هوامش على كتاب الزيدية قراءة في المشروع (المطرفية)

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

هوامش على كتاب الزيدية قراءة في المشروع (3ـ المطرفية)

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

الحمد لله رب العالمين ؛
أشكرك أخي أبا مجد الدين ، جعلك الله أبا مجد الدين – وما أغلى هذه الكنية على قلبي - ، فرسالتك أكدت لي أن الزيدية لا يزالون صفاً واحداً ، فهم وإن اختلفوا في نظرتهم إلى المطرفية لا زالوا متفقين على أنهم ليسوا منهم ،
سيدي الكريم ؛ اسمح أن أقول لك أنه لا ينبغي أن نعمم ما يروى عن المطرفية على كل من قيل إنه كان مطرفياً ، كما أنه ينبغي علينا أن نناقش الفكر دون تعرض لأصحابه ، لأن حالنا اليوم يختلف عن حال الأئمة عليهم السلام ، إذ أئمتنا عندما كانوا ينبزون المطرفية بالصفات القبيحة ، كانوا يفعلون ذلك لأنهم يعرفونهم مشاهدةً ويسمعون أقوالهم مشافهة أولاً ، ولأنهم كانوا يريدون أن لا تنتشر أي بدعة وكانوا يرون أنفسهم هم المكلفين بالوقوف أمام تلك البدع فكانت أقوالهم إحدى وسائل التصدي ، التي كانت مناسبة في عصرهم ،
أما اليوم فهناك من يتتبع العثرة – أو ما يظنه عثرة - ، وهناك صاحب الثقافة المخلوطة بين إسلامية وعلمانية وما شاكل ذلك ، هذه الثقافة التي تستنكر أن يقال حتى للكافر أنت كافر ،
على العموم لا داعي للنبز بالصفات والألقاب فالحجة تكفينا ، وهي سيدة الموقف ،
واعذرني سيدي الكريم ،

لي هنا نظرة على ما يروى عمن برأ المطرفية من التهم الموجهة إليهم ، أريد فيها أن أبين وجوب أخذ أقوالهم بنوع من التأمل ، فلا نأخذها مباشرة كنصوص مقدسة لا يجوز مخالفتها ،
قبل هذا أشير إلى أن من يدافع عن المطرفية يطالب بعدم أخذ الأحكام من أقوال مخالفيهم بحجة أنهم قد يكونوا فهموا أقوال المطرفية فهماً خاطئاً ، ونحن إذ ننكر هذا ونقول إنا لا نأخذ منهم أحكاماً بل روايات والراوي معلوم العدالة ، نطالبهم كذلك ألا يأخذوا أقوال المطرفية من أقوال من لم يكفرهم لنفس السبب ، لأنهم إنما يصدرون أحكاماً مبنية على فهمهم لأقوالهم ،
وهنا سؤال هام : لماذا المطرفية بالذات ؟! لماذا لم نسمع أحداً يأتي اليوم ليقول يجب أن نأخذ أقوال الحسينية – مثلاً – منهم لا من من واجههم ، فالحسينية – وهم الذين يروى أنهم قالوا بأن الإمام الحسين العياني (ع) لم يمت وأنه المهدي – لم يبق لهم كتاب فيما أعلم ، فهل يصح أن نأتي اليوم لنستنكر كل رواية تروى عنهم !!! أعتقد أن هذا لا يصح بل لا يجوز .
حول ما يروى عمن لم يكفر المطرفية لي ملاحظتان تدعوان بشدة إلى مراجعة الحسابات في أقوالهم ؛
الأولى :
فيما روي من أن الإمام يحي بن المحسّن (ع) لم يكفرهم وهذا مذكور في أول مشاركة في المنتدى ، وقد وجدت هذه الرواية في مقدمة تحقيق ( مقاود الإنصاف ) نقلاً في الظاهر عن تاريخ بني الوزير ، لكن هذا يعارض ما جاء في إحدى رسائل الإمام يحيى بن المحسن (ع) التي أرسلها جواباً على الشتوي ، فقد جاء فيها (مآثر الأبرار 2/850) :
وأما قوله : لا يجوز دخول مسور وجهاته .
فالجواب : أنها ليست بدار حرب على قول كثير من العلماء والأئمة ، لأن منهم من يشترط غلبة الكفر ، وفيهم من يشترط المتاخمة لدار الحرب ، ولأن اليد والقهر إنما هما لأولاد السلطان محمد بن حسين ، ولم يحك لنا أن فيهم باطنياً ، ولا مطرفياً ، ولا جبرياً ... الخ .
أفلا يدل هذا على تكفيره للمطرفية !! والرسالة وإن قيل إن كاتبها هو الأمير بدر الدين محمد بن أحمد (ع) – فقد اختلف المؤرخون في كاتبها هل هو الإمام أم الأمير – فهو إن صح أنه كاتبها فقد كتبها عن الإمام ، ولا يكتب عن الإمام ما يخالف رأيه وهو واضح ،
وأحب أن أفصح هنا عن احترامي للأستاذ إمام حنفي مصطفى وفقه الله وحفظه ، الذي وإن اختلفت معه في كثير مما قاله في مقدمته ، إلا أني أعلن عن إعجابي بالإنجاز الذي حققه ، لأن وجود إنسان مثله نشأ في مثل مدرسته ويأتي بهذه الأفكار إنما ينم عن تفتح عقلي وبحث دون حواجز عصبية وما شاكلها ، إلا أن العجب ممن نشأ في أوساط الزيدية ونظر الحقيقة عياناً ثم يصر على إنكارها ، لا نتكلم عن الضمائر فالله أعلم بذلك وهو رقيب كل إنسان ، لكن المفترض أن من علم الحجة عليه أن يسلم بها رفعاً للتغرير ، أليس كذلك !

