حوار الأسبوع 5: مسألة الإعجاز والإعجاز العلمي في القرآن

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

حوار الأسبوع 5: مسألة الإعجاز والإعجاز العلمي في القرآن

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

مسألة الإعجاز والإعجاز العلمي في القرآن

رضوان السيد

ما عاد ممكناً تجاهل الأدبيات الضخمة كمّاً وكيفاً عن الأعجاز العلمي في القرآن الكريم. وقد شهدتُ في الأسبوع الماضي شجاراً تلفزيونياً بين شخصين في إحدى الفضائيات، يقول أحدُهما بالإعجاز المطلق، بينما يريد الآخر التمييز بين المجالات، وتجنُّب المبالغة التي قد تسيء للقرآن الكريم. وقد اتهمه نصير الإطلاق في الإعجاز بالاستخفاف والتذاكي، وحذّره من الوقوع في النفاق إن أصرّ على موقفه. لكن سواء أنكر البعض «الكشوف العلمية» المأخوذة من تأويلات للنص، أو لم ينكرها، فإن التأليف في ذلك والحديث فيه ماض ومن دون حدود أو قيود أو سدود. والواقع ان مباحث الإعجاز القرآني قديمة وتعود بداياتها الى القرن الثاني الهجري، في حين يُعتبر مبحث الإعجاز «العلمي» حديثاً، ولا يزيد عمره على القرن من الزمان. أما ازدهاره فيعود الى العقود الأربعة الأخيرة، وهو بمعنى من المعاني جزء من الصحوة او من الإحياء الإسلامي الشامل، الذي لا تزال وقائعه ومشاهده تتوالى دونما توقف أو تردد ايضاً.

يتحدى القرآن الكريم المنكرين من المعاصرين لنزول الوحي ان يأتوا بمثله أو بسورة من مثله. وقد اختلف تفسير المفسّرين في القرنين الثاني والثالث للهجرة حول ما هو معني بذلك: هل المقصود إنشاء سورة مثل السوَر القرآنية في الأسلوب أو المقصود المجيء بنموذج أو منهج آخر يدين به الناس او يُعرض عليهم بديلاً لما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ربه؟! ولا نملك من حقبة نزول القرآن ما يشير الى التحدي أو التجرؤ على المجيء بمثل القرآن، باستثناء بعض العبارات المروية عن مسيلمة او سجاح، وهي أدنى الى الطرائف والسخافات. لكن هناك من ناحية ثانية ادعاء البعض للنبوة، وما يذكُرُه القرآن نفسه عن ألسنة أعداء الدعوة المحمدية من اتهامات للنبي بأنه ساحر أو شاعر، وأن ما جاء به من أساطير الأولين التي استنسخها او أن احداً من البشر علّمه اياها.

اما مباحث الإعجاز فقد بدأت في القرن الثاني الهجري وهي ذات شقين: الشق المتعلق بدلائل النبوة، ومن بينها او في مقدمها القرآن الكريم. ثم الشق المتعلق بالأسلوب والصياغة او البيان القرآني. ونعرف من شذرات في كتب الردود على النصارى وعلى غيرهم، وفي كتب علم الكلام، ودلائل النبوة، ان الزنادقة (والمقصود بهم دائماً المانوية)، ومنهم ابن المقفّع، كتبوا ردوداً ونقائض على القرآن الكريم. لكن الفقرات الباقية من الردود المزعومة تنصبُّ على التشكيك في نبوة النبي (صلى الله عليه وسلم)، أي انها تتصدى للقرآن في شكل غير مباشر. وحتى القرن الخامس الهجري، ظلت أهم وجوه الإعجاز القرآني: البيان وأساليب النظم (عبدالقاهر)، ثم الإخبار بالغيوب لجهة أخبار بدء الخليفة والأمم والرسالات السالفة، ولجهة نهاية العالم ووقائع الحساب والجنة والنار.

