المذهـب الـزيدي يمتلك مؤهلات ردم الفجوة بـين السنة والشـيعة

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

المذهـب الـزيدي يمتلك مؤهلات ردم الفجوة بـين السنة والشـيعة

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

بسم الله الرحمن الرحيم
يتساءل الكثير من أبناء الأمة الإسلامية عن دور العلماء في ما يجري من مشاكل وفتن تعم وتطم في أكثر من مكان، والأخطر في المشهد السياسي والاجتماعي والديني العربي والإسلامي ظهور وإطلالة الفتن الدينية وإثارة الأحقاد الطائفية والتحريض المذهبي الذي إحتل رسالة العلم والدين وصادر رسالة المسجد، وسيطر على الخطاب الدعوي فيما يضر بأمن واستقرار المجتمع، ويقضي على مشاعر الود والإحترام المتبادل والتعايش في ظل تعدد الأفكار والإجتهادات وقد كان لقاؤنا مع استاذ مادتي الحديث وأصول الفقه في جامعة صنعاء العلامة الدكتور المحطوري لإستجلاء الصورة ومناقشة بعض القضايا والمفاهيم التي يثيرها البعض حول الخلط بين الزيدية والإثنا عشرية وقضايا أخرى.. فإلى الحوار..

< حاوره/ حميد محمد أحمد

> فضيلة الدكتور تـُتـَّـهَمون بسَبِّ الصحابة، وأنكم إثناعشريون، والزيدية في الـيَـمَـن ليس منهم المرتضى المحطوري أو حمود عباس المؤيد أَوْ محمد المنصور أو يحيى الديلمي وغيرهم.. فهؤلاء روافضُ.. كيف ترُدُّون؟.

>> المتهم بسب الصحابة هو الملك مُعَاويةُ، فهو الذي سَبَّ الإمامَ علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر والحسن والحسين وغيرهم، على ثمانين ألف منبر طوال عهد بني أُمية، أما نحن فلماذا نسبهم؟، فإذا جاز الاعترافُ بهذه التهمة، فهي محصورة في معاوية، والبادئ أظلم، أما الصحابة الكرام من المهاجرين والأنصار ممن رفعوا راية لا إله إلا اللـَّـهُ فحاشا لله أن نسُبَّهم، بل رضي اللـَّـهُ عنهم وأرضاهم، وجزاهم عن الإسلام خيرَ الجزاء، وإنما هي تـهمةٌ الغرضُ منها تلميعُ الظلمة وعلى رأسهم ملك الملك العَضوض وتشويه صورتنا، فنحن إن شاء اللـَّـهُ أعرف بحق الصحابة من أَيِّ إنسان آخر.

> ما هي الفروق بين الزيدية وبين الإثناعشرية؟.

>> الفروقُ كثيرة، وربما تفوق ما تختلفُ فيه الزيدية مع أهل السنة، لكن هل الإختلافُ يعني التكفير أو أَن نصطفَّ ضد حزب اللـَّـه مع اليهود مثلاً كما يفعَلُ البعضُ للأسف؛ لأنه اثناعشري.. إننا بهذا العمل نخرُجُ من الإسلام وليس من الزيدية، وهذا هو تعاملنا مع كـُــلّ إنسان مظلوم مهما كانت ديانته أَوْ مذهبُه، تحب نصرته ومؤازرته والدعاء له وخذلان عدوه، أما حق المسلم على المسلم فهي آكد وأعظم. وكما قلت لك إن هناك فروقاً موجودة يعرفها الجميعُ بين الشيعة الإمامية والزيدية، على سبيل المثال القولُ بإثناعشر إماماً وعصمة الأئمة ومسألة البداء والموقف ممن تقدموا الإمام علي في الخلافة ومسألة الإنتظار والمهدي، ومسائل أخرى في الفروع والعبادات والأذان والصلاة ومراسم اللطم والشق في ذكرى كربلاء وغيرها، وقد تجد في كتب الطرفين هُجومَ كـُــلِّ فريق على الآخر واتهامه في دينه ومذهبه، ونحن وإن كنا نعتقد صحة ما نحن عليه لكننا لا نكفر الآخرَ وإن كفرنا الآخرون، هذه هي أخلاق وآداب القرآن التي ترجمها زيدٌ بنُ علي وأئمة آل البيت في الـيَـمَـن، كما أَن من يقوم بإخراجنا من مساجدنا والتحريض علينا في بلدنا هُم ما يسمى مدارس السلفية وليس الشيعة الإمامية، وهذا مشهود ومعلوم.

