أسئلة في علوم الحديث من منطلق زيدي..

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
الحسين اشبوكي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: الاثنين مايو 15, 2006 11:07 pm
مكان: طنجة - المغرب

أسئلة في علوم الحديث من منطلق زيدي..

مشاركة بواسطة الحسين اشبوكي »

بسم الله الرحمن الرحيم..

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه..

سادتي في مجالس آل محمد..

أرجو أن تشاركوني الاهتمام بهذا الموضوع الذي يشغل بالي كثيرا في هذه الآونة الأخيرة..

فقد قرأت كتاب: "علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين" للشيخ عبد الله بن حمود العزي من إخواننا الزيدية المعاصرين..

إرادة مني لإيجاد صيغ للتفاهم والتواصل مع هذه المدرسة من مدارس العترة النبوية..

فكفانا بعدا عن التواصل العلمي والبحث المنصف..

والعجيب ممن سولت له نفسه أن يصير شرطي المرور لعقائد أهل السنة والجماعة.. فيجيز بعضها ولا يجيز بعضها الآخر.. بحجة أن "العلماء" أجازوا هذا الاعتقاد ولم يجيزوا غيره..

فمن هم العلماء ؟ ومن هم ورثة النبوة الحقيقيون ؟ ومن هم حفاظ الشريعة على ممر التاريخ ؟

بل من هم آل بيت النبوة ؟ ومن هم هذا الثقل العظيم الذي أمرنا بالالتفاف حوله ومناصرته والتشيع له ؟

هذه الأسئة وغيرها لن نتمكن من الإجابة عليها إن أغفلنا هذا المحور الهام من محاور البحث في مدى التقاء أهل السنة والجماعة بمدرسة آل البيت الزيدية..

لقد مارست "شرطة مرور العقائد" داخل أوساطنا السنية إرهابا فكريا وفقهيا وعقديا منذ عقود بل وقرون متوارثين هذا النهج الجبري العضوض من عهد التسلط الأموي على مقاليد الحكم والسلطة..

إن موضوع المقارنة والمقابلة بين علوم الحديث عند المحدثين من أهل السنة والجماعة وبين تفاصيلها ودقائقها عند إخواننا الزيدية على وجه الخصوص.. كفيل بوضعنا أمام الصورة الواضحة لما عليه حالنا من التنطع والتعصب والتشنج..

سأحاول هنا أن أسلط الضوء على بعض الفقرات من هذا الكتاب..

وذلك عن طريق إثارة بعض الأسئلة المهمة..

والمرجو من كل أخ يرى أنه يعرف الإجابة عن أي سؤال سأطرحه أن يفيدنا بها..


***


لنبدأ إذن بإحدى فقرات الكتاب الأولى المعنونة بـ :

دور الدولة الأموية في وضع الحديث:

فإذا كان الناس قد ركبوا الصعبة والذلول في عهد ابن عباس فكيف بما بعد عهده؟ وقد كان معاوية يجزل العطاء، ويعطي الإقطاعات الواسعة، والمراتب الرفيعة لمن وضع حديثا يذم فيه عليا وشيعته، ويمتدح معاوية وحاشيته، ولم يقتصر على ذلك، بل ضيق الخناق على أهل البيت عليهم السلام، وشيعتهم رضوان الله عليهم، وحاصرهم فكريا، وقد وجه بتتبع أهل مسائل الفكر الإسلامي التي حملها أهل البيت عليهم السلام ودافعوا من أجلها، وأمر بعمل نقيضها، فأبدل التنزيه بالتشبيه، والاختيار بالجبر، والحرية بالقهر، وتحولت المنابر من وسائل إرشاد وهداية إلى وسائل شتم وغواية..

ومن العجيب أن كل ذلك يحدث تحت ذريعة إتباع السنة والمحافظة على الجماعة!!!


ص.14 من الكتاب..

هناك العديد من الأسئلة من أجل التوثيق.. بالنسبة لهذه الفقرة المهمة..


***


هل نجد نصوصا صحيحة تؤكد لنا ما ذهب إليه الكاتب من أن معاوية كان يجزل العطاء، ويعطي الإقطاعات الواسعة والمراتب الرفيعة لمن وضع حديثا يذم فيه عليا وشيعته ويمتدح معاوية وحاشيته؟ فإن وجدت فماهي؟

من يتحفنا بنصوص صحيحة من تاريخ معاوية تؤكد أنه ضيق الخناق على أهل البيت عليهم السلام بأي نوع من أنواع تضييق الخناق؟

من يتحفنا بنصوص صحيحة من تاريخ معاوية تؤكد لنا أن المنابر في عهده قد تحولت من وسائل إرشاد وهداية إلى وسائل شتم وغواية؟


***


المرجو من كل أخ يود المشاركة أن يلتزم هنا بأمور ثلاثة:

أن يتوخى الإجابة عن السؤال إن كان ملما بإجابة كافية ولو بالإحالة إلى مرجع من المراجع ..

أن نحتفظ هنا بحس أكاديمي رزين وبحث علمي هادئ ..

إن وجد الأخ نفسه قادرا على الإجابة عن سؤال من هذه الأسئلة وغيرها التي سنقوم بطرحها تباعا أن يشير إلى أن مداخلته جواب عن سؤال كذا.. فيحدده لنا لنعلم عماذا يتحدث..


***


فلكم الكلمة يا سادتي في مجالس آل محمد..


***


وحتى نوسع هنا دائرة الأسئلة المتعلقة بعلوم الحديث بين الزيدية والمحدثين من أهل السنة والجماعة..

