محمد بن إسماعيل الأمير ( ماذا تعرف عنه ) ؟

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

محمد بن إسماعيل الأمير ( ماذا تعرف عنه ) ؟

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

============================================

محمد بن إسماعيل الأمير .... ( ابن الأمير الصنعاني ) ... ( ابن الأمير الكحلاني ) .

============================================


- ماذا تَعرف عنه ؟

- بنظرك ماهُو مَذهبه ؟ ( هَل هُو من أهل السنة والجماعة ، أو حديثي المنهج ، أو لا مَذهَب له بعينه ) .

- بنظرك ماهي المسائل العقدية التي وافقَ فيها ابن الأمير أهل السنة والجماعَة ؟ في التوحيد والعدل والوعد والوعيد .

- وماهيَ المسائل العقدية التي خالفَ فيها ابن الأمير أهل السنّة والجماعَة ؟

- كيف تَنظر لمَن يُحاول أن يتزيّن باين الأمير من أهل السنة والجماعة ( بجعلهِ أحد أتباعهم ) ، وبماذا تُفسّر هذا الفعِل منهم ( هَل استغفالٌ للعامّة مثلاً ( عن طريق تكثير السّواد ))؟ أو تلبيسٌ من حُذاقهم على متعلّميهم ؟ أم أنّ هذا هُو الحقّ في المسألَة ؟

============================================

أرجو التفاعل مّن الإخوة الأعضاء ( مُستفيدينَ من مُداخلاتهم ) .

تحياتي للجميع .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الاستاذ الكاظم المحترم

شكرا على طرح هذه المواضيع والأبحاث المفيدة


بالنسبة للقول فيما هو مذهب السيد محمد بن إسماعيل الأمير, هل هو من أهل السنة أو غير ذلك من المذاهب والاتجاهات
بالنسبة لما قيل في هذه الشخصية , أنا عندي مجموعة من الاقوال المتناثرة في بعض الكتب والأبحاث في هذه الشخصية, من الممكن أن نأتي بها لنقارن ونرجح بينها مع الرجوع إلى نفس مؤلفات السيد ابن الأمير...

ولكن قبل ذلك عندي بعض النقاط أو التساؤلات,


ما هو المعيار الذي بناء عليه سنقول أن ابن الأمير أصبح من أهل السنة؟
ومن نقصد بأهل السنة؟ الأشاعرة ؟ أم السلفية ؟
وماذا عن زيدية ابن الأمير؟ هل انسلخ السيد عن الزيدية بالكامل؟ لماذا لا نبحث زيدية السيد بالإضافة إلى " سنية " السيد ؟


وفي رأئيي المتواضع أيضا أن تتم دراسة منهج السيد في الاعتماد على مصادر غير الزيدية, مع ما في ذلك من علاقة بموضوع السيد محمد بن إبراهيم الوزير


في انتظار ردكم الكريم


وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

الغزالى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 60
اشترك في: الجمعة مارس 04, 2005 2:00 pm

مشاركة بواسطة الغزالى »

بسم الله الرحمن الرحيم
الامير الصنعانى رحمه الله اشهر من نار على علم
و بالنسبة لعقيدته فقد اوضحها فى كتابه القيم " ايقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة " و هى نفس عقيدة اهل التوحيد و العدل
فهو ينكر الرؤية خلافا لاهل السنة
و ينكر الجهة و يرد على من يثبتونها
و لا يقول بخلق الله لافعال العباد خلافا لاهل السنة

لكنه لا يقول بخلود اهل الكبائر فى النار بل يوافق اهل السنة فى هذه المسالة
و اعتقد انه يقدم عليا عليه السلام على الصحابة مع تولى الشيخين ,كما انه يتبرا من معاوية
و هو مقلد لائمة الحديث من اهل السنة فى مسائل الجرح و التعديل


مع تحياتى للاخ الفاضل الكاظم
الساكت عن الحق شيطان اخرس

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الأخ المفضال ( karraar ) ... أسعدكم الله .


karraar كتب :
بالنسبة للقول فيما هو مذهب السيد محمد بن إسماعيل الأمير, هل هو من أهل السنة أو غير ذلك من المذاهب والاتجاهات
بالنسبة لما قيل في هذه الشخصية , أنا عندي مجموعة من الاقوال المتناثرة في بعض الكتب والأبحاث في هذه الشخصية, من الممكن أن نأتي بها لنقارن ونرجح بينها مع الرجوع إلى نفس مؤلفات السيد ابن الأمير...
نعم أخي كرار هُو المطلوب هُنا ، أن نأتي بهذه المجموعة المتناثرة من الأقوال عن محمد بن إسماعيل ، ونعمَل على تدارسها ( بهدف : إبراز عقيدة ابن الأمير كما يُريد ابن الأمير ، لا كما يُريد غيره ) .

فاكتبوا ما وقعَ تحت أيديكم مشكورين .

karraar كتب :
ما هو المعيار الذي بناء عليه سنقول أن ابن الأمير أصبح من أهل السنة؟
ومن نقصد بأهل السنة؟ الأشاعرة ؟ أم السلفية؟


طالعتُ إيقاظ الفكرَة ، فوجَدتهُ يحطّ على الأشاعرة وعلى عقائدها ، ( ولَفَت انتباهي أنّ من ضمنِ هذه العقائد التي انتقدَها ابن الأمير على الأشاعرة ، عقائد يؤمن بها السلفيّة أتباع الشيخ الحرّاني ابن تيمية ) ، فالنقدُ يتوجّهُ من خلال هؤلاء ( الأشاعرة ) إلى هؤلاء ( السلفية ) ، مثاله : عقيدة إرادة الله للمعاصي ، والقضاء والقدر ، وخلق الأفعال ، وصفة الفوقية ( وهذه خاصّة بابن تيمية ) ، ... إلخ .

ومنهُ فإنّا سنتكلّم عن سنيّة ابن الأمير بالمعنى ( السّلفي ) ، لأنّ حطّه على الأشاعرة ومفارقته لهم واضحة جداً .

- ومن ناحية أخرى فإنّ المتزينين به من السنّة السلفية أكثر من الأشاعرة . ومنه قد يحصل التلبيس على العامّة ، بتكثير السوّاد .

karraar كتب :
وماذا عن زيدية ابن الأمير؟ هل انسلخ السيد عن الزيدية بالكامل؟ لماذا لا نبحث زيدية السيد بالإضافة إلى " سنية " السيد ؟
نعم هيَ فرعٌ من البحث حول سنيّة السيد الأمير ، فإثبات مخالفته للسلفيّة ، يتبعها إثبات موافقته للزيدية ( أو لغيرهَا ) .

karraar كتب :
وفي رأئيي المتواضع أيضا أن تتم دراسة منهج السيد في الاعتماد على مصادر غير الزيدية, مع ما في ذلك من علاقة بموضوع السيد محمد بن إبراهيم الوزير
نعم ، قد أشار الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي (ع) إلى شناعَة عدم التفات ابن الأمير إلى الاعتماد على مصادر الزيدية في أغلب كُتبه المؤلّفة ( على أنّه كان يَذكُر آراء أئمة الزيدية الفقهية بشكل طفيف ) . بعكس منهج الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله تعالى .

* وقد انتقدَ!! الشيخ عبدالعزيز ابن باز على ابن الأمير الصنعاني ذِكرَه لآراء الزيدية في كتابه سبل السلام ، وأنّهم ليسوا أهلاً لذلك!! ( ذكرَ هذا في حاشية الفتح (2/265 ) )

تحياتي لكم سيدي الكريم ( karraar ) ، وفي انتظار ما وقعَ تحت يدكم الشريفة .

====

الأخ المفضال ( الغزالي ) ... أحسن الله إليكم .

ما ذكرتموه من عقائد منسوبة إلى ابن الأمير ( جملةً ) هي صحيحة وقَد وقفنا على بعضها ، ولكنّا نُريد أن نُدعّمَ هذا ، بنصوص تملأ عينَ الباحث والعاميّ ( بعيداً عن الإشارت الجُمليّة ) ، وهُنا نطلبُ منكم إيراد ماوقعَ تحت أعينُكم من النصوص الدّالة على كلامكم .

* وسنسردُ ما وقعَ تحت أيدينا إن شاء الله .


تحياتي لكم سيدي الكريم .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

سيدي العزيز المحترم الكاظم,

إليكم بعض ما قيل في السيد محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني



لعل من أبرز من ترجم للسيد ابن الأمير هو الشوكاني في البدر الطالع ج2/ص133-139

في أول الترجمة يذكر الشوكاني نسب السيد وصفه بالمجتهد المطلق وهذا نصه:
"السيد محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد بن على بن حفظ الدين بن شرف الدين بن صلاح بن الحسن بن المهدي بن محمد بن إدريس بن على ابن محمد بن احمد بن يحيى بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل ابن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب رضي الله عنهم الكحلانى ثم الصنعانى المعروف بالأمير الإمام الكبير المجتهد المطلق صاحب التصانيف"
يذكر الشوكاني رحلة السيد إلى الحجاز واصفا تميزه واجتهاده مادحا إياه بما نصه:
"رحل إلى مكة وقرأ الحديث على أكابر علمائها وعلماء المدينة وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران وتفرد برئاسة العلم في صنعاء وتظهر بالاجتهاد وعمل بالأدلة ونفر عن التقليد وزيف مالا دليل عليه من الآراء الفقهية وجرت له مع أهل عصره خطوب ومحن"
يصف الشوكاني حال السيد مع بعض معاصريه مع رأي الشوكاني في بعض الأمور التي تخص الاجتهاد والتقليد بما نصه:
" وما زال في محن من أهل عصره وكانت العامة ترميه بالنصب مستدلين على ذلك بكونه عاكفا على الأمهات وسائر كتب الحديث عاملا بما فيها ومن صنع هذا الصنع رمته العامة بذلك لا سيما إذا تظهر بفعل شئ من سنن الصلاة كرفع اليدين وضمهما ونحو ذلك فإنهم ينفرون عنه ويعادونه ولا يقيمون له وزنا مع أنهم في جميع هذه الديار منتسبون إلى الإمام زيد بن على وهو من القائلين بمشروعية الرفع والضم وكذلك ما زال الأئمة من الزيدية يقرأون كتب الحديث الأمهات وغيرها منذ خرجت إلى اليمن ونقلوها في مصنفاتهم الأولى فالأول لا ينكره إلا جاهل أو متجاهل وليس الذنب في معاداة من كان كذلك للعامة الذين لا تعلق لهم بشئ من المعارف العلمية فإنهم أتباع كل ناعق إذا قال لهم من له هيئة أهل العلم إن هذا الأمر حق قالوا حق وإن قال باطل قالوا باطل إنما الذنب لجماعة قرأوا شيئا من كتب الفقه ولم يمعنوا فيها ولا عرفوا غيرها فظنوا لقصورهم أن المخالفة لشئ منها مخالفة للشريعة بل القطعي من قطعياتها مع أنهم يقرأون في تلك الكتب مخالفة أكابر الأئمة وأصاغرهم لما هو مختار لمصنفها ولكن لا يعقلون حقيقة ولا يهتدون إلى طريقة بل إذا بلغ بعض معاصريهم إلى رتبة الاجتهاد وخالف شيئا باجتهاده جعلوه خارجا عن الدين والغالب عليهم ان ذلك ليس لمقاصد دينية بل لمنافع دنيوية تظهر لمن تأملها وهى أن يشيع في الناس أن من أنكر على أكابر العلماء ما خالف المذهب من اجتهاداتهم كان من خلص الشيعة الذابين عن مذهب الآل وتكون تلك الشهرة مفيدة في الغالب لشئ من منافع الدنيا وفوائدها فلا يزالون قائمين وثائرين في تخطئة أكابر العلماء ورميهم بالنصب ومخالفة أهل البيت فتسمع ذلك العامة فتظنه حقا وتعظم ذلك المنكر لأنه قد نفق على عقولها صدق قوله وظنوه من المحامين عن مذهب الأئمة ولو كشفوا عن الحقيقة لوجدوا ذلك المنكر هو المخالف لمذهب الأئمة من أهل البيت بل الخارج عن إجماعهم لأنهم جميعا حرموا التقليد على من بلغ رتبة الاجتهاد وأوجبوا عليه أن يجتهد رأى نفسه ولم يخصوا ذلك بمسألة دون مسألة ولكن المتعصب أعمى والمقصر لا يهتدي إلى صواب ولا يخرج عن معتقده إلا إذا كان من ذوى الألباب مع أن مسألة تحريم التقليد على المجتهد هي محررة في الكتب التي هي مدارس صغار الطلبة فضلا عن كبارهم بل هي في أول بحث من مباحثها يتلقنها الصبيان وهم في المكتب"
ويذكر الشوكاني أتباع السيد في عصره:
"وقد كان كثر أتباع صاحب الترجمة من الخاصة والعامة وعملوا باجتهاده وتظهروا بذلك وقرأوا عليه كتب الحديث وفهم جماعة من الأجناد بل كان الإمام المهدي يعجبه التظهر بذلك وكذلك وزيره الكبير الفقيه أحمد بن على النهمي وأميره الكبير الماس المهدي وما زال ناشرا لذلك في الخاصة والعامة غير مبال بما يتوعده به المخالفون له ووقعت في أثناء ذلك فتن كبار وقاه الله شرها"