> القولُ بأن علي بن أبي طالب وصي رَسُـوْل اللـَّـه تنفرد به الإثناعشرية.. هل هذا صحيح؟.

>> ثبت عن الرَسُـوْل صلى اللـَّـهُ عليه وآلـَـه أنه قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وفي القرآن الكريم قال تعالى حاكياً على لسان موسى مخاطبا أخاه هارون: "واخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين"، ومن ينكر وصاية أمير المؤمنين أنا أرشده إِلـَـى مطالعة كتاب »العقد الثمين« في إثبات وصاية أمير المؤمنين للعلامة محمد بن إسماعيلَ العمراني، وكتاب »التحفة العلوية شرح الروضة الندية« للعلامة الكبير محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني بتحقيقي وإخراج مكتبة بدر.

> ورد الضم في مسند الإمام زيد.. لماذا يخالفه الزيدية؟.

>> لم يرد في الضم حديثٌ صحيحٌ، فهناك قرابة عشرين روايةً كلها ضعيفة، مع إحترامي لمن صح عنده، فأنا لا أصادر قناعةَ أحد، ولكن قد بحثت الموضوعَ فوجدت أن أصح رواية عن علي عليه الـسَّـلام أنه وضع الكف على الكف في النافلة ليس لأنـها سنة، بل لأنه أراح يديه من طول القيام. وأما رواية المسند فإنـها مهجورة غير معمول بها عند علماء آل البيت، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه، ولا يعني نقلها في المسند أن الإمامَ زيداً عمل بـها، أو تبناها، أو أنـها سُنة، ثم إنـها لم تأتِ في الصلاة، فهناك مثلاً رواية أبي هريرة عن غسل الإناء إذا ولغ الكلب فيه يغسل سبع مرات إحداهن بالتراب، لكن أبا هريرة لم يكن يغسل إناءَه إلا ثلاثاً، وحديث مالك في البيع: "البيعان بالخيار ما لم يفترقا" كان لا يعتبر التفرق ويكتفي بالإيجاب والقبول اللفظي.

ولعلك تشاهد بأم عينيك أن الضمَّ اليوم أصبح سياسةً، وفي كثير المناطق أصبح من يبني مساجدَ خاصة لهذا الغرض، وربما يوزع وظائف ومواداً غذائيه، كـُــلُّ هذا الهول والكرم من أجل أن يتحول الزيدي إلى سُني وليس له من السنة لا ألف ولا ياء.. ثم إني أدعو المقتنعين بالإمام زيد في هذه المسألة أن يتابعوه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي التوحيد، والعدل، وفي تقديم علي بن أبي طالب، وفي كـُــلِّ المنهج الزيدي، فلماذا يؤمنون ببعض الكتاب ويَكفـُرون ببعض؟، ولماذا يكذبون »المجموع« ويلعنون أبا خالد الواسطي راويه، ويؤمنون بـهذه الجزئية؟، ألا يدل هذا على أن وراء الأكمة ما وراءها؟.

> الأمة الإسلامية تعيش أوضاعاً مزرية، أين دورُ العلماء؟.

