الروح في المفهوم القراني هل هو كما يعتقد عامة الناس أم مختلف

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
Abo Kasem
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 10
اشترك في: الخميس أغسطس 04, 2005 12:03 am

الروح في المفهوم القراني هل هو كما يعتقد عامة الناس أم مختلف

مشاركة بواسطة Abo Kasem »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير.
كتب أحمد صبحي منصور وهو أحد الأشخاص الذين لايقرون إلا بالقرأن عن الروح .وكانت جميع أدلته من القرأن الكريم .

فرأيت أن أطرح هذا الموضوع للنقاش في المجالس فأرجو منكم الفائده والتوضيح.
الروح

1 ــ لو كنا نعيش صحوة إسلاميه حقيقة لتعرفنا على المفاهيم القرآنيه على حقيقتها ونظفنا عقولنا مما ترسب فيها من اكاذيب تراثيه , ولكن يبدو أن شهوة الحكم وحمى التجارة بالاسلام وضجيج المزايدة علىاسمه العظيم لم تدع فرصة لأحد منهم كى يتوقف ويتعلم ويتعرف . ..
- أن كلمة " الروح " من كلمات القرآن التى اسىء فهمها . ومازلنا نرددها على السنتنا بمفاهيمها الخاطئة دون أن نفطن الى أن تلك المفاهيم الخاطئة تنسف فى قلوبناعقيدة ان لااله الا الله وتضع مكانها عقائد مخالفة مثل الحلول والاتحاد وزوال الفوارق بين الخالق جل وعلا وبين المخلوقات.المؤسف ان كثيرا من المتدينين اليوم يسيرون على نهج بعض كتب التراث التى تؤكد ان فى الانسان قبسا الهيا وجزءا ربانيا ويستدلون بقوله تعالى عن آدم " ونفخت فيه من روحى " ويعتقدون أن الانسان يتكون من روح وجسد وأن الجسد ينتمى ألى الأرض أما الروح فتنتمى إلى روح الله أى ذات الله ، وتلك هى العقيدة الاساسية للتصوف واصحاب الحلول والاتحاد، ورددها الغزالى فى كتابيه ( إحياء علوم الدين ) و( مشكاة الأنوار ) وكان ينبغى ان تبدأ الصحوة الدينية بتوضيح هذه الاشكالية اذا كانت صحوة اسلامية حقيقية.

2 ــ ان" الروح " هو جبريل عليه السلام ومايتعلق به.
ولأن جبريل عظيم القدر بين الملائكة فالقرآن يذكره بينهم مميزا وبما يوحى بهذه المكانة يقول تعالى عن الهول العظيم يوم القيامة "( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) سورة النبا ).78/38) ويقول تعالى عن ليلة القدر ونزول الروح مع الملائكة فيها بأوامر الله تعالى فى الخلق والرزق والقضاء والقدر: " تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سورة القدر: 97/4.وهنا ربط بين الروح والأمر الالهى. وسنجد ذلك الربط يصاحب الروح جبريل فى النسق القرآنى.

3 ـ ذلك لأن للروح جبريل وظائف محددة بالنسبة للعلاقة بين الله تعالى والبشر. إنه الذى يحمل الأوامر الالهية للبشر, لذلك يوصف أحيانا بأنه رسول؛ يقول تعالى عن القرآن الكريم وجبريل ورؤية خاتم النبيين محمد له حين نزل جبريل بالوحى القرآنى (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) سورة التكوير) هذا الكلام الهائل وصف لجبريل.بعده يقول تعالى عن محمد عليه السلام مخاطبا قريشا المعاندة وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23)(التكوير 19 ـ ) أى أن محمدا رأى جبريل رؤية واضحة فى الأفق المبين ، وحين تحدث بها اتهمته قريش بالجنون. إن لجبريل أوصافا كثيرة مثل الرسول وذى القوة والمطاع والمكين والأمين. وهناك أوصاف أخرى له أيضا فى سورة النجم، ولكن أهم أوصافه وأسمائه هو ( الروح ) لارتباط وصف الروح بالمهام أو الأوامر النى يقوم بها جبريل والتى تتلخص فى حمل الكلمة الالهية أو المر الالهى ( كن ).