الثانية :
ما قاله السيد يحيى بن الحسين في المستطاب ( نقلاً عن تاريخ اليمن الفكري 3/84 ) حيث قال : ورأيت للمنصور بالله في الدرة اليتيمة أو غيرها التشنيع العظيم عليهم في قولهم بأن صفات الله تعالى وأسمائه هي نفس ذاته ، حتى ألزمهم من الإلزام التشنيع بهذا القول ، وكأنه لم يعلم بأنه نص الهادي رضوان الله عليه في مجموعه ، وبنى عليه من الأئمة المتأخرين الحسين بن القاسم وغيره ... الخ .
لكن عندما نعود إلى الدرة اليتيمة للإمام عبد الله بن حمزة (ع) ( المجموع المنصوري 2 القسم الأول صـ141 ) نجده يقول : وأما المطرفية فجعلوا أربعين اسماً هي قديمة هي الله والله هي ، فزادوا على مقالة النصارى المفترية ، والمجبرة القدرية ، وكان الإمام الأجل المتوكل على الله عز وجل أحمد بن سليمان عليه السلام يقول : إن المطرفي الواحد ثلاثة عشر نصراني وثلث ... الخ .
مع أن الإمام أحمد بن سليمان (ع) يقول بقول الهادي (ع) إن صفات الله ذاته مما يعني أن قول المطرفية غير قول الهادي وإلا ما شنع عليهم ؛ فقد قال في حقائق المعرفة صـ154 : ومعنى قولنا إن له علماً ؛ بمعنى أنه عالم ، وأن له معلوماً ، فهو حي لنفسه لا بحياة هي غيره ، وهو عالم لنفسه لا بعلم هو غيره ، وهو قادر لا بقدرة هي غيره .
إلى قوله صـ156 في سياق الحديث عن صفات العظمة – وهي الأسماء الحسنى - : وعند أصحاب مطرف بن شهاب : أنها هي الله ، فإنهم قالوا : اسم الله هو هو ، والرد عليهم بأن نقول : أخبرونا هل الله مستحق لهذه الأسماء أو غير مستحق لها ؟ فإن قالوا : ليس بمستحق لها خرجوا من العقل والإجماع والكتاب والسنة . وإن قالوا : هو المستحق لها صح أن المستحِق غير المستحَق ، وثبت أنها له .. الخ ما استدل عليهم ورد على شبههم .
وهذا يوضح أن المطرفية يقولون إن أسماء الله هي الله ، لا صفاته ، وأن التشنيع إنما هو على القول الأول ، وفرق واسع بين الأسماء والصفات ، وهذا فيه دلالة واضحة على أن السيد يحيى بن الحسين لم يفهم قولهم وفسره مباشرة بما فهمه ، فلماذا لا يدقق من يتعاطى الدفاع عن المطرفية في أخذ الأقوال !!
ويؤكد ما قدمته ويوضحه مناظرة رواها ابن أبي الرجال رحمه الله في مطلع البدور ( نقلاً عن تاريخ اليمن الفكري 3/97 ) وقعت بين القاضي إسحاق بن عبد الباعث رضوان الله عليه وعليان البحيري من المطرفية ؛ قال البحيري للقاضي : هل الله اسم أو مسمى ؟ قال القاضي : بل اسم . قال عليان : أفتعبد الاسم أم المسمى ؟ قال إسحاق : أعبد المسمى بالله . قال إذاً لست تعبد الله ؟ قال : لا – يعني لا يعبد الاسم الذي هو الحروف - . قال : فالمشركون أقرب إلى الحق منك ، قال تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) . اهـ
إذاً المطرفية كانوا يقولون إن المسمى هو الاسم وهذا واضح في المناظرة ، وهذا ما شنعه عليهم الإمام عبد الله بن حمزة والإمام أحمد بن سليمان (ع) ، وقد علمت أن مذهب الإمام أحمد بن سليمان (ع) في الصفات هو عين مذهب الهادي (ع) ، فكيف يشنع على من وافقه في القول !! إن قول المطرفية هنا كان قولاً بعيداً كل البعد عن كل ما جاءت به فرق الإسلام فكيف فهم السيد يحيى بن الحسين أنه ما نص عليه الهادي !!
لا بد أنه لم يتأمل ، والإنسان هو عرضة للخطأ ولا شك وهذا لا ينقص من منزلته العلمية إلا إن تكرر بشكل واضح ، لكن هذا الخطأ الوارد على جميع البشر يدعونا إلى التأمل فيما يروى ولا نأخذ الرواية مباشرة ونجعلها من المسلمات ، بل يجب التأني في فهم القضية ، خاصة إذا أدى بنا الأمر إلى انتقاص أئمة علم وجهاد وورع وعبادة كالإمام أحمد بن سليمان والإمام عبد الله بن حمزة وغيرهم رضوان الله تعالى عليهم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
آخر تعديل بواسطة ياسر الوزير في الخميس أكتوبر 26, 2006 8:47 pm، تم التعديل مرة واحدة.