أما صديق حسن خان القنوجي فقد وصفه بأنه أحد أئمة السنة قائلا ما نصه:
"وأما المقلد أو مجتهد المذهب فليس من مبحوثنا ولا دخل في نصيحتنا لأنه ممنوع عن التكلم محجور عن التعرض حتى يصدق عليه اسم العالم لما عرفت ومن أراد تحقيق ذلك فعليه بكتب شيخنا الشوكاني وكتب أئمة السنة ابن تيمية وابن القيم وابن الوزير والسيد الأمير ومن حذا حذوهم"
أبجد العلوم ج1/ص140



وفي ترجمة السيد ابن الأمير في كتاب الأعلام 6/38 يذكر المؤلف خير الدين الزركلي نسب السيد ثم يقول ما نصه:
" مجتهد من بيت الإمامة في اليمن" ويضيف ما نصه: " أصيب بمحن كثيرة من الجهلاء والعوام"


وترجم له السيد أحمد بن محمد الشامي في مقدمة كتاب الروضة الندية في شرح التحفة العلوية,
حيث أنه وصفه بالمصلح قائلا ما نصه " من آثار المصلحين أمثال الأئمة محمد بن إبراهيم الوزير والحسن الجلال وصالح المقبلي ومحمد بن إسماعيل الأمير" ص5.
ونقل عن صاحب كتاب نفحات العنبر في ترجمته للسيد ما نصه " الإمام العلامة المجتهد المتقن المتفنن المحدث الحافظ الضابط خاتمة المحققين سلطان الجهابذة وأستاذ الأساتذة مفتي الزمان سيد العلماء وقدوة العاملين فخر المفاخرين المعروف بالبدر الأمير" ص5.
ويقول السيد الشامي ص9 ما نصه :
" ومع ذلك فلم تخل الساحة اليمنية من المقلدين والجامدين, أو من الغلاة والمتطرفين فناصبوا أولئك الفطاحل والمجتهدين والأفذاذ العداء, وابتلوهم بصنوف الخصومة والإيذاء وهو ما يعانيه ويكابده أولو الفضل في كل زمان ومكان"


وترجم له السيد عبد الملك حميد الدين في كتابه الروض الأغن في معرفة المؤلفين باليمن قائلا ما نصه:
"السيد الإمام المجتهد المطلق الأشهر المجدد للقرن الثاني عشر البدر محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الأمير" ج3 ص 29.


أما القاضي إسماعيل بن علي الأكوع فقد ترجم للسيد في كتابه أئمة العلم المجتهدون في اليمن ص179-225.
وإليكم بعض الأقوال المتناثرة للمؤلف عن السيد ابن الأمير:
" الإمام المجتهد المطلق الملقب بالبدر, عالم مبرز في علوم المعقول والمنقول, ولا سيما علوم الحديث التي انتهت إليه رئاستها فصار إمام المجتهدين في اليمن في زمانه بلا منازع"
" زاحم شيوخه, وترك التقليد, وعمل بأدلة الكتاب وصحيح السنة"
" ولما بلغ درجة الاجتهاد تصدر للتدريس في مدرسة الإمام شرف الدين في جامع صنعاء"
" فانتشرت السنة على يده في كثير من ديار الزيدية التي لم يكن لأحد من علمائها التفات إليها من قبل"
" كما لم يقتصر اهتمام المترجم له على نشر السنة بين تلامذته ومريديه فحسب, بل كان أيضا يزيف ما لا دليل عليه من المسائل الفقهية المعمول بها في عند أتباع المذهب الزيدي الهادوي مما جعله عرضة لسخط العلماء المقلدين, فناصبوه العداء وتآمروا على قتله بتحريض العامة أتباع كل ناعق عليه"
" كان يدعو إلى تحريم التوسل بالموتى المؤدي إلى أي نوع من أنواع الشرك بالله, ولهذا فإنه لما ظهرت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي ودعا إلى ما يدعو إليه البدر الأمير من إخلاص العقيدة لله وحده – كتب إليه سنة 1163 قصيدته الدالية المشهورة"
" وكما انتقد المترجم له الشيخ محمد بن عبد الوهاب لتكفيره وتفسيقه من لم يكن على عقيدته فإنه انتقد أئمة اليمن في عصره لظلمهم وجورهم "
وقد ذكر القاضي الأكوع الكثير من أحوال السيد مع معاصريه من العلماء والعامة والتي من الممكن ذكرها لاحقا عند الحاجة.




وقد تحدث السيد عبد الله حميد الدين عن السيد ابن الأمير في بعض المناسبات في كتابه " الزيدية قراءة في المشروع وبحث في المكونات, وإليكم بعض النصوص:
" عندما يشار إلى سمة الاجتهاد بين الزيدية, فإن بعض الكتاب المعاصرين يحاولون أن يحصروا وجود هذه السمة بين عدد محدود من أعلام الزيدية وهم محمد بن إبراهيم الوزير والحسن الجلال وصالح المقبلي ومحمد بن إسماعيل الأمير ومحمد بن علي الشوكاني. وكأنه لم يكن قبلهم من كان ذا استقلال في التفكير أو نزعة للاجتهاد المطلق.
وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء يختلفون فيما بينهم اختلافا بينا, إلا أنهم اشتركوا في قضيتين (أ). الهجوم اللاذع على رجال الزيدية في عصرهم واتهامهم بالجمود والتقليد.(ب). عدم قدرتهم على التمييز بين الدوائر المختلفة لممارسة الاجتهاد والتقليد بحيث لا توجد فوضى علمية ولا يكثر مدعي العلم والمعرفة" ص 89-90
وفي ص91 يقول ما نصه عن ما اشترك فيه ابن الوزير وابن الأمير والجلال مختلفين فيه عن الشوكاني والمقبلي:
" التقليل من شأن العقل دون إلغائه, مع التشدد في الدعوة إلى اعتماد روايات المحدثين في أصول الدين وانتقاد الزيدية لعدم الاعتداد بتلك الروايات"
ويقول في نفس الصفحة ما نصه:
" إن اعتبار هؤلاء ممثلي الحرية الفكرية والاجتهاد فيه حيف كبير"
ويقول أيضا:
" إن من نظر إلى كتابات ابن الوزير وابن الأمير والشوكاني قطع بأنهم كانوا أقرب إلى التقليد منهم إلى الاجتهاد , ولكن ذهب تقليدهم صوب علماء آخرين"



أما السيد بدر الدين الحوثي فيقول في كتابه مفتاح أسانيد الزيدية ما نصه:
" أما كتب الشوكاني فلا تعتبر من كتب الزيدية, فلا يستدل بها على مذهبهم لمن أراد معرفته, لا هي ولا كتب المقبلي ولا كتب ابن الأمير ولا كتب محمد بن إبراهيم الوزير" ص32.


في حين نجد السيد أحمد حسين شرف الدين في كتابه تاريخ الفكر الإسلامي في اليمن ص188-190 تحت عنوان (مصادر الحديث وعلومه عند الزيدية) نجده يقول ما نصه:
" برز عدد غير قليل من الزيدية كعلماء مجتهدين حملوا على كواهلهم مهمات البحث حول علوم الحديث في شتى وجوه البحث والنظر" ثم ذكر السيد محمد بن إسماعيل الأمير من ضمنهم.


أما السيد عبد السلام الوجيه فترجم له في كتابه " أعلام المؤلفين الزيدية " ص 863-872 وإليكم بعض ما قاله فيه:
" عالم مجتهد حافظ أديب شاعر تقي من مشاهير العلماء في القرن الثاني عشر "
" خالف في بعض المسائل متأثرا بكتب أهل السنة, وابتعد عن كتب أهل البيت, وجرت خصومات بينه وبين أهل عصره, ورد عليه كثير من العلماء في بعض كتاباته التي اهتم بها المخالفون ونشروها وأهملوا ما عداها من مصنفاته الجليلة التي لا توافق أهوائهم, وقد عرف بصراحته وعلمه."


ونجد د.محمد بن عبد الله بن سليمان السلمان يتحدث عن السيد قائلا ما نصه:
" ففي اليمن ظهر مجموعة علماء تأثروا بالدعوة ودعوا الناس إلى مثل مبادئها, وصار لهم أتباع ووقعت بينهم وبين خصومهم من العلماء الآخرين مناقشات ومنازعات كلامية, ولكن لم تتعد حركتهم تلك الحرب الكلامية, ومن أشهر هؤلاء العلماء الشيخ الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني الذي دعا أهل اليمن إلى التوحيد وإخلاصه لله تعالى والبعد عن التوسل بقبور الصالحين المنتشرة في اليمن في ذلك الوقت."
ويقول أيضا:
" ولهذين العالمين الصنعاني والشوكاني منزلتهما العظيمة عند الشعب اليمني حتى الآن"
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي. ص 83


أما سليمان بن صالح الخراشي فقد تحدث عن السيد في مقدمة كتابه مختصر تطهير الجنان واللسان عن الخوض والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان قائلا ص7:
" أما الزيدية, فهاهو أحد معتدليهم! وهو الصنعاني يكرر ذمه له رضي الله عنه في كتابه ثمرات النظر مدعيا أن له فواقر! وأنه مؤاخذ لا شك على خطئه في خلافه مع علي رضي الله عنه"


ونجد الشيخ جعفر السبحاني في كتابه الزيدية في موكب التاريخ يخصص فصلا خاصا بمن أسماهم شخصيات زيدية ذات اتجاهات خاصة, وفي هذا الفصل ترجم السبحاني للسيد ابن الأمير واصفا إياه بما نصه:
" زيدي تسنن وتوهب"
ويقول أيضا ما نصه:
" إن الاقتصار بما في بلوغ المرام من الروايات, في مقام الإفتاء شاهد صدق على أن الرجل ترك مذهب أهل البيت تماما, وتفتح على روايات أهل السنة وصار ينقض ويبرم في ظل أحاديثهم. ومن المعلوم أن التظاهر بتلك الفكرة في الأوساط الزيدية يثير حفيظة الأكثرين وليس المروي من أئمة أهل البيت بأدنى مما روي عن الصحابة والتابعين"
" يبدو أن ابن الأمير كان إنسانا ساذجا متأثرا بكل تيار يصل إليه إذا رافق نفسيته, ولما بلغ إليه خروج محمد بن عبد الوهاب في نجد, ووقف على رأيه من تدمير آثار الرسالة والنهي عن التوسل والزيارة أخذ بترويج أفكاره ولم يقتصر بذلك وقد ألف كتابا في ذلك المضمار أسماه تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد واسمه يحكي عن مدى تعصبه بالتوهب."
ويقول أيضا:
" وعلى كل تقدير فقد تخلى ابن الأمير عن المذهب الزيدي وتحول إلى سلفي وهابي, وتسرع في تأييد موقف ابن عبد الوهاب."
الزيدية في موكب التاريخ ص438-442


أرجو أن يكون ما نقلته مفيدا لبيان بعض ما قيل في السيد محمد بن إسماعيل الأمير, مع ملاحظة مقدار التباين والاختلاف في بعض ما قيل في السيد بحسب خلفية القائل وفكره. بالإضافة إلى ما نقلت من الأقوال المتناثرة عن السيد, عندي كتاب باسم " الصنعاني وكتابه توضيح الأفكار " من تأليف د. أحمد محمد العليمي. وعندي كتاب آخر باسم " مصلح اليمن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني " من تأليف عبد ا لرحمن طيب بعكر. من الممكن الاستفادة من هذين الكتابين كأبحاث خاصة عن السيد ومنهجه.

