حديث(لا تعلموهم فأنهم اعلم منكم)غريب شكلا ومضمونا

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
الموت لامريكا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 131
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 5:01 pm

حديث(لا تعلموهم فأنهم اعلم منكم)غريب شكلا ومضمونا

مشاركة بواسطة الموت لامريكا »

بسم الله الرحمن الرحيم
حديث (( لا تعلموهم فانهم اعلم منكم ))
(( وقدموهم ولا تتقدموا عليهم ))

هذين الحديثين غرابتهما واضحه وعدم صحتهما يبدوا انه محتمل ,,
ومن ثم فيهما رائحة الغلوا والتطرف
أي كيف لا تعلموهم وهم الان يتعلمون في كل ميادين الحياة هل ينزل عليهم التعليم من السماء
بل ونشاهد ان آل محمد يتعلمون كل العلوم الشرعية وغيرها
فان النهي هذا غير مستساغ اطلاقا
الا اذا للحديث تفسير يذهب الاشكال ويكون منطقيا ومقبولا
مشاركاتكم البنائه حول هذين الحديثين
ودمتم بخير ،،،،،،
وكل مصاب نال آل محمد فما هو الا يوم السقيفة جالبه

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

السلام عليكم و رحمة الله

طبعا على تفسير الشيعة الإمامية لا إشكال في الحديث فإن المعنيّ بالعترة هم أشخاص منصوصون معصومون و هم أعلم من غيرهم و..

فالسؤال وارد على ما ذهب إليه الزيدية و طبعا لهم إجابات أخرى..
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

الموت لامريكا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 131
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 5:01 pm

مشاركة بواسطة الموت لامريكا »

للاماميه :ـ
من اين اتى التخصيص لفئة معينه من آل البيت عليهم السلام دون غيرهم من الال ؟؟

وهل تعليمهم حرام على مايفيد النهي ؟؟

ولو فرضنا ان الحديث غير موجود هل سيترتب على عدمه شيئ ؟

وما المقصود لا تعلموهم هل العلوم الشرعية وغيرها ؟؟

وهل وجد اناس حتى من المخصوص بهم على قول الامامية لم يحتاجوا الى تعليم ..؟؟

واذا كان التعليم او المعرفة تنزل باي صورة فلا غرابة في علمهم ولا عنى في تحصيلهم ؟؟

ان الحديث يبدوا غير مستساغ

لانه لو فرضنا صحته وتخصيصه فانه لا يجوز مخالفة هؤلاء لان علمهم وما يأتون به يكون من عند الله وفي هذا تخطئة للباقين حتى من اهل البيت عليهم السلام !!
وكل مصاب نال آل محمد فما هو الا يوم السقيفة جالبه

الغزالى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 60
اشترك في: الجمعة مارس 04, 2005 2:00 pm

مشاركة بواسطة الغزالى »

هذا الحديث " لا تعلموهم فانهم اعلم منكم " جزء من خبر وفاة الرسول (ص) و خبر الثقلين الذى رواه الامام عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب , و هو خبر صحيح عند ائمة الزيدية احتج به المنصور بالله ابن حمزة فى كتاب " الشافى "
و الحديث فى نظرى دليل على صحة مذهب الامامية , فالثقل الاصغر و قرناء القران هم ائمة راسخون فى العلم اعلم بالقران من سائر الناس و هذا هو حال ائمة الامامية فى اعتقاد الامامية , و ليس هذا حال ائمة الزيدية بعد الحسين ع بلا شك
اى من اراد الترجيح بين الزيدية و الامامية و معرفة من هم قرناء القران و الثقل الاصغر فليبحث عن الاعلم و ليس عن من شهر سيفه فحسب
و قد اقر قدماء ائمة الزيدية باعلمية الباقر و الصادق كما ترى فى كلام الامام الشهيد يحيى بن زيد فى مقدمة الصحيفة السجادية :" يعلمون كل ما نعلم و لا نعلم كل ما يعلمون "
و اثر عن الامام الشهيد زيد قوله : من اراد الجهاد فالى و من اراد العلم فالى ابن اخى .
و مع ذلك لا نسلم بان ائمة الامامية غير مجاهدين فالجهاد ليس اشهار السيف فى كل الاحوال فقط
الساكت عن الحق شيطان اخرس

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

السلام عليكم و رحمة الله
من اين اتى التخصيص لفئة معينه من آل البيت عليهم السلام دون غيرهم من الال ؟؟
أتى التخصيص من النصوص...
كما يعتقد الزيدية التخصيص لعلي و الحسن و الحسين عليهم السلام و يرى أنهم هم الأئمة دون غيرهم من آل البيت.
و كما يعتقد الزيدية تخصيص الإمامة للبطنين.
و يعتقد فرق أخرى التخصيص لقريش.
و سؤال من أين.. مشترك بين الجميع و ليس موضوع بحثنا فعلا.
وهل تعليمهم حرام على مايفيد النهي ؟؟
الأمر والنهي على قسمين، مولوي و إرشاد. و النهي هنا نهي إرشادي و معناه هنا الإخبار بأعلمية العترة فيكون المعنى أن تعليمهم أمر لغو فإنهم أعلم منكم.
ولو فرضنا ان الحديث غير موجود هل سيترتب على عدمه شيئ ؟
إن الحديث دليل على أعلمية العترة بالمعنى المقصود منها. فهو برهان على المعنى المراد من العترة في الحديث.
وما المقصود لا تعلموهم هل العلوم الشرعية وغيرها ؟؟
إطلاق اللفظ يشمل الجميع و لا موجب للتخصيص.
وهل وجد اناس حتى من المخصوص بهم على قول الامامية لم يحتاجوا الى تعليم ..؟؟
هذا رأي الإمامية في أئمتهم. كما هو رأي المسلمين في رسول الله و الشيعة عموما في علي و الحسن و الحسين عليهم صلوات الله.
فانه لا يجوز مخالفة هؤلاء لان علمهم وما يأتون به يكون من عند الله وفي هذا تخطئة للباقين حتى من اهل البيت عليهم السلام !
صحيح! هذا ما يعتقده الإمامية.
و لكن ليس فيه تخطئة للباقين!
فهل تصوركم أن جميع أهل البيت كانوا مخالفين لهؤلاء الأئمة؟!
كلا و حاشا!
بل كانوا متنسقين بعضهم مع بعض في الأعم الأغلب.كما يعتقد الزيدية أيضا ذلك التنسيق و لكن من وحهة نظر أخرى!

