بين الزيدية و الامامية

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

وقفة :
اختلف فى نزول القران فقيل ان القران نزل جملة ثم نزل نجوما و يقول الامام القاسم الرسى :
وتأويل أنزل، في ذلك جعل، فيمكن أن يكون جعل القرآن كله، وأحدثه وأتمه وأكمله، فيما ذكر تبارك وتعالى من ليلة القدر المذكور، والقدر: فهو وقت وَقتَّه الله جلَّ ثَنَاؤُهُ من أوقات الدهور، وقد يكون القدر، هو الجلالة والكبر، كما يقال: إن لفلان أو لكذا وكذا قدرا، يراد بذلك أن له لجَلالة وكبرا، فإن كان وقتا فهو وقت ذكره الله وكرَّمه، بما قدَّر فيه من أموره المحكمة، ومن الأدلة على أن الله جعل القرآن في ليلة القدر كله، وأحدثه فيها فأتمه وأكمله، وأنه لم يرد بتنزيله ووحيه، إنزاله له جملة على رسوله ونبيه، أن الله سبحانه إنما أنزله على رسوله، صلَّى الله علَيهِ وآلِه، وأوحى تبارك وتعالى به إليه مفرقا لا جملة واحدة، وعلمه إياه جبريل صلى الله عليهما سورة سورة وآيات آيات معدودة، ليقرأه كما قال سبحانه على مكث وترتيل، ولترتيله وَصَفَه تبارك وتعالى في الوحي له بالتنزيل ؛ لأن المفرق المنزل، هو المرتل المفصل، وفي ذلك ما يقول الله تبارك وتعالى فيه: ﴿ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ﴾ [الإسراء: 106]، ويقول سبحانه لرسوله، صلَّى الله علَيهِ وآلِه وسلم في قراءته: ﴿ ورتل القرآن ترتيلا ﴾ [المزمل: 4]، والتفصيل: هو التقطيع والتنزيل.
وفي إجماله، وجمع إنزاله، ما يقول المشركون لرسوله، صلَّى الله علَيهِ وعلى أهله: ﴿ لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة ﴾، فقال الله سبحانه: ﴿ كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ﴾، يقول سبحانه: نزلناه عليك قليلا قليلا، ثم قال سبحانه لرسوله، صلى الله عليه وآله: ﴿ ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ﴾ [الفرقان: 32 – 33]، فنحمد الله على ما نوَّر بذلك من حجته بمنه ورحمته تنويرا.
ثم أخبر سبحانه أن قد أنزله، وتأويل ذلك: أن قد جعله الله كله، في ليلة واحدة، فقال تبارك وتعالى: ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ و﴿ إنا أنزلناه في ليلة مباركة ﴾ [الدخان: 3]، فأبطل بذلك كل حجة لمن كفر مظلمة مهلكة، فكان ذلك من قدرته، ما لا ينكره من أهل الجاهلية من أقر بمعرفته.
وقد يمكن أن يكون تأويل ﴿ إنا أنزلناه ﴾ هو: تنزيله سبحانه من السماء السابعة العليا، إلى من كان من الملائكة في السماء الدنيا، وقد ذكر عن أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه أن ذلك هو تأويل ﴿ إنا أنزلناه ﴾ وبيانه، فأي التأويلين جميعا تُؤُوِّلَ فيه، وقع بإنزاله كله عليه.

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

الوحى و النبوة
يتهم الامامية بانهم يثبتون النبوة لائمتهم لاثباتهم الوحى اليهم كما سبق
و التحقيق ان الوحى ليس للنبيين فقط , فقد اوحى الله الى ام موسى و الى مريم
لكن يلاحظ ان هذا وحى غير تشريعى بل بامور اخرى غير التشريع الى من يطلق عليه " المحدث "
و فى روايات الامامية ورد عندهم
روى الكلينى عن بريد، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام في قوله عزوجل: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي (ولا محدث) " قلت: جعلت فداك ليست هذه قراء تنا فما الرسول والنبي والمحدث؟ قال: الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه والنبي هو الذي يرى في منامه وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد والمحدث الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة، قال: قلت: أصلحك الله كيف يعلم أن الذي رأى في النوم حق، وأنه من الملك؟ قال: يوفق لذلك حتى يعرفه، لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيكم الانبياء.
الكافى - باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث
و الرواية عند اهل السنة ايضا !
قال ابن حجر في فتح الباري : ( قوله تعالى : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى ... الآية ﴾ كان ابن عباس زاد فيها ( ولا محدث ) أخرجه سفيان بن عيينة في أواخر جامعه ، وأخرجه عبد بن حميد من طريقه وإسناده إلى ابن عباس صحيح ولفظه عن عمرو بن دينار قال : كان ابن عباس يقرأ : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ) انتهى

و هى روايات تنافى صيانة القران و ليس المحدث برسول
و السؤال هو هل يثبت الامامية وحيا تشريعيا للائمة ؟
روى الكلينى عن علي السائي عن أبي الحسن الاول موسى عليه السلام قال: قال: مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه: ماض وغابر وحادث فاما الماضي فمفسر، وأما الغابر فمزبور وأما الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الاسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا.
الكافى -باب جهات علوم الائمة عليهم السلام

و كما يقرر علماؤهم فالعلم الماضى و الغابر وراثة عن النبى صلى الله عليه و اله
اما العلم الحادث فليس تشريعا او حلالا او حراما
يقول السيد الحيدرى
"لا ينبغى القول بان الامام لم يكن يعلم الحلال و الحرام حتى يزدادفيه و انما الزيادة تكون فى شىء اخر"
الراسخون فى العلم /304
بل يعتقدون كما ذكر الحيدرى هناك ان العلم الحادث ياتيهم من الله مرورا بالرسول صلى الله عليه و اله فى النشاة الاخرى فهو وراثة ايضا !

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

مزيد تحقيق

ان مجرد الوحى الى انسان لا يساوى نبوته ,لكن يثار هنا اشكال و هو ما حد النبوة ؟
و الجواب هو ان النبي في اللغة مأخوذ من مادة «النبأ» بمعنى الخبر المهم العظيم الشأن أو بمعنى الارتفاع وعلو الشأن، والاَوّل أظهر،

فالنبي «فعيل» بمعنى فاعل للمبالغة من النبأ: الخبر، لاَنّه ينبىَ عن اللّه، أي يخبر عنه،
قال الجوهري: يقال نبأت على القوم إذا طلعت عليهم، ونبأت من أرض إلى أرض، إذا خرجت من هذه إلى هذه، وهذا المعنى أراده الاَعرابي بقوله «يا نبيء اللّه» لاَنّه خرج من مكة إلى المدينة فأنكر عليه الهمزة، لاَنّه ليس من لغة قريش، وقيل إنّ النبي مشتق من النبأة وهي الشيء المرتفع.
و قال ابن فارس: إنّ النبي من النبوة وهو الارتفاع كأنّه مفضل على سائر الناس برفع منزلته، ويقولون: النبي، الطريق «النبأ» الخبر، والمعنى المخبر ومن يهمز النبي فلاَنّه أنبأ عن اللّه سبحانه"
فتحصل ان لفظ (النبي) لو كان مشتقاً من «نبو» بمعنى ارتفع، فهو بمعنى المرتفع منزلة، وإن كان من النبأ بالهمزة، فهو المخبر عن اللّه

و لا يخفى انه ليس كل مرتفع فى المنزلة نبى من عند الله
فينحصر المراد من النبى فى مثل قوله تعالى :"وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " فى من ينبى عن الله اى يخبر عنه
فيخرج بذلك حالتا الوحى الى ام موسى و الى مريم اذ لم ينبئا عن الله او اخبرا عنه بما اوحى اليهما
فمن يثبت ان احدا اوحى اليه و اخبر عن الله بما اوحى اليه اى يبلغه , فقد اثبت نبوته و لا فرق فيه بين وحى بتشريع او بغيره
و فى هذا يقول الامام القاسم ابن ابراهيم عليه السلام فى رده علىالرافضة :
(فإن زعمتم أن في الأرض اليوم من يُوحى إليه، فقد زعمتم أنه نبي، لأنه لا يكون الوحي إلا إلى النبي، وإنما سمي نبيئا لأنه نبأ عن الله، فمن أنبأ عن الله فهو نبي، فويلكم متى آمنتم بالله وقد كذبتم كتاب الله ؟! لقوله :﴿خاتم النبيئين﴾ [الأحزاب:40]. فكيف يكون محمد خاتم النبيئين، وقد نصبتم الأنبياء من بعده ؟!)