4 ـ فالروح جبريل هو الذى حمل الأمر الالهى بخلق آدم. والله تعالى يقول للملائكة فى ذلك السياق " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) سورة الحجر . فالياء فى كلمة"روحى" تفيد الملكية كما تقول كتابى ، اى الروح الذى امتلكه.
وقد خلق الله تعالى آ دم بدون اب وام ، ثم خلق المسيح عليه السلام بدون اب وارسل الروح جبريل الى السيدة العذراء يحمل الامرالالهى"كن" فكان بشرا سويا.
والله تعالى يقول عن خلق المسيح وكونه مثل خلق آدم " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) سورة ال عمران:59,3. وكما قال عن خلق آدم " ونفخت فيه من روحى " قال عن خلق عيسى وأمه مريم " وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (91) سورة الانبياء ": 21/91
ويصور القرآن مجىء جبريل الروح الى السيدة العذراء فيقول " فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) سورة مريم " 19/ 14 –)
وبسبب ارتباط المسيح عليه السلام بجبريل الروح فقد اصبح من القا ب المسيح كلمة الروح . يقول تعالى " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها إلى مريم وروح منه : 4/171 "

5 ـ ومن وظائف الروح جبريل النزول بالوحى ومعه ملائكة الوحى . والله تعالى يقول عن كل الرسالات السماوية" ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده : 16/2 ) ويقول أيضا "يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده" 15,40
ونزل الروح جبريل بوحى القرآ ن على خاتم النبيين عليهم جميعا السلام، والله تعالى يقول عن جبريل ونزوله بالوحى القرآنى على قلب خاتم النبيين :"قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه: 2/97)
ويقول أيضا عن القرآ ن ونزول جبريل ( الروح ) به " قل نزّله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا: 16/102 ويقول ايضا عن القرآن ونزول جبريل ( الروح الأمين ) به على قلب خاتم النبيين " وإنه لتنزيل رب العالمين , نزل به الروح الأمين .على قلبك :26/192 ).
وبسبب ارتباط القرآن بجبريل الروح فإنه – اى القرآن – قد اكتسب ايضا وصف الروح، يقول تعالى عن القرآن "وكذلك اوحينا اليك روحا من أمرنا:42 /52

ويتبع وظيفة انزال الوحى قيام الروح جبريل بتأييد المؤمنين المتمسكين بالوحى " أولئك كتب فى قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه: 58/22 ــ

