مكانة الشيخين أبو بكر و عمر عند الزيدية

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

أخي الكريم حسن,

أما مبايعة الإمام للشيخين فأعتقد أنها ثابتة من جميع المصادر (شيعية وسنية) ولا تحتاج لمجهود كبير للتأكد منها.

أما تزويج الإمام لعمر أو تزوجه من إحدى أرامل أبي بكر (وهي وقائع ثابتة تاريخيا) فدلالتها أن المؤمن لا يمكن ان يزوج فاسقا أو يتزوج أرملة فاسق أو منافق هذا من طبيعة المؤمنين فما بالك بالإمام؟

ثم أن الرسول (ص) قال: زوجوا من ترضون خلقه ودينه. فهل كان الإمام راض بخلق عمر ودينه ام انه جاهل لهذا الحديث؟؟؟

واما قولك انهما كانا من خيار المؤمنين في حياة الرسول صلوات الله عليه فهذا جيد وأتفق معك فيه مما يعني أن ثبوت إيمانهما قطعي والقدح فيه ظني فلا يمكن ان يغلب الظني على القطعي.

وأعتقد والله أعلم ،،، أن من قالوا بأن النص ( خفي ) ، قالوا ذلك إلتماساً للعذر للعامه .. وذلك من باب حمل الأمة على السلامه ..والله أعلم .


وأخيرا لي ملاحظة على هذه العبارة فأقول: أن من قال بالنص الخفي (وهم معظم الزيدية حسب اطلاعي) لم يقلها التماسا للعذر للعامة كما ذكرت (واسجل هنا اعتراضي على كلمة العامة لما فيها من إيحاء تفريقي بين الأمة) وإنما لأنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا نصا جليا لعدم وجوده فلم يكن هناك مناص من القول بالنص الخفي حتى لا تسقط مسألة الإمامة نهائيا.

ولك وللجميع تحياتي
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

الأخ الكريم نشوان ..


قلتم :-
نشوان الحميري كتب:أما مبايعة الإمام للشيخين فأعتقد أنها ثابتة من جميع المصادر (شيعية وسنية) ولا تحتاج لمجهود كبير للتأكد منها.
المصادر السنية ذكرت مبايعة الإمام علي (ع) لأبي بكر بعد ستة أشهر .. وتحديداً بعد وفاة الزهراء عليها السلام !

ومصادر أهل السنة ليست حجه علينا
أما المصادر الشيعية .. فمصادر الزيدية هي ما تعنيني
ولم أجد حتى الآن في مصادرنا من قال ببيعة الإمام علي (ع) لأبي بكر
بل أني وجدت أن مولانا العلامه / مجدالدين المؤيدي .. نقل قولاً عن بعض الأئمة عليهم السلام في كتابه " لوامع الأنوار " ذكروا فيه إجماع أهل البيت (ع) على عدم مبايعة الإمام علي (ع) لأبي بكر ... لا يوم السقيفه .. ولا بعد الستة أشهر كما قال أهل السنه .

ولا يعقل أن يبايعهما الإمام علي (ع) ... ومن ثم يشتكي منها كما في الخطبة الشقشقية !


نشوان الحميري كتب:أما تزويج الإمام لعمر أو تزوجه من إحدى أرامل أبي بكر (وهي وقائع ثابتة تاريخيا) فدلالتها أن المؤمن لا يمكن ان يزوج فاسقا أو يتزوج أرملة فاسق أو منافق هذا من طبيعة المؤمنين فما بالك بالإمام؟

ثم أن الرسول (ص) قال: زوجوا من ترضون خلقه ودينه. فهل كان الإمام راض بخلق عمر ودينه ام انه جاهل لهذا الحديث؟؟؟
من ناحية ثبوت التزويج تاريخياً
ففيه العديد من الإشكالات ... خاصةً من ناحية السند !
مع العلم أن الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي (ع) ، لم يقر بصحة ذلك الخبر ، رغم قربه من عهد النبوة ! .. في أحد جواباته في مجموع كتبه ورسائله - الجزء الثاني .


ثانياً : فقد قلتُ سابقاً أني لا أنكر ذلك الخبر جزماً ... ولا أنفيه جزماً
فإن صح .. فلا إشكال فيه
فعمر بن الخطاب ليس منافقاً وليس بفاسق وليس بكافر لننكر تزويج الإمام علي (ع) له !

فأنا بلاشك من الممكن أن أزوج إبنتي بشخص أختلف معه في قناعاتنا العقائدية .. على أساس أنه مسلم .

نشوان الحميري كتب:واما قولك انهما كانا من خيار المؤمنين في حياة الرسول صلوات الله عليه فهذا جيد وأتفق معك فيه مما يعني أن ثبوت إيمانهما قطعي والقدح فيه ظني فلا يمكن ان يغلب الظني على القطعي.
ومن قال لك يا أخي أن قولي بخطأ أفعالهما ... يقتضي قدحي في إيمانه وبالتالي تكفيره أو تفسيقه !!؟؟

والعبرة يا أخي في الخواتم ... ولذلك نردد دائماً في دعائنا : أن يحسن الله خاتمتنا .


وقد ذكرت لك في جوابي عليك سابقاً : أني أرى أنهما كانا من خيار المؤمنين مع وجود بعض الأخطاء منهما في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ولو تأملناها ... وتدبرنا ما نزل من القرآن الكريم في تلك الحوادث ... لوجدناها تنفي القطع بعظم درجة إيمانهما ، وقولي هنا مخصوص بنفي القطع بعظم درجة إيمانهما ... وليس بنفي مجرد إيمانهما ... فتأمل كي لا تفهم كلامي خطأً .


نشوان الحميري كتب:وأخيرا لي ملاحظة على هذه العبارة فأقول: أن من قال بالنص الخفي (وهم معظم الزيدية حسب اطلاعي) لم يقلها التماسا للعذر للعامة كما ذكرت (واسجل هنا اعتراضي على كلمة العامة لما فيها من إيحاء تفريقي بين الأمة) وإنما لأنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا نصا جليا لعدم وجوده فلم يكن هناك مناص من القول بالنص الخفي حتى لا تسقط مسألة الإمامة نهائيا.
أولاً : أنا أقصد بالعامة في كلامي السابق ... الذين ليس لهم باع بعلوم الدين ... وليس كما توهمت .
فهناك عوامٌ لم يوحدوا الله تعالى حسب ما أمر به تعالى ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم مع أنها أولى المسائل الواجبه وأهمها !!


ثانياً : أرجوا أن تتفضل بذكر من قلتَ بانهم قالوا بالنص الخفي ... وهم معظم الزيدية حسب إطلاعك !؟؟؟؟

ثالثاً : للعلم .. يقصد بالنص الخفي حديث المنزلة ، ويقصد بالنص الجلي حديث الغدير عند أغلب العلماء ، مع أن بعض الأئمة أعتبروا كلا الحديثين نصوص جليه لست بخفيه .




