طلب ملاحظات على بحث: (الصحابة عند الزيدية)

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

طلب ملاحظات على بحث: (الصحابة عند الزيدية)

مشاركة بواسطة محمدعزان »

أطلب من أخوتي الكرام التفضل بالملاحظات - مهما كانت - على ما كتبت في مجلة (المسار) تحت عنوان (الصحابة عند الزيدية رؤية متوازنة)، وأعد الجميع أنني سأعدل فيه حسب الملاحظات العلمية، فمن اطلع عليه في المسار فليتفضل بكل ما لديه، ومن لم يطلع عليه فسوف أدرجه هنا فصلا فصلا، ليتمكن الجميع من مراجعته.

المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الطاهر الأمين وعلى آله الطاهرين. وبعد ..
اتفقت الدراسات التاريخية، على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهب حياته لإسعاد البشرية، وإخراجها من الظلمات إلى النور، وبذل ما بوسعه لصنع مجتمع مثالي تسوده الأخلاق النبيلة والقيم الرفيعة؛ ليكون قدوة للأجيال ومثالاً يحتذى، واستطاع - رغم الصعوبات - أن يصنع من أعراب البوادي الممزقة أمة واحدة، ويؤسس فيهم حضارة ذات أسس فكرية وأخلاقية مميزة.
وكان من أولوياته أن ربى أصحابه على مكارم الأخلاق، وغرس فيهم العقيدة الراسخة، والإيمان الصادق، وعودهم فعل الخيرات، حتى أصبحوا مثال الصدق والأمانة، والتعاون والبذل، فأثنى الله عليهم بقوله: &وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، بذل صحابته - رضي الله عنهم - ما بوسعهم للحفاظ على كيان المجتمع المسلم، ومواصلة السير في الخط الذي رسمه لهم؛ لهذا اتفق المسلون قاطبة على احترامهم، وتقدير دورهم، لكن ما وقع بينهم عقب وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من اختلاف في تحديد الأولى بخلافته، حيث أيد بعضهم بيعة أبي بكر، ورأى البعض الآخر أن علي بن أبي طالب أولى وأحق، وما تبع ذلك من تداعيات، أَلْقَت بظلالها على تلك الصورة، وترك مجالاً لتحليل المواقف، وتقديمها في صور مختلفة، رغم نجاح الصحابة في احتواء ذلك الخلاف بفضل التربية الروحية التي تلقوها على يد أعظم مُعَلِّم وأنجح مرب، فلم يبلغ بهم الحال حد العداوة والمواجهة.
ومع مرور الأيام وتعدد الأهواء توسعت الشقة أكثر فأكثر، وحُشر في المسألة ما ليس منها، واستُغلت في الصراع الطائفي أسوأ استغلال، حتى صارت عاملاً من عوامل التفرق والخصومة بين المسلمين.
وزاد الوضع سوءًا إفراط المتمذهبين – من سائر الأطراف - في التعصب والمبالغة، حيث اعتبروا الموافقة في تقييم تلك الأحداث والحكم عليها مقياساً للهداية والضلال، ومرجعية للولاء والبراء، وصارت هذه المسألة من أكثر المسائل سخونة وحساسية، وبلغت ردود الأفعال السلبية فيها مداها.
وقد مَثَّل طرفي هذا النّزاع تياران، أحدهما: يرى أن كل من لقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآمن به؛ صحابي يجب احترامه، والحكم بعدالته، وغض الطرف عن أخطائه مهما كانت، بحجة أنه صحابي. والآخر: يعتبر كثيراً من الصحابة ساقطي العدالة متهمين في دينهم؛ لوضعهم أمر الخلافة في غير أهله أو سكوتهم على ذلك.
وخاض الطرفان كثيراً من المعارك الكلامية وتبادل التهم والشتائم، وألفوا مئات الكتب المتضادة، وسيطروا على معظم مساحة الكلام في هذه المسألة.
ونتيجة لذلك صار كل من يعتني بجمع فضائل الإمام علي وإشهارها متهماً عند مخالفيه بالرفض. ومن يثني على أبي بكر أو عمر، ويقدر دورهما مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متهما عند مخلفيه بالنَّصب، حتى قال الشاعر:
إذا نحن فضـلنا علياً فإننا \روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل
وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته \ رميت بنصب عند ذكري للفضل
فما زلت ذا رفض ونصب كليهما \ أدين به حتى أوسد في الرمل
وقد أحببت أن أبين من خلال هذا البحث أن في هذه المسألة آراءً تتسم بالوسطية والاتزان، بعيداً عن المبالغة وردود الأفعال، ومنها رأي الزيدية، القائم على الواقعية والاعتدال، والذي كاد - وللأسف - يندثر بين ركام الجدل الدائر بين الفرقاء في هذه المسألة، خصوصاً وأن كثيرًا من الباحثين والمثقفين من الزيدية وغيرهم لم يتسن لهم الاطلاع بشكل كامل ومفصل على رأي الزيدية في هذه المسألة، مما جعل نظرتهم لها غير واضحة، فبعضهم يميل إلى هذا التيار، وبعضهم يميل إلى ذاك، مما ميَّع الرؤية الزيدية المتوازتة في المسألة.