و تحياتي
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

الحمد لله

كتب السيد الموسوي عافاه الله :
هذا رأي الإمامية في أئمتهم. كما هو رأي المسلمين في رسول الله و الشيعة عموما في علي و الحسن و الحسين عليهم صلوات الله.


قد لا اختلف معكم كثيرا حول هذه النقطة لكن حتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يعرف معالم الدين قبل البعثة الى أن علمه الله ثم بعد أن علمه الله علم رسولُ الله الامامَ علي بن أبي طالب وفاطمةَ وغيرهما من الصحابة ومن هنا تدرك أن هذا العلم اكتسابي وليس ذاتي أو ليس ضروري يعلم من جهت العقل فعلوم العقل الضرورية تختلف بالكلية عن العلوم الاستدلالية ايضا تختلف عن علوم الشرع بدليل خفاء الحكمة من التشريع احيانا صلاة الظهر اربع ركعات بينما صلاة المغرب ثلاث ركعات لماذ هكذا ؟؟؟ وما هي الحكمة لا احد يعرف الله اعلم !

السماء فوقنا - والحجر يكسر الزجاج - والنصف أقل من الكل - والسكر له طعم حلو - كل هذه المعلومات تعرف بالضرورة فلا تفتقر الى علم اخر ليكتسب فيما بعد !

لكن قضايا التشريع تحتاج الى معلم فلابد من معلم راجع سورة الضحى وغيرها من السور التى توضح لك بشرية النبي والتأكيد على قضية مثليته لغيره من خلق الله وأن الفارق بينه وبينهم فقط هو الوحي !

الحديث إن صح فمعناه والله اعلم أن الذرية من آل محمد يجب أن يتعلموا على علماء آل محمد ابتداء خصوصا فيما يتعلق بمسائل اصول الدين !!

الامام جعقر الصادق - وغيره من الائمة - استقى مجموعة من المعلومات مثله مثل غيره من الائمة يا اخي الغزالي
و لكن ياخي الغزالي ما مصدر هذه المعلومات ...! هل علماء آل محمد أم علماء الامة أم إنها مسألة وحي من الله أم مسألة علم ذاتي لدني بدون ادنى واسطة ؟؟؟ "ثقافة الغلو "

لا استفسر أنا اعرف الجواب جيدا لكن مرادي اثارت دفائن العقول واخارجها من نفق السبات :idea: !

اخيرا لسيدي المحقق الموسوي أقول : توقيعكم جميل جدا أخي !! "لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)"
السلام عليكم !
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الغزالى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 60
اشترك في: الجمعة مارس 04, 2005 2:00 pm

مشاركة بواسطة الغزالى »

الامام جعقر الصادق - وغيره من الائمة - استقى مجموعة من المعلومات مثله مثل غيره من الائمة يا اخي الغزالي
و لكن ياخي الغزالي ما مصدر هذه المعلومات ...! هل علماء آل محمد أم علماء الامة أم إنها مسألة وحي من الله أم مسألة علم ذاتي لدني بدون ادنى واسطة ؟؟؟ "ثقافة الغلو "

لا استفسر أنا اعرف الجواب جيدا لكن مرادي اثارت دفائن العقول واخارجها من نفق السبات !
علم الباقر و الصادق عليهما السلام وراثة عن ابائهم , و اساسه الكتب التى املاها النبى ص على على ع و ورثها هؤلاء الائمة مع فهم اتاه الله لهم
و لا ارى اى " غلو " فى اثبات العلم اللدنى , و لا حتى فى سماع غير النبى للملائكة , و القران يدل على اثبات العلم اللدنى و السماع من الملائكة لغير الانبياء و لا غلو فى ذلك

و لا يهمنى كثيرا مصدر علم الباقرين الصادقين , فالمهم انهما الاعلم و المطلوب اتباع الاعلم , و مداد العلماء خير من دماء الشهداء
آخر تعديل بواسطة الغزالى في السبت فبراير 18, 2006 12:18 pm، تم التعديل مرة واحدة.
الساكت عن الحق شيطان اخرس

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

و مداد العلماء خير من دماء الشهداء


لتعرف أخي في الله الغزالي ان الامام زيد - وغيره من الائمة - له أكثر من كتاب فقد جمع بين الوصفين أعني علم وشهادة أو عالم وشهيد فقد فَضُلَ على غيره من الائمة بمزية وهي المداد كما تراه أنت أخي والدم والمداد معا كما اراه أنا أو يراه معاشر الزيدية !

بيد أن في القرآن ما يدل على تفضيل للقائم المجاهد على القاعد قال تعالى في سورة النساء ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[95]
وقال تعالى في سورة محمد ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾[31]

صدق الله العظيم

اراك على خير أخي في الله الغزالي :)
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الغزالى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 60
اشترك في: الجمعة مارس 04, 2005 2:00 pm

مشاركة بواسطة الغزالى »

رحم الله الامام الشهيد زيد ,و انا عاتب على الامامية لعدم اهتمامهم باحياء ذكرى هذا الشهيد كما يهتمون باحياء ذكرى استشهاد جده

و صلى الله على محمد و على العلماء و الشهداء من ذريته الشريفة
الساكت عن الحق شيطان اخرس

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

السلام عليكم و رحمة الله
أخي محمد الغيل!
نامل أن نكون على حسن ظنكم دائما!
نعم! ما جعلته في التوقيع هو مما كتبه الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين عليهم صلوات الله في رسالته المشهورة إلى علماء الأمة حيث قال:
فوالذي نفس زيد بن علي بيده لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم صلى اللّه عليه وآله وسلم، ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه فأصبتم فضله.
سلام عليه يوم ولد و يوم مات و يوم يبعث حيّا

ثمّ اخي العزيز!
كان الكلام في علم العترة
و الرواية تقول مخاطبا لسائر الناس: لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم
و على رأي الإمامية إن الأئمة الاثناعشر غير محتاجين إلى تعليم غيرهم من الناس و أما أخذ العلم من الله ثم من رسول الله و من آبائهم الطيبين الطاهرين فهذا ما لا ينفيه الإمامية أيضا و لم يكن محل الكلام!

