الاصطفاء .... ( من كتاب الله ) ... زيدي - جعفري !!! .

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الكاظم كتب:بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد .... .

الأخ عبد المؤمن .... بعد التحية .

أولاً : المعذرة على التأخير .

ثانياً : بالنسبَة لاعتباركم فرض إيجاد شخص السابق بالخيرات من الظّلم في حقّ الله سُبحانَهُ وتعالى ، فهو رحمَكَ الله إيرادٌ منكم غيرُ مُناسب ، لأنّ هُناكَ أُناس تحقّق لهُم إيجادُ هذا الشّخص ، فهذا الأمر من الله سبحانه وتعالى غيرُ مُستحيل ، لوقوفِ البعض على شخصِ الّسابق بالخيرات من ولد فاطمة ، وعدم وقوفِ آخَرين ، على أنّ الآخَرين هؤلاء ينقسمون ، منهُم من يُريدُ مَعرفَتَه ويَبحثُ عنه ، ومنهُم مَن لا يُريدُ ولا يَبحَثُ عنه .

وهناك اناس لم يتحقق لهم ايجاد هذا الشخص فهل هم مسؤولون عن عدم ايجادهم لهذا الشخص ؟
لنقل ان هذا الانسان السابق بالخيرات وجد فى الشام فما ذنب اهل الحجاز؟ او العكس
السؤال هل نحن ملزمون بتقفى ائر هذا الانسان السابق بالخيرات ؟
او هل مطلوب منا ان نقتدى بهذا الشخص ؟



الكاظم كتب:
ثالثاً : أخي الفاضل ، إن كُنتم موقنينَ مؤمنين باعتبار فرض الله سبحانه وتعالى إيجاد شخص السّابق بالخيرات من الظّلم في حقّ الله تعالى ، فكيفَ تقولون إن قلنا : أنّ في فرضِ الله سُبحانه وتعالى علينا الإيمانِ بحجّيَة مهديّكم الغائب محمد بن الحسن العسكري، تكليفٌ من الله لنا بما لا يُطاق . وأنّه أمانُ الأرضِ لأهل الأرض ، وأنه صاحبُ سفينة نوح للنّاس اليوم ، وأنّه القائم بحجج الله على البرايا والخلائق أجمعين ، وهُوَ معَ ذلك لايَظهرُ بل لا يقومُ بشيءٍ من هذا كلّه ، وبمعنى آخرَ ، اسمٌ بلا مُسمّى ، حجّةٌ بالاسم ، بلا حجّةٍ في الحقيقة . أضِف إلى ذلك أخي الكريم أنّه لم يصِل بعضٌ من النّاس بعضُ أو بعضُ بعضِ حجيّة هذا الإمام الغائب ، حتّى نقولَ أنّ هذا لا ينطبق عليه الّظلم من الله للعباد بتكليفهِم ما لا يُطاق ، فافهَم ذلك رحمك الله .


بالنسبة للامام المهدى عليه السلام اعتقد ان الجميع متفق على خروجه سواء كان محمد بن الحسن العسكرى او غيره وخروجه بعد ان كان غائبا او انه سوف يولد ويظهره الله ويصلحه .

وكلامك فيه من الوقعية الشىء الكثير فاذا كنت اشتكى من ان الوارثون للكتاب لم ينص عليهم وانما السبق هو ميزان كفاءتهم والدليل عليهم وان هذا يعتبر ظلما فى حق الانسان المسلم
فكيف لا انتقد امامى الغائب وهو الحجة و كيف اصدق بوجوده وهو عدم ولا وجود له ؟

الاما م المهدى عليه السلام ليس فكرة شيطانية احبكت اطرافها وحيكت ونسجت من الخيال لان قبل المهدى عليه السلام هناك ائمة وعددهم احد عشر اماما والمدة الزمنية التى عاشها هؤلاء الائمة على انهم ائمة الشيعة واعتقد انهم ليسوا معزولين عن المجتمع وما يقال ويذاع وينشر فيه من اقوال على انهم ائمة الروافض اقصد الائمة الاحد عشر ومن المؤكد ان فكرة المهدى ليست فكرة طارئة فهناك احاديث للرسول صلى الله عليه وآله وسلم تدل على ان هناك مايسمى بالمهدى واحاديث عن الائمة الاثنى عشر .

اما عن غيبته ووجوده وعدم وجوده فهو شىء محير ولا استطيع ان اجزم انه خرافة او انه واقع
ثم ما السر لبقاءه غائبا ؟ واسئلة كثيرة ومحيرة والغيبة فى حد ذاتها ليست بامر يعجز عنه خالق الاكوان ولكن الامر المهم هل هو موجود حقا ؟ ولو كان غائبا و لكنه موجود فى هذه الحالة يعتبر الامر اعجازى ولحكمة ارادها الله فى حدوث مثل هذا الامر ووجوده يعتبر تسديدا للعلماء الموجودين وقد يتواصل معهم ولكننا لا نراه والعلم عند الله .

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

هؤلاء الائمة هل هم ائمة للشيعة الاثنى عشرية ام لا؟
وهل هم يعلمون انهم ائمة الشيعة الاثنى عشرية؟
وهل زيد بن على يعلم انه هناك ائمة للشيعة الاثنى عشرية ؟

علي بن ابى طالب
الحسن بن على
الحسين بن على
على بن الحسين السجاد
محمد الباقر
جعفر الصادق
موسى الكاظم
على بن موسى الرضا
محمد الجواد
على الهادى
الحسن العسكرى
الحجة بن الحسن
عليهم جميعا سلام الله

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

عبد المؤمن كتب:هؤلاء الائمة هل هم ائمة للشيعة الاثنى عشرية ام لا؟
وهل هم يعلمون انهم ائمة الشيعة الاثنى عشرية؟
وهل زيد بن على يعلم انه هناك ائمة للشيعة الاثنى عشرية ؟

علي بن ابى طالب
الحسن بن على
الحسين بن على
على بن الحسين السجاد
محمد الباقر
جعفر الصادق
موسى الكاظم
على بن موسى الرضا
محمد الجواد
على الهادى
الحسن العسكرى
الحجة بن الحسن
عليهم جميعا سلام الله
ايها الاخ المحترم الكاظم
الايستحق سؤالنا التعقيب ؟

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

عبد المؤمن كتب:



علي بن ابى طالب
الحسن بن على
الحسين بن على
على بن الحسين السجاد
محمد الباقر
جعفر الصادق
موسى الكاظم
على بن موسى الرضا
محمد الجواد
على الهادى
الحسن العسكرى
الحجة بن الحسن
عليهم جميعا سلام الله

هؤلاء الائمة هل هم ائمة للشيعة الاثنى عشرية ام لا؟
وهل هم يعلمون انهم ائمة الشيعة الاثنى عشرية؟
وهل زيد بن على يعلم انه هناك ائمة للشيعة الاثنى عشرية ؟

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

عبد المؤمن كتب:
عبد المؤمن كتب:



علي بن ابى طالب
الحسن بن على
الحسين بن على
على بن الحسين السجاد
محمد الباقر
جعفر الصادق
موسى الكاظم
على بن موسى الرضا
محمد الجواد
على الهادى
الحسن العسكرى
الحجة بن الحسن
عليهم جميعا سلام الله

هؤلاء الائمة هل هم ائمة للشيعة الاثنى عشرية ام لا؟
وهل هم يعلمون انهم ائمة الشيعة الاثنى عشرية؟
وهل زيد بن على يعلم انه هناك ائمة للشيعة الاثنى عشرية ؟

اين الاخ الكاظم ؟
ارجو ان يكون بخير وعافية والمانع خيرا ان شاء الله .

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

العفو منكم ... أخي الفاضل (عبدالمؤمن).

طلبتُم الإجابَة على الأسئلَة ، وأنا أظنّ يا عزيزي أنّ أسئلتكم هذه خارجَة عن أصل موضوعنا ، ( وإن كُنتُ مؤمناً في قرارة نفسي ، أنّ حوار الجعفرية في أي مسألة يجب أن يجرّ إلى نقاش النصّ ، لأنّه الأصل ، فإن انهارَ ، انهارَت بقيّة الاعتقادت ) ، ولكن سأواصلُ معكم حول تساؤلاتكم ، باختصار ، لا تسمح ظروفنا الحالية ، بالتطويل فيه :

* سردتُم أسماء أئمّـتكم الإثني عشر ، وسألتُم:

سؤال : هؤلاء الائمة هل هم ائمة للشيعة الاثنى عشرية ام لا؟

جواب : الأئمّة الإثني عشر ليسوا أئمّة للجعفرية .

سؤال : وهل هم يعلمون انهم ائمة الشيعة الاثنى عشرية؟

جواب : الأئمّة الإثني عشر ، لا يعلمون أنّهم أئمّة للجعفرية .

سؤال : وهل زيد بن على يعلم انه هناك ائمة للشيعة الاثنى عشرية ؟

جواب : زيد بن علي (ع) ، لا يعلم أنّ هناك أئمّة إثني عشر .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الكاظم كتب:العفو منكم ... أخي الفاضل (عبدالمؤمن).

طلبتُم الإجابَة على الأسئلَة ، وأنا أظنّ يا عزيزي أنّ أسئلتكم هذه خارجَة عن أصل موضوعنا ، ( وإن كُنتُ مؤمناً في قرارة نفسي ، أنّ حوار الجعفرية في أي مسألة يجب أن يجرّ إلى نقاش النصّ ، لأنّه الأصل ، فإن انهارَ ، انهارَت بقيّة الاعتقادت ) ، ولكن سأواصلُ معكم حول تساؤلاتكم ، باختصار ، لا تسمح ظروفنا الحالية ، بالتطويل فيه :

* سردتُم أسماء أئمّـتكم الإثني عشر ، وسألتُم:

سؤال : هؤلاء الائمة هل هم ائمة للشيعة الاثنى عشرية ام لا؟

جواب : الأئمّة الإثني عشر ليسوا أئمّة للجعفرية .

سؤال : وهل هم يعلمون انهم ائمة الشيعة الاثنى عشرية؟

جواب : الأئمّة الإثني عشر ، لا يعلمون أنّهم أئمّة للجعفرية .

سؤال : وهل زيد بن على يعلم انه هناك ائمة للشيعة الاثنى عشرية ؟

جواب : زيد بن علي (ع) ، لا يعلم أنّ هناك أئمّة إثني عشر .

ماالدليل على أن :

جواب : الأئمّة الإثني عشر ليسوا أئمّة للجعفرية .


ماالدليل على أن :
جواب : الأئمّة الإثني عشر ، لا يعلمون أنّهم أئمّة للجعفرية .

ماالدليل على أن :

جواب : زيد بن علي (ع) ، لا يعلم أنّ هناك أئمّة إثني عشر .

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الاخ الكاظم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س : ذرية الامام الحسن والحسين الى يوم القيامة هؤلاء من ذرية ابراهيم ؟

اذا كان جوابك بنعم

وقولك ان الله اصطفاهم كلهم واورثهم الكتاب فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات باذن الله .

س: كيف توفق بين قولك وقوله تعالى

"ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون"
سورة الحديد آية 26

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أقول رحمك الله فيما أوردتَه ، أنّه يُقوّي كلامنا السّابق ويُعزز أركانه ، فإنّ الله تعالى جعل الأنبياء وإرث الكتاب ، الذي هو فهم تأويله وناسخه ومنسوخه وأحكامه ، في ذرية نوح ، وإبراهيم فمن ذرية نوح (ع) ، وقد أعطاهُ الله النبوّة ووعدهُ بأن تكون الإمامة في عَقِبه ، فكان له إسحاق ومنه بنوا إسرائيل أعطاهم الله النبوّة والكتب وجعلَ منهم الأحبار والرّهبان العالمون بكتب أنبياءهم المنزلة عليهِم ، وكذلك كان من عقب إبراهيم إسماعيل وقد جعل الله النبوة في محمد بن عبدالله (ص) من عَقِبِه ، واتفقَنا وإياّكم أنّ آل إبراهيم اليوم المعنيّون بالتخصيص الإلهي بالإمامة هم ذريّة محمد ، الذين هم آل إبراهيم ، فكانت ذرية محمد ناسخةً في الاصطفاء لما قبلها من الذريات ، كما كان دين جدّهم ناسخاً لما قبله من الأديان السماوية ، وهم المتبوعين ، وغيرهم الأتباع .