وقد أقدمت على كتابة هذا البحث وأنا على يقين بأنه لن يرضي كثيراً من أطراف النِّزاع، شيعة وسنة، ولكن حسبي أنني حاولت تقديم رؤية متوازنة آمل أن تسهم في تقريب وجهات النظر، والتخفيف من غلواء الجدل في مسألة أصبحت عاملاً من عوامل تفرق الأمة، وظلت ولا تزال مثاراً للعداوة وسوء الظن بين المسلمين.
ويحسن التنبيه هنا إلى أن بعض علماء الزيدية قد كتبوا في هذه المسألة كتباً، بينوا فيها أساس رؤيتهم، ووضحوا الفرق بين النقد والسب، وبين التشكي والعداوة، وردوا فيها على الْمُفْرِط والْمُفَرِّط، ومنهم - على سبيل المثال لا الحصر - :
* محمد بن أحمد أبي الثلج (325هـ) لـه كتاب في (فضائل الصحابة)، ذكره الأستاذ الوجيه في أعلام المؤلفين الزيدية، ونقل عن (أعيان الشيعة) أن أبا الثلج كان من محدثي الزيدية.
* المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني المتوفى سنة (141 هـ)، له كتاب في الجواب على رجل يسمى: (قابوس) كتب رسالة في الطعن على الصحابة. ذكرها الحاكم الجشمي في (جلاء الأبصار- مخطوط).
* أبو القاسم البستي المتوفى سنة (420 هـ) ألف كتاب (التحقيق في الإكفار والتفسيق) خصص جزءاً كبيراً منه للكلام في مسألة الصحابة الذين تقدموا على الإمام علي.
* الإمام يحيى بن حمزة (749هـ) له عدة رسائل، هي: (أطواق الحمامة في حمل الصحابة على السلامة). ذكره الحبشي. و (التحقيق في الإكفار والتفسيق). ذكر الحبشي أنه يوجد نسخة منه كتبت في عصره. و(الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين). طبع سنة 1348هـ بمصر ضمن مجموع الرسائل اليمنية، ثم طبع مرة أخرى بدار التراث اليمني سنة 1410هـ.
* أحمد بن مير الحسني الجيلي (القرن الثامن)، له كتاب (صفوة الصفوة) في فضائل الصحابة. ذكره يحيى بن الحسين في (المستطاب)، وإبراهيم بن القاسم في القسم الثالث من (طبقات الزيدية) ترجمة (رقم 109).
* العلامة يحيى بن الحسن القرشي (780هـ) خصص فصلاً كبيراً من كتابه (منهاج المتقين) للكلام في موضوع الصحابة والدفاع عنهم.
* الإمام عز الدين بن الحسن (900هـ) استرسل في شرح أحوال الصحابة ومكانتهم في كتابه (المعراج شرح المنهاج).
* عبد العزيز بهران (1010هـ) له (حل الشبهات الواردات في الصحابة الثقات)، ضمن مجموع في مكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء.
* محمد بن عز الدين المفتي (1049 هـ) له (منهج الإنصاف العاصم من الاختلاف) في الذب عن الصحابة والترضية على المشايخ الثلاثة وتحريم سبهم. ذكره في (المستطاب)، وقال الحبشي: مخطوط بمكتبة هولندا ، رقم 478.
* يحيى بن الحسين بن القاسم (1100هـ) له كتابان: (الإيضاح لما خفى من الاتفاق على تعظيم صحابة المصطفى) موجود بخطه نسخة منه في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء. و(منتهى الإصابة فيما يجب من رعاية الصحابة)، بخط المؤلف في مكتبة الأوقاف بالجامع الكبير.
* عبد الله بن علي الوزير (1144هـ) له (إرسال الذؤابة بين جنبي مسألة الصحابة). رد على رسالة لبعض الجارودية في الصحابة. ذكر ذلك العلامة زبارة في (نشر العرف) أثناء ترجمته.
* أحمد بن محمد السياغي (1323هـ) له (صيانة العقيدة والنظر عن سب صحابة سيد البشر). ذكره زبارة في (نزهة النظر).
وهنالك بحوث وكتب أخرى غير هذه، ولعل فيما ذكرت هنا كفاية لمن أراد أن يتتبع رأي الزيدية في هذه المسألة، ويتعرف عليه بوضوح وجلاء.
وسأحرص على الاستشهاد بأكبر قدر من نصوص علماء وأئمة الزيدية في مختلف جوانب المسألة، نقلاً عن الكتب المعروفة لديهم؛ ليكون ذلك أبلغ في الحجة وأوضح في الدلالة، ولكي لا يعتبر البعض ذلك من تتبع هفوات الأئمة. ومن الله أستمد العون والهداية إنه سميع مجيب.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 127
اشترك في: الأربعاء فبراير 11, 2004 9:19 am