وتجددت بحوث الإعجاز والنبوة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وعلى وقع الجدالات البادئة بين الإسلام والمسيحية الغربية بشقيها. وقد استعان المسلمون بكتب دلائل النبوة القديمة، وبكتب الرد على النصارى، لإثبات نبوة النبي بالدرجة الأولى، وأن القرآن موحى ومعجز بالدرجة الثانية. وانصبّت اهتمامات المسلمين على إثبات تاريخية العهدين القديم والجديد، بخلاف القرآن الكريم المتواتر نصاً ومعنى. بيد ان تلك الجدالات ما افادت كثيراً في تقدم البحوث القرآنية لدى المسلمين. بل ان الإصلاحيين المسلمين، وفي نهايات القرن التاسع عشر والى الربع الأول من القرن العشرين أدخلوا أمرين اثنين جديدين على الوجوه القديمة لإعجاز القرآن: السنن الكونية والتاريخية والاجتماعية، والرؤى والمشروعات القرآنية المؤدية الى التقدم الإنساني والإسلامي. لكن الشيخ طنطاوي جوهري، وفي تفسيره: الجواهر، في مطلع القرن العشرين، هو الذي طرح للمرة الأولى ما يمكن اعتباره تأسيساً لفكرة الإعجاز العلمي في القرآن: وإن كان قصده من وراء هذا الطرح مختلفاً عن طروحات اهل الصحوة الإسلامية. كانت النظرية التطورية الداروينية تكتسح الأوساط العلمية، والدراسات الاقتصادية والاجتماعية، وتتحدى الديانة المسيحية بشقيها البروتستانتي والكاثوليكي في رؤيتها لخلق الإنسان وتطور علائقه بالبيئات الطبيعية، ورؤاها الأخرى لعلاقات البشر بعضهم ببعض، والقائمة على الانتقاء والانتخاب، وانتصار الأقوى. وما وافق جمال الدين الأفغاني ولا طنطاوي جوهري على «النتائج» الاجتماعية والإنسانية التي أراد هربرت سبنسر وآرثر غوبينو ورينان وكثيرون آخرون، ترتيبها على بيولوجيا داروين و «أصل الأنواع». لكن جوهري وحسين الجسر رأيا أن الرؤية الداروينية للتطور البيولوجي للإنسان إن صحّت، فإنها لا تتناقض مع التأويل الممكن للنص القرآني حول هذه الأمور، بخلاف ما حدث ويحدث مع العهد القديم. وهذا «التوافق» بين القرآن والعلم هو أصل الفكرة التي تطورت بعد الخمسينات من القرن الماضي الى سَبْق القرآن للعلم الرياضي والفيزيائي والبيولوجي والكيميائي الحديث، وبالتالي: الإعجاز العلمي القاطع والشامل.

لفكرة الإعجاز العلمي فائدتان: أنّ القرآن – بخلاف الكتب الدينية الأخرى – لا يتناقض مع العلم ولا يُضادّه. وبعث الثقة لدى المسلمين أن لدينهم مستقبلاً باعتبار عدم مناقضته للعلم والتقدم، بل استحثاثه عليه. بيد أن هاتين الفائدتين لا تصمدان أو انهما لا تشكلان مسوِّغاً للمضيّ قدماً في دراسات وممارسات الإعجاز العلمي هذه فأولاً الفكرة نفسها خطأ في خطأ. ذلك أن القرآن يملك طبعاً «رؤية للعالم»، لكنها لا تُعنى بالفلك والفيزياء والرياضيات والبيولوجيا، بل بالإنسان وسبل التكليف واختيار الحياة الصالحة، ومعوّقات وحواثّ البيئات الاجتماعية والانسانية والطبيعية المحيطة به، في ظل عناية الله سبحانه ورحمته، ولأنه عزّ وجلّ «خالق كل شيء»، و «له الخَلقُ والأمر»، فمقتضى إيماننا المؤمن والمسلم انه لا تناقض بين ما يورده النص القرآني عن خَلْق العالم والإنسان، والحقائق التي تثبتُ بالعلم البحت والتطبيقي. لكن هذه هي حدود الأمر. فلا يجوز الانطلاق من ذلك لقراءة كل الحقائق أو النظريات العلمية من خلال القرآن لا في التأسيس ولا في الاستنتاج. في التأسيس، لأن القرآن لا تفصيل فيه في الشؤون البحتة والتطبيقية. وفي الاستنتاج، لأن النظريات العلمية أو الفراضيات تتغير وتتطور، ونظرية داريون نفسها ما ثبتت حتى الآن، فضلاً عن الفرضيات المتعلقة بالقضايا البيئية والتي تحدث عنها منظّرو الإعجاز العلمي، من دون أن يتمكنوا من متابعة تطوراتها بتأويلات جديدة للنصوص القرآنية المجملة والتي لا تهدف في الأساس للحديث عن هذه الأمور. وهذا فإن فكرة استخدام النص القرآني للتأسيس لنظرية علمية فيزيائية أو بيولوجية هي إساءة للقرآن، من حيث مخالفتها لطبيعته ولرسالته. أما استخدامه للتوافق مع نظرية علمية – كما حدث دائماً وحتى الآن – فهو تحصيل حاصل من جهة، ويحمل خطر ثبوت خطأ تلك النظرية أو قصورها بعد مدة تطول أو تقصر.