6 ـ وكان مشركو قريش فى عنادهم وجدالهم حول القرآن الكريم يسألون عن الروح جبريل فقال تعالى يرد عليهم يربط بين الروح جبريل وأمر الله تعالى " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وماأوتيتم من العلم إلا قليلا. ولئن شئنا لنذهبن بالذى اوحينا اليك.." الى أن يقول تعالى عن القرآن" قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله : 17/85 –" اذن فالحديث عن الروح جبريل والوحى القرآنى، ولأن جبريل من الملأ الأعلى فهو فوق ادراك البشر وفى نفس الوقت فإن النفس البشرية داخلنا هى مستودع اسرارنا وسريرتنا وغرائزنا ،أى أن من الممكن أن يعرف الانسان ما تريده نفسه ،والله تعالى يقول عن الانسان" بل الانسان على نفسه بصيرة، ولو القى معاذيره: 75/14 " فالإنسان بصير بنفسه وسريرته ولكنه لايعلم شيئا عن الروح جبريل عليه السلام .ومع ذلك يتكلم الصوفية وبعض علماء السلفية عن الروح داخل الانسان بزعمهم ووصفها من واقع خيالاتهم وبما يناقض القرآن العظيم.
وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل.
7 ـ إن الانسان يتكون من نفس وجسد والقرآن يتكلم عن أبناء آدم فى جميع اطوارهم بأنهم أنفس ، وليسوا أرواحا. فعن خلق الانسان يقول تعالى" ياأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة :1/4 . وعن الوفاة يقول " الله يتوفى الانفس حين موتها: 39/42 . فالنفس هى التى تخرج من ثوبها الجسدى عندالموت وليست الروح ، ويقول تعالى عن البعث " ماخلقكم ولابعثكم الا كنفس واحدة: 31/28 ".. ويقول عن الحشر يوم القيامة "وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد 50 /21 " ويقول عن الحساب " يوم تاتى كل نفس تجادل عن نفسها 16/111 ".. اذن ففى داخل كل منا نفس، وليست الروح على الاطلاق. – اما الروح فهو جبريل عليه السلام الذى يحمل أوامر الله تعالى حين خلق آدم وحين خلق المسيح وحين كان ينزل بالوحى على الأنبياء ، وقد نزل بالرسالة الخاتمة فى ليلة القدر، وهوـ أى الروح جبريل ـ ينزل فى ليلة القدر من شهر رمضان بكلمة أو أمر الله تعالى ( كلمة كن ) فيما يخص الحتميات الأربعة التى لا مفر منها والتى قدرها الله تعالى وقضى بها لكل انسان من البشر فى ذلك العام من مواليد ووفيات ومصائب ورزق .وذلك حديث آخر شرحه ـ من خلال القرآن الكريم ـ يطول.
نرجو بعد هذا التوضيح ان يكف المسلمون عن الخلط بين الروح والنفس وبين الروح وذات الله تعالى فالله تعالى ليس كمثله شىء وليس له كفوا أحد.
سبحانه وتعالى عما يصفون ..
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

فعلا!
لو بحثنا في القرآن الكريم (أنصح باستخدام برنامج "ذلك الكتاب" 8) ) عن كلمة الروح أو روح لما وجدنا أدنى تشابه بينها و بين النفس.
بل لاحظت أنها كلها تشير إلى جبريل في معظم الآيات.

أما التي في سورة يوسف:

يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا ياَْيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ(87) يوسف

فهي رَوح (بفتح الراء و تسكين الواو) و ليس المقصود بها الروح و إنما "رحمته التي يحيا بها العباد" كما قال الزمخشري رحمه الله.
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

الروح
وسـألـت عن الأرواح، فقـلـت: ما هي؟ وكيف هي؟ وقلت: كيف يميت الله الجسم ولا يميت الروح والله عدل لا يجور؟

فكذلك الله سبحانه عدل في فعله، حكيم في صنعه، لا يجور على أحد من خلقه. فأما ما قلت وسألت عنه من صفة الروح وتفسيره، فالروح: شيء خلقه الله قواماً للأبدان، وحياة للإنسان، به تعمل الجوارح المجعولات، وتتصرف الاستطاعة المخلوقة، تعدم الجوارح الاستطاعة بعدمه، وتثبت فيها استطاعتها بوجوده، شيء خلقه الله وصوره وجعله بحكمته، وافتطره لحياة الأبدان والأعضاء، ويعيش به ما جعل الله في الأبدان من الأشياء، به تبصر الأعين المبصرة، وبه تسمع الآذان السامعة، وبه تنطق الألسن وتشم الأنف، وتبطش اليدان، ويميز القلب، وتمشي الرجلان، جعله الله قواماً لما حوت الأبدان، ودليلاً على قدرة الرحمن - فهذه صفة الروح ونعتة، وبيان ما عنه سألت منه وشرحه - ضعيف محدود، تضمه الأبدان المؤلفة، وتجمعه الأعضاء المتفرقه، ويحويه الجسم ويحده، مخلوق مجعول، وكائن بتدبير الله مفعول، فهذة صفة الروح، وبيان ما عنه سألت وشرحه.