قال الأخ الغزالي!
و انا عاتب على الامامية لعدم اهتمامهم باحياء ذكرى هذا الشهيد كما يهتمون باحياء ذكرى استشهاد جده
إن اهتمام الإمامية بذكرى استشهاد زيد الشهيد سلام الله عليه إن لم يكن أكثر من إخواننا الزيدية فليس بأقل منهم!
و يمكن تصديق ذلك لمن تعرف على الشيعة الإمامية في العراق و إيران و إنهم يحيون هذه المناسبة في شهر صفر .

وتحياتي
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

الغزالى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 60
اشترك في: الجمعة مارس 04, 2005 2:00 pm

مشاركة بواسطة الغزالى »

ارجو المعذرة اخى الموسوى , فانا مصرى و لا اعرف الكثير عن احوال الشيعة فى ايران و العراق

لكن لا بد ان شاء الله من قم و صعدة و ان طال السفر :)
الساكت عن الحق شيطان اخرس

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد ..... .

إن قيل :

قول الرسول (ص) ، لأهل البيت (ع) : (( لا تعُلّموهم فإنّهم أعلَمُ منكُم )) ، هل هُوَ ثابتُ عند الزيديّة ؟ فإن كانَ ثابتاً فما تأويلُهُ عندَهُم ؟ ، بمعنى : هل المُرادُ عدم تعليمِ أفرادِهِم مسالكَ الدّين ( تلّقي تلميذٍ عن شيخ ) ، أو غيره ؟ فإن كانَ الأوّل فليسَ ينطبقُ على قول الزيديّة في أئمتها ، وإن كان الغير ، فوضّحوا ؟

الرد :

في الحقيقة أنّ هذا الأثر عن رسول الله (ص) عندنا معشر الزيديّة ثابت على غير تأويل، وبهذا الأثر وأمثالِهِ من مُتشابهات أقوال الرسول (ص) يتشبّث البعض القليل !! ، فيأوّلوه على غير وجههِ الصّحيح ، وهُنا سنتكّلم بإسهابٍ واختصار ، موجّهين الكلام من خلال عدّة نقاط :

أوّلها : مرتبة الحديث : اعلمَ رحمَكَ الله أنّ لهذا الحديث عندَ الزيديّة أصلٌ من طريقٍ أبي العباس الحسني رحمة الله عليه ، إلى موسَى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله المحض (ع) ، وهُوَ عن أبيه عن جدّه عن أبيه عبدالله المحض صلوات الله عليهم أجمعين . ورواه الغمام المنصور بالله (ع) في الشّافي بغير لفظ ، وهُوَ مُتلقّىً عند عموم أئمّة الزيدية بالقبول .

ثانيها : تأويلُه : وهُنا ننقلُ بعض متنِ الأثر عن المحض (ع) ، لبعض طولٍ فيه ، فقال (ع) ، قال رسول الله (ص) في خطبةٍ له : (( ... يَا أيّهَا النّاس، سُعِّرت النّارُ وأقْبَلَت الفِتَن كِقِطَعِ اللّيل المُظلِم، إنّكُم والله لا تَتَعَلّقُونَ عَليّ غَدَاً بِشيء ، ألاّ وإنّي قَد تَركتُ الثّقَلين، فَمَن اعتَصَمَ بِهِمِا فَقَد نَجَا، ومَنْ خَالَفَهُمَا هَلَك )). فَقَالَ عمَر بن الخطاب: ومَا الثّقَلان يَا رَسول الله؟ فَقَال: (( أحَدُهُمَا أعْظَمُ مِنَ الآخَر، كِتَابُ الله طَرَفٌ مِنهُ بِيدِ الله ، وطَرَفُ بِأيدِيكُم، وَعِترَتِي أهلَ بَيتي ، فَتَمَسّكُوا بِهِمَا لا تَضلّوا ولا تَذلّوا أبَداً، فَإنّ اللطِيفَ الخَبير أنْبَأني أنّهُمَا لَن يَفتَرِقَا حَتّى يَرِدَا عَليّ الحَوض، وإنّي سَألتُ الله ذَلِكَ فَأعْطَانِيه، ألا فَلا تَسبِقُوهُم فَتَهلِكُوا، ولا تُقَصّروا عَنهُم فَتَضِلّوا ، ولا تُعلّمُوهُم فَإنّهُم أعْلَمُ مِنكُم بِالكِتَاب، أيّهَا النّاس، احفَظُوا قَولِي تَنتَفِعُوا بِهِ بَعدِي، وافْهَمُوا عَنّي حَتى تَنْتَعِشُوا ، لِئلاّ تَرْجِعُوا بَعدِي كُفّاراً، يَضرِبُ بَعضُكُم رِقَابَ بَعض، فَإنْ أنتُم فَعَلتُم ذَلِك - وسَتَفعَلون - لَتَجِدُنّ مَنْ يَضرِبُ وجُوهَكُم بِالسّيف ... )) .