تحياتي
صورة
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

الحمد لله من المجموع الكبير للامام القاسم !!

" ((((- وسألته: عن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه هل زوج ابنته عمر بن الخطاب ؟

فقال: خبر من الأخبار قد ذكر، ولا يدرى ما حقيقته.

"))))))
ومن كتاب المصابيح

"((((((((((([موقف الإمام علي عليه السلام من بيعة أبي بكر]
[110] أخبرنا عبد الله بن الحسن الإيوازي، بإسناده عن محمد بن يزيد بن ركانة قال: لما بويع لأبي بكر قعد عنه علي عليه السلام فلم يبايعه، وفر إليه طلحة والزبير فصارا معه في بيت فاطمة عليها السلام وأبيا البيعة لأبي بكر.

وقال كثير من المهاجرين والأنصار: إن هذا الأمر لا يصلح إلاّ لبني هاشم، وأولاهم به بعد رسول الله علي بن أبي طالب لسابقته وعلمه وقرابته، إلاّ الطلقاء وأشباههم فإنهم كرهوه لما في صدورهم، فجاء عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة إلى باب فاطمة، فقالوا: والله لتخرجن للبيعة أو لنحرقنّ عليكم البيت.

فصاحت فاطمة: يارسول الله، مالقينا بعدك.

فخرج عليهم الزبير مصلتاً بالسيف فحمل عليهم، فلما بصر به عياش قال لعمر: إتق الكلب، فألقى عليه عياش كساءً له حتى احتضنه، وانتزع السيف من يده فضرب به حجراً فكسره.

[111] أخبرنا عبد الله بن الحسن الإيوازي بإسناده عن عدي بن حاتم، قال: قالوا لأبي بكر: قد بايعك الناس كلهم إلاّ هذان الرجلان: علي بن أبي طالب والزبير بن العوام.

فأرسل إليهما، فأُتي بهما وعليهما سيفاهما، فأمر بسيفيهما فأخذا، ثم قيل للزبير: بايع.

قال: لا أبايع حتى يبايع علي.

فقيل لعلي: بايع.

قال: فإن لم أفعل فمه!؟

فقيل له: يضرب الذي فيه عيناك.

ومدوا يده، فقبض أصابعه ثم ر فع رأسه إلى السماء وقال: اللهم اشهد.

فمسحوا يده على يد أبي بكر، فأما سيف الزبير فإنهم كسروه بين حجرين، وأما سيف علي فردوه عليه.

[112] أخبرنا محمد بن جعفر الحداد السروي بإسناده عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: كنت فيمن حمل الحطب إلى باب علي عليه السلام فقال عمر: والله لئن لم تخرج يا علي لأحرقن البيت بمن فيه.

[113] أخبرنا محمد بن جعفر الحداد بإسناده عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: شهدت عمر بن الخطاب يوم أراد أن يحرق على فاطمة بيتها، وقال: إن أبوا أن يخرجوا فيبايعوا أبا بكر أحرقت عليهم البيوت، فقلت لعمر: إن في البيت فاطمة، أفتحرقها؟

قال: سألتقي أنا وفاطمة.

[114] أخبرنا أحمد بن سعيد الثقفي بإسناده عن معمر قال: قلت للزهري: لم يبايع علي إلا بعد ستة أشهر؟ يعني أبا بكر.

قال: لا ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي.

«قلت»: البيعة دعوى من الزُهْري، اللهم إلاّ على ماقدمنا من مسحهم يده على يد أبي بكر، وهذا تَحَجُجْ من ادعى الإجماع على بيعته، لثبوت أنه لم يبايع المهاجرون وعلي وغيرهم، فالبيعة تفتقر إلى البرهان.
"))))))))))
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

الأخ الكريم الحسن والإخوة الأعزاء جميعا,

تكلمنا في موضوع الشيخين كثيرا ويبدو ان كل شخص مقتنع بما عنده..... لذا سأكتفي شخصيا بهذا وأقول أنه يكفي الشيخين رضي الله عنهما أنهما يرقدان في خير جوار منذ وفاتهما عليهما السلام حتى الآن رغم اختلاف الدول على المدينة بين محب لهما ومبغض إلا أن احدا لم يجرؤ على المساس بهما وفي اعتقادي أن في هذا لذكرى لأولي الألباب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

نشوان الحميري كتب:الأخ الكريم الحسن والإخوة الأعزاء جميعا,

تكلمنا في موضوع الشيخين كثيرا ويبدو ان كل شخص مقتنع بما عنده..... لذا سأكتفي شخصيا بهذا وأقول أنه يكفي الشيخين رضي الله عنهما أنهما يرقدان في خير جوار منذ وفاتهما عليهما السلام حتى الآن رغم اختلاف الدول على المدينة بين محب لهما ومبغض إلا أن احدا لم يجرؤ على المساس بهما وفي اعتقادي أن في هذا لذكرى لأولي الألباب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كلام عاطفي 100%
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الجنيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 79
اشترك في: الجمعة مارس 18, 2005 8:20 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة الجنيدي »

عبدالملك العولقي كتب:بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً

على فكرة عندي خبر ح يفرحك قوي قوي ...... أنا حطيتك في دماغي


وأنا أقول بأنني أحطك في نيني عيني أخي واصل
وأتشرف بأن أكون تلميذاً لك أخي الكريم
ولا أظن أنه يغضبك أن ألعن من ظلم مولاتي الزهرآء صلوات الله وسلامه عليها مادمت لم أسم !!!

اللهم صل على محمد وآل محمد


اللهم صلي على محمد وآل محمد

في الحقيقه أول مره أدخل لأرى طرح من أطروحات الأخ أحمد شريف
والشاهد الله اني متفاجئ من هذا الطرح المهم أني سوف أتابع الموضوع

كما أني أعقب على مشاركه الأخ العولقي بهذه التزكيه:

وأقول أن أردتم أن تدعوا الدين جانبا سوف نأتيكم من باب صله الرحم.
أقول لايحق لكائن من كان أن يمنعني من لعن بل ومن شتم كل من أسآء الى
جدتي فاطمه الزهراء أيرضى أحد من الأخوه أن تؤذى جدته ..

