بين الزيدية و الامامية

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

نعم سيدى الكريم الامر كما ذكرتم , و ياتيك المزيد باذن الله

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

الواقع المؤسف ان الامامية حذت حذو أهل الكتاب في تحديد العذاب ، بل تحديدهم أقرب لأنهم جعلوه أياماً معدودة بينما رفع الامامية العذاب عن فساقهم فلا تمسهم النار و لا يعذبون فى البرزخ , و هو اشنع من معتقد اليهود الذى ذمه القران ( لن تمسّنا النار إلا أياماً معدودة (
و هم بالطبع يصفون الفاسق منهم مؤمنا
اما اعتقاد الزيدية فيه فهو انه خارج من الايمان مستحق للخلود فى النار و لا يستحق الوعد بدخول الجنة
يقول الامام القاسم الرسى :
ويقول سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِه وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الِّذِينَ يَسْتَأْذِنُوكَ أُولئِكَ الِّذِينَ يُؤْمِنُونَ باللهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذنْ لِمَنْ شئتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيْمٌ ﴾ [النور:62]. واستئذانهم له، غير إقرارهم بالله وبرسوله، فأين ما قالوا في الايمان ووصفوا ؟! مما قال الله به إن أنصفوا !! والله يقول سبحانه: ﴿ لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَومِ الآخِر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين، إنَّما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون ﴾ [التوبة 44-45]. فالله يقول: لا يؤمنون بالله إن استأذنوا !! وهم يقولون: بلى إن أقروا فقد آمنوا !!

فأيُّ مجاهرة لله بخلاف، أو مقالة بغير حق في إسراف، أبْينُ على الله خلافا، أو في قولٍ بغير حق إسرافاً، من قول هذا مخرجه، وسبيلُ أهله في القول ومنهجُه ؟! أوَ ما سمعوا لقول الله تبارك وتعالى: ﴿ يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ﴾ [الأنفال:1]. يخبر سبحانه أنهم إن لم يطيعوا أمر رسوله ويقبلوه، ويفعلوا ما يأمرهم به أن يفعلوه، فليسوا مؤمنين به لا ولا بالله ربه، ولا برسل الله وكتبه.

أو ما سمعوا لقوله سبحانه: ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير ﴾ [الأنفال:41]. يقول سبحانه لمن شهد من المهاجرين والأنصار بدرا، وكان له ولرسوله من عدوهما منتصرا، إن كنتم بما وَ صفتُ آمنتم، فامضوا لما به أمرتم، فان لم تمضوه على ما نزلت من حكمه، فلستم بمستحقين لثواب الايمان ولا اسمه.

فأي حجة لمحتج أقوى، أو ضياءُ نورٍ أضوأ، فيما اختلفنا، ووصفوا وصفنا، مما تلونا جُمَلاً لا تأويلا، ووحيا أنزله الله تنزيلا.

فاسمع في ذلك يا بني عن الله تنزيلَ وحيِه، وما نَزَّل فيه صراحاً مكشوفا على نبيه، فإنه يقول: ﴿ وما أولئك بالمؤمنين ﴾ [النور:47]. فالله تبارك وتعالى يقول وما أولئك بالمؤمنين، وهم يقولون بلى إذا كانوا بالله وبما جاء من عنده مُقرِّين !! وإنما أخرجهم الله من الايمان بتولِّيهم، وبذلك نزل وحيه فيهم، وعليه عاتبهم لا على إنكار، ألا ترى أن قولهم آمنا قولُ إقرار، لم يدعهم إليه، ولم يعاتبهم فيه.))




المشروط ينتفى لانتفاء شرطه
يقول الحافظ ابن الوزير فى العواصم مع جلده فى مخالفة الوعيدية و هم اهله :
"اما قوله فى( بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان )
فلم يطلق ذلك بل شرطه بقوله "ان كنتم صادقين "و هذا الشرط لم يعلم حصوله بل اول الاية نص على عدمه
فكان لما نفى ما ادعوه من الايمان , قال وعلى صدقكم فى ذلك فالمنة لله فيكون المعنى كقوله
- (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ)

فلم يلزم ان لهم ايمانا مع قوله إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
كذلك لم يلزم ان يكون لهؤلاء الاعراب ايمان مع قوله ان كنتم صادقين ) انتهى
و هو اقرار مهم منه
و مثله فى خطاب المؤمنين شرط سبحانه صحة ايمانهم بان يذروا الربا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"

و قال تعالى :"فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين "
فنسب القتل اليهم و نفى ايمانهم

و قال تعالى :
"وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ"

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ"
و على الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ"

فالعمل ملازم للايمان . و الفاسق ليس مؤمنا بادلة الكتاب
قال سبحانه "بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ "
آخر تعديل بواسطة القاسمى في الخميس أغسطس 19, 2010 6:56 pm، تم التعديل 4 مرات في المجمل.

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

نضيف انه قد دلت النصوص على ان الفاسق كافر كفر نعمة فيتنع ان يكون مؤمنا
يقول الامام الناصر الاطروش - الذى يدعى بعض الامامية انه منهم - فى كتابه البساط :
وهذا بعض ماسمى الله به العاصي كافرا في محكم القرآن قال جل ذكره في البقرة :﴿واتبعوا ماتتلوا الشياطين على ملك سليمان وماكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر﴾ الآية فسمى السحر كفرا, وتعلمه كفرا.
وقال سبحانه :﴿الذين يأكلون الربا لايقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ماسلف وأمره الى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لايحب كل كفار أثيم﴾ فأعلم جل ذكره أن أكل الربا كفر وهذا فمخاطبة لمن يدعي الإيمان ويصفه ، ألا تسمع الى قوله بعد ذلك :﴿ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله﴾ الآية فمن آذنه الله بحرب منه ومن رسوله على فعل فعله فذلك الفعل كفر غير شك, وقد أعلم جل ذكره في أول الآيات أن من عاد إلى أكل الربا بعد الموعظة والنهي عنه والحظر :﴿فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾ والله ورسوله لم ينهيا من هو مصر على الكفر والشرك عن أكل الربا ، وإنما نهيا من آمن وأقر بهما, وسلم لأمرهما ، وخاطب جل ذكره أهل ادعاء الإيمان في البقرة فقال:﴿ياأيها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى﴾ الى قوله :﴿والله لايهدي القوم الكافرين﴾ فأعلم أن عصيانهم إياه فيما أمر به ونهاهم عنه كفر وأنهم كافرون ، ولايهديهم الله إن فعلوا ذلك.
وقال سبحانه مخاطبا أهل ادعاء الإيمان :﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لايحب الكافرين﴾ .
وقال عزوجل في آل عمران :﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين﴾ معنى ذلك من ترك مافرضته عليه من الحج وعصاني فإني غني عنه ، فجعله بترك طاعته كافرا ، وقد قال بعض من يروم اطفاء نور الله : معنى من كفر : من جحدني وأشرك بي, وليس ذلك مشبها لمقتضى الآية ؛ لأنه سبحانه أمر بفرض من فرائضه قوما يقرون ويؤمنون بوحدانيته ، ويصدقون رسوله ، ثم قال على إثر ذلك الفرض :﴿ومن كفر فإن الله غني العالمين﴾ فمعنى ذلك: فمن ترك ماأمرت فكفر بتركه إياه فإني غني عنه.
وقال سبحانه في آل عمران :﴿ياأيها الذين آمنوا لاتأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين﴾ فهذه مخاطبة لأهل ادعاء الإيمان المقرين به وبرسوله ، في أكل الربا المحرم عليهم ، ومحال أن يعذب بالنار التي أعدها للكافرين إلا الكافرين.
وفرض الله سبحانه على المسلمين فرائض في دينهم وأحكاما في نسائهم فقال:﴿واللاتي تخافون نشوزهن فعضوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا..﴾ ثم قضى بعد ذلك وفرض وأمر الى قوله :﴿الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ماآتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا﴾ .
وقال جل ذكره مخاطبا للمسلمين بعد أن أمرهم في نسائهم بما فرضه عليهم :﴿ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا﴾ الى قوله:﴿ وكان الله غنيا حميدا﴾ معنى ذلك أنه غني عن طاعتكم إن عصيتم وأنتم المحتاجون الى طاعته التي قد كفرتم بترككم إياها.
وقال عزوجل :﴿لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم﴾ الى قوله :﴿ولكن كثيرا منهم فاسقون﴾ فأعلم أن كفرهم كان بعصيانهم له واعتدائهم وتركهم طاعته وإنما قص علينا قصصهم لأن حكمنا عنده في ذلك حكمهم.
وقال سبحانه في سورة بني اسرائيل لخيرته من خلقه وصفيه من العالمين :﴿وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولاتبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا﴾ وإذا حكم عزوجل مثل هذا الحكم لخيرته من خلقه عليه السلام فأعلمه أنه إن بذر حرج وأثم ، وأن من بذر أخ الشيطان كافر مثله ، فما يكون حال غيره إذا عصاه.
وقال في سورة المائدة مالايقع فيه تأويل لأحد من المسلمين :﴿فلا تخشوا الناس واخشون ﴾ يعني بالناس اهل مكة ثم قال: ﴿ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون﴾ وقال لليهود :﴿ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون﴾ وقال للنصارى :﴿ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون﴾ فدل في هؤلاء الآيات على أن الفسق والظلم كفر وخص المسلمين بأن جعل لهم اسم الكفر المصرح على عصيانهم.
قال : حدثنا بشر ، قال: حدثنا وكيع ، قال: حدثنا زكريا وسفيان عن جابر عن عامر قال:(نزلت الكافرون في المسلمين, والظالمون في اليهود ، والفاسقون في النصارى) ولم أرد بذكري هذا الحديث عن عامر إلا لأن من يخالف الله ويخالفنا ـ عن عامر وأصحابه وأضرابه أحسن قبولا.
وقال جل ذكره في الروم :﴿من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون﴾ فدل بأن كفرهم بعملهم الطالح الذي هو ضد العمل الصالح.
وقال سبحانه في سورة لقمان :﴿ومن كفر فلا يحزنك كفره الينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور﴾ فأخبر أن كفرهم بأعمالهم.
وقال عزوجل في الظهار الذي هو حكم المسلمين ومافرض عليهم في ذلك بعد مافرض عليهم من العتق والصيام والصدقة :﴿وتلك حدود الله وللكافرين عذاب اليم﴾ معنى ذلك : وللتاركين مافرضت عذاب أليم.
ومثل هذا في القرآن كثير لمن يتبعه ، فإنما ذكرت منه ماحضر ذكره مما فيه كفاية لمن نصح نفسه ولم يوطئها العشوة, ويغرها إن شاء الله.