والآن سيدي العزيز دعنا نحلل تلك الأقوال التي نقلناها في السيد مع التعليق عليها, ولنرى مصداقيتها من خلال وجود مصاديقها في مؤلفات السيد من عدمها.



في انتظار جوابكم الكريم



وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ المحترم العزيز الكاظم


نحن في انتظار جوابكم الكريم لنكمل هذا البحث الشيق عن هذه الشخصية التي نشأت زيدية بلا خلاف ولكن الخلاف في النتيجة التي وصلت إليها هذه الشخصية


الاخوة الكرام


من كان عنده منكم إضافة إلى هذا الموضوع فليتفضل



ولكم جزيل الشكر


وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

أحسن الله إليكم ، سيدي الكريم ( karraar ) .

ومع ما تفضلّتم بنقله ، سنعقّب بالآتي ، غير مُلتفتين إلاّ لمَا يهمّنا في بحثنا هذا ( طلباً لمُساعدة الزمن لنا ، مثاله الأمور التاريخية ) :

مع الشوكاني في البدر الطالع :

1- قال الشوكاني :
وزيف مالا دليل عليه من الآراء الفقهية وجرت له مع أهل عصره خطوب ومحن
استحضِر أنّ أكثر الخلاف البارز ( وليس كلّه ) ، بين ابن الأمير وأهل عصره ( وخصوصاً العوام منهم ) كان على الأمور الفقهيّة ( كهيئات الصلاة ، الضم والتأمين ورفع اليد عند التكبير ) ، ومنها قصيدته المشهورة في مخالفة الزيدية لمنهج زيد بن علي (ع) . ( وستتيقّن من هذا عندما تتطّلع عن قرب على عقيدة ابن الأمير ، وأنّها ما خَلَت من موافقات ( مع وجود المُفارقات ) لعقيدة الإمام زيد (ع) التي هي عقيدة الزيدية ) ،( وستتيقّن أيضاً من ذلك عندما تتأمّل القصيدة تجدهُ كان يُشيرُ إلى أمورٍ اجتهادية خلافيّة مثلاً ( إذا قُلنا هُنا النصّ لزيد بن علي ، قالت الزيدية بل المُقدّم نصّ الهادي ، وإذا قيل هُنا النصّ للهادي قالوا الأولى قول زيد بن علي ) ، تجد وكأنّه يتكلّم عن نصوصٍ اجتهاديّة فقهيّة ، لا عقديّة بحتَة . ( وهذا الاختصار بحاجَة إلى تفصيل ، ليسَ هذا زمانه - وسيأتي إنشاء الله - ) .

ويؤيّد ما ذكرنا سابقاً ، كلام الشوكاني التالي ( ركّز على الاجتهاد ، والمسائل الفقهية ) :

وما زال في محن من أهل عصره ... لا سيما إذا تظهر بفعل شئ من سنن الصلاة كرفع اليدين وضمهما ونحو ذلك ... وليس الذنب في معاداة من كان كذلك للعامة الذين لا تعلق لهم بشئ من المعارف العلمية فإنهم أتباع كل ناعق إذا قال لهم من له هيئة أهل العلم إن هذا الأمر حق قالوا حق وإن قال باطل قالوا باطل إنما الذنب لجماعة قرأوا شيئا من كتب الفقه ولم يمعنوا فيها ولا عرفوا غيرها فظنوا لقصورهم أن المخالفة لشئ منها مخالفة للشريعة بل القطعي من قطعياتها مع أنهم يقرأون في تلك الكتب مخالفة أكابر الأئمة وأصاغرهم لما هو مختار لمصنفها ولكن لا يعقلون حقيقة ولا يهتدون إلى طريقة بل إذا بلغ بعض معاصريهم إلى رتبة الاجتهاد وخالف شيئا باجتهاده جعلوه خارجا عن الدين


2- قال حسن القنّوجي :

(( .. ومن أراد تحقيق ذلك فعليه بكتب شيخنا الشوكاني وكتب أئمة السنة ابن تيمية وابن القيم وابن الوزير !! والسيد الأمير!! ومن حذا حذوهم )) .


تعليق : ستعرف أخي الباحث قريباً عدم انتماء ابن الأمير الصنعاني إلى تياّر أهل السنّة والجماعة ( السلفيّة منهم والأشاعرة ) ، وبه يسقط كلام القنّوجي ، وأمّا صفّه ابن محمد بن إبراهيم الوزير في مصّاف أهل السنة ، فدعوىً تفتقرُ إلى دليل ( وقد استوفينا الكلام حولَ هذا في مَبحَث خاص ، فليُراجَع ) .

3- قال محمد بن إسماعيل الأكوع :

(( " فانتشرت السنة على يده في كثير من ديار الزيدية التي لم يكن لأحد من علمائها التفات إليها من قبل"
" كما لم يقتصر اهتمام المترجم له على نشر السنة بين تلامذته ومريديه فحسب, بل كان أيضا يزيف ما لا دليل عليه من المسائل الفقهية المعمول بها في عند أتباع المذهب الزيدي الهادوي مما جعله عرضة لسخط العلماء المقلدين, فناصبوه العداء وتآمروا على قتله بتحريض العامة أتباع كل ناعق عليه" ))


تعليق : تأمّل هُنا الأكوع يُشير إلى أنّ أكثر الاحتدامات بين ابن الأمير وبين مُعاصريه ( عامّةً وعُلماء ) كانَ للجانب الفقهي فيه دورٌ كبير ، وهذا مُؤيّدٌ لما تكلّمنا عنه أولاً ضمن كلام الشوكاني. مع ملاحظَة أنّ نشر السنّة التي يعنيها الأكوع لا تنطبق على نشرِ مذهب أهل السنّة والجماعة ، لأنّ الصنعاني يُخالفَه كما ستَرى .


4- قال السيد عبدالله حميد الدّين :

(( وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء( ابن الوزير - الجلال - المقبلي - ابن الأمير ) يختلفون فيما بينهم اختلافا بينا, إلا أنهم اشتركوا في قضيتين (أ). الهجوم اللاذع على رجال الزيدية في عصرهم واتهامهم بالجمود والتقليد.(ب). عدم قدرتهم على التمييز بين الدوائر المختلفة لممارسة الاجتهاد والتقليد بحيث لا توجد فوضى علمية ولا يكثر مدعي العلم والمعرفة" ))


تعليق : أيضاً هُنا تأمّل السيد عبدالله يَربط بين عامل الاجتهاد في المسائل الاجتهاديّة وعدم الالتفات إلى مفهومها لدى الزيديّة ( متَى تُقبَل ومتَى تُرّد ، وماهيَ الضوابط والأسس القائمَة عليها " المُستمدّة منها " ) ، ومنهُ فإنّ لابن الأمير في هذا الشأن دورٌ كبير ( كما تقدّم على لسان الشوكاني والأكوع ) ، وللإمام الحجّة مجدالدين المؤيدي (ع) في هذا ردٌّ بليغٌ على ابن الأمير ( عدم تفريقه بينَ الثابت بالجتهاد " الذي قد يتغيّر " ، والثابت من العقيدة " الذي لا يتغيّر " ) ، سنذكرُهُ عند الكلام على قصيدة الصنعاني المشهورة في مخالفة الزيدية لمذهب زيد بن علي (ع) .

5- قال السيّد عبدالله حميدالدّين :

" إن من نظر إلى كتابات ابن الوزير وابن الأمير والشوكاني قطع بأنهم كانوا أقرب إلى التقليد منهم إلى الاجتهاد , ولكن ذهب تقليدهم صوب علماء آخرين"


تعليق : في نظري هؤلاء العلماء ( مع التحفّظ على الشوكاني ) ، مُجتهدين في بعض ، مُقلّدين في بَعض . ويَصعُب إيصال الفكرة في هذا المُختصَر ( ولكنّه يَسهُل عند قراءة فكر هؤلاء الأعلام ، والولوج في تفريعاتهم وتعليقاتهم وردودهم وإفحاماتهم ) .

6- قال السيد الولي بدر الدين بن أمير الدين الحوثي :

" أما كتب الشوكاني فلا تعتبر من كتب الزيدية, فلا يستدل بها على مذهبهم لمن أراد معرفته, لا هي ولا كتب المقبلي ولا كتب ابن الأمير ولا كتب محمد بن إبراهيم الوزير" ص32.


تعليق : نعم ، كُتُب هؤلاء لا تُمثل الفكر الزيدي الخالص ( إذ من الحيف صفّها في مصافّ مؤلفات الإمام القاسم بن محمد مثلاً ) ، ولكنّ فيها من الفائدَة ( خصوصاً لطلبَة العلم ) ، ما يَجعلُ لها وزنَهَا العلمي ( وهذا لا يعني خلّوها نهائياً من عناصر الفكر الزيدي ، ولكنّا نقول : أنّها لا تحجّ الفكر الزيدي ، بأن يكونَ كلامهُم مَذهباً ( قولاً ) للزيدية ) .

7- قال الشيخ سليمان بن صالح الخراشي :

" أما الزيدية, فهاهو أحد معتدليهم! وهو الصنعاني يكرر ذمه له رضي الله عنه في كتابه ثمرات النظر مدعيا أن له فواقر! وأنه مؤاخذ لا شك على خطئه في خلافه مع علي رضي الله عنه"


تعليق : تأمّل هُنا الخراشي ، ينسبُ ابن الأمير إلى الزيدية ( معتدليهم ) ، وهُناك انقسامٌ كبيرٌ ( بين مُترجمي أهل السنة ) حول تحديد ( إلى أي مدرسَة إسلاميّة ينتسب ابن الأمير ؟ ) ، فأمذا المتزينين به الرّامين بغير دليل ، فإنّهم ينسبونَهُ إلى التيّار السنّي السلفي ( البعض يُغرّر ، والبعض الآخر عَن جعل منه ) ، والمعتدلُ منهُم فإنّه ينسبه إلى " مذَهب الحديث " ، وهُناك مَن ينسبهُ إلى الزيدية ( وهُوَ ليسَ منهُم وإن وافقهُم في بعض عقائدهم ) ، كمَا أنّه ليس من أهل السنة والجماعة وإنم وافقهُم في بعض عقائدهم .