يحق لي أن أقتص لكرامه جدتي حتى القى الله طالما أنها ماتت ووهي لم تنصف في الدنيا بعد
برأيكم الأ يحق لي هذا أم أنكم سوف تقولون عهدُ قد ولى ومضى وأندثر.
أن قلتم ذالك فسوف أحتج بــــــ:

لو أفترضنا على سبيل المثال أو أنها قدره إلاهيه وبعث الله وأحيى من جديدفي هذا الزمن جدك الذي تنتسب له والذي مضى على وفاته مئات السنين وجاء اليك يخطب أحدى بناتك فهل ستكون هذه الزيجه حلال أم حرام لاشك أن الجميع لايشك طرفه عين
أن هذه الزيجه حرام لأن الدين وسنه الكره الأرضيه لم يحللا ماحرم في هذه الأمور
بحجه المده الزمنيه ...
أذا فالأمور مرتبطه وأنا لي أرتباط وحموه وغضب لأجدادي الذين مضىعلى وفاتهم
الف ومئات الأعوام ويحق لي أن ألعن من الذي تأذت منه جدتي التي علمني لبن الأم من تكون ..... عجيب!!!!!!!!!!!!!

العولقي تحياتي لك ولاعليك فأن الموضوع بعث الأستغراب في ذهني من الوهله الأولى.
أرجوا يا شباب أن توضحوا لي فــ{ الذي لايعرف يجهل }.
هل الأخ أحمد شريف زيدي أم ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بالنسبه لعمر وأبي بكر
الطرح بخصوصهما أرى أن له مغزا بعيد.
فل تكن ماتشـــــاء وانظر ماذا يخفي لك الدهر

أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

تعقيب

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم الجنيدي
العولقي تحياتي لك ولاعليك فأن الموضوع بعث الأستغراب في ذهني من الوهله الأولى.
أرجوا يا شباب أن توضحوا لي فــ{ الذي لايعرف يجهل }.
هل الأخ أحمد شريف زيدي أم ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أولا : أرحب بك أخا كريما أسأل الله أن يديم علينا نعمة الأخوة

ثانيا : الموضوع لا يبعث على الأستغراب .. فهو دعوة للمشاركة بالرأى حول تقصى مكانة الشيخين عند الزيدية .. فهناك من توقف .. و هناك من ترضى .. و لكل حجته و تبادل الآراء و مقارعة الحجج أمرا يعود بالنفع على الجميع

ثالثا : أعتقد أن الأخوة العولقي و واصل بن عطاء منقطعون منذ فترة طويلة

رابعا : نعم .. أنا زيدي !!
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

الجنيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 79
اشترك في: الجمعة مارس 18, 2005 8:20 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة الجنيدي »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
حياك الله أخي بعد أذنكم أنقل لكم ما جاء في كتاب :
{كتاب دلائل الإمامة لأبي جعفر الطبري الصغير(ص111-ص125)}
---------------------------------------------
الصفحة 111
---------------------------------------------
عن أبيه وعوانة (1).
قال الصفواني: وحدثنا ابن عائشة (2) ببعضه.
وحدثنا العباس بن بكار، قال: حدثنا حرب بن ميمون، عن زيد بن علي، عن آبائه (عليهم السلام)، قالوا: لما بلغ فاطمة (عليها السلام) إجماع أبي بكر على منعها فدك، وانصرف عاملها منها، لاثت خمارها، ثم أقبلت في لمة (3) من حفدتها (4) ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حتى دخلت على أبي بكر، وقد حفل حوله المهاجرون والأنصار، فنيطت دونها ملاءة، ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء، ثم أمهلت حتى هدأت فورتهم، وسكنت روعتهم، وافتتحت الكلام، فقالت:
" أبتدئ بالحمد لمن هو أولى بالحمد والمجد والطول " ثم قالت: " الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء على ما قدم، من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وإحسان منن والاها، جم عن الاحصاء عددها، ونأى عن المجازاة أمدها، وتفاوت عن الادراك أبدها، استدعى الشكور بأفضالها (5)، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وأمر بالندب إلى أمثالها.

وأشهد أن لا إله إلا الله، كلمة جعل الاخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وأبان في الفكر معقولها، الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام الإحاطة به، ابتدع الأشياء لا من شئ كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة

____________

(1) في شرح النهج: عوانة بن الحكم، وهو أبو الحكم الكوفي الضرير، وصفوه بأنه كان عالما بالأخبار والآثار، ثقة، وكان عثمانيا، وكان يضع أخبارا لبني أمية وله كتاب (سير معاوية وبني أمية) روى عنه هشام بن الكلبي. انظر ترجمته في معجم الأدباء 16: 134، لسان الميزان 4: 386.
(2) وهو عبيد الله بن محمد بن حفص، ويعرف بابن عائشة لأنه من ولد عائشة بنت طلحة، وثقه أبو حاتم وغيره، وروى بعض حديث فدك محمد بن زكريا، عن ابن عائشة، عن أبيه، عن عمه. انظر شرح النهج 16:
216، سير أعلام النبلاء 10: 564.
(3) أي في جماعة من نسائها، قيل: هي ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل اللمة: المثل في السن، والترب " النهاية 4: 273 ".
(4) الحفدة: الأعوان والخدم " الصحاح - حفد - 2: 466 ".
(5) في بلاغات النساء: واستثن الشكر بفضائلها، وفي كشف الغمة: استتب الشكر بفضائلها

-----------------------------------------------
الصفحة 112
-----------------------------------------------

[امتثلها] (1)، وضعها (2) لغير فائدة زادته، بل إظهارا لقدرته، وتعبد لبريته، وإعزازا لأهل دعوته، ثم جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته، ذيادة (3) لعباده عن نقمته، وحياشة (4) لهم إلى جنته.
وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله، اختاره قبل أن يجتبله (5)، واصطفاه قبل أن يبتعثه، وسماه قبل أن يستنجبه (6)، إذ الخلائق في الغيب مكنونة، وبسد الأوهام (7) مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علما من الله في غامض الأمور، وإحاطة من وراء حادثة الدهور، ومعرفة بمواقع المقدور.
ابتعثه الله إتماما لعلمه، وعزيمة على إمضاء حكمه، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكفا على نيراها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بمحمد ظلمها، وفرج عن القلوب بهمها (8)، وجلا عن الأبصار عمهها، وعن الأنفس غممها.
ثم قبضه الله إليه قبض رأفة ورحمة، واختيار ورغبة لمحمد عن تعب هذه الدار، موضوعا عنه أعباء الأوزار، محفوفا بالملائكة الأبرار، ورضوان الرب الغفار، ومجاورة الملك الجبار، أمينه على الوحي، وصفيه ورضيه، وخيرته من خلقه ونجيه، فعليه الصلاة والسلام (9)، ورحمة الله وبركاته ".
ثم التفتت إلى أهل المجلس (10)، فقالت لجميع المهاجرين والأنصار:
" وأنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم،
____________

(1) من الاحتجاج.
(2) في " ع، م ": سنأها.
(3) الذيادة: الطرد والدفع " لسان العرب - ذود - 3: 167 ".
(4) الحياشة: السوق والجمع " لسان العرب - حوش - 6: 290 ".
(5) جبله: أي خلقه " القاموس المحيط - جبل - 3: 356 ".
(6) انتجب فلانا واستنجبه: إذا استخلصه واصطفاه اختيارا على غيره " لسان العرب - نجب - 1: 748 ".
(7) في " ع ": بسر الأوهام، وفي بلاغات النساء والاحتجاج: وبستر الأهاويل.
(8) في " ط ": شبهها.
(9) في " ع، م ": خلقه وعليه السلام.
(10) في " ط، م ": المسجد
.

