اغتيال الإمام يحيى

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

اغتيال الإمام يحيى

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

هذه المقالة كتبتها قبل أكثر من سنتين، وكنت قد نشرت قسم منها في صحيفة الحياة. أطرحها هنا بغرض التباحث وعرض الآراء. أطرح هذا الموضوع متابعة لموضوع اليمن في عهد الإمام يحيى. ومع أن الموضوع هو الاغتيال إلا أن تفاصيل الاغتيال تشرح الكثير عن طبيعة التحديات التي واجهتها اليمن، ولا زالت، في سبيل تحجيمها وتقليص دورها.

=================

في 17 من فبراير، عام 1948 اغتيل الإمام يحيى بن محمد حميدالدين، والذي دام حكمه 44 سنة. وتولى الفاعلون أمور الدولة في صنعاء.

مسلسل العنف
فتحت هذه الجريمة السياسية أبواب العنف والفوضى في الحياة السياسية اليمنية على مصراعيها بعد أن سادها الهدوء عدة عقود. يظهر هذا الأمر جلياً عند النظر إلى الأحداث التي تتالت. فبعد اغتيال الإمام يحيى بأقل من شهر سقطت حكومة عبدالله الوزير، ودخل الإمام أحمد صنعاء، فقام بتنفيذ أحكام بالإعدام على بعض من ثبتت مشاركتهم في تلك الأحداث. ومع أن صدور تلك الأحكام قضائي ونزيهٌ إلى حد بعيد، إلا أن ظاهرة الإعدامات لأسباب سياسية لم يكن يمارس من قبل.
ثم أتى انقلاب عام 1955 الأبيض وما تلاه من إعدامات أذهلت الجميع.
ثم كانت مؤامرة عام 1959 أثناء غياب الإمام أحمد للتداوي في إيطاليا. ووصل الأمر ببعض المشاركين فيها إلى المطالبة بإخراج الهاشميين من اليمن. وأعدم إثر كشفها ثلاثة من الزعامات القبلية المشهورة.
ثم حصلت محاولة لاغتيال الإمام أحمد عام 1961 وأعدم على إثرها الجناة.
في سبتمبر 1962 توفي الإمام أحمد، وتولى الإمامة ابنه محمد البدر. وبعد بضعة أيام من ذلك اشتعلت حركة 26 سبتمبر 1962 بتخطيط وتوجيه مصريين، وأُعلن عن قيام نظام جمهوري في صنعاء. شُن بعدها حملة إعدامات لم ير لها التاريخ اليمني مثيلاً، طالت الزعامات اليمنية من مختلف الانتماءات السياسية والاجتماعية. تلى تلك الإعدامات حرب بين القوات المصرية بشكل أساسي وبين أغلب القبائل اليمنية، استمرت سبع سنوات تقريباً، وقضت على كثير من موارد اليمن البشرية والمادية. وقع خلال تلك الفترة انقلابات داخلية في صفوف الجمهوريين، خصوصاً فترة التململ من النفوذ المصري المتزايد. وبالرغم من الانتصارات التي حققتها القوات الملكية، إلا أن الأوضاع السياسية ـ إقليمياً ودولياً ـ أجبرتهم على الخروج من اليمن.
ظاهرة العنف السياسي لم تنته مع انتهاء الحرب وخروج الملكيين خارج البلاد. ففي عام 1972 تم اغتيال أكثر من 70 قيادياً جلهم من قادة قبيلة خولان الملكيين. ثم حصل انقلاب عسكري أبيض على عبدالرحمن الإرياني أتى بإبراهيم الحمدي إلى الحكم في عام 1974. لم تمض 4 سنوات حتى اغتيل الحمدي وأخوه بتدبير من داخل النظام. كان حكم خليفته أحمد الغشمي دموياً بالرغم من قصر فترته، حيث لم يحكم أكثر من ثمانية أشهر تعرض بعدها لاغتيال في مقر القيادة العامة للجيش بصنعاء.
على إثر ذلك تولى علي عبدالله صالح الرئاسة، لكن لم تمض أشهر حتى قام الناصريون بمحاولة انقلاب فاشلة تلتها إعدامات واسعة. تكررت محاولات اغتياله طوال الثمانينيات من أكثر من طرف.
بعد قيام الوحدة استمر مسلسل العنف السياسي مستهدفاً قيادات الحزب الاشتراكي فاغتيل أكثر من مائة شخصية.
ما سبق ذكره لم يشمل الاغتيالات التي حصلت خارج اليمن، أو تلك التي في جنوبه، أو الاغتيالات ذات الطابع القبلي، أو تلك التي كانت محاطة بالغموض، وهي كثيرة خصوصاً للشخصيات المعارضة، أو تلك المرشحة لأن تكون منافساً قوياً وجاداً للنظام، أو الأحداث التي ارتبطت بالصراع بين الشمال والجنوب، وتلك التي شهدتها منطقة صعدة، وهي لا شك تزيد من قتامة المشهد وكآبة الصورة.

اغتيال الحرمة
قُتل الإمام يحيى شيخاً تجاوز الثالثة والثمانين من عمره، أقعده مرض النقرس. كان المواطنون يرونه يومياً وهو يُحمل إلى ساحة داره ليستقبلهم في مكانه المعهود، ينظر في همومهم، ويحاول معالجة قضاياهم. كان في نظر الغالبية من اليمنيين شخصية مقدسة. فعلاوة على زعامته السياسية، كانت لديه زعامة روحية كبيرة مستندة إلى معانٍ دينية، وامتداد تاريخي. كان في نظرهم حفيد النبوة، وامتداد الخلافة، يأتيه الكثير لمجرد طلب الدعاء. إن اغتيالاً لشخصية في مثل ذلك العمر، تحظى بذاك التقدير والاحترام هو اغتيالٌ للمشاعر والحرمات الدينية والوطنية. ومما زاد الحدث فظاعةً قتل حفيد له، لم يتجاوز السابعة من عمره؛ وقتل إبنيه الحسين والمحسن؛ وقتل صاحبه ورئيس وزرائه القاضي عبدالله العمري، والذي بدوره كان يتمتع بتقدير واحترام كبيرين من الجميع، لمكانته الاجتماعية وسداد رأيه وتفانيه عقوداً طويلة في خدمة اليمن واستقلاله.
مثلما عملت تلك الرصاصات على اغتيال الحرمة وبالتالي إطلاق دوامة العنف والفوضى، فإنها أيضاً عملت على تراجع اليمن عن مسار التحديث الذي وضعها عليه الإمام يحيى، حيث قضى اغتياله على اتفاقية كان من شأنها خلق نهضة تنموية شاملة.