وهُنا تأمّل رَحِمَك الله تجدَ الرّسول (ص) حثّ على التَمَسّكُ بِالثّقلين ، كتاب الله وعترتِهِ أهل بيته ، وليسَ المُرادُ على شرطِ الزيدية بالعترة إلاّ جماعَة سادات بني الحسن والحسين ، لا ما ذهبَت إليه الجعفريّة من تخصيص أعيانٍ معروفين ، والمقامُ في هذه النّقطة مقامُ الكلام على تأويل هذا الخبر عندَ الزيدية ، نعم ! فبعدَ ما حثّ الرّسول (ص) على التمّسك بالثّقلين ، أتَى على ثلاثٍ أمورٍ مُكمّلة وحاثّة على الإقتداء الصّحيح بهذين الثّقلين ، فقال : (( لا تَسبقوهُم فتهلكوا )) ، أي لا تتعدّوا ما وقفَ عليه الثّقل الأصغر من أهل بيت نبيّكم ( سادات بني الحسن والحسين ) ، فتسبقوهُم بما ليسَ له أصل في الدّين ، فيكونُ في ذلكَ الهلاكُ لكم ، لعدم تقيّدكم بما اكتفَى به أهل البيت (ع) من تأصيلٍ في الدّين . أيضاً يُنبّه الرسول (ص) على نقيض المُسابَقَة لهم في علوم الدّين ، وهُو التأخّر عنهُم ، فيقول (ص) : ((ولا تُقَصّروا عَنهُم فَتَضِلّوا )) ، أي لا تُقصّروا وتتأخّروا في اتباعِ هذه الفئَة الفاطميّة ، والالتزام والإقتداء والتمذهب بما أصّلوه وفرّعوه وأجمعوا عليه ، لمَا في ذلكَ من الاجتنابِ للصوابِ ، فيقعُ به الضّلال . ثم بعد يذكُرُ الرسول (ص) حالَة ما بينِ المُسابقة بهُم والتقصير والتأخّر عنهم ، وهي التي عناها بقوله (ص) : (( ولا تُعلّمُوهُم فَإنّهُم أعْلَمُ مِنكُم بِالكِتَاب )) ، أي لا تُجادلوهُم فيما أجمَعوا عَليه ، ظنّا منكم في أنّ الحقّ سيقعُ في خلافِ إجماعهم ، وهذا كلّه منكم على نيّة أن تعُلّموا وتُصحّحوا إجماعاً قد سبقَ واتّفقَ عليه سادات بني الحسن والحسين من المتقدّمين والمتأخرين ، فَهُم أعلَمُ منكُم بالكِتاب والعقيدة المحمديّة الصحيحة ، لأنّهم لم ولن يُجمعوا على باطل . نعم ! وبهذا كلّه يحصلُ الإقتداء والتمسّك بالثِّقَل الأصغر ، لا تسِبق أهل البيت ، فتجعل عقلَك يستنبط ما لم يستنبطهُ ، ولم يَقُل به سادات أهل البيت (ع) . ولا تتأخّر عن الالتحاق بركبِ سادات بني الحسن والحسين والتّمذهب بمذهبهِم . ولا تُظهروا الأعلميّة عليهم بأمور الدّين فتُراجعوا إجماعَهُم ، تَزعُموا أنّكم أتيتُم بحقٍّ ليسَ هُم يَعرِفُوه ، وإلى هذا يُشير الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) في الشافي ، حكاته عنه حامي علوم الآل السيّد حميدان بن يحيى القاسمي (ع) ، فقال (ع) مُتكلماً عن هذا الخبر : (( فَهَذَا تَصريحٌ مِنه صلّى الله عليه وآله وسلم بِمَا قُلنا وفَوق مَا قُلنا مِن وجوبِ اتّباعِهِم، والإقتداء بهم، وأخْذِ العِلمِ عَنهُم، وقِلّة المخَالَفَة لهُم، وتَحرِيمِ الطّعنِ عَليهِم، فَكيفَ يَسوغ لمسلمٍ التخّلف عَنهُم فَضلاً عَن نِسبَة نَفسِه إلى الصّواب والوِفَاق، ونِسبَتهم بِزعمِه إلى الخلافِ والشّقاق ، لولا اتّباعُ الهَوى وتَغليبُ جنبة الظّلال على جنبة الهدَى )) (1) اهـ .

ثالثها : إن قال جعفريّ : تكلّمتم وأسهبتُم مُفسّرين الآل بسادات بني الحسن والحسين ، دونَ مَاذَهَبنَا إليه من اعتبارِهَا في أشخص معُين من هؤلاء الآل ، فهلاّ وضّحتم سبب إهمالكم لهذا الوجه ؟.

قُلنا : لسَبَبٍ رئيس وأسبابٍ أخرى تابعَة ، فأمّا السّبب الرّئيس فإنّه لا صحّة عندنا للنصّ على أشخاصٍ مُعيّنين بعد الحسين صلوات الله عليه ، وقد تكلّمنا في هذا بما لا مزيد عليه، يُقوّي كلامنا عدم اشتهار هذا النّص إلاّ عند طائفةٍ من طوائف المسلمين على أهميّته ، بل على أركزيّته في دين محمد (ص) ، وهذا هُوَ السّبب الرئيس ، يليه أسبابٌ أخرى منها : أن سياقَ الحديث السّابق جاء في الآل بعموم ، ( والآل باتفاق جمهور جمهور الأمّة ، لفظة يدخل فيها بني الحسن والحسين ) ، ومنه ، فإنّه لا مُخصّص في السّياق يخصّص بني الحسين بالمقصوديّة ، ولا بمعنى لفظة الآل ، بل هيَ لفظَة تعمّ بني الحسن والحسين ، ولهذا شاهدٌ من روايات الجعفريّة ( أعني أنّ اللفظات المُبرزَة لأهل البيت (ع) في الآيات القرآنيّة يُقصدُ بها أبناء فاطمَة ، أبناء الحسن والحسين ) ، فهذا علي بن موسى الرّضا صلوات الله عليه يُسألهُ الفقهاء في مجلس المأمون العبّاسي بعدَ أن سردَ حديثاً مُشابهاً لحديث عبدالله المحض (ع) السّابق ، يسألونَهُ عن معنى العترَة في السّياق ، هَل هُم الآل ( والمشهور عندَ فقهاء العامّة آنذاك أنّ الآل هم غير الإثني عشر من بني فاطمة ) ، فيُجيبُهُم ، بِنَعَم أنّ العترَة في حديث الثّقلين وأمثالهُ هُم الآل ، والآل هُم بنو فاطَمة ، ولن أطيلَ هُنا ولكن سأذكُر قبسات من كلامه صلوات الله عليه كشاهدٍ على ما نحنُ بصدده من إثبات أنّ لفظات العترَة في حديث الثقلين وأمثاله غير خاصّة بأشخاصٍ مُعيّنين من بني الحسين ، بل هي عامّة في أبناء فاطمة ، أبناء الحسن والحسين (ع) ، مُنّبها على قراءة الحواشي السّفلية:

* روى الشيخ الصدوق في [ عيون أخبار الرضا م1ب23ح1] :