و الغموض الذى ابنا فيه الصواب بتوفيق الله يصلح شبهة تمنع تكفير الامامية الذين يثبتون وحى الله الى الائمة محتجين بانه ليس كل من يوحى اليه نبى ,و بعضهم كما سبق يرى ان العلوم الموحاة الى الائمة تبلغهم من خلال الرسول صلى الله عليه و اله بعد وفاته !

و الله المستعان

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

تنبيه
انبه الى ما ذكرته فى صدر الموضوع ان الفقير يؤمن بضرورة التقارب بين الامة بطوائفها
و ابرا الى الله ممن يشارك فى الحملة الصهيو - سلفية لاخراج الامامية من الملة تمهيدا لضرب ايران المسلمة
سيما و هذا التكفير يصدر من والغين فى التجسيم اليهودى يثبتون لرب العزة الاستلقاء كما هى مقالة اليهود و هو غيض من فيض افكهم على الله
و انما كل نقد هنا للامامية هدفه ترشيد مذهبهم فغرضنا الاهم ان يتخلصوا من اباطيل
دسها الغلاة فى مذهبهم و قد رايت ان كثيرا منها كان يرفضها او لا يعرفها سلفهم كالمفيد و المرتضى
و نعطى مثالا :
معلوم اعتقادهم اليوم للعلم الشمولى للائمة
و هو ما كان يرفضه الشيخ المفيد مثلا
قال الشيخ المفيد في (المسائل العكبرية) جواباً على إشكالية إتباع النبي موسى (ع) الخضر فقال فيما قال : "" … و لو كان موسى عليه السلام اتبع الخضر بعد بعثته لم يكن ذلك أيضاً قادحاً في نبوته ، لأنه لم يتبعه لاستفادته منه علم شريعته ، و إنما اتبعه ليعرف باطن أحكامه التي لا يخلّ فقدُ علمه بها بكماله في علم ديانته . و ليس من شرط الأنبياء عليهم السلام أن يحيطوا بكل علم، و لا أن يقفوا على باطن كل ظاهر. و قد كان نبينا محمد(ص) و آله أفضل النبيين و أعلم المرسلين و لم يكن محيطاً بعلم النجوم و لا متعرضاً لذلك ولا يتأتى منه قول الشعر و لا ينبغي له. و كان أمياً بنص التنزيل و لم يتعاط معرفة الصنائع، و لما أراد المدينة استأجر دليلاً على سنن الطريق، وكان يسأل عن الأخبار و يخفى عليه منها ما لم يأت به إليه صادق من الناس، فكيف ينكر أن يتبع موسى عليه السلام الخضر بعد نبوته ليعرف بواطن الأمور مما كان يعلمه مما أورده الله سبحانه بعلمه.."

اما ما سيذكره الفقير باذن الله من نقد لادلتهم على الامامة فالهدف منه ان يكفوا عن تكفير مخالفيهم لاجل امامة لم تثبت


و ما سبق يثبت غلوهم لا كفرهم , فالولاية التكوينية كما يسمونها لا تكون الا بمدد مستمر من الله اى يثبتون افتقار ائمتهم التام و الدائم لله تعالى فكيف يكفرهم ذو دين ؟!
و اما الوحى فما ذكرته عن تعريف النبوة مبنى على القول بترادف النبى و الرسول و الا فالمشهور عن ائمتنا ان النبى من اوحى اليه بشرع بغض النظر عن تبليغه ,بينما الرسول من كلف بتبليغه
و عند الامامية يوحى الى الامام بشرع و غيره لكن يقررون كما سبق ان الوحى يكون بوساطة الرسول صلى الله عليه و اله فهو وحى للنبى اولا ! و مع سخافته الا انه مانع من تكفيرهم سيما مع ملاحظة ان اغلبهم يعتبره شرعا شرحه الرسول
او كما يقول ابو القاسم البستى فى البحث عن ادلة التكفير و التفسيق : و ربما رجعوا - اى الامامية -الى ان الرسول قد شرح ما يلهم الامام و ذهب على الناس و لم يكن الامام قد اخذه عن الرسول ص لكن الله تعالى يلهمه حتى ياتى به فيكون حاكما بمثل حكم الرسول
فلا يكون شرعا
و يكون معجزة له
و هذا و ان كان باطلا فليس فيه اثبات كونه شارعا لانه يقول انما يعرف الامام من جهة الالهام شريعة الرسول كما يعرفه غيره من طريق الخبر
فلا شارع غير الرسول فى الحالين و لا نص فى تفسيق من هذا قوله عندى "
و الله المستعان

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

الامامة عند الزيدية
معنى الإمامة : رئاسة عامة على الناس كافة وهي ولاية الأمر والنهي ونحوهما ، ومهمتها : حماية الإسلام ودفع الظلم والفساد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن الجهاد للكفار ، والخروج على الظلمة والملوك المفسدين ، وإقامة الحدود والجُمَعْ ، وأخذ الصدقات ووضعها في مواضعها ، وأخذ الفيئ ووضعه في مواضعه ، ونصب الحكام والولاة (


و يتفق الزيدية و الامامية على اثبات امامة على عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه واله وسلم بلا فصل

قال الامام الهادى :
[ حدثنى ابى عن ابيه- القاسم الرسى - انه سئل عن امامة على بن ابى طالب افرض هى من الله ؟
فقال : كذلك نقول و كذلك يقول العلماء من ال الرسول صلى الله عليه واله و سلم , قولا واحدا لا يختلفون فيه ] الاحكام 1/38
امامة الحسنين عليهما السلام :
قال الامام المنصور [الذي أجمعت الزيدية والإمامية عليه: أن الإمام بعد علي عليه السلام الحسن بن علي، ثم بعده الحسين بن علي عليهم السلام، فعند الزيدية: أنهما إمامان لنص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خيرٌ منهما.] المجموع المنصورى – العقد الثمين

و اصحاب الكساء معصومون عند الزيدية عن الكبائر و لا يثبتون العصمة لاحد معين من بعدهم

و نبحث باذن الله فيما يلى الخلاف فى الائمة بعد الحسين عليه السلام

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

امامة السجاد

يعتقد الامامية امامة على بن الحسين عليهما السلام بالنص عليه من ابائه , و مفهومهم لامامته هو انه معصوم من كل كبيرة و صغيرة و من السهو و يوحى اليه و له عند اغلبهم ولاية تكوينية
فالبون شاسع بين مفهوم الامامة عندهم و بين معناه عند الزيدية

و يقول السيد بدر الدين الحوثى :
الإمام بعد علي عليه السلام :هو الحسن ثم الحسين ، واخلتفوا في الإمام بين الحسين وزيد بن علي (ع) فقيل هو الإمام علي بن الحسين ، وقيل الحسن بن الحسن (الزيدية فى اليمن )

و الامام عند الزيدية بعد السبطين ع هو من دعا الى الله و باين الظالمين و رفع راية الحق

و الامام السجاد امام على اصول الزيدية مثله مثل الحسن المثنى عليهم السلام , حيث ثبت قتاله فى كربلاء
قال المحدث الزيدى الفضيل بن زبير بن عمر بن درهم الكوفى الاسدى فى (تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام )
(وكان على بن الحسين عليه السلام عليلا ، وارتث يومئذ ، وقد حضر بعض القتال فدفع الله عنه ، واخذ مع النساء )

و سلاما على عليل كربلاء

مفتاح السعادة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 41
اشترك في: الثلاثاء يوليو 07, 2009 11:41 pm

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة مفتاح السعادة »

تسجيل إعجاب ومتابعه

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

جزاك الله خيرا اخى الكريم و جعلكم من اهل السعادة فى الدارين

مسلم الإسلام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 01, 2010 7:40 pm

رسالة الى الاخ الفاضل القاسمي

مشاركة بواسطة مسلم الإسلام »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد وآله الطاهرين

أما بعد

مقدمة

فالإمامية لا تمجد وتقّدس أتباع المذهب ، فهم مصيبون و مخطئون في توضيح المتون بتفسير أحاديث أهل البيت المطهرون ، فالمتون ذو وجوه يختلف فيها العلماء حسب فهمهم المظنون .


