اليمن في فترة الإمام يحيى: محاور لإعادة النظر

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

اليمن في فترة الإمام يحيى: محاور لإعادة النظر

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

اليمن في فترة الإمام يحيى: محاور لإعادة النظر


أرسل العلامة الكبير عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف قصيدة إلى الإمام يحيى مطلعها:

شرفاً سموت على الملوك ومفخراً
وعلوت يا يحيى على هام الورى

وبلغت من رتب المعالي رتبة
تركَت جميع مراتب العليا ورا


فأجابه الإمام يحيى رحمه الله بقصيدة مطلعها:

ألِف السهاد وحاد عن طيب الكرى
من لم يزل في الحادثات مفكرا

وتوسَّد الأحجار وادَّرع الأسى
وتفرش الطين الرغام وعفرا



طالما تم تصوير الإمام يحيى حاكماً ظالماً، مستبداً، يقف عقبة أمام تحديث اليمن، ولا يفهم في السياسة الدولية شيئاً. وهذا المعنى ترسخ خلال عقود من غياب الحافز للتعرف على حقيقة تاريخ الإمامة عموماً في اليمن، وتجربة الإمام يحيى على وجه الخصوص. وأهم من ذلك تعدد الحوافز السلبية لسياسيين، ومثقفين لإبقاء تلك التجربة في دائرة الظلمات.
إلا أن حقيقة الأمر مختلفة تماماً، فالإمام يحيى كان شخصية ذات نزعة استقلالية هائلة، حكم اليمن بالعدل والقانون، وأراد أن يطور البلاد، ولكنه أيضاً أراد أن يطورها بغير أن يؤثر على استقلالها البتة. كما إنه كان ذا اطلاع واسع على الأوضاع التي حوله، واختار سياساته الخارجية بناء على تلك النزعة الاستقلالية وعلى فهمه لطبيعة الأوضاع والتوازنات الدولية.
وبالنظر إلى المقولات التي أسهمت في الرؤية السلبية حول الإمام يحيى يظهر إنها اتسمت بسمات متعددة نحو تجريد الحدث من محيطه التاريخي والجغرافي، وإغفال ذكر بعض الحقائق التاريخية الهامة، واختصار الحركة الحضارية في الاستهلاك، واعتمادها الخطاب السياسي المعارض مصدراً أساسياً في تاريخ المرحلة.
وفيما يلي ما يدل على خلاف ما يُشاع، وعلى عدل الإمام وتوجهه في بناء اليمن ضمن ظروف وتحديات ومعطيات تلك المرحلة.

حكم الإمام يحيى المحلي
النصوص التي تناولت حكم الإمام يحيى المحلي متعددة، أذكر منها ما قاله الشاعر الكبير البردوني في مقابلة معه والذي كان معارضاً لحكم الإمامة عموماً:
((الشعب كان يقدس الإمام قداسة مطلقة؛ لأنه قدم لهم الأمن والإيمان. قبل ما يقوم الإمام يحيى كان الناس يجدون عظام الأطفال في الشوارع، ويجد كل واحد غنمه منهوبه. فلما جاء الإمام قالوا: لا إله إلا الله، رقَّد الإمام الشاة في بطن الذيب وهي آمنة ... )) (رقَّد = نوَّم)
ومنها ما قاله معارض آخر لحكم الإمام، والذي كان يرى ـ في وقت ما ـ أن أوجب الواجبات هو القضاء عليه وعلى دولته، أعني القاضي عبدالله عبدالوهاب الشماحي. فقد وصف الإمام يحيى وحكمه في كتابه اليمن الإنسان والحضارة بما خلاصته:
((... فقد وطد الأمن وحكَّم الشريعة الإسلامية في نفسه وذويه، وحصن المواطن اليمني من أي متسلط غير حكومي، ولم يول الحكم والقضاء وجباية الأموال لقرابة أو محسوبية، بل يتخير الأكفاء الذين يأمن من طموحهم، ويعرف أنهم لا يتجاوزون حكم الظل التابع له، وكان ملتزماً للمظاهر الدينية واليمنية، فلا يرى عابثاً ولا لاهياً ولا مسرفاً في المال والشهوات، قريباً من المواطنين مهتما بمشاكلهم، وحلها دائم الاتصال بهم مسيطراً على بطانته وجهاز حكومته يرهبونه ولا يجدون منفذا إلى الدالة عليه، وكان موهوباً في معرفة الرجال واختيار من يخضع لنظريته ويطبق خطته... ومكنته دراسة نفسية كل قبيلة ومعرفته بافرادها وأحوالهم العامة والخاصة أن يتصل بالجماهير ويربطهم به مباشرة ليس بينه وبين الجماهير صعوبة حجاب تاركا المشائخ والأعيان بعيدين عن الوساطة بينه وبين الجماهير المرتبطين به ارتباط عقيدة مرفقة بالمهابة والاحترام المالئين نفوس الجماهير الذي في وسع كل أحد أن يرى الإمام ظهر كل يوم يؤدي الصلاة في أحد المساجد مع المواطنين الذين لا يحجبهم عن الإمام في صباح كل يوم أي حجاب يبثون إليه شكواهم ويرفعون مظالمهم ويقدمون مطالبهم ونذوراتهم... فذابت الشخصيات البارزة في هدوء وأناة وبلا عنف... ويلاشي نفوذ المشائخ في قبائلهم... وتطلع تلك الوجوه الجديدة التي اختارها يحيى... ومن الاعتراف بالحقيقة أنه بعمله هذا استطاع أن يوحد الجزء المهم من اليمن تحت سلطته المطلقة وأنه لعمل جبار فقد كانت اليمن على أثر الحرب التركية عرضة للتمزق بقيام ما لا يقل عن مائة إمارة ومشيخة وسلطنة...)) أهـ
وقال الإمام المجتهد مجدالدين بن محمد المؤيدي في رسالة جوابية عن الإمام يحيى:
((لقد عاصرت الإمام المتوكل على الله يحيى بن محمد رضي الله عنهم أَيام شرخ الشباب وعاشرته أيام وصولي أنا و معي المولى العلامة جمال الدين علي بن عبدالله الشهاري والقاضي العلامة الحسن بن محمد سهيل رضي الله عنهم إلى صنعاء سنة أربع وستين و ثلثمائه وألف هجرية (1364 ه‍) وليس لنا غرض إلا زيارة الإمام ومشاهدة أحواله وسيرته ليطمئن القلب كما قال الله تعالى حكاية عن خليله إبراهيم ﴿ لكن ليطمئن قلبي ﴾ ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( ليس الخبر كالمعاين ) وكانت قد ظهرت الإشاعات والقوادح من الحزب الإشتراكي المسمى حزب الأحرار وبعد أن وصلنا شاهدنا من شمائله النبوية وسماته العلوية وخلايقه المرضية ما تقصر عنه العبارات ولا تتسع لشرحه الأوقات فقرت الأعين وصار الحال كما قال:
لَمَّا الْتَقَينَا فَلا والله مَا سَمِعتْ
أُذْنِي بأعظمَ مِمَّا أَن رأى بَصري

ولقد شاهدته بعد طلوع الشمس قي شدة البرد القارص على ما هو فيه من كبر السن وألم النقرس فينبسط للناس يستمع شكاواهم ومراجعاتهم ويصل إليه الصغير والكبير والضعيف والقوي والأرامل واليتامى ويبقى إلى وقت الظهيرة ولقد كنا نتعجب من احتماله للأذى من المناداة والرهج، يتكلم عنده المتكلم بما يريد بلا تحفظ ولا تخوف، ثم يواجه في المكان من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس.
ولقد كان اليمن في أيامه في أمنٍ وإيمان وسلامٍ وإسلام واستقرار واطمئنان وإقامة للشرائع والأحكام، هذا ولسنا ننكر أنه كان يصدر من المأمورين أشياء غير مرضيّة بل ومن بعض أولاد الإمام وأسرته ولكن الذي نعلم أنه ما بلغه منها بطريق صحيحة يُغيِّرُه بقدر المستطاع.... ))

تواتر بين العام والخاص، أن الإمام كان يجلس يومياً في ساحة داره ليستمع إلى شكاوي الناس. كان يأتي إليه الضعيف، والعاجز، والمرأة، والصبي، فيتواضع لهم، ويتحنن عليهم. ثم إذا جاء وقت الظهر كان يخرج إلى المسجد فيستمع إلى الناس في طريقه، حتى يصلي ثم يعود إلى داره للغداء. بعد ذلك يدخل عليه رجال الدولة فتتم مراجعة كل البرقيات والرسائل من المناطق، ويتم النظر في أمور البلاد، وإحالة كل قضية إلى المختص فيها. هذه العادة واظب عليها إلى يوم استشهاده، وشهد بها القريب والبعيد، والعدو والصديق. حتى في أيام اشتداد مرضه الذي أصاب مفاصله لم يترك عادة استقبال الناس، فكان يُحمل حملاً إلى ساحة الاستقبال. كان مشهور عنه أخذ الحقوق من الأقوياء، وعدم محاباة أحدٍ من الوجهاء، والانتصار للمستضعفين أياً كانوا. بل قد حكم القاضي أحمد بن أحمد الجرافي على الإمام يحيى ولصالح مواطن يمني بسيط من بيت عنقاد في قضية معروفة ومشهورة ومتداولة وأيضاً موثقة.