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

مع الشيخ السبحانى
تناول الشيخ السبحانى بعض ادلة الوعيدية - فى الجزء الثالث من بحوثه فى الملل -و نعلق باختصار على كلامه :
: قوله سبحانه: (وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا وَ غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)(النساء/93).
قال : يلاحظ عليه أوّلاً : أنّ دلالة الآية بالاطلاق، فكما خرج منه القاتل الكافر إذا أسلم، والمسلم القاتل إذا تاب، فليكن كذلك من مات بلا توبة ولكن اقتضت الحكمة الالهيّة أن يتفضّل عليه بالعفو. فليس التّخصيص أمراً مشكلاً.
وثانياً: إنّ المحتمل أن يكون المراد القاتل المستحلّ لقتل المؤمن، أو قتله لإيمانه. وهذا غير بعيد لمن لاحظ سياق الآيات.
لاحظ قوله سبحانه: (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَ يَأْمَنُوا قَومَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إلى الفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَ يُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَ يَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَ أُولئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً)(النساء/91).
ثمّ ذكر سبحانه بعد هذه الآية حكم قتل المؤمن خطأً و تعمّداً، وفي ضوء هذا يمكن أن يستظهر أنّ الآية ناظرة إلى القتل العمديّ الّذي يقوم به القاتل لعداء دينيّ لاغير، فيكون ناظراً إلى غير المسلم.

التعليق :
ان الايةخطاب للمسلمين : ] وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ ... * إلى قوله تعالى : ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً [
فالقول بانها فى القاتل للمؤمن لعداء دينى باطل
و اخراج القاتل غير التائب تحريف للاية يجعل الوعيد فيها بلا قيمة
و تخصيصها لا موجب به إلا الوعد على أعمالهم، وقد تبين من كتاب الله أنها تبطل وتضمحل، اضافة الى ان الكبائر تخرج من الايمان كما سبق

و كما يقول الامام المؤيدى رحمه الله :
فقد نص نصوصاً بينة جلية على إحباط أعمال المؤمنين إن ارتكبوا معاصي غير مخرجة من الملة قطعاً، وإذا كانت تحبط أعمالهم بالمن والأذى ورفع الصوت فما بالك بما فوقها من مجاوزة الحدود والاعتداء؟! بل شبههم اللّه تعالى بالخارجين عن الملة بقوله عز وجل: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا)) [البقره:264] إلى قوله: ((وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) [البقره:264] وإذا حبطت أعمالهم دل على تخصيص آي الوعد التي فيها عدم ضياع أعمالهم، وعدم كفران سعيهم وكَتْبِها لهم.
الى ان قال :
الوعد معلق على الوصف بالإيمان والعمل الصالح، وقد خرجوا عن الإيمان بعد الكبير من العصيان لقيام الأدلة المحكمة الأساس المبرمة الأمراس على أن الإيمان: الإتيان بالواجبات واجتناب المقبحات من أمثاله قوله عز وجل: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ..)) [الأنفال:2] الخ، ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ..)) [المؤمنون:1] الخ، كما قرر الاستدلال بها أئمة الآل صلوات اللّه عليهم حملة المعقول والمنقول منهم نجم آل الرسول وشيخ أسباط الوصي والبتول أبو محمد القاسم بن إبراهيم عليه وعلى سلفه وخلفه أفضل الصلاة والتسليم.

و اضاف الامام :
نعم وإذا خرجوا عنه- اى الايمان - بطل ماعُلق عليه وعُلل به من الوعد بالجنان، وأما محاولة الإخراج والتخصيص بتقدير مالم يدل عليه دليل ولاينتهج إليه سبيل فإنه بلا ريب تحريف وتبديل لاسيما بجعل الخطاب على غير ماعلق عليه أو مقترناً بمالم ينسق إليه حتى يصير غير متلائم نظمه ولامتناسب حكمه، فحاشا كلام الحكيم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه، أو بأن يصير إلى القول بالخروج من النار الذي قد حكاه وأبطله العزيز الجبار، وحكم جل جلاله على كل من كسب سيئة وأحاطت به خطيئاته على رغم آناف اليهود وغيرهم من أهل الزيغ والعنود.
(مجمع الفوائد )
آخر تعديل بواسطة القاسمى في الخميس أغسطس 19, 2010 6:57 pm، تم التعديل مرة واحدة.

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

سيدي القاسمي وفقكم الله وسدد خطاكم
بارك الله فيكم وزادكم الله علما وفهما ونحن بانتظار المزيد من النظرات حتى نستفيد منكم ومن علمكم
ومن المتابعين ....
خالص الود والتحايا
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

شكرا لكم سيدى الكريم و الله المستعان

لن نذل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 862
اشترك في: السبت مايو 28, 2005 9:16 pm

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة لن نذل »

سأجعل قلبي قدساً، تغسله عبراتي، تطهره حرارة آهاتي، تحييه مناجاة ألآمي، سامحتك قبل أن تؤذيني، وأحبك بعد تعذيبي..