>> العلماء كلمة مطاطية، فمن العلماء من يحمل هذا الاسم بناءً على الملبس الذي هو عليه، ولا يجوزُ أن يطلق عليه اسم طالب علم، ومنهم من في جيبه شيء من المعرفة أو العلم ولكنه جامد لا علاقة له بدنيا الناس أو بحركتهم، ومنهم من هو شيطان رجيم لا ينشط إلا في الشر والأهواء، وهم ما يُطلق عليهم عبر الأزمنة بعلماء السلاطين، ومنهم تصدر الفتاوى بقطع الرؤوس واستحلال المحرمات، وتجويز ما يرتكبه الظالمون، ومنهم محجمون مقموعون معزولون مشوَّهون لا يقدرون على (حك آذانـهم) قُصَّتْ أجنحتهم، وقُلِّمَتْ أظافرهم، وأهينوا حتى ذلوا، وقمعوا حتى قلوا، فهم كما قال الإمام علي: عالمهم ملجم وجاهلهم مكرم، فماذا تطلبوا منا أن نفعل، وكل شيء مسدود أمامنا؟، لا نستطيع أن نقوم بالتوعية، عبر القنوات المؤثرة؛ لأننا محاطون بأسوار داخلية وخارجية، الأبواق العالمية التي وضعت الحواجزَ بإحكام بين عُلماء الزيدية وعُلماء السُّنة، وهناك جرجرة مقصودة لإدخال الزيدية إلى غلاة الشيعة، وكان المفترَضُ من عُقلاء الأمة أن يجعلوا من علماء الزيدية جسرَ تواصُل بين الشيعة والسُّنة، وكان هذا مفيداً لرأب الصدع، ولم الشمل، ومحاولة التفاهم، لكن حين يتعالى الضجيج، وتطغى أبواقُ المنافقين والمتاجرين، ويقال لي شخصيا بأني رافضي، وصفوي،... إلخ فماذا أقدر أن أفعل؟، أما في الداخل فأصبح من التهم التي تلقى على كاهل العلماء، وأنا واحد منهم بأني هاشمي، سيد، إمامي، ملكي،... إلخ.

لكن هذا لا يُعفينا من قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهما كلف الثمن، ونحن نقوله بحسب ما نقدر عليه؛ عملاً بقول اللـَّـه تعالى: (ولتكن من منكم أمة يدعون إلى الخير ويـأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، وقول الـنـَّبيّ: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده... ".

وأما السلبية فهي سلاحٌ بغيضٌ، ولو وضعت بالخط العريض عندما وقفت مع السيد الجليل العالم/ محمد المنصور بجانب رئاسة الوزراء لأجل السجناء، ومعنا مفتاح، والديلمي، وكنت أتوقع أن يطلق جميع السجناء والأبرياء، لكن للأسف نزلت لعنة اللـَّـه على الذين يصمون آذانـهم، كيف لا يحترم العالم، ولا سيما العالم الذي قارب المائة، وخرج لإيصال رسالة من أجل المظلوم الملقي في السجن (سنة تدخل وسنة تخرج) بدون إنسانية ولا مسئولية، ولا قضاء عادل، ولا عار، ولا جوار، ولا عرق، ولا نبض (يتذمر).

إمرأةُ السجين ضيف اللـَّـه الدريب أتتني زوجها محبوس هرب من مران قبل عشر سنوات يطلب لقمة عيش؛ ولأنه من مران فقط ألقي في السجن،وزوجته المسكينة مع أطفالها السبعة لم تسلم من أذى الناس في بعض الحارات، فهناك الكثير من (الدواب) يتبرعون بالزعيق، ويقولون لها: حوثية، واعتدي عليها بالضرب!!، في أَيّ مجتمع نحن؟!، في أَيّ إسلام نحن؟!، بأي ضمير نعيش؟!، المسكينة تكافح للبقاء، وجاءت تتلمس زاوية تسكن فيها، تستثير هل بقي في عرقي نبض لأقبلها عندي، فقلت لها: لو لم أجد لك مكاناً إلا فوق عمامتي لما ترددت؛ لأني إن لم أفعل فسأكون كذاباً إذا أقدمت على صلاة أو صيام أو أَيّ شيء من ذلك؛ لأن اللـَّـهَ إنما يتقبل من المتقين، مثل هذه المآسي هي التي منعت قطر السماء، وعكرت العلاقات في المجتمع، وهلم جراً..

