الحوثيين.. هل نصدق ما يقال عنهم؟ ـ منقول

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
أدب الحوار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 112
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 19, 2006 12:34 pm

الحوثيين.. هل نصدق ما يقال عنهم؟ ـ منقول

مشاركة بواسطة أدب الحوار »

بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام هو الدين الذي يحتضننا في رحاب تعاليمه العقلانية التي تصلح لكل زمان ومكان.. إنه دين المحبة، ودين العقلانية، ودين التطور، ودين التسامح.. وبكلمة مختصرة: هو دين الحياة.. بكل ما تعنيه الحياة من معاني طيبة..
ومن تعاليم ديننا الحنيف: أن لا نتسرع في اتهام أحد، وأن نتبين قبل أن نهاجم الناس بالظنون، فما أروع قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ...) [الحجرات:12]
ودعانا الإسلام إلى التأني في إذاعة الأخبار، إلى أن يتم التحقق من صحتها، فقال تعالى )وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) [النساء:83]
ونحن منذ فترة نعيش أحداث فتنة في بلادنا، أكلت من أبنائنا وإخواننا رجالاً ونساءً، وأفسدت طعم الحياة على كثير من أبناء هذا الوطن المهضوم.. إنها فتنةُ ما يسمى بالحرب على الحوثيين..
عندما ننظر إلى القضية من الناحية الإنسانية؛ فإنني أعتقد أن كلا طرفي الحرب هم إخوتنا في الإنسانية، فينبغي أن ننظر إلى كليهما بعطف الإنسانية، ونتساءل عن المخطئ والمصيب، ولا نتسرع في إصدار الحكم بغير دراسة متأنية..
وعندما ننظر إلى المسألة من ناحية إيمانية؛ فإنني أعتقد أن كلا طرفي الحرب إخواننا في الدين، وديننا يدعونا إلى الإصلاح بين الأخوين، وعدم الوقوف بجانب أي طرف، إلا في حال تبين لنا أن أحد الفئتين باغية على الأخرى حين تعذر الصلح..
وعندما ننظر إلى القضية من ناحية وطنية؛ فإنني أعتقد أن هذا النوع من الاقتتال لا يعود على الوطن إلاَّ بمزيد من التقهقر والدمار والاحتقان..
قد تتساءل ـ قارئي الكريم ـ هل أنا مع الحوثيين أم ضدهم؟
سأجيبك: أعطني دليلاً واضحًا على أنهم أصحاب قضية حقة، وأنهم مظلومون؛ لأقول لك أنا معهم..
قد تقول لي: إذن فأنت ضدهم؟
سأجيبك: وهل أعطيتني دليلاً واضحًا على أنهم فئة منحرفة عن الحق مع كونهم ظالمين؟
فقد تقول لي: فما هو موقفك من هذه الحرب؟
سأجيبك: موقف القاضي قبل أن تكتمل عنده الوثائق، فلا هو يُبرِّئ المتهم، ولا هو يُدينه..
قد تسألني: فكل هذه الأخبار التي تملأ الصحف وتصدح بها القنوات الإعلامية لا تكفيك؟
سأجيبك: عن أي إعلام تسألني.. عن إعلام السلطة أم إعلام المعارضة أم الإعلام المستقل؟
فإعلام السلطة مطالب بالبينة؛ لأنه كالمدعي حيث هو طرف النزاع، وإعلام المعارضة مثله تمامًا، والإعلام المستقل ليس أحسن حالاً مني!
والحل؟
أعتقد أن منطق العقلانية يدعونا إلى إيقاف هذه الحرب، وعدم تصديق أي طرف من الأطراف، وبعد أن تقف هذه الحرب؛ هناك ما يسمى القضاء الإسلامي العظيم، حيث نحتكم إليه، وإذا لم يكن فينا خير؛ فإن الأطراف الدولية يمكنها أن تتولى مسألة التحري وتشخيص الحق من الباطل.. وما دمنا لم نفعل ذلك؛ فأعتقد أن كل ما يقال في هذا الموضوع هو مجرد تحيُّز إلى أحد الطرفين أو حكمٌ ينطلق من الاستناد إلى الظنون التي نهينا عنها في ديننا العظيم..
هذا باختصار..
ولكم مني جزيل شكري وتقديري..

ــــــــــــــــ
ملاحظة:
الموضوع منقول

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“