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

شكرا اخى لاضافتك الثرية

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

ا احتج السبحانى على مذهبه بايتين :
1-( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ المَثُلاتُ وَإنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَة للنّاس عَلَى ظُلمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ العِقَابِ ) ( الرعد / 6 ).
قال : والّذي يدلّ على أنّ الحكم عامّ للتّائب و غيره هو التّعبير بلفظ « الناس » مكان « المؤمنين ». فلو كان المراد هو التّائب لكان المناسب أن يقول سبحانه: « وإنّ ربّك لذو مغفرة للمؤمنين على ظلمهم » مكان قوله للناس. وهذا يدلّ على أنّ الحكم عامّ يعمّ التائب و غيره.
وفي الختام ، إنّ الآية تعد المغفرة للنّاس ولا تذكر حدودها و شرائطها ، فلا يصحّ عند العقل الاعتماد على هذا الوعد و ارتكاب الكبائر. فإنّه وعد إجماليّ غير مبيّن من حيث الشّروط و القيود.
التعليق :
ان الاية جمعت بين الوعد و الوعيد و مثلها قوله تعالى
{ فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ }
فعلى فرض ان الحكم عام لمكان لفظ " الناس "فانه يخرج منه الكافر غير التائب المستحق للوعيد
و كلك يخرج منه الفاسق غير التائب للادلة على ذلك فيكون المراد مغفرة السيئات المكفرة لمجتنب الكبائر. أو الكبائر بشرط التوبة. أو يريد بالمغفرة الستر والإمهال
و الاية تتضمن وعدا غير مبين من القيد لكن دل على القيد ايات كثيرة كما اوضحنا تدل على ان الفاسق ليس مؤمنا و تتوعده بالخلود فى النار
و منها قوله تعالى
((وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا)) [الفرقان:68-69]

يقول الامام المؤيدى
( ولو كان المراد بالزاني الكافر، لكان ذكر الزنا والقتل لامعنى له لأن الوعيد على الكفر، ولكان بمثابة من قال: من أشرك بالله وشرب الماء أو عصى معصية صغيرة فهو خالد في النار.
وعلى الجملة فالقول بالخروج من النار هو مذهب اليهود الذين رد الله عليهم في كتابه حيث قالوا: ((وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {80} بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) [البقره:80-81] وقال تعالى: ((لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا)) [النساء:123])

كما ان الكتاب العزيز مشحون بالنصوص على ان الجزاء على الاعمال بخلاف شان الفضل و العوض

"أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى 36 وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى 37 أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى 38 وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى 39 وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى 40 ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفى" النجم

"وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ 49 سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ 50 لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 51 هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ 52 ابراهيم

و قوله تعالى فى ايات كثيرة " هل تجزون الا ما كنتم تعملون "

و الجنة قد تدخل بفضل كمثل الاطفال و المجانين , و قد تستحق عوضا عن الالام

اما ما هو من التكليف الذى يقصد به الجزاء فانما هو بالعمل , و لا يرد عليه قوله تعالى "قل بفضل الله و برحمته .."لانه معلوم فلولا اقدار الله و الطافه و توفيقه و هدايته ما حصل شىء و لكنه امر زائد على التكليف

و الواقع ان الحوار فى هذه المسالة اما مع من يقر بدخول الفساق النار لكن لا يخلدون فيها و هى عقيدة اليهود التى حكاها القران و ذمهم عليها – و هو معتقد اهل السنة – و اما مع اصحاب السبحانى و مقالتهم ان الفاسق الامامى لا يعذب فى الاخرة و هو ضد كلام الله فى كتابه فالقران مشحون بنصوص الوعيد للفساق
إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"

وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ

إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

2-و احتج السبحانى بقول تعالى
قوله سبحانه: ( إِنَّ اللّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَ مَنْ يُشْرِك بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً ) ( النساء / 48 ).
و نقول كما قال الامام زيد صلوات الله عليه فى كتاب الايمان :
"قول اللّه تعالى: ﴿إِنَّ اللّه لاَيغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُوْنَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾، إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين، فلو أراد اللّه أن يغفر لأهل القبلة، أنزل: ﴿إِنَّ اللّه لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُوْنَ ذَلِكَ﴾ ولم يستثن لمن يشاء.
وسأبين لمن ضل عن هذه الآية كيف تفسيرها: إن قول اللّه جل وعلا: ﴿وَيَغْفِرُ مَا دُوْنَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ الذين يشاء لهم المغفرة [هم] الذين أنزل فيهم: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوْا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سِيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَريْماً﴾[النساء: 31].
فمن وعد اللّهُ من أهل القبلة النارَ بكبيرة أتاها فإن اللّه تعالىقال: ﴿إِنَّ اللّه لاَ يُخْلِفُ الْمِيْعَادَ﴾[الرعد: 31]، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا﴾[مريم:61]، وقال تعالى: ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيْدِ﴾[ق: 29]."


احاديث من كتبهم تخالف مذهبهم:

قال الكليني في الكافي:2/40:

محمد بن الحسن ، عن بعض أصحابنا ، عن الأشعث بن محمد ، عن محمد بن حفص بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وسأله رجل عن قول المرجئة في الكفر والإيمان ، وقال إنهم يحتجون علينا ويقولون كما أن الكافر عندنا هو الكافر عند الله ، فكذلك نجد المؤمن إذا أقر بإيمانه أنه عند الله مؤمن ! فقال: سبحان الله وكيف يستوي هذان ؟! والكفر إقرارٌ من العبد ، فلا يكلف بعد إقراره ببينة ، والإيمان دعوى لا يجوز إلا ببينة ، وبينته عمله ونيته ، فإذا اتفقا فالعبد عند الله مؤمن. والكفر موجود بكل جهة من هذه الجهات الثلاث من نية أو قول أو عمل ، والأحكام تجري على القول والعمل، فما أكثر من يشهد له المؤمنون بالإيمان ويجري عليه أحكام المؤمنين وهو عند الله كافر ، وقد أصاب من أجرى عليه أحكام المؤمنين بظاهر قوله وعمله .


و فى كتاب من لا يحضره الفقيه:4/17:
قال عليه السلام : يقول الله عزوجل: حرَّمت الجنة على المنان والبخيل والقتات ، وهو النمام.
و فى باب ذكر جمل من مناهي النبي صلى الله عليه وآله :
(ونهى عن التصاوير وقال: من صور صورة كلفه الله يوم القيامة ان ينفخ فيها وليس بنافخ
وقال عليه السلام: من ولى جائرا على جور كان قرين هامان في جهنم.
وقال عليه السلام: من ظلم اجيرا اجره احبط الله عمله وحرم عليه ريح الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام
وقال عليه السلام: من شهد شهادة زور على احد من الناس علق بلسانه مع المنافقين في الدرك الاسفل من النار، ومن اشترى خيانة وهو يعلم فهو كالذى خانها.)

قال سبحانه :


(لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ...)

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

الامامة

الامامة عند اغلب متاخرى الامامية ليست ادارة و هداية المجتمع فحسب بل ادارة الكون و يتصل به تلقى الوحى فى ليلة القدر
و ليس الامام قائما مكان النبى ص فحسب بل قائم مقام الله
و هى عقائد لم يكن يؤمن بها سلفهم كالمفيدو ابن بابويه و المرتضى

تعريف الامامة عند قدمائهم :
قال السيد المرتضى رحمة الله(الإمامة رياسة عامة في الدين بالأصالة لا بالنيابة عمّن هو في دار التكليف)
رسائل الشريف المرتضى, ج2ص 264.
قال العلامة الحلي: (الإمامة رياسة عامة في أمور الدنيا والدين لشخص من الأشخاص عن النبي صلي الله عليه وآله )
النافع يوم الحشر، في شرح الباب الحادي عشر: 66

فالمعنى انها قيادة دينية و سياسية للمجتمع
ويُقصد بقيد «الاصالة» فى تعريف الشريف ان الاِمامة من قبل الباري عزّ وجلّ ،اى باختياره تعالى

تعريفها عند المتاخرين :

قال السيد محسن الخرازي في شرحه على عقائد المظفر ص275:
"ولا يذهب عليك أن جمهور العامة فسروها بما اعتقدوها في الإمامة من الخلافة الظاهرية والإمارة، وقالوا إن الإمامة عند الأشاعرة هي خلافة الرسول في إقامة الدين وحفظ حوزة الملة بحيث يجب اتباعه على كافة الأمة، ومن المعلوم أن مرادهم منها هي الخلافة الظاهرية التي هي إقامة غير النبي مكانه في إقامة العدل وحفظ المجتمع الإسلامي، ولو لم ينصبه النبي r للخلافة بإذنه تعالى."اهـ