8- قال الشيخ جعفر السبحاني :

" زيدي تسنن وتوهب" ... " وعلى كل تقدير فقد تخلى ابن الأمير عن المذهب الزيدي وتحول إلى سلفي وهابي, وتسرع في تأييد موقف ابن عبد الوهاب."


تعليق : دَعوى تسنن ابن الأمير باطلَة ، وأمّا وَصمهُ بالوهّابيّة فإنّ لابن الأمير في بادئ الأمر مقال ، وفي نهايته مقالٌ آخَر في ابن عبدالوهاب لمّا تبيّنَ له سوء تطبيق ابن عبدالوهاب لمَا كانَ قد نشرَه من رسائل في الأمصار .

===========

وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد بن عبدالله وآله الطيبين الطاهرين .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الأمير الصّنعانِي ... العَقِيدَة .... والمَنهَج .

[[ ابن الأمير مَذهبهُ الإسلام فقط ]]

* ينفي ابن الأمير الصنعاني رحمه الله تمذهبه بأيّ من المذاهب الإسلامية ( الحنفية والشافعية والحنبلية والمالكية والزيدية .. إلخ ) ، وفي هذا توجيهٌ ولَفتُ نظرٍ إلى مَن يَصفّ ابن الأمير في مصافّ أهل السنة والجماعة ( السلفيّة ) ، فنجده رحمه الله تعالى يقول :

(( والقسم الرابع : وهُم الأعزّ من كل عزيز والأقلّ من كل قليل : مَن عَرَف الحقّ ونبَذَ تقليدَ الآباء واتّبعَ الكتابَ والسنّة حيثُ كانَا وسارَ بسيرهَما متوجِّهاً إلى باب الهُدى ... مُقدّماً بينَ يدي مَطلوبه (( إنّي ذاهبُ إلى ربّي سيهدين )) .. ، طالباً للهدايَة ممّن عليه الهُدى مُكتفياً بالتسمّي بالمؤمن والمُسلِم عِوَضاً عن الحَنفي والشافعي مَذهباً أو غير ذلك والأشعري اعتقاداً ، أو العَدليّ أو نَحوَ ذلك )) .

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص57-85 .

تعليق : للأسف أنّ البعض الكثير ، عندما يقرأ أنّ العالم الفلاني اتّبع الكتاب والسنة وعدم التقليد للرجّال ، أنّه بهذا انتهجَ وتقيّد بمنهج أهل السنة والجماعة ، وفي هذا من التلبيس والوَهم الشيء الكثير ، فإنّ الكثير من المُتمَذهبين واللامتمذهبين يَطلبونَ اتّباع الكتاب والسنّة وعدم التقليد ، وهُم في الحقيقة مُخالفينَ لعقيدة السلفيّة من السنة والجماعة .

[ الكلام على التوحيد ]

[[ الكلام على صفات الله تعالى ]]

أ - [ الكلام على الجهة والفوقيّة في حقّ الله تعالى ]

1- ابن الأمير يَعتبر إثبات الجهَة في حقّ الله تعالى من التكييف .

* لا شكّ أنّ أهل السنة والجماعة ( السلفيّة ) يُثبتون فوقيّة الله سبحانه وتعالى ، وأنّه في السّماء ( وهُنا إثباتٌ للجهَة ) ، معَ إيمانهم بأنّ من أصول عقائدهم ( الإيمان بصفات الله تعالى من غير تمثيل ولا تشبيهٍ ولا تعطيلٍ ولا تكييف ) ، وهُنا نَجد ابن الأمير الصنعاني رحمه الله ، يردّ عليهِم قولَهُم هذا ، بأنّ إثبات الجهَة في حقّ الله تعالى ، يُعتبرُ من التكييف الغَير مَرضي ، فقال رحمه الله ، ضمنَ كلامٍ كان يُخاطبُ فيه ابن تيمية :

(( ومَا إثبات الجِهَة ونفيُها إلاّ من تكييف الصّفات وقَد أخطأ المُتكلِّمُ فيهِما قطعاً )) .

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص95 ، أيضاً انظر ص 124 .

2- ابن الأمير يعتقِد أنّ إثبات الجهَة عقيدةٌ مَحدَثَة ، ولا يؤمن بالمكان والزّمان في حقّ الله تعالى .

قال ابن الأمير ، ضمنَ نقاشه لآراء المعتزلة والأشاعرة ، وذلك عندما قالت الأشاعرَة : لا تُدركه بعض الأبصار ويُدركهُ بعضُها :

(( وأقول : لا شكَّ في أنّ الجهَة مُحدَثَة ، وأنّ الباري تعالى قَد كانَ ولا مَكان ، وقَد وَسِعَ المؤمنُ الإيمانُ بذلك كمَا وَسعَ أنّه كانَ ولا زمَان ، وجاءَ أنّهُ لا تصحبُه الأوقات ، فمَا الذي يَنقُلُهُ عن ذلك ، وقد أقرّ عقلُهُ القاصِر بأنّ الله تعالى موجوداً ولا جهَة ، بل واجبٌ إيمانهُ بذلك فكيفَ تَنقُله تلكَ الظّواهر عن اليقين الذي أذعنَ له عَقلُه ))

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص98 .

* هُنا أحببتُ الاستظهار ، بنقلِ ( نقلاً بدون اطلاع شخصي ) بعض أقوال أئمة السنّة، في الإيمان بأنّه (( كانَ الله ولا مكان )) ، وهي عقيدة الزيدية .

أ- قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى :

(( إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته ))

انظر إتحاف السادة المتقين 2/ 24 .

ب- قال الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله تعالى ، وذلك عندما سألهُ السائل بما نصّه :

(( قُلتُ: أرأيتَ لَو قِيلَ أينَ الله تعالى؟ فَقال (أبو حنيفة ) : يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء ))

انظر الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسانل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري ص 25 .

ج- قال الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي (458 هـ) :

(( استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي (صلّى الله عليه و سلّم) "اللهم أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىءوإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان " ))

انظر الأسماء والصفات (ص/ 400).

د- قال الحافظ أبو جعفر أحمد بن سلامة الطحاوي الحنفي في رسالته (العقيدة الطحاوية) ما نصه:

(( وتعالى- أي الله- عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات )) .

تنبيه : سردُنا لهذه المقولات عن هؤلاء الأعلام ضمنَ ترجمتنا لابن الأمير ، سنطلبُ منك أخي ( الباحث ) استحضارَه عند الكلام على دَعوى ابن تيمية الإجماع من السّلف على خلافها !! ( أي الإجماع على ثبوت الجهة والمكان في حق الله تعالى ) .

3- ابن الأمير يُشنّع على ابن تيمية ادّعاءهُ إجماع السّلف على صفة الفوقية في حق الله تعالى ، وأنّ هذه العقيدة من أقوال سلفِ ابن تيمية لا من أقوال السّلف الصالح!! .

قال ابن الأمير الصنعاني بعدَ مُناقشته نقلَ ابن حيّان عن ابن تيميّة ، مُنوّهاً على أنّ دَعوى إثبات صفة الفوقيّة ( الجهّة ) في حقّ الله تعالى على السلف ، دَعوىً كاذبَة ، ويُشنّع ظاهرَة الإدعاء على السّلف بما هُم بُراءٌ منه ، وأنّ العالمَ يَذهبُ إلى رأيٍّ رآه ويقولُ هذا هُوَ قولُ سلف الأمّة !! ، فقال ابن الأمير ما نصّه :

(( ثمّ إنّ ابن تيميّة ادّعى على جميع السّلف موافقتهُ على دَعواهُ العاطلَة!! ، وجَعَلَ حُجّتَهُ الظّواهرَ الشاهدة بالفوقيّة معَ موافقتهِ للنّاس فيمَا عَدَاها ، ممّا يَدلّ على جهَة الفوق ولا مُخصّصَ لذهاب سلفِهِ إلى ذلك ، وأمّا دَعواهُ على السلّف فكاذبَة !! ، فإنّهُ لَم يجيء عنهم نفيٌ ولا إثبات ، فكلّ أحدٍ ممّن ذهبَ إلى أيّ مَذهب قال : هُوَ مَذهبُ سلفِ الأمّة!! ، وما إثبات الجهَة ونفيها إلى من تكييف الصّفات )) .

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص95 .

ولعدَم التطويل بما مَضمونهُ سَواء ، أُحيلُ إلى صفحتي 94 و 96 ، فقد وصف ابن الأمير ، ابن تيميّة بالغلّو والتخبّط والتناقض والانتهاج بمنهج شلفه دون السلف الصالح .

4- عقيدة ابن الأمير الصنعاني في : ( الفوقية ، العرش ، خلق آدم على صورة الرحمن ، وقلوب آدم بين أصابع الرحمن ، ومُحاجّة موسى لآدم عليهما السلام ) .

أ- ابن الأمير يَرى الوقوق ( وتحديداً لعلّه يُريد التفويض ) عندَ الآيات التي ظاهرها التشبيه ( التي يتعسّر تأويلها بما يُناسب السياق ) ، وعدم التمحّل والتهوّر بالإيمان بظاهرها ، لما في ذلك من التشبيه الشديد ، وكان من ضمنِ هذه الآيات ، الآيات الدّالة على الفوقية ، والعرش ، وحديث " خلق آدم على صورة الرحمن " إلخ ما سيذكرهُ ابن الأمير في هذا النص المُقتبس من كتابه إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة :

(( الثاني : ما المُتعيّنُ فيه السّكوت بعد القطع بأنّ الله (( ليسَ كمثله شيء )) ، وأنَّ العقول إنّما تُدركُ ما هيّأها الله لإدراكه ، فمِن كمالِها أن تقفَ عندَ قَدرِها ولا تتعدّى حدّها ، وذلكَ ما لا يُحصى ( تأمّل ) ممّا ظاهرُه التشبيه مثل (( فوقهم )) و (( على العرش استوى )) و " خلق آدم على صورته" ))

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص123 .

ب- هُنا نُدعّم توضيحنا السابق للوقوف بمعنى التفويض ، وذلك عندما قال ابن الأمير ، بعد أن ذكرَ الإشكالات الواقعَة على حديث مُحاجّة موسى (ع) لآدم (ع) ، فجاء ما نصّه :

(( وحينَ عَرفتَ أنّ هذه الأقوال لَم تُخلّص الحديث من الإشكال ، فالأحسنُ أن يُمال في الحديث إلى مذهب السّلف فيما هذا شأنُه من تفويض حقيقة الحال إلى علاّم الغيوب كمَا أشرنا في بحث الصّفات في نحو : (( الرّحمن على العرش استوى )) ونحو : " إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرّحمن " ))

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص390 ، أيضاً أشار إلى عقيدة التفويض في ص 391 فراجعها .

ج- لَم تكن عقيدة الوقوف أو التفويض عند ابن الأمير ( فيما يبدو ) إلاّ مع الآيات والأحاديث التي يُخرجُنا تأويلها عن سياقها الصحيح ، وأمّا تأويل صفات الفوقية مثلاً بما يُناسب السياق ولا يُخلّ به فلا بأس به عند ابن الأمير ( والذي يدلّ عليه ) ، قوله مُأوّلاً الفوقية بعد أن أشار إلى السكوت والتفويض ، فقال في قوله تعالى : (( يَخافونَ ربهم من فوقهِم )) :

(( أقول : أمّا ( فَوقهم ) فهو ظاهرٌ في المجاز ظُهورَ (( يداهُ مبسوطتان )) ، فإنّه لا يُفهَمُ منه إلاّ الغلبَة والقهر )) .