أما الأمر الآخر المهم فإن نزعة الإعجاز العلمي هي بمثابة تعويض عن التأخر العلمي لدى المسلمين. لكنه تعويض وهمي. فما الذي يستفيد منه المسلمون أو القرآن الكريم إذا كانت «النظرية الذرية» القرآنية قد سبقت بحوث الفيزيائيين والرياضيين الغربيين؟ أما الإنجازات الفلكية والكيميائية والطبية لدى المسلمين في العصور الوسطى فما ذكر واحد من علماء المسلمين انه استند فيها الى القرآن الكريم. وها هم أفراد من المسلمين المتدينين وغير المتدينين يتقدمون ويتفوقون ويحصلون على المناصب والجوائز العلمية العالمية، واستناداً الى البحوث والممارسات الغربية المنهج، من دون أن تتكون لديهم عقدة تجاه دينهم أو بني قومهم – باستثناء الاقتناع بأن تخلُّف العرب والمسلمين ليس علته دينهم ولا قرآنهم، بل الظروف الداخلية والخارجية المحيطة بإنسانهم ومجتمعاتهم.

وهناك أمرٌ أخيرٌ يتردد كثيرون منا في الحديث حوله. إذ هناك قضايا في صورة الكون تَرِدُ في القرآن في حدود اللغة والسياقات المتعارَف عليها أو التي كان متعارفاً عليها. ونحن مضطرون – وليس اليوم فحسب بل ومنذ أكثر من قرن – الى قراءتها قراءة مجازية. لكن دعاوى الإعجاز القرآني العريضة، تنشر جواً من العجائبية والسحرية، يحول دون أي تفكير وتقدير.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

:D
لي عودة قريبة إن شاء الله .......!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

صقر قريش
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 58
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 21, 2004 11:17 am
اتصال:

مشاركة بواسطة صقر قريش »

لقد تمادىالبعض في الحديث عن هذا الإعجاز
وكأن هذا الحديث تعويض عن فشل المسلمين المعاصرين عن مواكبة النهضة العلمية
لاأعتقد أن هذا الحديث جزء من الصحوة أومن الإحياء بل إن ترديده فيه نوع من التخدير للأمة
ولقد أفرط أشخاص في الحديث عن الموضوع أذكرمنهم الشيخ الزنداني إلى درجة أن أصبح الحديث فيه أوعنه مثار سخرية لدى الكثير من الناس
التعوبض عن الفشل والإحباط لدى المسلمين وعدم مسايرتهم ومواكبتهم لعلوم العصر ليس بالحديث عن الإعجاز العلمي للقرآن وقد أشار الباحث الدكتور :رضوان السيد إلى ذلك
لقد بالغ البعض في هذا الحديث وذهب إلى تفسير بعض الآيات والتدليل بها على بعض المكتشفا ت العلمية والنظريات التي إ تضح فيما بعد أنها مجرد فرضيات فعاد الأمر عكسا
وأصبحنا مثار سخرية .
فهل حقا أفادنا الحديث في تقدم البحث العلمي ؟؟
وهل هنالك مايدعو إلى إعادة النظر في الاغراق في هذه المسألة ؟؟
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه *** فلا تترك التقوى إتكالاً على النسب

المنصور
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: الأربعاء أغسطس 03, 2005 1:25 pm

مشاركة بواسطة المنصور »

أذكر أني رأيت لقاءً في قناة إقرأ مع مهندس عربي يعيش في أمريكا لا أذكر إسمه أظنه الجوهري .