وأما عن تعريفها، فقد قال الخرازي في ص276:
"الإمامة عند الشيعة هي الخلافة الكلية الإلهية التي من آثارها ولايتهم التشريعية التي منها الإمارة والخلافة الظاهرية لأن ارتقاء الإمام إلى المقامات الإلهية المعنوية يوجب أن يكون زعيماً سياسياً لإدارة المجتمع الإسلامي أيضا، فالإمام هو الإنسان الكامل الإلهي العالم بجميع ما يحتاج إليه الناس في تعيين مصالحهم ومضارهم، الأمين على أحكام الله تعالى وأسراره، المعصوم من الذنوب والخطايا، المرتبط بالمبدأ الأعلى، الصراط المستقيم، الحجة على عباده، المفترض طاعته اللائق لاقتداء العام به والتبعية عنه الحافظ لدين الله، المرجع العلمي لحل المعضلات والاختلافات وتفسير المجملات، الزعيم السياسي والاجتماعي، الهادي للنفوس إلى درجاتها اللائقة بهم من الكمالات المعنوية الوسيط في نيل الفيض من المبدأ الأعلى إلى الخلق، وغير ذلك من شؤون الإمامة."اهـ

فالامامة هى الخلافة الكلية الالهية اى ان الامام يخلف الله فى القيام بكل وظائفه تعالى
و يحتجون على ذلك بايات استخلاف ادم

يقول الشيخ محمد السند
(الاستخلاف الوارد في القرآن على نحوين: استخلاف عام لنوع البشر والهدف منه إعمار الأرض والعالم الكوني، والثاني استخلاف خاص وهو خلافة الاصطفاء وهي المقصودة هنا وذلك لأن الحق تعالى قد ربط هذا الاستخلاف بالعلم اللدني المحيط، ومثل هذا العلم ليس لدى نوع البشر بل لدى فئة خاصة منتخبة من البشر، ولكن هذا لا يعني الاختصاص بآدم بل قد يعم فئة من بني البشر، نعم هو لا يعم كل البشر.

والفارق بين الاستخلاف والنيابة والوكالة، أن هذه العناوين تقتضي وجود طرفين أحدهما يتولى عن الآخر الفعل والعمل إلا أن دائرة التولي إذا كانت محدودة فتسمى وكالة ويتبع ذلك ضيق صلاحيات الطرف، وإذا اتسعت تسمى نيابة وتزداد صلاحيات الطرف، وإذا اتسعت أكثر تسمى ولاية، وإذا ازداد اتساعها تسمى خلافة و هي قيام شخص مقام آخر، فيقال خلف فلان فلانا أي حل محله، غاية الامر أنه في عالم الممكنات تكون بدلا عن فقد أي بعد فقد المستخلف في ذلك المقام، أما عندما تكون الخلافة عن الواجب فلا تكون عن فقد بل بنحو الطولية، فالله مالك الملك في السماوات والارض فهو يملك ويُقْدِر الملائكة على شيء، ولا هو فاقد للقدرة بل في عين تملكهم واقدارهم يكون مالكا وقادرا، فهذا الاستخلاف ليس هو التفويض الباطل بل هو اقدار وتمكين من دون تجاف وفقد.

فالمستخلف هو الله عز وجل والخليفة يكون هو الرابطة التكوينية بين الذات الأزلية ومورد الاستخلاف، نظير الافعال الاختيارية التي يقدم بها الفاعل المختار المخلوق فإنها إقدار وتمكين من مالك الملوك واستخلاف فيها من دون عزلة ولا إنحسار لقدرة واجب الوجود.

وأخيرا فإن عنوان الخليفة غير عنوان النبوة والرسالة بل يكون أهم شأنا منها لأنه يقوم مقام الله ويخلف الله بخلاف العنوانين.))
الامامة الالهية 1/312
اى ان الامام حل محل الله سبحانه لكن بنحو الطولية اى يقوم بكل وظائف الله
و لا نشك و كذلك بعض الامامية كالسيد فضل الله ان هذا غلو فى الائمة عليهم السلام
و السلفية غير المنصفين يعتبرونه كفرا و شركا
لكن الحق انهم نجوا من ذلك بقولهم ان تلك الخلافة اقدار من الله , اى الامام فى اعتقادهم ليس مستقلا عن مدد القدرة الالهية
لكن كما سبق فان الغلو لا ينحصر فى تاليه الائمة
و هذا التعريف للامامة يضع الائمة فى غير الموضع الذي وضعهم له الدين
ايات الاستخلاف :

ان حمل اللفظ على حقيقته لا يلزم منه انها خلافة لله تعالى ، بل يراد من الخليفة معناه الحقيقي إذا صح أن الأرض كانت معمورة من قبلُ بطائفة من المخلوقات
و قد يراد من الخليفة هنا المعنى المجازي وهو الذي يتولى عملاً يريده المستخلِف مثل الوكيل والوصي، أي جاعل في الأرض مدبراً يعمل ما نريده في الأرض فهو استعارة أو مجاز مرسل
فالخليفة آدم و خلافته قيامه بتنفيذ مراد الله تعالى من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي وتلقينُ ذريته مراد الله تعالى من هذا العالم الأرضي، و الاية تدل من هذا الوجه على حاجة البشر إلى إقامة خليفة لتنفيذ الفصل بين الناس في منازعاتهم إذ لا يستقيم نظام يجمع البشر بدون ذلك

و نعرج الى تفاسير سلف الامامية
قال الطبرسى :
{ إني جاعل } أي خالق { في الأرض خليفة } أراد بالخليفة آدم (ع) فهو خليفة الله في أرضه يحكم بالحق إلا أنه تعالى كان أعلم ملائكته أنه يكون من ذريته من يفسد فيها عن ابن عباس وابن مسعود وقيل إنما سمى الله تعالى آدم خليفة لأنه جعل آدم وذريته خلفاء للملائكة لأن الملائكة كانوا من سكان الأرض. وقيل كان في الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء فأهلكوا فجعل آدم وذريته بدلهم عن ابن عباس. وقيل عنى بالخليفة ولد آدم يخلف بعضهم بعضاً وهم خلفوا أباهم آدم في إقامة الحق وعمارة الأرض عن الحسن البصري, وقيل أراد بالأرض مكة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

{ إني جاعل } أي خالق { في الأرض خليفة } أراد بالخليفة آدم (ع) فهو خليفة الله في أرضه يحكم بالحق إلا أنه تعالى كان أعلم ملائكته أنه يكون من ذريته من يفسد فيها عن ابن عباس وابن مسعود وقيل إنما سمى الله تعالى آدم خليفة لأنه جعل آدم وذريته خلفاء للملائكة لأن الملائكة كانوا من سكان الأرض. وقيل كان في الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء فأهلكوا فجعل آدم وذريته بدلهم عن ابن عباس. وقيل عنى بالخليفة ولد آدم يخلف بعضهم بعضاً وهم خلفوا أباهم آدم في إقامة الحق وعمارة الأرض عن الحسن البصري, وقيل أراد بالأرض مكة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" دحيت الأرض من مكة " ولذلك سميت أم القرى وروي أن قبر نوح وهود وصالح وشعيب بين زمزم والركن والمقام والظاهر أنها الأرض المعروفة وهو الصحيح ))

و فى التبيان لشيخ الطائفة :
والخليقة: الفعيلة من قولهم: خلف فلان فلاناً في هذا الأمر: اذا قام مقامه فيه بعده، لقوله تعالى:
{ ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون }
يعني بذلك: أبدلكم في الأرض منهم، فجعلكم خلفاً في الأرض من بعدهم. وسمي الخليفة خليفة من ذلك، لأنه خلف من كان قيله، فقام مقامه. الخلف ـ بتحريك اللام ـ يقال: فيمن كان صالحاً ـ وبتسكين اللام ـ اذا كان طالحاً. قال الله تعالى { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة } وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ينقل هذا العلم من كل خلف عدوله وقال قوم: سمى الله تعالى آدم خليفة، لأنه جعل آدم وذريته خلفاء الملائكة، لأن الملائكة كانوا سكان الأرض. وقال ابن عباس: انه كان في الأرض الجن، فافسدوا فيها، وسفكوا الدماء، فاهلكوا، فجعل الله آدم وذريته بدلهم. وقال الحسن البصري: إنما أراد بذلك قوماً يخلف بعضهم بعضاً من ولد آدم الذين يخلفون أباهم آدم في إقامة الحق وعمارة الأرض. وقال ابن مسعود: أراد أني جاعل في الأرض خليفة يخلفني في الحكم بين الخلق، وهو آدم، ومن قام مقامه من ولده.)