حادثة الاغتيال
في ظهيرة يوم الثلاثاء 17 فبراير 1948، عند انتهاء فترة استقبال المواطنين اليومية، توجه الإمام يحيى ليقوم بجولة تفقدية لإحدى ضواحي صنعاء. كانت عادته اصطحاب بعض أبنائه وأحفاده الصغار. في ذلك اليوم اصطحب معه ابنه الأصغر سيف الإسلام عبدالرحمن، وأحفاده الأمراء الحسن وعبدالله والحسين أبناء سيف الإسلام الحسن، ورئيس وزرائه القاضي عبدالله بن حسين العمري. كان يرافقهم جميعاً حارسان فقط.
في منتصف الطريق رغب سيف الإسلام عبدالرحمن و الأميرين الحسن و عبدالله بالنزول من السيارة، فأنزلهم الإمام وترك معهم أحد الحارسين. أراد الإمام أن يُنـزل الحسين أيضاً، ولكنه آثر البقاء مع جده. في طريق العودة بمنطقة اسمها "سواد حِزيَز" اضطرت السيارة للوقوف حيث وُضِع في طريقها بعض الصخور. عندها أطلق الكامنون الرشاشات فأصاب السيارة أكثر من مائة طلقة، أصاب ما يقارب الخمسون منها الإمام، والباقي قضى على رئيس وزرائه، وحارسه، وسائقه، وحفيده. ويقال إن الإمام وُجد منحنياً على حفيده الطفل.
في صنعاء تم الإعلان عن قتل الإمام، ونسبته الجهات التابعة للفضيل الورتلاني وعبدالله بن أحمد الوزير إلى مجهولين. قُتل هناك كل من سيف الإسلام الحسين وسيف الإسلام المحسن، وهما من أزهد أبناء الإمام يحيى، وأكثرهم عبادة. كان الحسين أيضاً من أعلمهم، وأما المحسن فكان في أوائل العشرينات ومنقطعاً إلى العلم والعبادة.
دُفن الإمام يحيى ومن قُتل في السيارة معه بالقرب من مسجد الرحمة بصنعاء، والذي بناه الإمام. وأما الحسين والمحسن فدفنا في حديقة "دار السعادة" ـ بيت الإمام يحيى ـ ثم نُقلا بعد أيام ودُفنا بجانب الإمام. وأما أبنائه: علي و القاسم و إسماعيل و يحيى فتم احتجازهم.

في الوقت الذي كان الاغتيال يُنفَّذ في صنعاء، رُتِّب اغتيال آخر في مدينة تعز لسيف الإسلام أحمد ابن الإمام. وكان ذا شخصية قوية تحظى باحترام وخشية الجميع. ولكن الكمين الذي وُضع له فشل في مهمته، إذ ما إن بلغه نبأ قتل أبيه حتى قرر أن يتوجه إلى مدينته المنيعة حجة _ إلى الشمال الغربي من صنعاء _ التي منها يمكنه الاتصال مع جميع وجهاء وزعماء البلاد. فخرج في موكب فيه عدد من السيارات، وتلبس بلباس حراسه، وجلس في سيارتهم بينهم، وبذلك نجا من الاغتيال. وقد شكل نجاته مصدر قلق شديد للغاية لكل من شارك في القتل.
طالما حذر سيف الإسلام أحمد أباه الإمام من وجود مؤامرة على حياته، بل حذره من عبدالله بن أحمد الوزير تحديداً، وطلب منه أن يحبسه حبساً احترازياً مع إبقاء ما يستحقه من مظاهر التقدير. كما فعل ذلك آخرون من أبناء الإمام منهم سيف الإسلام الحسين. لم يعمل الإمام يحيى بأي من تلك التحذيرات، إذ كان يرفض حبس أي شخص أياً كان ما لم توجد أسباب شرعية توجب ذلك.

إعلان الدولة الجديدة وسقوطها
في اليوم التالي للجريمة أعلن عبدالله بن أحمد الوزير نفسه إماماً، وطلب البيعة، فبايعته مجموعة من الناس. ثم أخذ يُبرق إلى خارج صنعاء بخبر اغتيال الإمام، وبنبأ قيامه بأمر الدولة. أبرق إلى عدن ليُخبر المعارضة اليمنية المتواجدة هناك بالأمر. كما أبرق إلى مصر، وإلى الجامعة العربية، وإلى المملكة العربية السعودية، وإلى بريطانيا. في جميع تلك البرقيات يؤكد الوزير قيام مجهولين بقتل الإمام يحيى.
أما السيف أحمد فأرسل، وهو في طريقه إلى حجة، رسالة إلى الملك عبدالعزيز يستمد منه النجدة والمؤازرة. كما أعلن نفسه إماماً، وأخذ يرسل رسله وبرقياته إلى أطراف اليمن يعلن ذلك، ويدعوا إلى الأخذ بالثأر لأبيه الشيخ المقتول، واضعاً في ذلك قصيدة ألهبت مشاعر الناس، صوَّر لهم أبعاد تلك الجريمة وشناعتها. بعث إلى عبدالله الوزير ببرقية شديدة الوقع. في يوم الجمعة وصل إلى حجة، وبدأ يرتب وينسق أمر الانطلاق إلى صنعاء.
باستلام برقية الإمام أحمد ثم وصوله إلى حجة، أيقن المتآمرون أن نهايتهم محتومة ما لم يتم تدخل سريع وحاسم من الخارج. فحاولوا الاستنجاد بالدول العربية، وخصوصاً مصر والسعودية والجامعة العربية. كما استنجدوا بالإدارة الانكليزية في عدن وطلبوا منها طائرات تضرب قوات الإمام أحمد. لكن فشلت كل المحاولات. فمصر لم ترد أن تتدخل في قضية محلية. والملك عبدالعزيز اقتنع بأن عبدالله الوزير ومن معه قتلوا الإمام يحيى، فرفض مساعدتهم، ووقف مع الإمام أحمد. كذلك الأردن وسائر الأقطار العربية والإسلامية.
في 13 من شهر مارس فُتحت أبواب صنعاء ودخلتها جيوش الإمام أحمد دونما أي مقاومة من أهل صنعاء. أخذت القبائل تنهب المدينة، فعندها عمل أبناء الإمام يحيى جاهدين على إخراجهم، وحماية الناس وممتلكاتهم، ولكن حالة الفوضى هيمنت لمدة ثلاثة أيام.
صدرت في حق المتآمرين أحكاماً شرعية تراوحت بين السجن والإعدام. ونُفِّذت الأحكام في مجموعة منهم ثم ما لبث أن عفى الإمام أحمد عن الأكثرية الباقية. ومن نَفَذ فيهم أحكام الإعدام حوالي الثلاثين.
وقد نجا كل من الفضيل الورتلاني وعبدالله بن علي الوزير ومحمد الزبيري بخروجهم مبعوثين لإقناع الملك عبدالعزيز بقضيتهم إلا أنهم فشلوا في ذلك، بل طردهم الملك من مجلسه مشنعاً عليهم: لقتلهم الإمام يحيى، ولعدم مراعاتهم لسنه وجهاده في سبيل استقلال اليمن وحمايتها من الأجنبي طيلة أربعين سنة. جدير بالذكر أن الملك عبدالعزيز منذ وقت مبكر كان يحذر الإمام يحيى من المؤامرة على حياته. وأوفد إليه تركي بن ماضي الماضي في أواخر 1944 وحمَّله رسالة مكتوبة إلى الإمام، إضافة إلى رسالة شفوية يتم نقلها على انفراد. في تلك الرسالة الشفوية يقول الملك عبدالعزيز إن حياة الإمام يحيى اليوم عزيزة عليه جداً، بل يقسم فيها أن حياة الإمام ألزم من حياة أحد أولاده للمصلحة الكبرى للجميع وللعرب.
ما سبق عرضاً شديد الاقتضاب لملامح الحدث يعطي رؤية أولية لما جرى.

