وقفَات مع حِكاية ترحّم الإمام زيد على الشّيخين من قصّة الرفض

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

وقفَات مع حِكاية ترحّم الإمام زيد على الشّيخين من قصّة الرفض

مشاركة بواسطة الكاظم »

وقفَات مع حِكايَة ترحّم الإمَام زَيد بن عَلي (ع) على الشّيخَين مِن قِصّة الرّفض

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمدُ لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على أشرفِ الأنبياء والمُرسلين ، محمّد بن عبدالله النّبي الأمين ، وعلى آله الطّيبين الطّاهرين ، نجوُم السّما وعلاماتُ الاهتداء ، ورضوانهُ على الصّحابَة الرّاشدين والتّابعين لهُم بخيرٍ وإحسانٍ إلى يوم الدّين .

وبعدَ :

فهذهِ أخي الباحث مقالةٌ صغيرَة قصيرَة نافعةٌ بإذن الله تَعالَى في بيانِ شيءٍ من عقيدَة الإمام السّعيد زَيد بن عَليّ بن الحُسَين بن عَلي بن أبي طَالِب (ع) ، ابنُ زين العابدين ، وحفيدُ السّبط الحُسين ، وسُنبيّن المُرادَ هُنا من نصّ اعتمدَ نقلَه السّلفية عن زيد بن علي في أغلَب إن لم تكن كلّ المقامَات التي تُذكَرُ فيها عقيدَة أهل البيت (ع) في الصّحابَة ، فيذكرونَ قولَه من النّص الذي سنوردِهُ قريباً من باب الاحتجاج على مُتّبعي الإمام زيد بن علي (ع) وغيرهم من الشيّعَة ، مُتجاهلِينَ دلالات عديدَة احتواهَا النّص الذي يحتجّونَ بهِ على ترحّم الإمام زيد بن علي (ع) على أبي بكر وعمر ، لمكانَ أنّهم دائماً يأخذونَ منُتصَف الخَبر محلّ الشّاهد ويُهملون باقي الخبَر ، حكى ابن جريرٍ الطّبري وأبو الكرم الشيّباني وابن كثير ، واللفظ لأبي الكرم الشّيباني ، قالَ : ((فلمَّا رَأى أصحَاب زَيد بن عَلي مِن يُوسف بن عُمر أنّه قَد بَلغَهُ أمرهُ ، وأنّه يَبحث عَن أمرِه ، اجتمَع إليهِ جَمَاعَة مِن رؤوسِهم وقَالُوا: رَحِمكَ الله مَا قَولُك فِي أبي بَكرٍ وعُمَر؟! قالَ زَيد: رَحِمَهُما الله وغفرَ لَهُمَا مَا سَمعتُ أحداً مِن أهلِ بَيتي يَقولُ فِيهمَا إلاَّ خَيراً ، وإنّ أشدَّ مَا أقولُ فِيمَا ذَكرتُم أنّا كُنّا أحَقُّ بِسلطُانِ مَا ذَكرتُم مِن رَسُول الله ومِنَ النّاس أجمَعِين ، فَدفَعُونَا عَنهُ ، ولَم يَبلُغ ذَلِك عِندَنا بِهِم كُفراً، وقَد وُلّوا فَعَدَلُوا فِي النّاس وعَمِلوا بالكِتاب والسنّة)) [الكامل في التاريخ:4/452 ، أيضاً انظر تاريخ الطّبري:4/204 ، وانظر البداية والنّهاية:9/329] .

