لمحة عن العلامة بدرالدين الحوثي بقلم يحيى طالب مشاري الشريف

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
الهادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 59
اشترك في: السبت مايو 28, 2005 9:09 pm

لمحة عن العلامة بدرالدين الحوثي بقلم يحيى طالب مشاري الشريف

مشاركة بواسطة الهادي »

لمحة عن العلامة بدرالدين الحوثي
بقلم يحيى طالب مشاري الشريف



بسم الله الرحمن الرحيم
لقد منّ الله سبحانه وتعالى عليّ, إذ رزقني صحبة سيدي فضيلة العلامة بدر الدين الحوثي حفظه الله لمدة تقرب من السنة والنصف, وقد كنت في تلك الفترة معه حفظه الله بعنوان طالب وخادم وحارس, تتلمذت على يديه في عدة دروس, وبعد تلك الفترة, منحني إجازة الرواية عنه, وقد رأيت من أخلاقه وعلمه وزهده وصبره وتواضعه وعبادته و..., ما أخلده في نفسي وروحي, وتيقنت أن هذا الرجل من مفاخر هذه الأمة وذخائرها, المجهولة, وأحببت هنا أن اذكر لأخواني المتابعين شيئأ يسيراً مما رأئت من عظمة ذلك الرجل, ولكي يعرف اليمنيين والعالم, من هو الرجل المطارد في بلادهم, ولكي يذكر التاريخ ولاينسى هذه الحقائق.

1- برنامجه اليومي.
لما كنت في خدمته كان برنامجه كما يلي, كان يستيقظ قبل أذان الفجر بساعتين, وهو يطيل في الوضوء بأخص في القدمين, وبعد الوضوء يبدأ بصلاة الليل, فإذا جاء وقت أذان الفجر أذن وأقام الصلاة, فإذا سمعنا بذلك, دخلنا إليه في غرفته أو مصلاه وصلينا معه جماعة الفجر, وكان إذا صلى الفجر يبدأ بالإذكار المخصوصة, وهو لا يكلم أحد أبداً من بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس, بل لا يتحرك من على السجادة حتى تطلع الشمس, وكانت توضع له القهوه بجواره بدون أن يكلمه من يضعها لأن الكل يعرف أنه في هذا الوقت لا يكلم أحد, فإذا طلعت الشمس وبان النهار, خرج , وبدأ بالتدريس لمن لهم رغبة فيه, وفي حدود الساعة عشرة صباحاً يخرج, للتمرين بالمشي فيمشي مسافة طويلة, وهو حفظه مصاب بالربو, أسال الله له الشفاء, ثم يرجع ويشتري للبيت بعض ما يحتاج ونحن معه ومن ثم صلاة الظهر, والغداء ثم بعد الإستراحة , صلاة العصر, كان يخصص في كل يوم ساعة لمراجعة القرآن الكريم عن ظهر قلب, وبعد ذلك يدرس العلوم الدينية حتى قرب المغرب, وبعدها صلاة المغرب ثم العشاء ودوس بين الفرضين وبعدها, وكان ينام مبكراً.
هذه خلاصة من برنامجه اليومي, وهناك خفايا كثيرة في حياته لا يعملها إلا الله فكنت كل يوم أكتشف له فضيلة وهو لا يعرف أحد بذلك, وكان منظم الى أعلى درجة في التنظيم.

2- علمه
إذا جلست معه في أول الأمر تفكر أنه لا يعلم شيئاً أبداً, لانه لا يظهر علمه أبداً, وحتى أذا سُئل, يجيب فقط بقدر السؤال ولا يزيد عليه واذا دققت السؤال أجابك بقدر ذلك وهكذا تكتشف علمه, وقد كنت أسأله في كل شئ لم أذكر يوماً انه لم يجب على كنت أسأله في معضلات الفقه والعقائد واللغة والتاريخ والسير والتفسير و... فكان يجيب عليها بكل تواضع وكان يتحل السائلين ولا ينهر أحد أبداً, وكان يزوره علماء كبار من داخل اليمن وخارجها وكل من زاره ذهب وهو مفتون من عزارة علم السيد حفظه الله, ومن ميزاته الخاصة دقته العلمية فهو لا يمر بشئ بدون تدقيق, ذات مرة قال لي حينما تقرأ دعاء كميل لا تقل ذنباً تغفر او خظأ تستره بل قل أو غفران ذنب أو ستر خطأ, وكم له من الملاحظات التي يغفل عنها أشد العلماء دقة, فقد كان السيد كنز من العلم والفهم والدقة والورع والزهد و...

3- ورعه
كانت تأتي لفضيلة السيد أموال من بعض المحبين ولكنه كان لا يصرف منها لنفسه شيئا بدا بل كان في بعض الاوقات يقترض وعنده اموال كثيرة لكن تلك الأموال يصرفها لطلاب العلم وماشابه ذلك وينتظر حتى يأتي له من منتوج ومحصول أرضه في خولان حتى يأكل ويصرف على نفسه منها, وكان لا يقبل هدايا الحكام او الملوك او غير ذلك لانه يحتمل ان يكون بينها ولو ريال واحد حرام, حتى من أناس مؤمنين أعرفهم معرفة جيدة لكن السيد لا يقبل منهم لنفسه شيئاً ابداً, ويصبر على الضغوط الداخلية لأجل ورعه, حتى قد كنا نعترض ونتعجب ولكنه لا يسمع لأحد في هذا الأمر أبداً.