دوافع الاغتيال
قبل استعراض بعض الملاحظات حول دوافع الاغتيال، تجدر الإشارة إلى أنه وقع في ذلك اليوم حدثان منفصلان:
الأول: اغتيال الإمام يحيى بن محمد حميدالدين.
الثاني: إعلان حكومة بزعامة عبدالله بن أحمد الوزير، مستندة إلى ما سمي بـ"الميثاق المقدس" الذي وضعه الإخوان المسلمون.
حادثة الاغتيال قامت بها أطراف ذات دوافع متعددة سيأتي ذكرها. وأما حادثة قيام الحكومة فقادتها الأطراف التي دبرت الاغتيال من جهة، وشخصيات أخرى التقت مع تلك الأطراف في واحد أو أكثر من النقاط التالية:
أ‌. معارضة سياسات الإمام يحيى في علاقاته الخارجية وبعض تنظيماته الإدارية الداخلية. لكنها معارضة لم تتبنى مطلقاً منطق التصفيات الجسدية، ولن تقبل قيادة تتألف من قتلة الإمام. لهذا تواصل الإنكار من أطراف الاغتيال أي علم أو صلة بالجريمة، لعلمها أن تلك الصلة تعني نهاية أمرها. هذا ما حصل بالفعل إذ امتنع أهل صنعاء عن مقاومة جيوش الإمام أحمد، وصار كثير من خصوم الإمام أحمد أنصاراً لمجرد انكشاف ظروف الاغتيال.
ب‌. خشية من تولي أحمد ذي النزعة العسكرية بعد أبيه. هذه الخشية كانت مشتركة بين أطراف متعددة بدءا من بعض إخوته إلى بعض النخب السياسية. ولا يعني ذلك أنه لم تكن له قاعدة من المؤيدين، بل كان له ذلك.
ت‌. رغبة في تغيير شكل الحكم من "إمامة مؤسس" له مطلق الصلاحيات في إطار قيم العدالة وأحكام الشريعة، إلى "إمامة مقيدة الصلاحيات" لمن يليه، أو ما اصطلح عليه بـ "الإمامة الدستورية" انطلاقاً من الميثاق المقدس الذي وضعه الأخوان المسلمون. لقي الميثاق القبول من كثير من الشخصيات المهمة في اليمن منهم بعض أبناء الإمام يحيى. لكن ذلك القبول كان مقيداً بأن يكون العمل به بعد وفاة الإمام وفاة طبيعية.
هذه الأمور الثلاثة تمثل أبرز نقاط الالتقاء بين من قام بالاغتيال وبين من سارع في مشاركة أو تأييد للحكومة التي قامت. لكن الغموض الذي لف مصرع الإمام يحيى أثر كثيراً على درجة تفاعل وجهاء صنعاء وخارجها مع حكومة الانقلاب.