وأمّا قوله تعالى : ((فمنهم مهتدٍ وكثير منهم فاسقون)) ، فهو يشهدُ لقولنا في أنّ أهل البيت فيهم المُهتد السّابق بالخيرات المؤهّل للإمامَة ، وفيهِم المُقتصدون العالمون العابدون ، وفيهم الظالمون لانفُسِهم وهم الكثير ، وهذا ما نشهدُهُ اليوم من هذه الذريّة فقليلٌ مَن هو على الحقّ منهُم .

وأمّا على شرط الجعفرية أنّ آل إبراهيم هم أئمة الجعفرية الإثني عشر ، فإنّا نسأل عن : مَن هُم الكثير الفاسقون من أهل البيت الذين هم آل إبراهيم ، الذين هم أئمّتكم الإثني عشر ؟! ، ولسنا نقول هذا إلاّ لأنّكم أخرجتم بني الحسن وبني الحسين غير أئمّتكم من أن يكونوا هُم أهل البيت المعنيّون في الأحاديث والآيات ، فأخبرونا رحمكم الله مَن هُم الفاسقون الظالمون لأنفُسهم من ذرية محمد الذي جعل الله فيهم إرث الكتاب ، الذي هو إرث فهمه ، وأما النبوّة فقد خُتِمت بمحمد (ص) ؟!!

وهذا فواضحٌ ولله الحمد .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الكاظم كتب:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أقول رحمك الله فيما أوردتَه ، أنّه يُقوّي كلامنا السّابق ويُعزز أركانه ، فإنّ الله تعالى جعل الأنبياء وإرث الكتاب ، الذي هو فهم تأويله وناسخه ومنسوخه وأحكامه ، في ذرية نوح ، وإبراهيم من ذرية نوح (ع) ، وقد أعطاهُ الله النبوّة ووعدهُ بأن تكون الإمامة في عَقِبه ، فكان له إسحاق ومنه بنوا إسرائيل أعطاهم الله النبوّة والكتب وجعلَ منهم الأحبار والرّهبان العالمون بكتب أنبياءهم المنزلة عليهِم ، وكذلك كان من عقب إبراهيم إسماعيل وقد جعل الله النبوة في محمد بن عبدالله (ص) من عَقِبِه ، .
ذرية ابراهيم عليه السلام التى اتت بعده كان من نصيبها النبوة والامامة حتى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم / وهذه الذرية لم تخل من فاسقين اليس كذلك ؟/
فهل اورثهم الله النبوة والامامة وراثة عامة اولا ثم ظهر منهم من هو فاسق لم يستحق؟
ام ان الله اصطفى منهم الانبياء والائمة ومنعها عن الفاسقين ؟


الكاظم كتب: وأمّا قوله تعالى : ((فمنهم مهتدٍ وكثير منهم فاسقون)) ، فهو يشهدُ لقولنا في أنّ أهل البيت
فيهم المُهتد السّابق بالخيرات المؤهّل للإمامَة
وفيهِم المُقتصدون العالمون العابدون
وفيهم الظالمون لانفُسِهم وهم الكثير
وهذا ما نشهدُهُ اليوم من هذه الذريّة فقليلٌ مَن هو على الحقّ منهُم
.
.
مالفرق بين الظالم لنفسه والفاسق ؟
حسب ما جاء فى بحثكم ان الظالمين لانفسهم يدخلون الجنة وهم مغفور لهم لانهم من المصطفين مع انهم هم الفاسقون .
الآية تقول ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا
المصطفون هم اورثهم الله الكتاب
والاصطفاء اختيار قليل من كثير ليس اصطفاء الكثير لاختيار القليل .

قلت ان آل محمد متبعون وغيرهم تابع لهم
اذن من حق الناس معرفة من يتبعون
انتم اتبعتم زيد بن على مع انه لايعرف انه متبوع و مصطفى لكى يتبعه الناس .

بما ان الامام على منصوص عليه وكذلك الحسن والحسين وتبعهم الناس لاجل انهم منصوص عليهم اذن من حق الحسين ان يعرف من يخلفه ومن حق الناس ان يعرفوا من يتبعون .

اذن لا لوم على ابى بكر وعمر وغيرهم اذا تخطوا الامام على والحسن والحسين عليهم السلام
لان الاصطفاء عام ولايوجد اى علامة على ان الامام على منصوص عليه ولاحتى الحسن والحسين عليهم السلام .

اذا كان الله تعالى اصطفى ذرية الحسن والحسين عامة واورثهم علم الكتاب اذن فمن حق الناس ان يتضلموا لانه من حقهم على الله ان يعلمهم مسبقا عن المصطفين لاتباعهم .

ثم ان علم الكتاب ليس محصورا على المصطفين فقط فقد اظهرت الحقب السالفة كثير من العلماء من العامة لهم علم فى الكتاب ويتبعهم المسلمين فهل هؤلاء يتبعون الانسان الخطا ؟


الآية تقول " ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا "
كلمة عبادنا / هل تعنى جميع من اسلم ؟ / ام تعنى كل ذرية آل محمد ؟ حرف من فى الآية اليس للتبعيض ؟ وهل المصطفون هم بعض من ذرية آل محمد ؟
الله تعالى او رث الكتاب لذرية آل محمد عامة / فاين موقع الناس من كلمة عبادنا ؟
ليس الامر فقط هو وراثة علم الكتاب انما هى الامامة ومنها الائمة اى تابع ومتبوع
كيف يكون تابع وهو لايعتمد على التعيين فى الاصطفاء بل على السبق ؟
لو ان الامر ان السابق هو من يكون متبوعا ومن لايتبعه لايؤاخذ ويجرم فلاباس
ولكن الامر امامة وائمة وخلافة لسيد البشرية وائمة اثنى عشر
اذن لابد من النص الذ ى بدا مع الامام على عليه السلام حتى الامام الثانى عشر
والا لامعنى للاصطفاء ويكون اصطفاءا عشوائى وما على الناس الا الانتقاء وهذا الاصطفاء لايعول عليه ولايؤثم تاركه لانه اصطفاء قد يصيب ويخطأ .


الكاظم كتب: وأمّا على شرط الجعفرية أنّ آل إبراهيم هم أئمة الجعفرية الإثني عشر ، فإنّا نسأل عن : مَن هُم الكثير الفاسقون من أهل البيت الذين هم آل إبراهيم ، الذين هم أئمّتكم الإثني عشر ؟! ، ولسنا نقول هذا إلاّ لأنّكم أخرجتم بني الحسن وبني الحسين غير أئمّتكم من أن يكونوا هُم أهل البيت المعنيّون في الأحاديث والآيات ، فأخبرونا رحمكم الله مَن هُم الفاسقون الظالمون لأنفُسهم من ذرية محمد الذي جعل الله فيهم إرث الكتاب ، الذي هو إرث فهمه ، وأما النبوّة فقد خُتِمت بمحمد (ص) ؟!!

وهذا فواضحٌ ولله الحمد .

اذا كان عدد ائمتنا اثنى عشر اماما
فكم الكثير منهم الذى هو فاسقا ؟ وكم يبقى منهم مهتدى ؟
اعتقد العدد قليل حتى ينطبق عليه تفسيرك الذى تعول عليه .
اعتقد ان الاصطفاء الذى ندعيه للاثنى عشر اماما هو الاصوب لان باقى الذرية هو من يكون منها القاسط والضالم لنفسه لكن ليس منهم يتم الاصطفاء بل المصطفون هم حالة انتقاء الهية كما مع الامام على والحسنين و بنص الهى .
اذا كا ن الامام على والحسنين منصوص عليهما ولم يقبلهم المجتمع الاسلامى فكيف بمن جاء به السبق / اعتقد ان الله اصطفى من لهم الامامة واورثهم علم الكتاب .
اما عن باقى العباد فمنهم ظالم لنفسه ومنهم القاسط / اقصد بالعباد باقى المسلمون ومعهم من بقى من ذرية ابراهيم .

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الكاظم كتب:بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد النبي الأمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، ورضوانه على الصحابة الراشدين ، والتابعين لهم بخيرٍ وإحسانٍ إلى يوم الدّين .



قولُ الله تعالى : (( والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير () ثم أورثنا الكتاب الذين اصْطَفَينَا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير )) ، واستحضَرنا تأويل وتفسير فقيه الآل الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي (ع) ( ت 247هـ ) ، والذي منه : أنّ الظالم لنفسه : هُو المُرتكبُ للخاطيا والذنوب من أهل البيت ( أبناء الحسن والحسين ) ، والمُقتصد : هُو الزاهدُ العابد المُشتغلُ بنفسه وبربّه ، والسابق بالخيرات : هُو الإمام الداعي إلى الله من ذرية الحسن أو الحسين (ع) ، وكذلكَ كان تأويل الإمام الهادي إلى الحق في القياس ..

ثم أورثنا الكتاب الذين اصْطَفَينَا من عبادنا

كيف تمت عملية وراثة علم الكتاب؟
وهل هى وراثة عامة كما تقول ؟
اذن لم يحتاجون الى من يعلمهم ويدرسون ويتعلمون على يديه ؟
اذا كان علمهم موروثا / فهل من يعلمهم هو ايضا وارثا للعلم ؟
ام من يعلمهم اخذ علمه من الكتب ؟
نحن نرى الآن الكثير ممن هو يعدون من ذرية آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من ذرية الحسنين عليهما وعلى ابيهما سلام الله تعالى لايستطيعون فك الخط وعلمهم محدود مع انهم ناس فضلاء وليسوا فاسقين وظالمين لانفسهم :
اين العلم الذى اورثه الله اليهم ؟
اليس من اورثهم علم الكتاب هو الله تعالى ؟
اين هذا العلم وهو يحتاجون الى من يعلمهم ؟
هؤلاء المصطفون الوارثون لكتاب الله من ذرية الحسنين المفروض انهم بحر متلاطم فى فهم الكتاب واسراره لان الله معلمهم ومورثهم علم الكتاب /
فهل يحتاجون الى من لم يورث علم الكتاب ليعلم من اورثه الله علم الكتاب ؟
الامام على عليه السلام يقول " علمنى رسول الله الف باب من العلم يفتح لى منه الف باب من العلم "
من سيعلم الحسن والحسين ؟
من سيعلم كل فرد فى ذرية الحسنين ؟
اذا كان الكل اورث علم الكتاب / وفى فترة من الزمن لم يعمل بما ورثه الله ثم عاد الى رشده : فهل يستطيع ان يقول انا لدى علم الكتاب وياخذ فى تعليم غيره؟
كل ذرية الحسنين مصطفون ولديهم علم الكتاب / عجيب امرك يا الكاظم / اتفترى على الله ؟
الآن وذرية الحسنين موجودة فى كل المعمورة اطلب منك ان تحضر لى واحد علمه الله واورثه علم الكتاب ولم يعلمه احد ولم يتتلمذ على يد احد من العلماء ؟ وبشر ط ان من علمه هو ممن اورث علم الكتاب من الله تعالى.
اتفترى على الله يا ايها الكاظم ؟ !!!!!!!!!!!!
الله تعالى اورث عامة ذرية الحسنين علم الكتاب / طيب آمنا بالله
اذن هو علم الهى ربانى وليس مكتسب من الكتب والعلماء
هل كل ذرية الحسنين علمهم ربانى وانا اعرف منهم الكثير لايعرف احكام بعض الجزئيات ؟
اذا كان علمه علم ربانى / فكيف يستطيع ان يستخرجه ويقول انا لدى علم ربانى ولا احتاج الى علمائكم لكى اتعلم ؟
اعطنى كل الائمة للمذهي الزيدى ومنهم زيد بن على / هل ولد عالما ؟ ام علمه والداه الذين اورثهم الله علم الكتاب ؟
هل ولد ووجد نفسه لديه علم الكتاب؟
والائمة فى وقتنا الراهن كحميد الدين / كيف كان علمه ؟
هل هو علم موروث من الله ام درس وتعلم على ايدى العلماء؟
ام اخذ علمه من والداه وورثوه العلم ؟
اذن الله لم يورثه العلم بل والداه من ورثاه العلم ؟
هناك اناس من ذرية الحسنين يحتاجون من يعلمهم بعض مسائل الفقه فكيف بك بعلم الكتاب ؟
كيف يكونون ظالمين لانفسهم وهم علمهم موروث من الله / على الاقل يتخذون علمهم كواجهة لاغراضهم الغير مشروعة .
ولماذا كل ذرية الحسنين اورثهم علم الكتاب ؟
الا يكفى بعضا منهم لارشاد الناس ؟
اذا كان علما موروثا من الله فهذا معناه انه علم لدنى وليس مكتسب باى طريقة من الطرق .
ماذنب من لم يعلمه اباه الذى ورث العلم من الله ؟
وهل يحتاج الابن الى علم اباه وقد ورثه الله العلم كاباه ؟