ابو الحمزة ابراهيم
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1
اشترك في: الثلاثاء مايو 04, 2004 1:05 pm

مشاركة بواسطة ابو الحمزة ابراهيم »

بسم الله الرحمن الرحيم


الحقيقة أنني سمعت من أخي وأستاذنا الكريم /حسن محمد زيد عن هذا الحوار كثيرا ثم أفادني أخي العزيز الأستاذ/
ياسر عبدالوهاب الوزير عن أنه أحد المشاركين حتى تكرم وناولني مشكورا بضع وعشرين صفحة مماجرى بين المشاركين الذين كان من أعلامهم الأستاذ الحبيب /محمد سالم عزان الفقيه المعروف بدقته في تحقيق كثير من المسائل الفقهية والكلامية خصوصا المتعلق منها بالفكر والاجتهاد والتاريخ لـــــــــــهذه الفرقة والمذهب العظيم الذي يجهله كثير من المسلمين ويجله عدد من الفقهآء والأعلام من غير أهلـــــــه كالسيد العلامة آية الله محمد حسين فضل الله والدكتور محمود صبحي والدكتور عدنان زرزور وغيرهم كثير.
وما أود المساهمة به عبارة عن مداخلة تتلخص في المسائل الآتية حيث أقول وبالله التوفيق:
المسألة الأولى: لاتتعلق بتكفير أو تفسيق هذه الفرقة أو ذلك المذهب،كما لاتحقق في مسألة صحة القول المنسوب للمطرفية من عدمه،وكذلك هو الحال بالنسبة لبعض المسائل التالية من مداخلتي هذه وانــــــما تنظر في أصل مسألة بذاتها وهي التي ذكرها أستاذنا /ياسر الوزير حيث يقول مامفاده ان من المشهور عن المطرفية استنكار تلك الشجرة التي نبتت في أحد الجوامع فأدت الى تصدعه ونفي كونها من فعلـه تعالى، أقول فكون انبات الشجرة من فعل الله وبارادته فذلك مما لاشك فيه عندنا وأما مانتج عنها فهو بعلم الله قطعا وضمن مشيئته تعالى وبمعنى أنه قادر على منع التصدع ان كان قد حصل لكنما لله سنن خلقها وأدارها وأثبتها للخلق وفيهم،ولأنه (الحكيم) مع كونه (القدير) كان من حكمته أن أجرى سنته في انبات البذرة ونمو الشجرة بالمطر أو بالسقي مع (علمه) بامكان تصدع البنآء الذي هو بيته ولاتعارض هنا مـــع مفهوم (العدل الالهي)، ونسأل: هل مثل هذه المسألة يمكن النظر فيها من باب (التحسين والتقبيح)العقليين؟. نقول: اما أنها لاتدخل أو أنها تدخل ، فان قررنا عدم الدخول فقد كفى الله المؤمنين القتال ، أما اذا أدخلناها تحت ذلك المفهوم فان الانبات للبذرة حتى صارت شجرة هو من السنن الالهية في حياتنا هذه،وذلك من الله فعل حسن ،أما ما ترتب على اجرآء الله لسنته فلا نظنه من مراد الله وان كان بعلمه، كما انه ليس حسنا ولا قبيحا، والحسن والقبح فيه يترتب اصدار الحكم عليه على فعل العبد نفسه، فان أصلح الناس مافعله نمو الشجرة من تصدع في بيت الله فهو حسن، وان أهملوا وتركوه لا للتصدع فحسب وانما لما قد يترتب على ذلك الذي منه قد يكون انهيار المسجد أوجزء منه على رأس من يرتاد بيوت الله فهو (فعل)قبيح وان لم يفعل العبد المؤمن قتل المصلين أو جرحهم الناتج عن انهيار ماتصدع من الجامع لأن سلبية من يستطيع العمل هو بحد ذاته (فعل) أدى لحدوث ماهو قبيح ، وان ظن أحـــد أو