-----------------------------------------------
الصفحة 113
-----------------------------------------------
وبلغاؤه إلى الأمم، زعيم لله فيكم، وعهد قدمه إليكم، وبقية استخلفها عليكم: كتاب الله، بينة بصائره، وآي منكشفة سرائره، وبرهان فينا متجلية ظواهره، مديم للبرية استماعه، وقائد إلى الرضوان أتباعه، ومؤد إلى النجاة أشياعه، فيه تبيان حجج الله المنورة (1)، ومواعظه المكررة، وعزائمه المفسرة، ومحارمه المحذرة، وأحكامه الكافية، وبيناته الجالية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، ورحمته المرجوة، وشرائعه المكتوبة.
ففرض الله عليكم الإيمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر، والزكاة تزييدا في الرزق، والصيام إثباتا للاخلاص، والحج تشييدا للدين، والحق تسكينا للقلوب، وتمكينا للدين، وطاعتنا نظاما للملة، وإمامتنا لما للفرقة، والجهاد عزا للاسلام، والصبر معونة على الاستيجاب (2)، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، والنهي عن المنكر تنزيها للدين (3)، والبر بالوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منماة للعدد، وزيادة في العمر، والقصاص حقنا للدماء، والوفاء بالنذور (4) تعرضا للمغفرة، ووفاء المكيال والميزان تغييرا للبخس (5) والتطفيف، واجتناب قذف المحصنة حجابا عن اللعنة، والتناهي عن شرب الخمور تنزيها عن الرجس، ومجانبة السرقة إيجابا للعفة، والتنزه عن أكل مال اليتيم والاستئثار به إجارة من الظلم، والنهي عن الزنا تحصنا من المقت، والعدل في الأحكام إيناسا للرعية، وترك الجور في الحكم إثباتا للوعيد، والنهي عن الشرك إخلاصا له بالربوبية.
فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، ولا تتولوا مدبرين، وأطيعوه فيما أمركم ونهاكم، فإنما يخشى الله من عباده العلماء، فاحمدوا الله الذي

____________
(1) في " ط، ع، م ": المنيرة، وما في المتن أنسب للسياق، من بلاغات النساء والاحتجاج.
(2) الاستيجاب: الاستحقاق " لسان العرب 1: 793 " وفي " ط ": الاستجابة، وفي الاحتجاج: استيجاب الأجر.
(3) في " ع، م ": هو الدين.
(4) في " ط ": بالعهود.
(5) في " ع، م " وبلاغات النساء: تعييرا للبخسة
.
البقيه يتبع,,,,,,,,,
آخر تعديل بواسطة الجنيدي في الاثنين فبراير 20, 2006 3:55 am، تم التعديل مرة واحدة.
فل تكن ماتشـــــاء وانظر ماذا يخفي لك الدهر

الجنيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 79
اشترك في: الجمعة مارس 18, 2005 8:20 pm
اتصال:

تابع,,,,,,,, كتاب دلائل الأمامه

مشاركة بواسطة الجنيدي »


-----------------------------------------------
الصفحة 114
-----------------------------------------------
بعظمته ونوره ابتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة، فنحن وسيلته في خلقه، ونحن آل رسوله، ونحن حجة غيبه، وورثة أنبيائه
ثم قالت:
" أنا فاطمة وأبي محمد، أقولها عودا على بدء، وما أقول إذ أقول سرفا ولا شططا * (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) * (1) إن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، بلغ النذارة (2) صادعا بالرسالة، ناكبا عن سنن المشركين، ضاربا لأثباجهم (3)، آخذا بأكظامهم (4)، داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يجذ (5) الأصنام، وينكت الهام (6)، حتى انهزم الجمع، وولوا الدبر، وحتى تفرى (7) الليل عن صبحه، وأسفر الحق عن محضه (8)، ونطق زعيم الدين، وهدأت فورة الكفر، وخرست شقاشق الشيطان (9)، وفهتم بكلمة الاخلاص.
وكنتم على شفا حفرة من النار، فأنقذكم منها نبيه، تعبدون الأصنام، وتستقسمون بالأزلام، مذقة الشارب (10)، ونهزة (11) الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ

____________
(1) التوبة 9: 128.
(2) في " ع، م ": فبلغ النداء، وفي الشافي والاحتجاج والطرائف: فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة.
(3) الثبج: ما بين الكاهل إلى الظهر، ووسط الشئ " الصحاح - ثبج - 1: 301 ".
(4) يقال: أخذت بكظمه: أي بمخرج نفسه، والجمع أكظام " الصحاح - كظم - 5: 2023 ".
(5) جذذت الشئ: كسرته وقطعته " الصحاح - جذذ - 2: 561 ".
(6) أي يرميها إلى الأرض. والهام: جمع الهامة وهي الرأس.
(7) تفرى: أي انشق " الصحاح - فرا - 6: 2454 ".
(8) محضه: أي خالصه وصريحه " النهاية - محض - 4: 302 ".
(9) شبهت الفصيح المنطيق بالفحل الهادر، ولسانه بشقشقته، ونسبتها إلى الشيطان لما يدخل فيه من الكذب والباطل، وكونه لا يبالي بما قال. والشقاشق جمع شقشقة وهي لهاة البعير " النهاية - شقق - 2: 489، لسان العرب - شقق - 10: 185 ".
(10) المذقة: الشربة من اللبن الممذوق (الممزوج بالماء) " النهاية - مذق - 4: 311 ".
(11) النهزة: الفرصة " النهاية - نهز - 5: 135
".