ايها الكاظم / صبرت عليك كثيرا / مشاركاتى لاترد عليها / مترفعا معتذرا انها خارج صلب الموضوع / جئت الى منتدى يا حسين فارضا عضلاتك / وجئتك من منتدى ياحسين قصدى استفيد منك لكنك متعالى وشامخ بانفك / الآن عليك الاجابة ياصديقى الزيدى على اسئلة صديقك الإمامي او اعترف انك مخطا فى ما كتبته وخطته يداك / تذكر الاجابة على كل سؤال ولا اريد ان تتخطى ايا من هذه الاسئلة / اريد ان ارى الاصطفاء عام ام الاصطفاء خاص / ولكم تحياتى .

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

العفو منكم ، أخي عبدالمؤمن ، والمؤمن لابد من أن يعتذر لأخيه المؤمن ، وخصوصاً أني انقطعت فترة عن المجالس ، على العموم لا بأس ، لكم تحياتنا .


===========

إن قيل : قلتم معشر الزيدية بأنّ الاصطفاء الإلهي جاءَ عامّا في ذرية علي وفاطمة ، بني الحسن والحسين ، الذين هم آل إبراهيم ، فأخبرونا هل أورثهم (أورث آل إبراهيم) الله النبوّة الإمامة وراثة عامة أولاً ، ثمّ ظهرَ منهم مَن هو فَاسق لم يَستحق؟ أم أنّ الله اصطفى منهم الأنبياء و الأئمّة ومَنعَهَا عَن الفَاسقين ؟

قلنا : الحقّ في المسالة أنّ القرآن يُفسّر بعضُه بعضاً ، وليسَ آيةٌ تنقض آيةً أخرى ، بل تُعزّزها وتقويها ، وقد قرأنا قول الله تعالى : ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )) فالاصطفاءُ من الله تعالى كان عامّاً ، لذرية إبراهيم، ثمّ استثناهُ الله تعالى بإخراج الظالمين ، وهؤلاء الظالمين فهم المقصودون ، بصفة الظلم للنفس في قول الله تعالى : ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ)) ، ومنهُ فإنّ الاصطفاء كان عاماً في ذرية إبراهيم (ع) ، اصطفاهم في أصلاب آبائهِم ، فلمّا خرجوا وتُكُلِّفوا انقسموا حسب أعمالهم إلى ثلاث فئات ، فئةٌ سابقةٌ بالخيرات وهم الأئمة ، وفئة مقتصدون عابدون زاهدون ، وفئةٌ ظالمة لنفسها تعمل بالمعاصي . وليس نقول أنّ الله اصطفى للنبوّة (بمعنى اختارَ) أُناساً مُحدّدين من ذريّة إبراهيم ومنعَها عن الباقين ، بُعذرِ أنّ الباقين ليسوا من أهل الإصطفاء ، بل نقولَ أنّ الله اختارَ واصطفى أناساً من أهل الاصطفاء ليقوموا بالنبوّة وذلكَ لمّا عَلِمَ صلاح ومَلَكَة وحُسن سيرة هؤلاء النّاس وفضلهم على سائر المُصطفين ، وهذا أصلٌ مهم ، يجب أن يُتنبّهَ له . فمثلاً ، نحن لا نقول أنّ الله اختار موسى دونَ غيره من بني إسرائيل ، لأنّ غيره ليسوا حقيقون بالاختيار أي ليسوا من أهل الاصطفاء الرّباني ، بل نقول أنّ الله اختار موسى من قومٍ مُصطفونَ في الأصل لأنّه من بني إسرائيل ، اختارَهُ من هؤلاء لمّا عَلِمَ صلاحَهُ لأمرِ النبّوة ، وسبرَ ظاهرَهُ وباطنه فوجدهُ بالنبوّة خليقاً . وهذا الكلام يخصّ الأنبياء الذي كان تعيينُهُم من الله سبحانه وتعالى بالوحي ، والرسول (ص) آخرُهُم ، وقد انقطعَ الوحي بعده (ص) بنص الإمام علي (ع) في نهج البلاغة ، فكانت ذريّة إبراهيم باقية في ذرية محمد ، وذرية محمد فهي ذرية علي وفاطمة ، سادات بني الحسن والحسين ، ومن هذه الذرية يكون الأئمة ، والأئمّة فهم السّابقون بالخيرات في الآية دون الظالمين لأنفُسهِم ، لأنّ الله تعالى قد استثنى الظالمين من الإمامة عندما قال جلّ شأنه : ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )) وهذا استثناءٌ ظاهرٌ للظالمين من الإمامة .

إن قيل : فما يمنعُ أن يكون آل إبراهيم على قولكم هم جميع ذريّة فاطمة ، بني الحسن وبني الحسين ، وأنّ الله قد اصطفاهُم اصطفاءً عامّاً ، ولكنّ الله قد اختارَ أناساً من المُصطفين هؤلاء ، هم الإثني عشر دون البقيّة ، كما اختار الله أنبياءَهُ من بين المُصطفين عموماً .

قُلنا : قَد رددتُم بهذا على عقيدتكم في أصل الاصطفاء الفاطمي ، ومتى ما آمنتم به فإنّ عليكم أن تؤمنوا بانتفاء النّص على الإثني عشر ، لأنّ خطاب الله تعالى في قوله جلّ شأنه : ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) جاءَ عامّا في صلاحيّة جميع الذريّة للإمامة إلاّ الظالمين ، والذرية فمنها الحسني والحسيني ، وليست تُفيدُ تقييداً ولا تخصيصاً ، وكذلك القول في آية فاطِر ، وأمّا على أصل كلامكم أعلاه ، فإنّا لا نُسلّم لكم إلاّ بكتابٍ (قرآنٍ) جديد يُقيّد خروج بقيّة أهل الاصطفاء من الصلاح للإمامة ، عدا الاثني عشر ، كما قيّد الكتاب وقرّر خروج الظالمين منهم (من أهل الاصطفاء) من الاستحقاق للإمامة ، فافهم ذلك أيّها القارئ ، وأعد قراءة ما سبق مراراً وتكراراً ، وتدبّر آي الكتاب العظيم تجدهُ كما قُلنا ، بل ستجدهُ على أصل صاحب القول السابق أوضحُ من الشمس رابعَة النّهار . ولسنا نذكرُ هذا الاحتجاج إلاّ مُتنزّلين على فرض أنّ الجعفرية وأصل مذهبهم يقول بهذا ، وهذا فليسوا يؤمنونَ به ، وليسوا يؤمنون بأهل اصطفاء من بني فاطمة ، أبناء الحسن والحسين غير أئمّتهم . فافهم ذلك ، فإن غالطوا هذا ، أو فإن تحرّر مُتحرّرٌ منهم ، وتركَ التقليد وآمنَ بهذا القول وتجاهل احتجاجنا السّابق ، فإنّه بهذا يحتاج على مذهب الجعفرية لقول معصوم يُصحّح اعتقادَهُ هذا ، لأنّهُ يُستحال أن يكون له قولٌ ولأصحابه قولٌ آخر في الاصطفاء ، ثمّ يدّعونَ جميعاً أنّ أقوالَهُم هي أقوال أئمّتهم الإثني عشر ، وقد سبقَت هذه الظاهرة لدى سلف الجعفرية ، وسَل أهل التحريف منهُم وأهل الإثبات لما بين أيدي المسلمين اليوم ، ثمّ سَل أصحاب إثبات السّهو على المعصومين (ص) ، وعدم إثباته ، مع ادّعاء الجميع أنّهم للأئمّة الإثني عشر تابعون ، ولسنا نُشيرُ هنا إلاّ لأهل البحث والتحرّي ، لا إلى المُقلّدة الباحثين عن الأعذار .


وإن قيل : اتّضح قولكم ، فخبّرونا مالفرق بين الظالم لِنَفسه والفَاسق ؟ لأنّا وجدنا في قولكم السّابق أن الظالمين لأنفسهم يدخلون الجنة وهم مغفور لهم لأنهم من المصطفين مع أنهم هم الفاسقون .

قلنا : الظالم لنفسه هو صاحب المعاصي ، وهو فاسق ، ولسنا نقول أنّ الفاسقين ستُغفرُ ذنوبهُم (إلاّ بتوبة صادقة) بل هي رواية نحكيها جاءت من طريق الجعفرية ، رَواها صاحب بحار الأنوار عن الباقر (ع) ، وقد علّقنا عليها ، فلتُراجَع .

إن قيل : الآية تقول : (( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)) ، المصطفون هم أورثهم الله الكتاب ، والاصطفاء اختيار قليلٍ مِن كثير ، وليسَ اصطفاء الكثير لاختيار القليل .

قٌلنا : فكيف ترونَ اختيارَ الله لبني الإنسان دونَ غيرهِم ليخلٌفوا الأرض وهم الكثير ، ثم يصطفي ويختارُ منهُم القليل للنبوّة و الإمامَة الحقّة ، وكيفَ ترونَ تفضيلَ الله لجميع بني إسرائيل ثمّ هُوَ يختارُ منهُم القليل فيجعلُهم أنبياء ، ألا ترى الله سبحانه وتعالى يُخاطب عتاة بني إسرائيل مُذكّراً لهم نعمائه عليهم ، وتأمّل أنّه يذكُرُهُم ويُدخلُهُم ضمنَ من فضّلَهُم على العالمين وهم العُتاة !! ، وإنّما مثلُهُم كمثل الظالمين لأنفُسهم من ذرية الحسن والحسين المُفضّلين المُصطفين في الأصل ، فيقول جلّ شأنه : ((يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)) ، ثمّ كيفَ ترونَ رحمكم الله قول الله في آية الحديد : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)) ، أليسَ هذا اصطفاءُ كثير ، واختيارُ قليل .

إن قيل : قلتم معشر الزيدية أن آل محمد مُتّبَعون وغَيرُهم لهم أتباع ، إذاً مِن حق الناس مَعرِفَة مَن يَتبعون ، أنتم اتبعتم زيد بن على مَعَ انّه لايعرف انّه متبوع و مصطفَى لكي يتبَعَه النّاس .

