لقد خلق الله البشر على هذه الإرض بعد أن أكملها وجعلها صالحة للحياة وقد فيها أقواتها وسن سننها فمنهم الصالح العامل بالخير والعابد لربه ومنهم العاص الذي يسعى في الإرض فسادا قال تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس قال إني أعلم مالا تعلمون) قال المرتضى محمدبن يحيىبن الحسين سلام الله عليهم في مجموعه إن الله قد أعلم الملائكة أنه سيخلق بشر في الأرض وسيفسدون فيها ويسفكون الدماء فقالوا كيف ونحن نسبح .....إلخ فرد عليهم الله إني أعلم ما لا تعلمون فأعلمهم بأنه سيكون من البشر من يواجه أولئك ويسعون في الأرض بالإصلاح ويمشون طبقا لقوانينه وسننه يدعون إلى الخير ويواجهون الشر وأعوانه فقالوا ( سبحانك لا علم لنا إلاما علمتنا ...) .
ومن طالع التاريخ وقرأه يجد أنه قد وجد على هذه البسيطة عظماء بحبون الخيرللناس ويسعون إلى تطبيق منهج الله وإزالة الظلم عن البشرية وتصحيح أفهامهم وأفكارهم ويجد في الجانب الآخر عكس أولئك العظماء أناس يسعون إلى الفساد والشر ......
والمعلوم أن أي فكر أوي دين أومنهج .... لابد لنشره للناس ومناهضة من يخالفه من الدعاء أو الدعوة إليه وإلا فهولن يعرف ولن ينتشر ولن يطبق بين الناس وسواء كان هذا الفكر حقا أو باطلا سواء كانت الدعوة باطلة أومحقة .
وهذا ما جرى عبر التاريخ منذ أن خلق الله الإنسان إلى يومنا هذا مما يدل على أن الدعاء سنة إلهية وقانون مفروض وموضوع .
فلما ظهر الشر في الأرض من الإنسان أرسل الله رسله وأنبياءه لتطهير الأرض فكانوا قدوة العظماء وأئمتهم فدعوا عليهم السلام إلى منهج الله وقوانينه وتوحيده وشرعه إلى إزالة الظلم عن الناس والفواحش والإفكار المغلوطة والتي فيها دمار الإنسانية فواجهوا من أعداء الله من التعذيب والقتل والتشريد كما مذكور في القرآن والتاريخ وأنصارهم معهم دعوا إلى مادعى إليه أنبيائهم فجرى لهم ما جرى وما كان للأنبياء أن يعرفوا ولا دعوتهم وتشريعاتهم ولا حجة الله على الناس ولا نشروها لولا الدعاء والإبلاغ فلو جلسوا وقعدوا في بيوتهم ولم يجاهدوا لما أبلغوا رسالات ربهم .
وأيضا هناك أناس ثاروا ضد الظلم ودعوا إلى العدل والفضيلة والخير من غير الإنبياء أمثال كنفوشيوس في الصين الذي دعى إلى التوحيد والخير وبوذا في الهند وسقراط في اليونان وأخناتون في مصر وغيرهم في شتى أنحاء الأرض وانظر إن شئت إلى العصور الوسطى في أوروبا وثورات الفلاسفة والمفكروين ضد ظلم الكنيسة وظلمها ودعوتهم إلى التغيير وسعوا في ذلك وصبروا حتى أزيح عنهم ظلم الكنيسة وظلم حكامهم وأزالوا التخلف الذي كان مخيما على شعوبهم كما فعل سلفر والذي عرف بنبي النصارى فلولا الدعاء لما تغير شئ ولظل الظلم والتخلف قابعا على صدور الناس والأفكار المشوشة ما زالت تغطي عقولهم فالبدعاء أو الدعوة أزال أولئك من عقول من سمعهم وعرفهم الأفكار المظلمة ومنهم من نشر العدل وازال الظلم عن الناس كذي القرنين والإسكندر المقدوني وحمورابي والذي كانت بعض قوانينه كقوانين الإسلام الحنيف وفي الجهة المقابلة كان هناك أعوان الشر والظلم يدعون إليه ويمارسونه على الناس كفرعون ونمرود وبخت نصر وغيرهم من الظلمة الجبارين فلولا الدعاء لما انتشر الظلم والشر والأفكار السخيفة المضلة .