فها انت ترى الا اثر و لا عين لعقائد متاخرى الامامية فى تفاسير سلفهم

و فى تفسير الصافى للكاشانى :
{ إنّي جاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً } بَدَلاً منكم ورافعكم منها فاشتد ذلك عليهم لأن العبادة عند رجوعهم إلى السماء تكون أثقل عليهم.

وفي رواية خليفة تكون حجّة لي في أرضي على خلقي )

فخليفة الله هو من يحتج به الله على العباد , و قد روى الامام الهادى صلوات الله عيه خبرا فى هذا المعنى :
مَنْ أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذرّيتي فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة كتابه، وخليفة رسوله ».درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية (ص 48).

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

- الولاية التكوينية و حقيقة القران

يرتبط ما سبق بعقيدة الولاية التكوينية التى يؤمن بها اغلب متاخرى الامامية
و عقيدتهم تلك مرتبطة بتصور جديد لحقيقة القران لم يعرفه ايضا اسلافهم
فقد استدلوا عليها بقوله تعالى : ((وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ))/(الرعد 43)، وذلك أن الآية نزلت في أمير المؤمنين (ع)، فهو بمقتضى هذه الآية يعلم الكتاب كله، وهذا الكتاب هو الكتاب التكويني، وذلك بضم هذه الآية إلى آية أخرى في سورة (النمل) الآية 40: ((قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ))، فمن كان عنده العلم، كان قادراً على نقل عرش بلقيس، و المقصود بالكتا ب فى الموردين الكتاب التكوينى
راجع على سبيل المثال "الراسخون فى العلم " للسيد كمال الحيدرى /119-123
و الواقع ان التسوية بين معنى الكتاب في الموردين، بل وفي غيرها غير صحيح، يقول اللّه سبحانه وتعالى: ((وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنْ الأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ*وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ*وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ*يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))/(الرعد: 36-39).
فالكتاب ورد في هذه الآيات تارة بمعنى جنس الكتاب المنزل من اللّه عزّ وجلّ كما في المنزل إلى موسى وعيسى (ع)، وأخرى بمعنى الحكم المقضي المكتوب كما في قوله تعالى (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)، وثالثة بمعنى اللوح المحفوظ.
وعليه فالمعنى ليس واحداً بالضرورة لمجرد ان يكون المصدر واحداً والمتكلم واحداً
والكتاب في قوله تعالى: ((قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)) هو القرآن الكريم، والمعنى أن من تحمل هذا الكتاب وتحقق بعلمه واختص به فإنه يشهد على أنه من عند اللّه( ).
وعليه ""فالمقصود ب(من عنده علم الكتاب) هم العالمون بمحتوى القرآن الكريم كما يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي"").

اما ما يقوله كبار علماء الامامية اليوم فهو ان حقيقة القران هى اللوح المحفوظ

يقول الشيخ محمد سندفى كتابه الامامة الالهية 3/101-104

نـعـوت
حقيقة الكتاب وهي روح القدس
منها: قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الاَْرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الاَْمْرُ جَمِيعًا}(1)، فوصف القرآن بأنّه يسيّر به الجبال وتقطّع به الأرض ويُحيى به الموتى، ومن الواضح أنّ هذه الخواص ليست للكتابة المنقوشة التي هي بين الدفّتين للمصحف المقدّس، بل هي لحقيقة القرآن الموجودة في الغيب وهي روح القدس.
ومنها: قوله تعالى: {يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}()، ومن الواضح أنّ لوح المحو والإثبات وما فوقه من أُمّ الكتاب ليس في المصحف الورقي، بل هو في نشأة الغيب.
ومنها: قوله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَل لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الاَْمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ})، ومن الواضح أنّ المصحف المقدّس المنقوش بين الدفّتين لو وُضع على جبل ما رأيناه ينهدّ متصدّعاً، إذن، المراد بذلك هو نزول روح القدس على ملكوت الجبل; لأنّ لكلّ شيء ملكوت كما قال تعالى: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْء}()، فملكوت الجبل ليست له تلك القابلية والظرفية لنزول روح القدس عليه، بل لم تكن تلك القابلية في الأنبياء أُولي العزم كما تقدّمت الإشارة إليه، بل هي خاصّة بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المطهّرين، كما سيأتي بيان ذلك.
ومنها: قوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْء وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}()، ومن الواضح أنّ تبيان كلّ شيء ليس في ظاهر المصحف المنزّل، وإنّما في الكتاب المبين في النشأة الغيبية أي روح القدس، ومن ثمّ تكرّر التعيير المشابه للوصف في سورة النحل وفي سورة الشورى، ونظير هذا الوصف في قوله تعالى: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّة فِي الاَْرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين})، فذكر أنّ فيه كلّ مغيّبات السماء والأرض وتقدير الحوادث، كما ذكر ذلك في سورة القدر والدخان، ونظيره قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الاَْرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَاب مُبِين}()، وقوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَة فِي السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين}()، وقوله تعالى: {عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّة فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الاَْرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين)، وكذلك قوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي
ومنها: وصفه بالكنّ والمجد، كقوله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَاب مَكْنُون}()، وقوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْح مَحْفُوظ}()، فوصف الكرامة قريب من وصف المجد، ووصف المكنون قريب من وصف المحفوظ، ومعنى اللوح قريب من الكتاب.
من ثمّ وصف أيضاً {لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}() أي لا يصل إليه إلاّ من طهّره الله، لا المتطهّر بالوضوء والغسل. ومن ثمّ وصف أيضاً بتنزيل من ربّ العالمين أي له وجود علوي.

التعليق :
اما الاية الاولى فيقول الطبرسى الامامى فى تفسيره :
{ قل } يا محمد { هو ربي } أي الرحمن الذي أنكرتموه ربي أي خالقي ومدبري { لا إله إلا هو عليه توكلت } أي إليه فوضت أمري متمسكاً بطاعته راضياً بحكمه { وإليه متاب } أي مرجعي وقيل معناه إلى الرحمن توبتي { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال } أي جعل به الجبال سائرة فأذهبت من مواضعها وقلعت من أماكنها { أو قطعت به الأرض } أي شققت فجعلت أنهاراً وعيوناً { أو كلم به الموتى } أي أحيي به الموتى حتى يعيشوا ويتكلموا وحذف جواب لو لأن في الكلام دليلاً عليه والتقدير لكان هذا القرآن لعظم محله وعلو أمره وجلالة قدره قال الزجاج أو الذي أتوهم وقد قاله بعضهم أن المعنى لو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى لما آمنوا ودليله قوله:
{ ولو أنزلنا إليهم الملائكة }
[الأنعام: 111] إلى قولـه:
{ ما كانوا ليؤمنوا }
[الأنعام: 111] وحذف جواب لو يكثر في الكلام قال امرؤ القيس:
فَلَوْ أَنَّها نَفْسٌ تَمُوتُ سَوِيَّة وَلكِنــَّها نَفْسٌ تُساقِط أَنْفُسَا
وهو آخر القصيدة وقال:
وَجَــدِّكَ لَوْ شَيءٌ أَتانا رَسُولُهُ سِواكَ وَلَكِنْ لَمْ نَجِدْ لَكَ مَدْفَعا
{ بل لله الأمر جميعاً } معناه أن جميع ما ذكر من تسيير الجبال وتقطيع الأرض وإحياء الموتى وكل تدبير يجري هذا المجرى لله لأنه لا يملكه سواه ولا يقدر عليه غيره ولكنه لا يفعل لأن فيما أنزل من الآيات مقنعاً وكفاية للمنصفين والأمر ما يصح أن يؤمر به وينهى عنه وهو عام وأصله الأمر نقيض النهي { أفلم ييأس الذين آمنوا } أي أفلم يعلموا ويتبينوا عن ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير وأبي مسلم وقيل معناه أفلم يعلم الذين آمنوا علماً ييأسوا معه من أن يكون غيره ما علموه عن الفراء, وقيل معناه أفلم ييأس الذين آمنوا من إيمان هؤلاء الذين وصفهم الله عز وجل بأنهم لا يؤمنون عن الزجاج قال لأنه قال { أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً } أي أن الله لو أراد أن يهدي الخلق كلهم إلى جنته لهداهم لكنه كلفهم لينالوا الثواب بطاعاتهم على وجه الاستحقاق وقيل أراد به مشيئة الإلجاء أي لو أراد أن يلجئهم إلى الاهتداء لقدر على ذلك لكنه ينافي التكليف ويبطل الغرض به.
{ بل لله الأمر جميعاً } معناه أن جميع ما ذكر من تسيير الجبال وتقطيع الأرض وإحياء الموتى وكل تدبير يجري هذا المجرى لله لأنه لا يملكه سواه ولا يقدر عليه غيره ولكنه لا يفعل لأن فيما أنزل من الآيات مقنعاً وكفاية للمنصفين والأمر ما يصح أن يؤمر به وينهى عنه وهو عام وأصله الأمر نقيض النهي) انتهى