> قلت: إن هناك جرجرةً لإدخال الزيدية في غلاة الشيعة، كيف وَضـِّـحْ ذلك؟.

>> المشروعُ فيما يبدو لي أمريكي صهيوني، وقد سمعتم عندما قسموا العالمَ إلى معتدلين ومتطرفين، ولا يعني الإعتدال في شيء، ولا التطرف في شي، وإنما المعتدل هو الذي يسمع ويطيع، والمتطرف هو الذي يقاوم، وعندما إفتضح الصهاينة على يد حزب اللـَّـه الشيعي وجدوا في الغباء لدى بعض السنة مدخلاً للانتقام من هؤلاء الشيعة، فاستنفروهم ليزعقوا فوق كـُــلّ منبر محذرين من الخطر الشيعي، لا أدري الخطر على من؟؛ لأن المعلوم أنـهم خطرون على الصهاينة، فهم يتكلمون بلسان الصهاينة، فإن كانوا أغبياء إلى هذه الدرجة فهم كالأنعام بل هم أضل، وإن كان زعيقهم عن معرفة وتعمد فهم على الأقل يدخلون في عداد المنافقين؛ لأنـهم يظهرون الإسلام ويبطنون خلافه، وحسبهم أن درجة المنافق في أسفل درك من النار..

فالذي يجري في الـيَـمَـن من محاولات إدخال أبناء المذهب الزيدي في عداد الشيعة الإثناعشرية بمباركة من أصحاب الصلة بـهذه المشاريع، وتشويه الزيدية المراد منه تنفير المجتمع منهم، حتى لا يقدروا على خدمة أبناء المجتمع بالفكر المعتدل، وبالتدريس القائم على الدليل، وبإحياء المناسبات الهادفة النافعة؛ لأن تـهمةَ الشيعي قد تضخمت حتى فاقت الخيانة العظمى، فكأن الشيعي هذا موبوء بمرض معدٍ، ولو فتشت عن الواقع لوجدت أن الذينَ يقومون بالتشويه عملاء، والذين يتم تشويههم من الرجال الوطنيين الأكفاء، فهذه هي البلاوي على الأمة.. فحيثُ (يجب أن يسجد المرء يبول).

> ما مستقبلُ التقارب بين المذاهب الإسلامية؟.

>> أنا عضوٌ في كثير من مجالس التقريب، إلا أن الصوتَ المرتفع، والإمكانية الضخمة، إنما هي بأيدي دُعاة الفرقة، وغربان الشتات، وقد تغلغلوا في الأجهزة الأمنية وفي أيديهم القنوات الفضائيه، ولم يعد لعاقل صوت إلا في النادر، فالمستقبل في تقديري مع حرصي على التفاؤل قاتم موحش مهلك، ولا أدل على ذلك من تشرذم الفلسطينيين وهم تحت الوطأة العسكرية الصهيونية، فكيف بأمة تحترق وسط النار؟، وفي كـُــلّ يوم تنقسمُ وتتنافرُ وتتعادي وتتآمر، وقد أصبح عملاء الصهاينة من الفلسطينيين أخلص من الموساد - المخابرات الإسرائيلية - نفسها، بغية محو بعضهم بعضاً، مع احترامي للمجاهدين المخلصين.

> ما هي مؤهلاتُ المذهب الزيدي لردم الفجوة التي يحدثها دعاة الفتنة بين المذاهب الإسلامية خاصة السنة والشيعة؟.