فالدعاء هو سنة في هذه الأرض لنشر الخير أو العكس .
وقد قال تعالى ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) حتى إبليس لم يكن له غنا عن الدعاء (ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ...) وقال تعالى في أنبياءه ومن اقتدى بهم وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا) وقال (وممن خلقنا أمة يهدون إلى الخير ) وكذلك ما ذكر في قصص الأنبياء فكلهم دعوا إالى الله وقوانينه وترك الظلم والفواحش وهذا لا يخفى على من قرأ القرآن حتى وكان من أولئك الأنبياء والعظماء خير الأنبياء وإمام العظماء وسيدهم حبيب رب العالمين الرسول الخاتم سيدنا محمد الأمين الذي قام بأمر الله ودعى إلى دينه وتوحيده ورفع الظلم ونشر العدل والخير فلم يقعد في بيته واستأنس بل دعى وصبر وجاهد وتحمل ما لا يخفى على مسلم بأبي هو وأمي فلولا الدعاء ما تحقق ما جاء به وقد أمره الله به قال تعالى(فبهداهم اقتده) فأمره بالإقتداء بمن قبله من الأنبياء وقال (ادعوإلى سبيل ربك ....) وقال (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) وقد جعل الله الإستجابة والطاعة لرسوله عند الدعاء فقط كما قال تعالى(استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) فشرط الدعاء وإلا فلا إجابة والآية صريحة ولذلك وجب على الناس طاعة محمد بن عبدالله عليه وآله الصلاة والسلام لانه دعاهم إلى الخير والعدل إلى أوامر الله ونواهيه إلى العمل بكتابه وما سنه لرسوله عليه السلام وبعده صلى الله عليه وآله وسلم انقطعت النبوة وبقيت الإمامة لتواصل الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع الظلم وتأسيس العدل وقد قال تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخيرويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) روى في مجمع البيان في تفسير القرآن لطبرسي عن رسول الله أنه قال (من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله) ورواه إمامنا وهادينا يحيى بن الحسين عليه السلام في كتاب معرفة الله ووتوحيده وعدله ووعده ووعيده بلفظ (من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله ) .
فالرجل سواء كان من عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو من غيرهم لايمكن معرفته ومعرفة دعوته إلا به أعني الدعاء يدعوا إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإلا كيف يفعل ذلك وهل وهو جالس في بيته هيهات حتى لو عرف فكيف .........
فالدعاء هو أساس لإقامة الدين والعدل ونشر الحكمة ورفع الظلم ومنابذة الظالمين وتحقيق العدالة والمساواة بين الناس ......... وغير ذلك .
قال تعالى (لقد كان لكم في رسوالله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ...) فالإمام هو أولى الناس برسول الله لأنه خليفته والقائم مقامه في الحكم بين الناس بالعدل ومنا بذة الظالمين ونشر الدعوة والتوحيد وحفظ بيضة المسلمين فكيف يعرف وكيف يدل على حكمه وعلى دعوته من أجل إجابته والوقوف إلى جانبه أخبرونا يا أولي الألباب .
كيف يكون أحد إماما مفترض الطاعة وهو جالس في بيته .



أما عذر الخوف من الظالمين فهذا أمر معروف بأن من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويسعى في ذلك وينابذ الظالمين وينصر المظلومين لابد من أن يواجه اعداء الله وأعداء الخير فقد واجه الأنبياء ذلك ومنهم نبينا عليه السلام فصبروا على ما أوذوا ولابد من خوض ذلك لكي تتحقق السعادة فالصراع بين الخير والشر متواجد دائما.
والعجيب من إخواننا الإمامية أنهم أرادوا عكس القضية وجعل الجالس المسالم هو الإمام المفترضة طاعته مع مخالفة ذلك للعقل والكتاب والواقع وهذا مع أن الله قد شرط الإستجابة والطاعة فقط عند الدعاء لما يحيي (استجيبوا لله ولرسول إذا دعاكم لما يحييكم ...).
