إجابتك للسؤال الأول :
بعد هذه المقدمة أعود إلى سؤالك فأجيبك
هل وصف نزول الله تعالى بأنه من علوٍّ إلى سفلٍ نقصٌ أم لا ؟
الجواب
طالما والنزول قد جائت به النصوص الصحيحة
هو نقص في حالة اعتقاد التطابق او التماثل او التشابه بين كيفية نزول الله ونزول المخلوق
اما اثباته مع نفي التطابق او التماثل او التشابه فهذا ليس نقص بل هو تصديق النصوص فيما جاءت به
تصديق النصوص من جهة اثبات النزول ===كما جاء في حديث النزول
وتصديق النصوص من جهة نفي التماثل والتشابه في النزول === كما قال عز وجل ليس كمثله شيء
أما وصف النزول بأنه من علو إلى سفل هل فيه نقص؟؟؟؟؟؟؟؟
والجواب
أولاً:- اضافة من علو الى سفل الى كلمة نزول لا تزيد في معنى النزول شيئا ولفظ النزول منفرداً يفيد من علو إلى سفل
ثانياً:- فيه نقص في حالة ما شبهنا نزول الله بنزول المخلوقات لاننا في حال التشبيه سنقول بالحلول والانتقال في حق الله وهدا يعني ان الله عز وجل بعد نزوله صار في السفل وانتفت منه صفة العلو
لكنننننننن
طالما ونحن ننفي التشبيه ابتداءً فننفي الحلول والانتقال فكون النزول من علو الى سفل ليس فيه نقص.
ثالثا:- الاشكال الحاصل عندك اخي عزام هنا ليس في العلو والسفل وانما في لفظ النزول والدليل انه حتى وان توقفنا على القول بأنه من علو الى سفل
فستعترض على اثبات أن النزول هو إلى السماء الدنيا كما صرح الحديث بدلك
رابعاً:- السفل المقصود به السماء الدنيا فهل تعترض على ان المساء الدنيا أسفل؟
خامساً:- صفة العلو ثابتة في حق الله عز وجل حسب ما صرحت نصوص الكتاب والسنة بلا تشبيه ولا تمثيل
محصل جوابك : أن نزول الله تعالى هو من علوّ إلى سفل فعلاً ، وأن هذا ليس بنقصٍ إلا إذا شبهنا نزول الله بنزول خلقه ، وأن تشبيه الله في النزول هو اعتقاد الانتقال والحلول . وأن تصريح الحديث بأن النزول إلى السماء الدنيا ، والسماء الدنيا هي سفلٌ بلا ريب ، فالنزول واضحٌ من دون الاحتياج إلى زيادة قولنا من علوّ إلى سفل لأنه يدل عليه أصالةً .
والجواب عن كلامك هذا باختصار :
أن وصف نزول الله تعالى بأنه من علوّ إلى سفل هو تشبيه له بنزول الأجسام ، وقياسٌ له على الشاهد تماماً كمن وصف سمع الله بأنه الأذن ، بلا فرق .
وعلى قولك بأن التشبيه هو اعتقاد الانتقال والحلول ، فلا يمكن أن يعقل من النزول الذي هو من علوٍِ إلى سفل إلا الانتقال والحلول ، فلا يعقل العربي أن كون الشيء عالياً ثم كان في وقتٍ ما في سفل إلا انتقال من مكانٍ إلى مكانٍ أو حلول ولو جزء من ذلك الشيء في السفل على أقل تقدير .
والقول بأن النزول واضحٌ ومعلومٌ وهو من علو إلى سفل ثم نفي أن يكون هذا النزول ليس في انتقال أو حتى حلول هو مكابر للعقل ، وعنادٌ ، ووهم ، وخيال لا يقرّ به حتى عقل قائله .
وأما قولك بأن هذا هو معنى النزول ، يجب علينا التصديق به فغير صحيح لأن التصديق نعم واجبٌ لكن كون النزول هو هذا معناه ، فحاشا لله ، بل هذا هو معنى نزول الأشباح والأجسام فلا يجب بل لا يجوز لنا التصديق به على هذا الوجه ، وليس لنا إلا أن نكل معناه إلى قائله ، أو نجتهد في معرفته بما يتفق وتنزيه الله تعالى ، فهو إما نزول الملك كما في رواية النسائي ، وإضافته إلى الله هنا إضافة تشريف ، كقوله : ونفخ فيك ( آدم ) من روحه . ولا شك أن روحه هنا ليس الله وإنما جبريل .