نعم! وهذه وقفَات مهمّة من هذه الحكايَة التاريخيّة التي ليسَت بعُمدَة عندَ أهل البيت (ع) من الزيدية عند التّحقيق كسببٍ للّرفض ، وأنّ سبب الرّفض هُو تعذّر أولئكَ الرّجال بأنّ الإمام قَد سَبق وأنّه ابن أخيه جعفر الصّادق كما حكَى ذلك الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (ع) ، وحكاهُ أيضاً الطّبري في تاريخِه ، عموماً ننتقلُ إلى الوقفَات المُستنبطَة من تلكَ الحكايَة التي يحتجّ بها البعض الكثير من السلفيّة لمكان ترّحم زيد بن علي (ع) على أبي بكر وعُمر ، فمن تلكَ الوقفَات :

الوقفَة الأولى : قولُ الإمام زيد بن علي (ع) : ((وغفرَ لهُما)) ، تقريرُ لخطأٍ حاصلٍ وقعَ منهُما ، بدليل القرينَة التي ذكرَها الإمام زيد بن علي (ع) الآتيَة الذّكر .

الوقفَة الثّانية : قولُ الإمام زيد بن علي (ع) : ((وإنّ أشدَّ مَا أقولُ فِيمَا ذَكرتُم أنّا كُنّا أحَقُّ بِسلطُانِ مَا ذَكرتُم مِن رَسُول الله)) ، وهُنا يُثبتُ الإمام زيد بن علي (ع) من عقيدتِه أنّ الإمام علي (ع) وبعدَهُ أهل البيت الحسن والحسين وذريّتهم ، كانَوا أحقّ بمقام رسول الله (ص) ، أحقّ بالإمامَة من أبي بكر وعُمر ، فكانَ هذا من الإمام زيد بن علي (ع) تفضيلٌ للإمام علي (ع) على أبي بكر وعُمر ، وكذلكَ هُو منهُ (ع) تخطئةٌ لهُما تقدّمهما على أمير المؤمنين (ع) ، فإن قيلَ ما دليلُ التّخطئَة من الإمام زيد بن علي (ع) لتقدّمهما على عليّ (ع) ؟! قُلنا : الدّليل ثلاثة أمور : الأمرُ الأوّل من قولِه أنّهم أحقّ بمقام رسولِ الله (ص) ، وهذا فيه تخطئةٌ بوقوفِ غير المُستحقّ مقامَ المُستحقّ . والأمرُ الثّاني: هُو قولُه (ع) : ((فَدفَعُونَا عَنهُ)) ، وفي هذا تنبيهُ على استحقاق المقام ، وأنّه لم يُنَل إلاّ بدفِع المُستحِقّ خطأً وباطلاً وقهراً . والأمر الثّالث في التخطئة: قولُه (ع) : ((ولَم يَبلُغ ذَلِك عِندَنا بِهِم كُفراً)) ، فإنّه بهذا يُقرّر عظمَة هذا الخطأ من أبي بكر وعُمر في التقدّم فأتى الإمام زيد بن علي (ع) بهذا اللّفظ (الكُفر) ، وفيه دليلٌ على أنّه كان يستبشعُ هذا العمَل الذي هُو التقّدم على المُستحقّ لدرجةَ كبيرَة ، وإلاّ لكان الإمام زيد بن علي (ع) هوّنَ الخطاب ، فقالَ : ((ولَم يبلُغ ذلكَ عندَنا بهِم خطأً أو جُرمَاً أو فِسقاً)) ، بل انتقلَ الإمام (ع) إلى المُقارنَة بالكَفر ، وهذا هُو قولُ الزيدية المرضيّة أعلى الله سنامَ دعوتِها ، فإنّهم لا يقولونَ بأنّ فِعلَ أبي بكر وعُمر كُفراً ولا يقولون هُو صحيح ، فيُخطّئونَهُم ويُفضّلونَ عليّاً (ع) عليهِم ، ثمّ يكِلونَ حالَهُم إلى الله ، وقد يذهبُ بعضهُم إلى الترضيَة والترحّم مع إثبات التخطئَة والتفضيل ، وهذا (التخطئة والتّفضيل لعليّ (ع) ) هُو إجماعُ أهل البيت (ع) ، المُرضّي وغير الُمرضّي ، لأنّه لا يجبُ أن يُفهَم من مجرّد الترضية التفضيل أو عدَم التخطئة ، وهذه دقيقة فتأمّلها .