نضيف إلى الفقرة السابقة فقرة أخرى تتعلق بتلقي الحديث بالقبول:

وإذا لم يكن - يعني الحديث - متواترا، لكن تلقته الأمة بالقبول، فإنه مقبول، قال الإمام القاسم بن محمد:

وإنا لا نعلم صدق الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم إلا إذا جاء متواترا أو تلقته الأمة بالقبول، أو وافق كتاب الله، وما عدا ذلك فإنا لا نأمن أن يكون كذبا على رسول الله إما عمدا وإما خطأ..

وكذلك ما تلقاه أهل البيت عليهم السلام..


ص.20 من الكتاب..


***


4 - ما المقصود هنا بالأمة ؟ وما هو القصد الصحيح والتعريف السليم للأمة التي إن تلقت الحديث بالقبول وجب المصير للأخذ به ؟

5 - وما المقصود هنا أيضا بآل البيت ؟ هل هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين كانوا من أهله وذريته ؟ أم أن المراد أهل البيت عموما ؟

6 - وإن كان آل البيت هنا في معناه العام، فهل مجرد كون الراوي من آل البيت يخول لنا قبول الرواية التي يرويها ؟


***


الكلمة لكم يا سادتي في مجالس آل محمد..

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

هل نجد نصوصا صحيحة تؤكد لنا ما ذهب إليه الكاتب من أن معاوية كان يجزل العطاء، ويعطي الإقطاعات الواسعة والمراتب الرفيعة لمن وضع حديثا يذم فيه عليا وشيعته ويمتدح معاوية وحاشيته؟ فإن وجدت فماهي؟

من يتحفنا بنصوص صحيحة من تاريخ معاوية تؤكد أنه ضيق الخناق على أهل البيت عليهم السلام بأي نوع من أنواع تضييق الخناق؟

من يتحفنا بنصوص صحيحة من تاريخ معاوية تؤكد لنا أن المنابر في عهده قد تحولت من وسائل إرشاد وهداية إلى وسائل شتم وغواية؟
نقل :
لما استولى معاوية على منصب الخلافة أصدر سلسلة من المراسم ، الملكية وعممها على كافة الولاة والعمال في كل مكان من أرجاء مملكته في نسخة واحدة وطلب منهم تنفيذها بدقة تامة ، جاء في أحدها أن برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب وأهل بيت النبوة ، وجاء في آخر " لا تدعوا شيئا يروي في فضل أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة " ( شرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 595 و 596 تحقيق حسن تميم نقلا عن كتاب الأحداث للمدائني )
وأمر الناس أن تروي في فضل الصحابة مجتمعين ومتفردين باستثناء علي بن أبي طالب ومن والاه ووعد الرواة بجوائز سنية ، وأعطوا بالفعل عطايا تفوق حدي التصور والتصديق ! !

فانبجست الأرض فجأة عن آلاف الرواة وفاضت الدنيا بالروايات ، التي تمدح الخلفاء ومن والاهم ، وتذم أهل بيت النبوة وعلي بن أبي طالب خاصة ومن والاهم أو وبتعبير أدق ، تمجد دولة الخلافة ، وتبرر أفعال الخلفاء ومساعديهم ، وتضفي عليهم طابع القداسة التامة ، وتذم أعداءهم ، وتظهرهم بمظهر المارقين الشاقين لعصا الطاعة ، المفرقين للجماعة وتهبط بمنزلة علي بن أبي طالب إلى مستوى الحضيض ، وتلغي بالكامل مكانة أهل بيت النبوة ، وتتجاهل وجودهم تجاهلا تاما فتؤخرهم وتقدم الجميع عليهم ، ولما تحقق لمعاوية ما أراد ، وجمع هذا الكم الهائل من المرويات الكاذبة ، فرض على العامة والخاصة تعلم هذه الروايات وحفظها ، وجعلها المادة الأساسية في الكتاتيب والمعاهد والجامعات ! ! ! " قال المدائني في كتابه " الأحداث " : " كتب معاوية إلى عماله بعد عام " الجماعة " أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيت النبوة .
وكتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم ، وقربوهم وأكرموهم واكتبوا إلي بكل ما يروي رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته ، ففعلوا ذلك ، حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع ويفيضه ، في العرب منهم والموالي ، فكثر ذلك ، وتنافسوا في المنازل والدنيا ، فليس يجئ أحد مردود من الناس عاملا من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقربه ، وشفعه ، فلبثوا في ذلك حينا ، ثم كتب إلى عماله " إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا ، فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ولا تتركوا خيرا يرويه واحد من المسلمين في أبي تراب إلا وأتوني بمناقض له في الصحابة مفتعلة ! !

" ، فقرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجد الناس في رواية ما يجري في هذا المجرى ، حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر ، وألقي إلى معلمي الكتاتيب ، فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير ، حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن ، وحتى علموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا في ذلك ما شاء الله ، فظهر حديث كثير موضوع ، وبهتان منتشر ، ومضى على ذلك الفقهاء ، والقضاة والولاة ، وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراؤون والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والتمسك ، فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ويقربوا مجالسهم ويصيبوا به المال والضياع والمنازل ،
حتى انتقلت تلك الأخبار إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان ، فقبلوها ، ورووها وهم يظنون أنها حق ، ولو علموا أنها باطلة لما رووها ولما تدينوا بها " انتهى النص الحرفي لما ذكره المدائني كما روى ابن أبي الحديد" (شرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 15 ، وفجر الإسلام لأحمد أمين ص 275 ، ومعالم المدرستين للعسكري ج 2 ص 53 )

قال ابن نفطويه وهو من كبار المحدثين وأئمة الجرح والتعديل بأن أكثر الأحاديث التي وضعت في فضائل الصحابة مفتعلة ، وكان القصد منها إرغام أنوف بني هاشم (شرح النهج تحقيق حسن تميم ج 3 ص 595 و 597 .) .