النص المظنون : و قد اتهم السيد المرتضى كما فى رسائله عامة القميين- الا ابن بابويه- بانهم مشبهة , و رد عليه بعض علماء الامامية برسالة اسماها "تنزيه القميين " سرد فيها روايات القميين المنافية للتشبيه
لكن يعكر عليه قول المرتضى :ان كتبهم و تصانيفهم تشهد بذلك و تنطق به (رسائل المرتضى 3/310)
و لا نعلم اين هى هذه التصانيف ؟

الرد : اعلم أيها الأخ الفاضل القاسمي بأن ابن بابويه صنّف كتاب التوحيد لنسبة التشبيه المفترية على الإمامية ، والمعروف من كتاب التوجد إعتماد الصّوق على شيوخه القميين الذين لهم باعٍ في شدة إعتماد القميين على الرويات المرتفعة القول ( الغلو والتشبيه) وإليك طرفاً من أحاديث ابن بابويه مكن إخراج أهل قم بنفي التشبيه:

قال الصدّوق حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (ر) (ثقةُ قمي يرفض الغلو ) عن محمد بن حسن الصفّار ( ثقةُ قمي ) وسعد بن عبد الله (ثقةُ قمي) جميعاً عن أحمد بن الحسين بن محمد (ثقةُ قمي يرفض الغلو والتشبيه) والهيثم بن أبي مسروق النهدي (كوفي ثقةُ) و محمد بن الحسين بن ابي الخطاب (كوفي ثقةٌ) كلّهم عن الحسن بن محبوب (كوفي ثقةُ) عن عمرو بن أبي المقدام ( عجلي) عن إسحاق بن غالب ( ثقةُ والبي ، عربي ) عن أبي عبد الله (ع) عن أبيه قال قال رسول الله (ص) الحمد لله الّذي كان في اوليّته وحدانيّاً ، وفي أزليّته متعظماً بالإلهيّتة ، مستكبّراً بكبريائه وجبروته ابيتدأ ما أبتدع ، وأنشأ ما خلق على غير مثالٍ كان سبق بشيءٍ ممّا خلق ، ربنّا القديم بلطف ربوبيّته وبعلم خُبره فتق وبإحكام قدرته خلق جميع ما خلق ، وبنور الإصباح فلق ، فلا مبدّل لخلقه ، ولا مغيذر لصنعه ، ولا معقّب لحكمه ، ولا رادّ لأمره ، ولا مستراح عن دعوته ولا زوال لمُلكه ، ولا انقطاع لمدته، وهو الكينون أولاً والديموم أبداّ ، المتحجب بنوره دون خلقه في الاُفق الطامح ، والعزّ الشامخ والمالك الباذخ ، فوق كل شي علا ، ومن كل شي دنا ، فتجلى لخلقه من غير أن يكون يُرى , وهو بالمنظر الأعلى ، فأحب الاختصاص بالتوحيد إذ احتجب بنوره ، وسما في علوّه م و استتر عن خلقه ن وبعث إليهم الرسل لتكون له الحجة البالغة على خلقه ويكون رسله إليعم شهداء عليهم ، و ابتعث فيهم لبنبيّين مبشّرين ومنذرين ليهلك من هلك عن بيّنة ، وليعقل العباد عن ربهم ما جهلوا فيعرفوه بربوبيته بعد ما أنكروا ويوحدوه بلالإلهيتة بعد ما عضدوا. أنتهى.

وأنت تعلم أن هذا الحديث أو ما مصنّفه الصدّوق القمي دائماً من إخراج أهل قم مثل محمد بن يحي ى العطار القمي ، ابن الوليد القمي أبي الصدّوق القمي ، محمد بن علي ما جيلويه القمي ، أبو محمد جعفر بن علي القمي ، علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد القمي ، أحمد بن محمد بن يحيى العطار القمي ، أحمد بن علي بن إبراهيم القمي وغيرهم الكثير لو تتبعنا لطال المقام.

ومعروف عن القميين التحرز والاحتياط في إعتبار الروايات ورد كثير من الروايات التي تدل على التشبيه والالوهية لغير الله سبحانه وتعالى. فتأمل .


كامل الزيارات – جعفر بن محمد بن قولويه – رقم الصفحة : (147 )
[ 174 ] 6 - حدثني أبي رحمه الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي سعيد القماط ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : بينما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في منزل فاطمة والحسين في حجره ، إذ بكى وخر ساجدا ، ثم قال : يا فاطمة يا بنت محمد ان العلي الاعلى تراءى لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيا هيئة ، فقال لي : يا محمد أتحب الحسين ( عليه السلام ) ، قلت : نعم يا رب قرة عيني وريحانتي وثمرة فؤادي وجلدة ما بين عيني . فقال لي : يا محمد - ووضع يده على رأس الحسين ( عليه السلام ) - بورك من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني ، ونقمتي ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على من قتله وناصبه وناواه ونازعه ، اما انه سيد الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة ، وسيد شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين ، وأبوه أفضل منه وخير ، فاقرأه السلام وبشره بأنه راية الهدى ومنار أوليائي ، وحفيظي وشهيدي على خلقي ، وخازن علمي ، وحجتي على أهل السماوات وأهل الأرضين والثقلين الجن والإنس . انتهى

اعلم ايها الأخ الفاصل أن هذا الحديث غير صحيح تماماً لمكان محمد بن سنان.

قال النجاشي : رجل ضعيف جداً ، وقال لا يعّول عليه ولا يلتفت إالى ما تفرد به .
قال الطوسي في الفهرست : طعن عليه وضعّف.
كما نسبه ابن الغضائرب الى الضعف والغلو ورماه بالوضع .
قال المفيد في رسالته العددية : محمد بن سنان مطعون فيه لاتختلف العصابة في تهمته وضعفه.

فإن قال سائلٍ : أن جعفر بن محمد بن قولويه (ر) وثق جميع مشايخه ، تقول هذه النسبة إجتهادية ظنية القول والحق يُقال ، إن جميع مشايخه الذي روى عنهم بدون واسطة ثقاة فقط .

ملحوظة : اشرنا لوجود احاديث فى التشبيه عند الامامية و لم نذكر منها الا ما لا يمكن تاويله الا بتعسف.

{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} .. البقرة 111


تهمة الغلو
لم يزل الامامية متهمون بالغلو
و اذا كان المراد به تاليه الائمة فالحق انهم ابرياء منه
لكنهم ليسوا ابرياء من صور اخرى للغلو

نعم , بارك الله فيكم فقد قلتم الكلام الطيب المطيّب يا أستاذي القاضل القاسمي .
نعم , يوجد غلو فاحش مثل الولاية التكوينية عند بعض العلماء ، العصمة المطلقة , التقديس المفرط للأئمة ، الإستغاثة لغير الله لاسبحانه وتعالى ، الجزع المفرط أيام عاشوراء .

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ()الآية،
وقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْم قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ).


العدل:

قال الشيخ الصدّوق : ابي قال حدثنا سعد بن هبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله عزّ وجلّ خلق الخلق فعلم ما هم صائرون إليه وامرهم ونهاهم فما أمرهم به من شي فقد جعل لهم السبيل إلى الأخذ به وما نهاهم عنه من شي فقد جعل لهم السبيل إلى تلركه ولا تكونوا آخذين و لاتاركين إلا بإن الله.

الحديث صحيح معنعن من طريف الكوفيين وأخرجه القميين.

الصدّوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (ر) قال حدثنا الحسن متيل عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: الله تبارك وتعالى أكرم من أن يكلف الناس مالا يطيقون والله أعزّ من أن يكون في سلطانه مالا يريد.

الحديث حسن كالصحيح لمكان الحسن متيل والحديث من طريق الكوفيين وأخرجه القميين.

قال الصدّوق ك أبي (ر) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن الرضا (ع) قال : ذكر عنده الجبر والتفويض فقال الا أُعطيكم في هذا اصلاً لا تختلفون فيه ولا تخاصمون عليه أحداّ إلا كسرتموه قلنا إن رأيت ذلك فقال (ع) إنّ الله عزّ وجلّ لم يطع بإكراه ولم يعصِ بغلبة وام يهمل العباد في ملكه هو المالك لما ملّكهم ةالقادر على ما أقدرهم عليه فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله عنها صاداّ ولا منها مانعاّ وإن ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك العفل وإن لم يحّلْ وفق\علوه فليس هو الذي أدخلهم فيه ثم قال (ع) من يضبُط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه.