مشاركة بواسطة اليماني »

أستاذي محمد عزان .. بارك الله في جهودك العظيمة التي تبذلها للتقريب بين المسلمين ، وما كتبت في هذه المقدمة لا يمكن لمنصف التعقيب عليه فهو درر درر. لهذا أرجو أن تدرج الفصل الأول من البحث ليطلع عليه من لم يمكنه شراء مجلة المسار.
الحق احق أن يتبع

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

إليك أخي اليماني والقراء الكرام الفصل الأول من البحث:

الكلام عن الصحابة..الدوافع والأسباب
يلمس المتتبع لأخبار الصحابة وسيرهم أنهم كانوا ينظرون إلى أنفسهم نظرة طبيعية، بعيدة عن التفريط والإفراط الذي جلبه التعصب وردود الأفعال، وتنامى في جو الخصومة والتمذهب، فقد كان الصحابة يثنون على من بادر إلى فضيلة أو أجاد في عمل، وينتقدون من قَصَّر في أداء واجب، أو تعدى في سلوك، بما يصل أحياناً إلى حد التجريح والإهانة، وشواهد ذلك كثيرة، وهو أمر طبيعي لا يطعن في الدين، ولا يؤثر على عقيدة المسلمين، ما دام بعيداً عن النوايا السيئة والتعصب الأعمى.
ولكن الأمر اختلف بعد مقتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه واستيلاء معاوية بن أبي سفيان الأموي على زعامة المجتمع المسلم بالقهر والغلبة، فانقسم الناس بين مؤيد له ومعارض، وحرص الأمويون على التمسك بالشرعية الدينية والتاريخية بدعوى أنهم امتداد لخط الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان، أما الإمام علي أبي طالب فأسقطوه من قائمة الخلفاء الراشدين، وبدلاً من الترضية عنه - كسائر الخلفاء الراشدين - تناولوه بالتجريح والسباب، وعكفوا على الحط من قدره والإساءة إليه، فكان ذلك أول تصرف أسَّس للنيل من الصحابة والتطاول عليهم.
فقد روى الحاكم( ) والترمذي( ) أن معاوية بن أبي سفيان قال لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب أبا تراب - يعني علياً - ؟! وفي رواية ابن ماجة( ): قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا علياً فنال منه، فغضب سعد، وقال: تقول هذا لرجل سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه»؟! وسمعته يقول: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاَّ أنه لا نبي بعدي»! وسمعته يقول: «لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله»!
وذكر الذهبي في (سير أعلام النبلاء)( ) أن الحسن اشترط على معاوية في الصلح ألا يسب علياً وهو يسمع. وفي هذا دليل على أن معاوية كان يسب علياً، ويأمر بذلك.
وروى مسلم( ) عن سهل بن سعد أن والي المدينة من آل مروان دعاه، وأمره أن يشتم علياً! وفي رواية ابن حبان( ): أن رجلاً جاءه فقال هذا أمير المدينة، يدعوك لتسب علياً على المنبر!!
وروى الحاكم في المستدرك( ) : أن المغيرة بن شعبة كان يسب علي بن أبي طالب! وروى أبو داود( ): أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل دخل على المغيرة في المسجد وعنده رجل يسب، فقال سعيد: من يسب هذا الرجل؟ قال المغيرة يسب علياً.. قال سعيد: أرى أصحاب رسول الله يُسَبُّون عندك ثم لا تنكر ولا تغير؟!
وروى الطبراني( ): أن سعد بن أبي وقاص مر برجل وهو يشتم علياً وطلحة والزبير، فقال له سعد: إنك تشتم قوماً قد سبق لهم من الله ما سبق، فوالله لتكفن عن شتمهم أو لأدعون الله عز وجل عليك. فقال: تخوفني كأنك نبي. فدعا عليه، فأصيب.
وروى الطبراني( ) عن أبي عبد الله الجدلي أن أم سلمة قالت له: أيسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيكم على المنابر، قلت: سبحان الله! وأنى يسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! قالت: أليس يسب علي بن أبي طالب ومن يحبه؟! أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحبه. قال الهيثمي( ): رجاله رجال الصحيح، غير أبي عبد الله وهو ثقة.
بل بلغ من تعسف الأمويين أن أمروا أحفاد الإمام علي بشتمه على الملأ، فقد روى ابن عساكر في (تاريخ دمشق)( ) أن عبد الملك بن مروان كتب إلى عامله بالمدينة: أن أقم آل علي يشتمون علي بن أبي طالب، وأقم آل عبد الله بن الزبير يشتمون عبد الله بن الزبير. وعندما أمرهم الوالي بذلك، أبوا، وكتبوا وصاياهم استعداداً للموت، فأشير على والي المدينة إن كان لا بد من أمر، فمر آل علي يشتمون آل الزبير، ومر آل الزبير يشتمون آل علي، فاستحسن ذلك، وكان أول من أقيم الحسن بن الحسن وكان رجلاً رقيق البشرة، فقال له والي المدينة: تكلم بسب آل الزبير. فقال: إن لآل الزبير رحماً أبلها ببلالها، وأربها بربابها، يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة، وتدعونني إلى النار. فأمر الوالي بضربه، حتى شرخ جلده، وسال دمه تحت قدمه!! فأي طغيان وأي جور أسواء من هذا ؟!
وبهذا هيأ الأمويون للناس جواً من العداوة، وأسقطوا ما كان لكبار الصحابة من هيبة ومكانة، وورث ذلك منهم غلاة أهل السنة، فصار بعض علمائهم ومحدثيهم يسب علياً بشكل صريح، فضلاً عن الغمز والتجريح المبَطَّن، ولم يمنع ذلك (شيوخ الإسلام، وحفاظ الحديث) من الرواية عنهم والثناء عليهم ووضعهم في قوائم النبلاء الثقات!! ومن أمثلة ذلك:

(1) حريز بن عثمان (المتوفى سنة 163 هـ)، كان يسب الإمام علي، ويشتمه، ولا يخرج من المسجد بعد الصلاة حتى يلعنه سبعين مرة!! ذكر ذلك البغدادي في (تاريخ بغداد)( )، والمزي في (تهذيب الكمال)( ) وابن حجر في (تهذيب التهذيب)( ). ومع ذلك قال ابن عدي: حريز من الأثبات في الشاميين، ووثقه القطان وابن معين( )، وقال الذهبي في (الميزان): كان متقناً ثبتاً. وحكى عن معاذ بن معاذ أنه قال: لا أعلم أني رأيت شامياً أفضل منه! وعن أبي داود: سألت أحمد عنه، فقال: ثقة ثقة ثقة، وعن أبي حاتم: لا أعلم بالشام أثبت منه!! واعتمد روايته أصحاب الصحاح الست عدا مسلم، أما البخاري فروى له حديثين في (صحيحه)( ).
(2) عبد الله بن شقيق العقيلي (المتوفى سنة 108 هـ)، قال أحمد بن حنبل: كان يحمل على علي. وقال ابن خراش: كان يبغض علياً. وقال الذهبي في (المغني)( ): ناصبي. وقال ابن حجر في (التقريب)( ) : فيه نصب. ومع ذلك قال يحيى بن معين: من خيار المسلمين. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: بصري ثقة( )، واعتمد روايته أصحاب الصحاح، وله في صحيح مسلم اثنان وعشرون حديثاً.
(3) نعيم بن أبي هند الأشجعي (المتوفى سنة 110 هـ)، جاء في (الميزان) ( ) قيل للثوري: لِم لم تسمع من نعيم بن أبي هند؟ قال: كان يتناول علياً رضي الله عنه. ومع ذلك قال أبو حاتم: صدوق! وقال النسائي: ثقة! واعتمد روايته: مسلم والنسائي والترمذي وابن ماجة، وله في صحيح مسلم أربعة أحاديث( ) واستشهد بروايته البخاري( ).
(4) أزهر بن عبد الله الحرازي، من صغار التابعين، قال ابن حجر في (تهذيب التهذيب)( ): قال ابن الجارود: كان يسب علياً. وقال الذهبي في (الميزان)( ): ناصبي ينال من علي رضي الله عنه. ومع ذلك قال الذهبي في (المغني)( ): صدوق. وقال في (الميزان): تابعي حسن الحديث. واعتمد روايته: كل من أبي داود والترمذي والنسائي في سننهم!!
(5) لمازة بن زبار أبو لبيد الجهضمي، من التابعين، قال الذهبي في (الميزان)( ): كان يشتم علياً. وقال: حضر وقعة الجمل وكان ناصبياً ينال من علي رضي الله عنه، ويمدح يزيداً. ومع ذلك قال عنه: ثقة، واعتمد روايته أبو داود والترمذي وابن ماجة. وذكره ابن حبان في (الثقات)( ). وقال ابن حجر في (تقريب التهذيب)( ): صدوق ناصبي.
(6) عمران بن حطان السدوسي البصري، من رؤوس الخوارج (توفي سنة 84 هـ) ابتهج لمقتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومدح قاتله، فقال كما في (سير أعلام النبلاء)( ):
يا ضربة من تقي ما أراد بها \ إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فأحسبه \ أوفى البرية عند الله ميزانا
ومع ذلك روى له النسائي وأبو داود وأحمد، وله في (صحيح البخاري) حديثان( )، وأثنى عليه المحدثون. فأي كذبة أعظم من القول بأن قاتل علي تقي؟! وأي جرأة على الدين والقيم أسوأ مما تضمنته هذه الأبيات؟!
ومن الملفت للنظر في هذه المسألة هذا التغاضي من قِبَل المحدثين عمن كان يسب علياً، أما إذا تعلق الأمر بأبي بكر أو عمر أو عثمان، فلا يتركون الرواية عمن ينال منهم فحسب، بل يحكمون عليه بالكفر أو الردة، ويجعلون حده القتل والتنكيل. فقد ذكر ابن حجر في (تهذيب التهذيب)( ) أن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى سئل عن رجل يسب أبا بكر. فقال: يقتل. فقيل: سب عمر. قال: يقتل. وذكر ابن بطة في (شرح الإبانة)( ) عن عبد الرحمن الأوزاعي أنه قال: من شتم أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فقد ارتد عن دينه وأباح دمه!
فلماذا يرتد الراوي إن سب أبا بكر أو عمر، وإن سب علياً فهو ثقة ثقة ثقة ؟! وأي تعصب واختلال في الموازين أسوأ من هذا؟
ولم يقف الأمر عند أولئك، ولكنه استمر وتشعب، فهذا (ابن تيمية) الموصوف عند بعض المسلمين بشيخ الإسلام يخصص مساحة واسعة من كتبه للحط من مقام الإمام علي تلميحاً وتصريحاً، حتى ضج منه الحافظ بن حجر، ووصفه بالتحامل الشديد في رد الأحاديث الصحيحة الواردة في شأن علي( )، فلم يختلف في ذلك عمن يصفهم بالرافضة.
وفي ظل تلك الهجمة أخذ أنصار الإمام علي وأهل بيته يدافعون عنه، ويظهرون فضائله بكل ما أوتوا، ومن الطبيعي أن يدخلوا في حالة مقارنة بينه وبين من يسعى الأمويون لتفضيلهم عليه من الصحابة، خصوصاً أبا بكر وعمر، وأخذت ردة الفعل تعمل عملها تارة في المبالغة في النقد والتجريح، وتارة في التمجيد والمديح، ومن تتبع ما دوِّن في ذلك عند مختلف الأطراف فسيجد العجب العجاب.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

عاشق آل البيت
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 25
اشترك في: الخميس ديسمبر 25, 2003 2:06 pm
مكان: صنعاء المحمية

فلنغلق ما يفتح باب الأحقاد ولا يسعى إلا للتعصب والتباعد

مشاركة بواسطة عاشق آل البيت »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله حماة الدين
أما بعد
إلهي ارحم عبادك واجمع شملهم في مرضاتك ويسر لهم اسباب الهداية إلى سراطك ياااااارب يالله بحولك وقوتك
يسمع المرء هذه الأيام من ينادي بالسلام ، يدعوا لنبذ التعصب وينصح بتقارب الأنام ، وفي الحقيقة هو يثير النزاع ولايطبق كلامه ولا حتى في المنام ...

إلى الكل فتح هذا الموضوع هو فتح باب من الصراع والآلآم – هذا لمن يدعوا للوئام – وسيثير كثيراً من الأحقاد فبالله عليكم دعونا من هذا الكلام ....

لدي كثير من التعقيبات لما نُشر في هذا الموضوع ، فتأمل يامن فيك للحقيقة جوع...

قد أثار استغرابي قول اليماني :-
(بارك الله في جهودك العظيمة التي تبذلها للتقريب بين المسلمين)مع أن من يمدح جهوده العظيمة ( الأستاذ محمد عزان) كتب في وصف بحثه وهو يدعي البصيرة :-
(لن يرضي كثيرا من اطراف النزع شيعة وسنة ) ، ثم قال : ( وخاض الطرفان كثيراً من المعارك الكلامية وتبادل التهم والشتائم، وألفوا مئات الكتب المتضادة، وسيطروا على معظم مساحة الكلام في هذه المسألة .)
لا أدري إلى ماذا يرمي ، عنوان كلامه ينادي بالتقريب ومقتضى كلامه يدعوا إلى التبعيد ، بالله عليكم أليس الكلام في هذا الموضوع لن يتم إلى بعد إنكار مافعله الطرفان ( السنة والشيعة) ؟ والذان يشكلان أكثر من 90%من المسلمين فكيف سيكون التقريب ياعزان ؟!!!
هل بإلغاء أفكار الغير ؟ أم بموافقة جميع الأطراف _ وهذا إحتمال للواقع غير_.
أخي اليماني : شعارك خالفه قولك ونفته كتاباتك ، ألست تقول : ( الحق أحق أن يتبع ) ، فإذا كان الحق أحق أن يتبع كيف سنسعى للتقريب؟ ومالذي سنهدف إليه التقريب أم الحق .؟
على العموم نسأل الله أن يلم شعث المسلمين ، وأن يجعلهم عارفين بفضل أهل البيت المطهرين صلوات الله عليهم والصحابة الراشدين رضوان الله عليهم بدون إفراط ولا تفريط بل باتباع للحق وفقا للأخ اليماني .
اعرف الحق تعرف رجاله

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

أرجو أن يكمل الأستاذ عزان إدراج بحثه ، ويا حبذا لو لم يحذف المراجع والهوامش لكي نستفيد منها وأنت تعلم أهميتها .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 127
اشترك في: الأربعاء فبراير 11, 2004 9:19 am

مشاركة بواسطة اليماني »