قلنا : نعم من حقّ النّاس أن يعرفوا من يتبَعون ، وقد نبّهُهم الرسول (ص) بإذن ربه على ذلك ، عندما قال : (( إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا منن بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض )) ، وقوله (ص) : (( مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرقَ وهوى )) ، وهذا كلّه حثّ بالتمسّك بأهل بيت رسول الله (ص) ، الذين هم السّابقون بالخيرات من بني فاطمة والمقتصدين دون الظالمين ، ويدخلُ المقتصدون القدوات في هذا ، وليسَ لكم مع هذا أن تنعتوا زيد بن علي (ع) بأنّه لم يكن يعلمُ أنّه مُصطفىً ، بل كان (ع) يعلمُ أنّه من أهل بيتٍ اصطفاهُم الله ، وليسَ يقول هذا إلاّ مَن لم يطّلع على كتاب الصفّوة لزيد بن علي (ع) ، ولم يطّلع على نزرٍ بسيطٍ منه جاء فيه : (( ..فَإن زَعَم مَن خَالفَ آل محمّد [يعني سادات بني الحسن والحسين ] صلى اللّه عليه من أهلِ هَذه القِبلة أنهُم هم الذين أورثوا الكتاب، وأنهُم هم أهل الصَّفوة، وإنمَا ذَكَر اللّه عز وجلّ آل إبراهيم دون آل محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم، فَهُم أولى بآل إبراهيم ، أمْ آل محمّد أولى بآل إبراهيم ؟)) ، وهذا بإثباتٌ أنّ سادات نبي الحسن والحسين هم أهل الصّفوة والإمامة دون غيرهم من النّاس ، بَل قد روَتَ الجعفرية أنّ زيداً (ع) خرجَ مُدّعياً للإمامة على مذهب الزيدية ، ولن يدعوا لها إلاّ وهُو يعتبرُ نفسَهُ من أهل الصّفوة الحسنية الحسينية ، فقد روى ثقة الجعفرية ومُحدّثهم محمد بن يعقوب الكليني في [ أصول الكافي باب الاضطرار إلى الحجة ، ح5 ] عن عن علي بن الحكم عن أبان ، قال أخبرني الأحول ، أن زيد بن علي بن الحسين (ع) بَعَثَ إليهِ وهُوَ مُستخفٍ ، قال : فَأتيتُه ، فقالَ لِي : يَا أبَا جَعفر! مَا تقولُ إذا ( إن ) طَرَقَكَ طَارقٌ مِنَّا أتَخرُجُ مَعَه ؟ فَقلتُ لَه : إنْ كَانَ أبَاكَ أو أخَاكَ خَرجْتُ مَعَه ، فَقَالَ لي : فَأنَا أُريدُ أنْ أخرُجَ أجُاهدُ هَؤلاء القَوم ، فَأخرُج مَعِي ، قُلتُ : لا مَا أفْعَل ! جُعِلتُ فِدَاك. فَقالَ لِي : أتَرغَبُ بِنَفسِك عَني ؟ فَقلتُ لَه : إنّمَا هِيَ نَفسٌ واحِدَة ، فَإنْ كَانَ لله في الأرضِ حُجّةٌ فَالمُتَخَلِّفُ عَنكَ نَاجٍ والخارجُ مَعَكَ هَالِك ، وإنْ لَم يَكن لله حُجّةٌ في الأرض فَالمُتَخلِّفُ عَنكَ والخَارِجُ مَعَكَ سَواء ، فَقَالَ لي : يا أبَا جَعفر ! كُنتُ أجْلسُ مَعَ أبي عَلَى الخوان ، فُيلقِمُنِي البِضعَةَ السّمينَة ، ويُبَرِّدُ لِي اللُّقمَة الحارّة ، شَفقةً عَليَّ ، ولَمْ يُشفِقْ عَليَّ مِن حَرِّ النّار ؟! إذْ أخْبَرَكَ بالدِّينِ ولَم يُخبِرنِي بِه ؟! فَقُلتُ له : جُعلتُ فِدَاك ، مِن شَفَقَتِهِ عَليكَ مِن حَرَّ النَارِ لَم يُخبِركْ ، خَافَ عَليكَ أنْ لا تَقبَلَهُ فَتدخُلَ النَّار ، وأخْبَرنِي أنَا ، فإنْ قَبِلتُ نَجوتُ ، وإنْ لَمْ أقبَل لَم يُبالِ إن أدْخُلِ النَّار ! ، ثمّ قُلتُ له : جُعلتُ فِدَاك أنْتُم أفْضلُ أمِ الأنْبياء ؟ قَالَ : بل الأنبياء ، قُلتُ : يَقولُ يَعقوبُ ليوسف (ع) { يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً } ، ثمَّ لَم يُخبِرهُم حَتّى كَانُوا لا يَكيدونَه ولَكِن كَتَمَهُم ذَلك ، فَكَذَا أبُوكَ ! كَتَمَكَ لأنّه خَافَ عَليكَ ، فقال : أمَا والله لَئن قُلتَ ذَلكَ ، لقَد حَدّثنِي صَاحِبُكَ بِالمدينَة : أني أُقتَلُ وأصْلَبُ بِالكُنَاسَة ، وأنَّ عِندَه صَحيفةً فَيهَا قَتلي وصَلبي . فَحَجَجْتُ فَحَدّثتُ أبَا عبد الله (ع) بِمَقالَة زَيدٍ وما قُلتُ لَه ، فَقَالَ لي ك (( أخَذتَهُ مِن بَينِ يَديِهِ ، ومِن خَلفِهِ ، وعَن يَمِينهِ وعَن شِمَالِه ، ومِن فَوقِ رَأسِه ومِن تَحتِ قَدَميه ، ولَم تَترُك لَه مَسلكاً يَسلُكُه )) ، وقال السيد الخوئي في معجمه وسند هذه الرواية قوي . وروت الجعفرية أيضاً أنّ الإمام زيد بن علي (ع) ، كان يقول على مذهب الزيدية ، ذاكراً أنّه لايستحقّ الإمامة إلاّ السّابق بالخيرات ، وهذا فنفيٌ لمعرفته بالنص الإثني عشري ، وإثباتٌ لاعتباره نفسه من أهل الصفوة ، لأنّه أثبتَ شرعيّة خروجه بل وأثبتَ شرعية وإمامة من استحق درجة السّبق بالخيرات من بني الحسن والحسين ، فيذكر المجلسي في البحار [46/197 ] من عدّة أوجه أنّ زيد بن علي (ع) ، كان يقول : ((ليسَ الإمام مِنّا مَن أرخَى عليه ستره ، إنمّا الإمام مَن شهَر سيفَه)) ، وإشهار السيف كنايةٌ عن إظهار الدّعوة ، وأمّا بخصوص قولكم أنّه لا يعرف أنّه متبوعٌ بمعنى أنّه لا يعلمُ أنّه منصوصٌ عليه ليعلم بذلك أنّه متبوع، فصحيحٌ من جهة ، ولكنّ الأصحّ منه أن تعلموا أنّ الإمام زيد بن علي (ع) ، الذي كان يُسمّى حليف القرآن لشدّة ملازمته له ، كان يرى في نفسه ، ويرى فيه أخوه الباقر والصادق أنّه من السّابقين بالخيرات الدّاعين إلى الإمامة العُظمى ، وقد كان الباقر (ع) يشهد له بالأفضلية على أبناء دهره من بني فاطمة وغيرهم ، وهذه فشهادةُ تجعلنا نُوقن أنّ زيد بن علي (ع) من أصحاب درجة السّبق بالخيرات ، وفي ذلك يقول الباقر (ع) عندما أتاه قوم يستخبروه أمر أخيه وأمر قيامه ، فردّ عليهم باقر علوم الانبياء صلوات الله عليه ، قائلاً : ((بايعوه ، فإنّه اليومَ أفضَلُنا)) روى هذا إمام بني الحسن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين ، في كتابه معرفة الله ، فخرج على ذلك زيد بن علي (ع) إماماً ، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ، واستجاب له خلق كثير ، صمدَ مَن صمدَ منهم ، وخذلَ مَن خذل ، واستُشهِدَ على ذلك رحمة الله ورضوانه عليه وعلى آبائه . أضِف إلى ذلك أن فضل أئمّة الزيدية فمشهورٌ مزبور وعلى رأسهم زيد بن علي ، والأخبار الواردة في نجاتهم ونجاة مَن قاتلَ معهُم ونصرَهُم مأثورة مزبورَة ، وروت الإمامية ما يخصّ زيد بن علي (ع) منهh وأهملَت من دونَه ، بل عابَت عليهِم وسفّهت ثوراتهم تسفيهاً لم تُسفّهه أئمة النواصب ، والله المستعان ، فاقرأ أخي القارئ سيرة شيبة آل الرسول وشيخ بني هاشم عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن ، ابن فاطمة ابنة الحسين السبط ، واقرأ سيرة ابنه محمد بن عبدالله النفس الزكية مع أبي عبدالله الصادق روحي له الفداء ، وانظر بعين الإنصاف ، فإنّك لن تتخيّل (وأنا الضامن) إلاّ سيرة يزيد أخزاه الله مع الحسين ، والله المستعان ، ويزيد على رأي الإمامية فهم النفس الزكية وأبيه ، والحسين فهو الصادق (ع) .

إن قيل : بما أن الامام على منصوص عليه وكذلك الحسن والحسين وتبعهم الناس لأجل أنهم منصوص عليهم إذاً من حق الحسين أن يعرف من يخلفه ومن حق الناس أن يعرفوا من يتبعون . إذاً لا لوم على أبى بكر وعمر وغيرهم إذا تخطوا الإمام على والحسن والحسين عليهم السلام لان الاصطفاء عام ولايوجد أى علامة على أن الإمام على منصوص عليه و لاحتى الحسن والحسين عليهم السلام . إذا كان الله تعالى اصطفى ذرية الحسن والحسين عامة وأورثهم علم الكتاب إذاً فمن حق الناس أن يتظلموا لأنه من حقهم على الله أن يعلمهم مسبقا عن المصطَفين لاتّباعهم .

