زاوية خاصة .. في رحاب العلامة الفاضل :ابراهيم بن محمد الوزير

مواضيع ثقافية لاترتبط بباقي المجالس
أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

زاوية خاصة .. في رحاب العلامة الفاضل :ابراهيم بن محمد الوزير

مشاركة بواسطة أبودنيا »

السلام عليكم أخوتي وأخواتي مشتركي مجالس آل محمد
أتابع أحياناً ما يكتبه الوالد العلامة ابراهيم محمد الوزير (يحفظه الله ) وأحب لو احتفظ بجميع مقالاته

ما رأيكم لو جعلنا هنا موضوعاً خاصاً نجمع فيه مقالاته القديم منها والحديث كزاوية ( قهوة الصباح )

صورة

سأبدأ اطرح ما نشر في صحيفة مأرب برس الالكترونية
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

من هم الزيدية ؟
ابراهيم بن محمد الوزير
Wednesday 22 October 2008 11:14 pm
مأرب برس

لقد علمت علماً قاطعاً وعرفت أن بعض الموجهين التربويين ، والمدرسين للمادة الإسلامية في المدارس الحكومية ، وفي مدرسة الشهيد عبدالله الوزير في بني حشيش التي قمت بطلب بناءها في منطقتنا بني حشيش من إخواننا الكويتيين في عهد الرئيس ابراهيم الحمدي فتكرمت دولة الكويت و بنت هذه المدرسة الابتدائية المتوسطة الثانوية الواسعة ، وسميناها مدرسة الشهيد عبدالله الوزير ، ولم أكن أعرف أو أتصور أنه يمكن أن يوجد من يدرس في يوم من الأيام في هذه المدرسة أفكاراً وعقائد يقصد بها القضاء على المذهب الزيدي ، حيث يغررون اليوم بالأولاد الذين لا يزالون في عمر الزهور ويدرسونهم آراء وفقه ومعتقدات إخواننا أهل السنة ، ويقولون لهم : هذه هي الزيدية ، ويضربون لهم مثلاً بابن الوزير وابن الأمير والشوكاني ويؤكدون لهم أن هؤلاء هم الزيدية وأنكم ان اتبعتموهم فأنتم على مذهب آبائكم وأجدادكم اليمانيين الزيدية منذ فجر التاريخ ، وقد سمعت هذا الكلام وأمثاله في عدة مجالس وعدة مساجد وعدة لقاءات من عدة أشخاص من إخواننا السلفيين وكنت أظن أنها أفكار فردية فإذا بها تظهر أنها خطة مدروسة متبعة ، فعندما يقولون أن فكر ومعتقدات إخواننا السنة هو نفس معتقدات وفكر الزيدية ، فهو كلام غير صحيح ، ولا شك أن في إخواننا أهل السنة علماء كباراً يستحقون التعظيم والتبجيل والإحترام والمحبة ، وأذكر منهم على سبيل المثال من علماء الشافعية العالم الجليل الصادق المؤمن القوي السيد عبدالله الحداد رضي الله تعالى عنه وأسكنه فسيح جناته ، والعالم الجليل المرشد السيد محمد الهدار رضي الله عنه وأسكنه فسيح جناته ، والعالم الجليل ....... حمزة حفظه الله ، والعالم الجليل صاحب الجامعه في الحديدة ....... مرعي حفظه الله ورعاه وغيرهم من علمائنا الأجلاء في اليمن وغيرها ، والذين نتقرب الى الله جل وعلا باحترامهم وحبهم والثناء على من نعرفه منهم ، كما أن ابن الوزير وبن الأمير والشوكاني علماء كبار لا ينكرون ولهم اتباعهم الكثيرون ، لكن المستنكر أن يقال أن هؤلاء هم الزيدية في اليمن ، وهذا غير صحيح وإنما يقوله من يريدون القضاء على المذهب الزيدي وهم الذين يعتقدون أن ليس يتبع السنة الصحيحة غيرهم فلا الشافعية ولا الزيدية ولا أي مذهب من مذاهب أهل السنة ولا غيرهم في زعمهم على حق ، بل إن الحق كله محصور فيهم ، وليس في الأرض مسلمون على الحقيقة سواهم ، ولا يمكن أن يكون صحيحاً أن معتقدات أولئك العلماء من إخواننا أهل السنة والزيدية شئ واحد ، ومثل هذا الكلام تغرير بأطفال في عمر الزهور ومكر وخداع يراد به تغطية المؤامرة الكبرى التي تستهدف القضاء على الزيدية في اليمن ، بحيث ينشأ أولادنا الزيدية على مذاهب أخرى غير الزيدية ويكونون في نفس الوقت معتقدين أنهم لا يزالون زيوداً وأن هذه المعتقدات هي الزيدية بذاتها ، والحقيقة أن تلك مذاهب إسلامية معترف بها والزيدية مذهب إسلامي معترف به أيضاً ، ولا شك أن هؤلاء المعلمين الذين يلقون في آذان الطلبة هذا الكلام وأمثاله ليسو أتقياء لله جل وعلا ويهمهم تدعيم مذاهبهم ونشرها ولو عن طريق الغش والخداع ونسوا قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (من غشنا ليس منا) أو (من غش ليس منا) ، ولو كانوا أتقياء لقالوا للأطفال والتلاميذ ما يعتقدون وماكانوا يقولون فيما مضى قبل أن يعتمدوا الطريقة الجديدة لتضليل الأطفال والعمل السري الخفي : إن آبائكم كانوا على ضلال ، ونحن نريد أن نعلمكم الإسلام الصحيح ، وهذا ما كانوا يقولونه من قبل في كلماتهم ونقاشاتهم في المساجد وغيرها التي كانت لا تخلو من الانفعال والتعصب ، وقد اعتمدوا اليوم اسلوب التغرير والخداع لإخراج الزيدية عن معتقداتهم دون ضجة ودون أن يشعر أحد بمؤامرتهم.
والمؤسف أن السلطة لا تمنعهم من مثل هذا التغرير ، بل تسمح لهم به و تؤيدهم فيه .
وقد رأيت من الواجب عليّ كأحد علماء الزيدية ومفكري المسلمين وأحد الدعاة الى الله سبحانه وتعالى والى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، أن أوضح ماهي الزيدية حتى يعرف الجميع هل ما يلقيه هؤلاء المعلمون في أذهان وأفكار الأطفال الذين إأتمنهم آباؤهم الزيود عليهم ، هل ذلك الكلام هو الزيدية أم خارج عنها ؟!!!
وقبل أن أدخل في هذا الموضوع فإن عندي مسئلتين أريد أن أتحدث عنهما :
الأولى : - أنني قطعت من عمري أكثر من ستين عاماً وأنا في النضال والجهاد من أجل بلدي وأبناء بلدي وديني ، ولم أتكلم عن مثل هذه الأمور مثل معتقدات الزيدية وغير ذلك ، ظناً مني بأن هذه القضايا تثير الخلاف والنزاع بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد ، وذلك غير جائز ، وصممت على ذلك ، وفي ذلك قصص ليس هنا موضع إيرادها ، لكني لما رأيت أخيراً أن المراد هو إلغاء الزيدية وإنهاؤها في بلادنا ، عرفت أن الواجب اليوم هو توضيح الحقيقة وهذا ما ندبت نفسي له إرضاءً لله جل وعلا وخوفاً منه وقياماً بالواجب.
المسأله الثانية : - أنني أريد أن أوجه كلامي لعلماء الزيدية الصامتين سواءً منهم الذين يقبعون في بيوتهم أو الذين هم في مكاتبهم قضاةً وحكاماً لا ينصرون الحق ولا يخذلون الباطل ولا يدافعون عن معتقداتهم ومعتقدات آباءهم التي هي الحق الذي لا ريب فيه ، بينما يلهث البعض منهم وراء الدنيا ومكاسبها ولا يتكلمون لتوضيح حقيقة مذهبهم الذي يؤمنون به ويدينون لله سبحانه وتعالى بالتعبد له به ، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم). ، وهذه الآيه وحدها كافية لتحذير إخواننا العلماء عن الصمت والكتمان ،
إن معتقدات الزيدية اليوم ومعتقدات آبائهم وأجدادهم ومعتقدات أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذلك حب آل رسول الله المطهرين وهو ما نشأ عليه أبناء اليمن منذ فجر التاريخ الإسلامي ، إن كل ذلك يمحى اليوم من صدور أبناء اليمن وأطفالهم وشبابهم بخطة جهنمية شيطانية في منتهى الذكاء والإحكام والتدبير ، وإذا لم يتكلم إخواننا وآباؤنا بقية علماء الزيدية ومراجعهم ، لا سيما المراجع الذين يعتقد الزيود فيهم ويعتبرونهم مراجعهم التي يمتثلون اشاراتهم وأوامرهم من أمثال الوالد السيد العلامة محمد بن محمد المنصور أطال الله عمره ووفقه ورعاه ، وغيره من علماء الزيدية ، إن هؤلاء العلماء اذا لم يقولوا كلمة الحق في مثل هذه الأمور فإن صمتهم وهم في هذا المستوى وإعتقاد الناس فيهم ذنب كبير سيسألهم الله عنه يوم الوقوف بين يديه.
ولنعد الآن الى موضوعنا فنقول :
لا يكون الزيدي زيدياً إلا بإعتقاد عدة أمور أساسية نقتصر اليوم على ذكر بعضها ، ومن لم تتوفر عنده هذه المعتقدات فليس زيدياً :
الأولى : نفي التجسيم والتشبيه عن الله تعالى فالله سبحانه وتعالى ليس له يد ولا أذن ولا عين ولا رجل ولا ساق تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، فهو لا يحتاج الى شئ من الأعضاء ليعمل بها لأنه أجل من ذلك و أعظم ، والزيدية يؤولون كل الآيات التي وردت في كتاب الله ، عن يد الله أو عينه أو سمعه أو بصره بأن المراد العلم الحقيقي الكامل وأنه يسمع كل شئ ويرى كل شئ ويعلم ما في الصدور ، دون آلة من عين أو أذن أو رجل أو قدم أو ساق ، ولا يكون المسلم زيدياً يتبع مذهب آل رسول الله المطهرين إلا بهذا الإعتقاد ، وهذا غير متوفر عند إخواننا أهل السنة ، فإنهم لا ينفون التجسيم نفياً قاطعاً كما يفعل الزيدية ، ولا يفسرون الآيات ويعرفون معانيها العربية الصحيحة ، وأنها لغة عربية فصحى لا يدركها إلا من رقى حسه وعلا فهمه ، فالله عز وجل عندما يقول في كتابه العزيز (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) ، فالذي لا يدرك أن المراد بقوله تعالى (يد الله مغلولة) إنما المراد به البخل والتقتير وعدم الإنفاق وأن المراد بقوله جل وعز (بل يداه مبسوطتان) هو الكرم والجود والانفاق العريض الكبير، وليس هناك يد ولا يدان ، إن الذي لا يدرك ذلك ففهمه قصير ، وحسه غليظ ، وإدراكه متدني ، وقد سأل بعض الصحابة في حديث صحيح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، فقال يا رسول الله : إنني وضعت خيطين أسود وأبيض ولكني لم أتبينهما إلا بعد طلوع الفجر وأذانه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (إنك لعريض الوساد إنما المراد كذا) وفسر له الآيه ، وقوله إنك لعريض الوساد فإنه يكني بتلك العباره أنه بليد لا يفهم.
وهكذا من لم يفهم معاني الآيات وسموّها ، ولقد قال إخواننا أهل السنة ما هو أعظم من ذلك حيث أوردوا حديثاً لا أدري كيف أنطلى على علماء كبار منهم ، إلا أن يكون عدم تقديسهم لله سبحانه وتعالى وقدره حق قدره ، وأن ليس لله في قلوبهم مكانته العظمى التي لا تكون الا له ، ورغبتهم في اتباع الروايات للأحاديث ولو كانت تضع من قَدر الله ومكانته التي تليق به جل وعز ، فقد رووا حديثاً ينافي تنزيه الله وتعظيمه منافاة كاملة ، وذلك الحديث المدسوس الذي رووه فقالوا ما معناه إن الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يتجادل مع بعض خلقه بعد أن يلقاهم في بعض عرصات القيامة ، وهو يبحث عن من بقي هناك بعد أن صار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار فيبحث عن من بقي ويلقى أخيراً بعض المتأخرين الذين لم يحاسبوا بعد فيسألهم ماذا تفعلون هنا ؟ فيقولوا : نحن منتظرون لربنا حتى يأتي فيقول : أنا ربكم ، فينكروا أنه ربهم ويقولون : لا ، لست ربنا ، فيؤكد لهم أنه ربهم ، فيصرون على الإنكار ويكررون : أنت لست ربنا ، وعندما يؤكد لهم مرة أخرى أنه ربهم ، يقولون : إن لنا علامة نعرف بها ربنا فيقول : ماهي ؟ ، فيقولون : نعرفه من ساقه (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً) ، فيكشف الله جل وعز عن ساقه ، فيعرفوه ويتأكدوا أنه ربهم ، فيقولون : نعم أنت ربنا ، ويحاولون أن يسجدوا له فلا يستطيعون ، ذكر هذا كثير من المفسرين السنة عند تفسير قوله عز وجل (يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون) ، وفي هذا استهزاء بالله جل وعز ما بعده استهزاء ، وتحقير ما بعده تحقير ، فكيف يمكن أن يلقى الله جل وعلا بعض خلقه وهو يبحث عن من بقي في عرصات القيامة بعد انتهاء الحساب ، وهو يقول عن نفسه إنه (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) ، ويقول (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) ، ويقول جل وعز على لسان عبده الصالح لقمان وهو يعظ ابنه (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله) ، ويقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في دعاءه المأثور (يا من يعلم عدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار ويعلم ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ولا تواري منه سماءٌ سماءً ولا أرضٌ أرضاً ولا بحرٌ مافي قعره ولا جبلٌ ما في وعره اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه) ، فكيف يغيب على من لا تواري منه سماءٌ سماءً ولا أرضٌ أرضاً ولا بحرٌ ما في قعره ولا جبلٌ ما في وعره كيف يغيب عنه معرفة من بقي في عرصات القيامة فيضطر الى المشي هنا وهناك للبحث عن المتأخرين تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، ثم لماذا هذا الجدل بين الرب العظيم الكبير المتعال وبعض خلقه وإنكارهم إياه أنه ربهم وقولهم له بكل وقاحة واستهتار لستَ ربنا عدة مرات ، إنه لو دخل علينا ملك من الملوك أو أمير من أمراء المخلوقين أو رئيس جمهورية من الذين يأكلون ويشربون ويتغوطون ويطويهم الموت بعد أيام أوشهور أو سنوات ، لو دخل علينا أحدهم لعرفناه بمجرد ظهوره ، فكيف يخفى عن هؤلاء فاطر السماوات والأرض الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، رغم عظمته وجلاله وعزته وقدرته ألا يستحي أولئك مما يقولون ، ثم كيف يُعرَف ربنا العظيم الكبير المتعال من ساقه لا من وجهه ولا من نوره (ولو على طريق المجاز) ، وأين عظمته وجلاله وقدرته وكبرياؤه ، .. يالطيف يالطيف .. إنني أخشى أن تنزل صاعقة من السماء وأنا أكتب ما قالوا ولكني والحمدلله أعرف أن رواية الكفر لا تعد كفراً ونقل كلمة الكفر لا تجعلك كافراً ، ثم كيف يضطر ربنا العظيم الكبير المتعال جل وعلا أن يكشف عن ساقه أخيراً لكي يعرفه بعض عباده ويقرون له بالربوبية في يوم الجزاء الأعظم وهو في ذلك اليوم (مالك يوم الدين وملك يوم الدين) ، هل يمكن أن يكون الملك المالك غير معروف إلا إذا كشف عن ساقه فهو في رأيهم في ذلك اليوم العظيم مسكين يحتاج الى أن يكشف عن ساقه حتى يعرفه بعض خلقه ، ثم ماذا كان يلبس ؟ فمادام كشف عن ساقه فإنه لا شك كان يغطيها بشئ فماهو هذا الشئ ؟ ، هل كان يلبس ثوباً ؟ ، وهل كان ثوباً حجازياً ؟ ، أم قطرياً أم من أثواب الخليج ؟ ، أم برداً يمانياً ؟ ، (أم فوطة عدنية ؟) ، أم بنطلون ؟ ، ومانوع هذا الثوب ؟ ، هل من الصوف أو من القطن أم ماذا ؟!!! ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، إنه أعظم وأجل وأكبر من كل هذه الروايات الهزيلة القبيحة الكفرية المدسوسة.
ومن العجيب الغريب أن يورد هذا الحديث المدسوس العلامة محمد بن علي الشوكاني في كتابه في التفسير المسمى فتح القدير ، وهذا الكتاب لا يوجد عندي الآن وأنا في ألمانيا ، حيث أنني بعيد عن أهلي وأموالي وأولادي وعن كتبي ومراجع بحثي ، وإلا لكنت نقلت كلامه بالنص ، ولكني أتذكر أني قرأت ذلك في كتابه فتح القدير عند تفسير قوله تعالى (ويدعون الى السجود فلا يستطيعون) ، فقد نقل في تفسير الآيه من بعض تفاسير المتقدمين تفسيراً واحداً أو اثنين أو ثلاثة ثم قال ما معناه : ولكن هناك تفسيراً آخر أصح وأصدق ثم استشهد بالمثل (وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل) ، ثم أورد الحديث المذكور ، وأورد هذه القصة الغريبة السيئة والجدال بين الله وخلقه ، وأنه سيكشف عن ساقه ليُعرَف ، وأظنه أختصر الحديث ، ولكنه على كل حال أورد أن الله سيكشف عن ساقه ليعرفه أولئك المنكرون لربوبيته وأنهم عرفوه من ساقه ثم حاولوا السجود فلم يستطيعوا ، وهو بذلك قد أثبت تجسيم الله ، وأثبت ما فيه الكفاية من التجسيم والسخرية والتحقير ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، نسأل الله أن يغفر لنا وللمؤمنين ، وهذا العلامة الشوكاني الذي أورد هذا الحديث ووصفه بأنه نهرالله وأنه يبطل نهر معقل ، هو كما قلنا ممن يقول المتآمرون على المذهب الزيدي لأبناءنا في مدارس الزيدية ، أنه يمثل الزيدية الحقة ، وأنهم إذا اتبعوه فسيكونون زيدية تمامًا تمامًا كما كان أباؤهم وأجدادهم ، فأي تدليس وتغرير وافتراء أشد من هذا على أطفال في عمر الزهور رغم إرادة آباءهم ، وتحويلهم عن مذهب آل رسول الله المطهرين ، الذين ينزهون الله عز وجل عن كل ما لا يليق به ويجلونه ويعظمونه كما أراد وكما يليق به جل وعلا وكما هي الحقيقة التي لا ريب فيها ، اتباعاً لكتاب الله ثم لكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهديه في تعظيم ربه ، ثم كلام الإمام علي عليه السلام ، ثم ذريته ومن اعتقد معتقداتهم ودان بها من المؤمنين حتى اليوم.
ومن هنا يعرف المطلع أن البعض من إخواننا السنة يقولون : أن لله يداً ورجلاً وساقاً ويغطون على هذا الكلام التجسيمي التشبيهي بقولهم : له عين كما تليق به وأذن كما تليق به الى آخر تلك التلفيقات التي لا يجوّز الزيدية الاعتقاد بها ، وقد أوضح ذلك العلامة الدكتور فرحان المالكي ، فكيف يمكن أن يقول المدرسون لأبناء الزيدية إنهم اذا اتبعوا من يقول ويعتقد هذه المعتقدات فإنه لا يزال زيدياً.
نسأل الله تعالى أن يجيرنا من الضلال والإضلال ، وأن يهدينا الى سواء السبيل وأن ينقذ بلاد اليمن الميمون من هذه الهجمة الشرسة التي لا ترضي الله ولا تهدي العباد ولا تنفع البلاد.
وللبحث إن شاء الله بقية.
والله الهادي الى سواء السبيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين الأكرمين آمين اللهم آمين يا رب العالمين.
حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وعلى الله توكلت.
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