الإمام يحيى والتحديث
واجه الإمام يحيى تحديات كبيرة في سبيل تحديث اليمن. أكبر تلك التحديات هي حالة الفوضى السياسية التي سادت لما يزيد على مائة سنة، وكون اليمن متخلفة تقنياً، أنهكتها حروب التحرير الطويلة. ومعلوم أن اليمن لم تستعمر، مما يعني أنها لم تستفد من إمكانيات القوى الاستعمارية التي أسهمت في بناء مستعمراتها عبر مئة سنة تقريباً. أضف على ذلك إن الإمام يحيى بعد أن استقل باليمن لم يكن لديه إلا ست وعشرون سنة من الحكم بعد الاستقلال التام، أي من 1922-1948. وقد ذهبت 12 سنة بين 1922-1934 في توحيد اليمن وتوطيد الأمن والاستقرار، ورعاية الحاجات الاجتماعية والإنسانية، وتعزيز هيبة الدولة، وأهم من ذلك كله خلق هوية وطنية يمنية حمت البلاد من أخطار التقسيم في أحلك الظروف وأشدها بعد ذلك. ومن يعرف بعضاً من تاريخ اليمن المعاصر والقديم، والقليل من طبيعة البلاد جغرافياً وسكانياً سيدرك تماماً حجم الجهود التي لا بد منها لتحقيق تلك الأمور. وعمل في هذه أيضاً الفترة على خلق قنوات تعاون بين اليمن وبين الدول الأوروبية أبرزها إيطاليا، ولكن لم تثمر تلك الجهود بالقدر الذي كان يتوقع منها.
أما الفترة الممتدة بين 1934-1948، فقد عمل على مزيد من تعزيز قضايا الأمن والاستقرار والوحدة والعلم والقضاء والحقوق ورعاية المحتاجين والضعفاء، واستنفد كثيراً من جهوده فيها باعتبار أنها الأساس الذي تقوم عليه أي دولة على المدى البعيد. في هذه الفترة استمر في نهجه السابق من العمل على بناء اليمن بالاستعانة بالخبرات الخارجية، إلا أن الحرب العالمية الثانية حالت دون كثير من ذلك.
خلاصة الأمر، أنه لم تكن لديه سنوات استقرار حقيقية إلا خمس قبل الحرب العالمية الثانية، وأربع بعدها.
ثم إن العمل على بناء اليمن كان يجب أن يتم على ضوء الموازنة بين اعتبارات متعددة لعل أبرزها:
• القلق من آثار الانفتاح السريع: خصوصاً على ضوء معرفته بما آلت إليه الأمور في الدول التي خسرت الكثير من هويتها واستقلالها بسبب انفتاحها غير المضبوط على الغرب. هذا القلق لم يكن خاصاً بالإمام يحيى أو بالزعامات اليمنية، بل كان يكررها عليه أكثر من واحد من الشخصيات العربية التي زارت الإمام يحيى أو كاتبته، والتي كانت ترى أن ما أصابها في بلادها لم يكن إلا وليد انفتاح غير منضبط. اليوم تدرك الشعوب العربية أكثر من غيرها أثر الانفتاح المفاجيء والسريع. تحولت بفعل ذلك إلى قوة استهلاكية أحسن ما تعرفه هو متابعة آخر منتج لاستهلاكه والتمتع بمزاياه.
• حَذَر الشعب اليمني من الأجانب ومنتجاتهم: ما كان للإمام أن يتجاهل هذه الحقيقة وهو يعمل على فتح البلاد وبنائها بأيدي أجنبية. هذا الأمر له شواهد متعددة أكدها عبدالله البردوني وغيره ممن أرَّخ لتلك المرحلة.
• تشدد كثير من كبار رجال الإمام من وجود الأجانب وأدواتهم في البلاد: شعر بهذا الأمر كثيرون ممن زاروا الإمام يحيى. ففي تقرير للقنصل الأمريكي في عدن ما نصه : ((الإمام ذكي، متعلم، مطلع على أحوال العالم الخارجي، نشيط جداً، حريص بشدة على جعل بلاده حصينة ومكتفية بذاتها، متدين جداً، وحريص على المنتجات الأمريكية والخبرات الأمريكية... الإمام وفق بعثة كلايتون رجل حكيم ولكن مستشاريه الرجعيين المتشددين والمتصلبين...)). عملت تلك المعارضة على إحباط أكثر من مشروع له، منها مشروع إنشاء كلية للطيران. بل حتى ركوبه السيارة كان يشكل مشكلة بالنسبة لبعض المتشددين. والأمثلة هنا متعددة.
كل ما سبق يضاف إليه التحديات التي فرضها الوجود البريطاني في عدن وفي سائر المنطقة، والممارسات من بعض الأفراد المؤثرة التي كانت تعمل ضد المشاريع التي يسعى لها الإمام يحيى، وهو أمر قد أشار إليه كل من القاضي أحمد عبدالوهاب المجاهد في في كتابه اليمن والإنسان والحضارة، ومحمد أحمد نعمان في كتابه الأطراف المعنية، ودلت عليه برقية محمد الزبيري وأحمد نعمان إلى الرئيس الأمريكي هاري ترومان يرفضون فيها أي اتفاقية بين الحكومة اليمنية وأمريكا على أساس أن الحكومة اليمنية لا تمثل الشعب.
بالرغم من كل ذلك كان للإمام محاولات متعددة لتطوير البلاد، وذلك منذ آواخر العشرينات. منها ما أشارت إليه وثائق الخارجية الأمريكية من:
رغبة الإمام يحيى الحصول على جميع مقومات التنمية من المنتجات الأمريكية، فكان يريد المعدات والمشاريع الزراعية، ومعدات انتاج الأقمشة، ومعدات بناء، ومواد بناء الطرق والسكك الحديدية، وكل ما يمكن تصوره لاستغلال الموارد الطبيعية في اليمن. كل ذلك بقطع النظر عن الثمن لأن الإمام كما تحكي الوثائق يصرح بأن المال ليس عائقاً فاليمن غنية، وهو مستعد لأن ينفق أي شيء للدفاع عن اليمن ولتنميتها.
إضافة إلى ذلك كان هناك خطط لتطوير ميناء الحديدة، ولزيادة وصول الماء إلى مناطق مختلفة بواسطة المضخات والطواحين، ودراسات لزراعة مئات الأنواع من النباتات الجديدة، ومشاريع لتوفير أجهزة بناء الطرق.
أيضاً الاتفاقية التي وقعها سيف الإسلام الحسين بن الإمام يحيى مع الحكومة اليابانية والتي تضمنت بناء ثلاثة مطارات في صنعاء والحديدة وتعز. وميناءين في الحديدة وفي المخا. وشق طرق بين المدن الرئيسية. وبناء مصانع للحديد والاسمنت... وغير ذلك. واختار الإمام يحيى اليابان لأنها دولة رفعت شعار "الشرق للشرقيين"، وليس لها مطامع استعمارية في المنطقة. قضت الحرب العالمية الثانية على تلك الاتفاقية.
المحاولة الأخيرة والأكثر أهمية على الاطلاق في توجهات الإمام يحيى التنموية هي ما وقعته اليمن مع الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1947، والتي مثلت اتفاقية شاملة لبناء اليمن على مختلف الأصعدة، وكانت ستشكل نقطة انطلاق نوعي لليمن.
إضافة لمحاولات الاستفادة من الخبرات الأجنبية كان الإمام يعمل على إرسال بعثات تعليمية للخارج على أمل أن تسهم في اعتماد اليمنين على أنفسهم. فالتحديث من حيث هو ليس مشكلة وإنما المشكلة في كيفية الحصول عليه. وعبر القاضي الواسعي عن الرغبة في تحديث اليمن ولكن في الوقت نفسه الحفاظ على استقلالها من خلال التعليم في قوله: ((بلغ الفساد من أنفسنا أن صار الكثير منا يعتقد أن لا صلاح لبلادنا بتمهيد طرقه واستخراج معادنه وثمراته وصناعته وتجارته إلا بالأجانب ونكون عيالاً عليهم فما لنا لا نتعلم العلوم العصرية والصناعية والزراعية وبعد التعلم يوجد فينا المخترع ويظهر المكتشف وينبغ منا الصانع ونعمل الأسلحة العصرية والذخاير والبوارج الحربية والطائرات...)).
هذا كله على مستوى التقدم التقني. وأما التقدم الاجتماعي فقد كان الإمام يحيى يدرك أن الروح القبلية ستجر البلاد إلى مشاكل عميقة، وكان يعمل على بث روح وطنية مشتركة، لا تميز بين منطقة وأخرى قبلياً أو مذهبياً. وفي تحليل لضابط بريطاني بعنوان: "مملكة اليمن وموقعها في الرابطة الدولية" ما يظهر طبيعة النظام المحلي لليمن، والسياسة الدولية للإمام، بل ورؤية الإمام يحيى لمستقبل اليمن محلياً ولآلية ضمان الاستقرار فيه: ((عدن سوف تحافظ على القبلية خلافاً للوطنية التي يفضلها الإمام)).
وعلى الإجمال نجد أن رجلاً مثل السير جيلبرت كلايتون يزور الإمام يحيى فيعجب جداً بالإدارة التي طبقها الإمام، وباستعداده العسكري، وبتنظيمه. كما قال عن تعامل الإمام يحيى للمواطنين بأنها ((أبوية وإنسانية)).

وأما العلم فقد كان الإمام حريصاً كل الحرص عليه، ووفق قدراته وإمكانياته، وبخطى متئدة، لا تؤدي إلى القضاء على الهوية الفكرية والدينية للشعب اليمني. وهناك شواهد كثيرة على ذلك أحدها تقرير كتبه هارلان كلارك لمجلة ناشيونال جيوغرافك واصفاً زيارة قام بها إلى اليمن (National Geographic) وفيها يقول: ((لقد رأينا أكثر آلاف الطلبة في صنعاء، سوى بعض المئات من البنات اللاتي كن يتعملن في مدارس منفصلة)).
كان يقرر للعالم المعلم والمتعلم مبالغ نقدية. كما كان هناك دار للعلماء والمتعلمين، والمدرسة الحربية، والمدرسة العلمية، ومدرسة دار الأيتام، هذا في العاصمة، ثم هناك المدرسة العلمية بثلا، ومدرسة لتعليم اللغات الأجنبية، وسبعة عشر مدرسة في لواء تهامة، ومدرسة علمية في تعز، وأخرى في زبيد، وغيرها من المدارس الموزعة في مختلف المناطق في اليمن... كما كان يرسل المبلغين إلى المناطق النائية لتعليم الناس الكتابة والقراءة. كما فرض التعليم الإجباري في اليمن. إضافة إلى أنه كان يتعهد بنفسه المدارس العلمية ويناقش بنفسه الطلبة. وأنشأ بعثات علمية إلى الخارج. كما لا ننسى أنه جمع للمدرسة العلمية مكتبة أوقفها لطلبة العلم فيها من كنوز ونفائس المخطوطات، وغير ذلك مما يدل على أن المسار العام كان يتجه نحو العلم والتنوير، ولكن بخطى ومنهج محدد غرضه إبقاء هوية اليمن الدينية والفكرية.
وهناك عدد من الوثائق والنصوص التاريخية والتي تصف الحالة العلمية أو تعكسها، منها المجاميع الأدبية التي وضعها علماء وأدباء تلك المرحلة وتسمى السفن. ففيها ما يدل على حركة علمية وسياسية نشطة، ومتابعة لما يجري في الخارج. ومنها صحيفة الإيمان التي تعكس مضامينها السياسية والفكرية والعلمية والإخبارية طبيعة الاهتمامات آنذاك. وغير ذلك الكثير.