حديثُ صحيحُ من طريق الجعفري المعنعن عن الرضا (ع) وأخرجه بالسماع القميين.

والحق يُقال فإن نفى خلق الله لإفعال العباد والدليل مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}
فهذه الاية تدّل دلالةٌ واضحةُ علة خلق العباد الى أفعّالهم التي تكون مخيرة غير مسيرة والله المستعان على ظلم العبيد.

من مباحث المسالة ارادة الله لافعال العباد
و عقيدة الزيدية ان الله تعالى لا يريد القبائح
أمَّا قدماء الإِمامية فقد اختلفت آراؤهم، فذهب ابن بابويه الى سعة إرادته سبحانه لأفعال

فقد ذكرت ذلك في معرض باب العدل.

المشيئة:

قال الصدّوق : أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن ابي عمير عن عمر بن اُذينة عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) قال المشيئة محدثة.

وهذا الحديث صحيحُ من طريق الكوفيين بالعنعنة وأخرجه الصذّوق بالسماع.

قال الصدّوق حدثنا محمد بن الخسن بن أحمد بن الوليد (ر) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفّار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن سليمان بن جعفر الجعفري قال (ع) المشيئّة والإرادة من صفات الأفعال فمن زعم أنّ الله تعالى لم يزل مريداّ شا ئناّ فليس بموحّد.

حديثُ صحيحُ من طريف الكوفيين بالعنعنة أخرجه القميين بالسماع.

فعلم بارك الله فيك أنّ المشئية تكون بين الناس بالاختيار ولله فيها المشيئة.


الوعيد:

قال الصدّوق رضي الله عنه حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (ر) قال حدثنا علي بن إبراهين ابن هاشم عن أبيه عن محمد بن ابي عمير قال سمعت موسى بن جعفر (ع) يقول لا يخلّد الله في النار إلا أهل الكفر والحجود وأهل الضلال والشرك ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغئر قال الله عزّ وجلّ ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيئّتكم وندخلكم مدخلاً كريماً) قال فقلت له اي محمد بن أبي عمير يا ابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبين؟ قال أي الإمام موسي الكاظم) حدثني أبي عن آبائه عن علي (ع) قال سمعت رسول الله (ص) يقول إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل قال ابن أبي عمير فقلت له يا ابن رسول الله مكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى ذكره يقول (ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) ومن يرتكب الكبائر ولا يكون مرتضى فقال يا أبا أحمد ما من مؤمن يرتكب ذنباّ إلاّ ساءه ذلك وندم عليه وقد قال النبي (ص) (كفى بالندم توبة) وقال (ع) من سرّته حسنته وساءته سيئته فهم مؤمن ، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالماّ ، والله تعالى ذكره يقول ( ما للظّالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) فقلت له يا ابن رسول الله وكيف لا يكون مؤمنلّ من لم يندم على ذنب يرنكبه ؟ فقال يا ابا أحمد ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنّه سيعاقب عليها إلاّ ندم على ما ارتكب ومتى ندم وكان تائباّ مستحقاّ للشفاعة ، ومتى لم يندم عليها كان مصرّاً لا يُغفر له لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكبه ولو كان مؤمناّ بالعقوبة لندم ، وقد قال النبي (ص) ( و كبيرة مع الإستغفار ولا صغيرةٍ مع الإصرار) وأما قول الله عزّ وجاّ ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى) فإنهم لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى الله دينه وندم على ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة. انتهى

وأنت تعلم يا أخي الفاضل القاسمي إن الشفاعة ممذا غختلفت الأمة في أنواعها وبعد إتفّقهم في اصلها.


روايات امامية تخالف مذهبهم

عن الإمام الباقر عليه السلام:يا جابر !.. أيكتفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟!.. فوالله ما شيعتناإلا من إتقى الله وما كانوا يعرفون يا جابر إلا
بالتواضع والتخشع و الأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصلاة ، والبرّ بالوالدين ، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة ، والغارمين ، والأيتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكفّ الألسن عن الناس ، إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء .
قال جابر : فقلت : يا بن رسول الله!.. ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة..
فقال (ع) : يا جابر!.. لا تذهبنّ بك المذاهب ، حَسْب الرجل أن يقول : أحب علياً وأتولاه ، ثم لا يكون مع ذلك فعّالاً ؟.. فلو قال : إني أحب رسول الله (ص) - فرسول الله (ص) خير من علي (ع) - ثم لا يتبع سيرته ، ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عزّ وجلّ وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته.. يا جابر!.. فوالله ما يُتقرّب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة ، وما معنا براءة من النار ، ولا على الله لأحد من حجة ، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليُّ ، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدوّ ، ولا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع.أصول الكافي ج2ص233
وعن الباقر عليه السلام انه قال لخيثمة((أبلغ شيعتنا،أنّا لا نغني من الله شيئا،وأبلغ شيعتنا أنّه لا ينال ما عند الله إلا بالعمل ،وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثمّ خالفه إلى غيره،وابلغ شيعتنا أنّهم إذا قاموا بما أمروا انّهم هم الفتائزون يوم القيامة))امالي الطوسي ج1 ص385


اعلم بارك الله فيك إن هذا الحديث غير صحيح وإن كان مضمونه جميل، فالعبرة بالصحة المنسوبة لصاحبها .

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة:119.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا وإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا".

اعلن أيدك الله بأن هذا الحديث أصله في الكامي لان محمد بن يعقوي الكليني متقدم على شيخ الطائفة الطوسي فرواه الطوسي عن مسايخه عن عمرو بن شمر عن جابر .

أقوال علماء الجرح والتعديل :

قال الشيخ الطوسي في الفهرست : عمرو بن شمر وله كتاب.
قال شيخ التعديل والجرح النجاشي : عمرو بن شمر الجعفي ، عربي ، ضعيف جداّ ن زيّد احاديث في كتب جابر الجعفي وينسب لها والأمر ملتّبس.

ومن خلال هذه المقالة لا يصح نسبة متين الحديث للإمام محمد بن علي الباقر (ع).


الكفر:

أعلم يا استاذي القاسمي إن الكفر في كتاب الله على خمسة وجوه.

1- كفر الجحود فهو الجحد بالله وربوبيته وهذا كافر مطلق.
2-كفر الجحود فهو كفر الجحود مع معرفته بالحق وهذا كافر مطلق ، تجب عليه التوبة.
3- كفر النعم فهذا مرتكب كبيرة تمحو مع التوبة المطلقة.
4- كفر ما أمر به الله سبحانه وتعالى ، يُكّفر مع النكران , المشتبه يُعرّف فأن أصّر يُكّفر من الملة ، كفر جهل فهذا كسابقة الرأي الرابع.
5- كفر البراءة وهو تبرئة البعض للبعض بالفعل المنكر. والله أعلم بحقائق الأمور.


مقالتهم ان الفاسق الامامى لا يعذب فى الاخرة و هو ضد كلام الله فى كتابه فالقران مشحون بنصوص الوعيد للفساق .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا )

(أَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ . خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ . وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )


قال محمد بن يعقوب الكليني : علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبان بن تعلب قال كُنت صلّيت خلف أبي عبد الله (ع) بالمزدلفة فلمّا انصرف إلتفت إلي فقال : يا أبان ، الصلوت الخمس المفروضات من قام حدودهن وحافظ على مواقيتهن لقي الله يوم القيامة وله عنده عهد يدخله به الجنة ولمن لم يقم حدودهن ولم يحافظ على مواقتيتهن لقي الله ولا عهد له إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له.

الحديث مسند صحيح من الحاديث المعنعنة .تأمل يا أستاذب كلمة من لم يحافظ على مواقيتهن ( أي ربما أخر الصلاة او ترتكهن ولم يصليهن فترة كبيرة وربما سنوات ولم يصليهن لقى ولا عهد له (تأمل ) إن شاء غفر له وإن شاء عذّبه.