>> أكبرُ مؤهل هو وجوبُ الاجتهاد، فالتقليد هو التحنيط للفكر والتقليد مقبرةٌ للإبداع، فما دام عندنا ثقافةٌ تحتم علينا أن نجتهد يعني أننا قادرون على استيعاب العصر وتقدير المصلحة، وعندنا قاعدة: إن تقليد الحي أولى من الميت.. فلسنا مشدودين للماضي، إلا بما يتوافق مع النصوص التي لا تجوز مخالفتها، ثم إني أنادي وأهتف بالشباب لتدارك أنفسهم؛ لأن الساحة ستقفر من العلماء تماماً، فما عُصي اللـَّـه بأكثر من الجهل، مما يؤهل المذهب الزيدي أيضاً أنه يجمع بين النص والعقل، فلا يطغى أحدُهما على الآخر؛ لأن من يعتمد العقل وحدَه يجحف بالنص والعكس، والحقُّ بين هذا وذاك؛ فنحن مثلاً نحترم نصوصَ القرآن كغيرنا، إلا أننا بتحكيم العقل عندنا مؤهل لرد المتشابه إلى المحكم، وبالتالي سلمنا من التشبيه والتجسيم والإساءة إلى اللـَّـه بالاعتقاد بما لا يليقُ به سبحانه، واضرب لذلك مثلاً وردت آيات مثل: (بل يداه مبسوطتان) ونحوها. المفرطون في السطحية أثبتوا لله يدين، واثبتوا له جوارحَ كما في ظاهر الآيات، مثل: (ويبقى وجهُ ربك) وغيرها، ولو استخدموا شيئاً من العقل لحاكموا هذه الآيات التي لا تعني الجوارح بأي شكل من الأشكال، وإنما هي تشبيهٌ واستخدام المجاز، إلى الآيات المحكمات، والأصل في هذا قوله تعالى: (ليس كمثله شيء)، وتفسر اليدين بالنعمة، القوة، مما يتناسب، وتحتمله اللغة بدون تعسف.

المثال الثاني أيضاً: ما جاء في الآيات مثل قوله: (ولو شاء ربك لآمن مَن في الأرض)، (ولو شاء ربك ما اقتتلوا) دخل عوالم من المسلمين في مصيبة الجبر، واعتقدوا أن الشرَّ من اللـَّـه، وأنه هو الذي خلقه وقدره، ثم بعد ذلك يحاسب عليه ويعاقب؛ فالعقل في هذا هو المنقذ. وترد مثل هذه المتشابـهات وتفسر بآيات أخرى مثل قوله تعالى: (ولا يظلم ربك أحداً) وقوله تعالى: (إن اللـَّـه يأمر بالعدل والإحسان) وقوله تعالى: (لا يكلف اللـَّـه نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)، وغيرها من النصوص التي لا تحتمل اللبس، فالإضلال من اللـَّـه العقاب على ما فعله العبد باختياره، كذلك في التعامل مع سُنة الـنـَّبيِّ عليه الصلاةُ والـسَّـلامُ، الزيدية تعترفُ بكتب الحديث، لكنها حاكمت النصوصَ المشكلة التي أجازتـها ضوابطُ المحدثين وحكمت بصحتها، لكنها بمثابة سوأة وثغرة وطعنة في العقيدة والتفكير الإسلامي، تردها الزيديةُ إلى القرآن الكريم وإلى العقل وإلى ما صح عن الـنـَّبيّ، وإلى الثوابت فسلمت مدرسةُ أهل البيت من التورط في تصديق أحاديث مُصادمة للقرآن الكريم.

> هل من أمثلة لبعض تلك الإشكاليات؟.

>> التبشيرُ بأحاديث منها على سبيل المثال: "من قال: »لا إله إلا اللـَّـه دخل الجنة وإن زنى وإن سرق«" بدون شرط ولا قيد- يصادم قوله تعالى: (والذين لا يدعون مع اللـَّـه إلهاً آخر ولا يقتلون النفسَ التي حرم اللهُ إلا بالحق...).