أما الأطراف التي شاركت في الاغتيال فكانت ثلاثة:
1. زعامات سياسية يمنية: على رأسهم عبدالله بن أحمد الوزير الذي كان يرى في نفسه خليفة الإمام يحيى، ويرى أن خصمه الأقوى هو سيف الإسلام أحمد. كان مع عبدالله الوزير بعض الشخصيات الأخرى من آل الوزير وغيرهم مثل: عبدالله بن علي الوزير صهر الإمام يحيى، حسين الكبسي، أحمد المطاع. دوافع هذه الشخصيات وغيرها متعددة، وأحياناً متضاربة، أبرزها:
أ. معارضة بعض سياسات الإمام يحيى.
ب. معارضة خلافة سيف الإسلام أحمد.
ج. طموحات شخصية قوية.
إلا أن هذه الدوافع وحدها لا يمكن أن تفسر الإقدام على الاغتيال، وذلك لأمرين:
أولهما: تلك الدوافع موجودة لدى كثير من الشخصيات وبدرجات متفاوتة. ومع ذلك فإن جميع من علم بالقتل راعه ذلك وسخط عليه، منهم علي بن عبدالله الوزير، الشخصية الثانية في أسرة آل الوزير، وابن عم عبدالله بن أحمد الوزير، ووالد عبد الله بن علي الوزير. بمعنى آخر، إن تلك الدوافع لم تكن لتفقد أحداً صوابه إلى درجة القبول بسفك الدماء ناهيك عن تنفيذه.
الثاني: الاغتيال يعني انتهاك قيم أخلاقية ومحرمات سياسية واجتماعية راسخة في المجتمع اليمني المسلم، مما يعني أنها انتحار بكل المعايير. لقد انتهكت حرمة الدم، وحرمة العمر، وحرمة الزعامة الروحية، وحرمة النسب حيث كان عبدالله بن علي الوزير صهراً للإمام يحيى، وحرمة الأمانة حيث كان عبدالله بن أحمد الوزير الرفيق المؤتمن لدى الإمام. وقد تجلى حجم هذا الانتهاكات من خلال إصرار علي القردعي ـ أحد منفذي القتل ـ على أن تأتيه فتوى شرعية من عبدالله بن أحمد الوزير تبيح قتل الإمام يحيى. وقد أصدر الوزير هذه الفتوى وعززها حسين الكبسي والفضيل الورتلاني. فحتى لو افترضنا تلك الدوافع كافية لهم، فإن علمهم بأن الاغتيال سيؤلب كل اليمن عليهم كافٍ لأن يردعهم.
إذا لا بد من عامل رجَّح لديهم خيار الاغتيال. وقد نص أحد المشاركين فيه على هذا العامل بوضوح تام عندما ذكر أن نجاح الانقلاب موقوف على وجود دعم خارجي قوي يؤكد لهم نجاح المشروع. وتلك القوة ليست سوى انكلترا عبر حكومة عدن. بعد الاغتيال ونجاة الإمام أحمد طلب عبدالله الوزير فعلاً من حكومة عدن إرسال طائرات حربية إلى الشمال، وإرسال بارجة بحرية إلى الحديدة. هذه المطالب ما كانت لتأتي لولا وجود وعد مسبق بتوفيرها. لكن عدن اكتفت بإرسال سفينة إلى خارج الحديدة، وأما أمر الطائرات فتجاهلته وآثرت عدم التدخل. ويرجع أمر تخلي عدن عن حكومة الانقلاب إلى نجاة الإمام أحمد.
لعل ما كان يتوقعه الانكليز من تحبيذهم وصول الوزير إلى الحكم هو ما أفادته برقية حسين الكبسي إلى عدن حيث يقول: ((اتصلوا بحاكم عدن لتبليغ حكومة لندن رغبتنا الأكيدة في التعاون مع بريطانيا العظمى إلى أقصى حد ممكن.)). وقد أُرسلت هذه البرقية في اليوم الثاني من الاغتيال، ومنحت الانكليز ما حرمهم منه الإمام يحيى طيلة فترة حكمه.
2. "حزب الأحرار" و"جمعية الإصلاح"، وجميل جمال، والإخوان المسلمون: لعبت هذه الأطراف الأربعة أكثر من دور في أمر الاغتيال، إلا أن المشترك بينهم تمثل في التوسط بين عبدالله بن أحمد الوزير، وبين الانكليز. وقد أسفرت تلك الوساطة عن تطمين عبدالله الوزير بوجود القوة الخارجية التي سيحتاجها للسيطرة على الوضع عند وصوله إلى سدة الحكم.
أ) "الأحرار" و"الإصلاح": كان حزب الأحرار ممثلاً بمحمد الزبيري وأحمد نعمان، وأما جمعية الإصلاح فممثلة بمحمد علي الأكوع وعبدالرحمن الإرياني. الدافع المشترك والمقدس بين الجميع كان القضاء على نظام الإمامة بشكل عام، والإمام يحيى بشكل خاص، وبأي ثمن. كانت قناعتهم أن لا سبيل إلى الإصلاح إلا بذلك. بل يذكر عبدالله الشماحي في كتابه "اليمن الإنسان والحضارة" ومحمد أحمد نعمان في كتابه "الأطراف المعنية" أن هذه الأطراف عملت جادة لإحباط أي مشروع إصلاحي يأتي به الإمام يحيى أو أحد أركان الدولة. وبعدما وقّعت اليمن اتفاقيتها المهمة مع الولايات المتحدة في 1947 أرسل كل من الزبيري ونعمان رسالة إلى الرئيس الأمريكي هاري ترومان فيها: ((إن الشعب اليمني يرفض جميع الاتفاقيات التي وقعتها حكومة اليمن الحالية والتي لا تمثل إرادة الشعب.)). هذا كله لاعتقادهم أن إحباط مشاريع الدولة التنموية وعلاقاتها الدولية هو إبقاء لمشروعية معارضة حكم الإمام.
ب) جميل جمال: كان ضابطاً عراقياً يدرب في الكلية الحربية في عهد الإمام يحيى، وأصبح قائد الجيش ومسؤول الأمن المحلي بعد الاغتيال. أبرز دور له ـ غير التنسيق مع الحكومة العراقية ومع الانكليز في عدن ـ كان توفير نوع من الاطمئنان لعبدالله الوزير حيث ضمن له وقوف طلبة الكلية الحربية معه إلى حين وصول الدعم الخارجي المطلوب.
كما شارك في محاولات إحباط العلاقة بين الولايات المتحدة واليمن. وعمل ذلك من خلال اتصالات سرية بينه وبين الخارجية العراقية. من تلك الرسائل ما فيه طلبٌ مباشر بدعم لانقلاب على الإمام يحيى، بل وربْطٌ بشكل مباشر بين الاتفاقية اليمنية-الأمريكية، وبين الانقلاب. كما علَّق أمر قيام الانقلاب على وجود دعم خارجي. تلك الرسالة كانت بتاريخ 12 أكتوبر 1947 وفيها يعبر فيها عن استياء كثير من الشخصيات اليمنية من الاتفاقية الأمريكية اليمنية. وقد نسب في تلك الرسالة إلى الاتفاقية بين اليمن وأمريكا أموراً لا توجد في نص الاتفاقية الأصلية. وقد صرح بأن تلك الاتفاقية أزعجت الحكومة البريطانية باعتبار أنها فضلت الولايات المتحدة.
كما قال إن الوطنيين اليمنيين قرروا بسبب تلك الاتفاقية الانقلاب على الامام يحيى ولكن بشرط توفر مساعدة دولة صديقة ليست لها مطامح في اليمن، ولكن ذات مصالح مشتركة معها.
وبسبب الظروف الخاصة بالجامعة العربية، مثل الخلافات الداخلية، والقضية الفلسطينية، وقضايا شمال أفريقيا، فقد رأى جميل جمال أنه لا يمكن الاعتماد عليها. كما أكد قناعته بأن العراق يمكن أن يلعب دور المساعد لأي حركة انقلابية في اليمن، منها أن العراق يمكن أن يساعد على بناء علاقات صداقة مع البريطانيين، مع تأكيده أن بريطانيا سيتم تفضيلها في أمور العلاقات الخارجية.
في رسالة أخرى له إلى الحكومة العراقية بتاريخ 16 من الشهر نفسه طلب صراحة مبالغ مالية وأسلحة. ولا شك في أن تدخل العراق لم يكن له قيمة إلا من حيث علاقتها بالانكليز.
ج) الأخوان المسلمون: يُستفاد من بعض أدبيات الإخوان المسلمين ومن بعض الوثائق السرية في تلك المرحلة أن الدور الأبرز في مشروع اغتيال الإمام يحيى كان لهم. تصدر الدور الفضيل الورتلاني، الجزائري الأصل، مبعوث حسن البنا إلى الإمام يحيى، وكان شخصية مؤثرة للغاية نظراً لعلمه وقدرته الخطابية وقوة شخصيته. كان المرجع الفكري والموجه السياسي للحركة قبل وبعد الاغتيال، في حين أن عبدالله الوزير ومن معه، و"الأحرار" ومن فيهم، كلهم تبع له حسب ما أفاد أكثر من شاهد منهم عبدالقادر حمزة مراسل صحيفة الأهرام، وأحمد محمد الشامي في كتابه "رياح التغيير في اليمن".
العلاقة بين الإخوان المسلمين وبين اليمن تعود إلى آخر العشرينيات. لكنها تطورت مع تأسيس حركة الأحرار في 1944. كانت العلاقة الظاهرة بين حسن البنا وبين الإمام يحيى إيجابية. يدل على ذلك المراسلات بين الرجلين. أكثر من ذلك استقبال الإمام يحيى للفضيل الورتلاني، الذي لم يحظ بما حظي به إلا باعتباره رسول البنا.
كان الأخوان المسلمون يرون أن اليمن مهيأ أكثر من غيره لمشروعهم الخاص باعتبارها دولة بعيدة عن النفوذ الأجنبي الداخلي، ولكون العلاقة بين الحاكم والمحكوم مؤسسة فيها على القيم الإسلامية.
قَدِم الفضيل الورتلاني إلى اليمن في إبريل من العام 1947، أي في الوقت الذي بدأت فيه تظهر بوادر التقارب الأمريكي اليمني. كان قدومه تحت غطاء السعي لتقديم نصح للإمام يحيى، واقتراح مشاريع سياسية واقتصادية لإصلاح أوضاع اليمن، لكن إرساله في الأساس كان لترتيب أمر القضاء على الإمام يحيى. قابل الإمام يحيى وقدم له اقتراحات اقتصادية وزراعية، فوافقه الإمام إلى كثير من ذلك، وسمح له بإنشاء شركة للمواصلات وللزراعة. هذا بالرغم من أن صحيفة الإخوان المسلمين كانت أخذت تشن هجوماً على الإمام يحيى، تزايد مع زيادة درجة التعاون المتوقع بين اليمن والولايات المتحدة.
كُتب الكثير حول دور الأخوان المسلمين في اليمن قبل وبعد الاغتيال، منها ما نشرته الصحف المصرية آنذاك، ومنها ما نُشر ضمن الأدبيات التي تناولت تلك المرحلة أو تاريخ حركة الأخوان المسلمين. سأكتفي من ذلك بما كشف عنه تقرير سري بعثته السفارة الأمريكية في القاهرة إلى خارجيتها عن بعض الدور الذي قام به الأخوان المسلمون ودوافعهم. اعتمد التقرير على مقابلة بين الشيخ حسن البنا وبين السكرتير الأول في السفارة، وأيضاً على مصادر وتحليلات السفارة نفسها. سأورد أبرز ما ذكره التقرير على شكل نقاط:
• حسن البنا من أوائل من عرف نبأ الاغتيال عن طريق الزبيري.
• حسن البنا يفتخر ويشيد بدور الإخوان المسلمين في الإنقلاب في اليمن.
• درجة هذا الدور غير متضحة بسبب تكتم البنا على التفاصيل.
• يمكن استنتاج حجم الدور من خلال معرفة طبيعة العلاقة بين الإخوان وبين حركة “الأحرار”.
• إن "الميثاق المقدس" الذي قامت عليه حكومة الانقلاب صيغ من قبل حركة الإخوان المسلمين في مصر.
• يشير إلى دور الورتلاني الأساسي في توجيه الأحداث في صنعاء من خلال التقرير الذي كتبه عبدالقادر حمزة، مراسل صحيفة الأهرام والذي سافر إلى صنعاء بعد الاغتيال بأسبوع وبقي فيها يومين.
• توجد تقارير تفيد أن البنا طُلب منه القدوم إلى اليمن وأنه قام من أجل ذلك باستئجار طائرة ويتوقع منه المغادرة إلى صنعاء حول 1 مارس. كما ذكرت صحيفة الأهرام أنه سيأخذ معه مجموعة من الميكرفونات لمخاطبة القبائل اليمنية وحثها لطاعة الوزير.
• حركة الإخوان بدأت من خلال صحافتها شن هجومٍ متواصلٍ على الإمام يحيى خلال العام 1947.