وهل سار بسيرة الأنبياء واقتدى بهم في الدعاء إلى الله إلى العدل وغير ذلك الإزيد بن علي والنفس الزكية ويحيى بن الحسين والقاسم بن إبراهيم والحسين بن علي الفخي وغيرهم من الأئمة من عترة رسول الله فمن أولى بمقام الأنبياء .
قال الإمام الأعظم زيد بن علي عليه السلام في كتاب تثبيت الوصية (فإن قالوا فمن أولى الناس بعد الحسين؟ فقولوا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم أولادهما أفضلهم أعلمهم بالدين الداعي إلى كتاب الله الشاهر سيفه)
وقال عليه السلام في قوله تعالى (قل هذه سبيلي ادعو أدعوإلى الله.....) ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم < قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني> من أهل بيتي لا يزال الرجل يدعو إلى ما أدعو إليه) رواه في تفسير فرات الكوفي بإسناده ورواه الشيخ على بن حسين الزيدي بإسناده إلى الإمام زيد في كتاب المحيط
ورى الشيخ علي بن حسين الزيدي بإسناده إلى أبي الجارود قال سمعت زيد بن علي يقول( إن الله افترض طاعة أربعة منا أمير المؤمنين والحسن والحسين والإمام القايم بالسيف يدعو إلى كتاب وسنة رسوله)وهو مذكور في مجموعه عليه السلام ورواه أيضا الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة في الشافي ورواه الإمام أبوطالب في كتاب الدعامة .
وروى علي بن محمد مؤلف سيرة الهادي يحيى بن الحسين ع القاضي محمد بن سليمان الكوفي بإسناده إلى سعيد بن خثيم قال قال زيد بن علي صلوات الله عليه( إن الإمام منا أهل البيت المفترض الطاعة على المسلمين الذي شهر سيفه ودعى إلى كتاب ربه وسنة نبيه وجرت بذلك أحكامه وعرف بذلك قيامه فذلك الذي لاتسع جهالته فأما عبدجالس في بيته مرخي ستره تجري عليه أحكام الظلمة لا يأمر بالمعروف ولا ينه عن المنكر فلن يكون ذلك إماما ) ورى أيضا بإسناده إلى أبي خالد عن زيد بن علي صلوات الله عليه قال (نحن أئمتكم ولد فاطمة حق علينا أن نجتهد لكم وحق عليكم أن لا تبتدعوا من دوننا الإمام منا المفترض طاعته الشاهر سيفه الباسط يده الداعي إلى سبيل ربه ، ليس الإمام منا المفترض الطاعة الجالس في بيته .....إلخ) ورواه عن أبي خالد الشيخ علي بن بلال في كتاب المحيط .
ورى في كتاب المحيط بإسناده إلي عمرو بن خالد قال سمعت زيد بن علي عليهم السلام يقول ( أنا يكون إماما الجالس في بيته مسبل ستره لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر تجري عليه أحكام الظلمة )
وفي تفسير فرات الكوفي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) قال منا شهيد على كل زمان علي بن أبي طالب في زمانه والحسن في زمانه والحسين في زمانه وكل من يدعو منا إلى أمر الله تعالى ) تأمل .
وفي سيرة الهادي يحيى بن الحسين روى محمد بن سليمان الكوفي بإسناده إلى الباقر عليه السلام أنه سئل كيف يعرف صاحب الأمر فقال بقوله تعالى ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا زكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ) .
وفي العقد الثمين روى إمامنا المنصور عبدالله بن حمزة عليه السلام بإسناده إلى علي بن جعفر قال سمعت أخي موسى يقول( ليس منا أهل البيت إمام مفترض الطاعة وهو جالس في بيته والناس يخطفون من ورائه لا يدفع عنهم ظلما ولا يهديهم سبيلا ، إنما الإمام منا الباذل نفسه لله القائم بكتاب الله الداعي إلى الحق الناهي عن الباطل )
ورواه الشيخ علي بن حسين الزيدي في المحيط وأبو طالب في الدعامة .
وفي المحيط بإسناده إلى علي بن علي قال( كنت عند جعفر بن محمد فقال له رجل سمعت عمك زيد بن علي يقول ( الإمام منا أهل البيت الموثوق به في دينه وعلمه الباذل نفسه لربه يجاهد عن دينه ) فقال جعفر بن محمد صدق عمي وبر ).
وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بإسناده إلى زيد بن علي عليه السلام أنه قال في تفسيره لقوله تعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ....إلخ) الظالم لنفسه( المختلط بالناس) والمقتصد( العابد) والسابق بالخيرات( الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربه) ورواه محمد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي ،ورواه فرات الكوفي بإسناده عن أبي الجارود عن زيد بن علي صلوات الله عليه .
وأكتفي بهذه الروايات ولم أذكر الأسانيد لكي لا أطيل أكثر وقد ألمحت إليها وهي موجودة في المصادر التي ذكرت .
وفرات الكوفي هذا موثوق لدى الإمامية كما ذكره في ترجمته المحقق بل وهو كما يقولون منهم أو كان زيد يا ثم صار إماميا قاال ذلك المحقق ولم يذكر أي قرينة على ذلك غير تلك الروايات عن زيد بن علي والتي فيها مخالفة صريحة للإمامية حتى في العصمة ونفيها عن أهل البيت والخمسة أهل الكساء ولم يذكر أي نص على الأئمة الاثني عشر ولا عصمة أفراد أهل البيت وقد تركت روايات فيه وفي غيره من المصادر والمراجع منها ما ذكرت تقيد معنى ما نحن بصدده .
وبعد ذلك آتي إلى ذكر دعوة الإمام الأعظم زيد بن علي وهل كانت لنفسه أولا فأقول وبالله أصول وأجول :
روى الإمام أبوطالب يحيى بن الحسين الهاروني في تيسير المطالب بإسناده إلى سعيد بن خثيم أن زيد بن علي عليه اسلام كتب كتائبه فلما خفقت راياته رفع يده إلى السماء ثم قال (الحمدلله الذي أكمل لي ديني والله ما يسرني أني لقيت محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم آمر في أمته بالمعروف ولم أنههم عن منكر والله ما أبالي إن أقمت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أنه تأججت لي نار ثم قذفت فيها ..... يا مشعر الفقهاء ويا أهل الحجى أنا حجة من الله عليكم هذه يدي مع أيديكم على أن نقيم حدود الله ونعمل بكتاب الله ونقسم بينكم فيئكم بالسوية فاسألوني عن معالم دينكم فإن لم أنبئكم بكل ما سألتم فولوا من شئتم ممن علمتم أنه أعلم مني والله لقد علمت علم أبي علي بن الحسين وعلم عمي الحسن وعلم جدي الحسين عليه السلام وعلم علي بن أبي طالب وصي رسول الله وعيبة علمه وإني لأعلم أهل بيتي .
والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي ولا انتهكت لله محرما منذ عرفت أن الله يؤاخذني ، هلموا فسلوني ) وقد رواه أبو العباس الحسني في المصابيح وذكره الإمام محمد بن المطهر المظلل بالغمام في المنهاج الجلي في شرح مجموع الإمام زيد بن علي .
وروى أبو العباس الحسني في المصابيح بإسناده إلى كثير النواء أن زيد بن عليه السلام خرج يوم الأربعاء غرة صفر سنة أثنتين وعشرين ومائة.... إلى قوله فخرج على أصحابه على برذون أشهب في قبا أبيض ودرع تحته وعمامة وبين يديه قربوسه مصحف منشور فقال (سلوني فوالله ما تسألوني عن حلال وحرام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وأمثال وقصص إلا أنباتكم به والله ما وقفت هذا الموقف إلا وأنا أعلم أهل بيتي بما تحتاج إليه هذه الأمة ثم قال (الحمدلله الذي أكمل لي ديني إني لأستحي من جدي أن ألقاه ولم ألقاه ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر ثم قال أيها الناس أعينوني على أنباط أهل الشام فوالله بلا يعينني عليهم أحد إلا جاء يوم القيامة آمنا حتى يجوز الصراط ثم قال نحن الأوصياء والنجباء والعلماء ونحن خزان علم الله وورثة وحي الله وعترة رسول الله وشيعتنا رعاة الشمس والقمر ....) وقد رواه الإمام النصور عبد الله بن حمزة في الشافي بإسناده ورواه الشيخ أحمدبن موسى الطبري صاحب الهادي عليه السلام في كتاب المنير ورواه أيضا في تيسيرالمطالب وفي المنهاج الجلي.