تنبيه : عقدية التفويض والتأويل عقيدة مُخالفة لما عليه السلفية من أهل السنة والجماعة ، كما أنّ الباحِث يجب أن يستنتج من تعامل ابن الأمير مع الأصابع في حق الله سبحانه وتعالى ، بالمثل ، في اليد والعين والقد والساق في حقّ الله سُبحانه وتعالى ، فلو كان ابنُ الأمير مؤمناً بالأصابع والفوقية والاستواء ( إيماناً حقيقياً كما تؤمن به السنّة ) لآَمنَ بالأصابع والفوقيّة .

وسنأتي على عدم الإيمان من ابن الأمير باليد والعين والجنب في حق الله تعالى على الحقيقة ، وفي هذا من المُخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة ، ماهوَ ظاهرٌ ظهور الشّمس رابعة النّهار .

ب - [ الكلام على اليد - العين - الجنب في حقّ الله تعالى ]

أ- هُنا يسوق ابن الأمير كلامهُ ضمنَ نقله تفصيل القائلين بعدمِ التأويل للصفات ، فقال ما نصّه :

(( الأول : ما يكونُ تركُ التأويل فيه جمودٌ كجمودات الظاهريّة ، وذلكَ مثلُ (( يداهُ مبسوطتان )) ، (( تجري بأعيننا )) ، (( على ما فرّطتُ في جنب الله )) ، فهذا ممّا المَجازُ فيه ظاهر ، فإنّ بالأوّل مُطلق الجود ، كمَا لو استُعمِلَ في ذي الجارحتين لَم يحملهُ على الحقيقة إلاّ بُلهُ النّاس ))

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص122

ب- وهُنا يقول ابن الأمير الصنعاني ( واستلهِم مَبحث الفوقية السابق ) ، ما نصّه :

(( أقول : أمّا ( فَوقهم ) فهو ظاهرٌ في المجاز ظُهورَ (( يداهُ مبسوطتان )) ، فإنّه لا يُفهَمُ منه إلاّ الغلبَة والقهر ، كما يُفهَمُ من تلكَ الجود ))

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص125

تعليق : التأويل في كلام ابن الأمير واضحٌ هُنا ، ومُخالفته للقائلين بالإثبات الحقيقي للصفات أوضح .

** إلى هنا ننتهي من استخلاصٍ عقيدة ابن الأمير الصنعاني ، ( في التوحيد) من كلامهِ لا من كلامِ غيرهِ ، ونتمنى أن نكون بهذا أنصفناهُ ، وإن كانَ في الخاطرِ تنويه الباحث أنّه لا يجب الاعتماد على هذا الكتاب ( إيقاظ الفطرة لمُراجعَة الفطرَة ) للاستدلال على عقيدة الرّجل ، ولكن البَحث في كُتُبٍ أخرى له يُقوي ويعزّز الجوانب ، وسنعملُ على هذا متى توفّر الزمان المُناسب .

وصلّى الله وسلّم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطّاهرين .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شكرا لك أستاذنا الكاظم المحترم

ونحن في انتظار تكملة بحثكم الشيق

ولكن عندي بعض التساؤلات على ما سبق

أولا , اتباع الكتاب والسنة, ما هو المقصود بالسنة؟ لأننا عندما نطالع ايقاظ الفكرة نجد الروايات المنقولة لتمثل السنة هي من مصادر ما يسمى بأهل السنة والجماعة, السؤال هنا : لماذا الاعتماد عليها دون غيرها, لأن المنهج هنا هو الاعتماد عليها بشكل رئيسي وليس الاستئناس بها بعد الاعتماد على مصادر الزيدية, وليس حتى الاشتراك مع مصادر الزيدية الخاصة بالسنة, بل هو اعتماد بشكل رئيسي ويطلق عليها " السنة " وليس سنة كغيرها.. إذا كان هذا من باب الاجتهاد, فلماذا الترجيح على كتب الزيدية؟ إذا كان انفتاحا للحصول على أكبر قدر من الروايات فكتاب الكافي للكليني يحتوي على 16000رواية, فلماذا لا يعمل فيها اجتهاده ومعاييره للحصول على" السنة " ؟؟ ما هو المرجح في ترجيح كتب ما يسمى بأهل السنة كمصدر رئيسي للسنة النبوية؟ ونفس هذا التساؤل ينطبق على السيد ابن الوزير أيضا.. المنهج والمرجح عند الترجيح .. ماهو المرجح بعد ظهور الترجيح؟؟؟

ثانيا, إذا كان السيد ابن الأمير يقول بالتفويض, أليس هذا من قول الأشاعرة؟ وبالفعل وجدت بعض الأشاعرة في منتدياتهم يستشهدون بكلام السيد ابن الأمير في الصفات للاحتجاج على السلفية بحكم التقدير العام الموجود عند السلفية للسيد...


في انتظار جوابكم الكريم, وتكملة بحثكم الشيق


ولكم جزيل الشكر


وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الأخ الكريم ( karraar ) ... تحياتي لكم على الاهتمام .

karraar كتب :
أولا , اتباع الكتاب والسنة, ما هو المقصود بالسنة؟ لأننا عندما نطالع ايقاظ الفكرة نجد الروايات المنقولة لتمثل السنة هي من مصادر ما يسمى بأهل السنة والجماعة, السؤال هنا : لماذا الاعتماد عليها دون غيرها, لأن المنهج هنا هو الاعتماد عليها بشكل رئيسي وليس الاستئناس بها بعد الاعتماد على مصادر الزيدية, وليس حتى الاشتراك مع مصادر الزيدية الخاصة بالسنة, بل هو اعتماد بشكل رئيسي ويطلق عليها " السنة " وليس سنة كغيرها.. إذا كان هذا من باب الاجتهاد, فلماذا الترجيح على كتب الزيدية؟ إذا كان انفتاحا للحصول على أكبر قدر من الروايات فكتاب الكافي للكليني يحتوي على 16000رواية, فلماذا لا يعمل فيها اجتهاده ومعاييره للحصول على" السنة " ؟؟ ما هو المرجح في ترجيح كتب ما يسمى بأهل السنة كمصدر رئيسي للسنة النبوية؟ ونفس هذا التساؤل ينطبق على السيد ابن الوزير أيضا.. المنهج والمرجح عند الترجيح .. ماهو المرجح بعد ظهور الترجيح؟؟؟
أخي الكريم ( karraar ) ، المَعلوم أن جميع المُسلمين ( اشتركوا في الإيمان ) بحجيّة الكتاب الكريم و صحيح السنة الشريفة عليهِم ، فتجدُهم ساعون مُجتهدون للخضوع والانضواء تحتَ هذين العَلمين وما أتيا به من عقائد وتشريعات ، فالكلّ مَطلبهُ الاجتهاد في تحقيقها ، وابن الأمير وابن الوزير كغيرهما من المسلمين اجتهدا في استقراء كتاب الله وتحصيل أحاديث رسول الله (ص) ، فرجّحوا ( بدون تقليد ) ما أتت عليه أنظارهُم واجتهاداتهم غير آبهين باستنتاجات فلان السنّي أو علانٍّ الزيدي ( لأنّهم ألزموا أنفُسَهُم بالالتزام بالكتاب والسنة بدون تقليد ) ، فكان كتابهم وسنتهم التي رجّحوها على ما رجّحه غيرهِم ، هي ما مَثّلتهُ عقيدتهُم التي يَحكونها ،ويأتي الكلام على مصادر التلقّي ، ولماذا مصادر أهل السنة والجماعة ؟

الحق يُقال أنه توفّر لهذه الفرقة السنيّة من الظروف مالَم يتوفّر لغيرها من الفِرَق ( ابتداءً بالمكانَة المرموقة عند السلاطين بتطبيق مذاهبهِم والسعي في نشرها ، فمُساعدة جامعي الأحاديث على الجمع والتدوين ، فاهتمامهم بتراجم الرّجال مصحوباً بفن الجرح والتعديل ( التوثيق والتضعيف والتبديع ) ، إضافةً إلى احتواء كتبهم الحديثية على رواياتٍ كثيرة مُتضاربَة ومُتداخلَة يستطيع المُجتهد أن يستنبطَ أكثر من عقيدة وحُكم من خلالها ، إضافةً إلى اتفاق شريحة كبيرة من المسلمين على عدم الحكم بوضع جميع مسانيدهم الحديثية ، إضافةً إلى انتشارها في الأصقاع والأمصار .. إلخ ) فكانَت هذه العوامل معَ غيرها كفيلةً بألاّ يُفوّتها الباحث المُجتهد ، والحقّ أنّ ابن الأمير وأخصّ ابن الوزير اعتمدا على مصادر السنة والجماعَة لا على أقوال وعقائد واستنتاجات رجال أهل السنّة والجماعة ، وليسَ أدلُّ عليه إلاّ المُخالفة الواضحة بين مُعتقدات هؤلاء وهؤلاء .


وأمّا عن عدم اعتمادهِم على مصادر الزيدية ، فإنّ ابن الوزير كانَ يذكر وينوّه عن أقوال أئمة الزيدية (ع) في المسائل التي يتكلّم عنها ، وابن الأمير كان أخفّ منهُ ذكراً وهذا مما يُعاب به ، وقد عابهُ بهذا الإمام مجدالدين المؤدي (ع) في كتابه مجمع الفوائد ، والحقّ أنّه يُرودُ آراء الزيدية ولكن بشكل بسيطٍ جداً ، لا يَكادُ يُذكَر مُقارنة بمؤلفاته الكثيرة .

وأمّا عن عدم اعتمادهِم على مصادر الجعفرية ، فلي فيه تفصيلٌ شفَافِي ( وكلامُ خاص ) أخافُ أن يُخرجَنا عن أصل موضوع البحث ، ولكن أجملهُ بأنّ الأمرَ عائدٌ إلى ابن الأمير في هذا ، فلعلّه رأى عدم كفاءة وأهليّة و مشموليّة الكافي ( أو غيره من مصادر الجعفرية ) لأن يكون مصدراً يُعتمَد عليه ، والكلامُ هذا قَد يُوجّه لمصادر الزيدية أيضاً ، أو قد يكون سببه عدم إحاطَة ابن الأمير بعلوم الجعفرية الحديثية ، والله أعلم .

karraar كتب :
ثانيا, إذا كان السيد ابن الأمير يقول بالتفويض, أليس هذا من قول الأشاعرة؟ وبالفعل وجدت بعض الأشاعرة في منتدياتهم يستشهدون بكلام السيد ابن الأمير في الصفات للاحتجاج على السلفية بحكم التقدير العام الموجود عند السلفية للسيد...
قد يكون كما تقول أخي في الله ( karraar ) ، ويهمّنا التنبيه على وجود مخالفات واضحة بين منهج ابن الأمير والأشاعرة ، يستطيع القارئ استنباطها من كتابه المُشار إليه بسهولَة .

تحياتي لكم سيدي الكريم
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

جارالله
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 10
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 8:48 pm

مشاركة بواسطة جارالله »

الكتاب المهم الذي ينقل عنه الأخوة هنا : إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة للصنعاني
قدم فيه عبد الله شاكر محمد الجنيدي رسالة دكتوراه
الجنسية: مصري
المشرف : د/علي بن محمد ناصر فقيهي
المرحلة: الدكتوراه
تاريخ المناقشة : 1409/07/26 هـ
التقدير : الشرف الأولى
عدد المجلدات : 2
عدد الصفحات: 875
ملخص تعريفي للرسالة :
قسم الباحث رسالته إلى قسمين: قسم الدراسة، وقسم التحقيق:
القسم الدراسي، فيه تمهيد وبابان: التمهيد فيه: أبرز التيارات الفكرية والعقائدية باليمن.
الباب الأوّل: التعريف بالمؤلف، وفيه أربعة فصول: عصر المؤلف، ترجمته، سيرته العلمية، دعوته إلى الإصلاح، شجاعته.
الباب الثاني: تكلم في ثلاثة فصول عن التعريف بالكتاب، ووصف المخطوط، ومنهج التحقيق.

http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasa ... tor/11.Htm

فهل إطلع الأخوة على الكتاب ؟
فالذي يبدو أن رسالة الدكتوراه على الطريقة السلفية !