إن الفاسق يعّذب بالنار اذا أصّر على الفسق والفجور ولكن لا يخّلد فيها


احاديث من كتبهم تخالف مذهبهم:

قال الكليني في الكافي:2/40:

محمد بن الحسن ، عن بعض أصحابنا ، عن الأشعث بن محمد ، عن محمد بن حفص بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وسأله رجل عن قول المرجئة في الكفر والإيمان ، وقال إنهم يحتجون علينا ويقولون كما أن الكافر عندنا هو الكافر عند الله ، فكذلك نجد المؤمن إذا أقر بإيمانه أنه عند الله مؤمن ! فقال: سبحان الله وكيف يستوي هذان ؟! والكفر إقرارٌ من العبد ، فلا يكلف بعد إقراره ببينة ، والإيمان دعوى لا يجوز إلا ببينة ، وبينته عمله ونيته ، فإذا اتفقا فالعبد عند الله مؤمن. والكفر موجود بكل جهة من هذه الجهات الثلاث من نية أو قول أو عمل ، والأحكام تجري على القول والعمل، فما أكثر من يشهد له المؤمنون بالإيمان ويجري عليه أحكام المؤمنين وهو عند الله كافر ، وقد أصاب من أجرى عليه أحكام المؤمنين بظاهر قوله وعمله .

أخي الفاضل الحديث منقطع ولا نعلم من هم عن بعض أصحابنا ربما من أهل الوضع والتدليس فيكون مردود لا عبرة في سنده ومنته.


فى كتاب من لا يحضره الفقيه:4/17:
قال عليه السلام : يقول الله عزوجل: حرَّمت الجنة على المنان والبخيل والقتات ، وهو النمام.
و فى باب ذكر جمل من مناهي النبي صلى الله عليه وآله :
(ونهى عن التصاوير وقال: من صور صورة كلفه الله يوم القيامة ان ينفخ فيها وليس بنافخ
وقال عليه السلام: من ولى جائرا على جور كان قرين هامان في جهنم.
وقال عليه السلام: من ظلم اجيرا اجره احبط الله عمله وحرم عليه ريح الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام
وقال عليه السلام: من شهد شهادة زور على احد من الناس علق بلسانه مع المنافقين في الدرك الاسفل من النار، ومن اشترى خيانة وهو يعلم فهو كالذى خانها.)

هذا الكتاب منقطع السند وإن ذكر الأسانيد في نهاية الكتاب ن ولا نعلم وجه هذه الأحاديث المطروعة.


الإمامة : هي عبارة عن خلافة الرسول الاعظم (ص) من أمير المؤمنين الى المهدي المنظر. نعم توسع بعض علماء الجعفرية بصطلاح افمامة الالهية لانها معينة من قبل الله سبحانه وتعالى الى الأيمة الاثنلا عشر.

فالامامة هى الخلافة الكلية الالهية اى ان الامام يخلف الله فى القيام بكل وظائفه تعالى
و يحتجون على ذلك بايات استخلاف ادم .

هذا اغطناب في الاصطلاح لا أحبه ، فكثيراّ ما يُذكر مصطلحات مرتفعة القول ويتبادر الى الذهن الغو والإفراط والله المستعان.


الولاية التكوينية : هي عبارة عن تصرف الرسول الأعظم في كل شي في الارض من زرع ، القمر , الشمس , التربة ، فيتصرف فيها بدون الرجوع الى الله سبحاته وتعالى.
وقد أنكر بعض العلماء هذه النظرية المستمدة من المفوضة الغلاة التي تفسد الطالح والصالح.
فلا تأيد الى هذه الولاية التكوينية التي تمثل الغلو برمته والله المستعان.

ليلة القدر:

قال الله سبحانه وتعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}1.

وقال الله سبحانه وتعالى : "حم. والكتاب المبين. إنا أنزلناه في ليلة مباركة"، [الدخان: 1-3]

قال الربيع بن حبيب عن عبد الاعلى بن داود عن عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله أنزل القرآن كله جملة واحدة في ليلى\ة القدر الى السماء الدنيا وكان الله إذا أراد أن يحَََّدث الة الرض شيئاّ أمزل منه حتى جمعه. قال وكان رسول الله يقضي بالقضية فينزل القرآن بخلاف قضائه ملا يرد قضاءه ويستقبل حكم القرآن . انتهى.( مسند الربيع بن حبيب الازدي العماني ).

فمنهم من يستشهد باجتهاد نسب لابن عباس ان الله انزل القرآن كاملا دفعة واحدة من سدرة المنتهى الى السماء الدنيا في ليلة القدر , ثم تم انزاله من هناك مفرقا الى قلب النبي صلى الله عليه وسلم ..( منقول )

هذا ظاهر القرآن الكريم مع حديث رسول الله (ص) وحبر الأمة عبد الله ابن عباس.


ان القول بالوحى الى الائمة غلو ايضا نفاه قدماؤهم :

الحق يقال ولو على رقبتي سيف ، نعم , توجد روايات متعددة تدل من الناحية المضمونية نزول الوحي الى الإئمة (ع) ويعبر به في الروايات المحدث.
هذا غلو واضح وجلي لايقبله مجنون قبل عاقل ، فهذا من روايات المغيرة بن شعبة ، ابا الخطاب وغيرهم الكثير من يعاني من عقدة نفسية لكسب حب الناس على حساب أهل البيت.

نعم ، نحن نأمن إيمان تام بالمكرمات وفراسة المؤمن والرؤيا المعبرة عن حقيقة مقبلة و إلهام من الله سبحانه تعالى.
روى الكلينى عن بريد، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام في قوله عزوجل: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي (ولا محدث) " قلت: جعلت فداك ليست هذه قراء تنا فما الرسول والنبي والمحدث؟ قال: الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه والنبي هو الذي يرى في منامه وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد والمحدث الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة، قال: قلت: أصلحك الله كيف يعلم أن الذي رأى في النوم حق، وأنه من الملك؟ قال: يوفق لذلك حتى يعرفه، لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيكم الانبياء.
الكافى - باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث

هذا الحديث غير صحيح من الناحية المضمونية ويّشتم منه رائحة الوضع والغلو ن ولا نستبعد الوضع من المغيرية والخطابية والغلاة والمفوضة لعنة الله وملائكته ورسله والمؤمنين والمؤمنات هذه الفرق المشركة .

و السؤال هو هل يثبت الامامية وحيا تشريعيا للائمة ؟
روى الكلينى عن علي السائي عن أبي الحسن الاول موسى عليه السلام قال: قال: مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه: ماض وغابر وحادث فاما الماضي فمفسر، وأما الغابر فمزبور وأما الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الاسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا.
الكافى -باب جهات علوم الائمة عليهم السلام

الاجابة لك يا اخي من الاحاديث :

قال محمد بن يعقوب الكليني : عدةَّ من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن النضر بن سعد عب يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول كل شي مردود الى الكتاب والسنة وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.
وقد تواترت الاحاديث في عرض الحديث على كتاب الله من جهة الزيدية ، أهل السنة ، الجعفرية ،
الإباضية.

انما كل نقد هنا للامامية هدفه ترشيد مذهبهم فغرضنا الاهم ان يتخلصوا من اباطيل
دسها الغلاة فى مذهبهم و قد رايت ان كثيرا منها كان يرفضها او لا يعرفها سلفهم كالمفيد و المرتضى .


بوركت يا حبيبي القاسمي على هذا الكلام الرائع وأنا أول التابعين لقولك و أنا اول النا صحين للجعفرية ، وأنا اول الناهضين لتصحيح المنهج المغلوط عند الإمامية.

يعتقد الامامية امامة على بن الحسين عليهما السلام بالنص عليه من ابائه , و مفهومهم لامامته هو انه معصوم من كل كبيرة و صغيرة و من السهو و يوحى اليه و له عند اغلبهم ولاية تكوينية .

يا اخي الفاض توجد بعض الروايات الدالة علة عدم خروج الإمامة من أبناء الحسين ، ولك ذلك.

قال محمد بن يعقوب الكليني : علي بن إبراهين عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن ثوير ابن ألي فاختة عن أبي عبد الله (ع9 قال لا تعود الإمامة بعد الحسن والحسين أيداّ ، إنما جرت من علي بن الحسين كما قال الله تبارك تعالى ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى بعض في كتاب الله ) فلا تكون بعد علي بن الحسين (ع) إلا في الأعقاب وأعقاب العقاب .