من هم الزيدية 2.. وتعليقات مأرب برس
/ ابراهيم بن محمد الوزير
Saturday 08 November 2008 12:14 am
مأرب برس


أهل السنة من غير التكفيريين هم إخواننا نحبهم ونحترم علماءهم

التعايش مطلوب ومرغوب ، والإلغاء مكروه ومرفوض

الحب في الله والتعاون واجب اسلامي نفعه كبير ، والحسد والكراهيه حرام وضررها خطير

الحمدلله رب العالمين حمدا ً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله النبي الأمي الصادق الأمين وعلى آله الذين بذلوا نفوسهم و أموالهم في حراسة هذا الدين ، والمحافظة عليه من التغيير والتبديل ، وأصحابه الذين عملوا في سبيل بناء صرح الإسلام العظيم واتبعوا نهج رسول الله رب العالمين ، وبعد : -

فقد كنت كتبت مقالاً تحت عنوان (من هم الزيدية؟) ، اردت أن أبين فيه بعض الفوارق بين معتقدات الزيدية ، ومعتقدات بعض الفرق الأخرى الإسلامية ، حتى لا يختلط الأمر على المدرسين والطلبه وغيرهم من أبناء الفرقة الزيدية ، وذلك عندما بلغني أن بعض المدرسين السلفيين يدرسون في مدرسة الشهيد عبدالله الوزير – وهي المدرسة الواسعة الإبتدائية الثانوية للبنين والبنات التي تكرمت ببناءها دولة الكويت الشقيقة جزاهم الله عن اليمن واليمنيين خيراً – حيث أن بعض المدرسين كما بلغني يدرسون في تلك المدرسه وفي غيرها من المدارس الحكومية معتقدات ومذاهب أخرى ويقولون للأولاد الصغار : هذا هو المذهب الزيدي ، تدليساً وتغريراً.

وقد بدأت في ذلك المقال بالكلام عن التجسيم والتشبيه ، على أن أتكلم عن الجبر وغيره في مقالات قادمة ، وأوضحت أن الزيدية لا يعترفون بأن لله أيدياً وأرجلاً ، وساقاً ، تنزيهاً لله عز وجل فالله عز وجل أجل وأعظم من أن يحتاج الى يد يعمل بها أو رجل يمشي بها ، أو ساق يُعرف بها عند كشفها ، وما جاء في كتاب الله من كلمة اليد والعين وأمثالها ، فهو عند الزيدية مجاز ، يعبر عن المعنى لا عن الأعضاء الجارحة ، وقد نشرت مقالي ذلك في صحيفة البلاغ ، كما نشر أيضاً عبر الإنترنت في موقع مارب برس ، وهو الموقع الذي ينشر الرأي والرأي الآخر دون تحيز.

وجاءت الردود عبر الإنترنت من أولاد لنا صاخبة صارخة ، وأريد أن أعلق على بعض ماجاء في ردودهم.

اولاً : - أن تلك الردود جاءت من أولاد لنا أكثرهم لم يدرسوا ولم يتعلموا ، بدليل أنهم لا يفرقون في كلامهم بين المنصوب والمرفوع والمجرور والمجزوم ، ولا بين الفاعل والمفعول ، مما يدل على أنهم لم يتعلموا ، وإنما سمعوا وتأثروا ثم تعصبوا ، وأنا أنصحهم بكل حب وود ، رغم قسوة كلامهم بأن يدرسوا على أيدي علماء فاهمين عارفين غير متحيزين فترة طويلة ، حتى يعرفوا ما قال أصحاب هذا الرأي وما قال أصحاب الرأي الآخر ، وأدلة كل فريق ، ومن أخذ من العلم بحظ وافر ، فإنه يعرف أن لكل فريق من المسلمين أدلته وبذلك لا ينفعل ولا يشاكس ولا يغضب ولا يتهم.

وقد أعجبني من تلك الردود رد بعضهم بارك الله فيه ورعاه ، حيث قال حسب كلامه بالحرف الواحد ( يتبين لي من المقال أن الكاتب يقصد بأهل السنه هم الوهابية القادمين من نجد ...... والذين يكفرون غيرهم ولا يقصد الكاتب المذاهب الأربعه الذين لا يكفرون أحداً طوال ألف وأربعمائة عام ..) ، وأريد أن أقول له ولكل القراء نعم أنا لم أقصد غير أولئك السلفيين التكفيريين ، الذين درسوا خارج اليمن أو تأثروا بمن درس خارج اليمن ، ثم عادوا الى البلاد وبدأو في نشر أفكارهم ، واتهموا غيرهم من المسلمين من زيدية وشافعية وصوفية وأشعرية وكل المذاهب الإسلامية بأنهم مبتدعه بل كفرة ، وليس في الدنيا متمسكاً بالاسلام الصحيح وسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم سواهم ، أولئك من قصدت بكلامي ، أما إخواننا أهل السنة من شافعية أو أحناف أو غيرهم فمعاذ الله أن نقول عنهم أو نذكرهم الا بخير وهم إخواننا وأحبابنا ، نحبهم جميعاً ، ونحترم علماءهم ، ونتقرب الى الله سبحانه وتعالى بحب الصالحين منهم ، ونسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولهم ، وأن يرحمنا وإياهم ، وأن يجمعنا في جنات النعيم على سرر متقابلين.

وقد ذكرت بالاسم بعض احبابنا أولئك ومن نقدرهم من إخواننا أهل السنة في اليمن في مقالي ذلك ، ولكن الردود من أولئك التكفيريين جاءت تندد بي وتنزل علي وعلى إخواني أهل السنة الذين ذكرتهم ، وقد قال أحد المعلقين الذين ردوا علي وهو الذي سمى نفسه مغترب رقم 35 قال بالحرف الواحد :

(ان الذين تغنيت بأسمائهم من السنة هم من أرباب الفكر الصوفي المنحرف ولا يمثلون السنة وليس عجيب أن تتقرب على الله بحبهم ما داموا على فكر التزمير والموالد)

وهذا يدلك أن هؤلاء لا يرضون عن أحد إلا عن أنفسهم أما بقية المسلمين فهم حسب زعمهم أهل بدعه وضلال !!! ، وهل يعقل أن يكون السيد العلامة الحجة المجتهد التقي النقي عبدالله الحداد رضي الله عنه لا يمثل السنة وليس من أهلها ؟!!!! ، ومن يمثل السنة إذن ؟!!! ، هل هم هؤلاء الذين يكفرون المسلمين ويتهمون الجميع بأنهم أهل بدعة وضلال ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انا لله وانا اليه راجعون.

والبعض الآخر من المعلقين ، يطالبني بالصمت والسكوت ، ويقول : الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ، وأقول لهؤلاء : صدقتم الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها وأؤلئك التكفيريون هم الذين أيقظوها ، فقد كنا في اليمن زيدية وشافعية نتعايش ، وليس بيننا وبين إخواننا الشافعيه أي خلاف أونزاع مذهبي ، يأتمون بنا في الصلاة ونأتم بهم ، حتى جئتم أيها التكفيريون ، فأيقظتم فتنة عمياء ، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.

واسمع أيها القارئ المسلم رد أحدهم على مقالي وهو يقول عن الإمام الهادي رضي الله عنه أنه ضال مضل ، واليك نص بعض كلامه أنقله للقارئ بالحرف الواحد :-

(المذهب الزيدي الذي كتبه الإمام زيد بن علي رحمه الله تعالى كتبه على مذهب السلف ولم يخالف في معتقده أهل السنة والجماعة وعلى هذا سارت الزيدية حتى أتى من يسمونه بالإمام الهادي وهو ليس إلا ضال مضل)

وها أنت ترى أنه يقول عن الإمام الهادي أنه ضال مضل ، ويقول إن الإمام زيد رضي الله عنه كتب المذهب الزيدي مما يدل على جهله وعدم معرفته بشئ.

ولا يجوز لي بعد هذا الكلام ، ولا لإي زيدي ، ولا لإي مسلم أن يسكت بعد سب ولعن وتضليل علماء المسلمين وأئمتهم ، ويصبح السكوت بعد هذا جريمة كبرى.

وهذا الشخص وأمثاله إنما هو صدى لوسائل الإعلام الحكومية ، والأهليه المأجورة ، التي فتحت الباب لسب و شتم وتسفيه علماء الزيدية ، وأئمة اليمن الأتقياء المجتهدين الموحدين الذين أثروا الفكر الإسلامي في اليمن وجعلوه فريداً رائعاً وسطاً بين المذاهب الإسلامية ، والذي هو مفخرة لليمن واليمنيين لو كانوا يعقلون.

ولو قد خسر أبناء المناطق الشمالية اليمنية من حاشد وبكيل ومذحج هذا المذهب العظيم ، لخسروا شيئاً كبيراً من عدة وجوه :

أولاً : إن المناطق الشمالية الشرقية من اليمن وهي المناطق الزيدية ، ليس لهم تراث وذكر في التاريخ الاسلامي كله ، سوى تاريخهم مع الأئمة ، وتراثهم ومؤلفاتهم ومؤلفات أجدادهم كثيرة ورائعة وفريدة ، وفيها فكر نير ونقاش وآراء عظيمة ، واليوم يعبث بها السلفيون التكفيريون ، ويطمسون ويقضون على تاريخ المنطقة وتراثها ، أمام أعين الزيدية المشغولين بالدنيا وجمع حطامها ، ونسوا تاريخهم وتراث آباءهم.

ثانياً : في وجود التنوع في المذاهب والاجتهادات الاسلامية في اطار الثوابت المعروفه من الدين بالضرورة إثراء للعلوم الاسلامية والفكر الاسلامي ، والاجتهادات في اليمن ، وتنوع مستحب ومفيد ، ولا يوجد في الأقطار العربية قطر متنوع الثقافات الاسلامية ، مثل اليمن ، فبقية الأقطار العربية والإسلامية إما شيعية خالصة أو سنية خالصة ، بينما اليمن يوجد فيها الشيعة الزيدية والسنة الشافعية وكلهم متآخون متحابون متعاونون ، وكل بلد عربي أو إسلامي يحرص على معتقداته ومذهبه الإسلامي إلا أبناء اليمن الذين يهدمون بيوتهم بأيديهم ، ولا حول ولا قوة الا بالله.

ومما يوجع الفؤاد أن عملية التخريب هذه تأتي على أيدي أناس هم من الزيدية وأبناء الزيدية ، وكان آباؤهم من خلص الزيدية ، ومن أكثر الناس حباً لآل رسول الله المطهرين ، وتمسكاً بمذهبهم الزيدي العظيم ، فأصبحوا يقضون على تراثهم ويجنون على وطنهم ويهدمون بيوتهم بأيديهم وأيدي السلفيين التكفيريين ، وسيقفون بين يدي ربهم جل وعز ليسألهم عما كانوا يعملون ، وكيف اجترأو على الهدم والتخريب لما هو قائم ، إما عن جهل وعدم معرفه ، وإما عن حسد وحقد وكراهيه وكلاهما لا يرضي الله سبحانه وتعالى ، وسيكون عملهم هذا خزياً لهم في الدنيا ومسئولية عظمى بين يدي الله.

ونحن علم الله مستعدون للصمت وعدم الكلام ، وأن نهتم بمصالح بلادنا ورقيها ، وتوفير احتياجات المواطنين ، لاسيما المستضعفين منهم ، لإنها من أهم ما يجب التحدث عنها والمطالبة بها ، لولا أنهم آذونا قصداً ليشغلونا عن مطالبتهم بحقوق الوطن والمواطنين ، فإذا كان أولئك الذين يطلبون منا الصمت يحبون الوطن وإخوانهم من أبناء اليمن ، فلنصمت جميعاً ، وليتركوا محاولة الإلغاء ، والقضاء على معتقدات مذهب عظيم من مذاهب اليمن ، ولنوحد صفوفنا لخدمة بلادنا ، وإرضاء ربنا ، أما أن نسكت وهم يتكلمون ، ونهدأ وهم يعملون ، ونقف وهم يشتغلون ، فذلك إن شاء الله مالا يكون ، ذلك إن شاء الله مالا يكون ، اللهم اياك نعبد واياك نستعين.

وأريد أن أقول للذين يَعِدُون الآخرين ويوهمونهم بأنهم بعملهم هذا إنما يوقفون المد الشيعي في اليمن بينما هم أذكوا وأشعلوا التشيع في نفوس اليمنيين ، بهذه الهجمة الشرسة ، وأعادوا حب آل رسول الله وأحيوه في النفوس

وقد ازداد الناس في المناطق الشمالية تشيعاً وحباً لآل محمد أكثر مما كانوا عليه بكثير ، وذلك بسبب الحرب النفسية والمعاملة السيئة والقتل والقتال المستمر ضد بني هاشم وضد الزيدية ، مما أدى الى ردود فعل نفسية وعملية ، فأصبحوا يتشبثون بحب آل رسول الله أكثر مما كانوا عليه ، ولم تنفع ولن تنفع أبواق الدعاية ضدهم ، وضد بني هاشم ، بل لفتت الآخرين الى ما يعانيه الهاشميون في اليمن ، وإلى أهمية الفرقة الزيدية ، وجعلت الناس يتساءلون لماذا محاولة إلغاء هذا المذهب العظيم من اليمن؟ ومن المستفيد من ذلك؟ ، ولا شك أن السياسة تلعب دوراً كبيراً في محاولة الإلغاء ، فلمصلحة من محاولة الإلغاء ومن هو المستفيد؟.

ولقد كنا ندعو الى المساواه وترك محاولة الإلغاء لينتهي كل تميز ، ولنصبح جميعاً مواطنين إخواناً متعاونين ، ولكن المتنفذين في السلطة لم يسمعوا ولم يستجيبوا ، وتركوا أبواق الدعاية تسب آباءنا وأجدادنا ، وآباء الزيدية وأجدادهم ، فكانت النتيجة عكسية ، ولعلها إرادة الله ، وكما قال الشاعر :

وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسودِ

ولا حول ولا قوة الا بالله.

ولايفوتني أن أشير الى ما جاء في كلام بعض أولئك المعلقين على مقالي وهو من يقول أنني عندما تكلمت عن العلامة اليمني الشهير محمد بن علي الشوكاني ، فإنما كان في نفسي عليه شيئ ، مع أنني لم أقل عنه في ذلك المقال إلا خيراً ، وإنما قلت كيف أنطلت على العلامة محمد بن علي الشوكاني ، مسألة أن لله عز وجل ساق ، وكيف لم ينظر الى عظمة الله عز وجل ، الذي هو أعظم وأجل من أن يكشف عن ساقه ليعرف ، أو ليسجد له عباده وتتيبس ظهور المشركين والكفار ، الذين لم يكونوا يسجدون له في الدنيا ، كما جاء في بعض الأحاديث وهي أحاديث موضوعه لا شك ولا ريب في ذلك ، لأنها تخالف قول الله عز وجل (ليس كمثله شئ).