الوقفَة الثّالثَة : قولُ الإمام زيد بن علي (ع) : ((أنّا كُنّا أحَقُّ بِسلطُانِ مَا ذَكرتُم مِن رَسُول الله ومِنَ النّاس أجمَعِين)) ، قولُه : ((ومِنَ النّاس أجمَعِين)) ، فيه قرينة على إيمان الإمام زيد بن علي (ع) باستحقاقِ الإمام علي (ع) وأهل البيت الإمامَة بالنّص المحمّدي ، حيثَ أنّه (ع) تعدّى إلى الحصرِ التّام باستحقاقيّة مقام الإمامة على العالَمين وهو يتكلّم عن مُعاصريه من أهل البيت وعن الإمام علي (ع) بلفظ الجَمع ، فكانَ هذا إثباتاً لاستحقاق النّص على أمير المؤمنين (ع) ، والحسن ، والحسين ، وأهل البيت سادات بني الحسن والحسين بالحَصر ، وإلاّ فمَا فائدَة إطلاقِه هذه العبارة الطّنانة باستحقاقهم لمقام رسول الله (ص) دونَ النّاس أجمعين إن لم يكُن طريقُ هذا الجَزم هُو النّص الإلهيّ والمحمّدي ؟!!

نعم! هذا أخي الباحث ما أسعفَ الوقتُ لتدوينِه ، وهُو كافٍ بإذن الله تعالى ، غُيرُ مُملّ ، يُساعِدَنا عليه الباحث بالمُذاكرَة له ، واستقصاء جوانِب المسألَة ، فيتوجّه الخطاب لمن يحتجّ من هذه الحكايَة على ترحّم الإمام زيد بن علي (ع) على أبي بكر وعُمر وأنّ هذا سبب الرّفض ، وإطلاق هذا اللّقب ، ثمّ هُو يتركُ بقيّة كلامِه (ع) فلا يجعلُه حجّة على عقيدَة الإمام (ع) ، فيكونُ كمَن يقول ((فويلٌ للمصلّين)) ، ويتركُ ((الذينَ هُم عن صلاتِهم ساهُون)) ، وبهذا أخي القارئ وبَما مضَى نختمُ بالصّلاة على سيّدنا محمّد وعلى آله الطّيبين الطّاهرين .

وكتَبهُ / الشّريف أبو الحسَن الرّسي ، غفرَ الله ولوالديه .
الاثنين الموافق 3/4/1430هـ .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

العياني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 110
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 07, 2008 8:55 am

Re: وقفَات مع حِكاية ترحّم الإمام زيد على الشّيخين من قصّة الرفض

مشاركة بواسطة العياني »

السلام عليكم ورحمة الله
شكر الله لكم جهودكم أخي الكاظم

استفدت كثيراً منكم وما زلت

لي تساؤل عن من يبالغ في الغلو ويطالب بالصلاة على الصحابة بعد ذكر النبي وآله !
وهل الترضية أساساً واجب ديني أم أمر متاح لا يأثم من تركه , وهل اختصت الترضية بالصحابة دون سائر المسلمين !

وجزيتم خيراً
قال تعالى(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)

ali 2020
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 113
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 2:00 pm
مكان: المجلس المبارك

Re: وقفَات مع حِكاية ترحّم الإمام زيد على الشّيخين من قصّة الرفض

مشاركة بواسطة ali 2020 »

بيض الله وجهك أخي نورتنا
أنت نجم المجلس بحق
أحق الناس أن يبكى علية فتا أبكى الحسين بكربلاء
أخوة وأبن والده علي أبى الفضل المضرج بالدماء

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

من هم الروافض؟

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبه, وبعد :

من هم الروافض؟

http://al-majalis.com/forums/viewtopic.php?f=33&t=9610

ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“