عزيزي عاشق الآل.. يبدو أنك قرأ ت الموضوع وانت متوتر - إن كنت قراته - وكتبت وانت أكثر توترا ، ولست ادري مالذي ازعجك في كلام الأستاذ عزان!!!
فما الذي تنكر في قوله: ( وخاض الطرفان كثيراً من المعارك الكلامية وتبادل التهم والشتائم، وألفوا مئات الكتب المتضادة، وسيطروا على معظم مساحة الكلام في هذه المسألة .) أليس هذا واقعا ؟؟!! ألم تتؤلف مئات الكتب في الصحابة مدحا وقدحا؟؟!!
ولما ذا لم تقرأ بعد ذلك قوله ( وقد أحببت أن أبين من خلال هذا البحث أن في هذه المسألة آراءً تتسم بالوسطية والاتزان، بعيداً عن المبالغة وردود الأفعال، ومنها رأي الزيدية، القائم على الواقعية والاعتدال).. أليس هذا هو الحق الذي هو احق ان يتبع؟؟؟!!

أما ما نتقدت من قوله: (وقد أقدمت على كتابة هذا البحث وأنا على يقين بأنه لن يرضي كثيراً من أطراف النِّزاع، شيعة وسنة) فهاهو قد تحقق فيك ، ولكن حسبه كما قال أنه حاولت تقديم رؤية متوازنة تسهم في تقريب وجهات النظر، والتخفيف من غلواء الجدل في مسألة أصبحت عاملاً من عوامل تفرق الأمة، وظلت ولا تزال مثاراً للعداوة وسوء الظن بين المسلمين.

فهمت من قولك: [شعارك خالفه قولك ونفته كتاباتك ، ألست تقول : ( الحق أحق أن يتبع ) ، فإذا كان الحق أحق أن يتبع كيف سنسعى للتقريب؟ ومالذي سنهدف إليه التقريب أم الحق .؟] أنك منزعج من فكرة التقريب أساسا، لأنه يخيل إليك أنك صاحب الحق دون سواك ، وأن على الاخرين أن يوافقوك بالتقريب او بالتبعيد. وما هكذا تورد ياسعد الإبل.
الحق احق أن يتبع

اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 127
اشترك في: الأربعاء فبراير 11, 2004 9:19 am

مشاركة بواسطة اليماني »

أستاذي العلامة محمد عزان
أرى انك قد الصقت تهمة سب الصحابة بأهل السنة وأكدت انهم الذين أسسوا هذه الظاهرة الخطيرة فقلت: [وبهذا هيأ الأمويون للناس جواً من العداوة، وأسقطوا ما كان لكبار الصحابة من هيبة ومكانة، وورث ذلك منهم غلاة أهل السنة، فصار بعض علمائهم ومحدثيهم يسب علياً بشكل صريح، فضلاً عن الغمز والتجريح المبَطَّن، ولم يمنع ذلك (شيوخ الإسلام، وحفاظ الحديث) من الرواية عنهم والثناء عليهم ووضعهم في قوائم النبلاء الثقات!!].
وهذا ظلم لأهل السنة فهم المعروفون بالدفاع عن الصحابة منذ زمن بعيد، وإذا كان بعض المنتسبين إليهم كمن ذكرت قد تطاول على علي رضي الله عنه فلا شأن لأهل السنة به بل إنهم انتقدوه على ذلك .. ولو رجعت إلى صحيح مسلم لوجدت انه قد خصص بابا في تحريم سب الصحابة، وأكد النواوي أن مذهب اهل السنة تحريم سب الصحابة، ولم يفرق بين سب صحابي وصحابي.
الحق احق أن يتبع

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

أخي عاشق آل البيت
هب أنك لا تعرفني إن كنت تعرفي ولك موقف مسبق من كلامي، واقرأ الموضوع بموضوعية واكتب ملاحظاتك العلمية الصالحة لمخاطبة القراء، واعدك بانني سأنزل عند ما هو صالح منها واعدله في بحثي ويكون الفضل في ذلك لك. وسوف احترم وجة نظرك فيما لا اوافقك عليه.

أما قولك: "أليس الكلام في هذا الموضوع لن يتم إلى بعد إنكار مافعله الطرفان " فلو لم يكن هنالك ما انكره وينكره معي غيري لما سعيت لإصلاحه. وإن كنت لا تنكر ما حدث ويحدث من الصخب والخصومة في مسألة الصحابة فلست وحدك أيضا .. ولله في خلقه شؤون.

أما قولك : "فكيف سيكون التقريب ياعزان ؟!!! هل بإلغاء أفكار الغير ؟ أم بموافقة جميع الأطراف" أقول: لا بهذا ولا بذاك، ولكن بان يصغي كل طرف إلى ما يقوله الاخر ويتفهم كلامه بحسن نية وسعة صدر مخلفا ورأه موروثات الصراع المذهبي العقيم، وسوف يجدون هنالك نقاط اتفاق كثيرة تكون اساسا للتقارب ، وعلى هذا الأساس كان النبي (ص) اوالداعين بامر من الله إلى التقريب، قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران/64).
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

أخي الكريم واصل بن عطاء
أنا أدرج فصول البحث كما هو ، والهوامش تحذف بشكل تلقائي ، وإعادة كتابتها في أصل النص يأخذ مني جهدا ووقاتا.
البحث قد طبع في المسار ، وسوف يطبع قريبا في كتيب ليسهل قراءته وانتشاره. وسوف أدرج بقية فصوله هنا تباعا.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

أخي الكريم اليماني
أولا: انا لست علامة وإنما انا طويلب علم أرجوالله ان يوقني وكل المؤمنين.
ثانيا: أشكرك على ما اجبت به دفاع عني. وانا بحاجة إلى ملاحظاتك مهما كانت.
ثالثا: إذا تاملت قولي: (هيأ الأمويون) وقولي: (غلاة أهل السنة) وقولي: (بعض علمائهم ومحدثيهم ) فستعرف أنني لا اتهم اهل السنة بشكل عام ، وإنما أتهم الأميون، والغلاة من أهل السنة وقد ذكرت امثلة على ذلك، وكفى.
رايعا: نحن لا نتهم أكثر المحدثين بسب علي عليه السلام، ولا كننا نعتب عليهم في تساهلهم مع من يفعل ذلك ، وقد وضحت ذلك بقولي: "فلماذا يرتد الراوي إن سب أبا بكر أو عمر، وإن سب علياً فهو ثقة ثقة ثقة ؟! وأي تعصب واختلال في الموازين أسوأ من هذا؟ ".
واعدك بأن أضيف جملة تؤكد تنزيه جمهور أهل السنة من تناول الإمام علي بسوء.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