قلنا : رحمكَ الله أيّها السائل ، فقد وضعتَ يدَكَ على موضعٍ عجزت الجعفرية عن تفهّم خطأه ، وعجزنا عن إيصال فكرته إليهم ، فأنتَ بكلامك هذا شرحتَ لنا حال واقع الجعفرية مع النّص الاصطفائي الإثني عشري ، أنّ النّاس من حقّهم أن يعرفوا الإمام المعصوم بعد الحسين السبط (ع) ، فهل تتوقّع أيّها السائل أنّ هذا على مذهبكم الاصطفائي الفاطمي الفردي يتحقّق ؟! هل تتوقّع أنّ النّاس كانوا عالمين عارفين بأنّ الإمام السجّاد (ع) كان إمامَهم المنصوصٌ عليه من الله ، الواجب عليهم اتّباعَه ؟! هل تتوقّع أنّ محمد بن جعفر الصادق (ع) كان يعلمُ أنّ أخاهُ الكاظم (ع) هُو الإمام المنصوص عليه من الله ، الواجب اتّباعه ؟! هل تتوقّع أنّ زيداً وإبراهيم ابني موسى الكاظم ، كان يعلما أنّ أخاهُما علي الرّضا (ع) إمامهما المنصوص عليه المُصطفى من قِبل الله تعالى ، وأنه يجب عليهما اتّباعه ؟! هل تتوقّع أن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وابنيه محمد بن عبدالله النفس الزكية ، وإبراهيم بن عبدالله النفس الرضية ، كانوا يعلمون مَن هم أئمّتهم المنصوص عليهم من الله (المُصطفَون من الله) وهم المعاصرون لجعفر الصادق ، وهُم الأقربون منه رحماً ؟! ، هل تعلمُ أنّ هؤلاء كلّهم وغيرهم الكثير كيحيى بن عبدالله المحض وأخوه إدريس والحسين الفخي ابن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن ، ومحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن ، وعيسى بن زيد بن علي (ع) ، هل تعلمُ أنّ هؤلاء كلّهم وهم القريبون من أئمّتك المعصومين نسباً وصهارةً ، بل وهُم العلماء والزّهاد ، بل إنّهم جميعاً أعلامٌ وأئمّة للزيدية ، وما كان يدعوا داعيهم إلاّ وهو بالدّعوة جدير ، وما كان يُبايعهُ سادات بن الحسن والحسين إلاّ بعد أن يستوثقوا أنّه من السّابقين للخيرات المُستحقّين لهذه الدرجة ، فهَل جَهِلَ هؤلاء السّادة ، أبناء الأئمّة ، وبني عمومتهم ، أنّهم ليسوا من أهل الاصطفاء ، وأنّ الإمامة ليسَت فيهِم ، وأنّ الإمام ليسَ هو السّابق بالخيرات الدّاعي إلى الله منهم ، بل الأئمّة هم تسعة أشخاصٍ بعد الحسين ، اختارَهُم الله واصطفاهُم وأخبرَ بأسمائهم ، وهذه الروايات بقيت محفوظةً في صدر مؤمن الطاق وأبو بصير والأئمّة فقط ؟!! لم يعلم النّاس عنها شيئاً ، والله المُستعان ، وهُنا قل أيّها السائل بمدّ الصوت : أنّه من حقّ النّاس أن يتظلّموا على الله عندما لم يُخبرهُم بهؤلاء الأئمّة التسعة ، بل ومن حقّهم أن يتظلّموا على الأئمّة عندما لم يُخبروهم عن أنفُسهِم وأنّهم أئمّة الله في أرضه ، بل كانوا يتكتّمون ويُخفون أمر إمامتهم وحجّيتهم على العباد ، بل ومن حقّ أبناء الأئمّة كمحمد بن جعفر الصادق أن يتسخّط على أبيه عندما لم يُخبرهُ بإمامة أخيه موسى ، لأنّ محمد بن جعفر من أئمّة الزيدية وقد كان يُلقّب بأمير المؤمنين ، وكان يرى أنّ الاصطفاء في عموم أهل البيت (ع) ، وأنّ الدّاعي إلى الله السّابق بالخيرات من بني الحسن والحسين هو الإمام الواجب على النّاس طاعته ، وهو قول الزيدية دون الجعفرية ، وهو قول سادات بني الحسن والحسين ممّن ذكرنا وممّن لم نذكر ، وهُم أوثقٌ في نقل دين أهل البيت وتقريراتهم ، وهُم أعرفٌ النّاس ببني عمومتهم ، وقد نسبهُم بعض الجعفرية وهم الكثير وأقربهُم منّا العلامة الخوئي في معجمه بالغي والاستئثار على بني عمومتهم -يعني أئمة الجعفرية- ، والله المُستعان . ثمّ نسأل السائل ، فنقول : هل تعلمُ أنّ هناك علامةٌ من الله تُخبرُ أنّ المهدي الغائب هُو إمامنا ، مثلاً هل أخبرك الإمام المهدي أنّه حجّة الله ، هل قامَ فيكَ بما يجعلُهُ حجّة عليك يوم التغابن؟! فنحن غداً بين يدي الرحمن سنتظلّم على المهدي لأنّه لم يُقِم حجّة الله علينا وفينا ، والله المستعان ؟! . نعم ! ولستُ أذكُر لك هذا إلاّ لتعلمَ أنّك ستُغظي (إن كنت من أهل التقليد) على هذا الخلل في نظام الجعفرية الإمامي الاصطفائي الفردي الإثني عشري ، وستتيقّظ للإصطفاء العام الزيدي ، وهذا فأبعد ما يكون عن الإنصاف ، ولو تأمّلت ما قٌلنا في المسألة جيّداً لبان لك وجه الصحّة بإذن الله تعالى ، وقد سبقَ الكلام على الدّعوات والفرق بين أن يعرف البعض دعوة الإمام (وأنّ هذا لا يعذر البعض الآخر من عدم معرفته ، لا سيّما والجميع يقرأون كتاب الله ، وبين أيديهم سنّة رسول الله ) ، الفرق بينه وبين ألاّ يعرف الجميع إمامة الإمام الإلهي الرّباني المنصوص عليه ، بل حتّى الإمام الابن فإنّه لا يعلمُ إمامته إلاّ بإخبار وإيصاء أبيه له ، ومع ذلك فإنّ الوصية تكون سريّة تماماً ، لكي لا يقتُلَهُ النّاس !! ، ففرقٌ بين حجيّة الدّعوتين وظهورهما ، وما يُوصلُ إلى معرفة النّاس بها . فالأولى دعوات أئمة الزيدية ، والثانية دعوات أئمة الجعفرية ، وسيأتي لهذا قريباً مزيد بيان فانظره .

إن قيل : مهلا معشر الزيدية ،إن علم الكتاب ليس محصورا على المصطفين فقط فقد أظهرت الحقب السالفة كثير من العلماء من العامة لهم علم فى الكتاب ويتبعهم المسلمين فهل هؤلاء يتبعون الإنسان الخطأ ؟

قلنا : وهذا القول يُوجّه إليكم معشر الجعفرية أيضاً ، فما أجبتم به أجبنا به ، ونزيد الكلام وضوحا بقولنا : أنّ العلم متى خرج عمّا أقرّه إجماع سادات أهل البيت من بني الحسن والحسين ، وهو المعصوم عندنا أعني الإجماع ، فإنّه لا يُعتدّ به ، وأظنّ الجعفرية كذلك تقول في أنّ الفهم الصائب لعلوم الكتاب والسنة وما يتفرّع منها فإنّه ليس إلاّ ما خرجَ عن طريق أئمّتها ، وهذا وجه كافٍ لجوابنا على سؤالكم معشر الجعفرية ، من أنّ العلوم التي استنتجها المستنتجون فإنّها تُعرض على الكتاب والسنّة الصحيحة وإجماع أهل بيت رسول الله (الذين هم سادات بني الحسن والحسين ) ، فما وافق كان ، وما خالف لم يكن ، لأنّهم المُقارنون للكتاب بعلومهم ، والمُقارنُ بالكتاب المُلازمُ له ، أحقّ بالاتباع من غيره ، ولكنّا نسأل الجعفريّة عن علومهم اليوم من أين يأخذوها ؟ هل يأخذوها عن طريق أئمّتهم المعصومين ؟ هل يأخذوها عن طريق المهدي الغائب المعصوم ؟ الظروف الحادثة اليوم في عصرنا هذا وما قبله من أعصار الغيبة الكبرى ، كالفتاوى اليومية المتكررة ، مَن يُشرّع فيها ؟ مَنْ يتجرأ على الإفتاء فيها ؟ هل الإمام المعصوم ، أم الفقهاء ؟ إن قلتم : الإمام المعصوم ، فهذا أمر ستُنكرهُ أنفُسُكم عليكم قبل أن نُنكره ، لعدم وقوعه على حالكم ولا على حالنا ، وإن قلتم : فقهائكم . فهل فقهائكم معصومون عن الخطأ ، مضمون موافقة فتاواهم واجتهاداتهم في علوم الكتاب والسنة ، والحديث من تضعيف وتصحيح ، مضمون موافقة هذا كله منهم لرغبة الإمام المهدي الغائب ؟! ، إن قلتم : نعم . قلنا : فأنتم لن تُكابروا ، وستُقرّوا أنّ هؤلاء الفقهاء يختلفوا في المسألة الواحدة ، وفي الإيراد الواحد ، وفي الفتوى الواحدة ، فكيف يتفّق هذا رحمكم الله ؟! فالظاهرُ لنا وللمسلمين أنّكم أتباع اجتهادات وعلوم الفقهاء من غير الأئمة المُصطفون المُفردين دون بقية بني فاطمة بالإصطفاء. ونُضيف إلى هذا أنّه مشهورٌ عنكم التضعيف والتصحيح لروايات أهل البيت (أئمتكم الإثني عشر ) في مسانيدكم الحديثية ، فمن هو صاحب العصمة الذي لا يُخطئ من الفقهاء الذي يُصحح ويُضعّف لكم أحاديثكم ، ألا تخشوا أن يكون الفقيه الغير المعصوم قد صحّح حديثاً ذا بالٍ في العقيدة المحمدية ، لم يقل به أئمتكم ، فيكون بهذا قد افترى أو ساعد على الافتراء على أئمتكم !! ، أو قد يكون مُضّعفاً لحديث ذا بالٍ في العقيدة المحمدية ، وقد قاله أئمتكم في الحقيقة ، فيكون بهذا مُتعدّيا مُجحفاً ببلاغ أئمّتكم ؟! ، فرحم الله امرء عرف فوقف .

إن قيل : قال الله تعالى : ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ )) ، بيّنوا لنا معشر الزيدية ، كلمة (عبادنا) في الآية ماذا تعني ؟ هل تعني جميع من أسلم؟ أم تعني كل ذرية محمد ؟ ثم أخبرونا عن حرف (من) في الآية أليس يعني التبعيض ؟ ثمّ أخبرونا عن المُصطفون هل هم بعض من ذرية آل محمد ؟ ثم إذا كان الله أورث الكتاب لذرية آل محمد عامة ، فأين موقع النّاس من كلمة عبادنا ؟

قلنا : في الحقيقية والحق ، أنّ كلمة (عبادنا) تعني جميع من أسلم ، وأنّ (من) تُفيد التبعيض ، وقد ذهب الشيخ جعفر السبحاني من الجعفرية إلى أنها تفيد التبيين وخالفَ بهذا أئمته المعصومين (بما سبق نقلهُ في جوانب هذا البحث ، وسيأتي طرف منه) ، فيكون بهذا معنى قول الله تعالى في الآية : ثمّ أورثنا فهم علوم الكتاب الذي اصطّفينا واخترنا من عبادنا ، وهنا فتبعيض وتقسيمُ للعباد ، ويزيد التبعيض قوّة قوله جلّ شأنه ، ((فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ)) أي من قسم العباد المُصطفون ، ((وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ)) أي من العباد المصطفون ، ((وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ)) أي من العباد المصطفون ، وليس يُقال أنّ الخطاب هنا خطابٌ عادي يُوجّه إلى عموم النّاس ، لأّن الله يقول في آخر الآية : ((ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)) ، وهذا عندما يُقارن بصفة المدح في أوّل الآية التي تُفيد إيراث الكتاب ، فإنّا تُقوّي كلامنا في استثناء وخروج بقيّة النّاس من هذه الآية عدا المُصطفوَن منهم (منَ العباد) ، وقد سُئلَ الإمام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه عن مَن هُم المُصطفون في الآية ، وذلك في حضرة علماء البلد وفي حضرة المأمون العباسي ، فروى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا [ج1ب23ح1] ، ما منه : ((و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان فقال المأمون أخبروني عن معنى هذه الآية : (( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَاصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا)) . فقالت العلماء: أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها . فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟ . فقال الرضا ( ع ) : لا أقول كما قالوا و لكني أقول أراد الله عزّ وجل بِذَلك العترة الطّاهرة)) ، وهُنا يُسأل الجعفرية عن أهل الاصطفاء هؤلاء ، الذين هم العترة الطاهرة ، فيُقال لهم : مَن هُم العترة الطاهرة ؟ إن قالوا الأئمة الإثني عشر وفقط . قلنا : فأخبرونا مَن هم السّابقون بالخيرات من الاثني عشر ؟ ومَن هُم المقتصدون من الإثني عشر ؟ ومَن هُم الظالمون لانفُسهم من الإثني عشر؟!! . فأمّا على شرط الزيدية وعلى قول الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي ، والهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي (ع) ، وهم القريبوا العهد باين عمهم علي الرضا (ع) ، فأما على شرطهم وشرط أتباعهم فإن قول علي بن موسى الرضا في الرواية الإمامية يتحقق ، فإن السابقون بالخيرات هم الأئمة من بني الحسن والحسين ، والمقتصدون فهم العلماء العابدون من بني الحسن والحسين ، والظالمون لأنفسهم فهم أهل المعاصي من بني الحسن والحسين . ولو تتبع القارئ رواية علي بن موسى الرضا (كاملةً) سيجدُ أنّه يعني بها سادات بني الحسن والحسين جميعاً ، ولا يعني بهم الإثني عشر فقط ، وهذا يردّ على الجعفريّة . وأمّا السؤال عن موقع النّاس (بقيّة العباد الغير مُصطفون) من الآية ، فإنّه سؤالٌ غير مُحتمل ، وإيرادُه باطل ، لأنّ الآية متى خصّت قوماً ، فلا يجوز السؤال أين محلّ القوم الآخرون من الآية ، فمثلاً لو خاطب الله أصحاب موسى في آية ما ، فليس يُقال أين موقع أصحاب عيسى من هذه الآية ، فبعض الآيات يخصّ وبعضها يعم ، وهذه الآية فقد خصّت بني فاطمة صلوات الله عليها وعلى أبيها وعلى زوجها وعلى أبناءها أخيار بني الحسن والحسين .