سياسات الإمام يحيى والواقع الدولي
كان الإمام يحيى ذا رؤية دقيقة للواقع الدولي، فلم تكن سياساته الخارجية مجرد حالات انفعالية لرجل بعيد عن العصر وما فيه. بل كانت منطلقة من تصور مؤسس على واقع فعلي. يختلف البعض مع الإمام أو يتفق في ما اختاره من سياسات، ولكن هكذا طبيعة أغلب السياسات الحكومية الخارجية والمحلية، سيكون لديها مؤيد وآخر معارض.
وتُظهر الأسئلة التي طرحها الإمام في الحوارات التي دارت بينه وبين عبدالعزيز الثعالبي في 1924 طبيعة المنطلقات للسياسات التي اتخذها الإمام يحيى. من هذه الأسئلة:
((ما هي القواعد التي ترتكز عليها الجامعة العربية؟ وهل في مستطاع العرب أن يؤلفوا حلفاً قوميا؟
من هم العرب وأين مواطنهم؟ وهل هناك فرق بين الجامعة العربية والجامعة الإسلامية أم هما شيء واحد؟
أي السياستين أصلح لليمن: سياسة الباب المفتوح أم الباب المغلوق؟
أي الدول الأوروبية يُرجى نفع منها ولو قليل للمسلمين؟
أي عمل ينبغي للعرب الشروع فيه قبل غيره؟))
إنها أسئلة كبيرة، والإجابات عليها ليست باليسيرة. طرحها وثم الإجابة عليها يحتاجان إلى عمق في الرؤية، وتقدير كبير للظروف، واطلاع واسع على الأوضاع الدولية. هي أمور اتسم بها الإمام يحيى، وشهد له بذلك أكثر من شخصية ممن قابلته. ويكفي هنا ذكر ما نص عليه رئيس الجانب السوفياتي في المحادثات اليمنية السوفياتية والتي تكللت بتوقيع اتفاقية صنعاء بين اليمن والاتحاد السوفياتي في نوفمبر 1928 ج. استاخوف، والذي قال متحدثاً عن الإمام يحيى في مذكراته عن تلك الرحلة إلى اليمن:
((هو في ذلك السن لا يمكن القول بأنه عجوز بالكامل، فهو متحرك، منفعل، مهتم ونشيط في الحديث، يستفسرنا خلال ثلاثين أو أربعين دقيقة دون توقف حول كل شيء: عن صحتنا وكيف وصلنا. وحول كل المشاكل الدولية ، ما ذا يحدث في ألمانيا؟ هل تقوت بعد الحرب؟ ما هو وضع الحكومة في أنجلترا؟ ما هي طبيعة العلاقات بين الاتحاد السوفياتي وتركيا وفارس وأفغانستان ودول الشرق والغرب؟ هل ستستطيع الهند ومصر نيل الاستقلال؟ ما هي طبيعة الوضع في الصين؟ من سينتصر الشماليون أم الجنوبيون؟
يوجه الأسئلة واحداً بعد الآخر، والقاضي راغب (وزير خارجيته، وهو من أصل تركي) واقف في وضع احترام، منحن قليلاً ليس دون صعوبة، يكابد مهمته ليس ببساطة كتركي، يترجم كلمات الإمام إلى الفرنسية، وإجابتنا إلى اللغة العربية. وهذه مهمة شاقة لأن الإمام يوجه الأسئلة لا من أجل أن يكتفي بإجابات عامة دون محتوى، بل إنه يعيد الاستفسار أكثر من مرة ويدقق أفكاره. ينصت لإجابتنا باهتمام فائق، ممعناً التفكير فيها بسرعة وفي نفس اللحظة ، ينقل ما تولده هذه الإجابات من تأثير إلى هزات عصبية سريعة للمسبحة ، ومن حين لآخر يضحك بحدة وعصبية ، وكأنه يطمح عن طريق الضحك إكمال ما لم يرد قوله بالكلمات ، وفي هذه اللحظات تهتز قامته المكتنزة قليلا ، تنتقل عيناه بالتناوب من أحد محدثيه إلى آخر.
انظر إلى الوجه الحيوي للإمام ، رغم انتفاخه قليلاً، بلحية متموجة وخدود منتفخة. أتعجب من هذا الإنسان الذي قضى كل حياته في جبال وصحاري اليمن، والذي لم يكن ولو مرة واحدة ليس خارج اليمن فقط، بل وحتى في تهامة. هذا الإنسان الذي لم ير البحر والجليد في حياته، ولا البواخر والسكك الحديدية ، ويتضح مدى فهمه لأعقد مشكلات السياسة الدولية إلى هذا الحد أو ذاك، وأبدأ من وقت لآخر الشعور وكأنني طالب معهد يقدم امتحاناً في مبادئ السياسة...))

لا شك من أن حكم الإمام يحيى لم يخل من بعض ممارسات أو اجتهادات خاطئة، وناقصة، سواء منه أو من رجال دولته، وهذا ما لا تخلو منه أية ممارسة سياسية مهما كان. لكن إذا ما غضضنا البصر عن تلك الأمور الجزئية، وأخذنا صورة شاملة كلية، بالاستفادة من كتابات ومقولات لأكثر من مؤرخ وشخصية سياسية، بعضهم من معارضي حكم الإمام يحيى؛ فإننا سنجد أن التوجه العام للدولة آنذاك كان يسير نحو التقدم والعزة وإيجاد موقع إقليمي ودولي لليمن من منظور تلك الفترة، ويتناسب مع إمكانياتها الثقافية والمادية. وأن البلاد كانت متجهة بهدوء وثبات نحو مواكبة العصر بثوابت سليمة، دخول المنتج المشارك الفاعل لا دخول المستهلك المتفرج السلبي. وأن اليمن آنذاك كانت دولة آمنة مطمئنة ومستقلة، وذات قوة نسبية جيدة، مكتفية اقتصادياً.
لقد شهد للإمام يحيى الكثير أن حكمه مثَّل الخلافة الراشدة. بل رأته أطراف من العالم الإسلامي مؤهل لتولي منصب الخليفة بعد سقوط الدولة العثمانية، منهم رشيد رضا، وعبدالعزيز الثعالبي وغيرهم. لكنه رفض فكرة أن يعلن نفسه خليفة على المسلمين معللاً ذلك بقوله: ((ماذا يستفيد اليمن إذا أضيف إلى اسمي لقب جديد، وإذا لقبني الناس بإمام المسلمين بدل إمام اليمن؟ وأنا إلى الآن لم أستطع جمع ما تفرق من أجزاء بلادي ولا ضمان ثغورها ضد كل طارق يأتيها من الخارج، وهي معرضة لأخطار كثيرة.)).
كان إماماً يُتَّبع، ودولته دولةٌ تُحتذى لو سُمح لها بالبقاء؛ وأنى لها ذلك بين قوى عالمية تريد القضاء على أي استقرار سياسي لا ينتمي نموذج الحكم فيه إلى نمط التجربة الأوروبية، ولا يريد أن يعيش في فلك الولاء لمصالح القوى المسيطرة على العالم آنذاك.
لقد استقل الإمام يحيى باليمن في أجواء المطامع الاستعمارية للدول العظمى آنذاك، وسعى لتكوين دولة مستقلة وقوية ضمن توجه دولي لخلق كيانات محلية هزيلة. وقف أمام تحديات القوى العظمى، وخصوصاً بريطانيا، في مرحلة زهوها وانتشاءها أبان انتصارها في الحرب العالمية الأولى، ورفض أن يضع نفسه في المكان الذي تريده له إذ عمل دوماً على تجاوزها وخلق موقع خاص به. وعبَّر الإمام للقوى العظمى في أكثر من مناسبة أن شرعية حكمه لا ولن يستمدها منهم ولا من اعترافاتهم، وإنما من الشعب اليمني، ومن التاريخ الذي ينتمي له. تحدى إصرار انكلترا على البقاء في الجنوب، ودخل معها في صراع مسلح. لم يتراجع ـ حتى في أصعب الظروف ـ عن موقفه الرافض منحهم ما يريدونه، بالرغم من أنهم كانوا على استعداد بالاعتراف الكامل به في المقابل، حتى قال فيه الإنكليز بحنق: إنه يريد أن يأخذ كل شيء، ولا يعطي شيئاً.

ختاماً انقل هذه الأبيات من قصيدة للأستاذ أحمد نعمان قالها في الستينيات وهو في السجن:

من ذا يعيد لنا الإمام وجده
وأبا الإمام ومن إليهم ينـزع

ما للعباد سواه إلا فتنة
عمياء أو كفر يُضل ويصرع

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

حياكم الله سيدي وأستاذي / عبدالله حميد الدين


قلتم سيدي :-
كما كان هناك دار للعلماء والمتعلمين، والمدرسة الحربية، والمدرسة العلمية، ومدرسة دار الأيتام، هذا في العاصمة، ثم هناك المدرسة العلمية بثلا، ومدرسة لتعليم اللغات الأجنبية، وسبعة عشر مدرسة في لواء تهامة، ومدرسة علمية في تعز، وأخرى في زبيد، وغيرها من المدارس الموزعة في مختلف المناطق في اليمن
أيضاً في تعز كانت المدرسة الأحمدية ، التي أسست سنة 1935م كما ذكرها المرحوم / أحمد بن محمد الشامي في كتابه / رياح التغيير في اليمن .

كما أن المناهج في تلك المدارس لم تكن تقليدة كما يشاع ! بل كانت مناهج حديثه وراقيه جداً خصوصاً في ذلك الزمن .
فقد أطلعني أحد الرجال المسنين في مدينة إب قبل عدة سنوات ، على شهادة الثانوية العامة التي منحت له بعدة تخرجه من المدرسة الأحمدية بتعز في بداية حكم الإمام أحمد ، فتفاجأت بالمواد الموجودة في الشهادة ( تربية إسلامية ، لغة عربية ، جبر ، هندسة ، كيماء ، فيزياء ، أحياء ، لغة إنجليزية ......الخ ) ،، فعرفت حينها أن كل ما يشاع عن عن تلك الحقبه عبارة عن تزوير للتاريخ بحقد ولؤم غريب !!