(( ... فَقَال المأمون : أخْبِرونِي عَن مَعنَى هَذِهِ الآيَة : (( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا )) ، فَقَالت العُلماء : أرَادَ الله عزّ و جَلّ بِذَلِكَ الأمّةَ كُلّهَا . فَقَال المأمون : مَا تَقول يَا أبَا الحسَن ؟ . فَقَالَ الرّضا ( ع ) : لا أقُولُ كَمَا قَالوا ، و لكنّي أقُول أرادَ الله عزّ وجَلّ بِذَلِكَ العِترَة الطّاهِرَة (2) .... فَقَالَ المأمون : مَنِ العِترَة الطّاهِرَة ؟ . فَقَالَ الرّضَا (ع) : الذّين وصَفَهم الله فِي كِتَابِه فَقَال عزّ وجل : (( إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )) ، وهُم الذينَ قَال رَسول الله (ص) : (( إنّي مُخلّفٌ فِيكُم الثّقَلين كِتابُ الله و عترتي أهلَ بيتي ألا و إنّهمَا لَن يَفتَرِقَا حتّى يَرِدَا عليّ الحَوض ، فَانظرُوا كَيفَ تخلفوني فِيهمَا ، أيّهَا النّاس لا تُعلّمُوهُم فَإنّهُم أعلَمُ مِنكُم . قَالَت العُلماء : أخبِرنَا يا أبَا الحَسن عَن العِترَة ، أهُمْ الآل ؟ أمْ غَيرُ الآل ؟ . فَقَال الرّضَا (ع) : هُمُ الآل (3) .. [ ثمّ سألَهُ العُلماء عن : هل فسّر الله الاصطفاء في كتابه الكريم ، ثم بدأ (ع) يذكر مواطن الاصطفاء من الله للعترة [ تأمّل شمول لفظة العترة والاصطفاء لبني الحسن والحسين ] في القرآن في اثني عشر موضعاً ، فكان منها قوله (ع) ] ... و الآية الخامسَة قولُ الله عزّ وجلّ (( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ )) ، خُصُوصيّة خَصّهُم الله العَزيزُ الجبّار بِهَا ، و اصْطَفَاهُمُ على الأمّة [ تأمّل ] فَلمّا نَزَلَت هَذِه الآيَة على رسول الله (ص) قَال : ادعُوا إليّ فَاطِمَة، فَدُعِيَت لَه . فَقال : يَا فَاطِمَة . قَالت : لَبّيكَ يَا رَسولَ الله . فقال : هَذِهِ فَدك، مِمّا هِي، لَم يُوجَف عَليه بِالخيل و لا رِكاب ، و هِي لِي خَاصّة دُونَ المسلمِين ، و قَد جَعلتُها لَكِ لمّا أمَرَنِي الله تعالى بِه ، فَخُذِيهَا لَكِ و لِوَلَدِكِ [ تأمّل ] (4) ، فهذه الخامسة . و الآيَة السّادسة قَول الله عزّ وجل : (( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى )) ، و هَذِهِ خُصوصيّة للنبّي (ص) إلى يَومِ القِيَامَة وخُصوصيّة للآل [ تأمّل ] (5) دُونَ غَيرِهِم . ..[ ثمّ ردّ عليه المأمون : أنّ هذا لا خلاف عليه ، وأنّ هذا إجماع الأمّة ، وهذا دليلٌ على دخول بني الحسن والحسين في ألفاظ العترة السّابقة ودخولهم في خصوصيّة فدك ، وآية المودّة ، فهذا المشهور عند الأمّة ، وإنّما غير المشهور هو اختصاصُ الإثني عشر بلفظة العترة ، التي هي الآل ، وأنّ فدك لهم دون بني عمومتهم من بني الحسن ، وكذلك آية المودّة في ذريّة الرسول (ص) شملتهم دون بني عمومتهم من بني الحسين ، نعم ! وواصل الإمام الرضا (ع) سردَ الآيات القرآنيّة التي اختصّ بها أهل البيت ، مؤكّدا دخول بني الحسن والحسين في لفظ الآل والعترة المُفضّلة من الله سبحانه وتعالى ، فقال (ع) : ] ... وأمّا الثَامِنَة فَقول الله عزّ وجلّ : (( وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى)) ، فَقَرَنَ سَهمَ ذِي القربى بِسَهمِه ، وبِسَهم رَسُولِ الله (ص) ، فَهذَا فَضلٌ أيضاً بينَ الآل [ تأمّل ] (6) و الأمّة ، لأنّ الله تَعالى جَعَلَهُم في حيّز وجَعَلَ النّاس فِي حيّز دُونَ ذَلك ، ورَضِيَ لهُم مَا رَضِيَ لِنَفسِه ، واصْطَفَاهُم فِيه [ تأمل ] ، فَبَدأ بِنَفسِهِ ثمّ ثنّى بِرَسُولِه ، ثمّ بِذِي القُربى فِي كلّ مَا كانَ مِنَ الفَي‏ء و الغَنيمَة و غَير ذلك ..[ تأمّل الرضا (ع) كيفَ جعلَ أصحابَ الخُمس من بني فاطمة والمودّة ، ومن حُرمَت عليهم الصدقَة كما سترى قريباً ، من أولي الأمر المأمورين بطاعتهِم ، ومن أصحاب آية الولاية ، فإذا عرفتَ هذا ، عرفتَ أنّ سادات بني الحسين من أئمّة الجعفريّة بريئون من تهمَة إلصاق الفاظ العترة والثقلين والتبعيّة بهم دونَ غيرهم من سادات بني فاطمة أبناء الحسن والحسين ، ولن أطيلَ بالتعليق على ما سياتي لثقتي بانّ الباحث الحاذق سينفتحُ امامه استنتاجات كثيرة ] ... و كَذَلِكَ فِي الطّاعَة ، قَالَ : (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )) ، فَبَدَأ بِنَفسِه ثمّ بِرَسُوله ، ثمّ بَأهلِ بَيتِه .كَذلكَ آية الولاية : (( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ )) ، فَجَعَل طَاعَتَهُم مَعَ طَاعَة الرّسول مَقرونةً بِطَاعَته ، كَذلكَ وَلايتُهم مَع ولايَة الرّسول مَقرونةً بِطَاعته ،كمَا جَعَل سَهمَهُم مَع سَهم الرّسول مَقروناً بِسَهمِه فِي الغَنيمَة و الفَي‏ء، فَتبارَك الله وتعَالى مَا أعظمَ نِعمَتَهُ عَلى أهلِ هَذَا البَيت . فَلمّا جَاءت قصّة الصّدَقَة نَزّهَ نَفسَهُ ، ورَسُولَهُ ، ونَزّهَ أهَلَ بَيتِه [ تأمّل ] ، فَقال : (( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِيالرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ )) ، فَهَل تَجدُ فِي شَي‏ء مِن ذَلك أنّه سمّى لِنَفسِه أو لِرسولِه أو لذي القُربى؟! ، لأنّهُ لمّا نَزّهَ نَفسَه عَن الصّدَقة ونزّه رَسولَه و نزّه أهلَ بَيتِه ، لا ! بَلْ حَرّمَ عَليهم، لأنّ الصَدقة محرّمَه على محمّد (ص) و آله ، وهِيَ أوسَاخ أيَدي النّاس ، لا يحلّ لهُم لأنّهُم طُهّرُوا مِن كلّ دَنَسٍ وَوسَخ [ تأمّل إشارة لاشتمال آية التّطهير على الآل ] ، فلمّا طهّرَهُم الله عزّ وجَل و اصْطَفَاهُم ، رَضيَ لهم مَا رَضِي لِنَفسِه و كرهَ لهم مَا كرِه لِنَفسِه عزّ وجَل فَهذِه الثّامنة .. إلخ كلامه (ع) )) . اهـ .