المفيد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 54
اشترك في: الأربعاء مايو 12, 2004 7:05 pm

مشاركة بواسطة المفيد »

بسم الله الرحمن الرحيم
لم اطلع على رسالة الدكتوراه المذكورة لكن كنت ناقشت بعض السلفية من قبل و ادعى ان كتاب " ايقاظ الفكرة " كتبه ابن الامير عندما كان زيديا و ظنى ان هذا غير صحيح فهو لم يكمل الكتاب مما يرجح انه من اواخر كتبه
ملحوظة : لقد عدت للمشاركة باسم المفيد بدلا من اسم الغزالى و قد اخبرت الادارة الموقرة بذلك

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

استاذي الفاضل كاظم حفظك الله ورعاك
لكم أنا سعيد أن أرى مثل هذا الموضوع حول شخصية ملكت قلبي ووجداني واحاسيسي
العلامة ابن الأمير الصنعاني رحمه الله

استاذي الفاضل لي بعض التعليقات على ما تفضلتم بذكره

1- قلتم أن (ابن الأمير مَذهبهُ الإسلام فقط )
وسقتم كلامه رحمه الله
(((( والقسم الرابع : وهُم الأعزّ من كل عزيز والأقلّ من كل قليل : مَن عَرَف الحقّ ونبَذَ تقليدَ الآباء واتّبعَ الكتابَ والسنّة حيثُ كانَا وسارَ بسيرهَما متوجِّهاً إلى باب الهُدى ... مُقدّماً بينَ يدي مَطلوبه (( إنّي ذاهبُ إلى ربّي سيهدين )) .. ، طالباً للهدايَة ممّن عليه الهُدى مُكتفياً بالتسمّي بالمؤمن والمُسلِم عِوَضاً عن الحَنفي والشافعي مَذهباً أو غير ذلك والأشعري اعتقاداً ، أو العَدليّ أو نَحوَ ذلك )) .
وأنتم في هذا تريدون نفي نسبة العلامة محمد بن إسماعيل إلى أهل السنة خصوصا السلفية منهم

لكن هذه النقطة هي من الأدلة التي تثبت نسبته رحمه الله إلى السلفية للأسباب التالية

1- علماء السلفية هم الوحيدون فيما أعلم الذين ينفون عن أنفسهم جميع الأسماء المذهبية سواء الفقهية أو العقائدية ولا يرضون إلا بالتسمي بالإسلام تماماً كما قال الأمير الصنعاني وأما لفظ السلفية بحد ذاته فمنهم من لا يقبل به ومن قبله منهم فيراه كلفظ الإسلام عام ليس فيه إنتساب إلى شخص معين بل إلى مجموع السلف ككل فلا بأس به
وشخصياً قد سمعت وقرأت لكثير منهم كلام يتطابق مع كلام العلامة الأمير الذي اقتبسته

وهذا ما افهمه شخصياً عن معنى السلفية
حيث أنها تعني التحرر من تقليد الأشخاص وسلوك مسلك السلف المتميز عن غيره بانتقاء التقليد والتبعية للأشخاص غير شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن سلك هذا المسلك إطلق عليه لفظ سلفي


مع اعتقادي أن كثيراً ممن ينتسب إليها قد نقض هذا الأصل وصور السلفية كفرقة متمذهبة مثلها مثل غيرها.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية
والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول : لا أنا شُكيلي ، ولا قرفندي ، بل أنا مسلم مُتبع لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وقال رحمه الله
والله تعالى قد سمانا في القرآنِ المسلمين المؤمنين عبادَ الله ، فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا بها إلى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان .
وقال رحمه الله
بل الأسماء التي قد يسوغ التسمي بها مثل انتساب الناس إلى إمام كالحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي أو إلى شيخ كالقادري والعدوي ونحوهم أو مثل الانتساب إلى القبائل : كالقيسي واليماني وإلى الأمصار كالشامي والعراقي والمصري .
فلا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها ولا يوالي بهذه الأسماء ولا يعادي عليها بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم من أي طائفة كان .
وأولياء الله الذين هم أولياؤه : هم الذين آمنوا وكانوا يتقون فقد أخبر سبحانه أن أولياءه هم المؤمنون المتقون وقد بين المتقين في قوله تعالى { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون }
فانظر إلى تطابق كلام الأمير الصنعاني وشيخ الإسلام




2- موقف العلامة الأمير من الجهة
استاذي الكاظم
لفظ الجهة لا يثبته أهل السنة ولا ينفوه لعدم وجود نص عليه
وإنما يثبتون اللفظ الذي جاء به الشرع كالعلو والفوقية

وأنتم من تجعلون هنالك تلازم بين لفظ الفوق والجهة (بالمفهوم المادي للجهة طبعاً)
فتزعمون أن من أثبت علو الله تعالى فقد حصره عز وجل في جهة معينة وهذه دعواكم لا يسلم لكم بها أهل السنة أصلاً

وبهذا فنفي الجهة قد يقال ويراد به معنى سليم وقد يقال ويراد به معنى باطل
وكذلك إثبات الجهة قد يقال ويراد به معنى سليم وقد قال ويراد به معنى باطل

وقول العلامة الأمير في كلامه عن ابن تيمية بما يفيد أن شيخ الإسلام إدعى إجماع السلف على إثبات الجهة كلام مغلوط فابن تيمية قد أكد كلام العلامة الأمير من أن الجهة لم تثبت أو تنفى في الشرع فقال رحمه الله
وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَيْسَ فِي النَّصِّ إثْبَاتُ لَفْظِ الْجِهَةِ وَلَا نَفْيُهُ
مع تأكيده القطعي في غير ما موضع أن السلف إنما اثبتوا ما أثبته الشرع ونفوا ما نفوه

وقال رحمه الله
أَمَّا مَنْ اعْتَقَدَ الْجِهَةَ ؛ فَإِنْ كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ فِي دَاخِلِ الْمَخْلُوقَاتِ تَحْوِيهِ الْمَصْنُوعَاتُ وَتَحْصُرُهُ السَّمَوَاتُ وَيَكُونُ بَعْضُ الْمَخْلُوقَاتِ فَوْقَهُ وَبَعْضُهَا تَحْتَهُ فَهَذَا مُبْتَدِعٌ ضَالٌّ . وَكَذَلِكَ إنْ كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ يَفْتَقِرُ إلَى شَيْءٍ يَحْمِلُهُ - إلَى الْعَرْشِ أَوْ غَيْرِهِ - فَهُوَ أَيْضًا مُبْتَدِعٌ ضَالٌّ . وَكَذَلِكَ إنْ جَعَلَ صِفَاتِ اللَّهِ مِثْلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ فَيَقُولُ : اسْتِوَاءُ اللَّهِ كَاسْتِوَاءِ الْمَخْلُوقِ أَوْ نُزُولُهُ كَنُزُولِ الْمَخْلُوقِ وَنَحْوُ ذَلِكَ فَهَذَا مُبْتَدِعٌ ضَالٌّ ؛ فَإِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ مَعَ الْعَقْلِ دَلَّتْ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَا تُمَاثِلُهُ الْمَخْلُوقَاتُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْأَشْيَاءِ وَدَلَّتْ عَلَى أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَدَلَّتْ عَلَى أَنَّ اللَّهَ مُبَايِنٌ الْمَخْلُوقَاتِ عَالٍ عَلَيْهَا . وَإِنْ كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ الْخَالِقَ تَعَالَى بَائِنٌ عَنْ الْمَخْلُوقَاتِ وَأَنَّهُ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ لَيْسَ فِي مَخْلُوقَاتِهِ شَيْءٌ مِنْ ذَاتِهِ وَلَا فِي ذَاتِهِ شَيْءٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ ؛ وَأَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَرْشِ وَعَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ لَا يَفْتَقِرُ إلَى شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ ؛ بَلْ هُوَ مَعَ اسْتِوَائِهِ عَلَى عَرْشِهِ يَحْمِلُ الْعَرْشَ وَحَمَلَةَ الْعَرْشِ بِقُدْرَتِهِ وَلَا يُمَثَّلُ اسْتِوَاءُ اللَّهِ بِاسْتِوَاءِ الْمَخْلُوقِينَ ؛ بَلْ يُثْبِتُ اللَّهُ مَا أَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ مِنْ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَيُنْفَى عَنْهُ مُمَاثَلَةُ الْمَخْلُوقَاتِ وَيُعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ : لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا أَفْعَالِهِ . فَهَذَا مُصِيبٌ فِي اعْتِقَادِهِ مُوَافِقٌ لِسَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا
.



وانت استاذي الكاظم قد نقلت لنا أقول بعض أهل العلم من باب الاستظهار
فنقلت قولهم بنفي المكان (المخلوق) وهذا هو كلام ابن تيمية رحمه الله نفسه فقد قال
الْقَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ أَنَّ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ عَنْ رَبِّهِ فَإِنَّهُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ - سَوَاءٌ عَرَفْنَا مَعْنَاهُ أَوْ لَمْ نَعْرِفْ - لِأَنَّهُ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ؛ فَمَا جَاءَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَجَبَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ الْإِيمَانُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَفْهَمْ مَعْنَاهُ وَكَذَلِكَ مَا ثَبَتَ بِاتِّفَاقِ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا مَعَ أَنَّ هَذَا الْبَابَ يُوجَدُ عَامَّتُهُ مَنْصُوصًا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَمَا تَنَازَعَ فِيهِ الْمُتَأَخِّرُونَ نَفْيًا وَإِثْبَاتًا فَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَلْ وَلَا لَهُ : أَنْ يُوَافِقَ أَحَدًا عَلَى إثْبَاتِ لَفْظِهِ أَوْ نَفْيِهِ حَتَّى يَعْرِفَ مُرَادَهُ فَإِنْ أَرَادَ حَقًّا قُبِلَ وَإِنْ أَرَادَ بَاطِلًا رُدَّ وَإِنْ اشْتَمَلَ كَلَامُهُ عَلَى حَقٍّ وَبَاطِلٍ لَمْ يُقْبَلْ مُطْلَقًا وَلَمْ يُرِدْ جَمِيعَ مَعْنَاهُ بَلْ يُوقَفُ اللَّفْظُ وَيُفَسَّرُ الْمَعْنَى كَمَا تَنَازَعَ النَّاسُ فِي الْجِهَةِ وَالتَّحَيُّزِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، فَلَفْظُ الْجِهَةِ قَدْ يُرَادُ بِهِ شَيْءٌ مَوْجُودٌ غَيْرُ اللَّهِ فَيَكُونُ مَخْلُوقًا كَمَا إذَا أُرِيدَ بِالْجِهَةِ نَفْسُ الْعَرْشِ أَوْ نَفْسُ السَّمَوَاتِ وَقَدْ يُرَادُ بِهِ مَا لَيْسَ بِمَوْجُودِ غَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى كَمَا إذَا أُرِيدَ بِالْجِهَةِ مَا فَوْقَ الْعَالَمِ وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَيْسَ فِي النَّصِّ إثْبَاتُ لَفْظِ الْجِهَةِ وَلَا نَفْيُهُ كَمَا فِيهِ إثْبَاتُ الْعُلُوِّ وَالِاسْتِوَاءِ وَالْفَوْقِيَّةِ وَالْعُرُوجِ إلَيْهِ وَنَحْوُ ذَلِكَ وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ مَا ثَمَّ مَوْجُودٌ إلَّا الْخَالِقَ وَالْمَخْلُوقَ وَالْخَالِقُ مُبَايِنٌ لِلْمَخْلُوقِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - لَيْسَ فِي مَخْلُوقَاتِهِ شَيْءٌ مِنْ ذَاتِهِ ؛ وَلَا فِي ذَاتِهِ شَيْءٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ . فَيُقَالُ لِمَنْ نَفَى الْجِهَةَ : أَتُرِيدُ بِالْجِهَةِ أَنَّهَا شَيْءٌ مَوْجُودٌ مَخْلُوقٌ ؟ فَاَللَّهُ لَيْسَ دَاخِلًا فِي الْمَخْلُوقَاتِ أَمْ تُرِيدُ بِالْجِهَةِ مَا وَرَاءَ الْعَالَمِ ؟ فَلَا رَيْبَ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَالَمِ مُبَايِنٌ لِلْمَخْلُوقَاتِ وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِمَنْ قَالَ اللَّهُ فِي جِهَةٍ : أَتُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَالَمِ ؟ أَوْ تُرِيدُ بِهِ أَنَّ اللَّهَ دَاخِلٌ فِي شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ ؟ فَإِنْ أَرَدْت الْأَوَّلَ فَهُوَ حَقٌّ وَإِنْ أَرَدْت الثَّانِيَ فَهُوَ بَاطِلٌ
فتأمل كيف نفى شيخ الإسلام معنى الجهة الذي يقوم على أساس أن الجهة شيء مخلوق ويقود إلى اعتقاد أن الله داخل في المخلوقات