على خلفية هذه المعلومات وغيرها قدمت السفارة التحليل التالي للدوافع المحتملة من دعم حركة الإخوان لاغتيال الإمام. وقد نسبت السفارة هذه التحليلات إلى ما يشيع في القاهرة عن الأمر، وإلى بعض أجزاء من المقابلة مع البنا.
الدافع الأول: إن الانكليز لهم رغبة في تغيير النظام لأكثر من سبب. منها طرد النفوذ الأمريكي في المنطقة ومنها حل المشاكل الحدودية مع عدن. وتحقيقاً لتلك الرغبة عمل حسن البنا لقيام نظام جديد. وقد صرح البنا في المقابلة المذكورة بأن الانكليز قدموا دعماً مادياً وغيره لحركة “الأحرار”. كما أشار التقرير إلى أن حسن البنا نفسه كان يتلقى أموالاً منهم. لكن البنا أكد في المقابلة أن العمل الحقيقي قام به هو ورفقاؤه.
قد يُستغرب من تصريح البنا وجود تعاون إنكليزي وفي الوقت نفسه تأكيده بأنه لن يكون لهم أي امتياز على غيرهم. لعل ذلك من باب التطمين للجانب الأمريكي، أو إبقاء أبواب التعاون قائمة.
الدافع الثاني: توجد مصالح لحسن البنا في اليمن من خلال الشركة اليمنية المصرية التي أسسها الورتلاني. عملت هذه المؤسسة لاحتكار نظام المواصلات في اليمن، ولكن الإمام يحيى لم يسمح لهم بذلك، وألغى الامتياز الممنوح لهم. بالتالي فإنه من مصلحة حسن البنا تغيير النظام وإقامة حكومة جديدة يتوقع منها أن تعطيه ما يريد.
الدافع الثالث: أن البنا يريد أن يفتح اليمن سياسيا واقتصاديا، وأنه يرغب أن يكون في اليمن دولة تحت سيطرة الإخوان المسلمين.
وأخيراً يشير التحليل الأمريكي أنه قد يكون الدافع بعضاً من هذه معاً.