تكلم عن الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم سمعت بعضه كان يتكلم عن التوازن الرقمي في القرآن وأشياء أخرى ..

كانت بعض المسائل التي سمعتها عبارة عن علاقات حسابية معقدة لم أرى فيها وجه الإعجاز ..

وفي نهاية كلامه تحدث أن بحثه - الذي اعتكف عليه عدة سنوات - يرتكز ويقوم على رواية حفص عن عاصم بالرسم العثماني ..

فستوقفتني هذه العبارة كون الإعجاز العلمي يكمن في المعنى أو اللفظ ..

وفي الإعجاز الرقمي في القرآن - وأنا أرى أنه ممكن وموجود - يرتكز على اللفظ القرآني وليس الرسم العثماني ..

فمثلا :

كلمة :
السماوات
تنطق كما كتبت

وفي الرسم العثماني تكتب :
سموت

فينتج أن العدد الحرفي في الكلمة الأولى ثمانية أحرف .
والكلمة الثانية : ستة أحرف .

وكذا توجد كلمات في الرسم العثماني تكتب الحروف ولا تنطق .

وكذا مادور القرءات الأخرى المتواترة وما علاقاتها بالإعجاز الرقمي أو غيره ... وتساؤلات أخرى ..

وما أريد قوله :

أن المبالغة والتأويل البعيد لا يسمى إعجاز ..

وما يسمى إعجاز إلا الإعجاز ..

ولا داعي لتوسيع معنى اللفظ ..

وكما قال الأخ صقر قريش : لقد تمادىالبعض في الحديث عن هذا الإعجاز

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )
[img]http://mail.google.com/mail/?attid=0.1& ... 9296cc0528[img/]

محب الصالحين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 27
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 13, 2005 4:53 pm

ألعجاز العلمي و الباحثين فيه

مشاركة بواسطة محب الصالحين »

ألقرآن الكريم , هذا الكتاب المعجز على مر القرون , تحدى البشرية بأعجازه البياني و اللغوي و أعطى
للباحثين إشارات في الأمور الطبية و الفلكية و الدوائية و غيرها. هذه الإشارات كانت مفتاحا للولوج إلى
اكتشافات في مختلف المواضيع المذكورة سابقا
. مثال : العسل فيه شفاء للناس . من الباحثين من جعل
من لفظ شفاء الغير معرفة بأل التعريف على اطلاقها و عمم منافع العسل و قدرته على الشفاء على جميع الأمراض . و منهم من اعتبر أن لفظة شفاء مختصة بأمراض معينة فكان بحثه عن الأمراض التي يصلح
العسل لشفائها مستفيدا من القرآن الكريم اشارته الى ذلك. فأثرى الخزانة الدوائية بهذا الدواء الرباني.

و من جهة ثانية و هي تتعلق بالعالم المسلم و غبر المسلم إذا ما تم التوصل إلى اكتشاف في أحد ميادين العلم
و وجد أن القرآن الكريم قد سبق إلى هذا الكشف العلمي و كانت الإشارة واضحة المعاني كالتي تتحدث عن
وجود الجنين في ظلمات ثلاث , أو التي تتحدث أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقها الله عز وجل بقدرته,
و أوضحنا لهذين العالمين وجود هذه الإشارات في القرآن الكريم و نحن نقصد من هذا التأكيد على أن هذا
الكتاب ليس من تصنيف البشر و أنما هو من عند الله تعالى أنزله على عبده و رسوله سيدنا محمد النبي الأمي
قبل أربعة عشر قرن , و نحن نتوقع من العالم المسلم أن يزيد أيمانه و من العالم الغير المسلم أن يقر بأن منزل
هذا الكتاب هو الله العالم و هذا بدوره يؤكد على اعجازية القرآن الكريم.
أما أن ينظر الباحث المسلم أو المطلع الى اكتشافات معينة , و يحاول جاهدا تطويع الآيات لكي تطابق هذا الاكتشاف فهو لن يخدم الإسلام و خاصة إذا ما كان الاكتشاف و ليد الساعة و لم يتم بعد تأكيد هذا الاكتشاف,
فهنالك يقع التخبط إذا ما طرأ على هذا الاكتشاف تعديلا ما.
و أترككم في رعاية الله تعالى