ولئن كان يمكن أن تُحْتَمَل آراء الذين يقولون بأن لله يداً وعيناً لإنها قد جاءت هذه الكلمات في كتاب الله وهم يؤمنون بها حرفياً تصديقاً لما جاء في كتاب الله ، بينما الزيدية يقولون أنها مجاز تنزيهاً لله عز وجل ، والكل على خير ، فلإن كان يمكن احتمال هذا الكلام و التصديق به لحمل الجميع على السلامة ، فإن التصديق بمسألة الساق لايمكن أن تكون محتملة أو يصدقها مسلم واعي يعرف عظمة الله وجلاله وأنه ليس كمثله شئ ، ولم يأت في كتاب الله أن الله يكشف عن ساقه ، وإنما جاءت الآيه (يوم يكشف عن ساق) هكذا لفظة ساق نكرة ليست مضافة الى شئ ، لا إلى الله ولا إلى غيره ، والمراد بها التعبير عن هول يوم القيامة كما كانت العرب تقول : (كشفت الحرب عن ساق) ، إذا استحرّ القتال وحمي الوطيس ، لأن المحارب اذا اشتد القتال شمر وكشف عن ساقه استعداداً للقتال الشديد ، الذي لا بد له أن يخوضه ، فاستعارت العرب الكشف عن الساق ونقلته من المحارب الى الحرب ، وقالت : (كشفت الحرب عن ساق) ، وقد جاءت الآية الكريمة تعبيراً عن هول يوم القيامة وشدته ، وليس للآيه معنىً غير هذا.

وما كنا نريد أن نتكلم عن مثل هذه المواضيع في صحف عامه لولا العمل الجاري على قدم وساق لمحو معتقدات الزيدية وإلغاء مذهبهم ، ولا حول ولا قوة الا بالله.

وعندي وعند الزيدية أن من قال أن لله ساقاً فقد أخطأ خطأً فاحشاً ، مهما كان له من علم ومعرفة ، (وكل بني آدم خطّاءون وخير الخطّائين التوابون) ، كما يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

فلم نقل عن العلامة محمد بن علي الشوكاني الا خيراً.

وكذلك العلامة محمد بن ابراهيم الوزير فإنه لا ينكر علمه وفضله وتقواه.

وكذلك السيد العلامة محمد بن اسماعيل الأمير فهو من أفضل وأتقى علماء اليمن ، ويكفيه فخراً وفضلاً وأجراً ، قصيدته (التحفة العلوية) ، التي أثنى فيها وعدد فضائل كثيرة من فضائل الإمام علي عليه وعلى رسول الله الصلاة والسلام ، والتي مطلعها :

(تحفة تهدى لمن يهوى عليا)

رضي الله عنه وأسكنه فسيح جناته وجمعنا وإياه في جنات النعيم.

ويحتج البعض بقولهم كيف تسمي الفرقة الزيدية نفسها بأنهم زيدية وهم يتبعون الإمام الهادي ، وهذه هي المتكأ الذي يتكأون عليه ليقولوا أن الفرقة الزيدية في اليمن ليسوا زيدية ، وإنما هم هادوية ، ولتوضيح هذا نقول : إن الفرقة الزيدية في اليمن تتبع الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في أصول الدين والعقائد ، ويتبعون الإمام الهادي رضي الله عنه في الفروع ، فمسائل التوحيد و العقيدة هم على طريقة ومنهج الإمام زيد ، وهي الأصل في الإسلام والأساس الذي تبنى عليه بقية تعاليم الدين الحنيف ولهذا سموا زيدية ، بينما هم يتبعون الإمام الهادي في مسائل الفروع ، وبهذا يرتفع الإشكال ، وتتبين الحقيقة.

كما علق البعض على مقالي آنف الذكر وعلى قولي (هل يعقل أن الله جل وعز يكشف عن ساقه وإذا كان قد كشف عن ساقه فإنه ولا شك كان يغطيها بشئ فماهو هذا الشئ أم أنه كان يلبس ثوباً وماهو هذا الثوب ، هل كان ثوباً حجازياً ، أم قطرياً أم من أثواب الخليج ؟ ، أم برداً يمانياً ؟ ، (أم فوطة عدنية ؟) الخ ، وقال هذه جرأه على الله سبحانه وطالبني أن استغفر الله عسى الله أن يغفر لي ، فأقول : إنما كان استفهامي الوارد في كلامي استفهاماً استنكارياً لإنكار ذلك وليس لإثباته ، وهو معروف في اللغه العربية ، والذي يجترأ على الله إنما هو الذي يقول بكشف الساق وليس الذي ينفيه ، ومع ذلك فإنني أستغفر الله العظيم وأتوب اليه اذا كان في كلامي هذا وتعبيري ، أو في أي كلام أو نية أو اعتقاد أو عمل صدر مني طيلة حياتي ، وفيه مالا يرضي الله ، فإنني أستغفر الله العظيم ، وأتوب اليه منه ومن كل ذنب أذنبته ، ومَن مِن المخلوقين لا يذنب غير المعصومين من أنبياء الله ورسله وصالحي عباده ، وقد علّمنا الله جل وعلا أن نقول ، وأقول كما علّمنا ربنا (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) ، (ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين).

ولنستغفر الله جميعاً ولنعد الى الله ولنترك الحسد والكراهية ومحاولة الإلغاء ، وإدعاء البعض أنهم على الحق وغيرهم من المسلمين على باطل ، ولنكن إخواناً في الله أعواناً على مايرضي الله ، ولنتعاون لمصلحة أبناء هذا البلد الذي سيسألنا الله جميعاً عن كل ما يقع فيه من ظلم وحيف وجور وافساد ، فالمسئولية مسئولية الجميع والتعايش واجب ، والإلغاء مرفوض ، والحب في الله عمل عظيم يرضي الله ، والحسد والكراهية ذنوب تغضب الله وتضر جميع أبناء الوطن ، ومن استجاب نفع نفسه في الدنيا والآخره ، ومن لم يستجب فعلى نفسه جنى ، والله ولي الهداية والتوفيق.

حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وعلى الله توكلت.
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

من هم الزيدية 3/ 3
ابراهيم بن محمد الوزير
Sunday 23 November 2008 08:17 am
مأرب برس - خاص

المسألة الثانية : - مما يعتقده الزيدية ويؤمنون به هو تنزيه الله جل وعز عن الجبر ، فالله سبحانه وتعالى خلق الانسان وجعله مخيراً يعمل مايشاء دون جبر أو اكراه ، ولأن الانسان مخير فيما يعمل فقد استحق الثواب والعقاب ، فإذا اختار طريق الخير وعمل الصالحات استحق الثواب من الله جل وعلا ، وإذا اختار طريق الشر استحق العقاب ، فالثواب والعقاب إنما هو جزاء لعمله الذي اختاره بمحض إرادته دون جبر أو اكراه ، والذين يقولون أن الله عز وجل قدر لأناس أن يسيروا في طريق الخير ويعملوا الصالحات ، وقدر على أناس منذ خلقهم أن يسيروا في طريق الشر ويعملوا السيئات ، ولا يستطيعون الفكاك مما قدر عليهم فهم ينسبون بكلامهم هذا الى الله سبحانه وتعالى الظلم ، لأنه هو الذي ساق المسيئين الى السيئات سوقاً لا فكاك لهم منه ، ثم عذبهم على عملهم الذي هو من صنعه هو ، فهم بذلك يجعلون الله ظالماً ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

والقدر عند الزيدية كسائر المسلمين حق لا ريب فيه ، ولكن الله يقدر ما يشاء من الأعراض الطبيعيه ، مثل الصحة والمرض والرزق وأحوال الأرض ، من أمطار ورياح وزلازل ، وغير ذلك مما ليس في إمكان البشر عمله ، أما بالنسبة لعمل الإنسان فإن القدر – على الصحيح - حاصل أيضاً غير منكور ، ولكن الله يقدر للعبد بالنسبة لعمله ما اختاره العبد لنفسه فإذا اختار عمل الحسنات ، فذلك قدره الذي قدره الله له ، وأقدره عليه ، وإن اختار عمل السيئات فذلك قدره الذي أقدره الله عليه ، وقد اختاره لنفسه دون جبر أو اكراه ، فالقدر بالنسبة لعمل الإنسان علم من الله سابق لا سائق.

وقد أنكر الله عز وجل في كتابه العزيز على الذين يعملون المعاصي ثم ينسبونها الى الله عز وجل فقال تعالى (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالاتعلمون ، قل أمر ربي بالقسط) ، فالله لا يأمر بالفحشاء ولا يرضاها ، وقد بين الله عز وجل في الآيتين اللتين تلتا هذه الآيه أنه جل وعلا إنما يضل من اختار طريق الضلال فقال جل وعلا (فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلاله إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون) ، فالله لم يضلهم إلا لأنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ، فتأمل أيها القارئ قول الله سبحانه (فريقاً هدى ، وفريقاً حق عليهم الضلاله ، إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ) ، فلم يستحقوا أن يكونوا ممن حق عليهم الضلاله ، إلا لأنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ، وكذلك بالنسبة للهدى ، يقول الله جل وعز (والذين اهتدوا زادهم هدىً وآتاهم تقواهم) ، فلا يمكن أن تنسب الأعمال السيئه الى الله ، لأن ذلك قول الذين أشركوا يقول الله عز وجل (وقال الذين أشركوا لوشاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل الا البلاغ المبين) ، ولا يأمر الله سبحانه وتعالى إلا بالخير والحسنات ولا ينهى إلا عن الشر والسيئات ، يقول الله جل وعز (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) ، ولا يمكن أن يأمر الله سبحانه وتعالى أحداً بالعدل والإحسان ثم يسوقه الى الظلم والعدوان ثم يعاقبه على ذلك سبحان الله عما يصفون.

وقد ساند عقيدة الجبر الولاة المتسلطون على الحكم في بداية سيطرة الملك العضوض ، الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد ساندوا عقيدة الجبر ونشروها بين المسلمين حتى يقولوا أن كل ما فعلوه في الإسلام من ظلم وانحراف فهي إرادة الله عز وجل وعلى المسلمين أن لا يعارضوا إرادة الله ، فالوالي إذا استولى على السلطة دون مشاورة المسلمين فتلك حسب زعمهم إرادة الله ، ولا يصح أن يعترض أحد على إرادة الله ، وإذا استخلف الوالي ابنه المنحرف لتولي أمر المسلمين على كره من بقية الصحابه والتابعين فتلك حسب زعمه إرادة الله ، وعلى المسلمين أن يرضوا بما أراد الله ، وإذا استولى على المال العام وتصرف فيه بمزاجه في شراء الضمائر ، وكسب المواليين لاستمراره في منصبه ، وتصرف في أموال المسلمين بمزاجه وبعثرها على المواليين ، لحكمه وظلمه ، فتلك حسب زعمه إرادة الله والمال مال الله ، وهو خليفة الله يفعل في مال الله ما يشاء ، ولا يجوز لأحد أن يعترض على إرادة الله وقدره ، وهكذا كانوا يعملون السيئات وينسبونها الى الله عز وجل.

واختيار الانسان لعمله دون جبر او اكراه او قدر مسبق محتم لا يستطيع الانسان أن يخرج منه ، هذا الاختيار هو مذهب وطريقة آل رسول الله المطهرين منذ عهد الإمام على بن ابي طالب عليه السلام ثم الإمام زيد عليه السلام ثم الإمام الهادي ثم أئمة الزيدية وعلماؤهم الى يومنا هذا ، وهو مذهب الزيدية ، فمن كلام للإمام علي عليه السلام وقد رد على الشامي الذي سأله أكان مسيرنا الى الشام بقضاء وقدر ، بعد كلام طويل هذا مختاره ، قال عليه السلام (ويحك لعلك ظننت قضاءً لازماً وقدراً حاتماً ، ولو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب ، وسقط الوعد والوعيد ، إن الله سبحانه أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلف يسيراً ، ولم يكلف عسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يُعص مغلوباً ، ولم يُطع مكرهاً ، ولم يرسل الأنبياء لعباً ، ولم ينزل الكتاب للعباد عبثاً ، ولا خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً ، ذلك ظن الذين كفرواً فويل للذين كفروا من النار).

ويقول الإمام الهادي رضي الله عنه (لوكانت الأعمال جميعاً بقضاء الله وقدره وأنه سبحانه شاءها وقدرها وأرادها ، لما كان بين الطاعة والمعصية فرق ولكان من عمل الحسنة أو من عمل السيئة فهو لله مطيع ولإرادته منفذ ولمشيئته مؤدي ، ولو أن الله قضى على قوم بالمعصية لا يقدرون عمل غيرها وقضى على آخرين بالطاعه له ، وبالعمل بما يرضيه ، فإلى من أرسل الأنبياء وإلى من دعوا ومن خاطبوا وعلى من احتجوا وما وجه حاجة العباد اليهم وقد أرسلهم الى قوم منعهم من طاعته ؟ ، أفتراه أرسل المرسلين عبثاً ؟ ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ، إنما أرسل الرسل يدعونهم الى ما هم قادرون عليه) ، نقلاً عن (يحيى بن الحسين ، الرد على المجبره والقدريه ضمن رسائل العدل التوحيد) ، (ولقد اعتبر الهادي رضي الله عنه القول بالجبر حجة الظالمين والفاسقين ، وأن موافقتهم على ذلك تمكين لهم في ظلمهم وفسقهم ، وأن القول بحرية الارادة مبدأ الدعاه والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، والمناهضين لحكام الجور).

وعقيدة الجبر هذه قد أضرت بالمسلمين في تأريخهم الطويل وهي السبب الرئيسي لوصول المسلمين اليوم والعرب منهم على الأخص الى ما وصلوا اليه من ضعف وهوان ، وهي السبب في تخاذل المسلمين وابتعادهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصحيح أوضاعهم ، لاعتقادهم الذي ُصب في آذنهم أن كل ما يقع من ظلم وجور وانحراف ، إنما هو قدر الله الذي لا يصح أن يعترض عليه أحد ، كما أدت الى التواكل والكسل ، والإهمال ، اعتماداً على الغيب دون جد ونشاط وعمل ، وأنت إذا رأيت بعض المدن التي يوجد فيها أحياء للمسلمين وأحياء للمسيحيين ، تجد أحياء المسلمين مليئة بالأوساخ والقاذورات لأن ساكنيها كسالى مهملون ، وما ذلك الا نتيجة الانتظار للغيب بدون عمل ، وهو نتيجة الفهم الخاطئ للقدر ، فهم كسالى مهملون لا يعملون ، ثم إذا رأو غيرهم قد تقدموا عليهم بسبب نشاطهم وجدهم تحايلوا وغشوا وخدعوا رغبة في اللحاق بالعاملين المجدين من أقرب طريق ، وهكذا يكونون قد أذنبوا أولاً بالإهمال والتكاسل ثم أذنبوا ثانياً بالتحايل والوصول الى غاياتهم بالطرق غير المشروعه ، وكل ذلك بسبب عقيدة الجبر والقدر المحتوم.

وهكذا يبقى المسلمون في أوضاعهم المترديه لأنها حسب زعم القدريين المجبرين كلها بإرادة الله وقدره ، وعلى المسلم أن يرضى ، فلا تصحيح لشئ ، ولا انتقاد لشئ والظلمة يستمرون في ظلمهم والجهلة مستمرون في جهلهم ، وسوء تصرفهم ، واستيلاء ولاة الجور على بلاد المسلمين ، والعبث بأ موالهم ، وحرمان الفقراء والمستضعفين وتبديد الأموال في مصلحة الفرد ، كل ذلك في زعمهم ارداة الله ، وعلى المسلمين أن لا يعترضوا إرادة الله.

وهكذا اقصيت الأمة عن القيام بواجبها في تصحيح الأوضاع ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، مع أنها هي الصفة الأساسية للأمة الإسلامية قال الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ).

إن فهم القدر بمعناه الإيجابي الصحيح ، وهو ما يعتقده السابقون بالخيرات من آل رسول الله المطهرين منذ الإمام علي بن ابي طالب وحتى اليوم ، هوالذي سيؤدي الى عز المسلمين وجدهم للحصول على خير الدنيا ونعيم الآخره.

(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).

فأين الفاهمون ؟ أين المؤمنون الصادقون ؟ أين دعاة الإصلاح المخلصون ؟ أين هم ؟ أين هم ؟

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.

حسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير ، وعلى الله توكلت.
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

العلامة محمد مفتاح والديموقراطية والأطياف اليمنية والرئيس
ابراهيم بن محمد الوزير
Monday 11 August 2008 04:54 pm

مأرب برس – خاص

كلنا يعلم علم اليقين أن الرئيس علي عبدالله صالح قد أعلن عدة مرات أنه سيحكم اليمن حكماً ديموقراطياً ، قال ذلك في عدة مناسبات وقال : لاتراجع عن الديموقراطية بأية حال وقال في أحدى كلماته المعلنه وهو يخاطب الشعب : الخروج من مشاكل الديموقراطية إنما يكون بالتمسك بالديموقراطية ، وبالمزيد من الديموقراطية ، مما يدل على فهم رئيس الجمهورية للديموقراطية فهماً كاملاً وأنها الأنسب والأفضل للبلاد ، بل انها واجب محتم.

ورغم هذا الإعلان الواضح المتكرر ، الذي أعلنه الرئيس بلسانه بوضوح وتكرار ، تنتهك الأجهزة الحاكمة والسلطات الظالمة في بلادنا حقوق الإنسان ، وتسجن وتعذب ، وتؤدي ببعض المساجين الى المرض ثم الى الموت من شدة التعذيب ، وذلك دون إعلان عن أسماء من يعتقل وسبب إعتقاله ، والجهة التي أمرت بإعتقاله ، هل هو القضاء أم هو أحد أجهزة الدولة الأخرى

إن وثيقة حقوق الإنسان العالمية توجب على السلطة الإعلان عن أسماء المعتقلين فور إعتقالهم وتبيين أسباب إعتقالهم والجهة التي أمرت بإعتقالهم وجوباً حتمياً ، كما توجبه الشريعه وأوامر الدين ، وتوجبه الأديان السماوية ، المسيحية واليهودية والإسلام ، ويوجبه الدستور والقانون ، فلماذا لا تطبق السلطات في بلادنا ما يوجبه الله جل وعلا ، وما توجبه الأديان السماوية كلها ، وما توجبه الديموقراطية ، التي التزم بها الرئيس لجميع أبناء الشعب اليمني ، أمام كل الناس ، وأمام العالم كله.