-----------------------------------------------
الصفحة 115
-----------------------------------------------
الأقدام، تشربون الرنق (1)، وتقتاتون القدة (2)، أذلة خاشعين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) بعد اللتيا والتي (3)، وبعد ما مني ببهم (4) الرجال، وذوبان العرب (5)، * (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله) * (6)، أو نجم (7) قرن الضلالة، أو فغرت (8) فاغرة المشركين، قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها (9) بأخمصه، ويخمد لهبها بحده، مكدودا في ذات الله، قريبا من رسول الله، سيدا في أولياء الله، وأنتم في بلهنية (10) آمنون، وادعون فرحون، تتوكفون الأخبار، وتنكصون عند النزال على الأعقاب، حتى أقام الله بمحمد (صلى الله عليه وآله) عمود الدين.
فلما اختار الله (عز وجل) له دار أنبيائه ومأوى أصفيائه، ظهرت حسيكة (11) النفاق، وانسمل جلباب (12) الدين، وأخلق ثوبه، ونحل عظمه، وأودت رمته (13)، وظهر نابغ،

____________
(1) الرنق: تراب في الماء من القذى ونحوه، وماء رنق: كدر " لسان العرب - رنق - 10: 126 ".
وفي المصادر: تشربون الطرق: أي الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت " النهاية - طرق - 3: 123 ".
(2) القدة: السير يقد من جلد غير مدبوغ. " أقرب الموارد - قدد - 2: 970 ".
(3) يريد الشدة العظيمة والصغيرة. " كتاب الأمثال: 256 / 882 ".
(4) البهم: جمع بهمة: الشجاع، وقيل: هو الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى له من شدة بأسه " لسان العرب - بهم - 12: 58 ".
(5) يعني صعاليكهم ولصوصهم. والذوبان: جمع ذئب، والأصل فيه الهمز. " النهاية - ذوب - 2: 171 ".
(6) المائدة 5: 64.
(7) نجم: طلع وظهر " لسان العرب - نجم - 12: 568 ".
(8) فغرت: أي فتحت " الصحاح - فغر - 2: 782 ".
(9) الصماخ: ثقب الأذن، وقيل: هو الأذن نفسها " لسان العرب - صمخ - 3: 34 ".
(10) البلهنية: السعة " الصحاح - بله - 6: 2227 ".
(11) الحسيكة: الضغن والعداوة " الصحاح - حسك - 4: 1579 ".
(12) أي بلي وأخلق، والجلباب: الأزار والرداء، وقيل: الملحفة.
(13) الرمة بالضم: قطعة من الحبل بالية. والرمة بالكسر: العظام البالية " الصحاح - رمم - 5: 1937
".

----------------------------------------------
الصفحة 116
----------------------------------------------

ونبغ خامل، ونطق كاظم (1)، وهدر فنيق (2) الباطل يخطر (3) في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من معرسه (4) صارخا بكم، فألفاكم غضابا، فخطمتم (5) غير إبلكم، وأوردتموها غير شربكم بدارا (6)، زعمتم خوف الفتنة * (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) * (7).
هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، فهيهات منكم، وأين بكم، وأنى تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، زواجره لائحة، وأوامره لامحة، ودلائله واضحة، وأعلامه بينة، وقد خالفتموه رغبة عنه، فبئس للظالمين بدلا، ثم لم تلبثوا (8) إلا ريث أن تسكن نفرتها، ويسلس قيادها، تسرون (9) حسوا بارتغاء (10)، أو نصبر منكم على مثل حز المدى، وزعمتم أن لا إرث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون * (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) * (11).

____________
(1) في بعض المصادر: ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الآفكين.
(2) الهدير: ترديد الصوت في الحنجرة " الصحاح - هدر - 2: 853 ".
الفنيق: الفحل المكرم من الإبل " الصحاح - فنق - 4: 1545 ".
(3) يخطر: من الخطران وهو الاهتزاز في المشي والتبختر " الصحاح - خطر - 2: 648 "
(4) المعرس: اسم موضع من التعريس وهو نزول القوم في السفر من آخر الليل، يقعون فيه وقعة للاستراحة ثم يرتحلون " الصحاح - عرس - 3: 948 ". وفي " ط ": مغرزة.
(5) فخطمتم: من الخطام، وهو كوي على شكل خط من أنف البعير إلى أحد خديه، انظر " النهاية - خطم - 2: 50 ".
(6) بدارا: أي سراعا " الصحاح - بدر - 2: 586 ".
(7) التوبة 9: 49.
(8) في " ط ": لم تريثوا شعثها، وفي " ع ": لم ترتئوا أختها، وفي " م ": لم تريثوا أختها، وما في المتن من الشافي.
(9) في " ع، م ": تشربون.
(10) مثل يضرب لمن يظهر أمرا وهو يريد غيره، وأصله الرجل يؤتى باللبن فيظهر أنه يريد الرغوة خاصة ولا يريد غيرها، فيشربها مع اللبن، انظر " مجمع الأمثال 2: 417، لسان العرب - رغا - 14: 330 ".
(11) آل عمران 3: 85. وما قبلها تضمين من سورة المائدة 5: 50.

----------------------------------------------
الصفحة 117
----------------------------------------------
أيها (1) معشر المسلمين، أأبتز إرث أبي، يا بن أبي قحافة؟! أبى الله (عز وجل) (2) أن ترث أباك ولا أرث أبي؟! لقد جئت شيئا فريا، جرأة منكم على قطيعة الرحم، ونكث العهد، فعلى عمد ما تركتم كتاب الله بين أظهركم ونبذتموه، إذ يقول الله (عز وجل):
* (وورث سليمان داود) * (3).
ومع ما (4) قص من خبر يحيى وزكريا إذ يقول * (رب.. فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا) * (5).
وقال (عز وجل): * (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) * (6) وقال (تعالى): * (إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين) * (7).
فزعمتم أن لاحظ لي، ولا أرث من أبي! أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها؟!
أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثون (8)؟! أو لست وأبي من أهل ملة واحدة؟! أم أنتم بخصوص القرآن وعمومه أعلم من النبي؟! دونكها (9) مرحولة مزمومة (10) تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، ونعم الزعيم (11) محمد، والموعد القيامة، وعما قليل تؤفكون، وعند الساعة ما تحشرون، و * (لكل نبأ مستقر) * (12) * (فسوف تعلمون من يأتيه عذاب

____________
(1) أيها: أي هيهات، وأيها بمعنى كف واسكت " الصحاح - أيه - 6: 2226، لسان العرب - أيه - 13:
474 ".
(2) في الاحتجاج: أفي كتاب الله.
(3) النمل 27: 16.
(4) في " ط ": وفيما.
(5) مريم 19: 4 - 6.
(6) النساء 4: 11.
(7) البقرة 2: 180.
(8) في " ط ": يتوارثان.
(9) في " ط ": ممن جاء به فدونكموها.
(10) مرحولة: من الرحل وهو مركب للبعير والناقة، " لسان العرب - رحل - 11: 274 ". مزمومة: من الزمام وهو الخيط الذي يشد في البرة أو في الخشاش ثم يشد في طرفي المقود " لسان العرب - زمم - 12: 272 ".
(11) في " ط ": الخصيم.
(12) الأنعام 6: 67.