نعم ! فهذا أخي الباحث من الرضا (ع) اعترافٌ صريح بمُشاركَة سادات بني الحسن وبل وإخوة الأئمة وبني عمومتهم من أبناء الحسين ، لخصائص التفضيل والاصطفاء الإلهي، ودخولِ ساداتهم في معاني حديث الثقلين والسفينة والنجوم وغيرها ، ومنه لم ولن يبقى مجالٌ لتأويل خبر شيخ آل الرسول في زمانه عبدالله المحض (ع) حول التمسّك والأعلميّة والتعلّم ، إلاّ ما كُنّا قد أشرنا إليه سابقاً .

ورابعها : إن قيل : ولكنّهُ قد وردَ على لسان الإمام يحيى بن زيد (ع) إثبات أعلميّة بني عمومته عليهم ، وذلكَ عندما قال في سَند الصّحيفَة السجّاديّة : ((كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّمَا نَعْلَمُ، وَلاَ نَعْلَمُ كُلَّمَا يَعْلَمُونَ )) ، وكذلك قولُ الإمام زيد بن علي (ع) : (( من أراد الجهاد فإلي ، ومن أراد العلم فإلى ابن أخي )) ، أليسَ في هذا إشارَة إلى مزيد اختصاص بالعلم ؟ .

قلنا : اعلم رحمكَ الله ، أنّ لسادات أهل البيت (ع) من بني الحسن والحسين ، علوماً يروونها عن آبائهم ، كلّهم عن أبي عن جده عن أمير المؤمنين ، ولكنّها في الحقيقية ليسَت بتلكَ الكثرة التي يرويها الباقر والصادق والكاظم والرضا ! ، أتدري اخي الباحث لماذا ؟ ، فإن كنتَ لا تدري أخبرتُك ، بأنّ لهؤلاء السّادة مُلازمَةٌ جمّة وكثيرة بآبائهم أكثر من سادات بني الحسن وبعض بني الحسين ، انظُر محمد الباقر كان تلميذَ والده وربيب حضنه وبيته ، لا يكادُ يُفارقه طرفَة عين حتّى أنّه قد كان يُقال : ما رأت عين الباقر الكوفَة قط!!، وهذا يدلّ على مُلازمة لبيت أبيه زين العابدين ، بل ومُلازمَة دائمَة ، على عكس حالِ ابن عمّه عبدالله المحض فإنّ والدَهُ الحسن بن الحسن كان مُطارداً إلى مات من قبل السلطات الأمويّة ، فهل يتوقّع القارئ أن يروي هذا عن آبائه مثل ما يروي ذاك ؟! ، ولكن انظُر زيد بن علي عندما لازمَ والدَهُ زين العابدين مُلازمة كبيرة ( وهي أقلّ من مُلازمة الباقر لزين العابدين بالتأكيد ) ، انظُر زيد بن علي كيفَ روى كمّا هائلاً عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ، حتّى بلغت رواياته مُسنداً كاملاً ، سيدلّك هذا كلّه أنّ الأعلميّة جاءت لطائفة من أهل البيت دون غيرهم لشدّة المُلازَمَة من الأبناء للآباء ، ومثاله ، انظر الكمّ الروائي الهائل عن الصادق (ع) ، وانظر الروايات القليلة عن النفس الزكية عن آبائه تجدها قليلة ، فما السبب برأيك ؟ ، انظر الصادق يُلازمُ أبيه مُلازمَة شديدة ، على العكس من النفس الزكيّة فإّنه عاشَ أكثر زمانه غائباً مُختفياً مُطارداً من السلطات العباسيّة ، وكان طوال هذه المدّة بعيداً عن والده ، وكذلك الحال مع يحيى بن عبدالله المحض (ع) مع ابن عمّه موسى الكاظم ، أضِف إلى هذه العوامل أنّا لا ننفي خاصيّة التفاضل في العلم بين أبناء فاطمة ، فمثلاً كان محمد النفس الزكية أعلمُ من أخيه سليمان، وكذلك كان علي بن موسى الرضا أعلمُ من أخيه زيد ، ومحمد بن القاسم الرسي كان أعلمَ إخوته ، وهلمّ جرّا ، ولكنّا معشر الزيدية نُشدّد في جعل اختصاصِ طائفةٍ من بني فاطمة مخصوصونَ بالعلم دون غيرهِم ، فإنّا نرى الجميع (( ذريّةٌ بعضها من بعض )) .