تقول على الله مالايجوز من أن تصدع المسجد كان من فعله تعالى عن ذلك علوا كبيرا فانك لو التفت لما هو أشد من ذلك (ولا شك أن للــه حكمة فيه بالغة) وتلك مسألة خلق ابليس اللعين ؟!، فأين هذه من تلك، مع ان عاقلا لايشك لحظة في أن خلق ابليس كان بيده تعالى وهو (العليم) بأنه سيكون فتنة ، وأنه من الضالين ، وأنه ملعون الى يوم الدين ، وأظنكم ستدركون مرادي.
أما المسألة الثانية وهي كصاحبتها الأولى من حيث أني لاأريد بها حكما على المطرفية أو غيرهم أو التحقيق في صحة نسبة المقولة اليهم من عدمها وأقصد قول الأستاذ/ ياسر الوزير (والمشهور عن المطرفية أنهم كانو يقولون ان البذر الغصب اذا نبت فان نبته لايكون من فعل الله لأنه قبيح)، فهل هذا الكلام صحيح؟!،أقصد هل ينبت البذر في أرض مغصوبة بفعله تعالى؟!.
أقول أننا جميعاً نعلم أن الشواهد كثيرة جداً عبر القرون على سنة الله في نبت البذر في الأرض المغصوبة ، و أعظم شاهد و أكثره مرارة هوما يحصل لأرض الفلسطيني من حقل زيتون إلى حقول الأشجار الأخرى فأليس هذا كله من فعل الله ؟ نقول : بلى ، إنها الحكمة في جريان قوانين إنبات البذرة إذا سقاها ساقٍ و وجدت لها بيئة و مناخها و تربة تتساوق مع قوانين خلقها لتكون بذر زيتون أو سنبلة ، لكنه تعالى لا يرضى عن الغضب/الظلم لأنه (قبيح) وما دام تعالى لا يرضاه لنفسه فهو لا شك لا يرضاه لخلقه ، ألم يحرم الظلم على نفسه كما حرمه بين خلقه ، فهل يأمرنا سبحانه بالبر - مثلاً - وينسى نفسه وهو القائل "أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم "؟ !
مع ذلك ، لمن يقول إنها من فعله تعالى أن هناك ما يشبه ذلك الإفتراض حيث أنبت الله سبحانه و تعالى نخلاً وعنباً في جنة رجلٍ مشرك أصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها و يقول يا ليتني (لم أشرك) بربي أحداً.
وأصحاب الجنة "إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين * ولا يستثنون * فطاف عليهم طائف من ربك وهم نائمون * فأصبحت كالصريم * فتنادوا مصبحين * أن اغدوا على حرثكم ان كنتم صارمين *فانطلقوا وهم يتخافتون * ان لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين * وغدوا على حردٍ قادرين *فلما رأوها قالوا إنا لضالون * بل نحن محرومون *قال أوسطهم الم اقل لكم لولا تسبحون *" ومع انهم قالوا "سبحان ربنا ان كنا ظالمين " اقرارا منهم بظلم فعلوه وانهم كانوا طاغين فلم ينسبوا ظلمهم الذي فعلوا لربهم الذي يعبدون ، "كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لوكانوا يعلمون *23* " سورة القلم .
فالظاهر مثلا ان الأصل من الله الانعام ، وهو فعل حسن ، كالذي جعل الله له جنتين ، وهو تعالى عند الفعل الحسن ينسبه لنفسه لحدٍ يقدره هو ، " واضرب لهم مثلا رجلين (جعلنا) لأحدهما جنتين من اعنابٍ ،(وحففناهما) بنخل (وجعلنا) بينهما (زرعا ) *32* " ، ربما -هنا لعلم الله بعطائه لمن يشرك به جعلها فتنة ً لاستيفاء الحجة ، فنسب فعل الثمر للجنتين مع كونه حكمة اليه ، واعاد جريان النهر اغراقا للرجل في فتنته فقال تعالى : " كلتا الجنتين آتت أكلها ، ولم تظلم منه شيئا ،( وفجرنا ) خلالهما نهرا *33* "