أو يكون نزوله كناية عن رأفته وقربه وإقباله على العباد ذاك الوقت والحين .
أما أن يكون نزوله هو نزول ذاته من علوٍ إلى سفل ، فهذا مما لم يقوله الله تعالى ولا قاله رسوله ، بل هو محض الباطل الذي يتنزه الله ورسوله عن قوله ، وإنما هو قول من هان عليه تنزيه ربه ، وتجرأ على مولاه بقياسه على الشاهد المحسوس عنده ، ولو قال بلا كيف مليون مرة .
وقولك بأن هذا هو تحريف لكلام رسول الله ، وأن ما تقوله هو التصديق بقول رسول الله ، هذا من التهويل الباطل لأنه في أدناه مصادرة على المطلوب ، فرسول الله لم يقل بنص قولك ، حتى يكون خلاف قولك تحريفاً .
بل أنت فهمت معنى قوله على فهمك ، ونحن فهمنا على فهمنا ، وفهمك متسلزمٌ بل هو نصٌ في التنقيص ، وقولنا متوافق مع لغة القائل صلى الله عليه وسلم ، نصٌ في التنزيه والتبجيل والإجلال .
إجابتك للشطر الثاني :
اما الشطر الثاني من السؤال
وهل العلوّ والسفل أصلاً يُتصور في غير الأمكنة الوجودية ؟!
فالجواب عقل الانسان محدود فلا يمكن له ان يتصور وجوداً بلا مكان وهو كدلك عاجز ان يتصور وجودا بلا جهة له
فلدلك يجب على عقل الانسان ان يمنع نفسه من تصور صفات الله تعالى لأنه ان حاول التصور فقد ارتكب اثما بتجاوزه حدوده وحتما ما سيتصوره العقل هو ما قد رأه وسمعه ولمسه وشمه وتدوقه وكل هده الامور مخلوقة فحتما تصوره سيقوده الى قياس الله بالمخلوقات وسيقع في خبث التجسيم
وتفكر معي اخي عزام لو تعمقنا في الرياضيات او ما يسمى بعلم الهندسة
فانك تجد ان عقل الانسان قادر على ان يتصور نطاق البعدين او ما يسمونه في دلك العلم محور السينات ومحور الصادات
ويمكنه ان ركز ان يتصور نطاق الثلاثة ابعاد لكنه لا يمكنه تصور الانطقة دات الابعاد الاكثر من ثلاثة لكن نظرياً يدرسها هدا العلم ويتعامل معها في تطبيقاته فليس ما لا يمكننا تصوره نجزم بعدم وجوده
واتمنى اخي الاستاد عزام ان اردت ان نتعمق في الكلام عن الجهة ما هي ؟ وما هي القواعد التي نستخدمها وعلى اثرها ننسب جهة ما الى شيء ما؟ وغيرها من الامور
أخي الكريم : بإنصاف وتجرد منك : هل أجبتني عن سؤالي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد كان سؤالي هذا نصه :
وهل العلوّ والسفل أصلاً يُتصور في غير الأمكنة الوجودية ؟!
إن محصل جوابك أننا لا نتصور ذلك إلا في الأماكن الوجودية ، لكن هذا لا يمنع من وقوع ذلك في غير المكان المخلوق .. وهذا لا إشكال عندي فيه لكنه واضحٌ في : إبطال قولك بنصه ، وهروبك عن الإجابة المستلزمة لنقض قولك .
إذ أنك لو قلت بأن نزول الله تعالى هو من علوّ إلى سفل في مكانٍ لا وجودي ، فعلى التنزل بالتسليم لك بأن هناك مكان وجودي ومكان عدمي ، فهذا هو نقضٌ لقولكم ، ذلك أنكم تقولون بأن ( السفل ) مكانٌ وجودي بلا ريب وهو السماء الدنيا .
فالعلو عندكم هو العرش ، والسفل هو السماء الدنيا ، والنزول هو تدلي !! وهبوط !! من علو ( العرش ) إلى سفل ( السماء الدنيا ) ..