وخلال هذه الفترة سب معاوية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمر الناس جميعا بشتمه ولعنه ، وجعل ذلك سنة يجهر بها على منابر المسلمين في كل عيد وجمعة ، وما زال الخطباء في جميع أنحاء البلاد تعد تلك المنكرة جزءا من خطبة الجمعة والعيدين حتى عام 99 ه ، عندما أزال هذه المنكرة عمر بن عبد العزيز وتلك حقيقة متواترة (العقد الفريد ج 2 ص 301 ، وأسد الغابة ج 1 ص 134 ، والإصابة ج 1 ص 77 ، والغدير للأميني ج 1 ص 260 و 265 وج 8 ص 164 و 167 ، والمحلى لابن حزم ج 5 ص 86 ) .


قال شيخ المعتزلة أبو جعفر الإسكافي : " إن معاوية حمل قوما على الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام ، تقتضي الطعن فيه ، والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب بمثله ، فاختلفوا له ما أرضاه " (شرح النهج ج 1 ص 358 باب شرح قول أمير المؤمنين " أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رجب البلعوم . )
المصدر :
http://www.shiaweb.org/books/ayna_alsunnah/pa82.html

الحسين اشبوكي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: الاثنين مايو 15, 2006 11:07 pm
مكان: طنجة - المغرب

مشاركة بواسطة الحسين اشبوكي »

بسم الله الرحمن الرحيم..

أشكر الأخ الكريم.. السيد "المجاهد الصابر".. على تفضله بالإجابة على الأسئلة الثلاثة الأولى..

ونريد فقط أن نشير إلى أنه من الأفيد أن نسوق هنا نصوصا مسندة لتنوير الناس بأحاديث لا يمكن من جهة الصناعة الحديثية أن تكون محط نظر أو نقد..

وللإشارة هناك عدة مواضيع أخرى سنثيرها من خلال هذه المشاركة..

وقد طرحنا إلى الآن ستة أسئلة.. وأجاب أخ واحد على ثلاث أسئلة منها فقط..

***

ما زلت أنتظر أجوبة ومشاركات الإخوة في هذا الموضوع..

فكتاب "علوم الحديث بين الزيدية والمحدثين" يستحق عناية ودراسة من أبناء أهل السنة والجماعة خصوصا المائلين منهم إلى حب الإمام علي وتقديمه وتفضيله على سائر الصحابة..

***

ورد في هذا الكتاب القيم فقرة تحت عنوان:

اعتبار إجماع أهل البيت حجة:

يجب الأخذ به، فإذا أجمع أهل البيت على مسألة ما، في عصر ما، قدمت على ما يخالفها، لما ورد في جماعتهم من الآيات، والأحاديث كحديث الثقلين، وحديث السفينة، وحديث الأمان وغيرها، وإجماعهم حجة الإجماع..

ص.21 من هذا الكتاب..

***

7 - هل بإمكاننا اعتبار اجتماع بعض أهل البيت حول مسألة معينة إجماعا معتمدا ويجب المصير إليه ؟

8 - ومتى تحقق هذا النوع من الإجماع على ممر التاريخ الإسلامي ؟

***

ورد أيضا في هذا الكتاب فقرة مثيرة تحت عنوان:

قبول مراسيل الأئمة عليهم السلام:

لأنهم جعلوا الإمامة فيمن ملئ إيمانا وعلما وزهدا وورعا وصدقا ونزاهة وفضلا وعدالة وغيرها من خصال الفضل، ولأن المرسل قد نقح رواته، وجعل الإرسال كالحكم بصحة الحديث، وأدلة قبول الآحاد تشمله، قال الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد:

وعن بعضهم أنه قال: المرسل من العدل أرجح من المسند، لأن راويه قد عرف رواته ونقح، فالإرسال كالحكم بصحته، والمسند أحال النظر إلى غيره.

***

9 - هل القاعدة هنا على إطلاقها أم أن الأئمة هنا فئة محصورة في زمن معين أو مصر من الأمصار محدد ؟

10 - ومن هم الأئمة ؟ وهل هم معروفون بنص واضح أم أننا مسؤولون عن تحديدهم باجتهاد عقلي ؟

11 - من منا أهل لهذا الغرض ؟ وهل القول بإمامة فلان عند البعض وعدم إمامته عند البعض الآخر كفيل لنا بقبول مراسيله ؟

***

فقرة أخرى من فقرات الكتاب تحت عنوان:

سلامة الإسناد من المطاعن والمتن من الاحتمالات:

وإذا كان الحديث مسندا فلابد أن يكون سليما من المطاعن الخاصة بالسند، ومع ذلك لابد أن يكون المتن سليما من الاحتمالات والعلل القادحة الخفية، وهنا نجد ربطا بين السند والمتن لأنهما كالدعامتين لبناء واحد.

قال الإمام عبد الله بن حمزة: أن يكون ـ أي الخبر ـ سليم الإسناد من المطاعن، سليم المتن من الاحتمالات.