مع ذلك - وهذه هي مسألتنا الثالثة - نظن انه لا يجوز نسبة ما ظاهره قبيح - من الافعال- الى الله تعالى فالعبد الصالح الذي بين سبب خرقه للسفينة التي كانت لمساكين يعملون في البحر وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا قال لنبي الله موسى صلوات الله وسلامه عليه :"اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر (فأردت ان اعيبها ) وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا *79*" -سورة الكهف ، فإذا كان فعل الملك هذا من الغصب الذي قد يُغضب الله تعالى مادام ظلما ، فإن العبد الصالح لما عد خرق السفينة ( عيبا ) حتى لا يستغلها ظلم الملك لنفسه نسب الفعل لنفسه ، واما قتل الغلام فالظاهر فيه انه ماكان الا لكفربيّن ولذلك جعله مشتركا بين مراد الله تعالى وبين العبد الصالح وبين موسى عليه السلام ، واما الجدار يريد ان ينقض فأقامه العبد الصالح مع موسى عليه السلام فالظاهر فيه جهلهما بحكمة فعلهما ، كأنهما قد أُمرا بالاقامة للجدار حتى علم العبد الصالح بالحكمة من عمله فأظهره لموسى عليه السلام على أنه (كفعل حسن) من مراد الله لا أجر فيه لهما الا ما قد يكتبه رب العالمين لأن الله لا يكتب اجرا للعباد على افعالهم الا اذا كانوا على يقين من المصلحة فيها او انها فعل يرضاه الله لهم ، ولذلك نسب الفعل لحسنه اليه تعالى ونفاه عن ارادته فقال فيما حكاه الله عنهما : " واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة ، وكان تحته كنز لهما ، وكان ابوهما صالحا ، (فأراد ربك ) ان يبلغا اشدهما، ويستخرجا كنزهما (رحمة من ربك ) ومافعلته عن أمري ،ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا *82* " - سورة الكهف .
اما المسألة الرابعة فترجع في مبتدأ اصلها الى المسميات ، حيث نلاحظ ان الاستاذ / زيد بن علي الوزير ، المشارك في كتاب ( حوار عن المطرفية ) ووسم نهايتهم بالمأساة ونظرهم بالفكر ، قد أتى بتسمية او مصطلح اعتبره رديفا للمطرفية وهو طبائعيه ( ص49 ) ، ويبدو بهذه التسمية جهل كامل من شيخنا الاستاذ / زيد بن علي الوزير بأصول الدين لدى أئمة الزيدية لانهم قد عدوا ( الطبائعيين ) على انهم من الفرق الكفرية ولا نظنهم - قطعا - قد قصدوا بذلك المطرفية.
يقول الامام يحيى بن حمزة في مؤلفه المطبوع " المعالم الدينية في العقائد الالهية" : (القول في الرد على الخارجين على الاسلام كالفلاسفة ، والصابئة ، والطبائعية ، والثنوية ،والمجوس، والنصارى ، ولابد من ضبط مذاهبهم ) حتى ينتهي الى القول " فصلٌ - الرد على الطبائعية - :
قد انكروا الباري تعالى ، واعتقدوا قِدم الأجسام ، وزعموا انها متحركة لذواتها ، ثم اتفقوا ( اتفق ) في حركاتها ايضا انها تصادمت ، فحصل من تصادمها هذا العالم ، وابطال كلامهم ببيان حدوث الاجسام واثبات الصانع ، وقد مر والحمد لله ".

