الحاجة الملحة لتجديد الفكر الزيدي

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
الخاضع لأمر الله
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2
اشترك في: الخميس يوليو 02, 2009 7:00 pm

الحاجة الملحة لتجديد الفكر الزيدي

مشاركة بواسطة الخاضع لأمر الله »

حقيقةً إن أجلّ ما يميز المدرسة الزيدية عن سائر المدارس الإسلامية الأخرى كونها – أي المدرسة الزيدية- هي المدرسة الوحيدة التي تفرد في كتبها ما يعرف بالفقه السياسي وهي مساحة مخصصة لمناقشة إختيار ولي أمر المسلمين شروطه , أركانه وسياسته .
وهذه الميزة التي تفرد بها المذهب الزيدي ليست عيباً كما يتصور البعض حتى يصف من يصف المذهب الزيدي بأنة مذهب سياسي وكأنه ينتقص منه بل على العكس تماماً هي مفخرة , فالتعرض لسياسة الدولة والحاكم ومواصفاته .نقاش هذه الأمور أصبحت في العصر الراهن من الضرورات وصارت الجامعات تدّرس السياسة كأحد أهم العلوم الحديثة , فالمذهب الزيدي إذاً كان سابقاً لعصره حيث تعرض للسياسة وناقش اختيار وأوصاف الحاكم في الوقت الذي كان يلي حكم الأمة من هب ودب فمن حاكم عادل صالح يصلح أمور الأمة والدولة إلى حاكم طالح فاسد يعبث بمقدرات الأمة وكأن مقدرات ومصالح الأمة والدولة خاضعة للحظ والأمزجة والأهواء لا للمنهجية التي هي روح الإسلام. ويُعد الفقه السياسي من أهم جوانب الإسلام بل ضرورة في نظري , لأنه إذا كانت جميع الفرق الإسلامية تقول أن الإسلام منهج حياة أي أن الإسلام مجموعة من القوانين تحقق في تطبيقها للدولة الإسلامية التنمية والرخاء الاقتصادي والتقدم العلمي والقوة والعزة والمنعة فلا تغتصب مقدسات ومقدرات الأمة الإسلامية ولا تجد فقراً ولا بطالة ولا أوضاع صحية واجتماعية ومعيشية مزرية.
لكن . . كل تلك المكاسب التي نصبو لأن تكون عليها الأمة والدولة الإسلامية لا تتأتى إلا بوجود سياسة حكيمة عارفة تقود البلد إلى ذلك, وهنا جاءت النظرية السياسية التي وضعتها المدرسة الزيدية ابتداء من الإمام الشهيد زيد بن علي (ع) وما تلاها من إضافات لمجتهدي وإعلام الفكر الزيدي .
خلاصة هذه النظرية الزيدية تكمن في القول بوجوب وجود سياسية حكيمة عارفة تقود الأمة وهذا يعني وجوب وجود قيادة حكيمة تقود الأمة , وهذه القيادة تكمن في ولي أمر المسلمين وبالتالي لضمان تحقيق مقاصد الإسلام للفرد والأمة والدولة الإسلامية لا بد وأن يكون ذلك الحاكم مستوفياً لشروط عدة فوضعت الزيدية أربعة عشر أو سبعة عشر شرطاً منها أن يكون عالماً عادلاً زاهداً ورعاً يضع الأمور في نصابها . . .الخ.
#0002afفالحاكم العادل العالم العارف لله الذي يخشاه سوف لن يبدد ثروات ومقدرات الأمة وسيحرص على وضعها في المكان الصحيح لخلق تنمية اقتصادية ومعرفية وغيرها تحقق للفرد المسلم الرخاء والعيش الكريم , وعلى العكس من ذلك الحاكم الجاهل الذي لا يحمل فكراً دينياً على أساس متين سيسيره هواه النابع من جهله أو تسيره بطانة السوء فيسهل التلاعب به فيجترئ على حدود الله فيظلم ويفسد ويُعبث بمقدرات الأمة وبدلاً من خلق التنمية في شتى مجالاتها يستشري الفساد وتتبدد ثروات الأمة ويكون نصيب الفرد آنذاك هو البطالة والفقر المدقع والمرض وغيرها من النوائب ويكون نصيب الأمة إغتصاب مقدساتها وانتهاك حرماتها من أعراض وأموال من عدو لا نملك له سبيلاً. المهم أن الزيدية بوضعها شروطاً للحاكم جعلت مع ذلك إحتمالية أن يلي أمر الأمة الفاسد الجاهل صفراً , وجعلت تحقيق مقاصد الإسلام في الدولة الإسلامية امراً شبة مؤكد.
نعود فنقول إن على من يعيب على المدرسة الزيدية فقهها السياسي أن يعي جيداً أن المدارس الإسلامية الأخرى تعاني خللاً منهجياً , فهي كما أسلفنا تؤمن بأن الإسلام منهج حياة ثم تراها لا تقدم آلية تحقق تلك الحياة المنشودة. بل العجيب عند طرق هذا الموضوع وبيان أهمية السياسة في الدين وضرورة نقاشها داخل المدارس الإسلامية تجد عند إخواننا من أهل السنة مثلاً القول بأن السياسة فرع وأن الحاكم قد يكون عادلاً أو جائراً وليس لنا إلا أن نشكر إن كان عادلاً أو نصبر إن كان جائراً.