إن قيل : إذا كان الإمام على والحسنين منصوص عليهما ، ولم يقبلهم المجتمع الإسلامى ، فكيف بمن جاء به السبق ؟ ثمّ إن التكليف يكون أصعب حسب قاعدة السّبق الزيدية ؟

قلنا : الاصطفاء سر الابتلاء ، وقد جعل الله دار الدنيا دار بلاء وامتحان على بني الإنسان ، وليس لنا أن نعترضَ على ماهو ظاهرٌ ، وله من كتاب الله شاهد ، ومن صحيح سنة رسول الله ظهر مُؤازر ، ومن كلام عترة رسول الله (سادات بني الحسن والحسين) إجماعٌ ظاهر، صرّح الله تعالى باصطفاء نبي فاطمة بعموم ، وحثّت السنّة بالاتفاق على مُقارنة ومُلازمة بني فاطمة الذين هم أهل البيت من بني الحسن والحسين ، مُلازمتهم للقرآن الكريم ، وأنّهم سفينة نوح من تمسّك بإجماعاتهم وتقريراتهم نجا وسعد ، ومن خالفهم تعس وترح ، وأظهر أهل البيت إجماعاً ليس يُناقضُ اوّله آخرهُ ، ولا آخرهُ أولّه ، أنّ على النّاس التمسّك بأهل البيت (يعنون بني الحسن والحسين) وأن يلزموا داعي الله منهم ، وألا يتعدّوا ما أجمعوا عليه وقرّروه . ويُعزّزُ هذا لنا ويُقويه ، ونعني بالتعزيز والتقوية فإنّما هو للفطر السوية الرافضة للتقليد ، أنّ سواد بني فاطمة من أبناء الحسن والحسين ، بل ومن أبناء الأئمة الإثني عشر كانوا على مذهب الزيدية ، وأنّ مَن نقلَ مذهب الزيدية فهم من بني فاطمة أنفُسهم ، كالإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن (169-246هـ) وهو المُعاصر للكاظم وللرضا ووللجواد ، وهو القائل : ((أدركتُ مشيخة ولد الحسن والحسين وما بينهم اختلاف)) ، وكفقيه آل محمد أحمد بن عيسى بن زيد بن علي (ت240هـ) ، وكفقيه الآل الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي (ت247هـ) ، وكزاهد الآل عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ت247هـ) ، وهذا كلّه فباعثٌ لروح البحث لدى القارئ الواعي النبيه المتحرّر من قيود التقليد ، والاغترار بالكثرة ، خصوصاً لو تأمّلَ مذهب الجعفرية ففي الوقت الذي نجد فيه مذهب الزيدية قام على أكتاف ساداتٍ من أهل بيت الرسول قريبوا عهد باهل الفطر السوية السليمة من قدماءهم ، نجد أن مذهب الجعفرية قام على أكتاف الكليني والمفيد والطوسي ومشائخ قم وهؤلاء فليسوا من أهل بيت الرسول ، وليس يُعلم أهل علم وتشمير من بني فاطمة قبل الشريفين الرضى والمرتضى مع الجعفرية ، ومع هذا فهم لم يُوافقوا بني عمومتهم في مذاهبهم ، إذ كان جلّ بني عمومتهم في شرق الأرض وغربها زيدية ، فجدّهم القريب لأمّهم إمام الزيدية في طبرستان أعني الناصر الأطروش ، وبني عمومتهم في اليمن زيدية ، وفي الحجاز زيدية ، وهما تربّيا صغيران غرّان جاهلان على يد المفيد وغيره من العلماء ، والله المُستعان ، فأيّ السلسلة أوثق ، للقارئ الحُكم ، وعليه الجواب (ولو مع نفسه) . نعم ! نعود لما سبق وبدأناه فنقول : أنّ في الاصطفاء العام حكمة من الله تعالى ، نعني عدم تحديد أسماء مُصطفين ، بل الدلالة على عموم اهل الاصطفاء ،وذلك ليزيد النّاس رغبةً في البحث عن علماء بني فاطمة ، والتمييز بين علومهم ، وأسانيد مذاهبهم ، ألا ترى أنّ الشرع خصصّ يوم الجمعة بساعة الإجابة ، ولم يُحدد وقتها ، ومع هذا فإنّه لا يجوز لنا أن نقول أنّ هذا زيادةً في التكليف والمشقّة من الله علينا ، بل نُسلّم ونقول أنّ لله حكمةً في هذا ، منها حثّنا على زيادة التعبّد والمداومة على الذكر . دعكَ من هذا ، ولكن انظر إلى ليلة القدر وما يتحرّاه المسلمون منها في عشر ليال من رمضان ، ولم يُحدّدَ لها يوماً بعينه ، أترى في هذا تكليفاً من الله لنا مع التضييق؟ أم أنّه لا يجوز لنا أن نقول هذا ، ولكن نقول : أنّ لله حكمة في هذا ، وحكمته حثّ الناس على التعبّد في تلك الليال بإكثار ليزدادوا تكفيراً للذنوب ، وغفراناً ورحمة . ونحنُ ما عدونا هذا في قولنا أن لله حكمةً في تحديد طائفة (بني الحسن والحسين بعموم) بالاصطفاء من بين سائر الناس ، وحثّه جل شأنه على التمسّك بهم ، وهنا فلا يجوز لنا أن نقول أن هذا فيه من الله تكليفٌ بما لا يُطاق ، أو تضييق على النّاس ؟ بل نقول لله في هذا حكمة ، هي الحث على معرفة أهل البيت ، والتدبّر والتفكّر فيما يوصل إليهِم ، وما يربطهُم بحبلهم المربوط المُلازم للكتاب ، على أنّ الله في قولنا هذا قد خصّ بني الحسن بابتلاءٍ مع الاصطفاء ، وهو ما يُحقق معادلةً متوازنة تفتّ ما يتذمّرُ منه مُدّعوا التضييق والتشديد من الاصطفاء الإلهي العام الفاطمي ، وهو أنّ الله قد ابتلى بنوا فاطمة سادات بني الحسن والحسين بالسعي في إظهار دين الله والرسول (ص) ، ونشر علومهم ، والقيام بأحكام الله في أوقات الظهور ، ونشر العلم في حال الغمور ، فيمدّوا حبل وصلٍ للنّاس ، والنّاس يسعوا بمد حبل الطّلب ، وهذا فقمّة الإنصاف ، وفيه من الرحمة الإلهية الشيء الكثير ، إذ قد خُتِمَت النبّوة بمحمد بن عبدالله (ص) ، وعلم الله بعلمه الأزلي اختلاف النّاس من بعده ، فحدّد لهم طائفةً (جماعة بني فاطمة سادات بني الحسن والحسين) من بين جميع الناس ، ركزها لهم علماً ، وجعل الهدى في أئمتها وعلماءها وتقريراتها ، وهذا فرحمةٌ من الله كبيرة ، لأنّ المذاهب الإسلامية اليوم كثيرة ، تقلّ إذا تتبّعنا مَن مِنْ جماعة أهل البيت يتبعُ لها ، ثمّ مَن مِن هذه الفرق يُعوّل على أقوال أهل البيت أكثر وأكثر ، ثمّ مَن مِن هذه الفِرق أعرق اتصالاً ، وتجذّراً ، من سالف الزمان إلى يوم النّاس هذا بأهل بيت رسول الله (ص) ، ففي هذا نجاةٌ لمن طلب النجاة ، وفيه تيسيرٌ لمن ادّعى التشديد والصعوبة في التكليف ، ولكن يُسأل مُدّعي التشديد والصعوبة والتكليف إن كان من الجعفرية : أقول الزيدية أشدّ ، أم قولكم في اتباع أئمتكم المُفرَدين بالاصطفاء من بني فاطمة دون غيرهم ، وليسَ لكم ولا للناس سفينةٌ (أي إمام منصوصٌ عليع معصوم مُصطفىً) يركبونها توصلهم إلى شاطئ النجاة ؟ الزيدية تقول علماء وأئمة أهل البيت موجودون على مرّ الأعصار ، يُخالطون النّاس ويُخالطونهم ، فهل ينصبُ الله لنا على مذهب الجعفرية حجّة غابيةً غائبةً غير موجودة ، إن قلتم : إذهبوا إلى الفقهاء . قلنا : ليسوا سفينة نجاة ، فهم غير معصومين (وهذا إلزامٌ على شرطكم ، فليُتنبّه) ، وهم محل اختلاف ، ثم نحن لم نُحثّ إلاّ على الاقتداء بالإمام المُصطفى المنصوص عليه (نعني المهدي) ؟! فإن قلتم : لا تستطيعون ، وحتى نحن لا نستطيع . قلنا : فأي التضييق أشد ، أتضييقنا الذي ادّعوتموه أم تضييقكم ؟! ، فأما على شرطنا فإن لسفينة النجاة مرسى على أرض الواقع ، وأما أنتم فلا مرسى ولا شاطئ لها . ثمّ أضيفوا إلى ذلك إن كنتم تحتجون على النّاس بغيبة عيسى (ع) ومعه الخضر ، فإنّا نقول لكم : أنّ الله أرأف وأرحم من أن يجعل عيسى والخضر على النّاس حجّة وأعلاماً يٌقتدى بها (بمعنى يحتجّ الله بها على النّاس) في حال غيبتهما ، وأمّا أنتم معشر الجعفرية فزدتم على هذا ، بأن قلتم أنّ المهدي هو الحجة على النس أجمعين ، حجة بلا قيام منه بحجّة !!، والله المستعان . وأمّا إن كان مُدّعي التضييق والتشديد في التكليف من السنّة فإنّا نقول : فأمّا على شرطكم من أنّ اتباع كتاب الله وسنة رسوله هي الدليل على الحق ، دون فلان وعلان ، فإنّ التكليف بهذا يزيد ويزيد ويزداد وسيزداد بمرور الأزمان وتكاثر الأفهام والاستنباطات لأحكام الكتاب والسنّة ، فإنّ مَن هُو اليوم مُتمذهب فإنّه يدّعي الفهم للكتاب والسنّة ، وأنّه هو الذي على الحق ، وأن علماءه (من أيّ جماعة كانوا) هم الأجدرُ بالاتباع، وما السنّة والجماعة إلاّ فرقةٌ من تلك الفرق التي يردّ عليها باقي الفرق فهما للكتاب والسنة ، وأنها على غير سنّة نبويّة . نعم ! ثمّ يُقال لمن ادّعى على الزيدية بقولها بالاصطفاء العام لبني فاطمة ، وأنّ الإمام منهم هو صاحب مرتبة السّبق بالخيرات ، من ادّعى عليها التضييق والتشيد في التكليف الإلهي على البشر ، نقول لهم : فماذا إذاً تنتظرون من الكفّار والمُشركين اليوم ، بعد انقطاع النبوّة ، وبقاء التكليف ، واختلاف المسلمين ؟ نعني ماذا تنتظرون من قولهم في صعوبة التكليف (بل على أصلكم فإن هذا قد يُعدّ من تكليف ما لا يُطاق ، والله المستعان)؟! ، أذكرُ هذا ليكون القارئ معه أدقّ في الحُكم ، وأثبتُ في التمعن والتدبّر ، والحمد لله رب العالمين.

