الثورة الزيدية في اليمن

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
العهد.
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 42
اشترك في: الخميس يناير 29, 2009 10:11 pm

الثورة الزيدية في اليمن

مشاركة بواسطة العهد. »

الثورة الزيدية في اليمن


في 17 تموز/يوليو، استضاف مركز كارنيغي للشرق الأوسط حواراً داخلياً عنوانه: "الزيديون في اليمن وجذور الأزمة الحالية"، تحدث خلاله سامي دورليان، وهو طالب لشهادة الدكتوراه في معهد العلوم السياسية في جامعة آكس إن بروفانس في فرنسا. وحضر الحوار حشد من الدبلوماسيين والصحافيين والمفكرين.

تحدث دورليان مطولاً عن الأزمة السياسية الحالية في اليمن، هو العائد قبل فترة قصيرة من رحلة دامت أربعة أشهر إلى اليمن. وسلط الضوء على دور الطائفة الزيدية، التي ينتمي إليها 45 إلى 50% من السكان، في السياسة والمجتمع اليمنيين. وقال إن وجود هذه الطائفة في اليمن يعود إلى ألف سنة، ويزعم زيديو صعدة أنهم خلفاء علي بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد. والزيدية طائفة شيعية لا "تقلد" أي سلطة دينية ولا تعتنق فكرة ولاية الفقيه المقبولة في إيران، خلافاً للشيعة الجعفريين الذين يمثلون التيار السائد. وتضم ولاية صعدة، التي شهدت بعضاً من أسوأ المواجهات بين الزيديين والسلطات اليمنية، نسبة عالية من أبناء هذه الطائفة. وقال دورليان أن النظام الجمهوري الجديد أمسك بزمام السلطة بعد انقلاب العام 1962، وأنهى سيطرة الزيدية الإمامية على شمال اليمن، إلا في صعدة التي بقيت تحت سيطرة القوات الإمامية حتى نهاية الحرب بين الجمهوريين والإماميين في العام 1970. وقبل بعض الزيديين بفكرة "الجهورية" فيما رفضها البعض الآخر. وهُمشت صعدة خلال السبعينيات، وفي الثمانينيات، شهدت المنطقة بروز السلفية السنية. ولعبت السلطات دوراً بارزاً في التحريض على الصراع بين الزيدية والسلفية. وكان مقبل بن هادي أول شيخ سلفي ينادي باستخدام العنف السياسي ضد الزيديين. وظهرت الصدامات العقائدية في المساجد فيما اعتُبر السلفيون في اليمن متمتعين بالحماية السعودية. وتعود جذور الظاهرة الحوثية إلى حركة الشباب المؤمن، التي كانت عبارة عن مجموعة زيدية أسسها بدر الدين الحوثي لمواجهة السلفية. وعاد ابنه حسين الحوثي من السودان لإحياء المجموعة، إلا أنها انقسمت على نفسها ما أدى إلى فشلها في الانتخابات النيابية في العام 1997.
ووفقاً لدورليان، وضع النظام اليمني بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر نفسه في موقع الشريك لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش في حربها العالمية على الإرهاب. لقد وقف إلى جانب الولايات المتحدة متظاهراً بمعاداة "الهلال الشيعي" ظناً منه أن هذا الموقف سيكون ورقة رابحة تكسب اليمن عضوية مجلس التعاون الخليجي. واعتمد الحوثي خطاباً قومياً وإسلامياً جامعاً، مناهضاً للولايات المتحدة وإسرائيل، ودعا اليمنيين إلى الوقوف ضد "القوى الإمبريالية" الساعية إلى السيطرة على المنطقة. ورأى النظام اليمني في الحرب ضد الحوثي وسيلة جيدة ليبدو وكأنه يكافح الإرهاب فينال حظوة عند الأميركيين ويكون عند حسن ظنهم. وبات الزيديون الهدف الرئيس في "الحرب على الإرهاب" في اليمن، ووُضعوا على قدم المساواة مع القاعدة على الرغم من اختلاف الحركتين.
وأضاف دورليان أن الزيديين يمارسون نقد الذات وأن إحدى ميزات الزيدية تكمن في تعدد الأفكار التي تتبناها. فاتحاد القوى الشعبية، مثلاً، يضم شيعة زيديين تبنوا في مرحلة سابقة العقيدة الماوية. وبعد العام 1970، ابتعد زيديون كثر عن أفكارهم التقليدية معتنقين الحداثة. وقال دورليان: "في اليمن اليوم، الزيدي هو من يختار أن يعرّف عن نفسه أنه كذلك. ولم يكن الزيديون يشعرون بالانتماء مباشرةً إلى خلفيتهم الدينية قبل تسييسها. وحتى اليوم، يُعتبر كثر من الزيديين وفقاً للجغرافيا والتقاليد فيما هم لا يشعرون بالانتماء إلى الزيدية سياسياً".
وخلال الحوار، أجاب دورليان على عدد من الأسئلة. فعن دور إيران في دعم الحركة الحوثية، قال إنه على الرغم من سعي هذه الدولة في الماضي إلى لعب دور في هذه القضية، ما من إثباتات على أنها ساعدت الحوثيين في ثورتهم على النظام. ويحرص الزيديون على فصل أنفسهم عن أي طائفة شيعية ويبتعدون عن نظام طهران دينياً وسياسياً. أما السعودية فتحافظ على تأثيرها في الحركة السلفية الناهضة.
وذكر دورليان أن السلطات اليمنية لا تحبذ أي تقارب بين السلفيين والزيديين ولا بين السنة أنفسهم (أي السلفيين وحركة الأخوان المسلمين الممثلة بحزب الإصلاح) وذلك للحفاظ على سيطرتها على الأحزاب جميعاً. وقال إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر لله اعتُبر بطلاً في اليمن بعد حرب السنة الماضية، لكن بعد إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بغداد على يد الحكومة الشيعية المدعومة من الإدارة الأميركية، انخفضت شعبيته بشكل ملحوظ، ولاسيما بين اليمنيين السنة. ووفقاً لدورليان، لا يستحيل أن يتكرر السيناريو العراقي في اليمن، إلا أنه مستبعد بسبب انعدام العلاقة بين القاعدة والزيديين.وختم دورليان قائلاً إن الوضع الراهن في اليمن هش للغاية. وأوضح أن السلطات استخدمت الأسلحة الكيميائية خلال المواجهات الأخيرة في صعدة للقضاء على الثوار الزيديين وأغلقت المنطقة بوجه وسائل الإعلام لحجب ما يحصل هناك. وبفضل الوساطة القطرية قد يجري حالياً العمل على تسوية. لقد اقترح القطريون رحيل الحوثي إلى قطر ونزع أسلحة حزبه، في مقابل تعهد السلطات بإعادة بناء المنطقة، علماً أن السلطات لم توافق تماماً بعد على هذه النقطة. ورأى أن بمقدور الرئيس اليمني علي عبد الله صالح دعم الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب، لكنه عاجز عن تقديم دعم علني لكل سياساتها في المنطقة، فالشعب معادٍ للولايات المتحدة وبرنامجها السياسي.

-------------------------------
نقلا عن :
http://alhayat1.blogspot.com
-------------------------------

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“