اى ان الاية نظير قوله تعالى : وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ"
فالاية فى نظر الطبرسى لا تدل على ما فهمه متاخروا الامامية فهى لا تثبت خصيصة للقران انه فى حقيقته تسير به الجبال , بل المعنى كما يقول ابن عاشور )( مع ملاحظة الاية السابقة ) :
لو أن كتاباً من الكتب السالفة اشتمل على أكثر من الهداية فكانت مصادر لإيجاد العجائب لكان هذا القرآن كذلك ولكن لم يكن قرآنٌ كذلك، فهذا القرآن لا يتطلب منه الاشتمال على ذلك إذ ليس ذلك من سُنن الكتب الإلهية.
ويفيد ذلك معنى تعريضياً بالنداء عليهم بنهاية ضلالتهم، إذ لم يهتدوا بهدي القرآن ودلائله والحال لو أن قرآناً أمَر الجبال أن تسير والأرض أن تتقطع والموتى أن تتكلم لكان هذا القرآن بالغاً ذلك ولكن ذلك ليس من شأن الكتب، فيكون على حدّ قول أبَيّ بن سُلْمَى من الحماسة:
ولو طَارَ ذو حافر قَبلها لطارتْ ولكنه لم يَطِر
ووجه تخصيص هذه الأشياء الثلاثة من بين الخوارق المفروضة ما رواه الواحدي والطبري عن ابن عباس: أن كفار قريش، أبا جهل وابن أبي أميّة وغيرهما جلسوا خلف الكعبة ثم أرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: لو وسّعْت لنا جبال مكّة فسيرتها حتى تتسع أرضنا فنحتَرثهما فإنها ضيقة، أو قرّب إلينا الشام فإنا نتجر إليها، أو أخرج قصَياً نكلمه.انتهى

اما الاية الثانية و كذلك قوله تعالى " إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَاب مَكْنُون}()، وقوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْح مَحْفُوظ
فالاحتجاج به يقوم على وجهة نظر أرتآها السيد الطباطبائي – في اعتبار أن للقرآن الكريم مرتبتين ظاهرة وباطنة، وهي وجهة نظر ليس في الأدلة ما يؤكدها، بل غاية ما دل عليه القرآن الكريم في الآيات الكريمة التي أشارت إلى أنه (القرآن) في كتاب مكنون، أو في لوح محفوظ، أو أنه في أم الكتاب، فإنها تدل على أنه مصون وأنه محفوظ من كل تغيير وتحريف، ولا يدل على أن له مرتبتين.
و اإرجاع الضمير في قوله تعالى: ((إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ*فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ*لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ))، غير صحيح، لأنه بحسب السياق راجع إلى القرآن نفسه، ولذلك قال ((تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ))، والمنزل هو القرآن لا الكتاب المكنون، بل إن السياق يدل على إرجاع الضمير إلى القرآن لجهة أن الكلام مسوق لمواجهة المشركين، والذين وصفهم القرآن: ((أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ))/(الواقعة: 81)، فهو ردّ على استخفافهم بالقرآن وتعريضهم به، فكان أن ردهم بأنه لا يمسه إلاّ المطهرون، وهم الملائكة، ولا يتطرق التحريف من الشياطين وغيرهم.(صناعة الادلة /محمد الحسينى )

اما قوله تعالى {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَل لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الاَْمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

فيقول الطبرسى الامامى :
المعنى: ثم عظّم سبحانه حال القرآن فقال { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله } تقديره لو كان الجبل مما ينزل عليه القرآن ويشعر به مع غلظه وجفاء طبعه وكبر جسمه لخشع لمنزله وتصدع من خشية الله تعظيماً لشأنه فالإنسان أحق بهذا لو عقل الأحكام التي فيه. وقيل: معناه لو كان الكلام ببلاغته يصدع الجبل لكان هذا القرآن يصدعه. وقيل: إن المراد به ما يقتضيه الظاهر بدلالة قوله
{ وإن منها لما يهبط من خشية الله }
[البقرة: 74] وهذا وصف للكافر بالقسوة حيث لم يلن قلبه لمواعظ القرآن الذي لو نزل على جبل لتخشع ويدل على أن هذا تمثيل قوله { وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون } أي لا ليتفكروا ويعتبروا."
فلم ير الطبرسى فيها دليلا على شىء مما فهمه المتاخرون و
فالمعنى كما يقول الالوسى :وهذا تمثيل وتخييل لعلو شأن القرآن وقوة تأثير ما فيه من المواعظ والزواجر، والغرض توبيخ الإنسان على قسوة قلبه وقلة تخشعه عند تلاوة القرآن وتدبر ما فيه من القوارع وهو الذي لو أنزل على جبل وقد ركب فيه العقل لخشع وتصدع، ويشير إلى كونه تمثيلاً قوله تعالى: / { وَتِلْكَ ٱلأَمْثَـٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } فإن الإشارة فيه إلى قوله تعالى: { لَوْ أَنزَلْنَا } الخ وإلى أمثاله، فالكلام بتقدير وقوع تلك، أو المراد تلك وأشباهها والأمثال في الأغلب تمثيلات متخيلة.
اما قوله تعالى : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْء وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)
فيقول الطبرسى :
{ ونزلنا عليك الكتاب } يعني القرآن { تبياناً لكل شيء } أي بياناً لكل أمر مشكل ومعناه ليبين كل شيء يحتاج إليه من أمور الشرع فإنه ما من شيء يحتاج الخلق إليه في أمر من أمور دينهم إلا وهو مبين في الكتاب إما بالتنصيص عليه أو بالإحالة على ما يوجب العلم من بيان النبي صلى الله عليه وسلم والحجج القائمين مقامه أو إجماع الأمة فيكون حكم الجميع في الحاصل مستفاداً من القرآن انتهى
و الكتاب فى الاية ليس هو بمعنى الكتاب فى قوله تعالى وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّة فِي الاَْرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين}ليس بمعنى الكتاب فى الاية السابقة بل هو كتاب اخر ا ما يقول الطبرسى : { ولا أكبر إلا في كتاب مبين } أي في كتاب بيَّنه الله فيه قبل أن خلقه وهو اللوح المحفوظ. وقيل: أراد به كتاب الحفظة الذى كتبه الملائكة السفرة وحفظوه انتهى

و هكذا يتجلى تهافت استدلالات المتاخرين على عقيدة ان للقران مرتبتين
و هى بدعة لم يعرفها سلفهم , فهل كان سلفهم من الضالين و الامر من اصول الدين ؟
و قضية الولاية التكوينية مرتبطة بها
بل بلغ بهم الامر كما سنرى الى القول باستمرار نزول القران بعد رحلة النبى صلى الله عليه و اله !