---------------------------------------------
الصفحة 118
---------------------------------------------
يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) * (1).
ثم التفتت إلى قبر أبيها (صلوات الله عليهما)، متمثلة بأبيات. صفية بنت عبد المطلب (رحمها الله تعالى):
قد كان بعدك أنباء وهنبثة (2) لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها واجتث أهلك مذ غيبت واغتصبوا
أبدت رجال لنا فحوى (3) صدورهم لما نأيت وحالت دونك الكثب
تهضمتنا رجال (4) واستخف بنا دهر فقد أدركوا فينا (5) الذي طلبوا
قد كنت للخلق نورا يستضاء به عليك تنزل من ذي العزة الكتب
وكان جبريل بالآيات يؤنسنا فغاب عنا (6) فكل الخير محتجب
فقال أبو بكر لها: صدقت يا بنت رسول الله، لقد كان أبوك بالمؤمنين رؤوفا رحيما، وعلى الكافرين عذابا أليما، وكان - والله - إذا نسبناه وجدناه أباك دون النساء، وأخا ابن عمك دون الأخلاء (7) آثره على كل حميم، وساعده على الأمر العظيم، وأنتم عترة نبي الله الطيبون، وخيرته المنتجبون، على طريق الجنة (8) أدلتنا، وأبواب الخير لسالكينا (9).
فأما ما سألت، فلك ما جعله أبوك، مصدق قولك، ولا أظلم حقك، وأما ما سألت من الميراث فإن رسول الله قال: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ".

فقالت فاطمة: " يا سبحان الله! ما كان رسول الله لكتاب الله مخالفا، ولا عن
____________
(1) هود 11: 39، الزمر 39: 39 و 40.
(2) الهنبثة: الأمور الشداد، والاختلاط في القول " النهاية - هنبث - 5: 278.
(3) في شرح النهج: نجوى.
(4) في " ط ": تهجمتنا ليال.
(5) في " ط ": منا.
(6) في " ع، م ": عنها.
(7) في " ط ": الرجال.
(8) في " ع، م ": على الآخرة.
(9) في " ع، م ": وباب الجنة لسالكنا
.

فل تكن ماتشـــــاء وانظر ماذا يخفي لك الدهر

الجنيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 79
اشترك في: الجمعة مارس 18, 2005 8:20 pm
اتصال:

تابع,,,,,,,, كتاب دلائل الأمامه

مشاركة بواسطة الجنيدي »


--------------------------------------
الصفحة 119
--------------------------------------
حكمه صادفا، لقد كان يلتقط أثره، ويقتفي سيره، أفتجمعون إلى الظلامة الشنعاء والغلبة الدهياء (1)، اعتلالا بالكذب على رسول الله، وإضافة الحيف (2) إليه؟!
ولا عجب إن كان ذلك منكم، وفي حياته ما بغيتم له الغوائل، وترقبتم به الدوائر، هذا كتاب الله حكم عدل، وقائل فصل، عن بعض أنبيائه إذ قال: * (يرثني ويرث من آل يعقوب) * (3).
وفصل في بريته الميراث مما فرض من حظ الذكارة والإناث، فلم سولت لكم أنفسكم أمرا؟! فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون (4).
قد زعمت أن النبوة لا تورث، وإنما يورث ما دونها، فما لي امنع إرث أبي؟ أأنزل الله في كتابه: إلا فاطمة بنت محمد؟ فدلني عليه أقنع به ".
فقال لها أبو بكر: يا بنت رسول الله، أنت عين الحجة، ومنطق الحكمة، لا أدلي بجوابك، ولا أدفعك عن صوابك، ولكن المسلمون بيني وبينك، هم قلدوني ما تقلدت، وأتوني ما أخذت وتركت. قال: فقالت فاطمة (عليها السلام) لمن بحضرته: " أيها الناس، أتجتمعون إلى المقبل بالباطل والفعل الخاسر؟! لبئس ما اعتاض المبطلون (5)، وما يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين، أما والله لتجدن محملها ثقيلا، وعبأها وبيلا، إذا كشف لكم الغطاء، فحينئذ لات حين مناص، وبدا لكم من الله ما كنتم تحذرون ".
قال: ولم يكن عمر حاضرا، فكتب لها أبو بكر إلى عامله برد فدك كتابا، فأخرجته في يدها، فاستقبلها عمر، فأخذه منها وتفل فيه ومزقه، وقال: لقد خرف ابن أبي قحافة، وظلم.
فقالت له: " مالك؟ لا أمهلك الله، وقتلك، ومزق بطنك ". وأتت من فورها ذلك
____________
(1) الدهياء: تعظيم الداهية: الأمر المنكر العظيم " لسان العرب - دها - 14: 275 ".
(2) في " ع ": الخرف، وفي " م ": الخوف.
(3) مريم 19: 6.
(4) تضمين من سورة يوسف 12: 18.
(5) في " ط ": المسلمون
.

---------------------------------------------
الصفحة 120
---------------------------------------------
الأنصار، فقالت:
" معشر البقية، وأعضاد الملة، وحضنة الاسلام، ما هذه الغميزة في حقي، والسنة (1) عن ظلامتي، أما كان رسول الله أمر بحفظ المرء في ولده؟ فسرعان ما أحدثتم، وعجلان ذا إهالة (2).
أتقولون مات محمد فخطب جليل، استوسع وهيه (3)، واستنهر فتقه (4)، وفقد راتقه، فأظلمت الأرض لغيبته، واكتأب خيرة الله لمصيبته، وأكدت الآمال (5)، وخشعت الجبال، وأضيع الحريم، وأذيلت (6) الحرمة بموت محمد، فتلك نازلة أعلن بها كتاب الله في أفنيتكم ممساكم ومصبحكم هتافا. ولقبل ما خلت له أنبياء الله ورسله * (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) * (7).
أبني قيلة (8)، اهتضم تراث أبي وأنتم بمرأى ومسمع! تلبسكم الدعوة، ويشملكم الجبن، وفيكم العدة والعدد، ولكم الدار والجنن (9) وأنتم نخبة الله التي امتحن، ونحلته التي انتحل، وخيرته التي انتخب لنا أهل البيت، فنابذتم فينا العرب، وناهضتم الأمم وكافحتم البهم، لا نبرح وتبرحون، ونأمركم فتأتمرون، حتى دارت بنا

____________
(1) السنة: الغفلة " أساس البلاغة - وسن -: 499 ".
(2) عجلان ذا إهالة: مثل معروف، يراد به ما أسرع ما كان هذا الأمر! وفيه ثلاث كلمات: سرعان، عجلان، وشكان، انظر، جمهرة الأمثال 1: 519، مجمع الأمثال 1: 336.
(3) الوهي: الشق أو الخرق في الشئ " لسان العرب - وهي - 15: 417 ".
(4) يقال: طعنة طعنة أنهر فتقها: أي وسعه " لسان العرب - نهر - 5: 237 ".
(5) أكدى الرجل: أخفق ولم يظفر بحاجته " أساس البلاغة - كدى -: 389 ".
(6) أذيلت: أهينت " أساس البلاغة - ذيل -: 148 ".
(7) آل عمران 3: 144.
(8) أرادت الأوس والخزرج، قبيلتي الأنصار، وقيلة: اسم أم لهم قديمة، وهي قيلة بنت كاهل " النهاية - قيل - 4: 134 ".
(9) الجنن هنا الدار أيضا، ويقال لكل ما ستر: جن وأجن.
ولعلها الجنن بالضم، جمع الجنة، وهو كل ما واراك من السلاح واستترت به، انظر " لسان العرب - جنن - 13:
92 و 94 ". وفي " ط ": الخيرة.