***

12 - ماهي المطاعن القادحة في سند الحديث حسب اصطلاح الزيدية ؟ هل هي بنفس التعريفات والحدود التي اصطلح عليها علماء أهل السنة أم أن لإخواننا الزيدية خصوصية في توجيه مفهوم المطاعن ؟

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نشكر الأخ الفاضل الحسين اشبوكي على طرحه لهذا الموضوع الهام والشيق

ومن ناحيتي سوف أتابع هذا الموضوع والذي كنت أتمنى طرحه منذ فترة طويلة , وقد أعقب بعض الأحيان عند اللزوم

إن موضوع التراث الإسلامي وأساليب ومناهج تحقيقه عند جميع المذاهب والمدارس الإسلامية من المواضيع التي تهمني كثيرا

ولكم جزيل الشكر

وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

.............................
آخر تعديل بواسطة الشريف العلوي في الخميس إبريل 03, 2008 7:12 am، تم التعديل مرة واحدة.

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شكرا أخونا الفاضل الشريف العلوي على التحية وحياك الله

أنا في الحقيقة لا أريد أن أشتت الموضوع الذي طرحه الأخ الفاضل الحسين ولا النقاط التي طرحها .. حيث أنه من الواضح أن الأخ الحسين لديه تساؤلات حول علم الحديث عند الزيدية , وهذه التساؤلات مبنية على قراءة الأخ الحسين لكتاب الأستاذ عبدالله حمود العزي عن علوم الحديث عند الزيدية...
ولكن السؤال هنا أخونا الشريف... هل العلوم والقواعد التي ذكرها الأستاذ العزي في كتابه لا تمثل علوم الحديث عند الزيدية؟؟
إذا كان الجواب أنها لا تمثل... فأين للباحث أن يجد قواعد الحديث عند الزيدية؟؟ ليدرسها دراسة متأنية ومن ثم يطبقها على التراث الروائي الزيدي سواء كانت أحاديث نبوية أو روايات تاريخية...

أم أن قصدكم أخونا الشريف أن القواعد والعلوم المذكورة في كتاب الأستاذ العزي تمثل بعض قواعد علوم الحديث عند الزيدية وليس كلها وأن المؤلف لم يستوعبها كلها؟؟

بعبارة أخرى ... هل ما نقله المؤلف عن مصادر زيدية ليعطي صورة عن علوم الحديث عند الزيدية خطأ ونسبته إلى الزيدية وقواعدهم في الحديث نسبة غير صحيحة؟؟
أم أن ما نقله يعبر عن رأي الزيدية في بعض علوم الحديث ولكنه لم ينقل كل العلوم الخاصة بالحديث عند الزيدية؟ وبالتالي كانت الصورة غير كاملة ولا تعطي الصورة الصحيحة الكاملة عن علوم الحديث عند الزيدية؟؟؟

بناء على جوابكم حول المصدر الذي استخدم لعرض علوم الحديث عند الزيدية وبناء على مشاركات بقية الاخوة الذين قد تكون لهم وجهة نظر أخرى... بناء على ما سبق بإمكاننا مواصلة الموضوع الذي هو في الأصل علوم الحديث عند الزيدية والتي وجد الأخ الحسين كتاب الأستاذ العزي نموذجا لمصدر أو بحث في تلك العلوم....

وتحياتي للأخ الفاضل الحسين اشبوكي على طرح هذا الموضوع المفيد والمهم في نفس الوقت


ولكم جزيل الشكر


وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ الفاضل الشريف العلوي, لمزيد من الإيضاح حول ما قلته في مداخلتي السابقة, أحب أن أوضح ما يلي:


لقد قلتم في مداخلتكم الأولى أن كتاب علوم الحديث للأستاذ العزي "لا يمثل علوم الحديث عند الزيدية إطلاقاً"

أقول :

في ص19 يضع المؤلف عنوان " قواعد أهل البيت في كيفية قبول الأحاديث" ويقول تحته : " أنهم انطلقوا في التعامل معها من منطلقات صحيحة وقواعد قوية" ويقول أيضا : " فإنهم قد التزموها في مناهجهم وطبقوها في مروياتهم وهنالك ثوابت تجمعهم في التعامل مع الأحاديث منها:"
ثم ذكر بعد ذلك من ص19 حتى ص24 القواعد أو الثوابت التالية:
- العرض على كتاب الله
- تواتر الحديث
- تلقي الأمة الحديث بالقبول
- تقديم ما ورد عن أهل البيت
- اعتبار ما صح عن الإمام علي موضع احتجاج
- اعتبار إجماع أهل البيت حجة
- قبول مراسيل الأئمة
- عدالة وضبط الراوي
- الرواية عن المخالف من باب الاحتجاج على من يثق به
- سلامة الإسناد من المطاعن والمتن من الاحتمالات
- الاعتدال في نظرية عدالة الصحابة


السؤال هنا..
ألا تعتبر القواعد أو الثوابت السابقة الذكر والتي ذكرها الأستاذ عبدالله العزي في كتابه ألا تعتبر قواعد أو ثوابت في علم الحديث عند الزيدية؟؟؟

وبالتالي دراسة ومناقشة تلك القواعد تعتبر دراسة لقواعد مجمع عليها كثوابت في علم الحديث عند الزيدية...


هل اعتراضكم على إيراد الأستاذ العزي تلك القواعد كقواعد حديثية عند الزيدية؟؟
أم أن الإعتراض على القواعد ذاتها؟؟

دعنا نتفق أولا هل تلك القواعد تمثل ثوابت عند الزيدية.. وبعد ذلك تتم دراسة القواعد على أنها قواعد حديثية معمول بها في المذهب الزيدي....