وفي تفسير فرات الكوفي في قوله تعالى (واما الجدار فكان لغلامين في المدينة إلخ الآية) قال زيد بن علي ( حفظ الله الغلامين بصلاح أبيهما فمن أحق أن يرجو الحفظ من الله بصلاح من مضى من آباءنا منا رسول الله جدنا وابن عمه المؤمن المهاجر معه أبونا .... ثم نحن من أمته وعلى ملته ندعوكم إلى سنته والكتاب الذي جاء به أن تحلوا حلاله وتحرموا حرامه وتعملوا بمحكم آياته عند تفرق الناس واختلافهم ).
فهذا هو زيد بن علي الذي ثار وقام ضد الظلم الذي أراد إصلاح أمت جده أن يقيم الكتاب والعدل والمساواة بين الناس وينفي الظلم والمنكرات عنهم ( وددت لو أن يدي معلقة بالثريا ثم أهوي ووقعت حيث وقعت على أن يصلح الله أمتي جدي ) أحياء زيد ما آماته الظلمة والجبابرة من سنن الأولين أنبياء الله ولم تكن ثورته عسكرية فحسب بل كانت فكرية لكي تصحح المفاهيم الفاسدة مثل طاعة ولي الأمر مهما كان حكمه ويزيل العقائد القبيحة كالجبر والتشبيه ورسائله موجودة معروفة ، ألا تنظر إلى رسالة إلى علماء السوء ورده على المجبرة وكتابه في الرد على المرجئة كتاب الإيمان وووو...... .
قال الإمام المهدي محمدبن عبد الله النفس الزكية ( لقد أحيا زيد بن علي ما دثر من سنن الأنبياء والمرسلين وأقام عمود الدين إذ عوج فوالله لن نقتبس إلا من نوره وزيد إمام الأئمة) و ذكره الشهيد حميد المحلي في الحدائق الوردية والمنصور بالله عبد الله بن حمزة في الشافي وهو في المصابيح .
وروى في المحيط بإسناده إلى العفار التميمي قال سمعت الحسين بن علي الفخي المقتول بفخ صلوات الله عليه يقول ( من قام منا أهل البيت داعيا إلى الله وكتابه وإلى جهاد أئمة الجور فهو من حسنات زيد بن علي فتح والله لنا زيد بن علي باب الحنة وقال ادخلوها بسلام آمنين) وفيه إلى المساور الهمداني قال قال لي الحسين بن علي الشهيد صاحب فخ صلوات الله عليه( يا زكريا كل مجاهد منا في سبيل الله إلى أن تقوم الستعة من منن صاحبكم زيد بن علي فتح والله زيد بن علي با ب وقال ادخلوها يا بني علي بسلام آمنين ) وقال ولده يحي بن زيد :
يا ابن زيد أليس قد قال زيد من أحب الحياة عاش ذليلا
كن كزيد فأنت مهجة زيد فا تخذ في الجنان ظلا ظليلا
ذكره في الحدائق والمصابيح واللآلئ للشرفي رحمه الله .
وفي الأمالي الإثنينية للإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري بإسناده إلى الباقر عليه السلام انه قال ( من سمع واعيته ولم يجبه كبه الله على منخريه في النار).
وقال الكامل عبد الله بن الحسن أبو الأئمة عليه السلام (علامة مابيننا وبين الناس علي بن أبي طالب وعلامة ما بيننا وبين شيعتنا زيدبن علي عليه السلام) رواه القاسم بن محمد سلام الله عليه في الإعتصام ورواه أحمد بن موسى الطبري في كلام للكامل ابن الحسن سلام الله عليه عن زيد والزيدية وهذا نصه عن محمد بن كثيرقال بعد الكامل بعد كلامه المتقدم(من تولى زيدا على صفته توليناه ومن برئ من زيد على صفته برئنا منه إن زيدا كان صحيحا إن زيدا كان صحيحا ثم قال اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملا ئكتك ومن حضرني من خلقك أني أتولى زيدبن علي وابرئ إليك ممن برئ منه ومن أصحابه مضى والله زيد ما خلف فينا لدين ولا دنيا مثله ،أ ضحى زيد بالعراق فأوضح للناس الطريق أما والله إن أوثق خصال زيد عندي ظان يثبه الله الجنان لما أوضح للناس للناس من كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه ثم قال والله ما على ظهر الأرض رابطة غيركم معاشر الزيدية).