إننا جميعاً وكل من يعرف العلامه محمد مفتاح ، يعلم علم اليقين أنه لا ذنب له ولا جريمة ، ولم يستخدم القوة في أي يوم من الأيام ولم يدع إليها ، وإنما هو رجل مؤمن نشيط يدافع عن معتقداته في إطار الدستور والقانون ، وإن إعتقاله وتعذيبه وإستخدام القوه ضده ، رغم أنه من علماء اليمن الزيدية المعروفين جريمة كبرى وفاجعة عظمى لا ريب فيها.

إن الإعتداء على العالِم الإسلامي الزيدي العلامه محمد مفتاح يعتبر إعتداءً على كل الطائفة الزيدية وعلى كل إنسان يمني من أبناء الزيدية بل على كل مواطن يمني في أي موقع كان.

إنني من هنا من ألمانيا وهي من أكبر دول أوربا بلاد الحريات الحقيقية ونبذ الظلم وتطبيق المبادئ السماوية التي جاءت بها الأديان في نبذ الكراهية والظلم والعنف ضد الإنسان ، إنني من هنا أناشد الرئيس علي عبدالله صالح أن يطبق ما التزم به للشعب اليمني قبل تسلمه السلطة وبعد تسلمه إياها ، وفي كثير من المناسبات بأنه سيحكم اليمن حكما ًديموقراطياً ولا تراجع عن الديموقراطية بأية حال من الأحوال ، ذلك ما أعلنه بلسانه عدة مرات وما التزم به ، واذا كانت السلطات تتصرف دون علمه فعليه ان يتابع قضية العلامه محمد مفتاح والعشرات من علماء الزيدية والمتعلمين الشيوخ منهم والشباب ، المؤمنين الذين لهم حق المواطنة والأخوّة في الدين والوطن ، وحق تعلم مذهبهم ومعتقداتهم ومعتقدات آباءهم ، وتعليم أنفسهم وأبناءهم ذلك ، فلايجوز سفك دماءهم ولا تقييد حرياتهم ولا انتهاك أعراضهم ولا سلب أموالهم ، ومن فعل شيئا من ذلك أو شارك فيه أو رضي به فقد شارك في دماء وأموال وأعراض الأبرياء من الإخوة في الدين والوطن ، وتقييد حرياتهم ، وهو مسئول أمام الله وأمام المواطنين عما اقترف.

كما أنني أناشد مشائخ القبائل ، لا سيما مشائخ القبائل الزيدية وأدعوهم الى الذب عن أعراض إخوانهم ودماءهم وأموالهم ، إنكم يا مشائخنا الكرام صمام الأمان في بلد الإيمان ، فلماذا تسكتون عن انتهاك أعراض إخوانكم الزيدية وغيرهم من أبناء الوطن ، وهم أولاً إخوانكم وأبناء وطنكم وهم طائفتكم الذين كان على مذهبهم ومعتقداتهم آباؤكم و أجدادكم ، أين مشائخكم الكرام ، أين شيخ مشائخ بكيل ؟ ، الشيخ ناجي عبدالعزيز الشايف وهو الذي له مكانته ، وكلمته مسموعه (عند دولة وقبْيَله) ، أين محمد بن ناجي الغادر ؟ أين فلان ؟ أين فلان ؟ أين فلان ؟ وهم كثير كثير كثير ، وهم رجال رجال رجال ، ولكن أين هم ؟!!!.

يا مشائخ اليمن ، أنتم اليوم حكام اليمن الحقيقيون فلماذا لا تنطقون ؟ إنكم جميعاً مسئولون عن المذهب الزيدي العظيم الذي تنتهك اليوم مبادؤه ومعتقداته ، ويحاول الظلمة أعداء الدين وأعداء الوطن تحويله الى مذهب الجبر والتجسيم ، إن المذهب الزيدي هو المذهب الحق الذي لا ريب فيه وهو مذهب آباءكم وأجدادكم ، فلماذا أنتم صامتون ؟!!!

إن لم تأخذكم الغيرة والحمية على المذهب الحق الذي يحاول الظلمة إنهاءه من اليمن ، فلتأخذكم الغيره على إخوانكم وأبناء بلدكم وأبناء منطقتكم ، لماذا يسجنون ويعذبون ويقتلون جوعاً وتعذيباً وأنتم صامتون ؟ إنها مسئولية عظمى عليكم أمام الله جل وعلا ، وأمام خلقه ، لا سيما كباركم وأهل الشان فيكم.

وإننا عندما نطالب بعدم التعرض للعلماء والمتعلمين والنشطاء المواطنين من أبناء الزيدية لانريد ولا نفكر في كراهية الآخرين من أبناء بلدنا من المذاهب الأخرى ، لا سيما إخواننا من الشافعيه ، الذين نحترمهم ونجلهم ويجب أن نتعايش معهم في أمن وسلام ، دون أن نتعرض لمعتقداتهم أو أن يتعرضوا لمعتقداتنا ، ونأمل من الله أن يتقبل الجميع.

وأنتم يا علماء الزيدية ومراجعها في صنعاء وغير صنعاء لا سيما كباركم ، ومن يشار اليه منكم بالبنان لماذا أنتم صامتون (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) ، لماذا لا تنطقون ؟ لماذا لا تقولون إن السجن بدون سبب حرامٌ وأن تعذيب السجين ليعترف بما لم يقترف واهانته واذلاله لكي يترك مذهبه ومعتقداته أياً كانت حرامٌ حرامٌ حرامٌ ، انطقوا يا علماء الزيدية قبل أن تموتوا ، وتقفوا أمام رب العزة والجلال (فلا تنطقون ولا يؤذن لكم فتعتذرون) ، تكلموا أيها العلماء كما أمر الله جل وعلا ولا تخشوا أحداً الا الله (أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه) .

إننا نريد من المراجع الكبار كلمةً واحدة لدفع الظلم عن هؤلاء المساكين وإيقاف التبديل والتحويل ، والإلغاء والإذلال الذي يريده ويمارسه الظلمه اليوم في بلادنا.

إننا نريد من العلماء الكبار الذين يعتقد فيهم الناس وينتظرون كلامهم التصريح بحكم الإسلام الذي نعلمه من الدين قطعاً ويقيناً : بأن الذي يجري في بلادنا اليوم من السجون والإعتقالات ، والتعذيب والتخويف ، حرام ولا يجوز ممارسته وأن من يمارسه من المدنيين أو الشرطة أو العسكريين فهو ظالم فاجر ليس له في الآخرة من خلاق ، هذا ما يجب عليكم أن تفعلوا ، بيّنوا حكم الإسلام فيما يجري (إن لا تفعلوه تكن في الأرض فتنة وفساد كبير) وأنتم تتحملون إثم هذه الفتنة وانتشار هذا الفساد لإن كلمة واحدة منكم تكفي لإيقاف ما يجري ، وذلك لمعرفة الناس بكم وانتظارهم لما تقولون ، فأنتم بذلك تتحملون كامل المسئولية أمام الله وأمام خلقه.

وأنتم يا بني هاشم ويا علماء اليمن من زيدية وغيرهم الذين في السلطة : في مجلس الشورى ،وفي مجلس النواب ، وفي مراكز الدولة المدنية والعسكرية ، وفيكم علماء وفيكم مثقفون ومتعلمون وغيورون ووطنيون وثوريون لماذا لا تنطقون ولا تتكلمون ؟ هل أصبح المنصب والوظيفة والمال أهم من دينكم ، ومن معتقداتكم الدينية الصحيحة ومعتقدات آباءكم التي هي الحق المبين ، ومن الدفاع عن المظلومين الذي هو واجب كل مؤمن وكل وطني غيور ، إنكم ستتركون الوظائف والمال في يوم من الأيام وتقفون أمام رب العالمين الذي يقول (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم) ، إن البيت والمال والوظيفة ، كبيرةً كانت أم صغيرة ، والبنين والبنات ، كل ذلك ستتركونه وتغادرون كما سنتركه جميعاً ونغادره ، فاستعدوا ليوم الرحيل ،ايها الإخوة ، إستغلوا مواقعكم للدفاع بأي وسيلة تقدرون عليها عن معتقداتكم وأعراض ودماء وأموال إخوانكم ، قولوا كلمة الحق في أي مكان ، فذلك واجبكم الديني والوطني ولن تخسروا شيئاً مما سينفعكم ، ومن لا يفعل ذلك فقد خسر خسراناً مبينا.

ثم أنتم يا رؤساء الأحزاب وأمناء وأعضاء الأحزاب الوطنية أيصح أن تنتهك الأعراض وتنتهك الحريات التي تعملون من أجل المحافظة عليها وأنتم صامتون ؟ وفيكم يؤمل الكثير من الناس ، وفيكم المثقفون والمتعلمون والسياسيون القدامى والناشطون الحديثون ، وفيكم من له تاريخ طويل في النضال والدفاع عن الحريات ، فكيف تصمتون ولماذا ؟ ، والمفروض أن المال ليس هدفكم ، وإنما إصلاح أوضاع البلد والدفاع عن الحريات ومحاربة الظلم والفساد ، ومن أجل ذلك أنشأتم أحزابكم ، ألا تعتقدون أن الواجب عليكم الدفاع عن إخوانكم المواطنين الذين يسجنون ويعذبون لمجرد معتقداتهم أياً كانت ، وأن يكون ذلك من أوليات نضالكم وأعمالكم ؟!!.

وأنتم يا من بقي من المناضلين الأوائل المدافعين عن الحريات في اليمن ويامن تشاركنا وإياكم في مسيرة النضال الوطني ، وإعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم ، والدفاع عن المستضعفين ، فيما كان يسمى باليمن الشمالي سابقاً ، أين أنتم اليوم إني أذكر منكم من يحضرني اسمه الآن وأنتم كثير ، أين محسن العيني ؟ وأين محمد عبدالله الفسيل ؟ وأين عبدالعزبز المقالح ؟ وأين الوالد عبدالسلام صبره ؟ وأين الكثير ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن ؟ هل هذا الوضع وهذه الإعتقالات غير المبرره وهذا التعذيب وانتهاك حقوق الانسان هو ما كنا وكنتم تسعون لتحقيقه ؟ ، هل ضمائركم راضية ؟ ، أنا متأكد أن أي شخص منكم يسمع ويشاهد الإعتقالات والتعذيب لمجرد العقيدة أيّاً كانت لا يمكن أن يرضى بذلك أو يقره ، فلماذا لا تنطقون ولكم مكانتكم التاريخية المعروفة ؟!!!.

وأخيرا أين أنتم يا حزب الإصلاح ؟ أين أنت يا شيخ عبدالمجيد الزنداني ؟ وأين أنتم يا من تؤمنون بالله واليوم الأخر ، يا نشطاء حزب الإصلاح أقول لكم جميعاً إن كل ما يجري ضد هؤلاء المساكين ومنهم الأستاذ العلامة محمد مفتاح فرج الله عنه ، كل ذلك لا لشئ إلا لأن هؤلاء العلماء والمتعلمين متمسكون بمعتقداتهم التي يرون أنها هي الحق دون غيره وهم لا يتعرضون بأية أذية للمعتقدات الأخرى أو لمن يدين بها ، فاتقوا الله يا إخوان وقولوا قولاً سديدا (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) ، واذكروا قول الله تعالى (ولايجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله) ، فاتقوا الله يا إخوان ولاتسكتوا أمام السلطة عن انتهاك أعراض الزيديه واعتقالهم وإختطافهم وتعذيبهم فهم مسلمون مؤمنون موحدون ، وصمتكم عما يجري مشاركة في الإثم لمكانتكم عند السلطة ، وأنتم مسؤولون عن أعراض إخوانكم أبناء وطنكم ودماءهم وأموالهم سواءً كانوا مسلمين أو يهوداً ذميين أو شافعيين أو زيديين ، وأنتم تعرفون ذلك.

وأخيراً لا ننسى أن المسئول الأول في بلادنا هو رئيس الجمهورية ، ونطالبه بالمحافظة على الحريات في النفس والعرض والمال وأن يفي للشعب الذي ولاه الله عليه وابتلاه به بما التزم به من التمسك بالديموقراطية واحترام الحريات.

ومن أبسط الأشياء وأقربها للوفاء لهذا الشعب بما وعد الرئيس به إطلاق سراح المظلومين من المسجونين بدون حق من أبناء الطائفة الزيدية في اليمن ومن غيرهم من المواطنين من أي منطقه يمنيه ممن نعرفهم ومن لا نعرفهم.

وفي مقدمتهم الاستاذ العلامه محمد مفتاح الذي اختطف وسجن وعذب بدون ذنب وغيره من المظلومين ، إن إطلاق العلامه محمد مفتاح وغيره من أمثاله المظلومين من أبناء الشعب سيعتبره الكثيردليلاً على تمسك الرئيس بالديموقراطية التي أعلنها وتعهد للشعب بالمحافظة عليها وعلى حقوق الإنسان وعلى الحرية لكل المواطنين.

والله الهادي الى سواء السبيل.

وهو وحده جل وعلا حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وعلى الله توكلت.
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

المال العام حرام ومن نهبه سيلقى جزاءه
/ ابراهيم بن محمد الوزير
Tuesday 18 November 2008 11:50 am

مأرب برس – خاص

لقد استمرت في بلادنا هذه الظاهره السيئه جداً في هذا الزمان ، اذ اصبح المال العام في نظر كثير من أبناء اليمن صغاراً وكباراً ومسئولين وغير مسئولين حلالاً ، يأخذ منه المسئول ما يستطيع أن يأخذه وهو يعتقد أن ذلك حلالٌ له ، مع أن المال العام حرام حرام ، لا يجوز صرفه الا في ما ينفع الوطن والمواطنين بحسب قوانين وأنظمة دون أن يأخذ أحد منه شيئاً للمصلحه الشخصيه ، ومن أخذ شيئاً منه فهو مسئول عن ذلك وسيلقى جزاءه في الدنيا والآخره .

وظاهرة سرقة المال العام ونهبه انتشرت في بلادنا بتشجيع من كبار المسئولين ، حتى يتورط الجميع فلا يستطيع أحد أن ينتقد العبث بالمال العام ، لأن المسئولين والموظفين يكونون كلهم أو أغلبهم قد تورطوا في نهب المال العام وسرقته ، مع اختلاف فقط في الاسلوب والكميات.

إن المال العام حرامٌ لا يجوز العبث به والتصرف فيه بالمزاج ، لا يجوز ذلك للرئيس ولا لأحد من المسئولين وكلما أخذوه من المال العام هو حرام لا يطيب لهم بأية حال ، وقد قال الخليفه الثاني عمر بن الخطاب وهو يخاطب المسلمين : إني لا آخذ من أموالكم شيئاً سوى ثوبين لصيفي وشتائي (ازار ورداء) ، وظهر لحجي وأسفاري وقوتي وأهل بيتي كأوسط بيت من قريش ، ليس بأعلاهم ولا أدناهم ، ولا أدري هل يحل لي ذلك أم لا ؟ ، والامام علي كان يأكل الخبز القفار (الخبز البايت) الذي صار مخبوزاً من عدة أيام ، وكان يكسره إن تيبس بيديه على ركبته ويقول يا دنيا غري غيري ، يا دنيا غري غيري ، قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة بعدها أبدا ، وهذا ليس زهداً ونافلةً ، بل هو الواجب عرفه آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وطبقوه ، وهذا واجب كل من ولي أمر المسلمين.

واليوم أصبح الغلاة في بلادنا والمسئولون يأكلون أموال الشعب وينهبون ما وجدوا منه بلا حساب ولا رقيب ، بينما الأغلب من المواطنين جياع لا يجدون قوت يومهم ولا ما يكفيهم وأهلهم وأولادهم ، وأصبح الولاة والمسئولون مترفين بغير حق وأصبح أبناء الشعب جائعين وعرايا بدون ذنب ، والناس ينتظرون الوفاء من الرئيس بما وعد به أبناء الشعب عدة مرات بأنه سيصلح الأوضاع ويحارب الفساد ، حتى يترك كبار المسئولين نهب المال العام ليبقى لأهله الحقيقيين وأصحابه الحقيقيين الجياع الذين لا يجدون ما يسد رمقهم ويقوم بمعيشتهم وأهلهم ، ولكن الرئيس رغم وعوده المتكرره لم يعمل شيئاً في هذا السبيل ، ولعله لا يريد إصلاح الأوضاع أو لعله لا يستطيع ذلك ، وهو في كلتا الحالتين مذنب ذنباً عظيماً ، لأنه ان كان لا يريد إصلاحها فهو مذنب وإن كان غير قادر على الإصلاح ومنع العابثين ولم يصارح الشعب بعدم قدرته على ذلك فهو مذنب لعجزه وصمته ، ولو استنجد بالشعب واستعان بالمستضعفين والمحتاجين لأعانوه وأنجدوه.

وعلى كل حال إن نهب المال العام وأكله حرام حرام حرام ، وكلما أتخمت بطون الكبار المترفين جاعت في مقابلها بطون المستضعفين والمساكين ، وكل جائع اليوم في بلادنا ومحتاج فسيكون غداً وصمة عار وعذاب لمن يأكلون أموال الشعب ظلماً وعدواناً ، وإخراج البلاد من هذا العبث بالمال العام واجب على كل يمني وجوباً حتمياً ، يأثم كل شخص لا يقوم بواجبه في ردع العابثين وايقافهم عند حدهم ، حتى يتركوا أموال الشعب لأبناء الشعب ، وإذا تحرك الشعب لأخذ حقوقه ، فإن الله سيساعده ويرضى عنه وينصره ويصلح أموره وأحواله.