أرجو من الجميع ممن لديه خبرة في الموضوع المشاركة لإثراء هذا الموضوع النفيس الذي طرحه الأخ الفاضل الحسين اشبوكي


ولكم جزيل الشكر


وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ الفاضل الحسين اشبوكي
الأخ الفاضل الشريف العلوي


الرجاء المواصلة معنا في هذا الموضوع المفيد

الأخ الشريف العلوي... الرجاء توضيح ما طلبته منكم في مشاركتي الأخيرة والتي قبلها حتى ننطلق في هذا الموضوع على بينة وعلى اتفاق


الأخ الفاضل الكاظم, نرجو منكم مشاركتنا في هذا الموضوع الهام والمفيد حيث أن باحثا في مستواكم سيثري الموضوع إنشاء الله تعالى


ولكم جزيل الشكر


وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
آخر تعديل بواسطة الشريف العلوي في الخميس إبريل 03, 2008 7:12 am، تم التعديل 4 مرات في المجمل.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم سيدي الحسين اشبوكي

انا كنتُ قد شاهدتُ موضوعكم هذا وكنتُ عازما على المشاركة فيه لولا تعبٌ اعترى صحتي ..... حاليا اتماثل للشفاء فالله الحمد على العافية ....!
على العموم سوف اقوم بسحب موضوعكم طباعةً وسوف اشارك فيه بالذي عندي وما اقدر عليه و ما لي سبيل اليه ...!

لي عودة بحول الله فر تقبها سيدي .!
------

آه تذكرت مؤلف الكتاب صديقي واتمنى ان يكون في صنعاء من اجل عرض موضوعكم هذا عليه ...!
هو من سكان مدينة صعدة وهو وفي الغالب يتنقل بين مدينة صعدة وصنعاء من اجل بعض كتبه واذا تمكنت من الاتصال به والقاء به فسوف اعرض رده عليكم هنا لتعم بها الفائدة .!
وافقكم الله اخي الحسين وكتب اجركم ورفع في الدارين قدركم ودمتم لنا والسلام عليكم


اخوكم الغيل .!
-----------------


نداء


الاخ العزيز والغالي الفرزدق نظركم سيدي والى لقاء ...!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

ما أنتَ بالحكم الترضى حكومته

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
آخر تعديل بواسطة الشريف العلوي في الخميس إبريل 03, 2008 7:13 am، تم التعديل مرة واحدة.

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

ما الأمر أخي الشريف العلوي !!؟

هل هناك تعقيب كتبته .. ولم تجده ؟؟
أم أن أحد تعقيباتك عُدّل محتواه ؟؟


أخبرنا ... كي نتبين الأمر في إتهامك !!؟


في الإنتظار
صورة
صورة

إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

الشريف العلوي كتب: فانظر إلى قلة حياء هذا الشاب

هذه الكلمة هي التي حذفتها من كلام الأخ العلوي فقط ومن ثم حذفت كلمة قلة حياء اليوم عندما دخلت الموضوع ووجدت الأخ اعاد ذلك .
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


الحسين اشبوكي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: الاثنين مايو 15, 2006 11:07 pm
مكان: طنجة - المغرب

مشاركة بواسطة الحسين اشبوكي »

بسم الله الرحمن الرحيم..

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه..

أشكر الإخوة المشاركين في هذا الموضوع غاية الشكر..

وأخص بالذكر السيد الكرار والسيد الشريف العلوي والسيد الكاظم والسيد محمد الغيل حفظكم الله..

وأقول للسيد محمد الغيل..

إن كان السيد عبد الله العزي صديقك فبلغ سلامي إليه، وقل له: إن مجهودك هذا مهم جدا، على الأقل أثار مسألة مهمة في لقاء جمهور أهل السنة مع إخواننا الزيدية..

ولا يشك واحد في أن من المواضيع الأساسية في لقاء أهل السنة بالزيدية هو محور طرائق قبول الخبر والحديث..

وهل من توافق في ذلك أم أن لكل مذهبه الخاص في قبول الحديث النبوي وخصوصياته التي يمتاز بها عن الآخرين ؟

سيدي الشريف العلوي..

كنت أنتظر مزيدا من المشاركات فيما طرحته وإن كان مسار طرحك يعني أن نؤخر الجواب عن أسئلتي التي بنيت عليها مداخلتي في الموضوع..

نظرا لأن رأيك مهم جدا جدا.. فإن كان مسألة البناء على أساس أن الزيدية ليس لها اصطلاح خاص في علوم الحديث، هو الذي يؤثل لفكركم ويؤسس لفكر الزيدية الحقيقيين فإننا في غنى عن الدخول في مناقشة كتاب الأخ عبد الله العزي..

ولهذا كنت أتمنى أن يستمر النقاش بينكم وبين السيد الكرار حول الموضوع.. دون تشنج ولا تعصب ولا استعجال للنتائج..

أرجوكم سادتي..

أؤجل طرح الأسئلة على ما جاء في كتاب السيد عبد الله العزي.. لنرى هل فكرة الكتاب: علوم الحديث بين المحدثين والزيدية، كما يريدها صاحبها صحيحة أم لا ؟

واعلموا رحمكم الله.. أننا نحن أبناء شيعة أهل السنة.. متعطشون لمعرفة أصول الحديث عند إخواننا الزيدية وهل هي في تعارض أم توافق مع أصول الحديث عند المحدثين عموما ؟

لا يكفي أن نقول كلمة دون أن نذيلها بما تستحق من أدلة وبراهين.. فخطروة الموضوع تجعلنا ننظر إليه بعين الاهتمام والمسؤولية دون تجريح أحد ودون تنقيص لأحد..