إن قيل : يقول الله تعالى : ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ)) ، أخبرونا معشر الزيدية ، كيف تمت وراثة الكتاب على شرطكم من اشتمال الاصطفاء لعموم بني فاطمة . بمعنى : هل هي وراثة عامة في الثلاث الطوائف ، ثم لماذا نجد منهم من قد درس على أيدي مشائخ من آل الرسول أو من غيرهم ؟ وإضافةً إلى ذلك ، فإنا نجد اليوم من بني فاطمة مَن هو أمّي لا يستطيع القراءة ولا الكتابة فهل هذا وارثٌ للكتاب ؟ أضيفوا إلى ذلك ، أنّ بني فاطمة الوارثون للكتاب يجب أن يكونوا بحوراً زاخرةً بأسرار القرآن ودقائقه ؟ ويجب أن تكون علومهم لدنّية ربّانية لا يتعلّمونها من غيرهم ؟! ثمّ كيف تجوز صفة الظلم للنفس على مَن هو وارث للكتاب ؟!

قلنا كلامكم هذا متشعبٌ و مُرتبط ، وإجابتنا ستكون شاملة ، ولذا نطلب المزيد من التدقيق والتركيز وربط العبارات والاحتجاجات ، وأول كلامنا هنا هو قولنا : أنّه ليسَ يلزمُ من إطلاق لفظة الاصطفاء على عموم بني فاطمة ، أن يتحقّق في جميعهم وراثة الكتاب ، ولكن المقصود أنّ الاصطفاء هو في بني فاطمة (فهم مُصطفون أصلاً ، أي وهو في أصلاب آبائهم ) ، فمنهُم بعد الولادة والتكليف مَن يُقدّر نعمة الله عليه فيعمل بتشريف الله له ، فيوصله عمله لدرجة السبق بالخيرات ، أو لدرجة الاقتصاد ، ومنهُم من يظلم نفسه ، فيعمل بالمعاصي فيُؤخّرَ نفسهُ ويُنزلها منزلاً كان الله قد شرّفه به ، ولذلك سمّاه الله (ظالماً لنفسه) ، لأنّه ظلمَ نفسَهُ حظّها الذي قد آتاها الله . وأمّا على قولك أخي الجعفري من إلزامك لنا بقولنا بالاصطفاء العام ، هو أن يكون جميع بني فاطمة وارثين للكتاب ، فهُو ما نُلزمُكَ به من ناحية أن يكون جميعُ بني إسرائيل مُفضّلين مُصطفين أهل رسالةٍ ونبّوة ، لا فرقَ بين السّامريّ ولا بين موسى !! ، والله سبحانه فيقول في محكم كتابه ، مُخاطباً جبابرة اليهود : ((يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)) ، بل لا نزال نسمع من بعض اليهود اليوم قول : أنّهم شعب الله المُختار ، فإن قلت : هذا لا يُلزمنا ، لأنّ الله فضلّ بني إسرائيل في أصلاب آبائهم السّابقين ، ونظراً لقاعدة التكليف والعمل التي يتساوى فيها العباد، أخضعُهم الله لها ، فمَن عِمَل منهم استحقّ التفضيل واستحقّ الصّدارة في الدّين والدّنيا ، ومن كفرَ فإنّ كُفره عليه عائد وقد أنزلَ نفسهُ حظّها ومنزلتها التي فضّلها الله بها ، ولذلك تجد الله يُذكّر بني إسرائيل علّهم يعودوا لجادّة الصواب ويُقدّروا نعمة الله عليهم ، يُذكّرهم بتفضيلهِ لهم دون بقية النّاس . وهذا فقولنا ،وهو فواضحٌ ولله الحمد ، فإن هو اتضّح لك ، عرفتَ قولنا أنّ الله اصطفى بني فاطمة بعموم وجعل فيهم إرث الكتاب ، وأنّ هذا لا يعني أن يكونوا جميعاً وارثين للكتاب ، ولكنّه يعني أنّ وراثة الكتاب ستبقى فيهم مع أئمتهم السّابقون بالخيرات وعلماءهم المُقتصدون ، يعني هذا أنّ الحقّ سيبقى فيهم ومنهم ومعهم إلى انقطاع التكليف والورود على الحوض . وأمّا لو كان على قولكم من أنّه يلزم أن يكونوا جميعاً وارثين للكتاب مُحيطين به لما كانَ لقول الله جلّ شأنه ، أي معنىً : ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)) .

أمّا بالنسبة لقضيّة الدراسة على أيدي المشائخ سواءً كانوا من آل الرسول أو من غيرهِم من أهل المذاهب ، فإنّ هذالا تُنكرهُ الزيدية ، وليسَ يُستنكَرُ على الزيدية ، ونقدّم لهذا بمقدّمة نقول فيها : أّن وراثة الكتاب هي فهمه ، وفهمه فهو الإحاطة بما يحتاجه المُكلّفون في أمور دينهم ودنياهُم منه ، من ناسخٍ ومنسوخٍ ، وأحكام ، ومعاملات، ومحكم ومُتشابه وتأويل ... إلخ ، وليسَ هُو يعني الإحاطة بمكنون علم القرآن المُعجِز ، الذي يُخفي خلفه أسراراً دقيقةً جداً ، يسعُ الرّاسخون في العلم أن يكلوا أمرها الله ويؤمنوا بها . كما تدّعي الجعفرية في صفة أئمتها من العلم بأجزاء الكون الدقيقة ، والعلم بجميع اللهجات ، وعلم منطق الطير ... إلخ من الغلو الذي قد يفقده بعض الأنبياء (ع) ، ولا عجب في هذا ، لأن الجعفرية تؤمن بأفضلية الأئمة على أهل الوحي الإلهي من الأنبياء !! ، نعم ! فإن أنت علمت أنّ وراثة الكتاب إنّما تعني الإحاطَة بما يحتاجه المُكلّفون منه ، فاعلم أنّ للسّابقين بالخيرات والمُقتصدون من العلماء إجماعاتُ على أصولُ في الدّين معلومة ، وهذه الإجماعات فهي معصومةٌ عن الخطأ والزلل ، فالعصمة عند الزيدية لإجماع جماعة بني فاطمة على أصول الدين وفروعه ، لا عصمةٌ على أفرادهم خلا أصحاب النص (علي والحسنين ) ، وإنّما ُقلنا بعصمة فَهْم هؤلاء السّادة المُصطفون للكتاب لأنّ الله أخبرَ أنّهم مع الكتاب ، والكتاب معهم ، فاستُحيلَ عقلاً أن يُجمعَ هؤلاء السّادة على باطل ، فكانَ الأصل في اصطفاء جماعتهم ، وفي عصمة إجماعاتهم عن الباطل ، وأنّه لا ينفكّ خلفٌ بعد سلف من بني فاطمة ، إلاّ وهم على هذه الإجماعات مُحافظون ، وبها قائلون وناشرون ، بل قد زُبِرَت أصولها في كُتب المُتقدّمين ، وأخذ بها المُتأخّرون، ودرسوها ودرّسوها ، تعلّموا منها ، وعلّموها ، فهم بهذا آخذون بعلوم أهل الاصطفاء ، سواء بالقراءة لكتبهم التي دوّنوا فيها فهمَهُم لكتاب الله تعالى ، أو بالتدريس لها مُشافهةً . فإن قيل : فهل يصح للفاطمي أن يتتلمذ على غير الفاطمي ؟ قلنا : نعم ، ولكن بقيود ، شريطة ألاّ يُخالف هذا الفاطميّ التلميذ أصول آبائه سادات أهل البت (ع) ، لأنّه ليس بالضرورة أن يُتابع التلميذُ شيخه بمجرّد القراءة عنده ، فهذا الشريف المرتضى مثلاً درسَ على أيدي المعتزلة وبقيَ جعفرياً ، ونحن كذلك نقول فإنّ الفاطمي قد يدرس على يد غيره ، ولكنه يجب أن يبقى مُتمسّكاً بكتاب الله تعالى وصحيح سنّة الرسول (ص) وبإجماعات أهل البيت المُقرّرة ، وهُو متى خرجَ وحافَ عن الثلاث الأصول فقد ظلمَ نفسَهُ حظّها . ومما يجدر التنبيه عليه هنا أنّ السائل الجعفري ممّا يظهرُ من أسئلته أنّه فَهِمَ وراثة الكتاب على أنّها علمٌ ربّاني لدّنيٌ يُلقى في روعِ الفاطمي (الحسني أو الحسيني) وهذا فمن الغلو ، وهو مُخالفٌ للفطرة التي جُبِلَ البشر عليها ، نعني الجهل فالعلم ، آدم (ع) كان جاهلاً فأعلمَه الله ، موسى (ع) لو كان عالماً قبل النبوّة لما قتلَ المصري ، ومحمّد (ص) لو كان عالماً قبل النبوّة لما احتاجَ إلى جبريلَ أصلاُ لكي ينزلَ عليه على دفعات يُخبره بوحي الله ، ولو كان عالماً قبل النبوّة لما خاطبهُ الله تعالى بقوله : ((وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى)) ، ولما خاطبَهُ الله تعالى بقوله : ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)) ، ولما خاطبَهُ بقوله : ((تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)) ، وهذا فهو رسول الله (ص) الذي هو أفضل الأنبياء والرسل ، بل وأفضل من أئمتكم الإثني عشر قطعاً . بل حتّى الإمام علي بن أبي طالب (ع) ثبتَ أنّه كان يتدارسَ مع الرّسول (ص) في بيته ،أكثرَ من غيره من الصحابة ، وهو لهذا كان الأذن الواعية ، لأنّه سمعَ فوعى ، لا لأنّه أُلقيَ في قلبه فوعَى ، والجعفرية فتقول أنّ أئمّتهم مُحدّثين ، وأنّهم يزدادوا في علومهم أن تنزلُ عليهم أخبار السماء وهذا فغلوٌ ظاهر احتواه كافي الكليني وبصائر الصفار وغيرها من ةمسانيد الجعفرية ، بل قد جاءت الروايات أن علوم الأئمة (التي هي ورثهُم للكتاب ) قد تنفذ لولا هذه التحديث والمددَ السماوي والله المستعان ، فانظر ماذا روى الصفار صاحب بصائر الدرجات [ بصائر الدرجات م3ب8ح1و3و4و5و6و7 ] ، ((عن المفضل قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام ذات يوم وكان لايكنينى قبل ذلك : يا أبا عبدالله . فقلت : لبيّك جُعلتُ فِداك . قَال : إنّ لنَا فِي كلّ ليلة جمعة سروراً . قلت : زَادَك الله . ومَا ذَاك . قَال : إنّه إذا كَان ليلة الجمعة وافَا رَسول الله صلى الله عليه وآله العرش ، وَوَافى الأئمّة مَعَه ، وَوَافينا مَعَهُم فَلا تُرَدّ أرواحُنا إلى أبداننا إلاّ بِعلمٍ مُستفَاد ، ولَولا ذَلك لنفدَ مَا عندنَا. )) قلت : واعلم رحمك الله أن المنام ورؤاه فهي من الوحي الإلهي ، والوحي فقد انقطَع ، وهذه الرواية فممجوجةٌ عقلاً إلاّ عند أهل التقليد ، والإمام علي بن أبي طالب (ع) فيقول في النهج ، مُتكلما عن الرسول (ص) : ((أرسله على حين فترة من الرسل، وتنازع من الألسن، فقفى به الرسل، وختم به الوحي،)) ، أضف إلى ذلك أنّ الجعفرية أضافت غلوا آخر في كيفية انتقال علوم الكتاب وإرثهم من الإمام السابق إلى الإمام اللاحق ، فجعلته آخر في دقيقة !! ، فيروي ثقة الجعفرية الكليني [أصول الكافي ج1 باب وقت ما يعلم الإمام جميع علم الإمام الذي كان قبله ح2وانظر ح1و3 ] ، ((عن عبيد بن زرارة وجماعة معه ، قالوا: سَمعنَا أبا عبدالله عليه السلام يقول: يَعرِفُ الذي بَعد الإمام علم مَنْ كَان قَبلَه فِي آخِر دَقيقة تَبقَى مِن روحه.)) وهذا فلا يحتاج لتعليق .