هذا التحليل يظهر دور ودوافع الإخوان المسلمين، كما يُظهر دور الانكليز الطرف الخفي في هذه العملية كلها، والتي تتجلى دوافعهم بالنظر إلى ما يلي:
وقَّع الإمام يحيى مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية كبيرة ستعمل على أمرين في وقت واحد:
1. إدخال الولايات المتحدة إلى منطقة النفوذ البريطاني في الوقت الذي أخذت تشعر فيه بريطانيا بأن وجودها عالمياً أصبح محل تهديد؛
2. تقوية موقف الإمام يحيى المطالب بخروج الانكليز من عدن.
إن الأمرين معاً لا يمكن إدراك حجمهما على صانع القرار البريطاني إلا بالنظر إلى طبيعة معادلات القوة في تلك المرحلة، وطريقة تعامل الإمام يحيى معها.
استقل الإمام يحيى باليمن في أجواء المطامع الاستعمارية للدول العظمى آنذاك، وسعى لتكوين دولة مستقلة وقوية ضمن توجه دولي لخلق كيانات محلية هزيلة. وقف أمام تحديات القوى العظمى، وخصوصاً بريطانيا، في مرحلة زهوها وانتشاءها أبان انتصارها في الحرب العالمية الأولى، ورفض أن يضع نفسه في المكان الذي تريده له إذ عمل دوماً على تجاوزها وخلق موقع خاص به. وعبَّر الإمام للقوى العظمى في أكثر من مناسبة أن شرعية حكمه لا ولن يستمدها منهم ولا من اعترافاتهم، وإنما من الشعب اليمني، ومن التاريخ الذي ينتمي له. تحدى إصرار انكلترا على البقاء في الجنوب، ودخل معها في صراع مسلح. لم يتراجع ـ حتى في أصعب الظروف ـ عن موقفه الرافض منحهم ما يريدونه، بالرغم من أنهم كانوا على استعداد بالاعتراف الكامل به في المقابل، حتى قال فيه الإنكليز بحنق: إنه يريد أن يأخذ كل شيء، ولا يعطي شيئاً.
إن تحدي الإمام يحيى للأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وفي عز قوتها، كان له أثر سيء على رؤية الإنكليز لهذه الشخصية. وصل الأمر إلى أقصاه عندما عمل الإمام على استقدام الولايات المتحدة ومنحها الامتيازات التجارية التي طالما طالب بها الانكليز، مما يعني حتماً نهاية أي نفوذ انكليزي في البلاد.
بدأت المؤامرة على الإمام يحي تأخذ خطواتها الجادة مع تطور التعاون مع الولايات المتحدة، فنفذت خطة الاغتيال قبيل عودة ابنه سيف الإسلام عبدالله من رحلته التي وقع فيها تلك الاتفاقية، ليتم إجهاضها وخنقها قبل أن تتحول إلى حقيقة على أرض الواقع.

خاتمة
طالما تمت معالجة اغتيال الإمام يحيى بتصويره حاكما ظالماً، مستبداً، يقف عقبة أمام تحديث اليمن، ولا يفهم في السياسة الدولية شيئاً. وبالتالي فإن أمر اغتياله يعتبر نتيجة متوقعة لمثل هذه الشخصية. وهذا المعنى ترسخ خلال عقود من غياب الحافز للتعرف على حقيقة تاريخ الإمامة عموماً في اليمن، وتجربة الإمام يحيى على وجه الخصوص. وأهم من ذلك تعدد الحوافز السلبية لسياسيين، ومثقفين لإبقاء تلك التجربة في دائرة الظلمات.
إلا أن حقيقة الأمر مختلفة تماماً، فالإمام يحيى كان شخصية ذات نزعة استقلالية هائلة، حكم اليمن بالعدل والقانون، وأراد أن يطور البلاد، ولكنه أيضاً أراد أن يطورها بغير أن يؤثر على استقلالها البتة. كما إنه كان ذا اطلاع واسع على الأوضاع التي حوله، واختار سياساته الخارجية بناء على تلك النزعة الاستقلالية وعلى فهمه لطبيعة الأوضاع والتوازنات الدولية. كان إماماً يُتَّبع، ودولته دولةٌ تُحتذى لو سُمح لها بالبقاء؛ وأنى لها ذلك بين قوى عالمية تريد القضاء على أي استقرار سياسي لا ينتمي نموذج الحكم فيه إلى نمط التجربة الأوروبية، ولا يريد أن يعيش في فلك الولاء لمصالح القوى المسيطرة على العالم آنذاك.
إن ما قتل الإمام يحيى هو حبه الشديد لاستقلال بلاده، وجهده لإقامة العدل بين رعيته. إنه نموذج من الصعب السماح لبقائه واستمراره.

عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

مع أن الرئيس جمال عبدالناصر له موقف عدائيه مع الاخوان إلا أنه

قديجوز أنه كانت الحركه تروق له في البدايه حتى إنعكست الآيه

أيضاً توافق الاخوان اليوم مع السلطه الحاليه وأحفاد الثوار

أو الأحرار يبعث الشك عن ما مقدار هذا التوافق بالأمس؟!!!!!!
قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

:D


مبدئيا كل ما جاء في هذا المختصر المفيد قوي صح وواقعي وتاريخي ...