- أحاديثُ الخروج تصادم آيات القرآن الكريم من أولها إلى آخرها، فلا يوجدُ في القرآن خروج من النار إطلاقاً.

- أحاديثُ الرؤية مصادمة لمحكم الآيات القرآنية.

- حديثُ: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" مناقضٌ للقرآن وللسُّنة، وناقضٌ للإسلام من أوله إلى آخره، يعني ناقض آيات الثواب والعقاب، وناقض لعدل اللـَّـه الذي قامت عليه نواميس الكون والحياة، فالظلم مذمومٌ لدى الناس بمختلف أديانهم وثقافاتهم فكيف يريد البعضُ أَن يستنكرَه من بوش وشارون ويجيزه على اللـَّـه تعالى عما يصفون.

> ما رأيُـكم في دعوات توحيد المذاهب التي تنطلق من البعض في الـيَـمَـن بدعاوى مصلحة العباد والبلاد؟.

>> هذه كلمة حق يُرادُ بـها باطل، هم لا يقصدون توحيد المذاهب، وإنما الغرض التفرد والاستبداد، وسحق وإلغاء الآخر، كما حاول معاويةُ سحقَ أَيّ أثر لأمير المؤمنين علي عليه الـسَّـلامُ، وقد فشل في ذلك؛ فالمطلوب هو التنوع والإبداع، والمذموم هو التفرد والاستبداد والتسلط والكهنوت من الذي يستطيع أن يوحدَ النصوصَ القابلة للفهم المتعدد بطبيعتها بسماح اللغة العربية للمختلفين أن يختلفوا، إن اللـَّـهَ تعالى في القرآن الكريم وضع بعضَ النصوص ليستريحَ الناسُ في تفسيرها، مثل: (وامسحوا برؤوسكم) وجد العلماء مجالاً للتفسير من حيث كون الباء للإلصاق أو للتبعيض أو نحو ذلك؛ فكان مذهبُ أبي حنيفة أن يمسَحَ رُبعَ الرأس، ومذهب الشافعي الاجتزاء ولو بشعرة، والمذهب الزيدي وجوب مسح جميع الرأس، فالزيدية تعتبر الباء زائدة، إلى آخر هذا الثراء والتنوع، واللـَّـه قادرٌ على إحكام النص فلا يختلف فيه إثنان، وكذلك رَسُـوْله الكريم، ولعل دعوة هؤلاء إلى توحيد المذاهب القصد منها أن الكل يضم يديه، والكل يظهر طاعة ولي الأمر ويحفر له في الخفاء.

> كيف تقيمون علاقتكم بالسلفيين وبقية المدارس كالصوفية والإخوان المسلمين مثلاً؟.

>> أَيُّ فصيل إسلامي عنده إستعدادٌ لتقبل الآخر واحترام رأيه، لا مشكلة بيننا وبينه، أما المنتفخ غروراَ فقد وضع على نفسه سياجاً من الكبر والغرور، فلا نرى جدوى لاستجداء أن يمن علينا بالتفاهم، فمن فاتنا يكفيه أنا نفوته، ثم إني لا أسمح لأحد أن يدعي السُّنة والجماعة ويجعلها حكراً عليه، كما يعتبر من الغباء تسليمُ آل البيت للشيعة، فلو وجد عُقلاء لردمنا كثيراً من الفجوات، واستطعنا التشيع كما أمرنا الكتاب والسُّنة، والتسنن كما أمرنا الكتاب والسنة والعقل، ولكن المشكلة عندما تـهدر علاقة المسلم بالمسلم برغم قول القرآن: (إنما المؤمنون إخوة) وقول الرَسُـوْل صلى اللـَّـهُ عليه وَآلـَــه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يظلمه" وقوله صلى اللـَّـهُ عليه وَآلـَــه وسلم: "مَن شهد شهادتنا -قال: لا إله إلا اللـَّـهُ-، وصلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا- فهو المسلم".

> هناك من قارَنَ بين المشروع اليهودي والهادوي.. ما تقولون؟.