وهنا لا يعدم مخالف لا يجحد الإنصاف أن يقر معي على #df0000أن ترك باب سياسة وولاية أمر الأمة مفتوحاً بلا ضوابط أو قيود جعل من النتيجة الطبيعية أن يلي أمر الأمة الجهلة والظلمة والعسكر من عبثوا بثروات الأمة وأوردوا البلاد والعباد أسوء المهالك , حكام يستحيل أن يفرطوا بكراسيهم وتراهم يسهل عليهم أن يفرطوا بمقدسات الأمة وثوابتها , حفاظاً على كراسيهم يبذلون الأموال وتسيل الدماء . . وبالمقابل فلسطين ضاعت وما تبقى منها يضيع وكل يوم نسمع عن مشاريع مستوطنات تلتهم ما تبقى من فلسطين أو ماذا نحدث عن الحفريات تحت الأقصى الذي هو من أقدس المقدسات ثم ترى هؤلاء الحكام لا يحركون ساكناً منهم من هو خادم الحرمين الشريفين من خلع على نفسه صفة دينية توحي على غزارة إيمانه وتواضعه وتفانيه لأجل خدمة الإسلام ومقدسات الإسلام وفي الحقيقة ما هو إلا خادم لكرسي حكم اسرتة وحكمة يتحالف لأجل ذلك مع شياطين الدول , بل تعدى البلاء إلى أن تشن حرب على مستضعفين مسلمين في غزه , فلا تجد غزة من حكام الباب المفتوح إلا إحكام الحصار عليها وإقفال المعابر , أو الفتاوى المشبوهة التي تحرم خروج مظاهرات التأييد والنصرة لغزة.
ومما سبق ننتقل إلى طرق نقطة هامه وهي انه لا بد هنا من الإشارة إلى ظاهرة أصبحت جلية للعيان في العصر الراهن , وهي حركات الإسلام السياسي المتمثلة في حركات أو تنظيمات أو أحزاب دينية تتبني مشروع سياسي يهدف للوصول للسلطة والحكم وإحداث تغيير ايجابي في المجتمع.
في الحقيقة إن هذه الظاهرة هي نتاج طبيعي لما يعرف بالتأثير والتأثر بالوسط المحيط, فالتنظيمات الدينية الإسلامية التي ليس لها أي ماضي سياسي يُذكر تأثرت بالجو العام الذي يسود وساد العالم في العصر الحديث من حيث انه عصر الحريات والديمقراطية والأحزاب السياسية , فتبلورت فكرة الأحزاب الدينية ويُعد الإخوان المسلمون من السباقين إلى ذلك , وفي إعتقادي أن ظهور الأحزاب الدينية هي خروج من أزمة المنهجية التي تعانيها جل المدارس الإسلامية وهي تطور هام أصبحت معه الأحزاب الدينية من كبرى القوى السياسية في بعض البلدان الإسلامية من الإخوان المسلمون في مصر إلى التجمع اليمني للإصلاح في اليمن وغيرها .
#008f00وحتى الفكر الجعفري الاثنا عشري تطور وخرج من أزمة الإنتظار بسبب الغيبة الكبرى للإمام الثاني عشر إلى أفق السياسة وممارستها بنظرية ولاية الفقيه.وبالمقابل تجد المدرسة الزيدية المعاصرة منغلقة على نفسها , واجد انه من الضروري البحث في مسببات إنغلاق الزيدية وسبل الخروج بها نحو الحداثة والمعاصرة. لا بد للفكر الزيدي من أن يتطور ويطور من نظريته السياسية ليخرج من شرط البطنين ويشكل حزباً سياسياً يعمل في الساحة ويستقطب الأنصار له ولمشروعة يؤمن بالديمقراطية والانتخابات حتى يكون مقبول في الساحة المحلية والإقليمية والدولية.ولا بد لأبناء المدرسة الزيدية أن يعوا أهمية وضرورة إنخراطهم في العمل السياسي والحزبي , ولا بد أيضاً لعلماء الزيدية من أن يعوا ذلك وأن يخرجوا وينفتحوا ويتفاعلوا مع الناس ومع الواقع السياسي من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يعد الركن السادس للإسلام لدى الزيدية . وقد أصاب احد الصحفيين عندما قال أن كل ما تعانيه الزيدية من كبت حريات وتضييق وتنكيل يعود إلى الصمت المطبق المخيم عليهم فلا صوت يسمع لهم.
#0002cfهذه خطوط عريضة للبحث في سبل التجديد للمدرسة الزيدية تتطلب البحث العميق من قياداتها وشبابها والخروج بخطة عملية تنفذ على أرض الواقع.
نسأل الله توفيق الجميع إلى الخير. . . .