وقلتم في آخر كلامكم ، مالفظه :-
لا شك من أن حكم الإمام يحيى لم يخل من بعض ممارسات أو اجتهادات خاطئة، وناقصة، سواء منه أو من رجال دولته، وهذا ما لا تخلو منه أية ممارسة سياسية مهما كان. لكن إذا ما غضضنا البصر عن تلك الأمور الجزئية، وأخذنا صورة شاملة كلية، بالاستفادة من كتابات ومقولات لأكثر من مؤرخ وشخصية سياسية، بعضهم من معارضي حكم الإمام يحيى؛ فإننا سنجد أن التوجه العام للدولة آنذاك كان يسير نحو التقدم والعزة وإيجاد موقع إقليمي ودولي لليمن من منظور تلك الفترة، ويتناسب مع إمكانياتها الثقافية والمادية. وأن البلاد كانت متجهة بهدوء وثبات نحو مواكبة العصر بثوابت سليمة، دخول المنتج المشارك الفاعل لا دخول المستهلك المتفرج السلبي. وأن اليمن آنذاك كانت دولة آمنة مطمئنة ومستقلة، وذات قوة نسبية جيدة، مكتفية اقتصادياً.
فعلاً هذا هو الكلام المنطقي عن تلك المرحله

فسلام الله على الإمام يحيى في كل آوانٍ وحين .
صورة
صورة

ابو عز الدين
مشرف مجلس الفتوى
مشاركات: 416
اشترك في: السبت مارس 20, 2004 9:41 am

مشاركة بواسطة ابو عز الدين »

جميل جدا

لكن ما ذا عن نشأة الامام وفترة تعلمه وابرز مشائخه الذين اخذ عنهم العلم ؟؟؟

وماذا عن جهاده مع ابيه الامام المنصور ؟؟؟؟ وكيف تمت له البيعة بعد وفات ابيه ؟؟؟


وكيف كان تعامله مع من عارضه سياسيا بعد أن بايعه العلماء والناس ؟؟؟


وكيف نجح الامام يحيى في اخراج اليمن من الهيمنة والاطماع التركية العثمانية ؟؟

وهل كان له رأي في مسألة ولي العهد ...؟؟؟ فقد سمعت الكثير عنها وأن الامام كان يتعمل معها بحساسية مفرطة حتى أنه كان يرفض الجواب على الرسائل التى تحمل دعاء لولي العهد الامام احمد ...........


ودعني هنا اقول لا رحم الله صاحب الطربوش :x " كله عمل الطربوش (الورتلاني) " فهل كان للورتلاني هذا دور في زعزعت امن اليمن وتفريق ابنائها ؟؟؟


وما حجم المؤامرات التى كانت تحيط بالامام و بنظامه ..؟

وهل تعد حركة 48 حركة ثورية ذات شأن أم هي عبارة عن انقلاب خايب فاشل استمد مرجعيته من الخارج ليكرس مبدأ الخيانة الوطنية بشكل اهوج !!! ؟؟

الشكر لكم موصول سيدي على فتح هذا الموضوع وعذر ا على الاطالة
لا تضق ذرعاً بحالٍ *** فالذي سواك حاضرْ *** وهو بي أرحم مني *** كلما دارت دوائرْ *** لا تخف لا تخشَ مهما *** كنتَ للرحمانِ ذاكرْ

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

أخي الكريم أبو عز الدين

شكراً على الأسئلة التي طرحتها، وما يلي إجابة عاجلة عليها:

ما ذا عن نشأة الامام وفترة تعلمه وابرز مشائخه الذين اخذ عنهم العلم؟ وماذا عن جهاده مع ابيه الامام المنصور؟
لا أملك الإجابة التفصيلية ولكن سأجمع ذلك.

كيف تمت له البيعة بعد وفات ابيه؟
ذكر القاضي عبدالله الجنداري قصة البيعة، وهي القضة التي تناقلها آخرون شفاهاً، ومفادها أنه بعدما بلغ الإمام يحيى وفاة أبيه، طلب جمع أهل الحل والعقد، وسلمهم مفاتيح بيت المال، وطلب منهم اختيار من يقوم بالأمر بعد والده. وقد اتفقت كلمة الحضور على بيعة الإمام يحيى، رغم أنه دفع الأمر عن نفسه لمدة ثلاثة أيام. وكان بين الحضور كل من سيف الإسلام أحمد بن القاسم حميدالدين، وسيف الإسلام محمد بن الإمام الهادي شرف الدين والملقب بأبي نيب، وكل منهما كان أهل للإمامة. وغيرهما.

وكيف كان تعامله مع من عارضه سياسيا بعد أن بايعه العلماء والناس؟
اختلفت المعاملة بحسب الشخص والزمان ونوع المعارضة. ولا تحضرني الآن جميع تفاصيل ذلك، ومظانها قريبة.

كيف نجح الامام يحيى في اخراج اليمن من الهيمنة والاطماع التركية العثمانية؟
الإمام يحيى لم يكن طامحاً للخروج من المظلة العثمانية لأنه كان حريصاً على ذلك الكيان من منطلق الوحدة الإسلامية. إنما كان حرصه الأكبر على وقف مظالم العمال العثمانيين، وعلى منحه ما يشبه الحكم المحلي.
التحدي الكبير كان مواجهة المطامع الإنكليزية في المنطقة، وقد نجح بسبب اعتماده على المواطنين الرافضين لأي خضوع للقوى الاستعمارية، وعبر إصراره الشديد، وعبر تحالفات عقدها مع دول أخرى لفك الطوق الانكليزي عنه.
هل كان له رأي في مسألة ولي العهد؟
كان هناك من العلماء من يرى أن ولاية العهد ستحمي اليمن وتضمن لها الاستقرار، ولكنه لم يكن موافقاً على ذلك. فلم يعين أحمد ولياً للعهد، ولكنه في الوقت نفسه لم يقف أمام من كان يدعو له بذلك. وصحيح لم يكن يقبل أي خطاب رسمي من الإمام أحمد أو إليه بصفة ولي العهد.
ومعلوم أن ولاية العهد لمن هو أهل وصالح في نفسه مسألة فقهية فرعية لا تتعارض مع الإمامة. ما يتعارض مع الإمامة هو العهد لمن لا أهلية له في ذاته.

فهل كان للورتلاني هذا دور في زعزعت امن اليمن وتفريق ابنائها؟
نعم كان للورتلاني دور كبير في ذلك. وفي رابط مستقل سينزل مقالاً قديماً حول اغتيال الإمام يحيى.

ما حجم المؤامرات التى كانت تحيط بالامام و بنظامه ..؟
كثيرة جداً. وسيذكر بعضها في مقالة الاغتيال، وعندها يمكن التحاور أكثر.

حركة 48 حركة ثورية ذات أم انقلاب استمد مرجعيته من الخارج؟
هي انقلاب لأنها لم تكن شعبية. وسيتضح هذا من مقالة الاغتيال.

دعواتكم

محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

محاولة أخرى ..

ما الذي جرى بين الإمام يحيى و بين العلامة الحسن بن يحيى القاسمي الضحياني و هل قامت معارك بينهما ؟!

ما صحة ما يشاع من عدم توافر شرط الكرم لدى الإمام يحيى ؟!

تولية الإمام يحيى لابنه أحمد ولاية العهد ، هل كان ذلك وفق المذهب ؟

و السلام عليكم

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

بخصوص المعارضة على الإمام : أنا نظرت للسؤال بما يشمل السيد القاسمي وابن حورية ومن عارضه إلى حين مقتله، ولذلك أجبت بالإجمال الذي أجبت به.
أما خصوص ما جرى مع السيد الحسن القاسمي، فقد وقع بينهما اختلاف، وحصل اقتتال محدود، وآل الأمر إلى أن ملك زمام الأمور يحيى بن محمد، وعومل فيها السيد الحسن معاملة حسنة.

بخصوص الكرم: الإمام أشيع عنه البخل، وإذا كان المقصود به أن الإمام لم يكن سخياً في الأعطيات فربما صحيح، وإن كان بمعنى أنه يمنع الواجب والمهم من الحقوق ومما يقيم أمر الدولة فالواقع يشهد بخلافه. وإن كان أنه لم يكن ينفق من ماله الخاص فمعلوم أن مدرسة الأيتام كانت على حسابه الخاص، ولم تكن من حساب بيت المال، بل إنه وفي آخر حياته وكما أخبرني السيد محمد المنصور أرجع إلى بيت المال مقدار ما استلمه من رواتب.

بخصوص ولاية العهد، كما سبق وأن قلت، هو لم يعين أحداً ولياً لعهده، وأما عدم مجاهرته ضدها، فلم يكن هناك ما يجاهر ضده. وليس له أن يقول للناس أن لا يعتقدوا في شخص بعينه استحقاق الإمامة. ثم إن المسألة من المسائل الفرعية، والتي للمجتهد فيها رأيه.

طاش ماطاش

مشاركة بواسطة طاش ماطاش »

ما الذي جرى بين الإمام يحيى و بين العلامة الحسن بن يحيى القاسمي الضحياني و هل قامت معارك بينهما ؟!


الكلام يطول هنا يا أخ محمد ولكن بإختصار شديد ,,نعم قامت معارك بين الإمام يحيى وبين
الداعي الشقاق العلامه الفاضل الحسن بن يحيي القاسمي ولكن كان المخطئ فيها الداعي
وقد ثبت أنه خرج على الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى قبل أن يخرج على الإمام يحيى وقد
رجع عن معارضته للإمام محمد بن يحيى والد الإمام يحيى وتاب وقد عفى عنه الإمام محمد
ومرت الإيام وتولى الإمام يحيى بعد وفاة الإمام المنصور بالله فكرر الداعي الخروج متعللاًبعدم شرعية البيعه التي أخذت للإمام يحيى وقد ذهب لمقابلة الداعي كبار العلماء من أهل الحل والعقد كي يراجعوه وملخص ماقالوه له (مالذي دعاك ياقاسمي للخروج على الإمام يحيى
هل رأيت أنه لايستوفي شروط الإمامه؟ ووووو.......الخ فعندما راى الداعي إنه لايوجد .. مايعيب على إمامة الإمام يحيى رد معللاً للعلماءخروجه وقيامه بالدعوه ""بأنه يجوز قيام أمامان في قطرين!!!!!!!! هو في نواحي صعده والإمام يحيى ماتحت يده "" فهل هذه عذر؟؟؟؟!!!!يشهد الله أني أكن للداعي القاسمي كل الإحترام والإجلال إلى أني ومن خلال بحثي وجدته أعطى أذنيه للمغرضين والوشاه أمثال وزيره حسن بن حسين ووو ......الخ وعلى العموم قد كان الداعي يحمل من الفضل والعلم قدراً كبيراً وشوطاً طويلاً وقد رثاه الإمام يحيى رضوان الله بأبيات لا تحضرني الآن وضح فيها الإمام يحيى خسارة العلم بفقده وفضل الذي كان يحمله هذا العلامه الداعي القاسمي رحمة الله عليهم أجمعين وفي الأخير من أراد أن يعرف حقيقة الخلاف فعليه الرجوع إلى كتاب(الدرر المنتقاه) أو كتاب (كتيبة الحكمه) ففيهما نص لرساله بعثها عالم جهبذ لايحضرني أسمه هو من أعلام الزيديه في زمانه وهذه الرساله وجهه إلى العلامه الداعي ناصحاً إياه بالرجوع عن خروجه وفند أعذاراً مؤجزه يحتملها العقل والنقل لمسالة ترشيح الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى ولده الإمام يحيى لمنصب الإمامه وقد إستدل بإستدلالات مقنعه جداًبخصوص هذه المسأله.. وبالنسبه للغمام يحيى له قول مشهور للعلماء من اهل الحل والعقد عند خروج الداعي وتدخلهم وتوسطهم كي يعدل الداعي عن ماعزمه من الخروج على الإمامه والقيام وهو( أن رأيتموني خرجت عما دخلتم فيه انتم فالرأي يعود إليكم فيما تروه)وقدكان قبل توسط العلماء قد حدثت أشتباكات بين اتباع الإمام يحيى وأتباع العلامه الداعي في ناحيةساقين التي كانت تحت يد أتباع الإمام يحيى وقد أسفرت عن أسر خمسون من أتباع الإمام يحيى والمسأله طويله وشائكه وقد أقنعتني الرساله البليغه جداً جداً والتي نقلها صاحب الدرر المنتقاه وصاحب كتيبة الحكمه فإني أراها الفيصل للوصول لفحوى ذالك النزاع الذي جرى في ذالك العصر.................والسلام مسك الختام

عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

ما قصة الإمام يحيى مع من يقال عنهم الباطنيه أي المكارمه أو الإسماعيليه؟؟؟
قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

الآن لا تحضرني التفاصيل ذات الصلة بخلفية تلك الأحداث. ولكن ما يحسن ذكره هنا أن المسألة كان لها علاقة بنشاط سياسي معاد من قبل الإسماعيلية، وليس مجرد مخالفة المذهب.

صقر قريش
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 58
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 21, 2004 11:17 am
اتصال:

مشاركة بواسطة صقر قريش »

فترة استراحة قبل إستئناف الحوار ،،،أرجو أن تتسع لها صدوركم وهي قصيدة رائعة من ديوان السيد الشاعر يحى بن محمد الهادي صاحب المدائر والذي في ديوانه نعرف الكثير الكثير مما خفي من حياة الإمام يحى رحمه الله وحكمه الناصع البياض وكفاحه وجهاده في سبيل إستقلال اليمن ورد كيد المستعمرين والطامعين .

ما الحب إلا قد أقام دليلا *** لما كساني صفرة ونحولا
أخفيته حتى اختفيت وهكذا *** أهوى وأكتم فاكتتمت ذبولا
وطويته حتى طواني ناشراً *** خبري فأضحى للورى منقولا
عجباً خليلي شب في قلبي لظى *** نار فأضحت للخليل مقيلا
أضحى عليه برد هاو سلامها *** وغدت تنكل بيته تنكيلا
أسكنته قلبي فأحرق بيته *** متفيئاً ظلاً عليه ظليلا
شأن الأخلاء من قديمٍ لا ترى *** أبداً عليهم للجحيم سبيلا
آه أما يرثى لمن بفؤاده *** نار الغرام تخللت تخليلا
فصبابتي صبت دموعي رقة *** صباً وأجرت في الخدود سيولا
أروي الصبابة في كحيلات الرنى *** عمن اسمي منهم مكحولا
ومسهداً فيمن نقلت ومسهراً *** وأعد فيها الحافظ المقبولا
وكحيل طرفٍ ناعسٍ في طرفه *** سيف ابن ذي يزن غدا مسلولا
أحوى حوى ملك الملاحة عاقداً *** من حسنه بجبينه إكليلا
يسبي فؤادي تبع من حسنه *** فغدا بحبل وداده مكبولا
كيف السلامة وهو ريَّش سهمه *** من مقلةٍ تذر الحليم جهولا
هذا هو الملك النفيس فلم يزل *** ملك الملاحة بالجمال صؤولا
ذلت له صيد الملوك فكم ترى *** منهم له مستأسراً وقتيلا
في الحسن سرُّ الله روحانية *** قد أودعت تذر العزيز ذليلا
يدع الوقور إذا رآه طائشاً *** لا يستطيع لأمره تبديلا
مهلاً عذولي لا تلمني في الهوى *** إني أُعيذك أن تلم مخذولا
أتلوم من عشق الجمال وحكمه *** قسرٌ وهل ترجو له تحويلا
فالحب من طبع الكرام فمن يرم *** إنكاره لا يستبين دليلا
وعليه إجماع الأنام فكاتمٌ *** ومبيح سر لا يهاب عذولا
كم فاضل ورع مضى متغزلاً *** يهوى غزالاً صار فيه عليلا
سبحان من وصف الجمال لعبده *** بكتابه وصفاً يروق جميلا
أثنى على حور الجنان مرغباً *** وكفى كتاب الله أقوم قيلا
وأعدَّها للصابرين على الجوى *** لا يسلكون إلى الحرام سبيلا
وروى لنا قصص الهوى عن يوسفٍ *** وفتاته إذ زاده تبجيلا
إذ لم يكن ملك الغرام قياده *** لما أتته كطالب تقبيلا
فدع الملامة يا عذولي واسترح *** إني قفوت كثيّراً وجميلا
ودع الهوى لذويه لا تصمد له *** واربأ بنفسك أن تكون قتيلا
إنَّ الهوى صعب المراقي لسعه *** ما إن له من رقيه ليزولا
ما الحب إلا عفةٌ وتأوهٌ *** وتفكُّرٌ يذر المحب نحيلا
ما الحب إلا قد أقام قيامتي *** فأجبت من داعيه إسرافيلا
هل بعد نفخ الصور نوم يرتجى *** هذا لغيري في الهوى ما نيلا
أرقٌ على أرقٍ ودمعً سائلٌ *** أنعم بطرف لا يزال همولا
أرعى نجوم الليل دأبي سادراً *** وأسامر العيُّوق والإكليلا
وامثل المحبوب في فكري له *** حُسْنُ الأنام جميعهم تمثيلا
متذكراً حسن الذي سلب الحجى *** والنوم والصبر الجميل جميلا
والليل من حبش الدياجي جيشه *** للانهزام يمر جيلاً جيلا
لهجوم عرب الصبح جيشاً هازماً *** ملأ الفضاء عساكراً وخيولا
أجلى الدجى إلا قليلاً قد غدا ***من أثره طرف الغروب كحيلا
والبدر ولَّى آفلاً والشهب قد *** أخذت توارى خفية وأفولا
لظهور سلطان الكواكب غادرت *** سيف الفضاء بضوئها مصقولا
فكأنما أفق الفضاء لضوئها *** قدح من البلور صار غسيلا
عم البسيطة حكمها فكأنما *** أبدت لكل العالمين دليلا
فكأنما سلطانه سلطان من *** أضحى لخير المرسلين سليلا
يحيى أمير المؤمنين وقد غدت *** عزماته تذر الوعور سهولا
لم لا وقد أفنى الأعادي سيفه *** وأباد أهل البغي جيلا جيلا
وأزال أرباب الضلال فلم يدع *** ببلاده فيما نرى ضلّيلا
وتدرع الصبر الجميل مجاهداً *** في الله لا يبغي سواه بديلا
أبدى شباب الدين بعد مشيبه *** وأشاب فرعاً للضلال طويلا
أعطى الخلافة حقها إذ جاء في *** حكم الرسول مبلغاً ودليلا
ومناجزاً في الله جل جلاله *** عرباً وعجماً ينصر التنزيلا
إن الخلافة كالنبوة حكمها *** فكأنما خلف الرسول رسولا
وقفى علياً جده لما انتضى *** سيفاً من البأس الشديد صقيلا
وحمى حمى اليمن السعيد ولم يزل *** يدني البعيد ويدرك المأمولا
ومحى سواد الظلم نيّر عدله *** شمساً أنارت لا تزول أفولا
أبدى به القرآن حسناً رائعاً *** يستوقف التوراة والإنجيلا
وأعاد أيام الرسول وحيدرٍ *** بدراً وسيفاً صارماً مصقولا
أحيا معالم مجد آل محمدٍ *** وأمات طاغوت الطريد قتيلا
وأفاض آلاء الإله على الورى *** وأفاد منهم حاشداً وبكيلا
أحياهم بعد الممات فأصبحوا *** في نور من شرع الرشاد سبيلا
وغدا يفصَّل للأنام معالم الد *** ين الحنيف بسعيه تفصيلا
أعلا منار العلم مطلع بدره *** ومكثراً ما كان منه قليلا
وأعزَّ أهليه وأعلاهم إلى *** رُتب على الأفلاك تسمو طولا
ملك أعاد على الزمان شبابه *** من بعد أن لبس الزمان قحولا
وأعاد لليمن السعيد جماله *** ولذاك أوروبا هوته جميلا
وتكتمت لكن لندن أعلنت *** من عشقها ما كتمته طويلا
وإذا نظرت إلى البقاع وجدتها *** تهوى البقاع أوانساً وفحولا
وشكت إليه ما بها من لوعةٍ *** ترجو إلى حلو الوصال وصولا
وغدت ترغبه بلحظٍ فاتنٍ *** غنج به كم تستميل عقولا
فأبى واعلن للشهامة بعده *** عما تروم وآثر التنزيلا
وأجابها إن البغايا لا ترى *** عند الكرام العارفين قبولا
أحسبت أني يا لكاع مُغفلٌ *** وظننت كوني كالعراق جهولا
وهناك(( كافري)) معشر الأقطار إن *** لم تحذري فاستشعري التنكيلا
هذى فتاة بالخداع تمكنت *** من سلب من حسب القبيح جميلا
سلبت ممالك لا تعد بخدعها *** برشاقة تذر الصحيح عليلا
وملاحة وفكاهة ولطافةٍ *** سلبت فتى مصر بها والنيلا
خطبته كامرأة العزيز ولو غدا *** فطناً كيوسف ما استبيح ذليلا
والهند والصين اللذين تعرقلا *** بشباكها صيداً غدا مكبولا
فاستشعري الحذر الشديد فإنها *** تهوى عذاباً للعموم وبيلا
هذا ((ولندن)) عند إعراض الفتى *** عنها أقامت للغرام دليلا
صارت إليه بلفح نيران الهوى *** تبدي حنيناً للأنام مهولا
وغدت تساقط دمعها ناراً على *** أرجائه تذر الأشم مهيلا
وغدت تروم الوصل كرهاً مثلما *** صنعت ((زليخا)) بل أضل سبيلا
ومن الهوى محض الهوان لأنَّها *** ليست بكفؤٍ أن تكون خليلا
سيحصحص الحق المصرَّح أنها *** هي زودته لما يعز حصولا
وتذل ذلاً ما له من آخرٍ *** وينال منها المرتجى المأمولا
من بعد أن يقضي على فتياتها *** قطع الأكف وقد دُهشن ذهولا
مولاي يابن الأكرمين المنتضى *** من آل أحمد صارماً مصقولا
يا ناشر العدل الوسيم على الورى *** يا من أتاح على العفاة جميلا
يا أيُّها الملك الإمام السالب ال *** أرواح عن أشباحها تنكيلا
في نصر من نصر الرسول محمداً *** لما ابتغى ما تبتغيه سبيلا
إذ قام عن أمر الإله مجاهداً *** حق الجهاد لينصر التنزيلا
صلى عليه الله جل جلاله *** والآل طراً بكرةً وأصيلا
وقفاه في نصر الكتاب صحابه *** وأخوه حيدر أيَّد التأويلا
ابشر فأنت الناصر التنزيل والتـ *** ــأويل تصنع بالجهاد جميلا
فلأنت في حكم الرسول وحيدرٍ *** تقفو كليماً قد مضى وخليلا
موسى وإبراهيم لما جاهدا *** من ظل يكفر بالإله طويلا
وابشر فناصرك الذي أولاهم *** نصراً وأهبط للوغى جبريلا
يا حجة قامت على كل الورى *** لله يهدي للرشاد سبيلا
أصبحت في أبناء دينك هاديا *** وغدوت فيهم مُنعماً ومُنيلا
وغدوت في خير الجهاد لأمةٍ *** رفضو الشرائع كلها تعطيلا
انكلترا تباً لها من أمةٍ *** عصت الإله تمرداً مخذولا
وتكبرت وتجبرت وطغت على *** خلق الإله تعطل التنزيلا
قد كذبت كل النواميس التي *** قد نزلت فيما مضى تنزيلا
فابشر بإهلاك الذين تمردوا *** عما قريب تدرك المأمولا
لابد يهلكهم قريباً من له *** القهر الشديد معجلاً تعجيلا
فهو الذي أفنى خميساً جرّ في *** طغيانه للمستحيل الفيلا
صاروا مواعظ للعباد وقد غدوا *** صرعى كعصفٍ قد غدا مأكولا
وأباد عادٍ إذ طغت وتجبرت *** ورمى ثموداً بالعذاب وبيلا
وأزال فرعون اللئيم وجنده *** لما عتى في كفره مخذولا
مستعبد البشر الذين أضلَّهم *** وعصى نبيئاً للإله رسولا
سبحان رب العرش كم أغنى وكم *** أقنى وأفنى منعماً ومزيلا
وأباد كم من ظالمٍ متكبرٍ *** ومليك جورٍ قد مضى ضلّيلا
كانوا عصوا رب العباد وفيهم الـ *** ـرسل الكرام فعوجلوا تنكيلا
فالله لا يبقي على متكبرٍ *** والله يعطي جنده المأمولا
بشرى أمير المؤمنين بغارةٍ *** شعوا بها أضحى الإله كفيلا
بشرى إمام المسملين فإنها *** الأيام طبعاً تسرع التحويلا
بشرى خليفة خاتم الرسل الألى *** بنجاز وعد إلهنا تعجيلا
فالله أقوى ناصر سبحانه *** من منجزٍ وعدا يسر حصولا
لابد من عدنٍ يسرك فتحها *** فتحاً قريباً بالإله جميلا
بعناية الله العزيز وسعي من *** أضحى وزيرك صارماً مسلولا
وسراة آل المصطفى أمراؤك الــ *** ــسفن النجاة بهم تنال السؤلا
في آل يعرب جند ربك فيهم *** الآل الكرام بهم تخوض النيلا
قد قادهم ملك بشدَّة بأسه *** يذر العزيز من الطغاة ذليلا
نجم الهدى سيف الخلافة نجلك الـ *** ـميمون أكرمٍ بالهمام سليلا
أكرم به من ماجدٍ أكرم بمن *** بلغت بنو الزهراء به المأمولا
انعم بأحمد ناصراً ومؤيداً *** ومذللاً حزب العدا تذليلا
وشقيقه السامي بثاقب رأيه *** مجداً إلى رتب تسامت طولا
سيف الهدى الشهم الهمام محمدٍ *** من صار في هام العلا إكليلا
أكرم بشبليك اللذين تسنما *** صهوات مجد لا يزال أثيلا
أكرم بكل بنيك كلٌ منهم *** فيما نرى يستوجب التفضيلا
عما قريبٍ بالإله تراهمُ *** قد دوَّخوا عرض الدنا والطولا
وتكون لندن بعض مفتوحاتهم *** قد صيَّروا كل الحزون سهولا
وإليك من كل البلاد وفودهم *** تترى بأنواع الخراج جزيلا
فالله يفعل ما يشاء وليس ذا *** في حقه صعباً يعز حصولا
والأرض لله العزيز يديلها *** بين الورى لا زال جلَّ مديلا
ولمن يشا ميراثها وبوعده *** للمتقين فثق وخذه دليلا
وعليك صلى الله بعد رسوله *** والآل ما مدح كساك جميلا
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه *** فلا تترك التقوى إتكالاً على النسب