>> هذه الكتاباتُ إنما تطلقها عناصرُ مدسوسةٌ من المخابرات الكفرية، ويتم سربلتها بسربال الإسلام؛ لأنه من يحمل ولو نسبةً يسيرةً من الإسلام لا يمكن مطلقاً أن يقول هذا؛ لأن الهادي عليه الـسَّـلامُ إمامُ هدى وجزء من تـَـأريخ الـيَـمَـن، وإمامُ مذهب، ثم إنه مسلم، من أكابر أئمة آل البيت، فبربك هل أحَد من المسلمين يقول في هذا وأتباعه ما تسأل عنه؟!، أنصحك أن تضرب صفحاً عن السؤال عن هؤلاء الــ(.....) بل أضل منها، وهم من الحقارة والخسة بحيث لا تلتقي بذمهم الشفتان.

> الزيدية تتهم بعدم الاهتمام بكتب الحديث؟.

>> "طالع البحر الزخار"، و"طالع أصول الأحكام" للإمام أحمد بن سليمان بتحقيقي، وستجد العكس تماماً، وإنما ألاحظ أن الزيديةَ لا يهتمون بالروايات الهزيلة، أما أحاديثُ الرَسُـوْل صلى اللـَّـه عليه وَآلـَــه وسلم فإنـهم يهتمون بـها كغيرهم من المذاهب، وحاشاهم أن يتركوا سُنة نبيهم.

> ونحن في بداية شهر شعبان.. ما هي أدلةُ فضل ليلة النصف من شعبان؟.

>> الطاعةُ لله سبحانه وتعالى داخلة تحت قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللـَّـهَ ورَسُـوْله ولا تتولوا عنه وأنتم تسمعون)، (واذكروا اللـَّـهَ ذكراً كثيراً)، (وقل اعملوا فسيرى اللـَّـهُ عملـَـكم ورَسُـوْلـُـه)، وقد ورد أثر عن السيدة عائشة أن الـنـَّبيّ كان في بيتها فأطال السجودُ حتى قالت: ظننت أنه قبض، فتحسست قدميه، فقال: "إنـها ليلة النصف من شعبان"، وذكر شيئاً من فضائلها. وهناك آثار لمن تتبع فضائلها، حتى قال بعضُهم: إنـها ليلة القدر، ونحن ننصح على وجه الندب والتطوع والاجتهاد في الخير أن يصليَ من يستطيع مائة ركعة بخمسين تسليمة، يقرأ في كـُــلّ ركعة الفاتحة وعشر "قل هو اللـَّـهُ أحد"، حتى لو لم يرد فيها أَيُّ نص؛ فإن من المعلوم أن (قل هو اللـَّـه أحد) تعدل ثلث القرآن، لكن المحرم أن نقول بوجوبـها.

> هناك مَن يَعتبرُ إحياءَ ليلة النصف من شعبان بدعةً؟.

>> إجعلها مثلَ بدعة عُمَرَ بن الخطاب في صلاة التراويح، واعتبرها بدعةً مستحسنةً، فما الفرق؟، فهذه المائة الركعة لم لا تكون مثل صلاة التراويح؟.

> كلمة أخيرة؟.

>> كلمتي حول المعتقلين، وأقول ما قاله الـنـَّبيُّ صلى اللـَّـهُ عليه وَآلـَــه وسلم: "دخلت إمرأةٌ النارَ في هرة حبستها، فلا هي التي أطعمتها ولا هي التي تركتها تأكُلُ من خشاش الأرض"، فما بالك بمن يعتقل شباباً أبرياء لسنوات بدون أَيِّ وجه حق؟!، في أَيِّ نار يدخلهم اللـَّـهُ؟!، وبأي ضمير يَعيشون؟!.






العلامة الدكتور/ المرتضى المحطورى

منقول من صيحفة البلاغ


http://www.al-balagh.net/index.php?opti ... 33&Itemid=
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“