سيدي الشريف العلوي..

قولكم: فالزيدية بالاصطلاح المتأخر مقابلة لغيرها في علوم الأصول لا علوم الآلة..

يحتاج إلى تأليف لتنطلق لنا في تحريره من السؤال التالي:

هل الزيدية مقابلة لغيرها في علوم الأصول أم في علوم الآلة ؟

ويكون تحديدك في الجواب للمتأخر تحديدا دقيقا لنرى مسرى هذه الفكرة المفتاح في لقاء شيعة أهل السنة بإخوانهم الزيدية..

صدقوني سادتي..

إن هذا السؤال هو سؤال مطروح للجميع..

لكم سيدي الكرار أيضا..

لكم سيدي محمد الغيل..

لكم سيدي الكاظم..

لكم جميعا يا إخوان منتدى مجالس آل محمد..

إن كنا حقيقة من رواد مجالس آل محمد فعلينا أن نستفيض في الإجابة عن هذا السؤال ؟

لأن فيه المخرج.. والفتح المبارك الميمون لعقول العديد من قراء كتب الزيدية من إخوانكم في أهل السنة..

اللهم أعنا جميعا على المعرفة الحقة التامة المبينة .. آمين..

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم سيدي الحسين اشبوكي

جاء في موضوعكم سؤال تحت عنوان من هم العلماء ؟؟

والسؤال الثاني تحت عنوان ومن هم ورثة النبوة الحقيقيون ؟

والسؤال الثالث تحت عنوان ومن هم حفاظ الشريعة على مر التاريخ ؟

والسؤال الرابع تحت عنوان بل من هم آل بيت النبوة الحقيقيون ؟

والسؤال الخامس تحت عنوان ومن هو هذا الثقل العظيم الذي أمرنا الله بالالتفاف حوله ومناصرته والتشيع له ؟؟

اخي الكريم

هذه الاسئلة تحمل عناوين كبيرة لعل خلاصتها أوحت لي أنك تقصد الآتي:
مَن مِن هذه المدارس الفكرية الاسلامية - الموجودة في الساحة حاليا أو التى قد افلت وغاب منهاجها - على الحق ..؟

اذا كان هذا هو المراد من هذه العناوين فإن الحق يا سيدي لا يعرف بالرجال ولا بحملة الافكار بل اللازم عليك هو البحث والنظر لتعرف الحق واهله ...!
عرف الحق ومواطن أمكنته تعرف أهل الحق قلوا أو كثروا ....!
المدرسة الزيدية على سبيل المثال تجعل القاعدة الأساسية لمعرفة الحق وأهله من خلا ل هذه القاعدة والتى نطق بها أخو رسول الله وعيبة علمه الامام علي بن أبي طالب قدس الله روحه في الجنة آمين..
وهذا في حد ذاته مستند شرعي تنطلق من خلاله المدرسة الزيدية لتضع المكلف منا في بداية الطريق كما أنَّ هناك في سنة رسول الله ما يدعم هذا المستند الشرعي ،
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((مَن أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله والتدبر لكتابه والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلدهم فيه ذهبت به الرجال من يمين إلى شمال، وكان من دين الله على أعظم زوال)) رواه أبو طالب .
وسأل الحارث بن حوط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال: يا أمير المؤمنين، أترى أن أهل الشام مع كثرتهم على الباطل وأن أهل العراق مع قلتهم على الحق؟ فقال: يا حارث ، إنه لملبوس عليك، الحق لا يعرف بالرجال وإنما الرجال يُعرفون بالحق، فاعرف الحق تعرف أهله قلوا أم كثروا، واعرف الباطل تعرف أهله قلوا أم كثروا".
وسئل عليه السلام عن السنة والبدعة، والجماعة والفرقة؟ فقال عليه السلام: "السنة والله ما كان عليه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والبدعة والله ما خالفها، والجماعة والله أهل الحق وإن قلوا، والفرقة والله أهل الباطل وإن كثروا" .

فالمدرسة الزيدية تلزم كل مكلف منّا بتفعيل عقله وإمعان النظر في كبير المسائل وفي صغيرها وفي واسعها وفي نكتها .

لقد أكد على هذا المنهج وجدده الإمام زيد بن علي في كل تحركاته العلمية والعملية ولذا فقد طلب من أتباعه قبل أن يستشهد _سلام الله عليه_ أن يُعملوا عقولهم ويحكموها، فراح يصرخ فيهم قائلا لهم :" عباد الله البصيرة البصيرة " .

إذا ً المدرسة الزيدية تؤكد في جميع أحوالها على مسألة العقل وتخاطب المكلف منّا من خلا ل هذا المبدأ: مبدأ البصيرة وإعمال النظر وإثارة عقول المكلفين ،وترفض المنهج القائم على قاعدة تقليد المسموعات و الموروثات المأثورة عن التابعين أو عن الصحابة أنفسهم ،بل وتعمل العقل في كل ما جاء به الشارع من أدلة وتشبعه تأملاً في الدليل والمدلول .