أخوكم/ ابو الحمزة ابراهيم

الليث
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 21
اشترك في: الجمعة مايو 14, 2004 7:07 pm
اتصال:

فضول

مشاركة بواسطة الليث »

الأخوه المشاركين في الحوار الشيق والكبير والذي لا يدري من يريد المشاركة من اين يبدء ولكن فضول مني احبيت البدء والفضول واقول في مسألة النبوه هل يكون الأنبياء انبياء في حال طفولتهم وقد رأيت من البعض التحامل فيها على الاخ محمد عزان مع أن قوله يكاد هو الصواب من أنهم لا يكونون كذلك الا بعد البلوغ والتكليف ويدل على ذلك والله اعلم مارواه الامام الهادي يحيى بن الحسين أن الله قال لموسى عليه السلام اتدري يا موسى لما اخترتك على العالمين قال لماذا قال لاني وجدت قلبك اشد تواضعا لي رواه في الدرر الهادويه في الاسانيد اليحيويه فهذا الحديث يدل على أن اصطفاء الله للانبياء انما يكون من بعدالتكليف فموسى اصطفاه الله لانه اشد تواضعا من غيره فهذا يدل على ان النبوة تكون اكتسابيه وقد سأل الاما المهدي الحسين بن القاسم العياني رحمه الله لماذا كان محمد اخر الانبياء فاجاب لانه لن يأتي احد افضل منه من اهله او من غيرهم والمعلوم أن الفضل لا يكون الا الانسان الامن عمله فانقطع النبوة كما اجاب المهدي عليه السلام لعدم وجود من يستحقها ممن سيأتي من بعد المصطفي صلى الله عليه واله وسلم فهذا يدل على ان النبوة تنال بالاستحقاق ولا يكون الأستحقاق الأبالافعال ولا يكون نبيا الا من يستحقها بفعله وليس بفعل الله سبحانه . واللـه اعلم :oops:
النقص في الفكر فقر في الهويه

ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

:idea:
عسى مشربٌ يصفو فتروى ظميةٌ *** أطال صداها المنهل المتكدرُ

إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

أخي ياسر مالك طلعت القنديل وبس او كانوا مطفيين عندكم اتكلم وابرد لك من القناديل .
رد على الأخ كلامه .
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


سيف الإسلام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 154
اشترك في: الأربعاء مارس 01, 2006 9:07 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة سيف الإسلام »

وما عشت أراك الدهر عجبا .. اتفق مع الاخ ابو مجدالدين في هذه النقطة على الاقل
إلهي ماذا فقد من وجدك !! وماذا وجد من فقدك..!

الجـــــــــــوف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 33
اشترك في: الخميس ديسمبر 29, 2005 4:54 pm

مشاركة بواسطة الجـــــــــــوف »

اخي اليماني لقد اكبرت الفرية على الزيدية وقد يستقيم بعض كلامك في المتاخرين اما


المتقدمين فقد جانبك الصواب

الجـــــــــــوف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 33
اشترك في: الخميس ديسمبر 29, 2005 4:54 pm

مشاركة بواسطة الجـــــــــــوف »

بسمالله الحمن الحيم

ماعشت آراك الدهر عجبا آل الوزير ولانقلاب على من استوزرا جدهم


العفيف الامام عبدالله بن حمزه عليه السلام ماسر هذه الحملة العنيفة على الامام


وشن الغارات عبر وسائل الاعلام والمنتديات السؤال هل كان جدهم العفيف رحمه الله

من المطرفيه ولم يعلم به الامام ام ان الامر فيه شيا خفي لانعلمه سؤال نرجوا الاجابة عيله

وما الفائدة في نبش موضوع له عدت قرون ؟؟؟ :oops:

ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

الجـــــــــــوف كتب:بسمالله الحمن الحيم

ماعشت آراك الدهر عجبا آل الوزير ولانقلاب على من استوزرا جدهم


العفيف الامام عبدالله بن حمزه عليه السلام ماسر هذه الحملة العنيفة على الامام


وشن الغارات عبر وسائل الاعلام والمنتديات السؤال هل كان جدهم العفيف رحمه الله

من المطرفيه ولم يعلم به الامام ام ان الامر فيه شيا خفي لانعلمه سؤال نرجوا الاجابة عيله

وما الفائدة في نبش موضوع له عدت قرون ؟؟؟ :oops:
سلام الله على العفيف الذي قال فيه الإمام الأعظم المنصور برب العزة عبد الله بن حمزة سلام الله عليه :
لئن قلت غرتنا عليه إحالة *** وطبع مزاج إنني لجهولُ
عسى مشربٌ يصفو فتروى ظميةٌ *** أطال صداها المنهل المتكدرُ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“