إذا الشعب يوماً أراد الحياه ** فلابد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلـــــــي ** ولابد للقيد أن ينكـــسر

سنة من سنن الله ، ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً ، والله الهادي الى سواء السبيل

حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصيروعلى الله توكلت.
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

لا‮ ‬تدافعوا‮ ‬عن‮ ‬معاوية،‮ ‬ولكن‮ ‬دافعوا‮ ‬عن‮ ‬الإسلام‮ ‬إن‮ ‬كنتم‮ ‬مؤمنين
ابراهيم بن محمد الوزير
Tuesday, 14 December 2004
صحيفة البلاغ

وصل إلى صحيفة »البلاغ« مقال بعنوان: »تعقيب على العلامة إبراهيم الوزير«، وهو بتوقيع اسم يظهر أنه مستعار »أبو نصر الجبري« ، وقد كتب في مطلع مقاله ما نصه : (أكتب هذه الكلمة وأنا على يقين أنها لن تنشر، ولن أذكر السبب) ، وقد رأت الصحيفة ضرورة نشره حفاظاً على حرية الكلمة التي جاء بها الإسلام.

وأنا مضطر للرد على الكاتب ، وقبل أن أرد عليه أريد أن أبين أني أصبحت فوق الستين من عمري ، وكم ناضلت عن الإسلام كما أراه ، وكم كتبت ، وكم خطبت ، وكم سافرت ، وكم تكلمت ، ولم أتعرض لمعاوية بأي كلام رغم اعتقادي بصحة ما سأكتبه الآن ، وذلك خوفاً من تفريق صفوف المسلمين ، وكنت عازماً على أن لا أخرج عن هذا الأسلوب أبداً ، حتى بدأت الهجمة الشرسة على الزيدية ، وعلى التشيع والشيعة عموماً

، وتفريق كلمة المسلمين بذلك في الوقت الذي فيه المسلمون أحوج ما يكونون إلى الأخوة والمحبة والإتحاد ، والهجوم على مناهج في الإسلام ومن تعاليمه ، باسم الدفاع عن الإسلام الصحيح ، وهو كلام سيصدقه القارئ أو السامع إن لم يدحضه أحد ، فأصبح الكلام والرد واجباً لتوضيح الحقيقة حتى لا يصير الحق باطلاً والباطل حقاً ، ولا يعرف ذلك أحد ، والذي اضطرنا إلى هذا الكلام هم إخواننا الذين بدأوا بالهجوم على الزيدية والتشيع ، ولذلك فإنني مضطر للرد على أخي الكاتب الذي هاجمني في رسالته ، فأقول وأنا مكره :

لقد بدأ الكاتب المقال بقوله : (قرأة في جريدة البلاغ) هكذا (قرأة) بالتاء المربوطة ، وهو يقصد قرأتُ ، فكلمة قرأت تكتب بالتاء المفتوحة ، وهذه غلطة لا يقع فيها عالم ضليع ، وهناك غلطات إملائية في المقال غير هذه ربما نذكرها في حينها إن شاء الله تعالى ، وبعد أن ذكر أنه قرأ مقالي في العدد الماضي ، ولفت انتباهه هذه الجملة حسب كلامه (معاوية انحرف بمبادئ الإسلام وليس من الصحابة الراشدين) ، وقد عقَّب على ذلك بقوله يخاطبن : »هل أنت زيدي أم شيعي رافضي؟، إن كنت الأول فأدعوك إلى التوبة إلى الله (أي من اتهام معاوية بن أبي سفيان) ، وإن كنت الثاني فلا تثريب عليك ، لأن الرافضة يسبّون الصحابة ، والزيدية لا يفعلون ذلك.

وجاء في مقاله : إن معاوية صحابي جليل.

وجوابي على الأخ الكاتب هداني الله وإياه : نعم إن الزيدية لا يسبّون الصحابة الأوائل الراشدين المجاهدين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا ، ويترضون عليهم ، وهم أي الزيدية لا يعدّون معاوية من الصحابة الأوائل الراشدين ، ولا يرضون عليه أبداً ، بل يتبرأون منه ومن أعماله ، وما علمت أن زيدياً واحداً يعرف الزيدية حق المعرفة ، ودرس كتب الزيدية ، يستطيع أو يرضى أن يقول مثلما تقولون : (وعن سيدنا معاوية رضي الله عنه) فمعاوية هو سيدكم أنتم إن أردتم ، وارتضيتم ذلك ، وكنتم تحبونه إلى حد أنكم تنادونه سيدكم ، أما الزيدية فهم لا يحبونه ، وليس هو سيدهم ، وما دمتم أنتم تحبونه ، وتترضون عليه ، فسيحشركم الله معه إن استمريتم على ذلك ، ومتم عليه ، لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول: »يحشر المرء مع من يحب«.

ومع ذلك فإنني أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهديك ، وأن ينزع من قلبك ومن قلب كل مؤمن موالاة من كان همهم الدنيا ، ولم يفكروا في الآخرة ، فمعاوية لم يكن همه غير المنصب والكرسي، كما تشهد بذلك سيرته وتاريخه ، واتخذ من أجل الحفاظ على الكرسي كل الأساليب بما فيها الأساليب التي لا ترضي الله ، والله سبحانه وتعالى يقول :(من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب) .

كما أسأل الله أن يحشرني وإياك مع علي وأصحاب رسول الله الأوائل الصادقين المجاهدين الصالحين ، وأن يدخلنا الجنة إخواناً على سرر متقابلين ، ولا يمكن يا أخي الكاتب أن يكون المرء يوم القيامة في محلين في وقت واحد ، مع علي ولي الله نصير الإسلام ، ابن عم رسول الله وصهره ، ومع عدوه الذي حاربه وعاداه حتى الممات في نفس الوقت ، فإما مع علي ، وإما مع معاوية ، ولك أن تختار أيهما.

ولقد أضحكني وجعلني أستغرب حكاية سمعتها وهو أن رجلاً من المسلمين أراد أن يزور قبر الصحابي الجليل الشهيد حجر بن عدي رضي الله تعالى عنه ، ولم يكن يعرف موقع القبر ، فوصل إلى »مرج عذراء« بالشام جوار دمشق ، حيث يوجد قبر حجر فوجد رجلاً هناك من أولئك الذين اختلطت في أذهانهم المسائل ، فسأله : أين قبر الشهيد حجر بن عدي رضي الله تعالى عنه؟ فأجاب الرجل وهو يشير الى أحد القبور : هذا يا أخي قبر الشهيد سيدنا حجر بن عدي رضي الله تعالى عنه الذي قتله سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه ، وهكذا صار الصحابي الشهيد وقاتله في نظر هذا الذي إلتاث عقله كلاهما في نعيم مقيم ، وكل منهما سيده ، وكل منهما من أولياء الله.

يا أخي إن الإسلام واضح ، وتعاليمه واضحة ، فإما أن تعترفوا بأن حجر بن عدي المقتول ظلماً بأمر معاوية لا لشيء إلاَّ لأنه لم يسب سيدنا علياً رضي الله تعالى عنه شهيد مظلوم ، وتتبرأوا من قاتله معاوية بن أبي سفيان ، وليس من الضروري أن تلعنوه أو تسبوه ، وإما أن تعتقدوا أن حجر بن عدي بغى على معاوية لأنه رفض أن يسب علياً بن أبي طالب وهو برفضه سب علي قد أصبح باغياً ، ومن أهل النار ، وحينئذ فلتترضوا على معاوية ، ولتقولوا : إنه سيدكم ، ولتسبوا حجر بن عدي ، وتتبرأوا منه.

أما الزيدية فإن الأمر لديهم واضح أتم الوضوح ، فحجر بن عدي شهيد في أعلى درجات الفردوس إن شاء الله ، لأنه رضي الله عنه اعتبر الموت خيراً له من أن يسب ولي الله الإمام علي بن أبي طالب ، أو يلعنه أو يتبرأ منه ، فهو من أفضل الشهداء وأصدقهم ، ومعاوية قاتل النفس التي حرم الله ، والزيدية يبرأون إلى الله منه ، ومن جرأته على قتل حجر بن عدي ، وقد قال الحسن البصري رضي الله تعالى عنه يا ويل معاوية من دم حجر بن عدي ، يا ويله من دمه يا ويله من دمه ، وهذا هو معتقد الزيدية.

ثم قال الكاتب : (ثانياً إعلم هدانا الله وإياك أن الشيعة والسنة ليسا جناحين للإسلام ، لأن الشيعة تحارب الإسلام وأدخلت فيه ما ليس منه ، وهذا واضح للجميع ، وإن الزيدية في اليمن انتهت ، ولم يبق إلا التشيع والرفض القادم من إيران).

وأنا أقول لك : إن الشيعة والسنة جناحان للإسلام ، لا يطير ويتحرك ويعلو إلا بهما -لا سيما في هذه الأيام- فلا يستطيع مكافحة أعداء الإسلام ، والوقوف ضد مؤامرات الصهاينة والصليبيين إلا بهما ، فهما جناحان للإسلام كما هو الواقع والمشاهد ، ولكن مع الأسف أحد الجناحين مهيض مكسور ، قد حكمه حكام هم عملاء الأمريكان ، وأصدقاء الصهاينة ، وهو جناح السنة رضوان الله عليهم ، وجناح سليم بفضل الله تعالى ، وما تزال الإدارة الأمريكية والصهاينة يحاولون ويعملون على كسره وتحطيمه حتى لا تقوم للإسلام قائمة ، ولا أستثني من إخواني أهل السنة الكرام فرَّج الله عنا وعنهم الذين استسلموا لحكامهم عملاء أمريكا ، وأصدقاء الصهانية ، لا أستثني منهم إلا أولئك المجاهدين الذين يقفون ضد الهجمة الأمريكية الصهيونية في الفلوجة بالعراق ، وفي غيرها من أرض الله الواسعة ، أولئك إخواننا أهل السنة الأحرار الأبرار أولياء الله المجاهدون الذين تركوا الخزعبلات والعداوات والمماحكات ضد إخوانهم الشيعة المسلمين ، واتجهوا إلى العدو الحقيقي الممثل في الصليبية والصهيونية الحاقدة ، فرضي الله تعالى عنهم وغفر ذنوبهم وتقبل منهم وجمعنا وإياهم في أعلى درجات الفردوس .

والعراق اليوم يا أخي الكاتب سيعرفك فعلاً أن الشيعة والسنة جناحان للإسلام ، فأمريكا تضرب الفلوجة السنية وتقتلهم كما تضرب النجف الأشرف وكربلاء الشيعية وتسفك دماءهم ، وأهل الفلوجة يبدون استعدادهم لدعم المجاهدين في كربلاء والنجف ، ويتأسفون عليهم ، وأصحاب مقتدى الصدر الشيعي يتأسفون على أهل الفلوجة ، ويصرح مقتدى الصدر عدة مرات باستنكاره لما يعمل الأمريكان في الفلوجة ، فصلوات الله وسلامه على أولياء الله الصالحين ، و على كل المجاهدين الصادقين المؤمنين من أمة محمد أجمعين ، وغضب الله على من شكك في المجاهدين من أمة محمد ، أو نال منهم ، أو انتقص من قدرهم ، أو ثلب أعراضهم ، أو كان سبباً في التفريق بين المسلمين.

وسأقرأ على مسمعك يا أخي ، ومسمع كل مؤمن يقرأ هذا الكلام ، بيتين من الشعر ، قلتهما من قصيدة بمناسبة توحد اليمن مع مصر وسوريا أيام الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين ، لقد قلت في ذلك الوقت وأنا ما زالت شاباً ، وهذا هو فكري وعقيدتي منذ نعومة أظفاري :

نبي ، وقرآن ، ودين موحد

وواحد نطق ما به قول عجمةِ

فكيف بنا لا نستجيب لوحدةٍ

بها جمع شمل الأخوة المتشتتِ

أما قولك يا عزيزي الكاتب : »إن الزيدية قد انتهت في اليمن ، ولم يبقْ غير التشيع والرفض القادم من إيران«، فأقول لك : إن الأمر بيد الله ، بيده تعالى الأمر كله ، وإليه يرجع الأمر كله ، ألاَّ له الخلق والأمر ، وإن الأرض لله يورثها من يشاء ، وما يدريك يا أخي أن المذهب الزيدي بهذه العداوة التي تبدونها لهم ، وبالهجمة الشرسة عليهم ، يحافظ على مبادئه الصحيحة المباركة ، ويصحح من أخطائه وغلطاته ، وأهم تصحيح أن يعلم أبناءه عدم التفكير في الحكم ، وفي كرسي الحكم -وهو التفكير الذي أضر بمبادئ الزيدية على مدار التأريخ وحَجَّمها - وينشط من جديد لينشر أفكاره الوسطية الرائعة ، التي يحترمها كل المسلمين ، فيكون سبباً لجمع كلمة المسلمين في اليمن وغير اليمن ، وليس ذلك على الله بعزيز.

وأما التشيع الذي تتهم الزيدية به ، فإنني أعترف لك بأن الزيدية شيعة ، يحبون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل رسول الله ، ويكرهون أعداء الله ورسوله ، وأعداء آل رسول الله ، ولا يكرهون صحابة رسول الله المجاهدين الأبرار ، ولا يوالون ولا يترضون على عدو من أعداء آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هكذا عاشوا ، وهكذا كانوا ، وهكذا سيكونون إلى يوم الدين إن شاء الله تعالى .

أما قولك يا أخي : (ثالثاً كما هو معلوم للجميع أن سب المسلم وغيبته واتهامه بما ليس فيه محرم ، وأن عرضه ودمه وماله محرم) فأقول لك: نعم يا أخي إن سب المسلم حرام ، فلماذا لم يذكر هذا الكلام معاوية بن أبي سفيان عندما أمر بسب الإمام علي بن أبي طالب على منابر خطبتي الجمعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي ، واستمر ذلك حوالي سبعين عاماً ، من أيام معاوية إلى خلافة الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضوان الله عليه ، فكان الخطباء يختمون خطبة الجمعة في جميع مساجد المسلمين بقولهم الذي أمرهم به معاوية : (اللهم ألعن أبا تراب ، اللهم ألعن أبا تراب) ، وربما قال المصلون في المسجد أو بعضهم بعلم أو بدون علم : (آمين) ، وكان المقصود بذلك الإمام علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقد رووا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كنّاه بهذه الكنية عندما قال له : قم أبا تراب .. لقد أمر معاوية المسلمين جميعاً أن يلعنوا الإمام علي بن أبي طالب على المنابر في المساجد وقت صلاة الجمعة وبقي ذلك حتى أتى الخليفة الراشد المؤمن التقي عمر بن عبدالعزيز رضوان الله تعالى عنه ، فأمر بترك هذا السب ، وأن يستبدل المسلمون به الآية الكريمة : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) ، فأصبحت هذه الآية تكرر عند كل خطبة جمعة ، وما يزال الخطباء يرددونها على منابر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها حتى يومنا هذا ، في باكستان وإيران وتركيا واليمن ومصر وسوريا والسودان ولبنان وأين ما ذهبتَ ، ولا شك أن لعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه أجرها ومثل أجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، وعلى معاوية وزر سب ولي الله الإمام علي ، ومثل وزر من سبه إلى يوم القيامة ، فلماذا تدافع يا أخي عن معاوية الذي سب علي بن أبي طالب وأمر بسبه على المنابر وتخاف أن يسبه أحد من المسلمين وتذكر يا أخي ، وأنت تنهى عن سب معاوية وتنسى أن تتبرأ من سبه للإمام علي كرم الله وجهه ، قول الله جل وعلا : (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) .

فتبرأ يا أخي الكاتب من هذا العمل الذي عمله معاوية ، واعتقدْ إجرام صاحبه ، ثم انصح الناس بأن يتركوا سبه إن كنت من الصادقين.

أما قولك بعد ذلك (وأن عرضه ودمه وماله محرم )، أي المسلم ، فأنا معك في أن دم المسلم وماله وعرضه حرام كما أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فلماذا لا تذكر حين تذكر أن دماء المسلمين حرام أن معاوية استحل دم الصحابي الجليل حجر بن عدي.

أم أنك تعتقد كما يعتقد الكثير من أمثالك ، أن الحاكم الوالي يصح له أن يقتل من يشاء بحق أو بدون حق ، وأن يترك من يشاء (وهذا من الانحرافات التي ظهرت في الإسلام بعد تولي معاوية ، واستيلائه على الحكم في الإسلام ، ووضعت لتثبيته في أذهان المسلمين أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) ، فالحاكم بحسب نظرية معاوية وأتباعه بمجرد طلوعه على الكرسي يحق له أن يسفك الدماء ، ويسلب الأموال ، وينتهك الأعراض ، وليس عليه في ذلك ملام ولا حساب ، وأنه بمجرد صعوده إلى منصب الحكم ، يصبح بمنزلة إلــه (يحيى ويميت) ، (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون).