حسنا انتظره منك على ايميلي :)
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

عاشق آل البيت
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 25
اشترك في: الخميس ديسمبر 25, 2003 2:06 pm
مكان: صنعاء المحمية

أي تقارب تريدون

مشاركة بواسطة عاشق آل البيت »

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على محمد وآله النجباء
الأخ اليماني إتهمتني بالتوتر وعدم فهم الموضوع في كتاباتي - وللأسف تتهم الناس وتنصح ، ولنفسك النصح مامعه مرزح - وإليك جواباتي :
قلت يايماني : (ولست ادري مالذي ازعجك في كلام الأستاذ عزان!!! )أزعجني يا يماني التناقض الواضح فيه ، فبينما يدعي أنه أنشأ البحث للـ( تخفيف من غلواء الجدل في مسألة أصبحت عاملاً من عوامل تفرق الأمة ) أي من أجل التقريب الذي تتحدث عنه بتبسيط ، إذا به يبدأ في جدل جديد ، أساسه انتقاد كل من الطرفين ، ووصفهم بالتشاتم من الجهتين ، وهذا واقع يؤلم طرفي النزاع لا طرف واحد فقط إن كنت على إطلاع ، ثم انه أقر بأن بحثه – حقيقة المثير للصراع - لن يرضي كثيرا من أطراف النزاع . وذلك في قوله : (وقد أقدمت على كتابة هذا البحث وأنا على يقين بأنه لن يرضي كثيراً من أطراف النِّزاع)؟؟؟!!
وكان على (أ/عزان) أن يقول بإتمان أنه اعطى نظرة مستقيمة للصحابة فقط وهذا يكفي ويشفي بلا سود النقط ، لا أن يدعي تقديم رؤية ، متوازنة ، تسهم في تقريب وجهات النظر ، والتخفيف من غلواء الجدل .... إلخ .
وإني ما زلت أستعجب من قولك له ( بارك الله في جهودك العظيمة التي تبذلها للتقريب بين المسلمين)
ما قصدك بهذه الجهود !!!
هل ما أثاره من الأمور التي تسبب الفرقة والأحقاد داخل أبناء المدرسة الواحدة عندما تكلم عن المطرفية !!!هل هذا ما يسعى إليه من مفهومه للتقريب؟
حتى إنك إنتقدت في مشاركاتك في ذاك الموضوع يايماني أهل الفكر الزيدي واتهمتهم بالعصبية وعدم سماع الرأي الآخر؟؟!!! فهل هذا يساعد على التقريب؟
أم ما أثاره الأستاذ محمد عزان هنا والذي لا أعتقد أنه سيستطيع إكماله إلا بعد ثلم ناس وجرح آخرين مما يسبب الكثير من الآلام ، وها هو قد بدأ – إن كنت قرأت – في ثلم معاوية بن أبي سفيان خال المؤمنين وكاتب الوحي ، وبني أمية ككل ، ألن يؤلم هذا الكلام الكثير من أخواننا أهل السنة والجماعة ،
أنا موافق في الكلام عن الموضوع وأؤيده ، لكني أتألم من المزايدات ، !!!
ثم انظر كلامه في (شيخ الإسلام) ابن تيمية !!! عندما قال فيه : فهذا (ابن تيمية) الموصوف عند بعض المسلمين بشيخ الإسلام يخصص مساحة واسعة من كتبه للحط من مقام الإمام علي تلميحاً وتصريحاً، حتى ضج منه الحافظ بن حجر، ووصفه بالتحامل الشديد في رد الأحاديث الصحيحة الواردة في شأن علي، فلم يختلف في ذلك عمن يصفهم بالرافضة .
وهنا ضرب عصفورين بحجر ؛ ابن تيمية والرافضة !!!

بل أكثر من هذا فما حصل هذه الفترة من الأستاذ محمد عزان – الذي يدعي انه يريد التقريب بين المسلمين – لشيء عجيب أدهشني جدا ، فلقد قام الأستاذ محمد عزان بتأييد بحث لطالبة مراهقة ، هذا البحث كان خلاصة مافيه (( جواز زواج اليهودي والنصراني من المرأة المسلمة )) ، فبالله عليكم أهذا يساعد في التقريب بين المسلمين ،،، ( زواج المسلمة باليهودي يصح ؟) أهناك مذهب يقول بهذا ؟؟؟ ، أليس هذا الموضوع فتح لباب جديد من الفتنة والشقاق في الساحة ؟ثم يا يماني فكرة التقريب فكرة غالية على قلبي ، لكن ليست فكرتي عنه فكرتك ، ففكرتك في التقريب أن نأتي بقول يرضي جميع الأطراف كيفما كان ، وهذا ما لمسته من كلامك ،
التقريب الصحيح هو أن يكون هناك مصالح مشتركة نمشي ورائها ، وحوار علمي هادئ – لمن أراد – للتوصل إلى الحقيقة ، وإلا فكل له رأيه لكن هذا الرأي لن يمنع من مواصلة التعاون ،لكنك تريد أن ينكر كل طرف أن الحق معه وأن نأخذ من هذا شيئاً ومن هذا شيئاً حتى نصل إلى الإسلام الذي في رأسك !! ألست تقول مخاطباً لي : ( أنك منزعج من فكرة التقريب أساسا، لأنه يخيل إليك أنك صاحب الحق دون سواك ، وأن على الاخرين أن يوافقوك بالتقريب او بالتبعيد.)
فمن الطبيعي أن الإنسان لا يُدافع عن فكرة يعتقدها ويؤمن بها إلا وهو يعتقد انها الحق ، وإذا كان التقريب بتنازل كل الأطراف عن معتقداتهم فهذا وهم ، ولن يكون هناك تقارب بل تنازع جديد)... والسلام.
اعرف الحق تعرف رجاله

اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 127
اشترك في: الأربعاء فبراير 11, 2004 9:19 am

مشاركة بواسطة اليماني »

أستاذي محمد عزان .. أشكرك على الاستجابة لملاحظتي وقد تفهمت ما أشرت إليه ، ولكن رفع الإحتمالات أنسب لإيضاح الدلالات. وانت سيد العرفين.