أمّا ما يخصّ ماهية علوم الكتاب التي ورثها بنو فاطمة ، وأنّ هذا يجب أن يعني أنّ علوم أئمتهم قد وصلت الغاية في أسرار الكتاب وشتّى مجالات الحياة ، من فلكٍ وطبٍ ، وكيمياء ... إلخ ، فإنّ هذا مما لا يُقال به ، وهذه فأمورٌ ليس يحتاجهُا المكلّف ، بمعنى أنّها زائدةٌ عن الضرورة في علمها ، وإنّما وراثة الكتاب فهي وراثة مايحتاجه المُكلّف منه ، ويجعلُه على المحجّة البيضاء ، وليسَ ما ذهَبَت إليه الإماميّة في تأويلها للعلم والفهم المحمّدي ، وأنّ ذلك يُلزِمُ أن يكونَ الإمام الفاطمي مُحيطاً بعلوم الرّسول الغيبية والمستقبليّة والمكنونَة ، وليسَ هذا مِن ذاك ، ولنا على كلامنا شاهدٌ تَقرُّ به عينُ الإنصاف ، فقد روى مُحدّث الجعفريّة وثِقَتهُم محمد بن يعقوب الكليني (ت329هـ) في الجامع الكافي [أصول الكافي ج1باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء ح1 ] العلوم الضروريّة التي يحتاجها المُكلّفون ، فروى بسنده إلى أبي الحسن موسى عليه السلام قال : دَخَلَ رَسُول الله صلّى الله عليه وآله المسجِد ، فَإذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أطَافُوا بِرَجُل ، فَقَالَ: ((مَا هَذَا؟)) . فَقِيلَ: عَلاّمَة! فَقَال: ((ومَا العَلاّمَة؟)) . فَقَالُوا لَه: أعْلَمُ النّاسِ بِأنْسَابِ العَرَبِ وَوَقَائِعِهَا، وأيّامِ الجَاهِلِيّة، والأشْعَارِ العَرَبيّة، قَال: فَقَالَ النّبي صلّى الله عليه وآله: ((ذَاكَ عِلْمٌ لا يَضُرُّ مَنْ جَهِلَهْ (تأمّلولا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَه )) ، ثمّ قَال النبي صلى الله عليه وآله: ((إنّمَا العِلمُ ثَلاثَة: آيَةٌ مُحكَمَةٌ، أو فَرِيضَةٌ عَادِلَة، أو سُنّةٌ قَائمَة، ومَا خَلاهُنّ فَهُوَ فَضْلٌ)) . أقول : ولا شكّ أنّ أمور الأمّة تستقيم بيدِ الإمام الفاطمي العادل وإن غابَت عنه العلوم الغيبيّة المستقبليّة ، وليسَ يضرّه ولا يضرّ الأمّة شيء بغيابها عنهُم ، ولا يضرّه ولا يضرّ الأمّة أن يكونوا جاهلينَ بتقاسيم الكون الدقيقة ، أو جهلهِم بمنطق الحيوانات وكلامهم ، أو عدمِ إلمامهِم بجميع لغات بني الإنسان على وجه الأرض ، فكلّ هذه الأمور أمورٌ زائدةٌ على العلوم الضروريّة التي تحتاجها الأمّة ، ويحتاجها الإمام لتعليم الأمّة ، والله المستعان ، ولو تأمّلنا أنبياء الله لوجدنا أنّ بعضهُم يخلو من هذه العلوم التي هي أفضالٌ من الله يُعطيها مَن يشاء ويمنعها عمّن يشاء ، فإن أعطاها الله النبيّ الفلاني فليسَ هذا يعني أنّ ذلك النبي الذي لم تكن عندَه ناقصٌ في نبوّته ، أو أنّه ليسَ بنبيّ . هذا مع اتّفاق أهل ملّة الإسلام أنّ الجميع من الأنبياء صلوات الله عليهم ما فَقَدُوا العلوم الضروريّة التي تهمّ المُكلّفين من أُمَمِهِم ، بعكس فقد بعضهِم لتلك العلوم الزائدة على الضرورة ، فافهَم ذلك ، ونُعضّد ما سبقَ من طريق الجعفريّة بما يشهدُ لكلامنا بالصحّة مَا رواه الكليني في الجامع الكافي [أصول الكافي باب أن الراسخون في العلم هم الأئمة (ع) ح2 ] : عن عبدالله بن حماد، عن بريد بن معاوية، عن أحدهما عليهما السلام [ هكذا كُتبَت ] فِي قَولِ الله عزَ وجَل: (وَمَا يَعْلَمُ تَأويله إلا الله والرّاسِخونَ فِي العِلم) ، ((فَرَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله أفْضَلُ الرّاسِخِينَ فِي العِلم، قَدْ عَلّمَهُ الله عزّ وَجلّ جِمِيع مَا أنزِلَ عَليه مِنَ التنزِيل والتّأوِيل، ومَا كَانَ الله لِيُنَزّلَ عَليهِ شَيئَاً لَمْ يُعَلِّمْهُ تَأويلَه، وأوصِيَاؤه مِن بَعدِهِ يَعَلمُونَهُ كُلّه، والذينَ لا يَعْلَمُونَ تَأويلَه ، إذَا قَال العَالِمُ فِيهِم بِعلمٍ، فَأجَابَهُم الله بقوله : (يَقُولُونَ آمنّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رِبّنا) ، والقُرآنُ خَاصّ ، وعَامٌّ ، ومُحْكَمٌ ، ومُتَشَابَه، ونَاسِخٌ، ومَنْسُوخٌ، فَالرّاسِخُونَ فِي العِلمِ يَعْلَمُونَه )) ، اهـ . أقول : وليسَ هذا إلاّ ما نقول به في صفَة الإمام الزيدي ، وليس غير هذا مطلوبٌ من فهم الكتاب الكريم الشريف .

وأمّا عن كيفية جواز إطلاق صفة الاصطفاء على الظالم لنفسه ، فهي كما جاز أن يُطلق الله صفى التفضيل على عتاة بني إسرائيل.

وبهذا نختم ، ونُصلّي على سيدنا محمد النبي الأمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، سادات أبناء الحسن والحسين ، ورضوانه على الصحابة الراشدين ، التابعين لهم بخيرٍ وإحسان إلى يوم الدين.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

اشكر الاخ الكاظم على الوقت والجهد للرد على اسئلتنا .
ولانها مشاركة طويلة تحتاج ايضا الى الوقت والجهد للرد على بعض النقاط التى تحتاج الى توضيح .

***
قلتم ان ذرية ابراهيم عليه السلام منهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات .
وقلتم ان السابق بالخيرات هم الائمة .

سؤالى لكم

باقى العباد الذين ليسوا من ذرية ابراهيم هل سيكون منهم :
الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات وكيف سيحاسبهم الله؟
وهل السابق بالخيرات منهم يعد اماما ايضا ؟

لااريد كلاما بل ادلة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

مرحبا بكم أخي (عبدالمؤمن) ......

إن قيل : فما حالُ بقيّة العباد الغير مصطفون ، في قول الله تعالى : ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ)) ، هل تنطبقُ عليهم الصّفات الثلاث ، السّبق بالخيرات ، والاقتصاد ، والظلم للنفس ، وكيف سيُحاسبُهم الله .

قلنا : حالُ بقيّة النّاس قد وضحّته آياتٌ كثيرة من كتاب الله الكريم ، تتكلّم فيه عن أفضل الصفات التي يجب على المؤمن بعموم أن يكون عليها ، العبادة والعمل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والزهد ، والتحذير من المعاصي ، ... إلخ ، فهذه آياتٌ موجّهةٌ للعموم من النّاس ، ألم تسمع الله تعالى يقول مُخاطباً عموم المُسلمين : ((قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً )) ، ويقول جلّ شأنه : ((وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) ، ويقول سبحانه : ((تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا )) ، وقوله عزّ وجل : ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا {الفرقان/63} وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا {الفرقان/64} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا {الفرقان/65} إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا {الفرقان/66} وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا {الفرقان/67}وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا {الفرقان/68} يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا )) ، ويقول سبحانه وتعالى : ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {العنكبوت/58} الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {العنكبوت/59})) ، وقوله تقدسّت أسماؤه : ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ {فاطر/28} إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ {فاطر/29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ {فاطر/30})) ، وقوله جل شأنه : ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) ... إلخ من الآيات المُخاطبَة لجميع النّاس والحاثّة لهم على عمل الصالحات واجتناب المهلكات ، ومنه فإنّه ليس ما يمنعُ من أن تنطبق الثلاث الصّفات على غير الفاطميين ، بالمعنى الذي خاطَبتهُم به بقيّةُ الآيات ، والتي قد ذكرنا بعضاُ منها ، أي أنّه قد يوجد في عامّة النّاس ، عربيّهم وعجميهم ، أبيضهم وأسودهم ، السّابقون بالخيرات ، وصاحب السبق منهم ، فهو صاحب المكانة المنيفة في الدّين ، كالعلم والعمل ، والأمر بالمعروف والنهي بالمنكر على قدر المستطاع ، ولكنّه ليس من أهل الإمامة لأنّ الاصطفاء الإلهي لم يُدخلهُ في هذا ، وكذلك المُقتصدون من عموم النّاس فهم العابدون القانتون الزّاهدون ، وكذلك الظّالمون لأنفُسهم من عموم النّاس ، فهم أصحاب الفسق والعمل بالمعاصي. وكلّ هؤلاء سيُحاسبهم الله حسبَ أعمالهم وإخلاصهم وهِمَمِهِم ((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ{الزلزلة/7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ {الزلزلة/8} )) ، وهذا فبيّنٌ والحمد لله رب العالمين .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الاخ المحترم الكاظم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى الكريم
انى اكتب سؤالى وانا متردد خوفا من ان تعتبره خارجا عن صلب الموضوع
فرجائى منك ايها الاخ المحترم ان تعدنى بان تجيب على جميع تساؤلاتى ومهما كان تقييمك لها
وانت مخير فى القبول والرفض .

ما موقفك من حديث الاثنى عشر اماما فى مقابل قولك بالاصطفاء العام للذرية الفاطمية ؟
وماهى صحة الحديث والغاية منه ؟
ومن هم الائمة الاثنى عشر فى اعتقادك ؟

هل صحيح ان على بن الحسين عليه السلام ( السجاد ) كان يلقب بالامام ؟
وهل هو من الائمة الاثنى عشر عليهم السلام؟

النص على الامام علي والحسن والحسين يدل دلالة واضحة على من سياتى بعد الحسين هو منصوص عليه ايضا فما قولكم ؟

من حدث اولا ولاية الامام علي عليه السلام ام اختياره اماما ضمن الاصطفاء العام ؟

لاحظ لو ان الاصطفاء حدث اولا وقبل اعلان ولاية الامام فان النص على الامام علي يعتبر لاغيا
لانه من المفروض ان ياخذ الامام امامته بالسبق لابالنص وهو يستحقها لاجل السبق ايضا.

ولاحظ ان النص على الامام ليس واضحا جليا فما قولكم ؟

الامام الثانى عشر عليه السلام
ماهى تصوراتكم تجاه خروجه هل يولد ام ماذا؟

مغلق

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“