إنني يا أخي الكاتب هداني الله وإياك ، قرأت القرآن من الدفة إلى الدفة ، كما قرأه غيري من المسلمين ، وأنت منهم ، فلم نجد في أحكامه تفريقاً بين المسلمين ، حاكماً أو محكوماً ، فأحكام الله وقوانينه وأوامره في كتابه العزيز موجهة للجميع ، ومخاطَب بها الجميع ، وليست للمحكومين فقط ، ولا للحاكمين وحدهم ، إنها أحكام وتعاليم للجميع ، فالقاتل قاتل ، سواء كان حاكماً أو محكوماً ، والزاني زاني حاكماً أو محكوماً ، والعاصي المجتريء على معصية الله ، المصر عليها هو عاصي يجازيه الله بها ، سواء كان حاكماً أو محكوماً ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز : (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ، من يعمل سوء يجز به) ، معاوية يا أخي فعل تلك الأفاعيل ، وليس في الإسلام استثناء لأحد ، فالتعاليم الإسلامية والقوانين الإسلامية للجميع ، ولكن معاوية لم يلتزم بها ، وقد أصبح بين يدي ربه ، وسيلقى عندالله جزاءه ، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، وصلِّ على أخيه وابن عمه وباب مدينة علمه الإمام علي بن أبي طالب ، وصلِّ على سكنه ابنت الرسول ، فاطمة الزهراء البتول ، وصلِّ على الإمامين الأعظمين أبي محمد الحسن ، وأبي عبدالله الحسين ، واللعنة على من أبغضهم ، أو كرههم .

ورضي الله تعالى عن صحابة رسول الله الطاهرين الصالحين الأوائل ، الذين جاهدوا في سبيله ، وبذلوا نفوسهم وأموالهم من أجل إعلاء كلمته ، إنه على ما يشاء قدير ، وبالإجابة جدير .

حسبنا الله ونعم الوكيل.

نعم المولى ، ونعم النصير.

وعلى الله توكلت.
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

لأن‮ ‬يكون‮ ‬المرء‮ ‬درويشاً‮ ‬مؤمناً‮ ‬عفيفاً‮ ‬خير‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬يتظاهر‮ ‬بالثقافة‮ ‬ليأكل‮ ‬الحرام
ابراهيم بن محمد الوزير
Tuesday, 19 October 2004

وينهب المال العام ، ويجترئ على أعراض وأموال المواطنين

فاجأنا الأخ الرئيس القائد في كلمته في أواخر الشهر الماضي بأن وصف الرجال المؤمنين من أبناء اليمن في الماضي بأنهم مجرد دراويش .

ونحن والحمد لله نفخر بالنظام الجمهوري لأنه أتى بعد تضحيات كبيرة ، من ذلك تضحيات آباءنا في سبيل الله ، ومن أجل هذا الوطن.

لقد هدم الإمام أحمد منازلنا ، وقتل رجالنا ، وسجن أطفالنا ، وبقينا نحن أسرة آل الوزير في السجن حتى خرج كل المساجين الآخرين ، وعندما وصل البدر المخلوع إلى حجة ، وأبوه محاصر في تعز في حركة عام 55 أطلق كل المعتقلين السياسيين إلا آل الوزير ، فقد كان منهم ثلاثة في سجن حجة هم: والدي/ محمد بن أحمد الوزير الذي كان في عشر الثمانين من عمره ، والأخ/ أحمد بن محمد الوزير والد الأخ الألمعي معجزة اليمن في القانون/ إسماعيل الوزير وزير العدل السابق ، والأخ/ قاسم بن علي الوزير شقيق الأخ/ إبراهيم بن علي الوزير رئيس اتحاد القوى الشعبية.



لقد أطلق البدر كل المعتقلين ما عدا آل الوزير لأنهم هم الذي هزوا عرش جده ، وأقلقوا مضجع أبيه.

ولولا تضحيات آل الوزير وقرارهم القيام بثورة ٨٤م ما وصل من وصل إلى المناصب اليوم ، متناسين دور هذه الأسرة المضحية ، والتي لا تريد على ذلك من أحد جزاءً ولا شكورا ، وإنما أجرها على الله.

هذه الأسرة المضحية لا تريد على تضحياتها جزاء ولا شكوراً ، ولكنها كما كانت مناضلةً أيام طغيان الإمام أحمد فهي اليوم تقول كلمة الحق ، لأن كلمة الحق أمانة في عنق كل مؤمن.

إننا ضحينا من أجل العدل ، ومن أجل الوطن ، لكننا لا نرضى بالسخرية برجال كانوا مؤمنين مصلين أعفاء عن المال العام.

ونريد من الأخ الرئيس أن يراجع نفسه فيما قال بعد أن يتأمل ويفكر في ما يأتي:

هل العلامة/ عبدالقادر بن عبدالله الذي أثنى عليه رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح ثناءاً عاطراً وعزَّاه برسالة طويلة رائعة تدل على وفاء الأخ الرئيس وصدقه عندما ينطلق على سجيته دون مؤثرات خارجية ، هل ذلك الرجل الذي عزَّاه الرئيس تعزية كلها ثناء ومدح وإكبار درويش ؟ ، لقد مات الدرويش عبدالقادر بن عبدالله وأُخرِجت جنازته من بيته الصغير المتواضع في شارع ٦٢ سبتمبر بعد أن ولي القضاء في مناصب عالية لمدة لا تقل عن ستين عاماً، لم يبن خلالها حجراً على حجر ، هل هذا الدرويش أفضل أم الذين أصبحت منازلهم لا تحصى عدداً ، ولا تُدرك فخامتها ، وأموالهم لا تُعرف لكثرتها ، وهي من مال الشعب اليمني الذي يحكمونه ، ويتحكمون في المساعدات التي يأخذونها باسمه ، ويتحايلون على المال العام بأكثر من وسيلة وطريقة.

العلامة سيِّدُنا القاضي/ علي فضة الذي قضى عمره حتى نيَّف على الثمانين وهو يدرس علوم أهل البيت عليهم السلام في الجامع الكبير والمدرسة العلمية، هل تدريسه لعلوم آل رسول الله هي السبب في كونه (درويش).

العلامة القاضي/ أحمد الجرافي عالم كبير من علماء اليمن وهو والد المفتي محمد أحمد الجرافي هل هو درويش لأنه من رجال ذلك العصر المتقين الأعفاء عن المال العام؟.

العلامة/ محمد زبارة والد المفتي السابق أحمد زبارة الذي ألَّف المؤلفات الكثيرة ومنها تراجم رجال اليمن وهو المعروف بصراحته وإيمانه وتقواه. هل هو درويش؟.

أمين الصندوق في عهد الإمام أحمد القاضي/ عبدالملك العفّاري ، أمر الحسن بن يحيى بالكشف عليه ومحاسبته بعد مرور ثلاثين عاماً وهو أمين الصندوق للدولة ، فلم يجدوا عليه عجزاً سوى أربع بقش أي عشر الريال ، ولزمه أن يدفع من جيبه أربع بقش لخزينة الدولة بدلاً عن ذلك العجز.

هذا العفاري بلا شك درويش لأنه لا يأكل أموال المسلمين ، ولا يشتري بما يسرقه من مال الدولة الأراضي ، ولا ينهبها من أصحابها.

القاضي/ علي الورد وبيته في حنظل كان الحسن بن يحيى يأتمنه على كل شيء ، وكان أميناً صادقاً لا يأخذ مما أؤئتمن عليه شيئاً كثيراً أو قليلاً ، ولأمانته وصدقه يجب أن يوسم بأنه درويش لأنه كان يخاف الله ولم يسرق أموال المسلمين.

القاضي المؤمن / حسين الجنداري كان بمثابة وزير الأشغال ، يقوم ببناء كل ما تريد الدولة بناءه أو ترميمه ، قام بعمله أكثر من ثلاثين عاماً ومات في بيته المتواضع في الفليحي لم يبن حجراً على حجر، ولذلك فهو درويش لأنه لم يستحل أن يسرق وينهب المال العام.

العلامة/ حسن الكبسي -ابن عم الثائر العلامة/ حسين الكبسي الذي كان من أكبر أسباب قيام ثورة ٨٤- هذا حسن الكبسي تولَّى القضاء لأكثر من خمسين عاماً ومات في العهد الجمهوري ، وأخرجت جنازته من بيت زوجته في بستان السلطان لأنه لا يملك بيتاً.. ولأنه يخاف الله لا بد أن يكون درويشا.

العلامة الكبير/ عبدالله بن علي الوزير عم والد إسماعيل الوزير وزير العدل السابق ووالد الإخوة يحيى بن عبدالله الوزير والمهندس القدير نبيل بن عبدالله الوزير تولى القضاء لمدة أربعين عاماً ولم يستطع أن يبني له بيتاً إلاَّ بأن باع ما ورثه من أراضي من أبيه لبناء منزل متواضع بقي فيه حتى توفي ، ولا شك أنه بعفته وإيمانه وصدقه درويش.

العلامة الكبير/ أحمد بن محمد بن محمد الوزير - ابن الشهيد محمد بن محمد الوزير- عضو المحكمة الاستئنافية العليا في زمانه ، ورئيس أحد المحاكم قبل ذلك ، طلبه رئيس الجمهورية إبراهيم الحمدي وطلب منه أن يحكم على أحد القتلة الذي أطلق الرصاص على أحد الجنود فقتله ، قال الحمدي إنه قتل جندياً عمداً عدواناً ، فرفض القاضي أحمد الوزير أن يحكم بالإعدام حالاً ، قال الرئيس الحمدي سآتي لك بعشرين شاهداً الآن يشهدون أنه قتل عمداً عدواناً ، قال القاضي أحمد الوزير لا بد من تقديم الدعوى في قاعة المحكمة ، ونسمع الدعوى في المحكمة، ونسمع الإجابة هناك، وبشرط أن تكون غائباً حتى لا يكون لوجودك تأثيراً على سير المحاكمة ، وسنطلب الشهود بعد أن يحدد المدعي أسماءهم وربما نطلبك كشاهد إن كنت شاهدت ذلك ، أجاب الحمدي أنا لا أريد أن أنحرف بسير المحاكمة ولكن المسألة بسيطة وواضحة وأنا أعرف ماذا يجب على القاضي أن يفعل ، قال القاضي أحمد الوزير إذا كانت بسيطة وأنت تعرف ما يجب على القاضي أن يفعل فاحكم أنت ، أما أنا فيجب أن أقوم بسماع الدعوى والإجابة والشهود في المحكمة ، وفي حالة غيابك كرئيس للدولة ، ثم أحكم بما أعرف أنه الحق دون أي تدخل من أي جهة.

هذا القاضي المؤمن الذي لا يريد أن يتأثر بكلام رئيس الدولة أو غيره من المؤكد أنه درويش ، وإلا لكان يمكن أن يفعل مثل بعض الحكام اليوم ، يحكمون على القاضي لقمان بعشر سنوات سجن لأنه يحب علياً ويبغض معاوية ، وربما صدر الحكم بعد اتصال تلفوني فقط لا غير من هذا أو ذاك .

ثم ما معنى كلمة درويش ؟.

الدرويش الذي لا يهتم بالدنيا كثيراً ، ولا يلقي لها بالاً ، والذي لا يحقد على أحد ، ولا يأخذ مال أحد ، ولا يحسد أحداً ، والذي ربما تناول غداءه على قارعة الطريق ، والذي يكره أعداء الإسلام من اليهود والأمريكان ، والذي يكره عملاء الأمريكان ، وعملاء الصهاينة المتآمرين الذين يريدون أن يمحوا الإسلام من الأرض ويريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

الدرويش هو الذي يقول ما يعتقد ببساطة وعفوية ولا يخشى إلا الله.

الدرويش هو الذي يفترش الأرض ، ويلتحف السماء وقد يجد طمراً يلف به بدنه ، وقد لا يجد ، لأنه لا يأخذ مال أحد ، ولا يهتم بالدنيا ، ولا ينهب المال العام.

الدرويش هو الذي ثقافته كما قال المثل: (عليك بخيط الحلال وإن دق) فلا يصيبك الله ولا ذريتك بسوء ، وليست ثقافته كما قالت »عاد« (من أشد منا قوة).

ولأن يكون المرء درويشاً مؤمناً تقياً عفيفاً خير من أن يتظاهر بالثقافة ليأكل المال الحرام ، وينهب المال العام ، ويجترئ على أموال وأعراض إخوانه المسلمين.

يا فخامة الرئيس :

لنتذكر دعاء الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : (اللهم احيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين).

وإن ربك لبالمرصاد..

حسبنا الله ونعم الوكيل..

نعم المولى ونعم النصير..

وعلى الله توكلت..

يحيى الديلمي ومحمد مفتاح

الأخ العزيز/ رئيس الجهاز.

حرام عليك استمرار سجن الشابين المؤمنين الصالحين محمد مفتاح، ويحيى الديلمي ، ومنع زيارة محمد مفتاح ، إنه ليس لهما ذنب ، إلاَّ أنهما يدرسان فقه الزيدية ، فقه آباءك وأجدادك ، وفقه الملايين من أبناء بلدك، وأنت رجل مؤمن مصلي معروف بالاعتدال وحسن الخلق.

فاتق الله في هذين العالمين المؤمنين ، فقد تصيبك دعوة من أحدهما في هذا الشهر الكريم.

وإن ربك لبالمرصاد.

حسبي الله ونعم الوكيل.

نعم المولى ونعم النصير.

وبه استجرت وعليه توكلت.
آخر تعديل بواسطة أبودنيا في الاثنين نوفمبر 24, 2008 4:55 am، تم التعديل مرة واحدة.
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

كاتبٌ‮ ‬في‮ ‬صحيفة‮ »‬الثورة‮«‬ يَصفُ‮ »‬الزيودَ‮« ‬بأعداءِ‮ ‬السُّـنـَّة‮ !!!
ابراهيم بن محمد الوزير
الإثنين ,28 أبريل 2008
(المصدر:صحيفة البلاغ)

> قرأتُ موضوعاً في صحيفة "الثورة" العدد الصادر يومَ السبت الماضي، وكان عبارةً عن قراءة أعدَّها الدكتورُ/ حسن علي البشاري في كتاب »أئمةُ العلـْم المجتهدون في اليمن«، وليسَ لي الآن أيُّ تعليق على الكتاب، لكن الملاحظةَ على الدكتور الذي أعدَّ تلك القراءة، حيثُ قالَ: إن الكتابَ هو عبارةٌ عن تراجمَ لبعض العُلماء الأجلاّء أمثال العَلاّمة/ محمد بن إبراهيم الوزير، والعَلاّمة/ الشوكاني، وابن الأمير، والمقبلي.. وأشار إلى أن الإهتمامَ بهذا العرض إنما جاءَ نظراً لما لاقاه أولئك العُـلماءُ من حرب من أعداء السُّـنـَّة!!!، وأدخَلَ في قراءته تلك كثيراً من العبارات العدائية تجاه "الزيدية"، مُعتبراً أن علماءَ "الزيدية" هم "أعداءُ السُّـنـَّة"!!.. والمستغرَبُ أن مثلَ هذه الإثارات والكتابات العدائية يتم نشرُها في صحيفة "الثورة" الرسمية، وبذلك تساهمُ "الثورةُ" في نشر ثقافة العداء، والكراهية، ونشر الطائفية المقيتة..

أمَّا الدكتورُ/ حسن البشاري فلن أزيدَ على أن أقولَ له: إنَّ هذه التسميات "أهْلُ السُّـنـَّة" أو "شيعة" إنما هي تسمياتٌ سياسيةٌ.. ولو لاحظنا كثيراً ممَّن يدَّعي أنه من أهل السُّـنـَّة لوجدناه بَعيداً كُلَّ البُعْد عنها، خاصَّـةً إذا ما راجعنا كُتـُبَ الحديث والرواة، ومدى عدالة الرواة، ودرسنا "الجرْحَ والتعديلَ" لوجدنا أن ما يَظنـُّـهُ البعضُ "سُنةً" إنما هو افتراءٌ على السُّـنـَّة أدخله مُلوكُ بني أُمَيَّة للدفاع عن انحرافهم وبُعدهم عن الدين.. ولو سألنا الدكتورَ/ البشاري هل "الزيديةُ" تتـَّبعُ غيرَ هَدْي المصطفى مُحمد ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّـمَ ــ؟، وهل يقولون برفض سُنة النبي؟.. لكان الجوابُ: لا.. فإذن لِـمَ تسَمِّيهم "أعداءَ السُّـنـَّة"؟!!.

صَحيحٌ أن مُكاتباتٍ ومُرَاسلاتٍ حدثت بين مَن ذكرتَ من العُلماء وعُلماء الزيدية، واعترض علماءُ الزيدية على بعض اجتهادات العَلاَّمة/ محمد بن إبراهيمَ الوزير أو الشوكاني أو غيرهما، لكنها تظلُّ مُراسلاتٍ لعُـلماء مهما اختلفوا.. وإذا كان عُلماءُ الزيدية، وعلى رأسهم العلامةُ/ الهادي بن إبراهيم الوزير الشقيقُ الأكبرُ للعلامة/ محمد بن إبراهيم الوزير قد إعترضوا على خروجه على نهْجهم؛ فلأنهم يُؤمنون بأن نهْجَهم هو السُّـنـَّة الصحيحة المؤكدة لرسول الله ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّـمَ ــ.. واعتبروا خروجَ العَلاَّمة/ محمد بن إبراهيمَ الوزير خروجاً على السُّـنـَّة الصحيحة..

وحقيقةً نقولُ للدكتور/ البشاري: إننا كزيود نؤمنُ إيماناً راسخاً أننا نحنُ أهلُ السُّـنـَّة الصحيحة، ولا نؤمنُ بتلك التسميات السياسية لا من قريب أو بعيد، فليس لأن البعضَ سَمَّى نفسَه "أهلَ السُّـنـَّة" يعني أنه من "أهل السُّـنـَّة" وما عداه فليس منها.. ونؤمنُ أيضاً أن الكُـلَّ يسعى إلى اتـِّـباع سُنة رَسُول الله ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّـمَ ــ..

