لم يستنكر منهما شيئًا، بل الظاهر أنهما إنما قاما بذلك لتحقيق هدف مشترك بين الثلاثة، وبهذا يكون معاوية شريكًا لهما فيما قاما به.. ومن هنا حين رد الإمام الحسن عليه السلام فإنه بدأ بمعاوية، فنال منه وفضحه، ثم عرّج على صاحبيه..
3 ـ إن المقصود من فلان في حديث لعن السائق والراكب هو معاوية كما هو واضح، ولمزيد من التأكّد يمكن مقارنة رواية الطبراني هذه بما في كتاب وقعة صفين ص220، نشر المؤسسة العربية ـ القاهرة، وبما في رواية أخرى أخرجها الطبراني في المعجم الكبير (17/176) ، وبما في رواية ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 78 ) .
4 ـ إن من معطيات هذا الرواية أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هؤلاء من لعن؛ لا يزال نافذًا وقيد الفعلية، وإلا لما كان هناك وجه ليستشهد به الإمام الحسن عليه السلام في تقريعهم وفضحهم.
5 ـ ومن فوائد هذه الرواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام بلعن مجموعة من الناس، وهو ما يبين جواز لعنهم اقتداءً به، إذ هو الأسوة الحسنة..
6 ـ كما يتبين من هذه الرواية أن الأجواء التي استدعت الصلح مع معاوية لم تكن الرضا عنه، فهو ـ كما تفيد هذه الرواية ـ مذموم إلى درجة استحقاق اللعن، فيثبت أن هناك وجها من الاضطرار حمل الإمام الحسن عليه السلام على الصلح، وهو ما يقوله الشيعة الأبرار..
والحمد لله رب العالمين..

أدب الحوار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 112
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 19, 2006 12:34 pm

مشاركة بواسطة أدب الحوار »

تأييدًا للموضوع أذكر هذه التكملة:

هناك روايات صحيحة تثبت أن معاوية كان يسب الإمام عليا عليه السلام، بل ويأمر بسبه..

أما أنه كان يسب الإمام عليا عليه السلام، فإليك الرواية:
سنن ابن ماجه (1/45) دار الفكر ـ بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي:
"قَدِمَ مُعَاوِيَةُ فِي بَعْضِ حَجَّاتِهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ فَذَكَرُوا عَلِيًّا فَنَالَ مِنْهُ فَغَضِبَ سَعْدٌ...".
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/366) مكتبة الرشد ـ الرياض 1409، الطبعة: الأولى، تحقيق: كمال يوسف الحوت.
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (4/249) حسب ترقيم المكتبة الشاملة: "إسناده صحيح".

وبسبب ما اشتملت عليها هذه الرواية حاول بعض الأمناء أن يحذفوا اسم معاوية من الرواية، فجاءت الرواية هكذا:
"عن سعد بن أبي وقاص، قال: كنت جالسًا فتنقَّصوا عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه...".
انظر هذه الرواية في خصائص النسائي ص27 المكتبة العصرية ـ بيروت.

وأما أن معاوية كان يأمر بسب الإمام علي عليه السلام، فإليك الرواية:
صحيح مسلم (4/1871) دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي:
"عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدًا فقال: ما منعك ان تسب أبا التراب".
وأخرجه الترمذي في سننه (5/638) دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون.
وقال الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي (8/224) حسب ترقيم المكتبة الشاملة: "صحيح".
وأخرجه النسائي في خصائص علي ص26 المكتبة العصرية ـ بيروت، وقال المحقق "آل زهوي": "إسناده صحيح".

وجاء في صحيح ابن حبان (ج29/ص27) حسب ترقيم برنامج المكتبة الشاملة:
"أخبرنا أبو خليفة، حدثنا الحوضي، عن شعبة، عن الحر بن الصياح، عن عبد الرحمن بن الأخنس، أنه كان في المسجد، فذكر المغيرةُ عليًّا، فنال منه".
على أنَّ ابن تيمية يرى أن القدح في علي عليه السلام لا ينحصر في واحد أو اثنين، بل يشمل كثيرًا من الصحابة، فاستمع إليه يقول في منهاج السنة النبوية (7/147) مؤسسة قرطبة ـ 1406، الطبعة: الأولى، تحقيق: د. محمد رشاد سالم:
"وقد عُلم قَدحُ كثيرٍ مِن الصحابة في عليٍّ".
أخي العزيز!
إننا بحاجة إلى قراءة منصفة محايدة لتراثنا الإسلامي، فما ذكر أعلاه هو جزء من الكل، وقليل من كثير.. أسأل الله لك التوفيق إلى كل خير..

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“