فإن قـلـت: انعته لي بصفة غير هذه أقف عليه بها من لون، وطول، وعرض، وغير ذلك من الصفات؟

قـلنا لـك وأجبناك: بأن الذي ذكرت محجوب عنا، استأثر الله بعلمه، وأبى أن يطلع أحداً على قدرته. فقال: لمن سأل نبيئه عما سألت من الروح وتقديره، وصفته بغير ما وصفناه: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾[الإسراء: 85]، فلم ينبه عليه السلام، ولاإياهم في علم الروح وصفته على غير ما ذكرناه من نعته. وقال: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾، يقول: من فعل ربي وتدبيره وخلقه وصنعه، والشاهد له بالحكمة، ولم يصف الروح بغير ما وصفنا، ولم يستدل عليه بغير ما دللنا.

وليس في نعت ذلك لأحد حجة، ولا لأحد إلى علم كيفيته حاجة، وليس عزوب علم ذلك على الآدميين، إلا كعزوب علم غيره من الأشياء، مثل معرفة صورة ملك الموت، وصورة مالك خازن النار، وصورة إبليس وجنده، فهم خلق من خلق الله، قد اطلع على تكوينهم وتقديرهم وشكلهم، ومثلهم من الملائكة والشياطين، وحجب علم ما علمته أشكالهم من تصويرهم وتقديرهم عن الآدميين، فليس من الآدميين خلق يصف ما ذكرنا بطول ولا عرض، ولا جسم ولا لون، فهؤلاء مخلوقون يصفهم بما ذكرنا شكلهم، ويعرف ذلك مثلهم، قد عجز عن وصفهم الآدميون، وانحسروا عن تحديدهم، وعجزوا عن شرح ألوانهم، وهم خلق من خلق الله قد أظهره، وفعل من فعله قد بينه، لم يحجب عن أمثالهم منه شيئاً، ولم يستر عن أشكالهم منه جزأ، عَجز عقلُك - وعقول أشكالك أيها السائل - عن صفتهم، وانحسَرْتَ ونظراؤك عن تحديدهم، وانقطعتَ وهُمْ عن تقديرهم، فكيف تريد أن تحيط بصفة ما ستر الله علمه، وتقف على تحديد ما منع الله الخلق فهمه، ولم يبين من علم كيفيته في نفسه قليلاً ولا كثيراً للملائكة المقربين، ولا للأنبياء المرسلين، ولا لأحد من المخلوقين. هذا طلب منك للمحال، وجري في ميادين الضلال، وتشبث بفاسد من المقال. وقد وصفنا لك الروح وبيَّناه بالدلائل التي بينه الله لنا بها، وهدانا سبحانه إليها، حتى عرفتَه بغاية المعرفة المفهومة، واستدللتَ عليه بأدل الدلائل المعلومة، التي دلتك على تحديده، وأوقفتْك على تقديره، وشهدتْ لك على أثر صنع الله في تدبيره، وأوضحتْ لك أنه فعل من الله مجعول، وأنه مبعض معمول، تضمه الأعضاء، وتحوزه الأجزاء، وتحويه الأبدان بأبين البيان وأنور البرهان؛ فميز قولنا وتدبر شرحنا، يبن لك أمرك، ويصح لك من ذلك محبوبك

وقـلـت: كيـف يميت الله البدن، ولا يميت الروح وكل يموت؟

فأما معنى خبر الله من إحياء الروح، فإن ذلك بحكمة الله وفضله، وما أراد من الزيادة في كرامة المؤمنين، وأراد من الزيادة في عذاب الفاسقين، فجعل الأرواح حية باقية إلى يوم الدين؛ ليكون روح المؤمن من بعد فناء بدنه في البشارات والسرور، والنعيم والحبور، بما يسمع من تبشير الملائكة بالرضاء والرضوان، من الواحد ذي الجلال والسلطان، وما أعدّ له من الخير العظيم، والثواب الجسيم، كل ذلك يتناهى إليه علمه، ويصل به من ربه فهمه، فيكون ذلك زيادة في ثوابه ومبتدأ ما يريد الله من إكرامه، حتى يكون يوم القيامة المذكور، ثم ينفخ في الصور النفخة الأولى، فيقع بهذا الروح من الموت ما يقع بغيره في ذلك اليوم، فيموت ويفنى، كما فني البدن أولاً.