إن روحَ الكراهية، ومُحاوَلةَ نشْر ثقافة العداء في صحيفة رسمية أمْرٌ لا يصُحُّ، وكنا نأملُ من القائمين على صحيفة "الثورة" أنْ لا يسمحوا بنشْر الكراهية على صفحاتهم.. كما أننا نعلمُ يقيناً أنَّ من حَقِّ الدكتور/ البشاري أن يُعَبِّرَ عن رأيه، لكن يجبُ أنْ لا يُسمَحَ له أو لغيره باستخدام المنابر الرسمية التي من واجبها الحفاظُ على الوَحدة الوطنية، وعدمُ السماح باستعداء الآخرين.. وعلى الدكتور/ البشاري أن يتجهَ إلى صُحُفٍ أخرى حزبية تؤمنُ بنفس أفكاره العدائية حتى لا يظنَّ البعضُ أن هُناكَ إتجاهاً رسمياً لمعاداةِ "الزيديةِ" واستعداءِ أبنائِها..

والعَاقبةُ للمُتقين..
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

هل‮ ‬هو‮ ‬استهداف‮ ‬لعلماء‮ ‬الزيدية‮ ‬أم‮ ‬لناشط‮ ‬من‮ ‬آل‮ ‬الوزير؟
ابراهيم بن محمد الوزير
Tuesday, 06 March 2007
(صحيفة البلاغ)
عندما دخلت مسجد شمسان في قرية (بيت السيد) مركز ناحية بني حشيش في يوم الجمعة الماضي ، وهو المسجد الذي بناه الرجل الصالح شمسان ، ثم وسع وجدد بناءه عمي الإمام الثائر الشهيد عبدالله بن أحمد الوزير وشقيقه والدي محمد بن أحمد الوزير وشقيقهم السيد عبدالقدوس بن أحمد الوزير المرة الأولى سنة 1344هـ ، ثم وسعوه وجددوه للمرة الثانية في عام 1364هـ ، فهو مسجد آباءنا وأجدادنا ، ثم قمت بتجديده وتوسعته من حر مالي ، وقد أنفقت فيه حتى الآن المبالغ الكبيرة.

أقول عندما دخلت هذا المسجد المذكور إذا بكوكبة من العساكر مدججين بالسلاح يدخلون ورائي ، ويقفون في وجهي وينظرون إليَّ بشراسة وبغضب شديد ، ويرفع أحدهم ورقة في يده ويقول : هذا أمر من وزارة الأوقاف بأن يخطب هذا الشخص اليوم في هذا المسجد ، ورأيت الورقة من بعيد في يد العسكري وهي مطبوعة وعليها ختم يعتقد أنه ختم وزارة الأوقاف ، ونظرت إلى الشخص المرسل للخطابة فإذا هو شاب صغير ، فقلت لهم : إذا كان هذا بتوجيه من السلطات العليا فأهلاً وسهلاً بالخطيب ، وسأتفاهم مع المسؤولين الكبار ، وإذا كان هذا من عندكم بدون أي توجيه فلا يمكن نأذن للخطيب أبداً ، ولا يمكن أن يخطب ، ورد أحدهم : (إن كنت ستخلي الخطيب يخطب وإلا فسنغلق المسجد اليوم) ، وصاح آخر: لا (تفعلهاش مشكلة يا وزير خلي الناس يصلّوا وإلا فسنغلق المسجد وتحرم الناس من الصلاة) ، وتحلق من كان في المسجد من أهل القرية حولنا وأيدني أكثر الحاضرين ، وصاح البعض : لا يمكن أن يفرض علينا خطيب سلفي وإلا فسنغلق المسجد نحن ونذهب نصلي في مسجد آخر ، وكثر الرهج والصياح ، وصممت على موقفي برفض طلوع الولد المراهق للخطابة ، فصاح أحد العساكر لعسكري آخر : إذهب بلغ ، بأن الوزير يرفض ، وذهبوا ليبلغوا ، وبقيت في المسجد أذكر الله ، وأستعيذ بالله من شرهم ، وعادوا بعد حوالي عشر دقائق أو خمسة عشر دقيقة مصممين على موقفهم ، وقالوا : ليس المراد إلا أن يخطب هذا الخطيب هذه الجمعة فقط ، فقلت لهم : لا جمعة ولا نصف جمعة.

وسألنا عبر التلفون إلى صنعاء ، واتصلنا بالسلطات العليا فأكدوا لنا أنه ليس هناك أي توجه عند القيادة السياسية لمثل هذا العمل ، وقالوا إتصلوا بوزير الأوقاف لتستفسروا منه عن القضية ، واتصلنا بوزير الأوقاف ولكنه لم يجب ، وصممت على موقفي ، وحان وقت الصلاة ، وتوكلت على الله ، وقمت فصعدت المنبر ، وكان العساكر الذين وصلوا بالأمر مهددين متوعدين والخطيب المزعوم قاعدين في المسجد ولم يحركوا ساكناً.

وألقيت الخطبة وتكلمت أولاً عن الغيبة والنميمة والتحريش بين المسلمين وقلت : إن ذلك حرام ، وأنه يعد من الكبائر.

ثم تكلمت عن أحداث صعدة وقلت : إننا لا نقر رفع السلاح من أي مواطن ضد الدولة ، وأن أي جماعة ترفع السلاح ضد الدولة فهم مخطئون مذنبون عاصون ؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد أمر بطاعة ولي الأمر ، وعلى ولي الأمر أن يرفق بأبناء وطنه ، ويحافظ على دمائهم وأعراضهم وأموالهم ، وقلت : إننا ندين سفك الدماء سواء من دماء جنود الحكومة أو من المواطنين في صعدة ، فالكل أبناء اليمن ، والكل مواطنون ، والكل مسلمون ، وصون دماء المواطنين واجب شرعي ، ونحن نطالب بالسلام ، وبتجنب سفك الدماء ، ونحمل الجميع المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى عن سفك الدماء.

وقلت : أما في هذه القرية فأنا قد تكلمت قبل اليوم في عدة خطب ، وفي عدة مقايل وداووين ، وفي عدة مناسبات عما يحدث في صعدة ، وأنه لا يصح أن يفكر أحد من أبناء هذه القرية والقرى المجاورة حتى مجرد التفكير في الذهاب إلى صعدة ، وأن ليس لكم يا إخواننا في هذه القرية أي علاقة بما يحدث في صعدة ، وإذا استطعت أيها الإنسان من أبناء هذه القرية والقرى المجاورة أن تحفظ القرآن وتتقن قراءته ، وتتذوق حلاوة الإيمان وحلاوة العبادة لله تعالى ، وتعرف كيف تتوضأ للصلاة الوضوء الشرعي ، وتعرف كيف تغتسل لرفع الجنابة ، وكيف تتيمم ، ومتى يصح لك التيمم ، وكيف تصلي على الميت إلى آخر هذه الأمور العبادية والتي هي من التعاليم الإسلامية التي يجب معرفتها ، إذا قد عرفت ذلك يا ابن هذه القرية فقد حصلت على خير كثير ، ولا تخرج عن هذا إلى التفكير في ما لا يعنيك ، وقلت لهم في خطبتي تلك : لقد قلت لكم يا أبنائي وإخواني في عدة مجالس ومقايل ، وفي عدة مناسبات : ليس لكم شأن من قريب أو بعيد بما يحدث في صعدة ، أتركوا الكلام والتفكير في ذلك ، واحمدوا الله تعالى على الإيمان والأمان الذي تتمتع به قريتكم هذه والقرى المجاورة لها.

ثم انتقلت إلى ما حدث وقلت : إن هؤلاء العساكر وصلوا بخطيب ليخطب ، كما شاهدتم ، ولا أدري من أين أتى هذا العمل ، وليس من المعقول أن يقال للشيخ المجاهد العلامة/ إبراهيم بن محمد الوزير تنح عن منبر المسجد الذي بناه آباؤك وأجدادك ، ثم بنيته أنت ليخطب إنسان آخر مكانك ، وبالقوة وبالتهديد والسلاح ، فليس من حق أي شخص أن يفرض علينا تحكمات حسب هواه.

وأقول الآن : هل يمكن أن يرسل المسؤولون طقماً أو طقمين عسكريين مع ثلة من الجنود المدججين بالسلاح لينحوا الشيخ عبدالمجيد الزنداني عن منبر مسجده ، ويؤتى بشخص زيدي ليخطب بدلاً عنه ، وهل يمكن أن يحدث في قطر مثلاً أن ترسل السلطة القطرية ثلة من الجنود لينحوا الشيخ يوسف القرضاوي عن منبر مسجده بالدوحة ليخطب شاب شيعي بدلاً عنه ، رغم أن الشيخ القرضاوي ليس من أبناء قطر ولكنه يحترم لأنه عالم من علماء السنة الكرام ، وهل يمكن أن يحدث في دمشق مثلاً أن ترسل السلطات ثلة من الجنود على طقم أو طقمين لينحوا الشيخ العلامة/ محمد سعيد رمضان البوطي ويؤتى بشخص وهابي ليخطب في مسجده بدلاً عنه ، إن ذلك بلا شك غير ممكن ، ولا يمكن أن تفعله أي سلطة من السلطات ضد أي عالم من علماء المذاهب الإسلامية جميعها.

فلماذا الاستهانة بعلماء الزيدية؟!!! ، ماذا فعل أبناء الزيدية حتى يستهان بعلمائهم إلى هذا الحد؟!!! ، أم أن ذلك لأنني هاشمي أنتمي في نسبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز الذي تقرأونه جميعاً : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) ، فهل هذا هو التطبيق للآية الكريمة ، أم أنه استهتزاء بكلام الله ؟!!...

أم أن هناك من يريد أذيتي لأنني من آل الوزيز الذين ضحوا برجالهم ، وسفكت دماؤهم ، وهدمت دورهم ، وسجن أطفالهم وشبابهم ، وترملت نساؤهم ، وصودرت أموالهم في أيام حكم أحمد حميد الدين حتى وصلوا إلى مصادرة أثاث المنازل ، وحصر ثياب النساء ؟؟!!، أم ذلك لأنني سجنت في عهد حكم الإمام أحمد حميد الدين المرة بعد المرة ، وقضيت أكثر أيام شبابي في السجن ، وقلت وأنا شاب صغير أعيش في السجن هذه الأبيات أشير بها إلى نفسي :

هذا سجين ملَّ من يومهِ

يرسف في أغلاله الظالمهْ

قيوده تحفر في جسمهِ

قبورَ آمال الصبا الحالمهْ

❊ ❊ ❊ ❊

يسائل الدهر بفكر شرودْ

ومهجة كلْمَى وقلب هلوعْ

متى متى عني تفك القيودْ

وتغسل البسمة هذه الدموعْ

إلى آخر تلك القصيدة الحزينة التي لا أذكر منها إلا القليل ، فهل هذا لأننا من آل الوزير الذين قدموا الكثير من أجل هذا الوطن.

وقلت في خطبتي : إن الدور والمنازل في هذه القرية التي هدمها الإمام أحمد لتشهد لآل الوزير بما قدموا لهذا الوطن.

وأقول الآن : أن من تلك الدور داراً للسيد العلامة المجاهد الأمير علي بن عبدالله الوزير الذي وصلت أحاديث مكارمه إلى كل مدن اليمن وقراها ، وإلى فجاج الجبال ، وبطون السهول ، والذي أعدمه الإمام أحمد عقيب الثورة الأم ثورة 48م ، وداراً أخرى للسيد العلامة الشهيد محمد بن محمد الوزير الذي أعدمه الإمام أحمد عقيب ثورة 48م ، وداراً ثالثة للإمام الثائر الشهيد عبدالله بن أحمد الوزير زعيم وقائد ثورة 48م الذي أعدمه الإمام أحمد حميد الدين بفناء سجن حجة عقيب ثورة 48م وبعد سقوط الثورة مباشرة ، ولشقيقه والدي محمد بن أحمد الوزير الذي كان يمشي على الأرض هوناً ، والذي ظل في سجن الإمام أحمد حميد الدين أكثر من ثمان سنوات ، والذي أخرج الجلادون في سجن حجة ولده أخي عبدالله بن محمد من جواره ليقوموا بإعدامه وهو لم يتجاوز العشرين من عمره ، وقد تجاوز والده الثمانين من العمر .. ولشقيقه السيد عبدالقدوس بن أحمد الوزير.

كما أعدم الإمام أحمد والدنا محمد بن علي الوزير جدّ إسماعيل بن أحمد الوزير وزير العدل السابق عضو مجلس الشورى الحالي.

قلت في الخطبة : إن هذه الدور التي هدمها الإمام أحمد ، ومواقعها الواضحة إلى الآن لتشهد لهذه الأسرة بما قدمت في سبيل الله ، ومن أجل خير هذا الوطن ، وإن ننس فلا ننسى أن أولاد صنعاء وصغارهم كانوا يلاحقون شبابنا ورجالنا في الشوارع صارخين : يا دستوري يا ابن الدستوري ، يا مجرم ، في الوقت الذي كان لا يعرف أبناء هذا البلد ما هو الدستور؟!.

وأقول الآن : كل ذلك قدمته هذه الأسرة لا من أجل مناصب ، ولا من أجل شيء آخر ، فقد كنا في عز ورفاهية يعلمها الجميع ، ولكن من أجل إنقاذ هذا الشعب من الفقر ، والجهل ، والمرض.

أفبعد تلك المحن الكبرى التي نالتنا يأتي عسكري لا يعرف من أمور الحياة غير الأذية (والنخيط والزنط) ليقول لك يا إبراهيم : تنح عن منبر هذا المسجد الذي بنيته ليخطب هذا الشاب المراهق السلفي بدلاً عنك وبالقوة ، وبالطقوم العسكرية ، وبالتهديد والوعيد؟؟؟!!!!!.

فهل هذا التصرف العشوائي هو الجائزة والمكافأة والإعتراف لهذه الأسرة بالجميل وبحقها المشروع ، اللهم إنا نشكو إليك ، ولا نطلب العوض والخير إلا منك ، اللهم اكفنا شر خلقك أجمعين ، واعصمنا من الشيطان الرجيم ، يا من أنت على كل شيء قدير ، وبكل شيء عليم.

وقد طلبنا بعد صلاة الجمعة من العسكري الأمر حتى نأخذه أو نصوره فرفض وأخفاه وقال : (قد خطبوا هم ، وما وقع إلا خير) هكذا : ( قد ذا خطبوا هم ) بصيغة الجمع للتعظيم والتقدير ، ولكن بعد محاولة الفرض والإذلال.

ولقد اتصلنا بعد ظهر يوم الجمعة بوزير الأوقاف فرد علينا وقال : (ليس هناك أي توجيه مني ، ولا من أي سلطة عليا ، ولا أدري كيف حصل ذلك ، وقد أمرت بالتحقيق).

والآن نضع بين يدي الأخ الرئيس حفظه الله هذه القضية ، ونطالب بالتحقيق الفعلي ، ومعاقبة من يحاول إثارة الفتنة ، والمجترئين على الدولة والحكومة بالمكر والخداع ، وافتعال ما لم يأذن به الله.

ونقول للأخ الرئيس : يا فخامة الرئيس هكذا تتم في هذه الأيام الأمور : يجتهد العساكر أو غيرهم من الموظفين الذين في أسفل السلم السلطوي لأذية الناس وتخويفهم وإذلالهم ، وكم يحدث من أمثال هذا لخطباء الزيدية وعلمائهم ومرشديهم ومدريسهم حتى وصلوا أخيراً إلى قريتنا ومسجدنا ليفرضوا ما يريدون لأغراض شخصية يسيئون بها إلى الناس ، وينفرون كل الزيدية عن الرئيس ، وعن الدولة ، وعن الطاعة والانقياد التي يبذلها أبناء الزيدية للرئيس بلا تردد.

وكيف لو تطورت المسألة ، وحدث في مساجدنا يوم الجمعة الماضي ما لا تحمد عقباه ، هل كان ذلك سيرضي الرئيس القائد ؟ ، ويرضي الشعب اليمني ؟ ، والزيود خاصة ؟ ، وهل كان ذلك سيكون نقطة بيضاء في تأريخ رئاسة الرئيس علي عبدالله صالح ؟ ، وهل كان ذلك أولاً وآخراً يرضي الله تعالى؟!!!!!!.

إننا لم نقم بثورة 48م ونقدم التضحيات الكبيرة فيها من أجل أن يأتينا في يوم من الأيام ثلة من العساكر ليفرضوا على علمائنا وأبنائنا وفي مسجدنا ومسجد آبائنا وأجدادنا الذي تكلمت مع الرئيس حوله عدة مرات ، وبارك تجديد بنائه ، ووعد بالمساعدة في ذلك.

إننا لم نقم بتلك الثورة ليأتينا ثلة من العساكر ليفرضوا على هذا المسجد في يوم من الأيام خطيباً شاباً مراهقاً سلفياً وبالقوة والتهديد.

نحن قمنا بتلك الثورة وضحينا بالغالي والرخيص فيها ، ويشهد الله أنه لولا تجاوب عبدالله الوزير وآل الوزير مع الثوار الأحرار ما كان يمكن أن تتم تلك الثورة ، وكتابات الثوار الأحرار حول تلك الثورة تشهد بذلك ، وهو دور يعرفه الجميع.

نحن ضحينا بآبائنا وإخواننا وبيوتنا ، وتيتم أطفال آل الوزير ، وهدمت دورهم ، وصودرت أموالهم من أجل الشعب اليمني ، ورفع الظلم والفقر عنه ، ومن أجل الحرية والعدالة والكرامة لكل مواطن.

ولذلك فنحن نطالب بالتحقيق في هذه القضية وأمثالها ومعرفة الآتي :

١- من يقف وراء محاولة إثارة هذه الفتن ؟.

٢- من الذي وجه بالأمر ولماذا ؟!.

٣- لماذا اختيار جامع شمسان في قرية »بيت السيد« رغم معرفة الجميع أن الشيخ / إبراهيم بن محمد الوزير يخطب فيه ؟!، وما نقول في هذا المسجد إلا حقاً ؟!، وما ندعو في هذا المسجد إلا إلى طاعة ولي الأمر ، وعدم التدخل في ما يحصل في صعدة أو غيرها.