كما أن المدرسة الزيدية نظرت إلى دين الله الذي جاء به محمد بن عبد الله - الذي شرعه لعباده وارتضاه لهم واكمله على أحسن وجه فامرنا باتباعه – فوجدت أنه ثلاثة أقسام ،هي:
القسم الاول : عقائد أو له صلة بالمعتقدات " أصول الدين " .
القسم الثاني : عبادات أو له صلة بالعبادات.
القسم الثالث : معاملات أو له صلة بالمعاملات .
والمدرسة الزيدية تنظر الى القسم الثاني والقسم الثالث من خلال تقسيم الدليل الى قسمين
أ- دليل قطعي الدلالة.
ب- دليل ظني الدلالة وعند بعضهم يسمى إمارة لا دليلا .

واعلم أن قطعي الدلالة قدر مشترك ما بين أهل الاسلام من عالمٍ أو متعلم على سبيل نجاة أو غيرهما فالكل يعرف وجوب فريضة الصلاة ووجوب فريضة الصيام ووجوب قطع يد السارق وحلية البيع و شرعية المضاربة بالمال .

وظني الدلالة ليس كسابقه، بل هو امر اختلف الناس في وجوب العمل به، أخص بالذكر فقهاء الامة من زيدية و حنفية وشافعية ومالكية واحناف وخوارج .
وهذا الاختلاف عند الزيدية لا يضر بدين المكلف منا طالما كان مرجع العمل والتعبد هو الدليل الآحادي الذي يفيد الظن والذي لا يجب العمل به حتى يثبت للمكلف منا صحته في مسائل الفروع .
هذا النص موجود في أمهات الحديث و مدونات السنة المعروفة و التى جاء بها صاحب الشريعة مع شرائط تذكر في حق الرواية كعدم مصادمتها دليل قاطع يفيد العلم أو عدم مصادمتها الاصول المقررة .
وشرائط تذكر في حق الراوي من عدالة وضبط وغياب القرائن القائمة على جرحه أو جرح عدالة الناقلين من قبله ومن بعده.

هذا وقد يكون الاختلاف بين فقهاء الامة ناجما عن اختلاف في فهم نص المتن النبوي، كل ذلك لا يضر بدين المكلف منا فظاهر هذا الاختلاف _ في مسائل الفروع والتى مستندها الدليل الظني - وباطنه الرحمة إذ فيه توسيع على العباد ليتعبدوا الله بالكيفيات التى يقدرون عليها في كل زمان ومكان .

كما أن الزيدية فتحت للمجتهد الحائز على علوم الاجتهاد باب الاجتهاد وحرمت عليه التقليد كما اشارت الى قاعدة اخرى تنص في هذا المقام على أن كل مجتهد مصيب أو لكل مجتهد نصيب أو حض من الاجر .
فتبين من هذا أن المدرسة الزيدية ترى مشروعية الاجتهاد في القسمين المذكورين سابقاً، أعني مسائل العبادات والمعاملات وتحرم على من وصل الى درجة الاجتهاد التقليد فيهما .!
هذا وأكثر الفقهاء يرون أن أغلب مسائل الفقه - أو مسائل الفروع - قائمة على الدليل الظني وأن مسائل الفقه التى دليلها قطعي قليلة ومحصورة في هذا الباب.
ومن هنا تدرك أخي الفاضل أن عمدة فقهاء الأمة ومرجعهم في مسائل العبادات والمعاملات هو الدليل الظني لا الدليل القائم على القطع والعلم و اليقين وتدرك أيضا أن الدليل الظني قد يفي بالغرض ويخلص ذمة المكلف منا وتبرأ به الذمة عند الله وذلك من خلال ما وصل اليه أثناء بحثه. وسواءٌ كان عالما أو متعلما على سبيل نجاة أوقد يكون المكلف منا عاميا فيكفيه فتوى يحصل عليها من المفتي .!

وتدرك ايضا أن القسم الاول من اقسام دين الله أعني علم أصول الدين يختلف بالكلية عن قسيميه فهذا القسم قائم على الدليل القاطع و العلم اليقيني والبحث والنظر و ليس مرجعه الدليل الاحادي الظني أو الدليل القائم على غالب الظن ..!
دل على هذا كتاب الله حين ذم الله من يتبع الظن في مسائل اصول الدين
قال تعالى : ﴿وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ وقال تعالى : ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا﴾ وقال تعالى : ﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ﴾ وقال تعالى : ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ وقال تعالى ﴿أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ﴾ وقال تعالى : ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى﴾ وقال تعالى : ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾
وبما ان هذا القسم قائم على العلم فإن المكلف منّا ملزم بالنظر واعمال عقله وفكره في قضايا التوحيد والايمان بالله وبمن أنزل وبمن أرسل... كذلك أعني أحوال الكون ونشئته والمكلف ومصير ه بعد مماته وأين سيكون موقعه وما هو جوابه عند حسابه وطريق العلم بذلك هو النظر واعمال الفكر .!

أخي العزيز الغالي:

الزيدية تحرم على المكلف منّا التقليد في مسائل الاعتقاد وتلزم كل المكلفين بالنظر حتى يحصل المكلف منّا على الاقل على مرتبة الايمان الجملي أو الايمان جملة بأن لهذا العالم خالقا صنعه ومدبرا دبره موجوداً معنا أينما كنا. وأن هذا الخالق لهو قادر يمكنه الفعل وعالم قد صدر عنه فعل محكم، وحي فقد قدر وعلم، ومدرك لما يسمع ولما يبصر ،وقديم قبل كل شيء ،وغني لا يحتاج الى شيء، وليس كمثله شيء فيُرى بالابصار، متفرد واحد لامنازع له في ملكه، عادل في حكمه لا يفعل قبيحا ولا يقول كذبا ولا عبثا، مريد للخير فهو الذي نهى عن الشر، ويؤمن كذلك أن رسل الله عبيد له وأن محمد خاتم رسله، و هو رسوله الينا وان وعد ه حق ووعيده حق وان الجنة حق وان النار حق ...الخ.