الحديث صحيح من الناحية السندية ن والدلاله المتنية تدل على جريان افمامة في أعقاب علي بن الحسين(ع)

الكليني : محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن غسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرضا أنه سال أتكون الإمامة في عم أو خال ؟ فقال لا فقات ففي أخ ؟ قال لا قلت ففي من ؟ قال في ولدي وهويومئذ لا ولد له.

وهذه الرواية صحيحة كذلك.


الكليني : محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن ابن أبي نجران هم سليمان بن جعفر الجعفري عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : لاتجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين إنما في العقاب وأعقاب الأعقاب.

هذه الرواية صحيحة كذلك.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

يا أخي العزيز القاسم اعذرني أذا تطاولت عليك او بذر مني كلمات غير لا ئقة ، فأن أحببت النقاش والمحاورة لكي تمتلك روح الحوار وروح الجواب ، بوركت يداك التي سطرت كلماتك الفاضلة بروح المحبة والوفاء.


أخوك مسلم الإسلام

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

الاخ الكريم مسلم الاسلام
اشد على يديك اذ تقول :

نعم , يوجد غلو فاحش مثل الولاية التكوينية عند بعض العلماء ، العصمة المطلقة , التقديس المفرط للأئمة ، الإستغاثة لغير الله لاسبحانه وتعالى ، الجزع المفرط أيام عاشوراء .
و أنا اول النا صحين للجعفرية ، وأنا اول الناهضين لتصحيح المنهج المغلوط عند الإمامية.
و بالنسبة للتشبيه عند قدماء الامامية فقد اعترف الشريف المرتضى بوجوده عند القميين فيكون كتاب التوحيد لابن بابويه مشكلا اذ كيف تستفيض رواياتهم بالتنزيه بينما المرتضى يجزم بانهم مشبهة
و الحكم هو مصنفاتهم و هى مفقودة و واضح من كلام المرتضى انه اطلع عليها
و تضعيفكم للرواية فى كامل الزيارات فيه امران الاول ان لنا رايا فى مسالة الجرح و التعديل سنتناوله باذن الله و نقول هنا ان الجرح هو دراية لا رواية و ليس من الصواب ان نقلد ائمة الجرح فى ارائهم دون معرفة حجتهم فالحقيقة لا تعرف بذلك
الثانى ان محمد بن سنان معدود عند علماء من الامامية اليوم من الاعاظم اصحاب السر ! و ان تضعيفه ليس الا لتهمة الغلو و قد صار للاسف الغلو فى زمن القدماء هو عين الحق عند المتاخرين من الامامية
و ما ذكرته ناظر الى سائر احكامكم على الاحاديث من جهة سندها فهى احكام مبنية على التقليد للنجاشى و اضرابه
و قد وثقوا رواة اباطيل الغلو فتنبه
على ان الحديث الضعيف سندا ليس مطرودا عن السمع عند علماء الامامية بل يستشهدون به
و ليتكم علقتم على ما ذكرته من تناقض قول متاخرى الامامية مع قول قدمائهم كالمفيد فى مسالة افعال العباد فهذا المذهب الامامى متطور و هنا تطور الى الاسوا
و كذلك مسالة الارجاء و الشفاعة ليتكم تناولتم ادلتنا فيها فقد نسبوا للائمةالاطهار عقيدة باطلة تخالف كتاب الله

و اشد على يدك اذ تقول :
الحق يقال ولو على رقبتي سيف ، نعم , توجد روايات متعددة تدل من الناحية المضمونية نزول الوحي الى الإئمة (ع) ويعبر به في الروايات المحدث.
هذا غلو واضح وجلي لايقبله مجنون قبل عاقل ، فهذا من روايات المغيرة بن شعبة ، ابا الخطاب وغيرهم الكثير من يعاني من عقدة نفسية لكسب حب الناس على حساب أهل البيت.
و انبهكم الى ان الامامية اضطرت الى القول بالوحى للامام و تبنى روايات الخطابية عقب وفاة الرضا عليه السلام حيث خلف الامام الجواد طفلا فتحيرت الامامية كيف يعلم علم النبيين بدون تعلم من ابيه فلجاوا الى القول بانه يوحى اليه و تفصيل ذلك تجده فى فرق الشيعة للنوبختى
و ساتناول باذن الله مسالة امامةالائمة الاثنى عشر

و دمتم موفقين اخى الكريم

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

ملاحظات :
1- مسالة التشبيه عند سلف الامامية :
يظهر من كتاب " الفصول المختارة " للشريف المرتضى ان قوله بان القميين مشبهة هو راى تراجع عنه بعد ان تبين خطؤه
فقد استفسر من شيخه المفيد عن ذلك فاجابه المفيد :
لم يكن في سلفنا رحمهم الله من يدين بالتشبيه من طريق المعنى .و إنما خالف هشام و أصحابه جماعة أبي عبد الله (عليه السلام)
بقوله في الجسم فزعم أن الله تعالى جسم لا كالأجسام .و قد روي أنه رجع عن هذا القول بعد ذلك .
و قد اختلفت الحكايات عنه و لم يصح منها إلا ما ذكرت .
و أما الرد على هشام و القول بنفي التشبيه فهو أكثر من أن يحصى من الرواية عن آل محمد (عليه السلام) .

أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله عن محمد بن يعقوب عن محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح و الحسن بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن محمد بن زياد قال سمعت يونس بن ظبيان يقول دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له إن هشام بن الحكم يقول في الله عز و جل قولا عظيما إلا أني أختصر لك منه أحرفا يزعم أن الله سبحانه جسم لا كالأجسام لأن الأشياء شيئان جسم و فعل الجسم فلا يجوز أن يكون الصانع بمعنى الفعل و يجب أن يكون بمعنى الفاعل فقال أبو عبد الله (عليه السلام) يا ويحه أ ما علم أن الجسم محدود متناه محتمل للزيادة و النقصان و ما احتمل ذلك كان مخلوقا فلو كان تعالى جسما لم يكن بين الخالق و المخلوق فرق

فهذا قول أبي عبد الله (عليه السلام) و حجته على هشام فيما اعتل به هشام من المقال .

فكيف نكون قد أخذنا ذلك عن المعتزلة لولا قلة الدين .
قلت فإنهم يدعون أن الجماعة كانت تدين بالجبر و القول بالرؤية حتى نقل عن جماعة من المتأخرين منهم المعتزلة عنا ذلك .
فهل معنا رواية بخلاف ما ادعوه فقال:
هذا أيضا تخرص علينا كالأول .
ما دان أحد من أصحابنا قط بالجبر إلا أن يكون عاميا لا يعرف تأويل الأخبار أو شاذا عن جماعة الفقهاء
و النظار .
و الرواية في العدل و نفي الرؤية عن آل محمد (عليه السلام) أكثر من أن يقع عليها الإحصاء .

أخبرني أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي قال حدثنا أبو محمد قاسم بن جعفر بن يحيى المصري قال حدثنا أبو يوسف يعقوب بن علي عن أبيه عن حجاج بن عبد الله قال سمعت أبي يقول سمعت جعفر بن محمد (عليه السلام) و كان أفضل من رأيت من الشرفاء و العلماء و أهل الفضل و قد سئل عن أفعال العباد فقال كل ما وعد الله و توعد عليه فهو من أفعال العباد
و قال حدثني أبي عن أبيه عن الحسين (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في بعض كلامه إنما هي أعمالكم ترد إليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه

2- قلنا ان هناك خلاف بين الامامية فى مسالة الارادة لافعال العباد و لكن تبين انهم يفرقون بين المشيئة و الارادة
فمن نفى منهم الارادة لا ينفى المشيئة فلا خلاف بينهم على التحقيق
فعن يونس عن الرضا عليه السلام قال: قلت: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدّر وقضى, فقال: «لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدّر وقضى, قال: قلت: فما معنى شاء؟ قال: ابتداء الفعل, قلت فما معنى أراد؟ قال: الثبوت عليه"
فمشيئة الله سبحانه وتعالى تتعلق بمقدمات الفعل وأسبابه والدواعي إليه وحدود القدرة المفاضة إليه بشرائطه ودفع الموانع
اما الارادة فهى الثبوت على الفعل و طلبه ليرد و يتكون فى الواقع
و عليه فقول الحسين ع :شاء الله أن يراني قتيلاً وأن يراهنّ سبايا , لا تعنى نسبة القبيح لله تعالى كما توهمنا بل هناك فرق بين مشيئة الفعل بمعنى اتاحة المجال له و بين ارادته و طلبه و تكوينه
و هذه التفرقة الدقيقة بين المشيئة و الارادة مما يتفرد بها مذهب الامامية
3- تبين ايضا ان الخلاف فى قضية الوعيد لفظى اذ النزاع فى فاعل الكبيرة الذى لم يتب ,و هذا المصر تؤكد احاديث الامامية الصحيحة انه ليس مؤمنا و ليس اهلا للشفاعة
كما فى حديث الامام الكاظم :قال: " يا أبا أحمد! ما من مؤمن يرتكب ذنباً إلاّ ساءه ذلك وندم عليه، وقد قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): كفى بالندم توبةً. وقال: مَن سرّته حسنة وساءته سيّئة فهو مؤمن ; فمَن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن، ولم تجب له الشفاعة، وكان ظالماً، والله تعالى يقول: ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يُطاعُ )) ".