وروى إمامنا الهادي يحيى بن الحسين في كتاب معرفة الله وهو ضمن مجموعه عن الباقر سلام الله عليه أن قوما وفدوا إليه فقالوا : يا ابن رسول الله إن أخاك زيدا فينا ،وهويسألنا البيعة أفنبايعه ؟فقال لهم محمد بايعه إنه اليوم أفضلنا .
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه :
وفيه ما قال جعفر بن محمد الصادق رحمة الله عليه لما أراد زيد الخروج إلى الكوفة من المدينة ؟ قال له جعفر : أنا معك ياعم فقال له زيد : أو ما علمت يا ابن أخي أن قا ئمنا لقاعدنا وقاعدنا لقائمنا فإذا خرجت أنا وأنت فمن يخلفنا في حرمنا ، فتخلف جعفر بأمر عمه زيد وعنه لما جاءه خبر قتل عمه زيد وأصحابه قال : ذهب والله زيد بن علي كما ذهب علي بن أبي طالب والحسن والحسين وأصحابهم شهيدا إلى الجنة التابع لهم مؤمن والشاك فيهم ضال والراد عليهم كافر. وذكر ذلك أحمد بن موسى الطبري في المنير وفيه بعد ذلك الكلام للصادق عليه السلام ( أما والله ما من عمل ألقى الله به أحب إلي من العمل الذي لقى الله به زيد وإنه دين الله الذي أدينه كان والله عمي زيد أبذلنا لملكه وأوصلنا لرحمه كان والله عمي زيد مليء حلما وعلما كان والله عمي زيد رجلنا لدنيانا وآخرتنا والله ما كان فينا زمان عمي مثل عمي مضى والله عمي على ما مضى عليه آباؤه .....) وروى الشيخ علي بن حسين الزيدي عن الصادق مثل ذلك في المحيط.
وخلا صة القول في ذلك ما قاله الإمام المهدي لدين محمد بن المطهر عليهما السلام في المنهاج الجلي عند ذكر زيد بن علي ( الذي مد ت إليه الأئمة انتسابها وكشف ببركاته عنها حجابها .....) .
وبهذا اكتفي في هذا الموضوع وقد كنت أريد ذكر روايات عن إمامنا الأعظم زيد بن علي في العصمة لكي نثبت انه لم يكن إماميا ولكن ما ذكرناه ففيه كفاية ولعلي أذكرها في موضوع الموجود في المجالس ما الدليل على أن زيد بن علي لم يكن إماميا وبما تقدم تعرف الدليل وبغيره .
ولم أعلق كثيرا لأن الموضوع واضح لمن تأمل وهو بين أيديكم ولا أريد الخروج عن الموضوع رجااااااء .
المرااااااجع :- مجموع الإمام زيد بن علي – مجموع الهادي يحيى بن الحسين – مجموع المرتضى بن يحيى بن الحسين – تفسير فرات الكوفي – مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي – المنير لأحمد بن موسى الطبري – المنهاج الجلي للإمام محمد بن المطهر – الإعتصام بحبل الله للإمام القاسم بن محمد – المحيط بالإمامة لعلي بن حسين الزيدي – الحدائق الوردية لحميد المحلي – تيسير المطالب للإمام ابي طالب – المصابيح لأبي العباس الحسني – مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي – سيرة يحيى بن الحسين – الشافي والعقد الثمين للإمام عبدالله بن حمزة – قصة الحضارة لويل ديورانت – تاريخ الفلسفة الصينية – تاريخ الفلسفة الهندية – تاريخ الفلسفة اليونانية .
وارجو ممن وجد خطاء ان يصححه أو يخبرني به هنا أو في الخاص وليحتمل فقد جئت بجهدي في التصحيح وأنا بشر


وصلى الله على محمد الأمين وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا .
وسلاااااااامي للجميع .