جمال جميل هو من قتل الحسين والذي قتل المحسن رجل يمني كما سمعت من بيت عنبة هل هذه المعلومة صحيحة ؟؟؟؟




كما سمعت أن عبد الله الوزير كان شخصية غريبة ورهيبة وعجيبة فقد كان منغلقا متقوقعا "مبعسس قوي" .... فهل صحيح أن بعض سيوف الاسلام من اولاد الامام يحيى كانوا يتعاطون المسكرات ويدقون الطبول ويسمعون المزامير " فنذخ " وأن عبد الله الوزير كان يشم الخمر في بيوتهم حين كان يذهب للزيارة العيد بحكم قرابة النسب ؟؟؟

ثم هل كان هذا إن ثبت من دوافع الثورة على الامام كونه لم يقم الحد على بعض اولاده ؟؟

وهل كان رأي الورتلاني أن يقتل الامام احمد أولا ثم يقتل بعده الامام الشهيد يحيى رحمه الله ...؟؟؟

ثم هل ثبت لديكم ان عبد الله الوزير قد تاب من دم الامام يحيى قبل أن ينفذ فيه حكم الاعدام ....؟؟

وماذا عن الكبسي ايضا والبقية الذين شاركوا في هذه الجريمة الخبيثة الخسيسة


نهب مدينة صنعاء من قبل القبائل كان امرا خارجا عن طوع الامام احمد وهنا حصلت مسألة في غاية الاهمية هل تتذكر شيئا منها اخي عبد الله

وهل قام الامام احمد بتعويض الخسائرالعينية والمالية وعمارت البيوت التى خربت ؟؟

لي عودة بحول الله بعد أن ارى ردكم سيدي الكريم... !!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

عملية أغتيال الإمام يحيى تمت على يد علي ناصر القردعي و الحميقاني

وستة أشخاص كلهم من قبيلة سنحان.....

قد أقتص الله للإمام كل هولاء الثمانية ماتوا وانتهى عقبهم تماماً

حرمهم الله العقب وهذا بعض قصاص الدنيا والآخره قصاصها أهم
قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

أم أبيها
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الثلاثاء يوليو 11, 2006 3:40 pm

مشاركة بواسطة أم أبيها »

كلام مفيد جدا لكن عندي سؤال اما قلتوا
إنه نموذج من الصعب السماح لبقائه واستمراره
هل قصدتوا إنو طيبة وعدل وثقة الإمام في الناس أدت إلى مقتله؟
الله أكبر كلما صدح الرصاص وغرد
الله اكبر كلما صوت القنابل غرد

عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

طيبة وعدل وثقة الإمام في الناس أدت إلى مقتله؟
أبداً لم تكن الطيبة او العدل او الثقة في الناس مبرراً لقتل الإمام , فهذا الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام قتل بسيف الغدر من اشقاها وقد كان يعلم من هو قاتلة المحض دون أي شك أو ريب , وعندما أشار عليه بعضهم إن يقتل ابن ملجم حتى لايتحقق العهد المعهود من النبي صلى الله عليه وآله إليه بإن ابن ملجم قاتلة , رد عليهم بإن ماكنت ان أقيم حداً قبل الجناية.

الإمام يحيى رحمة الله عليه , إمام دين وعلم وصلاح وحكمة تميز بها عن أقرانة , بل لم نعلم رجل يضاهيه من العصرالذي عاش فية وحتى اليوم , رجل كالإمام يحيى رحمه الله ماكان ليتخذ قرارات مبنية على الشكوك والظنون , وما كان لمثلة إن يتحامل على أحد لمجرد إن احداً من بطانتة شك او ظن فية , ولكن ما فهمناه من خلال المأثور عن كتب التاريخ إن الإزمنة ماخلت من مفسدين وخارجين ممن يحيكون المؤامرات و يدسون الدسائس بغية المفسدة التي تدفع إليها الغايات لنيل المناصب والجوائز التي يزينها لهم الشيطان الذي يجتهد في تزيينها أمام ضعاف القلوب والإيمان بغية التخلص من الصالحين أمثال الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ومن تلاه من ذريتة عليهم صلوات الله اجمعين , فكان للإمام يحيى رحمة الله عليه نصيباً من سنة الحياة هذة ونصيباً من إلتفاف قوى الشر بالشر .

مع ذالك يكفل الله لمن هو مثل اللإمام يحيى رحمه الله ببقاء الذكرى الطيبة والحقيقة الواضحة وضوح الشمس , ناصعة البياض , والتي يأثرها الجيل تلوا الجيل.

ويشهد الله إنني قد جلست مرات عديدية مع أفراد من قبيلة بعض من شاركوا في قتل الإمام يحيى رحمه الله فوجدت إنهم أشد الناس حرصاً على تبيين حقيقة الأحداث وتبيين الفضائل خاصة الإمام.


وهذا قليل,,,
قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

رحم الله الإمام الشهيد يحيى .. والإمام الشهيد عبد الله الوزيـر .. وقد أفضـوا إلى ما قدموا


والبعض يحكـي عن أفضـال الإمام يحيى على ابن الإمام ابن الوزير .. وهذا صحيح .. لكن الإمام ابن الوزير كان يستحقها عن جدارة .. فهو العالم والقائد وبفضل الله ثم بفضله وآل الوزير رسخت الدولة المتوكلية في كثير من المناطق بداءً من الجـوف وحتى اليمن الأسفل .. يوم أن لم يكن في يد الإمام يحيى سواء صعدة وصنعـاء ..


والعجـب أن يُقـر البعض بأن لدى الإمام الوزير الدوافع الكافية لغتيال الإمام يحيى ثم يرجع الأمـر إلى المصلحة في عداء الناس له .. وهذا أمر يختلف في الأنظار وهو مبلغ اجتهـاد ..

والصحيح أن الإمام ابن الوزير رحمه الله كان له دوافع ومبررات كما ذكر الأخ وكان حريصاً على مصلحة شعبه ودينه أكثر من حرصه على مصلحة نفسه وهذا بين وله أدلته .. كما أنه على المذهب في وجوب الخروج على الحاكم الظالم برأيه .. زيادة على أن الإمام الشهيد يحيى رحمه الله كان يبيت النية لآل الوزيـر التي قامت على اكتافهم دولته وقد كان يحث ابنه الإمام أحمد على الطلوع لصنعاء لتأديب ابن الوزير .. ولا يعني هذا تبرير الفعلة لكن هذا كله ما لم يشـر إليه الإخـوة في كلامهم ..