فقلت له: يا بن رسول الله! وكيف لا يكون مؤمناً مَن لم يندم على ذنب يرتكبه؟!

فقال: " يا أبا أحـمد! ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنّه سيعاقب عليها إلاّ نـدم على ما ارتكب، ومتى ندم كان تائباً مستحقّاً للشفاعـة، ومتى لم يندم عليها كان مصـرّاً، والمصـرّ لا يُغفر له ; لأنّه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب، ولو كان مؤمناً بالعقوبة لندم)انتهى
قال تعالى :

"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللهَ فَاستَغفَرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَن يَغفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلم يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُم يَعلَمُونَ. أُولَئِكَ جَزَاؤُهُم مَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم "

قال العلامة الطباطبائى فى الميزان :«وذلك لاَنَّ الاِصرار على الذنب يستوجب الاستهانة بأمر الله والتحقير لمقامه سواء كان الذنب المذكور من الصغائر أو الكبائر.."الميزان في تفسير القرآن، للطباطبائي 4: 21.

و روى الامامية عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام: «لا والله، لا يقبل الله شيئاً من طاعته مع الاِصرار على شيء من معاصيه».
و ارى ان قوله تعالى "وَإنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَة للنّاس عَلَى ظُلمِهِمْ" يدل على عدم صحة القطع بعدم المغفرة الا لمن نص الكتاب على استحالة المغفرة له اى المشرك

4-مسالة الامامة : بخصوص اتهامنا للامامية بالغلو لا ارى دقته فهم احتجوا بادلة قرانية و لهم عذرهم
ففى مسالة الولاية التكوينية يعتقدون ان النبى ص و الائمة عندهم اسم الله الاعظم
و ليسوا اقل قدرة من الذى عنده علم من الكتاب
و هذا ما لا ارى فيه غلوا و لا حجة اصلا على بطلانه
و ليس صحيحا ما قلناه ان حقيقة القران عند علمائهم اليوم هى اللوح المحفوظ فهو راى بعضهم
و هم يؤمنون بان الملائكة تنزل على الائمة فى ليلة القدر
و حجتهم قوله تعالى
حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
فالملائكة تنزل لاجل الارسال
اى يرسلها الله باوامره الى عبد من عباده
و بالتالى لا يرون ان الوحى خاص بالانبياء
و الواقع انه كذلك فمريم رات و كلمت الملائكة و كذلك زوجة ابراهيم ع و ليستا من الانبياء
بل ان الله يوحى الى النحل
و ليس دقيقا قولنا ان قدماءهم لم يثبتوا الوحى الى الائمة بل اثبته المفيد فى تصحيح الاعتقاد

ختاما فى مسالة الامامة اشير الى ان اهم محاور الخلاف فهم اية التطهير
فالامامية يقولون ان المراد بالثقل الاصغر اهل البيت (عترتى اهل بيتى ) و هو خاص فى اصحاب الكساء و من كان مثلهم فى العصمة اى افراد معصومون
اما الزيدية فيرى اغلبهم ان العصمة بعد اصحاب الكساء للمجموع

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

بشان احتجاج الامامية بليلة القدر لا يفوتنا ذكر قول العلامة الزمخشرى لاهميته فى البحث
قال رحمه الله :
قلت: { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مّن رَّبِّكَ } بم يتعلق؟ قلت: يجوز أن يكون بدلاً من قوله: { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } و { رَحْمَةً مّن رَّبّكَ } مفعولاً له، على معنى: إنا أنزلنا القرآن؛ لأنّ من شأننا إرسال الرسل بالكتب إلى عبادنا لأجل الرحمة عليهم، وأن يكون تعليلاً ليفرق. أو لقوله: { أَمْراً مِّنْ عِنْدِنآ } ورحمة: مفعولاً به، وقد وصف الرحمة بالإرسال كما وصفها به في قوله تعالى:
{ وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ }
[فاطر:2] أي يفصل في هذه الليلة كل أمر. أو تصدر الأوامر من عندنا؛ لأنّ من عادتنا أن نرسل رحمتنا. وفصل كل أمر من قسمة الأرزاق وغيرها من باب الرحمة؛ وكذلك الأوامر الصادرة من جهته عز وعلا؛ لأنّ الغرض في تكليف العباد تعريضهم للمنافع.انتهى

فالامامية يتمسكون هنا بالتعليل و هو ان علة تنزل الملائكة ان الله من شانه ارسال الرسل الى العباد بالاوامر الالهية الصادرة من جهته اى يرسل الملائكة الى الامام
فكيف يصح اذن تكفيرهم او تفسيقهم ؟

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

و فى مسالة الوعيد يقول الامام الناصر الاطروش عليه السلام :
إعلم هداك الله أن كل من عصى الله بكبائر معاصيه ، وأصر على ذلك فليس فعله ذلك إلا عن قلة يقين بوعيد الله واستخفاف بحرماته, وإنهم في شك من الجنة والنار ومما يدعوهم اليه مريب ، وذلك أن القلوب والأبدان والعقول مطبوعة على الحذر من قليل الآلام والأوجاع ، حتى إن الإنسان إذا صدع أوحم يوما فقيل له : احتم ودع الطعام والشراب أو الجماع ، وذلك فلذة الدنيا يجوع ويعطش جهده ، وترك لذاته جميعا حذرا من أن يزيد وجعه أويدوم ورجاء العافية, وهذه فلذات الدنيا التي بها يفتتن المفتتنون ، ولها تباع الآخرة، وتقطع الأرحام ويكتسب سوء الأحدوثة ويعبد أحدهم سلطانه الظالم بالطاعة له إذا خاف منه حبس يومين أوضرب عشر درر ، أوإرهاقا في خراج أو ازورار وجه عنه ، أوشدة حجاب ، اوكان منه رغبة في غرض من الأغراض فخاف فوات مارغب فيه ، ويدع عبادة ربه ، فلو كان هؤلاء الناس موقنين بالجنة والنار وماوعدالله وأوعد الأبرار والفجار, وصدقوا بقول الله سبحانه "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما
عزيزا في أخذه وتعذيبه أعداءه ، حكيما في تدبيره وتحقيق وعده ووعيده ـ لكانوا لايعصونه متعمدين ، ولايصرون على مايكره منها ، مستخفين بحرماته والله المستعان.
واعلم أنه لاإيمان لمن لاإيقان له ، ولاإيقان لمن يصر على معاصي خالقه قال الله سبحانه :"ألم ذلك الكتاب لاريب فيه" الى قوله "وأولئك هم المفلحون
وماالغالب على الناس في اصرارهم على معاصي الله إلا قلة اليقين ، وماالذي يظهر منهم من الإقرار بالشهادتين والصوم والصلاة إلا شيء قد تعودوه ، وحقنوا به دماءهم ، وماأتوا به من ذلك أيضا ، فليس يأتي على حقيقة إلا القليل ممن عصم الله وخافه. انتهى

فهو تاييد منه عليه السلام لما تقدم من كون الخلود فى النار للمصر على كبيرته الذى لا يندم عليها

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

فى افعال العباد رووا عن الصادق عليه السلام انها مخلوقة "خلق تقدير لا خلق تكوين "
و المراد عندهم ان الله تعالى يشاء افعال العباد و لكن لا يريدها
فهو تعالى يخلق الفعل بالقوة لا بالفعل و هو معنى المشيئة كما قال الامام الرضا :ابتداء الفعل
لكن تكوين و ارادة افعال العباد منهم لا من الله

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

للفائدة هذه تتمة فى مسالة الوعيد فانه لا يوجد نص قطعى على خلود الفاعل للكبيرة فى النار الا فى قاتل المؤمن
و البحث تفسيرى, و المسالة فرعية فالادلة فيها ليست قاطعة
يقول العلامة جعفر السبحانى
قوله سبحانه : ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَـلِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ )
ولا شكّ انّ الفاسق ممّن عصى الله ورسوله بترك الفرائض وإرتكاب المعاصي.