-----------------------------------------------
الصفحة 121
-----------------------------------------------
وبكم رحى الاسلام، ودر حلب البلاد، وخضعت بغوة الشرك، وهدأت روعة الهرج، وخبت نار الحرب، واستوسق (1) نظام الدين، فأنى جرتم بعد البيان، ونكصتم بعد الإقدام، عن قوم * (نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون) * (2).
ألا أرى والله أن [قد] أخلدتم إلى الخفض، وركنتم إلى الدعة، فعجتم (3) عن الدين ومججتم (4) الذي استوعيتم، ودسعتم (5) ما استرعيتم، ألا و * (إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد * ألم يأتكم نبؤا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب) * (6).
ألا وقد قلت الذي قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم، ولكنها فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وبثة الصدر، ومعذرة الحجة، فدونكم فاحتقبوها (7) دبرة الظهر (8)، ناقبة الخف، باقية العار، موسومة بشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، إنها عليهم مؤصدة، في عمد ممددة.
فبعين الله ما تفعلون، * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * (9)، وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا إنا عاملون، وانتظروا إنا منتظرون، * (وسيعلم

____________
(1) استوسق الأمر: انتظم " المعجم الوسيط - وسق - 2: 1032 ".
(2) التوبة 9: 12.
(3) عاج عن الأمر: انصرف " المعجم الوسيط - عوج - 2: 634 ".
(4) مججتم: رميتم " لسان العرب - مجج - 2: 361.
(5) الدسع: القئ " لسان العرب - دسع - 8: 84 ".
(6) إبراهيم 14: 8 و 9.
(7) احتقب الشئ: أردفه أو ادخره. " المعجم الوسيط - حقب - 1: 187 ".
(8) الدبرة: القرحة والجرح الذي يكون في ظهر الدابة والبعير " لسان العرب - دبر - 4: 273 ".
(9) الشعراء 26: 227. وما قبلها تضمين من سورة الهمزة 104: 6 - 9
.

--------------------------------------------
الصفحة 122
--------------------------------------------
الكفار لمن عقبى الدار) *، * (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) *، * (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) *، * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) * (1) وكان الأمر قد قصر ".
ثم ولت، فأتبعها رافع بن رفاعة الزرقي، فقال لها: يا سيدة النساء، لو كان أبو الحسن تكلم في هذا الأمر وذكر للناس قبل أن يجري هذا العقد، ما عدلنا به أحدا.
فقالت له بردنها: " إليك عني، فما جعل الله لأحد بعد غدير خم من حجة ولا عذر ".
قال: فلم ير باك ولا باكية كان أكثر من ذلك اليوم، وارتجت المدينة، وهاج الناس، وارتفعت الأصوات.
فلما بلغ ذلك أبا بكر قال لعمر: تربت يداك، ما كان عليك لو تركتني، فربما رفأت الخرق ورتقت الفتق؟! ألم يكن ذلك بنا أحق؟!
فقال الرجل: قد كان في ذلك تضعيف سلطانك، وتوهين كفتك، وما أشفقت إلا عليك.
قال: ويلك، فكيف بابنة محمد وقد علم الناس ما تدعو إليه، وما نجن (2) لها من الغدر عليه.
فقال: هل هي إلا غمرة (3) انجلت، وساعة انقضت، وكأن ما قد كان لم يكن، وأنشده:
ما قد مضى مما مضى كما مضى وما مضى مما مضى قد انقضى
أقم الصلاة وآت الزكاة، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، ووفر الفئ، وصل القرابة، فإن الله يقول: * (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى
____________
(1) الرعد 13: 42، التوبة 9: 105، الاسراء 17: 13، الزلزلة 99: 7 و 8.
(2) نجن: نستر، انظر " أساس البلاغة - جنن -: 66 ".
(3) الغمرة: الشدة " المعجم الوسيط - غمر - 2: 661
".

------------------------------------------
الصفحة 123
------------------------------------------
للذاكرين) * (1). ويقول: * (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) * (2) وقال: * (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) * (3) ذنب واحد في حسنات كثيرة، قلدني ما يكون من ذلك.
قال: فضرب بيده على كتفه، ثم قال: رب كربة فرجتها، يا عمر.
ثم نادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

أيها الناس، ما هذه الرعة (4)، ومع كل قالة (5) أمنية؟! أين كانت هذه الأماني في عهد نبيكم؟! فمن سمع فليقل، ومن شهد فليتكلم، كلا بل هو ثعالة شهيده ذنبه (6) لعنه الله، وقد لعنه الله، مرب (7) لكل فتنة، يقول: كروها جذعة (8)، ابتغاء الفتنة من بعد ما هرمت، كأم طحال (9) أحب أهلها الغوى (10)، ألا لو شئت أن أقول لقلت، ولو تكلمت لبحت، وإني ساكت ما تركت، يستعينون بالصبية (11)،
____________
(1) هود 11: 114.
(2) الرعد 13: 39.
(3) آل عمران 3: 135.
(4) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 16: 215: قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى بن أبي زيد البصري وقلت له: بمن يعرض؟ فقال بعلي بن أبي طالب، إنه الملك يا بني، إن الأنصار هتفوا بذكر علي فخاف من اضطراب الأمر عليهم فنهاهم. قال ابن أبي الحديد: فسألته عن غريبه، فقال: أما الرعة - بالتخفيف - أي الاستماع والاصغاء.
(5) والقالة: القول.
(6) قال النقيب أبو يحيى: ثعالة: اسم الثعلب، علم غير مصروف، وشهيده ذنبه، أي لا شاهد له على ما يدعي إلا بعضه وجزء منه.
(7) قال: مرب: ملازم.
(8) قال: كروها جذعة: أعيدوها. إلى الحال الأولى، يعني الفتنة والهرج.
(9) قال: وأم طحال: امرأة بغي في الجاهلية، ويضرب بها المثل فيقال: أزنى من أم طحال.
(10) في شرح النهج: أحب أهلها إليها البغي.
(11) في " ع، م ": بالصعبة، ولعلها تصحيف الضعفة كما في شرح النهج
.