وفي موضع آخر ذكر ابن تيمية أن السلف أجمعوا على إثبات الجهة لله تعالى
ومقصود شيخ الإسلام ٌإثبات لفظ الفوق والعلو والصعود إليه وهذا ما يسميه المعتزلة جهة
فكان كلامه في معرض الرد على المعتزلة أن ما تسمونه أنتم يا معتزلة جهة قد أجمع السلف على إثباته وليس لفظ الجهة نفسه

الظاهر من كلام العلامة الأمير حسب ما نقلت أنه ينفي الجهة نفياً لا يقود إلى معناً باطل (تحريف معاني النصوص الشرعية أو تكذيبها)
فالسؤال هو ما موقف العلامة الأمير الصنعاني من آيات العلو والعروج والصعود وغيرها مما يدل على علو الله عز وجل والذي يسميها المعتزلة ومن وافقهم جهة
ذكرتم أن موقفه التفويض

وهذا سأعلق عليه في النقطة التالية

3- تفويض ابن الامير
استاذي الكاضم
كلمة التفويض كلمة حساسة ومطاطة ولا بد عند ذكرها بيان بشكل واضح تفويض ماذا؟؟؟؟
فإن ما تسموه بالسلفية على عقيدة تفويض الكيفيات
وهذا بخلاف تفويض بعض الأشاعرة الذي يجعل آيات الصفات كرموز حميرية لا معنى معلوم لها

فما نقلته عنه
(( الثاني : ما المُتعيّنُ فيه السّكوت بعد القطع بأنّ الله (( ليسَ كمثله شيء )) ، وأنَّ العقول إنّما تُدركُ ما هيّأها الله لإدراكه ، فمِن كمالِها أن تقفَ عندَ قَدرِها ولا تتعدّى حدّها ، وذلكَ ما لا يُحصى ( تأمّل ) ممّا ظاهرُه التشبيه مثل (( فوقهم )) و (( على العرش استوى )) و " خلق آدم على صورته" ))
عندما أقرأ هذا الكلام أجده متطابق مع ما أعلمه من عقيدة السلفية لأن السكوت الذي يعنيه العلامة الأمير هو السكوت عن الكيفية وهم ما زالوا يكررون أنه يجب إيقاف العقول عند قدرها وأن لا تتعدى حدها فنمرر تلك الايات كما جاءت مثبتين لما فيها دون تشبيه أو تعطيل ينتجان عن عدوم وقوف العقل عند قدره وتعديه لحده

وما نقلته لاحقاً عن العلامة الأمير يؤكد هذا تماماً
فقوله رحمه الله
(( وحينَ عَرفتَ أنّ هذه الأقوال لَم تُخلّص الحديث من الإشكال ، فالأحسنُ أن يُمال في الحديث إلى مذهب السّلف فيما هذا شأنُه من تفويض حقيقة الحال إلى علاّم الغيوب كمَا أشرنا في بحث الصّفات في نحو : (( الرّحمن على العرش استوى )) ونحو : " إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرّحمن " ))
فقوله تفويض حقيقة الحال هو بعينه قول السلفية من تفويض الكيفية
كما قال الإمام مالك رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول


لي عودة استاذي الكاظم
تحياتي لك ولجميع من شارك
وسلام الله عليكم
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرّحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمّد .....

* حيّاكم الله أخي (الأمير الصّنعاني) ..... وقَبل البدء في التعقيب على كلامكم أعلاه ، يجب أن تُدركوا سيّدي أنّه لا يهمّني (بالدّرجة الأولى) في هذا الحِوار ، إبرازُ محمد بن إسماعيل الأمير رجلاً زيديّا ، أو سنيّا ، أو أشعرياً ، أو غيرُه ، ولكنّا نجتهدُ (معَكُم) في إبراز وتوضيح عقيدَة الرّجل (كما يُريدُ هُوَ) من خلال ما ألّفه من كُتب ومُجلّدات .
الامير الصنعاني كتب:استاذي الفاضل كاظم حفظك الله ورعاك
لكم أنا سعيد أن أرى مثل هذا الموضوع حول شخصية ملكت قلبي ووجداني واحاسيسي
العلامة ابن الأمير الصنعاني رحمه الله

استاذي الفاضل لي بعض التعليقات على ما تفضلتم بذكره

1- قلتم أن (ابن الأمير مَذهبهُ الإسلام فقط )
وسقتم كلامه رحمه الله
(((( والقسم الرابع : وهُم الأعزّ من كل عزيز والأقلّ من كل قليل : مَن عَرَف الحقّ ونبَذَ تقليدَ الآباء واتّبعَ الكتابَ والسنّة حيثُ كانَا وسارَ بسيرهَما متوجِّهاً إلى باب الهُدى ... مُقدّماً بينَ يدي مَطلوبه (( إنّي ذاهبُ إلى ربّي سيهدين )) .. ، طالباً للهدايَة ممّن عليه الهُدى مُكتفياً بالتسمّي بالمؤمن والمُسلِم عِوَضاً عن الحَنفي والشافعي مَذهباً أو غير ذلك والأشعري اعتقاداً ، أو العَدليّ أو نَحوَ ذلك )) .
وأنتم في هذا تريدون نفي نسبة العلامة محمد بن إسماعيل إلى أهل السنة خصوصا السلفية منهم

لكن هذه النقطة هي من الأدلة التي تثبت نسبته رحمه الله إلى السلفية للأسباب التالية

1- علماء السلفية هم الوحيدون فيما أعلم الذين ينفون عن أنفسهم جميع الأسماء المذهبية سواء الفقهية أو العقائدية ولا يرضون إلا بالتسمي بالإسلام تماماً كما قال الأمير الصنعاني وأما لفظ السلفية بحد ذاته فمنهم من لا يقبل به ومن قبله منهم فيراه كلفظ الإسلام عام ليس فيه إنتساب إلى شخص معين بل إلى مجموع السلف ككل فلا بأس به
وشخصياً قد سمعت وقرأت لكثير منهم كلام يتطابق مع كلام العلامة الأمير الذي اقتبسته

وهذا ما افهمه شخصياً عن معنى السلفية
حيث أنها تعني التحرر من تقليد الأشخاص وسلوك مسلك السلف المتميز عن غيره بانتقاء التقليد والتبعية للأشخاص غير شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن سلك هذا المسلك إطلق عليه لفظ سلفي

مع اعتقادي أن كثيراً ممن ينتسب إليها قد نقض هذا الأصل وصور السلفية كفرقة متمذهبة مثلها مثل غيرها.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية
والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول : لا أنا شُكيلي ، ولا قرفندي ، بل أنا مسلم مُتبع لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وقال رحمه الله
والله تعالى قد سمانا في القرآنِ المسلمين المؤمنين عبادَ الله ، فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا بها إلى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان .
وقال رحمه الله
بل الأسماء التي قد يسوغ التسمي بها مثل انتساب الناس إلى إمام كالحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي أو إلى شيخ كالقادري والعدوي ونحوهم أو مثل الانتساب إلى القبائل : كالقيسي واليماني وإلى الأمصار كالشامي والعراقي والمصري .
فلا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها
ولا يوالي بهذه الأسماء ولا يعادي عليها بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم من أي طائفة كان .
وأولياء الله الذين هم أولياؤه : هم الذين آمنوا وكانوا يتقون فقد أخبر سبحانه أن أولياءه هم المؤمنون المتقون وقد بين المتقين في قوله تعالى { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون }
فانظر إلى تطابق كلام الأمير الصنعاني وشيخ الإسلام
* أخي (الأمير الصّنعاني) الحقّ أنّ تصريح محمد بن إسماعيل الأمير الصّنعاني رحمه الله ، بأنّه لا مَذهبَ له إلاّ الإسلام ، فإنّه لا يَعني بهذا السّلفيّة ، أو أهل السنّة والجمَاعة ، أو أنّه يُشيرُ إليهِم، لأنّ ابن الأمير كان يرفض الانتسابَ إلى الفِرق ، ومَن طالَعَ كُتُبَهُ ومؤلّفاته يجِد أنّه كان يتعامَل مع (أهل السنّة والجماعَة) ، أو (السّلفيّة) ، على أنّها فِرقَة مِن الفِرَق ، لهَا أقوال ومُعتقدَات وافقَت أو مالَت بها منهج (السنّة والجماعَة الحقّة) ، وذلكَ أنّ كلمة (السنّة والجمَاعَة) كلمَة مطّاطيّة تنسبُ جميع الفرق نفسها إليها ، ويدّعي الجَميع أنّ ماهُم عليه هُو (السنّة والجماعَة الحقّة) .

نعم! ثمّ إنّ جمهُور جمهور فرقَة (أهل السنّة والجماعة) ، أو (السّلفيّة) ، لم يكتفوا لا قَديماً ولا حاضراً ، بلفظَة الإسلام على مشرَبهِم ، بَل هُم (حنابلَة ، ومالكيّة ، وشافعيّة ، وحنفيّة) ، والكلامُ هُنا على التسمّي بمذاهب الرّجال وأقوالِهم ، فهَل ترى أخي (الأمير الصّنعاني) أنّ سواد سواد الفرقَة السنيّة انطبقَ عليهِم قول ابن تيمية الذي نَقلتَهُ عنه ؟! أم أنّ المعلوم خلاف ذلك ، فِمن عُلماء السنّة مَن ينتصرُ للشافعي ، ويردّ على المالكي ، ومنهُم مَن ينتصرُ للحنفي ويردّ على الحَنبلي ، بل إنّه في فترة من الفترات قامَت عداواتٌ ظاهَرة بينَهُم بسبب الاختلاف ، نعم ! فإن أنتَ وقفتَ على هذا فقِف على أنّ ابن الأمير وسابقاً ابن الوزير يرفضون أن ينتسبونَ عقدياً أو فقهياً إلى أشخاصٍ بأعينُهِم ، ويكتفون بالمُسلمين ، فلا يقولون نحن من فرقَة (أهل السنّة والجماعة) ، أو من (الزيدية) ، وهذا واضِح من كلام ابن الأمير في أصل نقلِنا عنه .