أمـا قول أحدهم : أن نهب صنعاء كان خارجاً عن طوع الإمام أحمد .. فغير صحيح بل قد وعد القبائل بنهبها وحثهم عليها ..


وأرى أن الموضوع سيمسي إن لم يصبح محـلاً للنعرات والتهم بين أبناء العم .. وتلك فتنة سلمت منها أيدينا فلتسلم منها ألسنتنا .. وفي ما كتبه المعاصرون لأحداثها كفاية ..


ويبقى الحديث الذي لم يفتح وأرجو فتحه حـول ثورة 68 والتدخل المصري وشهداء الاحتلال الناصـري ..


والحمـد لله,,

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

الشريف العلوي كتب:والصحيح أن الإمام ابن الوزير رحمه الله كان له دوافع ومبررات كما ذكر الأخ وكان حريصاً على مصلحة شعبه ودينه أكثر من حرصه على مصلحة نفسه وهذا بين وله أدلته .. كما أنه على المذهب في وجوب الخروج على الحاكم الظالم برأيه ..
دوافع ومبررات لإغتيال !!!!!!!
بأي دين هذا !!!!!!!!!؟؟؟؟


ثم


بأي شريعه يكون الخروج على الظالم بالإغتيال ( على طريقة المافيا !!! )
صورة
صورة

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

الحسن المتوكل كتب:
دوافع ومبررات لإغتيال !!!!!!!
بأي دين هذا !!!!!!!!!؟؟؟؟

ثم بأي شريعه يكون الخروج على الظالم بالإغتيال ( على طريقة المافيا !!! )

لا شـك أن هناك دوافع ومبررات في نظـر الإمام الوزير والعلامة الكبسي وغيرهم .. وليس كل دافع بصحيح .. وحادثة اغتيال الإمام يحيى واستباحة دمه جريمة .. ولم يرتضيها الكثير ممن بايع ابن الوزير ..
وكما أن اغتياله كان جريمة .. فإن قتل الإمام أحمد لآل الوزير وغيرهم واستباحته دماءهم واموالهم وهم لا ذنب لهم جريمة بشعة ..

وإني لا أرغب في الدخول في نقاش في هذا الموضوع لكن حتى لا تفهم أني أُبرر اغتيال الإمام .. فهذا غير صحيح وقد نفيته آنفاً ..

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

كتب احدهم :
أمـا قول أحدهم : أن نهب صنعاء كان خارجاً عن طوع الإمام أحمد .. فغير صحيح بل قد وعد القبائل بنهبها وحثهم عليها ..
كما أن احدهم قد كتب من قبله :
نهب مدينة صنعاء من قبل القبائل كان امرا خارجا عن طوع الامام احمد وهنا حصلت مسألة في غاية الاهمية هل تتذكر شيئا منها اخي عبد الله


حاليا هذا الاحد لن يحرر جوابا على اخيه حتى يرى رأي صاحب الموضوع :king:

تحياتي ...... وتذكروا ما قاله محمد الوزير المعروف " بالمسدس " وهو الشقيق لا عبد الله الوزير : قال ((( كله عمل الطربوش الورتلاني ))) لا رحمه الله برحمته ولا وسع عليه في قبره وانزل عليه عذابا من عنده ...!

معلومة هامة :

كان عبد الله الوزير اخواني ويستمد مرجعيته من اماكن معروفة لذا سنجد من يدافع عنه وبهذا الشكل المكشوف فهنئيا لكم امامته ومولاته وحشركم الله تحت رايته ..!!!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

عجيب!

ابن الوزير!!

قبل إن نتبحر في الموضوع , ماصحة نسبة ابن الوزير من المذهب الزيدي؟

وما أوجة الشبة بينة وبين القرنين الصنعاني والشوكاني؟؟؟
:!:
قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

عاقل مجنون كتب:عجيب!

ابن الوزير!!

قبل إن نتبحر في الموضوع , ماصحة نسبة ابن الوزير من المذهب الزيدي؟

وما أوجة الشبة بينة وبين القرنين الصنعاني والشوكاني؟؟؟
:!:
الأخ / عاقل مجنون

هل تقصد في سؤالك السيد محمد بن إبراهيم الوزير ؟؟؟
إن كنت تقصده
فهناك موضوع كامل عنه ، كتبه سيدي / الكاظم
بعنوان ( الحافظ ابن الوزير اليماني بين الزيدية وأهل السنه والجماعه )
على هذا الرابط http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=903

أما الوزير في هذا الموضوع هو عبدالله الوزير الذي إنقلب على الإمام يحيى حميدالدين (ع) .


تحياتي
صورة
صورة

عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

إسمح لي ان أستفسر ماوجة القرابة بين إبراهيم بن محمد وعبدالله الوزير بضبط؟!
قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

عاقل مجنون كتب:إسمح لي ان أستفسر ماوجة القرابة بين إبراهيم بن محمد وعبدالله الوزير بضبط؟!
محمد بن إبراهيم الوزير كان في عصر سابق بكثير لعصر عبدالله الوزير


لكن ما مناسبة السؤال ؟
صورة
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

عاقل مجنون كتب:إسمح لي ان أستفسر ماوجة القرابة بين إبراهيم بن محمد وعبدالله الوزير بضبط؟!
ان كنت تعني عم / ابراهيم بن محمد بن احمد الوزير صاحب الامتياز لصحيفة البلاغ فهو ابن اخو عبد الله الوزير الذي بغى على الامام الشهيد يحيى حميد الدين

فاحمدالوزير خلف اثنين هما محمد بن احمدالوزير "المسدس" والد ابراهيم وعبد الله ومحمد ....!


وخلف ايضا عبد الله بن احمد الوزير الخارج على الامام يحيى ظلما وهذا له العديد من الابناء مطهر ويحيى ومحمد وعلي وغيرهم

السلام عليكم
آخر تعديل بواسطة محمد الغيل في الثلاثاء أغسطس 15, 2006 12:11 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“