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

و مما احتجوا به على الولاية التكوينية قوله تعالى: ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ))/(المائدة: 55)
" وتقريب الاستدلال بالآية على الولاية التكوينية بدعوى أن معنى الآية هو التصرف، لا بمعنى المحب والناصر، وولاية اللّه ولاية تكوينية وتشريعية. وبضميمة السياق يمكن أن يقال إن معنى الولاية الثابتة للرسول والإمام علي (ع) واحد للرسول والإمام (ع) – ولأبنائه المعصومين بما هم أئمة – الولاية التكوينية"
و الجواب ما ورد في (أصول الكافي) عن الصادق (ع) في تفسير الآية إذ قال: ((إنما يعني: أولى بكم، أي أحق بكم وبأموركم وأنفسكم وأحوالكم اللّه ورسوله والذين آمنوا، يعني علياً وأولاده الأئمة (ع) إلى يوم القيامة))( ).
وعليه فالآية بصدد بيان الولاية بمعنى التصرف الذي يعني الإمرة والرجوع إلى الرسول والإمام (ع).
لا ان ولاية النبى ص و امير المؤمنين من سنخ الولاية الثابتة للّه, بل ولاية الامام التكوينية لا يصح ان تكون فى عرض ولاية الله و الا كانت مكافئة لولايته تعالى
كما انه لا يصح ان تكون فى طول ولاية الله لان ولايته تعالى مطلقة و فرض ولاية اخرى فى طولها يجعل ولاية الله محدودة
و ليس لهم الا ان يقولوا ان ولاية الائمة ناشئة عن تحققهم باسماء الله ( راجع الراسخون فى العلم للسيد الحيدرى/111 )و هو ما لا دليل عليه
نعم ورد عندهم ان الائمة اسماء الله الحسنى (الكافي الجزء 1 صفحة 143 باب النوادر )
و هو اشبه بعقيدة الاسماعيلية الغلاة و واضح انه من دس الخطابية فى حديث الامامية

و اضطر السيد الطباطبائى الى تاويله بجعل معناه انهم يدلون على الله و هى صفة كل داعية الى الله فهل نطلق على كل دال على الله انه اسم لله من اسمائه تعالى الحسنى ؟
يقول السيد الطباطبائى في تعليقه على الرواية المتقدمة في الكافي: ( وفيه أخذ الاسم بمعنى ما دل على الشيء, سواء كان لفظا أو غيره, وعليه فالأنبياء والأوصياء( أسماء دالة عليه تعالى, ووسائط بينه وبين خلقه, ولأنهم في العبودية بحيث ليس لهم إلا الله سبحانه, فهم المظهرون لأسمائه وصفاته)(), وقد ورد هذا المعنى أيضا في الزيارة الجامعة: (السلام على الدعاة إلى الله والأدلاء على مرضاة الله) (إلى الله تدعون, وعليه تدلون).

أيضا يعلق المازندراني في شرح أصول الكافي على تلك الرواية ويقول : (يحتمل أن يراد بالأسماء الحسنى أسماؤهم (), وإنما نسبها الله إليه, لأنه سماهم بها قبل خلقهم, كما دل عليه بعض الروايات, ويحتمل أن يراد بها ذواتهم, لأن الاسم في اللغة العلامة, وذواتهم القدسية علامات ظاهرة لوجود ذاته وصفاته, وصفاتهم النورية بينات واضحة لتمام أفعاله وكمالاته, وإنما وصفهم بالحسنى مع أن غيرهم من الموجودات أيضا علامات وبينات, لما وجد فيهم من الفضل والكمال, ولمع منهم من الشرف والجلال, ما لا يقدر على وصفه لسان العقول, ولا يبلغ إلى كنهه أنظار الفحول, فهم مظاهر الحق وأسماؤه الحسنى وآياته الكبرى, فلذلك أمر سبحانه عباده أن يدعوه ويعبدوه بالتوسل بهم والتمسك بذيلهم, ليخرجوا بإرشادهم عن تيه الضلالة والفساد, ويسلكوا بهدايتهم سبيل الحق والرشاد)(

و مرة اخرى هل نطلق على كل انسان انه اسم لله بمعنى انه علامة ظاهرة لوجوده تعالى ؟

و لم يعرف سلف القوم تلك العقائد الا الغلاة منهم

يقول الطبرسى :
(( { ولله الأسماء الحسنى } أخبر سبحانه أن له الأسماء الحسنى لحسن معانيها مثل الجواد والرحيم والرازق والكريم ويقال إن جميع أسمائه داخلة فيه وإنها كلها حسنة متضمنة لمعانٍ حسنة فمنها ما يرجع إلى صفات ذاته كالعالم والقادر والحي والإله والقديم والسميع والبصير ومنها ما هي صفات فعله كالخالق والرازق والمبدع والمحيي والمميت ومنها ما يفيد التنزيه ونفي صفات النقص عنه كالغني والواحد والقدوس ونحو ذلك. وقيل: المراد بالحسنى ما مالت إليه النفوس من ذكر العفو والرحمة دون السخط والنقمة.

{ فادعوه بها } أي بهذه الأسماء الحسنى ودعاؤه بها أن يقال يا الله يا رحمن يا رحيم يا خالق السماوات والأرض وكل اسم لله سبحانه فهو صفة مفيدة لأن اللقب لا يجوز عليه فإنه بمنزلة الإشارة إلى الحاضر وقد ورد في الحديث " إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلاَّ واحداً من أحصاها دخل الجنة إنه وتر يحب الوتر " أورده مسلم في الصحيح.

{ وذروا الذين يلحدون في أسمائه } أي دعوا الذين يعدلون بأسماء الله تعالى عما هي عليه فيسمّون بها أصنامهم ويغيّرونها بالزيادة والنقصان فاشتقوا اللات من الله والعزى من العزيز ومنات من المنان عن ابن عباس ومجاهد. وقيل: إن معنى يلحدون في أسمائه يصفونه بما لا يليق به ويسمّونه بما لا يجوز تسميته به وهذا الوجه أعم فائدة))

مفتاح السعادة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 41
اشترك في: الثلاثاء يوليو 07, 2009 11:41 pm

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة مفتاح السعادة »

الأستاذ القاسمي سلمت يمينك واقبل جبينك على هذه الدرر القيمة حفظتها كلها في مكتبتي وهي دليل على سعة اطلاعك وقدرتك على المقارنة بشكل مميز

كتب الله اجرك وننتظر على احر من الجمر بقية المفارقات والتناقضات والاختلافات الجعفرية

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

اخى الكريم
شكرا لكم و بارك الله فيكم

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: بين الزيدية و الامامية

مشاركة بواسطة القاسمى »

ليلة القدر

بناءا على نظرية العلامة الطباطبائى فى ان للقران مرتبتين , فان اللوح المحفوظ او الكتاب المكنون هو باطن القران و انما نزل منه بعضه على رسول الله ص
و المتاخرون من الامامية يعتقد اكثرهم ان الائمة ينزل عليهم بعض ما فى الكتاب المكنون ليلة القدر
يقول الشيخ محمد سند:
(حقيقة الوحي هو نزول الروح كما في ليلة القدر
ومستمرّ إلى يوم القيامة:
أقول: ويُستفاد من مجموع هذه الطائفة من الروايات: أنّ حقيقة القرآن هي الروح الذي يتنزّل في كلّ ليلة قدر، وأنّ نزوله في كلّ ليلة قدر نزول للوحي الإلهي، بل إنّ الوحي ليس إلاّ نزول الروح والملائكة على من يشاء من العباد المصطفون، من الأنبياء والأوصياء، ومن ثمّ عبّر في سورة الشورى في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ} عن إرسال الروح الأمري بأنّه وحيٌ، فالوحي هو إنزال الروح وإنزال الروح هو وحي، فتصريح القرآن الكريم في سورة القدر بتنزيل الروح كلّ عام، هو تصريح باستمرار الوحي بعد سيد الأنبياء، غاية الأمر الذي يتنزّل هو من غيب القرآن الذي قد ورّثه النبيّ (صلى الله عليه وآله) لأوصيائه.)