4- صبره
كما أشرنا الى كيفة برنامجه مع ذلك كان مصاب بالحساسية والربو فكانت قدماه ويداه, في بعض الأوقات تؤذيانه كثيرا فكانت تتورم وتجبره على خدشها, وكان مع ذلك مصاب بالربوا و لا يفارق العلاج لحظة واحدة, وهو لا يستطيع بسبب ذلك أن يسكن في أي مكان بل لابد من جو خاص لكي يتسنى له التنفس بصورة جيدة ولذا انتخب منطقة خولان بن عامر للسكن, مع هذه الوضعية وذلك البرنامج إلا انه كان لا يتوقف عن خدمة الإسلام والمسلمين لحظة قط.

5-جهاده
كما أشرنا سابقاً كل حياة السيد جهاد, ولذلك ركز عليه الوهابية وأربابهم, وفهجموا على بيته قبل التسعينيات في صعده وحاصوره بأسم الدولة, وكانت الطقوم العسكرية محيطة على بيته, لكنه بعد ذلك هاجر من صعده الى آل الصيفي ولكن المجرمين أيضا هجموا عليه الى بيته في آل الصيفي, وبعد ذلك هاجر الى خولان بن عامر, وفي التسعينات أيضا أرسلت له الدولة والوهابية القملي وجماعته وضربوا بيته والغرفة التي يجلس فيها قبل المغرب بصاروخ ولكنه كان قد خرج للوضوء وهم لا يعرفون انه يطيل الوضوء وحسبوا أنه في تلك الغرفة, وتم القبض على القملي وجماعته وأعترف وقال وعدونا بوظائف واموال سعودية ونشرة صحيفة الأمة هذا الكلام وصور القملي وبعد ذلك جاء الجيش اليمني وأخذ القملي وجماعته وأطلق صراحهم, فلما رأى السيد تخاذل الناس ومكر الدولة والوهابية فكر بذهب الى نجران ويجلس عند الزيدية هناك وكما يقال تقرب من الخوف لتأمن, ولكن الدولة السعودية لم تعطه أقامة وأخرجته من أرضها, فذهب الى الإردن وبسبب علاقة الفندم والملك حسين ايضا لم تستقبله الاردن ثم هاجر بعد ذلك الى الجمهورية الاسلامية في ايران وبقي حوالي سنة هناك ثم تحسن والوضع في اليمن ورجع ليواصل الدعوة والهداية للناس, وقد ألف المؤلفات الكثيرة العظيمة التي عجر الوهابية عن الرد عليها الى اليوم منها كتاب تحرير الأفكان من الوهابية الأشرار, وهو أبو الجهاد وسيد الجهاد و سيعجز قلمي عن تبيين مقام ذلك الرجل العظيم, وسوف تعلم الدولة اليمنة من تحارب أنها تحارب بحر من بحور العلم وجبلا من جبال الصبر وقطبا من أقطاب الدين و....
وأنا بنظر أن هذه الغلطة التي ستقضي على النظام في اليمن فالعلامة بدر الدين إذا لم ينتقم له الناس فسوف ينتقم له رب الناس ويستحيل على الله جل وعلا أن لا ينتقم لمثل هذا الرجل وأن شاء الله سوف يكون ذلك قريب.

6- من خصائصه
السيد العلامة بدر الدين الحوثي له خصائص كثيرة منها:
أ- كان حافظ للقرآن الكريم ونهج البلاغة, ومن شدة ورعه وزهده أني لم أعرف ذلك إلا بعد عام كامل من صحبته.
ب- لا يشكي لأحد من مرض أو ألم بل كان يشكي الى الله فقط, (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (يوسف:86).
ت- قال لي ذات مره: إذا اردت الشفاء فعليك بثلاثة أمور, الصدقة او العسل أو قراءت القرآن, فإني لم أرى أنفع منها على الإطلاق للطلب الشفاء.
ث- كانت وصايا مهمة فقد اوصاني بقراءة سورة الانعام على طول اسبوع كامل وقال ان هذه مجرب مجرب مجرب لقضاء الحاجات, واوصاني بأعمال أم داوود وقال أن لديه سند خاص بذلك الى الأمام الصادق ولا يمتلك ذلك السند غيره.
ج- قال لي ذات مرة , كل من يزورني من التجار او الشخصيات الخيرية التي تريد مساعدة الزيدية لنشر العلم, يسألوني عن بعض النشطين في الحقل الثقافي, ودأبي في ذلك تزكية جميع النشطين في هذا المجال فأنا لا أنقص من أحدا أبدا اذا كان يعمل لمذهب أهل البيت حتى لو كانت حوله تهم وغير ذلك.
ح- قال لي ذات مره أنا اول من تأذى من بعض الشباب المؤمن وذكر لي بعض الأمثلة, وقال لكن لاجل خدمة المذهب ولاجل الحفاظ على الوحدة لا زلت أدافع عنهم

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“