نعم ! وأمّا بخصوص ما رُويَ عن يحيى بن زيد (ع) في مقدّمة الصحيفَة السجّادية ، فإنّ تأويلَهُ داخلٌ ضمنَ كلامنا السّابق ، وهو حقّ ، أنّ محمد الباقر والصادق أكثرُ اختصاصاً بالعلم لمُلازمتهم آبائهم أكثر من غيرهم من علماء آل الرّسول ، ويحيى بن زيد يتكلّم عن نفسه ، فهو فعلاً لم يُلازم والدَهُ تلكَ المُلازمة مُقارنةٍ بمُلازمة ابن عمه الصادق لأبيه الباقر ، كيفَ لا ويحيى بن زيد (ع) استُشهد وهو في النيّف والعشرين من العُمر !! . تنبيه : لا يُعمّم كلام يحيى بن زيد (ع) على جميع أهل البيت من سادات بني الحسن والحسين ، فإنّ الإمام زيد بن علي (ع) فاقَ أهل دهرهِ علماً وشجاعَة ، حتّى صارَ أعلَم وأفضل من جعفر الصادق (ع) ، فتجدهُ (ع) يقول لأصحابه وهُوَ مُمتطٍ فرسه ، ورايات الحرب تُرفرف على رأسه : (( سَلونِي، فَوالله مَا تَسألونِي عَن حَلالٍ وحَرام، ومحكَمٍ ومُتَشابَه، ونَاسِخٍ ومَنسوخٍ، وأمَثالٍ وقَصصٍ ، إلاّ أنبَأتكُم بِه، والله مَا وقَفتُ هَذا الموقفَ إلاّ وأنَا أعلمُ أهل بيتي بما تحتاجُ إليهِ هذهِ الأمّة )) (7) ، بلْ حتّى باقر علوم الأنبياء يشهد بأعلميّة على أهل زمانه ، فيقولُ لمَن وفدَ إليه : (( بايعوهُ فإنّه اليوم أفضَلُنا )) (8) ، ويقول الإمام زيد (ع) مُؤكّداً علمه ، ومُتكلّماً بفضل الله عليه ، (( والله لَقَد عَلِمتُ عِلمَ أبي عَلي بن الحسين، وعِلمَ عمّي الحسَن، وعلم جدّي الحسين عليهم السلام وعلم علي بن أبي طالب وصي رسول الله وعَيبة عِلمِه، وإنّي لأعلَمُ أهل بيتي، والله مَا كَذَبتُ كذبة منذ عَرفتُ يَميني مِن شمَالي، ولا انتهَكتُ محرَمَاً مُنذُ عَرفتُ أنَّ الله يُؤاخِذُني، هَلمّوا فَسَلونِي )) (9) ، وكذلك محمد بن عبدالله النفس الزكيّة صلوات الله عليه فإنّ القاسم بن مسلّم أخبرَه أنّ بعض النّاس يُشكّك في علمه وفقهه ، فردّ عليه النفس الزكيّة قائلاً : (( يَا قَاسم بن مسلّم، مَا يَسُرّني أنّ الأمّة اجْتَمَعَتَ عَليّ فَكَانَت كَعلاقَة سَوطِي هَذَا، وأنّي سُئلتُ عَن بَابِ حَلالٍ أو حَرامٍ لَم آتِي بَالمخرج مِنه، يَا قَاسِم بن مسلّم ، إنّ أضلّ النّاس مَن ادّعَى أمرَ هَذهِ الأمّة ثمّ يُسأل عَن بَابِ حَلالٍ أو حَرامٍ لم يأتِ بِالمخرَج مِنه. )) (10) ، ومنه اعلمَ رحمكَ الله أن صفَة العلم في هؤلاء كما هي أولئك ، ولا يُحملُ قول الإمام زيد بن علي (ع) السّابق (( من أرادَ الجهاد فإليّ ، ومن أراد العلم فإلى ابن أخي )) ، على أعلميّة الصادق على زيد بن علي (ع) ، ولكن الإمام صلوات الله عليه يُشير إلى أن مكان التفقّه والتعلّم في حلقات الدّرس والتدريس ، وأنّ ما هُوَ فيه الآن مقام جهاد وأمر بمعروفٍ ونهي عن مُنكر ، فليسَ تفرّغ العالم و قائد الكتائب في ساحات الوغَى ، كتفرّغ العالمِ في المساجد ، فافهم ذلك رحمك الله . وبهذه الإشارَة نختم كلامنا هُنا ، وبها نُصلّي ونسلّم على سيّد الخلق أجمعين محمد بن عبدالله ، وعلى آله الغرّ المسامين سادات بني الحسن والحسين ، ورضوانه على الصحابة الراشدين ، والتّابعين لهم بخيرٍ وإحسان إلى يوم الدّين .

===================================

(1) مجموع السيّد حميدان ، الأقوال العاصمة من الضلال .
(2) يروي صاحب البصائر بسنده ... ، سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه السلام ، أنه قَال فِي هذِه الآية : (( ثم أورَثنَا الكِتاب الذين اصطَفينَا مِن عِبَادِنَا )) ، الآية ، قال : السّابق بِالخَيرات الإمام ، فَهي فِي وَلَد عَلي وَفَاطِمَة [ تأمّل ، وبني الحسن والحسين من أولاد علي وفاطمة ] عليهم السلام. )) [ بصائر الدرجات م1ب21ح3 ] ، وروى الكليني بسنده ، عن أحمد بن عمر قال: سَألتُ أبَا الحسن الرّضَا عليه السلام عَن قَول الله عزّ وجَل: (( ثمّ أورَثنَا الكِتاب الذينَ اصطَفَينَا مِن عِبادِنا )) الآية، قَال: فَقَال: ولَدُ فَاطِمَة [ تأمّل ، وولدُ فاطمَة هُم أبناء الحسن والحسين ] عَليهَا السلام ، والسّابقُ بالخيرات: الإمام، والمقتصد: العارف بالإمام، والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الإمام. )) [أصول الكافي باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (ع) ح3] .
(3) والآل لفظة تشمل بني الحسن والحسين ، وتأمّل كيف سيُدخلُ الرضا (ع) بني الحسن والحسين في كلامِهِ عن هؤلاء الآل ، وذلك في كلامه التالي ( راجع سياق النص ) .
(4) تأمّل ، أن الرسول (ص) يقول ، خُذيها لك ولولدك ، وتأمّل أنّ الرضا (ع) يُثبت خصوصيّة واصطفاء من الله بهذا الإعطاء ، وهُوَ يشمل فاطمة وأولادَها بلا شك ، وهُنا اسأل نفسَك أخي الباحث : أكانت فدكاً في التاريخ الإسلامي حكراً على أبناء الحسين فقط ، امّ انّها كانت في أيدي بني الحسن والحسين جميعاً ، فإذا وُفّقت لمعرفة الجواب ن فاعلم أنّ الاصطفاء والشرف والتفضيل شملَ هؤلاء كما شملَ هؤلاء .
(5) هنا تأمّل وأمعِن النّظر ، فهل سأل الرسول المودّة لبني الحسين فقط ، بل لتسعةٍ منهُم ، دون أبناء الحسن ، والتاريخ شاهدٌ فيما بيننا وبين المُجيب . ولا يفوتك أيضاً أن تنظر إلحاق صفة المودّة بالآل ، وتفسير الرضا (ع) الآل بالعترة في حديث الثقلين .
(6) وهنا أيضاً تأمّل أنّ لسادات بني الحسن والحسين حقّ في الخمس .
(7) رواه أبو العباس الحسني (ع) في المصابيح
(8) رواه الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (ع) ، كتاب معرفة الله عز وجلّ .
(9) رواه أبو العباس الحسني (ع) في المصابيح
(10) رواه أبو العباس الحسني (ع) في المصابيح .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الانتصار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 92
اشترك في: الأحد ديسمبر 04, 2005 8:00 pm
مكان: السعودية
اتصال:

مشاركة بواسطة الانتصار »

أوافق أخي الكاظم ... في رده .. بشكل كلي .....