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

القرآن الكريم كتاب هداية وليس كتاب علوم طبيعية.
ومنابع الهداية متعددة والقرآن يثير عقولنا نحوها.
والقرآن لما يتكلم عن الأمور الطبيعية إما يصف ما نراه ولكن بطريقة تجعلنا نعيد النظر وإما يذكر بعض ما نراه ضمن سياق الحديث عن أمور أخرى.
في الحالتين الغرض ليس النص الحرفي وإنما الإشارة والتنبيه إلى الحقائق الخارجية ... وبالتالي لا يجب أن تؤخذ تلك على أنها أكثر من هذا.
والإعجاز العلمي تطبيق رؤيتنا على القرآن، لأن معلوم أن النص القرآني الإعجازي هو تعبير مجازي. والمجاز لا يُفهم إلا بالاستناد إلى رؤية عن الواقع. وبالتالي فإننا نعلم الواقع أولاً، ثم نطبق عليه النص القرآني وليس العكس.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

جميل استاذ عبد الله :)

فهذا ما اذهب اليه حاليا :|

لكن دعني هنا اتبنى رؤية مغايرة ليكتمل الموضوع وبشكل اوسع

يقول الله تعالى في كتابه المجيد : ﴿ إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون ﴾[36]

﴿ وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون ﴾[37]

﴿ وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ﴾[38]
﴿ والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ﴾[39]

﴿ قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ﴾[40]

﴿ بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ﴾[41]

يستشهد البعض بهذه الآية " ما فرطنا في الكتاب " فكيف تفسيرها سيدي ؟؟

كما أن بعضهم يحتج بقوله تعالى :

قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ﴾[144]

﴿ وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين ﴾[145]


ويردفون بقوله تعالى


ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ﴾[150]

﴿ قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين ﴾[151]

﴿ إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين ﴾[152]

﴿ والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ﴾[153]

﴿ ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ﴾[154]

فهم يذهبون الى أن هناك فرق بين هذه الالواح وأن الالواح التى القاها و كسرها موسى كانت تحتوي على كل شيء بينما ما تبقى منها لم يكن فيه سوى الهدى والرحمة

كما يحتجون بقوله تعالى

﴿قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾[38]

﴿قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ﴾[39]

﴿قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾[40]



تحياتي
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

سيدي الحبيب

بخصوص الآيات الكريمة : ﴿ وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ﴾
﴿ وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين ﴾[145]
ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ﴾[150]
﴿ ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ﴾[154]

لا بد من التأكيد اولاً أن المسألة في النهاية فرعية اجتهادية، وما أذكره هنا مجرد خواطر غير مدروسة.
بخصوص قوله تعالى (تفصيلا لكل شيء) و (ما فرطنا في الكتاب من شيء) هذه العمومات توضع في سياقها التي وردت فيه. هي مثل قوله تعالى (وأوتيت من كل شيء) وقوله تعالى (تدمر كل شيء).
ثم إن القول بأن فيها كل شيء يعني أن هذه الكلمات المحدودة يجب أن تتضمن وبتفصيل كل أنواع وأشكال العلوم وليس مجرد إشارات هنا أو هناك.
وهذا امر يؤدي إلى القول بأن القرآن الكريم يعمل فيه نظام دلالي غير العربية، لأن النظام الدلالي العربي إذا فهم به القرآن لا يمكن أن يدل على تلك الأمور جميعها، وهذا يفتح الباب لما لا يُحصى من الجهالات والطلسمات في تفسير وفهم القرآن. ولا أدري كيف يذكرون تلك الايات وتغيب عنهم الآيات التي يذكر الله تعالى أن القرآن بين واضح.
أما قوله تعالى ﴿قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ) فهو مجمل من ثلاثة جهات: من جهة جنس القائل، ومن جهة دلالة الكتاب، ومن جهة العلاقة بين علمه بالكتاب وبين قدرته على ما فعله. وأهم من هذا، فإن أحوال سليمان عليه السلام معجزات أصلاً، وبالتالي فإن ما وقع هو من تسخير الله له.
وقد يقول قائل، إذا كان أحد جلساء سليمان عليه السلام، فما بال موسى عليه السلام أولاً، وما بال غيره من الأنبياء ممن قُتل وظلم، أين هم من استعمال تلك الأسرار؟ وأنا أقول هذا مع العلم بأن عدم العمل ليس دليلاً ما لم تتم معرفة حكمة ذلك. ولكن يبقى سؤالاً مفتوحاً.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