----------------------------------------
الصفحة 124
----------------------------------------
ويستنهضون النساء، وقد بلغني - يا معشر الأنصار - مقالة سفهائكم - فوالله - إن أحق الناس بلزوم عهد رسول الله أنتم، لقد جاءكم فآويتم ونصرتم، وأنتم اليوم أحق من لزم عهده، ومع ذلك فاغدوا على أعطياتكم، فإني لست كاشفا قناعا، ولا باسطا ذراعا، ولا لسانا إلا على من استحق ذلك، والسلام.
قال: فأطلعت أم سلمة رأسها من بابها وقالت: ألمثل فاطمة بنت رسول الله يقال هذا، وهي الحوراء بين الإنس، والإنس (1) للنفس، ربيت في حجور الأنبياء، وتداولتها أيدي الملائكة، ونمت في حجور (2) الطاهرات، ونشأت خير منشأ، وربيت خير مربى؟! أتزعمون أن رسول الله حرم عليها ميراثه ولم يعلمها؟! وقد قال الله له:

* (وأنذر عشيرتك الأقربين) * (3)؟ أفأنذرها وجاءت تطلبه وهي خيرة النسوان، وأم سادة الشبان، وعديلة مريم ابنة عمران، وحليلة ليث الاقران، تمت بأبيها رسالات ربه، فوالله لقد كان يشفق عليها من الحر والقر، فيوسدها يمينه، ويلحفها بشماله، رويدا فرسول الله بمرأى لغيكم (4)، وعلى الله تردون، فواها لكم وسوف تعلمون.
قال: فحرمت أم سلمة تلك السنة عطاءها، ورجعت فاطمة (عليها السلام) إلى منزلها فتشكت (5).
قال أبو جعفر (6): نظرت في جميع الروايات، فلم أجد فيها أتم شرح، وأبلغ في الالزام، وأوكد بالحجة من هذه الرواية، ونظرت إلى رواية عبد الرحمن بن كثير فوجدته قد زاد في هذا الموضع:
أنسيتم قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبدأ بالولاية: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " وقوله " إني تارك فيكم الثقلين... "؟! ما أسرع ما أحدثتم! وأعجل ما
__________
(1) في " ع، م ": النفس.
(2) في " ط ": المغارس (3) الشعراء 26: 214.
(4) في " ط ": لأعينكم.
(5) في " ط ": فشكت.
(6) (قال أبو جعفر) ليس في " ع، م
".

--------------------------------------------
الصفحة 125
-------------------------------------------
نكصتم (1)!.
وهو في بقية الحديث على السياقة.
عيادة نساء المدينة لها وخطابها لهن
37 / 37 - حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثني محمد بن المفضل بن إبراهيم بن المفضل بن قيس الأشعري، قال: حدثنا علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين (عليهم السلام)، قال:
لما رجعت فاطمة إلى منزلها فتشكت وكان وفاتها في هذه المرضة، دخل إليها النساء المهاجرات والأنصاريات، فقلن لها: كيف أصبحت يا بنت رسول الله؟
فقالت: " أصبحت والله عائفة (2) لدنياكم، قالية (3) لرجالكم، شنأتهم (4) بعد إذ عرفتهم ولفظتهم (5) بعد إذ سبرتهم (6)، ورميتهم بعد أن عجمتهم (7)، فقبحا لفلول

____________
(1) روى خطبة الزهراء (عليها السلام) السيد الشريف المرتضى في الشافي 4: 69 - 77، والشيخ الطوسي في تلخيص الشافي 3: 139 عن المرزباني بطريقين وابن طيفور في بلاغات النساء: 21، وأخرجه ابن طاوس في الطرائف:
263 عن كتاب الفائق عن الأربعين للشيخ أسعد بن سقروة، عن الحافظ الثقة ابن مردويه في كتاب المناقب.
والخوارزمي في مقتل الحسين (عليه السلام) 1: 77 عن الحافظ أبي بكر.
وفي كشف الغمة 1: 480 عن كتاب السقيفة للجوهري من نسخة قديمة مقروءة على مؤلفها سنة (322 هـ).
وفي شرح النهج 16: 211 و 249 عن كتابي السقيفة والشافي، وفي الاحتجاج: 97 عن عبد الله بن الحسن.
(2) عائفة: كارهة.
(3) قالية: مبغضة.
(4) شنأتهم: أبغضتهم.
(5) لفظتهم، اللفظ: طرح الشئ من الفم كراهة له.
(6) سبرتهم: امتحنتهم.
(7) عجمه: ابتلاه واختبره " الصحاح - عجم - 5: 1981 ". (ورميتهم بعد أن عجمتهم) ليس في " ع، م
".


فل تكن ماتشـــــاء وانظر ماذا يخفي لك الدهر

الجنيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 79
اشترك في: الجمعة مارس 18, 2005 8:20 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة الجنيدي »

قال: وأم طحال: امرأة بغي في الجاهلية، ويضرب بها المثل فيقال: أزنى من أم طحال.

أم طحال ألم يجد ابى بكر تشبيه غير أم طحال ...


وآعجبي!!!!! أم طحال......... ولايجوز اللعن.
فل تكن ماتشـــــاء وانظر ماذا يخفي لك الدهر

الانتصار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 92
اشترك في: الأحد ديسمبر 04, 2005 8:00 pm
مكان: السعودية
اتصال:

مشاركة بواسطة الانتصار »

إن صدقت هذه الرواية فلعنة الله على القوم الظالمين...............
لو أن عبداً أتى بالصالحــات غداً
وودّ كــل نبـي مرسـل وولــي
وعاش في النـاس آلافاً مؤلفــة
خلواً من الذنب معصوماً من الـزللِ
ما كان في الحشر عند الله منتفعـاً
إلاّ بحب أمير المؤمنيــن علــي

الجنيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 79
اشترك في: الجمعة مارس 18, 2005 8:20 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة الجنيدي »

هذه الروايه من حديث الأمام زيد بن علي عليه السلام
فل تكن ماتشـــــاء وانظر ماذا يخفي لك الدهر

عصام البُكير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 241
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 12:21 am
مكان: اليمن - صنعاء

مشاركة بواسطة عصام البُكير »

سلمت يداك يا حسيني

واكثر الله من امثالك الفاضحين لمدعين حب آل البيت


غريب من يتكلم على موآلاة علي و ينسى معاداة اعداءه


اذن يجب محبة آل البيت ومعاداة من يعاديهم



وحسبنا الله ونعم الوكيل
قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت و يطهركم تطهيرا)
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي ولفاطمة وحسن وحسين(اللهم هؤلاء اهل بيتي فأذهب عنهم الرجس)
اللهم صلي على محمد وآل محمد

مثــير الشبهــات

مشاركة بواسطة مثــير الشبهــات »

لكي تتضـح مكانة الشيخـين أبي بكر وعمر عند الزيدية - أطرح سـؤلاً يستحق الاهتمام :

ما هي فضـائل الشيخـين التي صحت عند الزيدية ؟

بتعبـير آخر :

ماهي الأحاديث الصحيحة التي رويت في كتب الزيدية في فضل الشيخـين ؟

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“