أما من غمس يده في مسائل اصول الدين وفروع هذه المسائل وعرفها جملة وتفصيلا وحققها احسن تحقيق وآمن بها عن علم ونظر وتدقيق فهذا هو العالم الذي مدحه الله بقوله : ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ ولعل هذا يكون جواباً لسؤالك الاول..!

اخي الكريم المدرسة الزيدية تدعوك لدراسة منهجها الفكري العقائدي جملة وتفصيلا وتدعوك لعمل مقارنة بين أفكارها وبين أفكار المدارس الموجودة الأخرى، حتى تصل من خلال تفكيرك وعقلك الى قناعة ما معينة في هذا المجال. فإن وصلت لاى قناعات معينة فإن الزيدية تحرم عليك تقليدها بل تطلق لك حرية لكي تعتقد ما تشاء، وما تريد أنت، و لما تختار،فلتلقى الله بهذه العقيدة "العمل على الظاهر والله هو متولي السرائر ".
والزيدية ترى أنه من حقها كمدرسة فكرية داخل البيت الاسلامي أن تطرح منهاجها الفكري وتدافع عنه وترد على من خالف هذا المنهج وتتحاور معه كونها ترى أنها في مسائل الدين على الحق وأن منهاجها الفكري أخذته جملة وتفصيلا من عين صافية من كتاب الله الذي اثار دفائن العقول ومن سنة رسوله التى علمها رسول الله بنفسه لأخيه وباب مدينة علمه وخليفته من بعده أمير المؤمنين وتاج الموحدين الأنزع البطين علي بن ابي طالب والذي نقل هذا المنهج بحذافيره الى الثقل الاصغر العترة المطهرة والذين أكد الشارع و أوصانا بلزوم منهجهم واقتفاء اثرهم وذلك من خلال النظر الى منهجهم وسيرتهم ومقارنته ببقية مناهج فرق هذه الامة. فالعترة بهذا الاعتبار وصية رسول الله حيث قرنهم بالكتاب العزيز في الخبر المتواتر عنه _صلى الله عليه وآله وسلم_ والذي رواه الجم الغفير من أعيان هذه الامة.

واعلم هداك الله و وفقك وأيدك وعافاك ونصرك..:

أن من اراد ان يعرف الحق ويتبع أهله يلزمه ثلاثة امور...هي التالية:

الامر الاول : إخلاص العمل لله تعالى وتحرير نية صادقة مجردة من قيود التنسك لغير الله .
فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال (من أخلص دينه لله تعالى أربعين صباحاً، يأكل الحلال، قائماً ليله، صائماً نهاره، أجرى الله سبحانه وتعالى ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) رواه في المجموع.

قال نجم آل الرسول القاسم الرسي (فلا تدعوا رحمكم الله حسن النظر في الأمور، والاستضاء في ظلمها بما جعل الله في العلم من النور، واعلموا أن من أبواب ذلك ومفاتيحه وأضواء ضياء نوره، ومصابيحه، إخلاص العمل لله، وصدق التوكل عليه) .

الامر الثاني : يتعلق بموضوع الاستعانة بالله واخلاص الدعاء له فعن جابر قال، قال رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ : ((سلوا الله علماً نافعاً، واستعيذوا به من علم لا ينفع)) .
رواه المرشد بالله، وأخرجه ابن ماجة، والبيهقي في الشعب، وصححه شارح الجامع الصغير.

وقال الإمام علي _عليه السلام_ في وصيته لولده الحسن _عليه السلام_: (والج نفسك في الأمور كلها إلى آلهك، فإنك تلجئها إلى كهف حريز، ومانع عزيز، وأخلص المسألة لربك، فإن بيده العطاء والحرمان )رواه في النهج.

الامر الثالث : اتباع أقوال أهل البيت "العترة المطهرة" فقد جعل الشارع الكريم منهجهم ومدرستهم دليلا من الأدلة الشرعية حيث قرنهم بالكتاب العزيز وجعل جماعتهم الثقل الأصغركما تقدم، فمنهجهم هو القرآن الناطق وهو وصية رسول الله إلى هذه الامة."

فإن قلت قد وجدنا أهل البيت مختلفين فمنهم من ينتمي إلى المدرسة الزيدية ومنهم من ينتمي إلى المدرسة المعتزلية ومنهم الأشعري ومنهم القدري فنجيب عليك بما أجاب به الإمام الهادي إلى الحق _عليه السلام_ في كتاب القياس حيث قال : (فإذا جاء شيء مما يختلف فيه آل رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ ، ميز الناظر المميز السامع لذلك، بين أقاويلهم، فمن وجد قوله متبعاً للكتاب والسنة، وكان الكتاب والسنة شاهدين له بالصدق فهو على الحق دون غيره وهو المتبع لا سواه).
ومعنى كلامه _عليه السلام_ أنه يجب الرجوع عند اختلافهم إلى الكتاب والسنة، كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾
قال الإمام علي _عليه السلام_: (والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرد إلى سنته الجامعة غير المفرقة).

وبهذا أكون قد أجبت على بعض العناوين التى طرحتها اخي والى لقاء بحول الله .!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“