وكذلك تدبير الله في إبقاء روح الكافر بعد هلاك بدنه، لما في بقاء روحه من الحسرة والبلاء بما يعاين ويوقن ويبلغه من أخبار الملائكة وذكرها لما أعد الله له من الجحيم، والأغلال، والسعير، وشرب الحميم، وما يصير إليه غداً من العذاب الأليم، فروحه في خزي وبلاء، وحسرات تدوم ولا تفنى، وحلول العويل به والشقاء، فيكون ذلك زيادة في عذابه وبلائه، ومقدمة لما أراد الله من إخزائه، حتى ينفخ في الصور، فيحق بهذا الروح ما حق بغيره من الفوت، ويواقعه ما واقع جسمه من الموت، ثم ينفخ النفخة الثانية من بعد موت كل شيء، وهلاك كل حي، ما خلى الواحد الأحد، الفرد الصمد، المميت الذي لا يموت، المحيي الذي لا يخشى من شيء فوتاً.

ولوكانت الأرواح تموت مع موت الأبدان، لكان في ذلك فرج وراحة للكفار، وغفلة وفرحة للأشرار، ولكان ذلك غما وكآبة على المؤمنين، ونقصاناً وتضعضعاً لسرور الصالحين.
فافهم ثاقب حكمة الله وتقديره، وصنعه في ذلك وتدبيره، وما جعل في تأخير موت الأرواح من الكرامة للمؤمنين، والهوان للفاسقين، فإنك إن أفكرت في ذلك بخالص لبك، واستعملت فيه ما جعل الله من مركب فكرك، صحت لك آثار الحكمة في ذلك، وبان لك الأمر من الله سبحانه كذلك.

وفي موضع آخر من الكتاب


خلق الملائكة والشياطين
وسألت فقـلت: من أي شي خُلِقت الملائكة، ومن أي شي خلقت الشياطين؟

الجواب في ذلك: أن الملائكة فيما سمعنا وبلغنا - والله أعلم وأحكم - خلقت من الريح والهواء.

وأما الشياطين فخلقت مما قال الله وحكى من مارج من نار.



منقول لعيونك يااااااااانادر من كتاب المجموعة الفاخرة لجدكم الهادي الى الحق عليه السلام
هذا
واذا كانت الملائكة مخلوقة مثل الانسان ففيها الروح قطعا مثلها مثل الجن والانس....!!!

هذا من جهة من جهة ثانية اذا كان المراد من الروح هو جبريل فكيف لا يعرفها الا الله كما قال تعالى : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وقد عرفها غير ه مثل رسولنا صلى الله عليه وآله فقد رأى جبريل مرتين على صورته التى خلقه الله عليها ..؟؟؟

ثم ماذا عن تسمية رسول الله عيسى بروح الله .؟؟ هل هذا يعني الاشتراك في التسمية .؟؟؟ وا ن هناك من اختص بها غير جبريل ..؟؟؟


يقول الامام الهادي في الفاخرة ما نصه :

وكذلك القرآن؛ لأنه شيء وهو بين السماوات والأرض، وليس القرآن من أعمال العباد التي أضافها الله إليهم في كتابه، ولا من صنعهم الذي نسبه الله إليهم، فالقرآن داخل في هذه الآيات دون عمل العباد كالأنعام والحديد.

وقال: ﴿وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا﴾[الشورى:52]، وقال: ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾[الأنعام: 1]، فأخبر أنه نور والنور مخلوق.

وقال:﴿إنا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾[الزخرف: 3]، وقال: ﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾[النساء: 1]، وكذلك خلق القرآن، إذ جعله قرآناً عربياً كما جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً، بأن خلقهما كذلك.