فالنتيجة أن نزول الله تعالى إلى مكانٍ وجودي ٍ ، وليس لهذا معنى عند من خلا عن العناد والمكابرة إلى الحلول في المكان الوجودي ، وكل ما يمكن أن يعود للاحتجاج به من لا يريد الالتزام بلازم هذا القول فهو سفسطة .
والخلاصة : أن النزول من علوّ إلى سفل إن لم يكن في مكانٍ وجودي ، فهو قطعاً ليس نزولاً إلى السماء الدنيا لأنها مكانٌ وجودي .
وإن كان نزول الله هو إلى مكانٍ وجودي ، وهو السماء الدنيا ، فهو حلول بلا ريب فيه ، وإلا لم يكن هناك أيّ معنى لذكر السماء الدنيا .
وعلى كلا التقديرين ينتقض قولكم ويبطل .
والحق : أن الحديث حق ، وإنما الباطل في فهمه على الشاهد بما يلزم منه الباطل ، فيبطل معه ذلك الفهم ، ويبقى الفهم الصحيح له بأنه أحد المعنيين المذكورين قبلُ : إما نزول ملك ، والإضافة للتشريف . وإمّا كناية .
ودليل ذلك : 1- وروده في رواية النسائي ، ولو لم تكن صحيحة ، فهي توجب الاحتمال ، وبه يسقط الا ستدلال . 2- ورود ذلك في مثيلٍ له كقوله تعالى : فأتى الله بنيانهم من القواعد . والمقصود به الملك أو الأمر أو العذاب .. الخ .
إجابتك للسؤال الثاني :
سؤالكم الثاني
- هل ترى أن نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو نزول ذاته أم شيءٌ آخر أم تسكت عن ذلك تلفّظاً وتعقّلاً ؟!
ما اقول به هو ما قال به رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم
ينزل الله سبحانه وتعالى الى السماء الدنيا في الثلث الاخير من كل ليلة فيقول هل من مستغفر فاغفر له
او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
واجزم بالتصديق بما قاله رسول الله
ومن زعم ان الله لا ينزل وانما ينزل شيء اخر غير الله (رحمته او مغفرته او اي شيء اخر) فاراه مخطئاً محرفاً لكلام رسول الله
واتوقف عن تعقل كيفية النزول بل اجزم قطعاً جهلي بها واجزم قطعاً علمي ان تلك الكيفية ليست كالكيفيات التي اعرفها او التي استطيع تصورها
أظن أن سؤالي كان واضحاً أنني لم أطالبك بأن تقول بخلاف قول رسول الله ، وإنما طلبتُ فهمك لقول رسول الله ..
ومحصل جوابك : أنك تعتقد أن النزول هو نزول ذات الله تعالى لا غيره ، و هذا ( كيفية يفزع السلف عنها ) كما يقول ابن عبد البر ، وقولك بأنه نص قول رسول الله إنما وهمٌ منك ، وتخيّلٌ ليس لك دليل قاطع فيه .
وإذا كان الخطاب عربي مبين ، وأنتم تفهونه لا تشبيه ، فخطابكم أيضاً عربي مبين فلماذا لا يحق لنا أن نفهمه كما يفهمه كلُّ عربي ، فنزول ذات الله إلى السماء الدنيا هو حلوله فيه المخلوقات كما يفهم ذلك كلّ عربي وكل عاقل ، دون أن نكيف هذا الحلول أو نشبهه .. والسلام .
إجابتك للسؤال الأخير :
سؤالكم الثالث
- هل تكون الذات الإلهية كائنةً في الثلث الأخير في السماء الدنيا التي نراها فوقنا ؟!
ان كنت تقصد ان الله عز وجل يصبح محصوراً في السماء الدنيا في الثلث الاخير فاجزم بنفي هدا سبحان الله وتعالى عن دلك
وان كنت تقصد ان الله عز وجل انتفت منه صفة العلو وصار اسفل فهدا اجزم بنفيه عن الله تعالى عن دلك
وان كنت تقصد ان الله عز وجل ينتقل ويحل فهدا اجزم بنفيه عن الله تعالى ربي عن دلك
وان كنت تقصد اثبات ما اثبته رسول الله من ان الله عز وجل ينزل الى السماء الدينا في الثلث الأخير من كل ليلة دون تشبيه وتمثيل وتكييف فهدا ما نقول به
بلا تعليق ..
وفقني الله وإياك أخي الكريم لما يحبه ويرضاه .