عزيزي العاشق.. قولك (أنا موافق في الكلام عن الموضوع وأؤيده ، لكني أتألم من المزايدات ، !!!) وما أتبعت ذلك من كيل للتهم .. يدل بوضوح أن موقفك ليس من الفكرة التي طرحها الأستاذ عزان ، ولكن موقفك منه شخصيا وهذه مشكلتك، ونحن هنا نتعامل مع أفكار لا مع أشخاص. وسأترك له المجال للتعقيب على ما ذكرت فهو قادر على توضيح ذلك.

أما قولك عني: (حتى إنك إنتقدت في مشاركاتك في ذاك الموضوع يايماني أهل الفكر الزيدي واتهمتهم بالعصبية وعدم سماع الرأي الآخر؟؟!!!) فهو كلام أكده لي موقفك هذا.. لا تريد أن يتكلم أحد في مسألة الصحابة بخلاف ما في رأسك.. ولا تريد أحدا يتكلم في قضية المطرفية بخلاف الحق الذي تتخيله.. ولا تريد لأحد أن يقرب إذا لم يكن إليك .. وكذلك مسألة الزواج التي ذكرتها وليس عندي فكرة عنها أرجو من الأستاذ عزان توضيحها... فنا قش يا أخي، وقل رأيك بشجاعة، بدلا من هذا الصراخ وإطلاق التهم التي تكشف عن حالة نفسية متوترة.

أما ما كتب الأستاذ عزان عن شيخ الإسلام ابن تيمية فانا أشاركك المؤاخذة عليه، لأن شيخ الإسلام وإن كان يبدو من كلامه ان فيه لوثة من النصب غير أنه كان ياتي في سياق الرد على مبالغات الروافض في فضائل الإمام علي.
أما معاوية وبني امية فأنا أوافقه في انهم كانوا خصوما حقيقيين للإمام علي ، وتقرير هذه الحقيقة نوع من انواع التقريب، وأهل السنة لا ينكرون ذلك، ولكنهم ينكرون التطاول بالسب والشتائم، ولا أظن الأستاذ عزان لوث قلمه بشيء من ذلك.

وقولك: (تريد أن ينكر كل طرف أن الحق معه وأن نأخذ من هذا شيئاً ومن هذا شيئاً ) كلام لم أقله، وتجاوز منك في تفسير مواقف الاخرين، وهو يكشف لي طبيعة موقفك من الأستاذ عزان ويبين أنك تبني في أحكامك على تفسير كلام الآخرين وموا قفهم على هواك ثم تصدر عليها الحكام بما تشاء.
الحق احق أن يتبع

عاشق آل البيت
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 25
اشترك في: الخميس ديسمبر 25, 2003 2:06 pm
مكان: صنعاء المحمية

مشاركة بواسطة عاشق آل البيت »

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الهداه. وبعد

أخي اليماني جعل الله الشر عنك فاني ، وأرجو تفهمك لكلامي فإن تفهمت فذلك كفاني ،
قلت وكتبت : افتتاحا لكلامك لي ونطقت : (( وما أتبعت ذلك من كيل للتهم )) فأقول : اتق الله وراقب ربك ، أي تهم كلتها كيلاً له ولك !!!!!!!!
ثم قلت : ( أما قولك عني: (حتى إنك إنتقدت في مشاركاتك في ذاك الموضوع يايماني أهل الفكر الزيدي واتهمتهم بالعصبية وعدم سماع الرأي الآخر؟؟!!! ) فهو كلام أكده لي موقفك هذا.. لا تريد أن يتكلم أحد في مسألة الصحابة بخلاف ما في رأسك.. ولا تريد أحدا يتكلم في قضية المطرفية بخلاف الحق الذي تتخيله.. ولا تريد لأحد أن يقرب إذا لم يكن إليك .. وكذلك مسألة الزواج التي ذكرتها وليس عندي فكرة عنها أرجو من الأستاذ عزان توضيحها... فنا قش يا أخي، وقل رأيك بشجاعة، بدلا من هذا الصراخ وإطلاق التهم التي تكشف عن حالة نفسية متوترة. )
هذه تفسيرات لكلام كله لم أقل ، وظن سئ منك – وبعض الظن إثم – لا أقل ، فلم أقل إني لا أريد من أحد أن يتكلم بخلاف الحق الذي أدعيه – على حد تعبيرك – ، بل طلبت إغلاق باب الأحقاد والضغائن ،
ولم أقل ما نسبته إليّ كذلك من أني لا أريد أحداً يتكلم في قضية المطرفية بخلاف الحق الذي أتخيله – على حد تعبيرك أيضا – فتفهم ...، ولو رجعت إلى ما كتبته هناك في الحوار الذي دار حول المطرفية فتمعنته ، - هذا الحوار الذي كانت نهايته انسحاب الأستاذ محمد عزان ، فاتح باب الحوار مفاجأة دون إجابة لأكثر من سؤال هام - ، لوجدت أني استنكرت فتح باب الحوار عن فرقة مندثرة !! ما يسبب زيادة انشقاق الأمة الإسلامية جعلها الله منتصرة !!!
لكنني أشرت في نفس الوقت ، إلى حوار علمي هادئ وصحيح وقلت :
( ولكن إن كان البعض يُريد أن يحسم الموقف ويصل إلا استنتاج نهائي حول المطرفية مثل محمد عزان واحمد الشامي...
فليتم النقاش بينهم وبين من يغايرهم في حقيقة المطرفية مثل الأخ ياسر الوزير ، حيث أن كلامه يوحي بالمنطق السليم وأنه يريد المناقشة على قواعد بحثية دقيقة وعلمية ..
فأني أتمنى أن يكون هذا النقاش من منطلق وعي ومسئولية لا تعصب و عنادية , وأن يكون على اسس بحثية علمية وبحجج حتمية ، وأن تكون الحجة هي سيدة الموقف ،فإذا ما أتت من أي جهة فيجب من الجهة الآخرى التسليم والإنقال إلى موضوع آخر ، وهكذا إلى أن يتم البت في هذا الباب.... )
فمتى قلت إني لا أريد لأحد أن يقرب إذا لم يكن إليّ !! يا أُخيّ !
مع أني ما زلت لا أستطيع الجمع بين قولك للأستاذ محمد : ( بارك الله في جهودك العظيمة التي تبذلها للتقريب بين المسلمين ) ، وبين فعله في نبش قضية المطرفية ، وهي فرقة مندثرة أولاً ، لم يوافقها الأخ محمد في كثير من المواقف – كما حكى عن نفسه – ثانياً ، إثارتها تؤلم الكثير من أبناء المذهب الزيدي – كما قلت أنت - ثالثاً ، فأرجو أن توضح لي كيف يكون الجمع بينهما !!!!؟؟؟؟
وأما قضية الزواج – أي زواج الكافر من مسلمة – فهذا ما لا أقبل الكلام فيه ، حتى ولو نبزتني بأني متعصب لا لين فيه ، لأن هذه المسألة الكلام فيها مبتوت ، أجمع عليها العلماء بالقول لا بالسكوت ، والله سبحانه وتعالى يقول : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) .
وقولك : ( بدلاً من الصراخ وإطلاق التهم التي تكشف عن حالة نفسية متوترة )
أرجو منك يا أخي الكريم ، أن تستخدم ألفاظ مناسبة لا تجرح الآخرين ، ولو كان لهذه الحروف التي أكتبها صوتا لسمعتها هادئة ، لكني لا أعرف لماذا سميتها (( صراخ )) ، ولا أعرف كذلك ما هي التهم التي تكشف عن نفسيتي المتوترة – وهذا سوء ظن منك يا صاح - .