وقال: ﴿مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ﴾[الأنبياء: 2]، وقال: ﴿أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾[طه: 113]، فأخبر أنه محدث، وأنه ليس بقديم، وإذا كان محدثاً فالله أحدثه، وهو مخلوق والله خلقه.

وقال: ﴿وإن أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ﴾[التوبة: 6]، وقال: ﴿يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾[البقرة: 75] وقال: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمان﴾[الشورى: 52]، وقال: ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾[النساء: 171]، وقال: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ﴾[الحجر: 29]، وقال: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا﴾[التحريم:12]، فأخبر أن القرآن كلامه، وروح من أمره، وأن عيسى كلمته وروح منه، وأنه نفخ في آدم من روحه، وكذلك في مريم، ثم أجمل ذلك كله فقال: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ﴾[آل عمران: 59-60]، فأخبر أن معنى الكلمة والروح خلق من خلقه، وتدبير من أمره، وكذلك القرآن سماه كلامه وروحاً من أمره، ومعنى ذلك أنه خلق من خلقه، وتدبير من تدبيره وأمره. وقال: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ﴾[النحل: 101]، وقال: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[البقرة: 106]،





تحياتي
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

يقول الله ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ﴾

كيف ينظر الكاتب الى تفسير هذه الآية ..؟؟؟
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

هذه مادة كلمة روح من مفردات الراغب ومما يظهر منها ان للروح أكثر من معنى فقد تكون للنفس وقد تكون للوحي وقد تكون لجبريل عليه السلام ... لا أنه مخصوص بها وحده.

وأعتقد أن هذا التفسير لكلمة روح هو الأرجح



روح
- الروح والروح في الأصل واحد، وجعل الروح اسما للنفس، قال الشاعر في صفة النار:

- 202 - فقلت له ارفعها إليك وأحيها *** بروحك واجعلها لها قيتة قدرا

(البيت لذي الرمة من قصيدة له مطلعها:

لقد جشأت نفسي عشية مشرف *** ويوم لوى حزوى فقلت لها صبرا

وتسمى هذه القصيدة أحجيه العرب؛ والبيت في ديوانه ص 246؛ والبصائر 3:103؛ واللسان (حيا) )

وذلك لكون النفس بعض الروح كتسمية النوع باسم الجنس، نحو تسمية الإنسان بالحيوان، وجعل اسما للجزء الذي به تحصل الحياة والتحرك، واستجلاب المنافع واستدفاع المضار، وهو المذكور في قوله: ﴿ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي﴾ [الإسراء:85]، ﴿ونفخت فيه من روحي﴾ [الحجر:29]، وإضافته إلى نفسه إضافة ملك، وتخصيصه بالإضافة تشريفا له وتعظيما، كقوله: ﴿وطهر بيتي﴾ [الحج:26]، ﴿ويا عبادي﴾ [الزمر:53]، وسمي أشراف الملائكة أرواحا، نحو: ﴿يوم يقوم الروح والملائكة صفا﴾ [النبأ:38]، ﴿تعرج الملائكة والروح﴾ [المعارج:4]، ﴿نزل به الروح الأمين﴾ [الشعراء:193]، سمي به جبريل، وسماه بروح القدس في قوله: ﴿قل نزله روح القدس﴾ [النحل:102]، ﴿وأيدناه بروح القدس﴾ [البقرة:253]، وسمي عيسى عليه السلام روحا في قوله: ﴿وروح منه﴾ [النساء:171]، وذلك لما كان له من إحياء الأموات، وسمي القرآن روحا في قوله: ﴿وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا﴾ [الشورى:52]، وذلك لكون القرآن سببا للحياة الأخروية الموصوفة في قوله: ﴿وإن الدار الآخرة لهي الحيوان﴾ [العنكبوت: 64]، والروح التنفس، وقد أراح الإنسان إذا تنفس. وقوله: ﴿فروح وريحان﴾ [الواقعة:89]، فالريحان: ما له رائحة، وقيل: رزق، ثم يقال للحب المأكول ريحان في قوله: ﴿والحب ذو العصف والريحان﴾ [الرحمن:12]، وقيل لأعرابي: إلى أين؟ فقال: أطلب من ريحان الله، أي: من رزقه، والأصل ما ذكرنا. وروي: (الولد من ريحان الله) (الحديث عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: (الولد من ريحان الجنة). أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 4:1467؛ وأخرجه الحكيم الترمذي من طريق آخر عن خولة بنت حكيم؛ وانظر: الفتح الكبير 3:308) وذلك كنحو ما قال الشاعر:

- 203 - يا حبذا ريح الولد *** ريح الخزامى في البلد

(البيت لأعرابية ترقص ولدها، وبعده:

أهكذا كل ولد *** أم لم تلد قبلي أحد

وهو في ربيع الأبرار 3:521؛ وشرح نهج البلاغة 3:22)

أو لأن الولد من رزق الله تعالى. والريح معروف، وهي فيما قيل الهواء المتحرك. وعامة المواضع التي ذكر الله تعالى فيها إرسال الريح بلفظ الواحد فعبارة عن العذاب، وكل موضع ذكر فيه بلفظ الجمع فعبارة عن الرحمة، فمن الريح: ﴿إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا﴾ [القمر:19]، ﴿فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا﴾ [الأحزاب:9]، ﴿كمثل ريح فيها صر﴾ [آل عمران:117]، ﴿اشتدت به الريح﴾ [إبراهيم:18]. وقال في الجمع: ﴿وأرسلنا الرياح لواقح﴾ [الحجر:22]، ﴿أن يرسل الرياح مبشرات﴾ [الروم:46]، ﴿يرسل الرياح بشرا﴾ [الأعراف:57]. وأما قوله: ﴿يرسل الريح فتثير سحابا﴾ (سورة الروم: آية 48، وهذه قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف) فالأظهر فيه الرحمة، وقرئ بلفظ الجمع (وبها قرأ نافع وأبو جعفر المدنيان، وأبو عمرو البصري وابن عامر الشامي وعاصم الكوفي، ويعقوب البصري.

راجع: الإتحاف 348)، وهو أصح. وقد يستعار الريح للغلبة في قوله: ﴿وتذهب ريحكم﴾ [الأنفال:46]، وقيل: أروح الماء: تغيرت ريحه، واختص ذلك بالنتن. وريح الغدير يراح: أصابته الريح، وأراحوا: دخلوا في الرواح، ودهن مروح: مطيب الريح. وروي: (لم يرح رائحة الجنة) (الحديث عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما).

أخرجه البخاري في كتاب الجزية 6:269؛ وأحمد في المسند 5:36؛ وأبو داود في الجهاد برقم (2760) ؛ وانظر: شرح السنة 10:152) أي: لم يجد ريحها، والمروحة: مهب الريح، والمروحة: الآلة التي بها تستجلب الريح، والرائحة: تروح هواء. وراح فلان إلى أهله إما أنه أتاهم في السرعة كالريح، أو أنه استفاد برجوعه إليهم روحا من المسرة. والراحة من الروح، ويقال: افعل ذلك في سراح ورواح، أي: سهولة. والمراوحة في العمل: أن يعمل هذا مرة وذلك مرة، واستعير الرواح للوقت الذي يراح الإنسان فيه من نصف النهار، ومنه قيل: أرحنا إبلنا، وأرحت إليه حقه مستعار من: أرحت الإبل، والمراح: حيث تراح الإبل، وتروح الشجر وراح يراح: تفطر. وتصور من الورح السعة، فقيل: قصعة روحاء، وقوله: ﴿لا تيأسوا من روح الله﴾ [يوسف:87]، أي: من فرجه ورحمته، وذلك بعض الروح.
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

تسلم لي عيووووونك اخ محمد..
كلام كله جميل بس أنا لازلت عند كلامي:

بل لاحظت أنها كلها تشير إلى جبريل في معظم الآيات.


و شكرا على التعقيب أخ نشوان
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“