الامامة الالهية 3/40
و تلك الروايات التى يشير اليها هى ما روى فى تفاسير العامة فى ان الروح هو القران , و هى روايات لا تقوم بها حجة , و لا حجة قاطعة على ان انزال الروح وحى , بل تحتمل الايات أن الروح و جبريل لا القران
و ان ليلة القدر هى عيد نزول القران و هذا التنزل لجبريل و الملائكة هو كرامة أكْرم الله بها المسلمين بأن أنزل لهم في تلك الليلة جماعات من ملائكته وفيهم أشرفهم وكان نزول جبريل في تلك الليلة ليعود عليها من الفضل مثل الذي حصل في مماثلتها الأولى ليلة نزوله بالوحي في غار حِراء.
و كما يقول ابن عاشور:
وجملة: { سلام هي حتى مطلع الفجر } بيان لمضمون { من كل أمر } وهو كالاحتراس لأنّ تنزّل الملائكة يكون للخير ويكون للشر لعقاب مكذبي الرسل قال تعالى:
{ ما تنزَّلُ الملائكةُ إلا بالحق وما كانُوا إذاً منظرين }
[الحجر: 8] وقال:
{ يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين }
[الفرقان: 22]. وجُمع بين إنزالهم للخير والشر في قوله:
{ إذ يُوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق }
[الأنفال: 12] الآية، فأخبر هنا أن تنزل الملائكة ليلة القدر لتنفيذ أمر الخير للمسلمين الذين صاموا رمضان وقاموا ليلة القدر، فهذه بشارة.))انتهى

و القول بان اللوح المحفوظ او ام الكتاب هما باطن للقران لا حجة عليه بل غاية ما تتفيده ايات ان (القرآن) في كتاب مكنون، أو في لوح محفوظ، أو أنه في أم الكتاب، انه مصون وأنه محفوظ من كل تغيير وتحريف، لا ان اللوح المحفوظ و ام الكتاب قران .
و لم يقل احد من سلف الامامية ان اللوح المحفوظ او ام الكتاب هو باطن القران
يقول الطبرسى الامامى :

{ وإنّه } يعني القرآن { في أمّ الكتاب } أي في اللوح المحفوظ وإنما سمّي أمّاً لأنّ سائر الكتب تنسخ منه. وقيل: لأنّ أصل كل شيء أمّه والقرآن مثبت عند الله في اللوح المحفوظ كما قال
{ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ }
[البروج: 21] عن الزجاج وهو الكتاب الذي كتب الله فيه ما يكون إلى يوم القيامة لما رأى في ذلك من صلاح ملائكته بالنظر فيه وعلم فيه من لطف المكلفين بالأخبار عنه.انتهى
و يقول شيخ الطائفة :
وقوله { في لوح محفوظ } عن التغيير والتبديل والنقصان والزيادة. وقال مجاهد: المحفوظ أم الكتاب، وقيل: انه اللوح المحفوظ الذي كتب الله جميع ما كان ويكون فيه - ذكره أنس بن مالك - أي كأنه بما ضمن الله من حفظه في لوح محفوظ ومن رفع { محفوظ } جعله صفة القرآن. ومن قرأه بالخفض جعله صفة اللوح.

و يضيف سند :
(وروى الطبري في سورة الدخان، بسنده عن ابن زيد في قوله عزّوجلّ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة مُبَارَكَة إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)، قال: تلك الليلة ليلة القدر، أنزل الله هذا القرآن من أُمّ الكتاب في ليلة القدر، ثمّ أنزله على الأنبياء في الليالي والأيام،
أقول: هذه الرواية دالّة على أنّ الذي يتنزّل من أُمّ الكتاب الذي هو أصل القرآن وحقيقته الغيبية العلوية، والذي يتنزّل منه، ليس ظاهر التنزيل، بل كلّ المقادير وقضاء الحوادث الكونية وأنّ ذلك التنزّل مستمرّ ليس في خصوص ليلة القدر، بل على مرّ الليالي والأيام والآناء واللحظات، وأنّه لا زال يتنزّل بعد ذهاب الأنبياء، يتنزّل على الأوصياء خلفاء النبيّ ـ الاثني عشر من قريش سلام الله عليهم، وهذا المضمون قد ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام). انتهى


و لا ندرى اذا كان النبى ص قد ورث الائمة الكتاب المبين فلماذا ينزل عليهم ما ينزل منه فى ليلة القدر ؟ و لعل الامر مرتبط عندهم بعقيدة البداء اى ان هناك نسخ فى لوح التكوين فى الامور المقدرة
و الجواب عموما :
اولا - انه اذا كان نزول الامر الالهى على الائمة لاجل تدبير الكون فهو غلو لا تدل عليه سورة القدر او غيرها بل تدل الايات على
ان الامر فى ليلة القدر– وهو تقدير كل شؤون الكون وما فيه على بعض التفاسير – من الله ليس لاحد فيه نصيب قال تعالى ((حم*وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ*إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ*فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ*أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ))/(الدخان:1-6)

و لم يقل احد من سلف الامامية بهذه العقيدة الا الغلاة منهم كمرويات الحسن بن حريش وكتابه عن ليلة القدر قال النجاشى: (الحسن بن العبّاس بن الحريش (الجريش ) الرازى أبو علي روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ضعيف جداً له كتاب إنّا أنزلناه في ليلة القدر وهو كتاب ردى الحديث مضطرب الالفاظ أخبرنا إجازة محمد ابن علي القزوينى قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن الحميرى عن أحمد ابن محمد بن عيسى عنه).
وقال إبن الغضائرى: (الحسن بن العبّاس بن الحريش الرازى أبو محمد ضعيف روي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام فضل إنّا أنزلناه في ليلة القدر كتاباً مصنّفاً فاسد الالفاظ تشهد مخائله على أنّه موضوع وهذا الرجل لايلتفت إليه ولا يكتب حديثه).
فهذا موقف سلفهم من هذه العقائد

و يقول الطبرسى :
ثم أخبر سبحانه بما يكون في تلك الليلة فقال { تنزل الملائكة } أي تتنزل الملائكة { والروح } يعني جبرائيل { فيها } أي في ليلة القدر إلى الأرض ليسمعوا الثناء على الله وقراءة القرآن وغيرها من الأذكار. وقيل: ليسلموا على المسلمين بإذن الله أي بأمر الله. وقيل: ينزلون بكل أمر إلى السماء الدنيا حتى يعلم ذلك أهل السماء الدنيا فيكون لطفاً لهم وقال كعب ومقاتل بن حيان: الروح طائفة من الملائكة لا تراهم الملائكة إلا تلك الليلة ينزلون من لدن غروب الشمس إلى طلوع الفجر. وقيل: الروح هو الوحي كما قال
{ وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا }
[الشورى: 52] أي تنزل الملائكة ومعهم الوحي بتقدير الخيرات والمنافع.

{ بإذن ربهم } أي بأمر ربهم كما قال
{ وما نتنزل إلا بأمر ربك }
[مريم: 64]. وقيل: بعلم ربهم كما قال أنزله بعلمه { من كل أمر } أيّ بكل أمر من الخير والبركة كقوله
{ يحفظونه من أمر الله }
[الرعد: 11] أي بأمر الله. وقيل: بكل أمر من أجل ورزق إلى مثلها من العام القابل فعلى هذا يكون الوقف هنا تاماً.)) انتهى
فقد فسر الروح بانه جبريل و ان نزوله مع الملائكة لاجل سماع الثناء على الله و قراءةالقران
وجعل تفسير الروح بالوحى مجرد قول ضمن اقوال لم يجزم به و لم يقل انه وحى الى الائمة

ثانيا – ان القول بالوحى الى الائمة غلو ايضا نفاه قدماؤهم
قال الشريف المرتضى فى الشافى :
(والنبي لم يكن عندنا نبيا لاختصاصه بالصفات التي يشرك فيها الإمام بل لاختصاصه بالأداء عن الله تعالى بغير واسطة، أو بواسطة هو الملك، وهذه مزية بينة) الشاقى 1/40.
فجعل الفرق بين النبى والامام نزول الوحى و هو مخالف لما يجمع عليه متاخروا الامامية من ان الائمة يوحى اليهم
آخر تعديل بواسطة القاسمى في الخميس سبتمبر 30, 2010 9:06 pm، تم التعديل مرة واحدة.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“