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

احسن الله إليكم سيدي صقر قريش بهذا النقل

وقد استغربت كيفية حصولكم على أشعار سيدي يحيى بن محمد الهادي :roll:

لأن الديوان مخفي لأسباب سياسية

تحياتي
آخر تعديل بواسطة المتوكل في الجمعة يونيو 16, 2006 8:24 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

:D

من بتحاكي ياحسن :shock:


صقر قريش و اليمن !!!!!!!!!! :o


قد طار في كل ارجائها و فتش عن كنوزها وعلم جميع اسرارها ويارض احرسي ما عليكِ

تحياتي 8)
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

الكلام يطول هنا يا أخ محمد ولكن بإختصار شديد ,,نعم قامت معارك بين الإمام يحيى وبين
الداعي الشقاق العلامه الفاضل الحسن بن يحيي القاسمي ولكن كان المخطئ فيها الداعي
وقد ثبت أنه خرج على الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى قبل أن يخرج على الإمام يحيى وقد
رجع عن معارضته للإمام محمد بن يحيى والد الإمام يحيى وتاب وقد عفى عنه الإمام محمد
ومرت الإيام وتولى الإمام يحيى بعد وفاة الإمام المنصور بالله فكرر الداعي الخروج متعللاًبعدم شرعية البيعه التي أخذت للإمام يحيى وقد ذهب لمقابلة الداعي كبار العلماء من أهل الحل والعقد كي يراجعوه وملخص ماقالوه له (مالذي دعاك ياقاسمي للخروج على الإمام يحيى
هل رأيت أنه لايستوفي شروط الإمامه؟ ووووو.......الخ فعندما راى الداعي إنه لايوجد .. مايعيب على إمامة الإمام يحيى رد معللاً للعلماءخروجه وقيامه بالدعوه ""بأنه يجوز قيام أمامان في قطرين!!!!!!!! هو في نواحي صعده والإمام يحيى ماتحت يده "" فهل هذه عذر؟؟؟؟!!!!يشهد الله أني أكن للداعي القاسمي كل الإحترام والإجلال إلى أني ومن خلال بحثي وجدته أعطى أذنيه للمغرضين والوشاه أمثال وزيره حسن بن حسين ووو ......الخ وعلى العموم قد كان الداعي يحمل من الفضل والعلم قدراً كبيراً وشوطاً طويلاً وقد رثاه الإمام يحيى رضوان الله بأبيات لا تحضرني الآن وضح فيها الإمام يحيى خسارة العلم بفقده وفضل الذي كان يحمله هذا العلامه الداعي القاسمي رحمة الله عليهم أجمعين وفي الأخير من أراد أن يعرف حقيقة الخلاف فعليه الرجوع إلى كتاب(الدرر المنتقاه) أو كتاب (كتيبة الحكمه) ففيهما نص لرساله بعثها عالم جهبذ لايحضرني أسمه هو من أعلام الزيديه في زمانه وهذه الرساله وجهه إلى العلامه الداعي ناصحاً إياه بالرجوع عن خروجه وفند أعذاراً مؤجزه يحتملها العقل والنقل لمسالة ترشيح الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى ولده الإمام يحيى لمنصب الإمامه وقد إستدل بإستدلالات مقنعه جداًبخصوص هذه المسأله.. وبالنسبه للغمام يحيى له قول مشهور للعلماء من اهل الحل والعقد عند خروج الداعي وتدخلهم وتوسطهم كي يعدل الداعي عن ماعزمه من الخروج على الإمامه والقيام وهو( أن رأيتموني خرجت عما دخلتم فيه انتم فالرأي يعود إليكم فيما تروه)وقدكان قبل توسط العلماء قد حدثت أشتباكات بين اتباع الإمام يحيى وأتباع العلامه الداعي في ناحيةساقين التي كانت تحت يد أتباع الإمام يحيى وقد أسفرت عن أسر خمسون من أتباع الإمام يحيى والمسأله طويله وشائكه وقد أقنعتني الرساله البليغه جداً جداً والتي نقلها صاحب الدرر المنتقاه وصاحب كتيبة الحكمه فإني أراها الفيصل للوصول لفحوى ذالك النزاع الذي جرى في ذالك العصر.................والسلام مسك الختام

لماذا أوقف هذا المعرف؟؟؟؟؟ :?:

مسكين مافعل؟؟؟؟ :D :D
قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

خليج ذمار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: الاثنين إبريل 03, 2006 1:22 pm

مشاركة بواسطة خليج ذمار »

عصر الإمامة الزيدية في اليمن..ألف عام من الصراع السياسي والظلم الاجتماعي


سقوط الإمامة كدولة في سبتمبر 62 م لا يعني سقوط الفكرة، لذلك جاءت حرب الثمان سنوات التي حاول فيها الإماميون مواجهة الثورة والجمهورية عسكرياً ولما فشلوا وانقطعت عنهم المساعدات والدعم، وافقوا على المصالحة الوطنية والدخول في الجمهورية رهبة لا رغبة، وخدعة لا حقيقة.
وخلال عشرين سنة من 70م إلى 90م أعاد التيار الإمامي النظر في أوراقه، وترتيب أولوياته وحرب الجمهورية من داخلها.
وخلال الفترة من 1990 إلى 2004م انتشرت الأفكار الإمامية وتوسعت الأنشطة وتعددت الوسائل وعمل التيار الإمامي على تزييف الوعي الوطني وتزوير التاريخ اليمني وتلميع حكم الإمامة وتجميل صورة الأئمة عبر الكتب والابحاث والدراسات والتحقيقات وإحياء النزعات السلالية والطائفية والمذهبية، والتأكيد على وجوب حصر الإمامة في البطنين وتمييز هذه السلالة المطهرة.