احسن الله اليكم كلام سليم ومعقول قوي بل وجاء من نفس المشكاة

سيدي في نهج البلاغة هذا القول المأثور عن امير المؤمنين

وَاعْلَمُوا أَنَّ هذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لاَ يَغُشُّ، وَالْهَادِي الَّذِي لاَ يُضِلُّ، وَالُْمحَدِّثُ الَّذِي لاَ يَكْذِبُ. وَمَا جَالَسَ هذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلاَّ قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ: زِيَادَةٍ فِي هُدىً، أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمىً. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ (7) ، وَلاَ لِأَحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنىً; فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ، وَاسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لَأْوَائِكُمْ (8) ، فَإنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ، وَهُوَ الْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ، وَالْغَيُّ وَالضَّلاَلُ، فَاسْأَلُوا اللهَ بِهِ، وَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ، وَلاَ تَسْأَلُوا بِهِ خَلْقَهُ، إنَّهُ مَا تَوَجَّهَ الْعِبَادُ إلَى اللهِ بِمِثْلِهِ. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَقَائِلٌ مُصَدَّقٌ، وَأَنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُفِّعَ (9) فِيهِ، وَمَنْ مَحَلَ (10) بِهِ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صُدِّقَ عَلَيْه، فَإنَّهُ يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامةِ: أَلاَ إنَّ كُلَّ حَارِثٍ مُبْتَلىً فِي حَرْثِهِ وَعَاقِبَةِ عَمَلِهِ، غَيْرَ حَرَثَةِ الْقُرآنِ; فَكُونُوا مِنْ حَرَثَتِهِ وَأَتْبَاعِهِ، وَاسْتَدِلُّوهُ عَلى رِّبِّكُمْ، وَاسْتَنْصِحُوهُ عَلى أَنْفُسِكُمْ، وَاتَّهِمُوا عَلَيْهِ آرَاءَكُمْ، وَاسْتَغِشُّوا (11) فِيهِ أَهْوَاءَكُمْ.


والآن كيف تنظرون الى قول امير المؤمنين في نفس الكتاب

ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ نُوراً لاَ تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ، وَسِرَاجاً لاَ يَخْبُو (46) تَوَقُّدُهُ، وَبَحْراً لاَ يُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَمِنْهَاجاً (47) لاَ يُضِلُّ نَهْجُهُ (48) ، وَشُعَاعاً لاَ يُظْلِمُ ضَوْؤُهُ، وَفُرْقَاناً لاَ يُخْمَدُ بُرْهَانُهُ، وَتِبْيَاناً لاَ تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ، وَشِفَاءً لاَ تُخْشَى أَسْقَامُهُ، وَعِزّاً لاَ تُهْزَمُ أَنْصَارُهُ، وَحَقّاً لاَ تُخْذَلُ أَعْوَانُهُ. فَهُوَ مَعْدِنُ الْإِيمَانِ وَبُحْبُوحَتُهُ (49) ، وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَبُحُورُهُ، وَرِيَاضُ (50) الْعَدْلِ وَغُدْرَانُهُ (51) ، وَأَثَافِيُّ (52) الْإِسْلاَمِ وَبُنْيَانُهُ، وَأَوْدِيَةُ الْحَقِّ وَغِيطَانُهُ (53). وَبَحْرٌ لاَ يَنْزِفُهُ الْمُسْتَنْزِفُونَ (54) ، وَعُيُونٌ لاَ يُنضِبُهَا الْمَاتِحُونَ (55) ، وَمَنَاهِلُ (56) لاَ يَغِيضُهَا (57) الْوَارِدُونَ، وَمَنَازِلُ لاَ يَضِلُّ نَهْجَهَا الْمُسَافِرُونَ، وَأَعْلاَمٌ لاَ يَعْمَى عَنْهَا السَّائِرُونَ، وَآكَامٌ (58) لاَ يَجُوزُ عنْهَا (59) الْقَاصِدُونَ. جَعَلَهُ اللهُ رِيّاً لِعَطَشِ الْعُلَمَاءِ، وَرَبِيعاً لِقُلُوبِ الْفُقَهَاءِ، وَمَحَاجَّ (60) لِطُرُقِ الصُّلَحَاءِ، وَدَوَاءً لَيْسَ بَعْدَهُ دَاءٌ، وَنُوراً لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ، وَحَبْلاً وَثِيقاً عُرْوَتُهُ، وَمَعْقِلاً مَنِيعاً ذِرْوَتُهُ، وَعِزّاً لِمَنْ تَوَلاَّهُ، وَسِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ، وَهُدىً لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ، وَعُذْراً لِمَنِ انْتَحَلَهُ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ، وَشَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ، وَفَلْجاً (61) لِمَنْ حَاجَّ بِهِ، وَحَامِلاً لِمَنْ حَمَلَهُ، وَمَطِيَّةً لِمَنْ أَعْمَلَهُ، وَآيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ، وَجُنَّةً (62) لِمَنِ اسْتَلْأَمَ (63) ، وَعِلْماً لِمَنْ وَعَى، وَحَدِيثاً لِمَنْ رَوَى، وَحُكْماً لِمَنْ قَضَى (64).