وقلت : ( أما معاوية وبني امية فأنا أوافقه في انهم كانوا خصوما حقيقيين للإمام علي ، وتقرير هذه الحقيقة نوع من انواع التقريب، وأهل السنة لا ينكرون ذلك، ولكنهم ينكرون التطاول بالسب والشتائم، ولا أظن الأستاذ عزان لوث قلمه بشيء من ذلك. )
بالله عليك أخي الكريم إشرح لي قولك : ( وتقرير هذه الحقيقة نوع من أنواع التقريب ) بناء على وجود أخوة لنا لا يقبلون أي إشارة أو تلميح ، ولو من بعيد – إن كنت تعرف - إلى من ثبتت له رؤية للرسول الفصيح صلوات الله عليه وآله – ناهيك عن كاتب الوحي –

وقلت : ( وقولك: (تريد أن ينكر كل طرف أن الحق معه وأن نأخذ من هذا شيئاً ومن هذا شيئاً) كلام لم أقله، وتجاوز منك في تفسير مواقف الاخرين، وهو يكشف لي طبيعة موقفك من الأستاذ عزان ويبين أنك تبني في أحكامك على تفسير كلام الآخرين وموا قفهم على هواك ثم تصدر عليها الحكام بما تشاء )
سمعتك تقول لي يا أخي الكريم : ( فهمت من قولك: [شعارك خالفه قولك ونفته كتاباتك ، ألست تقول : ( الحق أحق أن يتبع ) ، فإذا كان الحق أحق أن يتبع كيف سنسعى للتقريب؟ ومالذي سنهدف إليه التقريب أم الحق .؟] أنك منزعج من فكرة التقريب أساسا، لأنه يخيل إليك أنك صاحب الحق دون سواك ، وأن على الاخرين أن يوافقوك بالتقريب او بالتبعيد. وما هكذا تورد ياسعد الإبل )
هذا هو الذي أفهمني على أن التقريب عندك يعني ترك الحق ، لأني لم أنتقص التقريب بل تسائلت هل نسعى للتقريب أم للحق ، فادعيت أن حرصي على الحق يعني ترك التقريب ، وهذا خيال خاطئ في عقلك وغريب .
وما زلت أتسائل ؟؟!! كيف تريد أخي اليماني التقريب ، وأنت نفسك تنتقص أبناء الفكر الزيدي الحبيب ، وها أنت لم تلق التهمة عن نفسك ، بل ادعيت أنها قد تأكدت وترسخت بموقفي في عقلك .
وما زلت أنا عندك المخطئ وأنا الذي أكيل التهم ، مع أني لم أؤاخذك بقولك بل استنكرت فاعلم ، فأنا زيدي وأعتز بكوني زيدي ، لكني حريص الحرص الشديد ، على عدم وجود ما يفرق الصف دون مبرر له في الوجود .
وماذا أخي اليماني لو كان كل المسلمين في فعلك سالك ، فانتقص كل واحد منهم الآخر بالمهالك ، هل سيتحقق مفهوم التقريب الذي في رأسك ؟؟؟؟!!!!

الأخ الأستاذ محمد عزان :
قلت : ( أما قولك : "فكيف سيكون التقريب ياعزان ؟!!! هل بإلغاء أفكار الغير ؟ أم بموافقة جميع الأطراف" أقول: لا بهذا ولا بذاك، ولكن بان يصغي كل طرف إلى ما يقوله الاخر ويتفهم كلامه بحسن نية وسعة صدر مخلفا ورأه موروثات الصراع المذهبي العقيم، وسوف يجدون هنالك نقاط اتفاق كثيرة تكون اساسا للتقارب )
سألتك أستاذي عن التقارب كيف سيكون ، فأجبتني عن إصغاء كل طرف للآخر بحسن نية وسكون ، الذي هو أساس للتقارب !!
فأعود لأسألك كيف سيكون هذا التقارب الذي أساسه إصغاء كل طرف للآخر !! هل بإلغاء أفكار الغير – الذي لن يقبله حتى حَسَنُ النية - أم بموافقة جميع الأطراف !!
والسلام ...
اعرف الحق تعرف رجاله

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

أخي واصل
وصلك الله بألطافة ، بعثت ثلاتة مباحث، منها بحث الصحابة عند الزيدية، أرجو منك الملاحظات الجدية المتأنية.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“