القضية الثانية التي تناولها –المؤلف- في المقدمة، نقد وتفنيد نظرية حصر الإمامة في البطنين، هذه النظرية التي جنت على الهادوية أسرة ومذهباً قبل الجناية على اليمن واليمنيين، ومن خلال هذه النظرية الباطلة والمقولة الكاذبة عمل الأئمة طوال ألف عام على تغذية النزعات العنصرية وترسيخ الطبقية، والاستعلاء على الشعب والاستكبار على اليمنيين الذين كانت صلتهم بهم صلة السيد والمسود.
ثم تطرق الكاتب إلى مسألة الصراع الدموي الذي كان صفة سائدة وثقافة راسخة، فقد جعل الأئمة اليمن مسرحاً للحروب وميداناً للصراعات، وخاصة الصراع على السلطة والحروب التي قامت من أجل الإمامة، وبحثاً عن الزعامة، وما صاحب ذلك من هدم وتخريب ودمار وفتن عارمة واضطرابات مستمرة.

لقد عرضت قاعدة حصر الإمامة اليمن لسلسلة من الفتن والحروب خلال أحد عشر قرناً لم تنعم خلال ذلك اليمن بحلاوة الاستقرار ولا بروح الطمأنينة، لقد مزق الأئمة اليمن شذر مذر ومع كل ذلك فإن هذه الجوانب المظلمة من تاريخ الإمامة وعصر الأئمة لم تأخذ حقها من المؤرخين والباحثين، فقد بدأ الصراع متزامناً مع تأسيس الدولة الزيدية على يد الإمام الهادي يحيى بن الحسين 284هـ واستمر ذلك بين مد وجزر ودمار ودماء إلى نهاية الدولة وانهيارها عند قيام الجمهورية سنة 1382هـ.
وقد أخذ الصراع اشكالاً مختلفة، صراع مع الزعامات القبلية اليمنية، والدول والإمارات الأخرى،وصراع بين الأسر الهاشمية بعضها البعض، ثم الصراع الداخلي في إطار الأسرة الواحدة، بل بين الأخوة والآباء والأبناء.
لقد اذهبت هذه الصراعات والفتن القناع المثالي عن وجه الإمامة الهادوية، ولم يتبق إلا عنصريتها المنفرة إلى جانب فساد الأئمة الجاهلين، الذين ادمنوا الحرب واسرفوا بالقتل وسفك الدماء.


كما عبر عن ذلك الإمام أحمد بن سليمان بقوله:
ولأقتلنّ قبيلة بقبيلة
ولأسلبن في العدا اروحا
ولأ كسون الأرض عما سرعة
نقعاً مثاراً اودماً سقاطاً
ولأمطرن عليهم سهاماً
تدع البلاد من الدماء اقداحاً
وقد ترجم هذه المنهجية الإمام عبدالله بن حمزة الذي قتل وأباد أكثر من مائة الف من فرقة المطرفية، وهدم بيوتهم، ونهب ممتلكاتهم، وكل ذلك لانهم لا يقولون بحصر الإمامة في البطنين، لقد تعرضت –المطرفية- افراداً وأفكاراً لإبادة جماعية، وقسوة همجية، لا تقل عنفاً ودموية عن جرائم المطهر بن شرف الدين الذي عرفت عنه القسوة والشدة، فكان يقطع الأيدي والأرجل من خلاف، ويقتل الأسرى والمعتقلين ولهذا ولما قام به الأئمة من طغيان واستبداد وظلم وعدوان ظهر صوت العلامة المصلح ابن الأمير الصنعاني مندداً وناقداً وناقماً:
فياعصبة ضلت عن الحق والهدى
ومالت إلى أفعال طاغ قاصر
ويقول:
مزقتم شمل هذا القطر بينكم
كل له قطعة قفر وعمران
وكلكم قد رقى في ظلم قطعته
مراقياً مارقاها قبل خوان
فقدموا العدل والانصاف من أمم
قد طال منكم ظلم وعدوان
وقد سار –المؤلف- في تناول عصر الأئمة وتاريخ الإمامة وفق منهجية تناسب جوهر البحث وتلائم المراحل التاريخية، فبعد المقدمة استهل الكتاب بالحديث عن الثورات العلوية، وخروج الزيدية ضد الخلافة الإسلامية (الدولة الأموية، والعباسية).
ثم قسم تاريخ الإمامة منذ الإمام الهادي سنة 284هـ إلى سقوط الإمامة وقيام الجمهورية سنة 1382هـ / 1962م، إلى مرحلتين أساسيتين:
* المرحلة الأولى: من الإمام المؤسس الهادي يحيى بن الحسين سنة 284هـ إلى تنازل الإمام الحسن المؤيدي للإمام القاسم بن محمد سنة 1006هـ وقد قامت الإمامة الزيدية خلال هذه الفترة بمعارضة الدولة اليمنية، والزعامات القبلية من الدولة الزيادية واليعفرية، والنجاحية، والصليحية، والحاتمية، والرسولية، والطاهرية.. وقد قسم الكاتب هذه المرحلة إلى أربع فترات:
1- من الإمام الهادي يحيى بن الحسين سنة 284هـ إلى حفيده الإمام الداعي يوسف سنة 393هـ.
2- من الإمام القاسم العياني سنة 393هـ إلى مقتل الإمام علي بن زيد بن إبراهيم الملح سنة 531هـ.
3- من الإمام أحمد بن سليمان سنة 532هـ إلى الإمام المنصور محمد بن الناصر صلاح الدين سنة 840هـ.
4- من تنازع عدد من الأئمة سنة 840هـ إلى قيام الإمام القاسم بن محمد سنة 1006هـ.
* المرحلة الثانية:
الدولة القاسمية من الإمام المؤسس القاسم بن محمد سنة 1006 إلى الامام البدر محمد بن الإمام أحمد حميد الدين سنة 1382هـ
وقد تفرد –الائمة الهادوية- القاسمية في هذه المرحلة من حكم اليمن بالقتال بينهم وتصارعوا على السلطة، وقد قسم الباحث هذه المرحلة إلى أربع فترات:
1- من الإمام المؤسس القاسم بن محمد سنة 1006هـ إلى الإمام سنة 1161هـ.
2- من الإمام المهدي عباس سنة 1161هـ إلى الإمام المهدى عبدالله سنة 1151هـ
3- من الإمام المنصور علي بن المهدي عبدالله 1151هـ ودخول عهد الفوضى والاضطرابات وبداية الانهيار إلى الإمام الهادي شرف الدين سنة 1307هـ.
4- بيت حميد الدين وبداية النهاية، من الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين، وابنه الإمام المتوكل يحيى، وحفيده الإمام أحمد يا جناه إلى الإمام المنحوس البدر محمد بن أحمد حميد الدين سنة 1382هـ.
* المرحلة الثالثة: سقوط الدولة واستمرارية وبقاء الفكرة من سنة 1382م- 1962م إلى اليوم، وقد تناول المؤلف من هذه المرحلة ثلاث فترات:
1- فترة المعارضة العسكرية من سنة 1962هـ إلى عام المصالحة الوطنية 1970م.
2- فترة الكمون والعمل السري من سنة 1970م إلى سنة 1990م.
3- فترة النشاط والخروج من سنة 1990م إلى 2005م، وفيها نشر الافكار الإمامية، وتوسع الأنشطة الظلامية، إلى الفتنة الحوثية.


الأسر والبيوت الفاطمية الحاكمة
* كل الائمة الزيدية الذين حكموا اليمن من الفرع الحسنى – ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب باستثناء الأئمة:
- الإمام يحيى بن حمزة
- الإمام الهادي شرف الدين أبو عشيش
- كل أئمة الفرع الحسني من ذرية القاسم بن إبراهيم (الرسي) باستثناء الذين من ذرية علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
- الإمام أبو الفتح الديلمي المتوفي سنة 444هـ
- الإمام أحمد بن علي الفتحي الديلمي 730هـ.
ومن ذرية زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
- الإمام محمد يحيى السراجي 659هـ
- الإمام محمد بن علي السراجي 910هـ
- الإمام أحمد بن علي السراجي 730هـ
ومن ذرية الإمام زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
- الإمام القاسم الزيدي 393هـ
- الإمام محمد بن القاسم الزيدي 404هـ
* كل الأئمة الرسيين من ذرية الإمام الهادي يحيى بن الحسين باستثناء الذين من ذرية محمد بن القاسم الرسي
- الإمام القاسم بن علي العياني
- المهدي حسين بن القاسم العياني
- الإمام أحمد بن الحسين أبوطير
ومن ذرية عبدالله بن الحسين بن القاسم (الرسي)
- الإمام أبو هاشم الحسن بن عبدالرحمن
- الإمام الداعي حمزة بن أبي هاشم
- الإمام عبدالله بن حمرة
- الإمام المطهر بن محمد الحمزي
بقية الأئمة كلهم من ذرية الإمام الهادي يحيى بن الحسين، وتحديداً من نسل ابنه الإمام الناصر أحمد بن الهادي.
* كل الأسر التي حكمت اليمن هادوية باستثناء:
- بيت العياني
- بيت الحمزات
من البيت الرسي
- بيت السراجي الوشلي من الفرع الحسيني.
* اشهر وابرز الأسر التي حكمت:
- بيت الهادي
- بيت العياني
- بيت الزيدي
- بيت الحمزي
- بيت الديلمي
- بيت المفضل
- بين السراجي
- بيت شرف الدين
- بيت القاسم
- بيت حميد الدين
* كان النظام الوراثي هو السائد في تاريخ الإمامه وعلى مر عصور الأئمة، وكان الصراع هو الوسيلة الشهيرة لتداول السلطة وانتقال الحكم.
* افرز نظام الإمامة وحكم الأئمة الكثير من الأمراض والآفات والعادات السيئة ومنها:
1- غرس فكرة حصر الإمامة في البطنين.
2- الصراع والحروب والدمار والخراب.
3- الوراثة والتوارث.
4- الاستعلاء والاستكبار.
5- الطبقية والعنصرية والسلالية.
6- تكريس التعصب المذهبي والطائفي.
7- نشر الأفكار الأثنى عشرية.
8- انتشار بعض الشعائر الأثني عشرية مثل يوم الغدير، عاشوراء...
9- تحريم زواج الفاطمية من غير فاطمي.
10- التكفير بالالزام.
11- الجهل والفقر والتخلف والخرافات.
==============
منقووووووول من موقع ناس برس
كتبه الاستاذ / عبدالفتاح البتول(كثر الله من امثاله من مثقفينا النائمين الذين مااكثرهم وهم غثاء )
سيذكرني قومي حين يجد جدهم
وفي الليلة الضلماء يفتقد البدر