يلاحظ عليه : أنّ الموضوع ليس مطلق العصيان ، بل العصيان المنضم إليه
التعدّي عن حدود الله ، ومن المحتمل جدّاً أن يكون المراد من التعدّي ، رفض أحكامه سبحانه وعدم قبولها.

بل يمكن أن يقال : إنّ قوله ( وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ ) ظاهر في تعدّي جميع حدود الله وهذه صفة الكفّار ، فالآية خاصّة بهم لا بمرتكب الكبيرة. وأمّا المؤمن الفاسق فإنّما يتعدّى بعض الحدود
إِنَّ الْمـُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـلِدُونَ * لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَـهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ هُمُ الظَّـلِمِينَ ) بحجّة أنّ المجرم أعم من الكافر والمؤمن الفاسق ، وقد حكم عليه على وجه الاطلاق ، بالخلود في النار.

يلاحظ عليه : أنّ الآية واردة في حقّ الكفّار بشهادة سياقها ، قال سبحانه قبل هذه الآية : ( الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِـَايَـتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ * ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) ثم يقول ( إِنَّ الْمـُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـلِدُون ) فبحكم المقابلة مع قوله ( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) فالمقصود من المجرمين هو الكفّار
يقول سبحانه: (فَأَمَّا الَّذينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خالِدينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيد).

ففي هاتين الآيتين حكم عليهم بالخلود في النار، وللمفسرين حول هذه الآية كلمات لا سيما في الاستثناء الوارد في قوله: (إِلاّ ما شاءَ ربُّك)فمن أراد فليرجع إلى التفاسير، ولكن الأمر المهم هو انّ من عصى اللّه سبحانه ولو في معصية صغيرة فقد شقي، فللشقاء درجات كما أنّ الأشقياء أصناف، ولكن المراد في الآية ليس كلّ من شقي ولو بغير الكفر، وإنّما المراد من شقي لأجل كفره وعدم إيمانه، ويؤيده سياق الآيات، فقد جاء بعد هاتين الآيتين، قوله سبحانه: (فَلا تَكُ فِي مِرْيَة مِمّا يَعْبُدُ هؤلاءِ ما يَعْبُدُون إِلاّكما يَعْبُدُ آباؤُهمُ مِنْ قَبْلُ وَإِنّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوص).
فهذه الآية قرينة على أنّ المراد من الذين شقوا هم المشركون الذين يعبدون الأصنام دون اللّه سبحانه.

ويؤيد ذلك التفسير: انّه سبحانه فسر الأشقى في بعض الآيات بمن كذب وتولى، وقال: (فَأَنْذَرْتكُمْ ناراً تَلَظّى * لا يَصْلاَها إِلاّ الأَشْقى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى)



يقول سبحانه:(بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُون) .

فالمخلدون في النار في هذه الآية ذو سمتين:

السمة الأُولى: اقتراف السيئات.

السمة الثانية: الإصرار على ارتكابها على نحو تحيط بقلوبهم وأرواحهم ونفوسهم.

ومن الجدير بالذكر أنّ إحاطة الخطايا بالروح والنفس تُسفر عن انسداد طرق الهداية أمام القلوب والأرواح والأنفس، فلا يستجيب لنداء الأنبياء والرسل ومثل هذا يساوق الشرك والكفر.

والدليل على أنّ المراد ليس مطلق من اقترف الخطيئة، انّه سبحانه يعطف على قوله: (كسب سيئة) قوله: (وأحاطت به خطيئته)وبيّن بذلك أنّ هذا الإنسان صار لكثرة الذنوب والخطايا غاصّاً فيها لا يتأثر بهداية الهادين، ونصح الناصحين.

وبعبارة أُخرى: انّ الإنسان الغارق في الآثام و المعاصي ينزلق ـ رويداً رويداً ـ إلى هاوية الكفر والجحود بآيات اللّه ورسله، يقول سبحانه: (ثُمَّ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ أْساءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللّه)


يقول سبحانه: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاّبِالحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلقَ أَثاماً * يُضاعَفْ لَهُ العَذابُ يَومَ القِيامَةِ وَيَخْلُد فِيهِ مُهاناً).

والكلام في تعيين المشار إليه في قوله: (ومن يفعل ذلك) ، ففيه احتمالات ثلاثة:

أ. أي زنى.
ب. أشرك وقتل النفس المحترمة.

ج. أو اقترف المعاصي الثلاث.

والاحتمال الأوّل من البعد بمكان، إذ لو كان المراد مطلق من زنى، فما هو الوجه لمضاعفة العقاب الذي أُشير إليه بقوله: (يضاعف له العذاب) ، والاحتمال الثاني لا يوافق القواعد العربية إذ لا يصحّ أن يذكر المتكلم أُموراً ثلاثة ثمّ يشير إلى الأمرين الأُوليين بلا قرينة، فيتعين الاحتمال الثالث، أي من اقترف الأُمور الثلاثة، ويكون المراد من أشرك وقتل النفس المحترمة وارتكب الزنا.

وهذا مما لا خلاف فيه، لأنّ المشرك مخلد في النار، ويؤيد ذلك أمران:

أ. حكم عليه سبحانه بضعف العذاب، وهذا يناسب المشرك.

ب. استثنى في الآية التالية من تاب وآمن أي تاب من الشرك وآمن باللّه، فهذا دليل على أنّ المستثنى منه هو من لم يؤمن باللّه سبحانه، قال تعالى: (إِلاّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَنات وَكانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً).

وبما ذكرنا يتضح وجه مضاعفة العذاب، لأنّ الموضوع ليس هو مطلق المشرك بل المشرك الذي ضم إلى شركه في العقيدة، قبيحاً في العمل، وهو قتل النفس المحترمة وهتك الأعراض.
فالآية إنذار لمن يقترف المعاصي ويظن انّه لا يضر الإيمان، فانّ اقتراف المعاصي شيئاً فشيئاً بلا توبة وندم بينها ربما يؤول مصيره إلى الكفر وتكذيب آيات اللّه.

وممّا يؤكد ورود الآية (بَلى من كسب) في حقّ الكافرين ، الآية المتقدمة عليها، يقول سبحانه:

(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمّا كَتَبَتْ أَيدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمّا يَكْسِبُونَ)

فالآية تفسر أنّ المراد ( ممن كسب سيئة وأحاطت به خطيئته)، هم أحبار بني إسرائيل الذين يكتبون الكتاب بأيديهم لبيعه بثمن بخس، ( فويل لهم ممّا كتبت أيديهم وويل لهم ممّا يكسبون).

كما أنّ الآية المتأخرة واردة في حقّ المؤمنين،يقول سبحانه: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحات أُولئِكَ أَصحابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُون)

فبالمقابلة بين قوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا) في هذه الآية وقوله: (بَلى من كَسَبَ سَيِّئَة) في الآية المتقدمة يتضح انّ المراد هو الكافر والمؤمن، فالأوّل مخلّد في النار، والمؤمن مخلّد في الجنة.


، قال سبحانه:

(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاّ كَما يَقُومُ الَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ المَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّما البَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).

فالآية وإن كانت توعد مطلق آكل الربا بالخلود في النار ولكن قوله: (فمن عاد)قرينة على أنّ المراد من لا يؤمن بتحريم الربا ويكرر قوله:(إِنّما البيع مِثْل الرِّبا)ويترك قول اللّه سبحانه: (وَأَحَلَّ اللّه البَيْع وَحَرَّمَ الرِّبا) ، ومثل هذا هو ممن لا يؤمن بالتشريع السماوي والتقنين الإلهي

وأقصى ما يمكن أن يقال: إنّ خصوص قاتل المؤمن مخلّد في النار لا كل الفساق ومرتكبي الكبائر انتهى البحث

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“