ولهذا أريد أن أسأله ... روايات الأئمة التسعة الطاهرين أين هي في كتب الزيدية ...

هل هو خطأ أنها ليست موجودة بشكل كبير .... إذا كان نعم فمن المسؤول ... وإذا لا فلماذا نضيع علما جما مثل هذا ..........


ولماذا لا نحاول أن ننقح هذه الروايات من كتب أهل البيت في المذهب الإثنى عشري ... ونحاول أن نبحث لها قرائن في مذهبنا وبقية المذاهب.... أي نحاول أن نبحث في صحة المتون والأسانيد..........

أنا أرى أن الزيدية على مدى التاريخ لم تهتم بروايات هؤلاء العلماء الأطهار .. مثل إهتمامها بالمجاهدين الأطهار الأحرار ..... هل يمكن أن نعرف ما هو السبب......


مع العلم بأني موافق لك في ما قلت في الرد السابق....
لو أن عبداً أتى بالصالحــات غداً
وودّ كــل نبـي مرسـل وولــي
وعاش في النـاس آلافاً مؤلفــة
خلواً من الذنب معصوماً من الـزللِ
ما كان في الحشر عند الله منتفعـاً
إلاّ بحب أمير المؤمنيــن علــي

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الأخ ( الانتصار ) .... بعد التحية .

الانتصار كتب :
ولهذا أريد أن أسأله ... روايات الأئمة التسعة الطاهرين أين هي في كتب الزيدية ...

هل هو خطأ أنها ليست موجودة بشكل كبير .... إذا كان نعم فمن المسؤول ... وإذا لا فلماذا نضيع علما جما مثل هذا ..........
أخي الانتصار ، طالمَا كنت أسألُ نفسي هذا السّؤال ، لماذا الجعفريّة أكثرُ اختصاصاً بالرواية عن سادات بني الحسين دونَنَا ؟ ، فعزمتُ على النّظر في أمّهات مسانيد الزيدية الحديثيّة ، فأيقنتُ أنّ المرءَ عدوّ ما جَهِل ، وأنّ لكاظم وصادق وباقر الآل أحاديثاً تُماثل أو قد تزيد ما لبعضِ سادات بني الحسن صلوات الله عليهم . وليسَ أقولُ هذا رمياً بالغيب فإنّ بين يديّ كمٌّ هائل من رواياتهم صلوات الله عليهم في مسانيدنا الحديثيّة (( ولكن قليلاً من البحث أخي الباحث)) .

الانتصار كتب :
ولماذا لا نحاول أن ننقح هذه الروايات من كتب أهل البيت في المذهب الإثنى عشري ... ونحاول أن نبحث لها قرائن في مذهبنا وبقية المذاهب.... أي نحاول أن نبحث في صحة المتون والأسانيد..........
هذا هو المطلوب ، ولو تأمّلت بحث المهدويّة لوجدتَ فيه إشارَة إلى مثلِ هذا ، فلسنا نقول أنّ كلّ ما جاءت به الأسفارُ الجعفريّة الضخمة بمكذوبٍ على سادتنا من أهل البيت ، ولكنّا نقول أنّ فيه السّقيم والصحيح ، وليسَ مجالٌ لمعرفة الصّحيح من السّقيم إلاّ بعرضِ كلامهم على الكتاب والسنّة الصحيحة وإجماع إخوتهم وأبناء عمومتهم المُشاركينَ لهم في الآباء والأنساب والشمائل المحمّدية العلويّة الفاطيّة ، فالعقلُ ينفي أن يكونَ شيخ بني الحسن عبدالله المحض مُخالفٌ لابن عمّه جعفر بن محمّد وهُما مَن هُما في العلم والوَرَعِ والتّقى والنّقاء ، ولسنا نقول بأنّ ربيب الصادق من الطّفولة الحسين بن زيد سَيمتازُ عن مُدرّسه وشيخه جعفر بن محمّد في علومه فيتبعَ الزيدية دونَ مذهب الصادق (ع) ، وكذلك مَن لقّب بأمير المؤمنين في زمانه أعني محمد بن جعفر الصّادق ، فلا العقلُ ولا النقلُ يَعقلان امتيازهُ بمذهبه الزيدي عن مذهب أخوه الكاظم أو آبائه الصادق والباقر ، فإذا علمتَ هذه الإشارات ، فاعلم سببَ قولِنَا أن هذه الروايات الجعفريّة يجب أن تُعرَض على علوم بني عمومتهم من سادات بني الحسن والحسين ، وكلّ هذا بعد العرض على الثّقل الأكبر ، على أنّ الجميع بقول الصّادق المصدوق لن يفترقاَ في الحُكم والقَول .



تحياتي لكم أخي ( الانتصار ) .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الموت لامريكا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 131
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 5:01 pm

مشاركة بواسطة الموت لامريكا »

بسم الله الرحمن الرحيم
اشكر كل من ساهم في طرح راية في الموضوع
ولا سيما الاخ / الكاظــم الذي اثرى الموضوع جيدا بالبحث العلمي المنطقي وبالدليل فاني ممتن جدا له بهذا التوضيح الهام

ويبدوا ان التخصيص لا مجال له لدى الامامية كما ان تعيين الائمة باثنى عشر هو كذلك اي فيه نوع من النظر وعدم الدقه ،، مع احترامنا لاخوتنا الاماميين

ونرجوا مزيدا من التوضيح من قبل الاخ / الموسوي وغيره من الاماميين
مع الشكر،،،،
وكل مصاب نال آل محمد فما هو الا يوم السقيفة جالبه

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“