خليج ذمار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: الاثنين إبريل 03, 2006 1:22 pm

مشاركة بواسطة خليج ذمار »

التمييز العنصري و العرقي وصمة عار في جبين الأئمة


عبد الغني السوادي
منذ قدوم أول أئمة الحكم الوشاحي عام 284 هـ وعلى مدى ألف و مئتين عام من العهود الظلامية المؤلمة و شعبنا يتجرع ويلات وسموم الظلم و القهر و الاستعبداد و التمييز العنصري و العرقي البغيظ المبني على الدجل و التضليل و التغرير على أبناء القبائل اليمنية .
وكما هو معروف أن الأئمة قد تربوا على العرش الإمامي حقب من القرون المظلمة تولى خلالها مقاليد الحكم الوشاحي ستة وستون إماما ابتدءاً بالهادي يحيى بن الحسن الرسي و انتهاء بالطاغية أحمد يحيى حميد الدين مخلفين بصمات ملطخة بالعار و الهزيمة فجميعهم كانوا طلاب سلطة لا أقل و لا أكثر ولم يكن في برنامجهم و أفكارهم و حساباتهم أية فكرة عن إصلاحات عامة أو مصلحة شعبية .
مستخدمين في كسب القبائل الاكاذيب و الافتراءات و التستر و تحت غطاء المسمى الديني لكسب ثقة و تعاطف الموالين لهم .. بل ان معظمهم كانوا يحلفون الإيمان المغلظة انهم لم يقوموا بدعوتهم طمعاً في جمع الذهب و الفضة و إنما من أجل إقامة الشريعة المطهرة و هذه الجملة ( الشريعة المطهرة ) كانت سلاحاً بيد كل إمام منهم ضد إمام أخر ينازعه السلطة .
و ما أكليشية إقامة الشريعة المطهرة إلا وسيلة و مطية للوصول للسلطة و التربع على العرش .
الشاهد على ذلك بعض النقاط المؤلمة لماضي الطاغية يحيى حميد الدين الذي تسلم السلطة من أخر والي عثماني على اليمن بدون حرب و ما أن تحقق له خروج العثمانيين إلا انه كان استقلالا أسوأ و أخطر من الدولة العثمانية الذي كان في عهدهم شئ من النظام العسكري و المالي لكن الكهنوتي المجرم يحيى حميد الدين قضى على هذين النظامين و أقر حطامهما للعمل به في إدارة دولته التي لم يفكر في تجديد أي شئ مهما كان بسيطاً ناسياً ما قاله للموالين له بأنه لم يثر على العثمانيين سعياً وراء الذهب و الفضة بعد أن ظهر على حقيقته المشبعة بالأطماع الشخصية التي تجلت في تصرفاته الرعناء في طريقة جمع الأموال من القبائل و الرعية الفقراء و التعساء منتزعا اللقمة من أفواههم بكل جشع و وحشية بعد أن دمر قراهم و قتل الآلاف من رجالهم الذين غفل عن ذكرهم المؤرخون و الكتاب ممن يكذبون على أنفسهم و على الشعب اليمني بأن الأئمة صنعوا النصر و البطولات و الحقيقة مع الأسف خلاف ذلك فالأبطال و الميامين هم الضحايا من أبناء القبائل المسفوكة دمائهم في الجبال و الشعوب و الوديان ومع ذلك لم يرحمهم التاريخ و لا المؤرخين و ينصفونهم بما قدموه من تضحيات تجاوزت مئات الآلاف من القتلى بسبب ولائهم الأعمى لهؤلاء الأئمة الدخلاء الذين استخدموهم وسيلة و قربان في سبيل الوصول إلى غايتهم المنشودة ( السلطة ) .
ولعل مدة حكم يحيى حميد الدين دليلاً دامغاً لانحطاط مبادئهم و قيمهم المبنية على الغدر و الخيانة .. ففي فترة حكم هذا الطاغية جمع مبلغاً من المال يقدر بأربعمئة مليون ريال كان يخزنها في الحفر و المخابئ في الطبقة السفلى من دار السعادة الذي كان مستشفى أبان الحكم العثماني وحوله إلى قصر خاص به .
بالإضافة إلى أنه لم يفكر في استثمار هذه الأموال التي جمعها من أفواه شعب جائع يستحق أن تعود إليه صدقة امواله المنتزعة منه بل ربض عليها كما يربض الغدر على الكنز .
ناهيك عن سنين المجاعة التي التجاء فيها أهل تهامة إلى صنعاء علهم يجدون ما يسد رمقهم فلم يكن من هذا الكهنوتي المتجبر أن تسمح له نفسه و عاطفته إعطاء اولئك الجياع شئ من ذلك المال المكنوز و المنهوب ممن يتضورون جوعاً .
الاخطر من ذلك أنه كان يموت منهم من الجوع العشرات في شوارع صنعاء و مع ذلك يمر الطاغية المجرم بعربته الخيلية من هذه الشوارع ولم تتحرك عاطفته أو يلين قلبه الوحشي من هذه المأساة المحزنة .
المثير للدهشة و الاستغراب انه كان حريصاً على النقود الفضية ( ماري تريزا ) بخيلاً في صرفها معتمداً على تخزين الحبوب المدفونة بأسم مدافن بيت المال المجموعة من الزكوات و إبقائها في هذه الحفر إلى أن تصل إلى مرحلة التسوس و العطب ومن ثم يتم إخراجها و رميها في المزابل برغم حاجة أبناء الشعب اليمني إلى لقمة العيش اليابسة .
كما أستند الطاغية يحيى حميد الدين و الأئمة من قبله إلى قاعدة القداسة للإمام وحقه الإلهي في الحكم و عدم التعرض لتصرفاته الفردية مهما كانت سيئة و فاسدة وقبيحة .
و كان السواد الأعظم خاضعاً ومستكينا لهذه القاعدة التي وضعها الأئمة لتدعيم سلطتهم وجعلها مادة فقهية تدرس و في مضمونها تدريس و تعبئة أفكار و عقول أبناء القبائل بالبنود الخطيرة التي تضمن بقائهم في الحكم كقولهم ( من انتقد الإمام بقلبه منافق و من انتقده بلسانه مخطئ ومن انتقده بيده محارب ) .
و بدلاً من توجيه القبائل إلى التجارة و الزراعة و الحرف المهنية كان برنامج الأئمة الوشاحين يعتمد على ركائز مهمة تخدم استمرار بقائهم في الحكم من خلال :
1 – منذ قيام الحكم الوشاحي وهم ينفذون مخـططاتهم الملعونة عن طريق ضرب القوى الداخلية بعضها ببضع و اهمها القبائل , أي محاربة القبيلة بالقبيلة الأخرى حتى أصبحت القبائل عاجزة عن التجمع لمقاومتهم مستعينين على سحقها بالدهاء و الإرهاب و الرهن الأدمـي و تخدير الأعصاب و إطلاق اليد في اغتيال و ذبح الخصوم بلا محاكمة بالإضافة إلى استقطاب بعض الشخصيات ذات النفوذ القبلي من المخدوعين و الموالين لهم و لعقيدتهم و تجنيدهم للحملات الهمجية ضد القبائل الرافضة للأفكار الظلامية ذات الطابع الفارسي الدخيل .
2 – الانتقال إلى مرحلة تصفيات و استهداف الشخصيات و العائلات الكبيرة و سحقها و ضرب بعضها ببعض للتربع على العرش الكهنوتي دون منافس أو معارض .
3 – زرع الطبقية و السلالية و العرقية البغيضة و اعتبار هؤلاء الأئمة و أسرهم أئمة معصومين من الخطاء مقنعين الناس بأنهم طبقة تسود الشعب اليمني و ما وجود القبائل اليمنية إلا تسخيراً سماوياً يقومون على خدمتهم و تأليههم و تقديم أرواحهم و أولادهم و أموالهم رخيصة في سبيل خدمة أئمة المجوس الظلاميون .
4 – تقسيم الشعب اليمني إلى فئات وطبقات بالإضافة إلى زرع الفرقة و التمييز العنصري و تشويه الزراعة و الحرف المهنية و جعلها عيبا في أوساط القبائل و تحقير التجارة و البيع و الشراء إلى أن بلغ بهم الاستهتار و اللاإنسانية بالوصول بالمواطن اليمني إلى مرحلة يخرب فيها منزله ليبيع الاخشاب ( الرواكب ) التي يسقف و يغطى بها مسكنه و ذلك ليس إلا شاهدا على حقارتهم و انحطاطهم المبني على الشعوذة و السحر و الدجل و التغرير المتميز بالحقد الدفين على أبناء هذا الشعب العظيم المعطاء .
5 – كسر الحاجز النفسي و كبت الروح الثورية و استئصال قيم الرجولة و الحرية في قلوب الناس وفرض الولاء و الطاعة و الخضوع و التذلل و الحنو و التقديس تجسد في ضرورة تقبيل ركب أولاد الأبناء وهذه الجريمة لم يغفرها الشعب اليمني لهؤلاء الدخلاء إلى الأبد .
6 – التمييز العنصري بين النساء فنسائهم تسمى ( بالشريفة ) و نساء القبائل ( الحرة ) مصنفين نسائنا بأنهن مجرد جاريات تم تحريرهن من الرق و العبودية .
المآسي كثيرة و مؤلمة و مأساوية و محاولات هؤلاء المرتزقة من بقايا أولاد الأبناء و محاولاتهم عودة عقارب الساعة للوراء مستخدمين في مؤامراتهم شتى انواع الأساليب المشروعة و الغير مشروعة بغية الوصول إلى أهدافهم الملعونة ذات الامتداد الفارسي الدخيل .
فمن الواجب على حثالة المجتمع ممن يحلمون باحلام اليقظة المنبية على الوهم و الهستيرياء أن يعرفوا جيداً بان الشعب اليمني لم يعد جاهلاً أو مغفلاً فقد فضح أمرهم على لسان الصريع حسين الحوثي و أسرته و القيادات المتآمرة في السلطة و خارجها الذين يعتقدون بانهم سيتركون ولن تطالهم يد العدالة و تتخذ إزائهم الإجراءات القضائية كلا بحسب إدانته , ودوره التآمري و البادئ أظلم
و لا نامت أعين الجبناء
سيذكرني قومي حين يجد جدهم
وفي الليلة الضلماء يفتقد البدر

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“