وقوله عليه السلام :

أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الْأُمَمِ (1) ، وَانْتِقَاضٍ مِنَ الْمُبْرَمِ (2) ، فَجَاءَهُمْ بِتَصْدِيقِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالنُّورِ الْمُقْتَدَى بِهِ. ذلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ، وَلَنْ يَنْطِقَ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ: أَلاَ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأْتي، وَالْحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي، وَدَوَاءَ دَائِكُمْ، وَنَظْمَ مَا بَيْنَكُمْ.

والى قوله عليه السلام :

وَإِنَّ الْقُرآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ (2) ، وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ، لاَ تَفْنَى عَجَائِبُهُ، وَلاَتَنْقَضِي غَرَائِبُهُ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إلاَّ بِهِ

مع العلم أن قبل هذا المقطع قوله عليه السلام :

الحكم القرآن أَمْ أَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ دِيناً نَاقِصاً فَاسْتَعَانَ بِهِمْ عَلَى إِتْمَامِهِ! أَمْ كَانُوا شُرَكَاءَ لَهُ فَلَهُمْ أَنْ يَقُولُوا وَعَلَيْهِ أَنْ يَرْضِى؟ أَمْ أَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ دِيناً تَامًّا فَقَصَّرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنْ تَبْلِيغِهِ وَأَدَائِهِ وَاللهُ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (مَا فَرَّطْنَا في الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) وَفِيهِ تِبْيَانٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، وَذَكَرَ أَنَّ الْكِتَابَ يُصَدِّقُ بَعْضَهُ بَعْضاً، وَأَنَّهُ لاَ اخْتِلافَ فِيهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً).

التوفيق حليفكم سيدي واستاذي والى لقاء
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

أخي الحبيب

كنت أجبت على هذا بإجابة، وظننت أنها نشرت، ولكن يبدو أنه حصل خلل.
لا أذكر تفاصيل ما كتبته، ولكن على الاجمال يمكن فهم نصوص الإمام علي صلوات الله عليه كما هي ضمن إطار الهداية والتنوير والعظة ونحو ذلك.
والقول بأن باطن القرآن عميق، بمعنى أن التأمل فيه، وربط آياته بعضها ببعض، يؤدي إلى معاني جديدة، وأنه تطبيق آياته على الوقائع المختلفة أيضاً ينير لنا الكثير مما حولنا ...
ولكن لا يعني أن له معاني تستخرج بغير أدوات الدلالة اللغوية الظاهرة والمشترك معرفتها بين الناس، والتي لا تخرج عن كونها عربية.

وقوله عليه السلام (أَلاَ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأْتي، وَالْحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي)
ما يأتي من الآخرة، وما يأتي من أحوال الناس وأقسامهم من مطيع وعاص، فقوله تعالى إن سعيكم لشتى، على ما فيها من الاختصار قد جمعت احوال الناس وتنوع وجهاتهم إلى يوم القيامة.
والحديث عن الماضي: ظاهر أنه قصص الأمم السالفة، إما تفصيلاً بذكر وقائع لهم، وإما إجمالاً بذكر أن الناس كانوا أمة ثم اختلفوا وهكذا.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“