عموماً ليسَ مَقصدي هُنا أخي (الأمير الصّنعاني) إلاّ الإشارَة إلى أنّ محمد بن إسماعيل الأمير عندما يُطلق على نفسِه لفظة (المُسلِم) تمذهباً ، فإنّه ليس بالضّرورة يعني أنّه من (فرقة أهل السنّة والجماعَة) ، أو (السّلفيّة) ، لسَبَبين اثنين ، الأولّ : أنّه (من خلال استقراء كُتُبه) يعتبرُ (أهل السنة والجماعَة) فرقَة من الفرَق ، وتسمية مِن المُسمّيات على الفِرق . والثّاني: أنّه كان يردّ على يعض عقائد هذه الفِرقَة (أهل السنّة والجماعَة) ، وهذا يُنافي استنتاجَ المُتابعَة للفرقَة السنيّة عندما يُصرّح (بالإسلام) مَذهباً .

=============

نعم! وأمّا عقيدة محمد بن إسماعيل الأمير ، أخي (الأمير الصّنعاني) ، في الجهَة والفوقيّة والتفويض ، فإنّا نُرتّبها حسبَ قوله رحمه الله تعالى ، وأنتَ اعرِض هذا على كلام فرقَة أهل السنّة والجماعَة ، ولكَ الحُكم مع نفسِك :

1- الجِهَة في حقّ الله تعالى مُحدثَة .

(وهُنا يسأل الباحث نفسَة هل قولُنا (أنّ الله في السّماء) تحديدٌ للجَهة ، أم لا؟! ، وهُنا تذكّر أنّ ابن الأمير ينفي الجَهة عن الله تعالى .

2- أنّ الله تعالى كانَ ولا مكَان .

(وهُنا يسأل الباحث نفسَة هل قولُ القائل (أنّ الله في السّماء) تحديدٌ للمكان ، ولو بشكلٍ عام ، أم لا؟! ، وهُنا تذكّر أنّ ابن الأمير ينفي المكَان على الله تعالى) .

ثمّ يسألُ الباحث نفسَة هل استواء الله على العرش استواءً بذاتِه ، أم أنّ هذا مجازاً ؟! وهل هُناك تلازمٌ بينَ الاستواء الذّاتي لله تعالى على العرش وبين لزوم المكان ، وبين لزوم المكان ، ولزوم الجهَة ؟! .

3- أنّ الله تعالى كانَ ولا زَمان .

4- أن فوقيّة الله تعالى إمّا أن تكون مجازاً ، أو غير ذلك ، فتكونُ مجازاً إذا جاءت في سياقٍ يَقوَى معنى المَجاز فيه مثل قول محمد بن إسماعيل الأمير : ((أمّا ( فَوقهم ) فهو ظاهرٌ في المجاز ظُهورَ (( يداهُ مبسوطتان )) ، فإنّه لا يُفهَمُ منه إلاّ الغلبَة والقهر)) ، نعم! وقد يكونُ للفوقيّة معنى آخَر غير المَجاز (أي لا يَصلُح معه المَجاز) ، وهذا المعنى مجهول الحَال ، لا يُعلَم كُنهُه ، فيُتوقّف فيه ، فلا يُقال فوقٌ بمعنى الجهَة ، ولا غيرِها ، وهذا تفويضٌ من ابن الأمير ، وذلك هُو وقوله : ((الثاني : ما المُتعيّنُ فيه السّكوت بعد القطع بأنّ الله (( ليسَ كمثله شيء )) ، وأنَّ العقول إنّما تُدركُ ما هيّأها الله لإدراكه ، فمِن كمالِها أن تقفَ عندَ قَدرِها ولا تتعدّى حدّها ، وذلكَ ما لا يُحصى ( تأمّل ) ممّا ظاهرُه التشبيه مثل (( فوقهم )) و (( على العرش استوى )) و " خلق آدم على صورته" )) .

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمّد .....
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

[ الكلام على العدل ]

أ- [[ الكلام على أفعال العباد ]]

* اعلم أخي أنّ فرقَة أهل السنّة والجماعة (السّلفية) يُثبتون أنّ الله تعالى خالقُ أفعال العباد ، فتكونُ عَقيدَتهم أنّ الله خلقَ الفعل ، والعبد هُو الفاعل له ، وتُشاركُهُم الأشاعرة في ذلك فتقولُ أنّ الأفعال خلقٌ من الله تعالى ، وهي من الإنسان كَسب ، والزيدية تقول أنّ أفعال العباد من الإنسان فِعل ، وأنّ الله لم يَخلُق هذه الأفعال رأساً ، بل خلقَ القُدرَة وأودَعها في الإنسان ، نعم! وهُنا نستعرض عقيدة ابن لأمير الصّنعاني في هذه المسألة ، فنرى رأيَه فيها :

* قال ابن الأمير الصّنعاني : ((وإذا قد عَلمتَ أنّ العَبد لا يُسمّى خالقاً فكذلكَ لا يُطلق على أفعال العبادِ أنّها خلقُ اللهِ ، ويدلّ على عدم تسميتها خلقاً لله وجوه)) .

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص296.

* قال ابن الأمير الصّنعاني : ((والحاصلُ أنّ العبد لا يُسمّى خالقاً إلاّ بمعنى مُقدِّر ، فصحّ لغةً وفاقاً ، ويَمتنعُ شرعاً عند الأكثر من المعتزلة ، والأشعريّة أطلقوهُ عليه بذلكَ المعنى في النّسَفية وحواشيها ، ولَم يَذكروا منعَ ذلك ، والأحسنُ رعايةً للأدب عدمُ الإطلاق كما أشرنا إليه ، ولا يُسمَّى الرّب خالقاً لأفعال العباد إلاّ بمعنى عالم على وجه مخصوص مَعلوم لا بِمعنَى المُوجِد لها)) .

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص298.

* قال ابن الأمير الصّنعاني : ((فليتَ شِعري ما أوّلُ باعثٍ للنّاس على الخوض في مسألة الأفعال ، وللبحث في ذلك ، إلاّ أنّها مسألةٌ قديمة الشّعب ، تكلّم فيها المُتقدّمون ، وأدخلَها البخاري في صحيحه ، وألّف كتاباً في خلق الأفعال ، وحاشا السّلف من الصّحابَة ، فإنّهم لم يَخوضوا فيها)).

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص249.

* قال ابن الأمير الصّنعاني : ((وقال الأشعري: إنّ فِعل العَبد بخلقِ اللهِ ابتداءً ، وبِخلقِ الله لهُ قُدرةً حال الفِعل لا قضبلَه ، ولا أثرَ لها ، وهذا جبرٌ مَحض، وبذلكَ صرّح إما الحرمين والرّازي والسّمرقندي وشارح الطّوالع وغيرهم بأنّ مذهب الأشعري من الجَبر المحض)).

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص250.

وفي هذا المبحث بعموم انظر إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ص249 وما بعدها في مفيدة.

ب- [[ابن الأمير لا يَقول بإرادَة الله للمعاصي ]] :

* قال ابن الأمير الصّنعاني : ((وأمّا المعاصي فليسَ منه تعالى فيها إرادةٌ ولا إعانَة ، وليسَ إلاّ تمكين العبد منها معَ نهيه تعالى عنها ، وإحباره بقُبحها ، واقتضَت حكمَة الابتلاء تمام تمكينِه للعبد من ذلك)) .

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص302.

* قال ابن الأمير الصّنعاني : ((وحاصِلهُ أن لا شيءَ من الظّلم مُرادٌ له تعالى بدليل : ((وما اللهُ يُريدُ ظلماً للعباد)) ، وإرادَةُ ظُلم العباد ظُلمٌ لهم لأنّه معصيَة بالضرورة)).

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص323.

* قال ابن الأمير الصّنعاني : ((وما ذهبَ إليه الأشعريّة من القَول بأنّ المعاصي مُرادَةٌ لله تعالى قولٌ شنيع وشُبهتُه أرَكّ من أن يُعوَّل عليها، وهي أنّه لو لم تكُن مُرادةً للزمَ كونُه مغلوباً مقهوراً ، وذلكَ لأنّه إذا أرادَ عدم وقوع المَعاصي وأرادَ العبدُ وقوعَها ، ووقعَ مُرادُ العَبد لزمَ ذلك ، وهي مُتفرّعة على كون الأمر لا يستلزِم الإرادَة أو يَسلتزِمُها. قالت بالأول الأشعريّة وأنّه قد يأمر بالشيء من لا يُريده ، وبالثاني المعتزلة ، (تأمّل) والقولُ بالمَغلوبيّة والمَقهوريّة قَعقَعةٌ لا طائلَ تحتَها ، فإنّها إنّما تكونُ في المَغلوب المَقهور لا المُمَكِّن لمملوكه من ذلك باختيارِه وهُو قادرٌ على منعه كيف شاء في كلّ لحظَةٍ وطرفَةٍ)).

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص306-307 ، وانظر أيضاً ص120 وما بعدها .

ج- [[ابن الأمير وقوله في عقيدة القضاء والقَدَر]]:

* قال ابن الأمير الصّنعاني : ((نعم! بقيَ بينَهما النّزاع في أنّ التقدير هل هُو تابعٌ لوقوع المُقدَّر أو الأمرُ بالعكس ؟! ظاهرُ كلام الأشعريّة الثاني ، وعلى تَوهُمِه يصولون بمَا جاءَ في القَدر ولا حجّة لهُم في ذلك ، لأنّ القَدَر كالعِلم سواءُ كما عَرَفت ، والأوّل ذهبَت إليه المعتزلة وهُو الحقّ ، لأنّ اختيارَ العَبد ضروريٌّ كما قرّرناه ، وقُدِّمَت عليه الدّلالة عندَ منع الضّرورة ، ولو كانَ اختيارُ العَبد تابعاً للقدَر تبعيّة وجوب كما قُلنا في عكسِه لكانَ لازماً ، واللزومُ والاختيارُ من وجهٍ لا يَجتمعَان ، وما حَكيناهُ من أنّه ظاهرُ كلام الأشعريّة إنّما نعني مُتأخّريهِم وإلاّ فإنّ أهل السنّة المُتقدِّمين قائلونَ بأنّ القضاء والقَدر لا يَقتضي سَبْقَهما للأعمال الجبر بقول الجميع ، كَقول الجميع في سَبق العِلم ، بل كثيرٌ من أهل السنّة فسّروا القضَاء والقَدر بعلم الغَيب السابِق ، منهُم القاضي عياض في شرحه لمسلم ، والنّووي في شرحه له ، وابن بطّال في شرحه للبخاري)) .

إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة ، ص361-362.

* قال ابن الأمير الصّنعاني : ((وقد قال ابن بطّال في الباب الخامس عَشر في قوله تعالى : ((قُل لن يُصيبَنا إلاّ ما كتبَ الله لنا)) : "وهذه الآيَة إنّما جاءَت فيما أصابَ العبادَ (تأمّل) من أفعال الله تعالى ، التي اختُصَّ باختراعها دون خَلقِه ، (تأمّل) ولم يُقدِرهُم على كسبِها ، دونَ ما أصابوه مُكتسِبين له مُختارين" انتهى . وهُو كلامٌ صحيحٌ إذ لو كانَت عامّةً لما فعَلوه من معاصيهم لكان سابقيّتُه الكَتْبَ عُذراً للعاصين ، وحُجّةً للمُبطِلين)) .

نعم ! هذا باختصار بعض من عقائد ابن الأمير الصنعاني في بعض مسائل العَدل ، وعلى المُهتم مراجعة مَصدر النّقل أعلاه ففيه تفصيل يهمّ الباحث المُطّلع .

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد .........
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“