الشريف الحمزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 431
اشترك في: الخميس يونيو 23, 2005 4:42 pm

Re: الحاجة الملحة لتجديد الفكر الزيدي

مشاركة بواسطة الشريف الحمزي »

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الامين قائد الدولة الاسلامية دينا ودنيا ولو كان من فساد لما كان كذلك وعلى آله الطاهرين بنص الكتاب والمهيئين بذلك للقيادة في الدين والدنيا إن أراد المسلمون الى العزة سبيلا . وبعد
أخي الكريم الخاضع لأمر الله جعلك الله ممن يخضع لأمر الله طوعا لاكرها فلقد كتبت فأجدت وشخصت بدقة طيبة ألم الامة ومرضها وأشرت إلى الفكر الزيدي ومدى نجاعته لعلاج أزمة الامة الاسلامية المتردية في تخبطاتها وبعدها عن الدين القويم وتولي أمرها من لايعرف مامعنى عزة المسلم الدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعسكرية ...
ياسيدي أشرتم في البداية إلى شروط الامامة لدى الفكر الزيدي وهي باعتقادي دستور يجب أن يطبق على من يريد أن يتولى أمر الامة وبينتم إيجابيتها وهي كذلك وبينتم خسارة الامة بالابتعاد عنها وهي كذلك ولكن إسمح لي ببعض الكلمات فاليوم الجميع ممن وصل الى الحكم لم يصل بشيء من هذه المبادىء بل الاغلب وإن قلت الجميع وصل بالغلبة ومن ثم الرضوخ من الشعوب والاستكانة وبروز من يتحدث عن عدالة هذا الحاكم وذاك وهم كثُر فض الله جمعهم فهم أشد على الشعوب من الحكام .
نعم الفكر الزيدي متطور من اللحظة الاولى التي خرج فيها الحسين بن علي عليهما السلام ليفتدي الدين والشعوب بنفسه واهله وخروج الامام زيد بن علي بالشكل وبالسبب الذي خرج لاجله تأكيد إستمرارية هذا النهج (الديني الدنيوي) الذي يعتقد أن البشرية (أمة محمد) هي أمانة في عنقه دينها ودنياها ولذلك فالفكر الزيدي هو المُطوِر للاخرين والذين من خشيتهم من هذا المُطور حاربوه لأن التغيير دائما غير مطلوب عند من إلف الظلم سلبا وإيجابا , لذلك فإن على الامة أن تغير مابها وتقبل التطور مع الفكر الزيدي لترتقي للمكانه التي بها قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وعليهم أن يغيروا مابأنفسهم ليرتقوا إلى هذا الفكر .
تشير سيدي الى ضرورة التطور في الفكر الزيدي وأن على المدرسة الزيدية أن تخرج من مسألة البطنين ومع هذا حتى لو خرجت المدرسة الزيدية عن ذلك فلن يتبعها أحد ممن يريد السلطة كما هي فهناك 13شرطا اخرى ياسيدي ستقف دون قبولها بالمطلق إذا فشرط البطنين هو واحد من الجملة والمدرسة الزيدية تنطلق من المدرسة الاسلامية العامة والشاملة والتي هي من حكمت أين تكون الامامة ولسنا في طور سرد الحجج والبراهين هنا ولكن مهما يكن فالمدرسة الزيدية سالمت عندما يكون (المتغلب ) متعاطي مع الشأن العام باسلوب يعتمد الانصاف للراعي والرعية وحفظ حقوق الامة الدينية والدنيوية .
ومقولة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (لأسالمن ماسلمت أمور المسلمين) هي نبراس ومبداء يدل على الحرص على أمور المسلمين مادام أنهم إختاروا فليتحملوا نتائج ديمقراطيتهم .!!!!!
فالفكر الزيدي هو شامل ولايقتصر على أتباع معينين بمذهب او اسرة أو قبيلة ولذلك على الاخرين أن يأخذوا هذا الفكر للحياة وليس لأن يحاربوا هذا الفكر للوصول للنزاعات اليومية والظلم المستديم وسفك الدماء وهتك الاعراض ولعل فيما أشرت إليه ياسيدي من هوان للامة على الوضع الذي رضوه حاليا دليل على وجود الخلل بابعاد هذا الفكر عن الحياة السياسية وغيرها .
إذا من وجهة نظري فالامة في أمس الحاجة إلى تطبيق الفكر الزيدي للتطور إلى الافضل .... تقبل خالص تحياتي
أنا ابن عليّ الطهر من آل هاشم *** كفاني بهذامفخراً حين أفـــــخر
وجدي رسول الله أكرم من مشى *** ونحن سراج الله في الأرض يزهر

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“