٤- ماذا كان يمكن أن يقول الخطيب السلفي المراهق والذي لعله بدأ الخطابة قبل أشهر بدلاً عن الخطيب الذي تمرس على الخطابة منذ خمسين عاماً؟.

٥- من الذي أتى بالطقوم العسكرية ولأي جهة تتبع هذه الطقوم ، وكيف تم التوجيه إلى أجهزة الأمن أو غيرها للخروج بهذه الطقوم وهؤلاء العساكر إلى هذا المسجد؟!.

٦- من هم هؤلاء العساكر ، ولماذا وصلوا بقوة وعنف، ومن الذي أوحى إليهم بذلك حتى هددوا بإغلاق المسجد ، وحرمان المصلين من صلاة الجمعة إذا لم نستجب لمطلبهم ، ونسمح للخطيب الشاب المراهق السلفي بالصعود إلى المنبر لأداء الخطبة ، وما الغرض من ذلك؟!!!.

إنني أناشد القيادة السياسية ممثلة بشخصية الأخ الرئيس حفظه الله ، وأناشد وزير الأوقاف ، والأخ وزير الداخلية ، والأخ محافظ محافظة صنعاء ، وكل من له علاقة بهذا الموضوع ، أناشدهم التحقيق في هذه القضية ، ما الغرض منها ؟ ، وما أهدافها ؟ ، ومن الذي خطط لها وأمر بها ولماذا؟!.

إن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض بالحق ، والحق هو العدل ، ونحن نطالب بالحق والعدل.

ونقول للجميع ما قاله الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وما أمر به ليكون في آخر خطب الجمعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي بدلاً عن سب الإمام الخليفة الراشد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام آية من كتاب الله : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).

والله الهادي إلى سواء السبيل.

وهو وحده جل وعلا حسبنا ونعم الوكيل.

نعم المولى ، ونعم النصير..

وعلى الله توكلت..
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

معاذ‮ ‬الله‮ ‬أن‮ ‬نقصد‮ ‬إخواننا‮ ‬الشافعية
ابراهيم بن محمد الوزير
Thursday, 15 March 2007
(صحيفة البلاغ )

جاءتني رسالة من أخ كريم يسمي نفسه أبو خالد المنصوري تحت عنوان : (مؤامرة من قبل من يا والد إبراهيم).

وإليك أيها القارئ نص الرسالة :

> أبو خالد المنصوري

(بسم الله الرحمن الرحيم

الوالد الفاضل العلامة/ إبراهيم الوزير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع: مؤامرة على الزيود من قِبَلْ مَنْ يا والد إبراهيم ؟.

بعد التحية

لفت انتباهي عنوان مقالتك: إنها مؤامرة على الزيود فدفعني ذلك إلى التعقيب عليه بكل حب وتبجيل بعيد عن أي غرض آخر فأرجو أن يتسع صدرك لقراءته ، وبصراحة أقول : إنه لا توجد أي مؤامرة على الزيود ، وكيف تكون هناك مؤامرة على الزيود والحكم والسلطة في اليمن بأيديهم وهذا هو الواقع.

صحيح أنه تم القضاء على الإمامة التي كانت تسيّر الأمور طبقاً للمذهب الزيدي حتى في المحافظات السفلى -غير الزيدية- ولكن الثورة قامت بمشاركة الزيود أيضاً بل إنهم هم من استلم السلطة ولا زالوا محتفظين بها حتى اليوم وإلى ما شاء الله ، ولم يحارب المذهب الزيدي إطلاقاً بل العكس ظل العمل به قائماً في معظم المرافق الحيوية وعلى رأسها وزارة العدل ، ولم يحارب الزيود بل المعروف عن الزيود أنهم كلمة واحدة ويد واحدة ، وصحيح أن الرئيس علي عبدالله صالح لا يتظاهر بانتمائه المذهبي ولكن هذه سياسة وإلا فهو زيدي حتى النخاع ، وكل الرؤساء من قبله كانوا من الطائفة الزيدية ومن سمارة ومَطْلَعْ فقط ومع ذلك لم يتذمر أحد من أبناء الشوافع بالرغم من كونهم الأغلبية وهذا لم يأت بحكم المصادفة بل هو أمر يتم بتخطيط وتنسيق دقيق ، والزيود متمسكون بهذا الكرسي ومستميتون في المحافظة عليه ، على أن هذا عين الخطأ في واقع الأمر، لأنه طالما كان هناك طوائف فيفترض عدم الاستئثار بالسلطة بل تداولها سلمياً حتى لا يكون طرف أحسن من طرف ، وحتى تسير الأمور بشكل طبيعي كما هو الحال في باقي الدول ، وبالنسبة لانكفاء المذهب الزيدي في السنوات الأخيرة فهذا الأمر لم يكن ناجم عن مؤامرة إنما هو ناجم عن تزايد أبناء الطائفة الأخرى لا سيما بعد الوحدة وبعد عودة المغتربين من الخارج ، فهؤلاء حقيقة إجتاحوا المدن الشمالية -وهو أمر لم يكن مألوفاً لديكم- وهذا من حقهم لأنهم يمنيون واليمن بلاد الجميع بيد أن هذا لم يكن جديداً فمن المعروف أن الزيود أقلية ، وأنت لو فكرت واقتنعت بأن الزيود هم في الحقيقة أقلية لما تذمرت ولنمت قرير العين ، بل إنك بقولك إنها مؤامرة على الزيود تفتح مشكلة على نفسك وعلى الزيود المهيمنين على مقاليد الدولة اليمنية ، وأنت تعلم أنه لو خرج الحكم من أيديهم فلن يعود -إلا أن يشاء الله- وساعتها يحق لك أن تخاف على مذهبك وتقول إنها مؤامرة على الزيود ، أما أن يكون الزيود هم أصحاب الحل والعقد والمتنفذين في شؤون اليمن برمتها من ألفها إلى يائها فلا يحق لك الشكوى والأفضل أن تخلي الطبق مستور.. وشكراً..).

وللجواب على تساؤل الرسالة : »مؤامرة من قبل من يا والد إبراهيم) ، أريد أن أوضح الآتي :

نحن عندما نشكو ونقول : إن هناك مؤامرة على المذهب الزيدي للقضاء عليه ، لا نقصد بأية حال أنها أتت من جهة إخواننا الشافعية الكرام ، فقد تعايش المذهب الزيدي مع إخواننا الشافعية مئات السنين ، وليس بيننا وبينهم إلا كل احترام ومحبة ، إنما نقصد أنها مؤامرة منبعها من خارج بلادنا ، وينفذها إخواننا السلفيون التكفيريون الذين ينفذون مخططات لتفريق كلمة المسلمين في اليمن وهم يشعرون أو لا يشعرون.

ماذا تسمي يا أخي الكريم يا أبا خالد المنصوري كما سميت نفسك ماذا تسمي وكيف تفسر دخول هؤلاء المتشددين التكفيريين إلى القرى كل القرى تقريباً في المناطق الزيدية ، وأخذ أبناء تلك القرى وتعليمهم أفكاراً ومعتقدات سلفية لا نؤمن بها ونعتقد أنها خطأ كبير مثل تجسيم الله سبحانه وتعالى ، وأنه لله تعالى أيدياً وأرجلاً وساقاً ، وأنه سيضع رجله في النار يوم القيامة لكي تهدأ وتستقر بعد أن عجز عن إيقافها عن الغليان والحركة الرهيبة ، فاضطر إلى إدخال رجله في النار حتى خرج منها صوت هكذا : قِطْ ، قِطْ ، ثم هدأت هل هذا يا أخي هو الله العلي القدير القائل : (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون).

وهم أيضاً يعلّمون أولادنا أن الله خلق للجنة أناساً ، وللنار أناساً عيَّنَهم وأراد إحراقهم من قبل أن يخلقهم ، وأوقعهم في المعاصي بقَدَرِهِ ، وهم لا يستطيعون تجنبها ، ولو أرادوا ذلك ما استطاعوا ثم عذبهم بسبب أفعالهم التي قدرها عليهم وأجبرهم عليها.

ونحن الزيدية لا نؤمن بهذا بأية حال بل ننزله الله ونقول : إنه تعالى ليس كمثله شيء وأنه عز وجل لا يمكن أن يجبر أحداً على المعصية ثم يعذبه على فعلها لأن هذا ظلم ننزه الله عنه.

ونحن نقول لهؤلاء الإخوان : اتركونا أيها التكفيريون المتشددون ومذهبنا وعقيدتنا ، ولكم مذهبكم وعقيدتكم ، فنحن لا نكفركم ، ولا نعتقد أنكم بأفكاركم ومعتقداتكم قد خرجتم عن الإسلام ، كما أننا لم نخرج أيضاً بمعتقداتنا عن الإسلام ، دعونا نتعايش.

إننا لا نعتقد أنكم قد كفرتم بمجرد إعتناقكم لهذه المعتقدات ، وإن كنا نرى أن عقيدتنا هي الصحيحة ، وأنكم على خطأ ، ولكنا لا نعتقد كفر أحد ممن يقولون : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، وحسابكم وحسابنا على الله ، فتعايشوا مع المذاهب الأخرى ، ولا تحاولوا إلغاء كل المذاهب والتسلط عليها ، ودعونا ومعتقداتنا ولكم معتقداتكم (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً).

لا تتقووا علينا بالمال الوافر الذي يأتيكم من خارج البلاد ومن الداخل فتذهبون بسياراتكم القوية ، وأموالكم الوافرة ، والجماعات الذين يظنون أنهم يجاهدون في سبيل الله لمحاولتهم إخراج الشاب الزيدي الذي يؤمن بمذهب آل بيت رسول الله من معتقداته إلى معتقداتكم التي لا نراها إلا معتقدات ضالة ما أنزل الله بها من سلطان.

ونقول للدولة والقيادة : إرفعوا عن الزيدية وعن مناطقهم هذا المد السلفي التكفيري فهو ليس في صالحكم ، ولا في صالح اليمن ، وأنتم قيادة المفروض أن تكونوا محايدين ، وما مثلكم ومثل أبناء شعبكم إلا كمثل الأب الرحيم العادل مع أولاده ، أنتم كالأب الراعي لأبناء الشعب اليمني ، شافعيهم ، وزيديهم ، وسلفيهم ، وعليكم أن تقرعوا عنا هذا التبشير إن صح التعبير ، أو هذا النشاط الوهابي السلفي الذي يحاول الدخول إلى كل المناطق الزيدية.

إن محاولة الإلغاء هذه ليست في صالحكم ، ولا في صالح اليمن ، أنتم قيادة ، ما لكم وللتعصب مع هذا المذهب أو ذاك ، إتقوا الله في أبناء شعبكم ، ويرفع الله قدركم ، ويعزكم ويمكن لكم في الأرض .

هذا ما نقوله يا أخي الكريم المنصوري ، ولا نقصد إخواننا الشافعية الكرام الذين تعايشنا معهم مئات السنين ، فنحن نحترمهم ، ونحبهم ، وأنت تعلم يا أخي الكريم أن الهجمة السلفية التكفيرية قد طالت اليمن كله الزيدي والشافعي معاً ، وعلماء الشافعية والصوفية يشكون من هذه الهجمة شكوى مرة وأنت تعلم ذلك ، وإن كانت الهجمة تستهدف الزيدية أكثر .

ويظهر أخي الكريم أنك لم تقرأ مقالي الذي عنونته بهذا العنوان : (إنها مؤامرة على الزيدية يا قاضي محمد وعلى الشعب اليمني والرئيس).

وقد قلت لي في رسالتك ليتسع صدرك يا والد إبراهيم لقراءة رسالتي ، ولكن يظهر أنه لم يتسع صدرك لقراءة مقالي ، بل قرأت العنوان فاستفزك ، وكتبت ما كتبت ، مع أنني لم أتطرق إلى إخواننا الشافعية في مقالي من قريب أو بعيد ، بل كنت أتكلم عن مظلومية الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ، وكيف أن القاضي محمد العمراني وفقه الله وهدانا وإياه لم يتطرق إلى مظلومية الإمام الحسين بن علي عليه السلام حين كان يتكلم عن بدعة ضرب الأجسام حزناً على الإمام الحسين ونحن معه فيما قال ، وهي الحقيقة من جانب ، ولكن للحقيقة جانب آخر ، وهي أن الحسين بن علي عليه السلام قتل مظلوماً بأيدي البغاة والطغاة ، وأن الحزن عليه واستنكار ما حدث له فيه أجر عظيم ، ومواساة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يحبه حباً عظيماً ، ويقول : »حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً« ، هذا كان خلاصة مقالي ، وليس حول إخواننا الشافعية بأي حال.

وأنا عندما أطالب يا أخي المنصوري برفع محاولة تغيير المناطق الزيدية إلى مناطق سلفية تكفيرية متشددة تكفر الزيدية والشافعية معاً إنما أنطلق من واجب إسلامي ، ومن أجل المصلحة العامة لهذا البلد :

أولاً : لكي نتجنب الضغائن والأحقاد بين أبناء اليمن من جهة ، وبين أبناء الزيدية في المحافظات الشمالية والقيادة السياسية حاضراً ومستقبلاً من جهة أخرى.. فالقيادة كما قلت بمثابة الأب الرحيم العادل ، وأبناء الزيدية وسائر أبناء البلد كالأبناء، وبمحاولة إخضاعهم بالقوة وتحويلهم عن معتقداتهم لن يجني اليمن غير المتاعب والمستقبل السيء المظلم على الجميع.

وهناك كما يقول الأستاذ العلامة/ محمد مفتاح في مقاله الذي أشادت به جريدة »الثورة« هناك من يكره أبناء المناطق الزيدية والرئيس علي عبدالله صالح على حد سواء ، ويريد إحداث المشاكل بين هذه المناطق والقيادة لأغراض شخصية ، والتدبر والتعقل والرفق هو الطريق الأمثل للوصول إلى كل خير.

وقد دعونا الإخوة الذين يشتغلون بمحاولة تحويل مناطق الزيدية إلى مناطق سلفية تكفيرية وفيهم من هم في مناصب كبيرة عسكرية ومدنية عالية ، دعوناهم بدلاً من هذا العمل الغير معقول الذي يقومون به ، والذي لا يؤدي إلى خير ، ولا يرضي الله سبحانه وتعالى ، أن تعالوا نتعاون لتشذيب المذهب الزيدي من بعض الأخطاء التي دخلت فيه مثل حصر الولاية العامة في البطنين ، إننا سنعمل من أجل هذا بكل قوة حتى نصل إلى تحقيق هذا الهدف بعون الله تعالى ، لا من أجلكم ، ولا من أجل إرضاءكم بما لا يرضي الله ، بل لأنني شخصياً أعتقد أن هذا هو الحق الناصع الذي يرضي الله ، ويجمع شمل المسلمين ، لكن إخواننا في السلطة لم يتوفقوا للاستجابة إلى التعاون من أجل ذلك على أن يبقى المذهب الزيدي مصاناً محترماً كسائر المذاهب في اليمن.

وقد دار التأريخ الإسلامي يا أخي المنصوري لحوالي ألف وأربعمائة عام وهو بين فعل خاطئ عنيف ورد فعل خاطئ عنيف .

إن محاولة الإلغاء بالشكل الذي يحصل اليوم لن يؤدي إلا إلى تمسك الزيدية بمعتقداتهم القديمة بكل ما فيها .

يا ليت هناك من ينظر إلى مصلحة اليمن ، ومصلحة القيادة السياسية ، ومصلحة الرئيس ومن يأتي بعده ، ويترك المصالح الشخصية الزائفة الزائلة في سبيل الله ، ومن أجل أبناء هذا الشعب ، ومن أجل الحق والعدل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ولقد حضرت مؤتمر الدوحة للتقريب بين المذاهب ، وقد أجمع المؤتمرون بعد نقاش جاد طويل على وجوب تجنب أصحاب كل فكر وكل معتقد التبشير »حسب تعبير البيان الختامي« بمذهبهم ومعتقداتهم في مناطق المذاهب والمعتقدات الأخرى ، وأقروا ذلك بالإجماع ودعوا إليه.

وها هو الداعية العلامة/ يوسف القرضاوي يصرخ ويدعو بأعلى صوته من على منبر مسجده في الدوحة ، ومن »قناة الجزيرة« إلى ترك محاولة تحويل بعض المناطق السنية إلى مناطق شيعية أو العكس.

ولقد دار النقاش في مؤتمر الدوحة وشكى كثير من الحاضرين من محاولة بعض الشيعة الجعفرية تحويل بعض المناطق السنية في مصر بالذات وفي غيرها إلى المذهب الجعفري ، وكدت أصرخ بأعلى صوتي وأقول : إننا نحن اليمنيين الزيدية الذي يجب أن نشكو من الهجمة السلفية الشرسة على مناطق الزيدية لتحويلهم إلى سلفية تكفيرية ، ولكني آثرت أن أترك هذا الموضوع ليتم مناقشته في بلادنا ، وبين أبناءنا وإخواننا في اليمن ، ومع قيادتنا ورئيسنا ، فهذا أمر داخلي لا يصح أن نثيره في الخارج ، وفي مؤتمر عالمي مثل ذلك المؤتمر ، واليوم ومن صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية الموحدة فإننا نرفع أصواتنا بالشكوى من هجمة السلفيين التكفيريين ، وتبني بعض المسؤولين لهذا الفكر التكفيري ، ولا نقصد إخواننا الشافعية الكرام بأية حال يا أخي المنصوري.

ولسنا بصدد الكلام عن الحكم ، فالحكم لله العلي القدير يضعه حيث يشاء.

وبهذا نكون قد أوضحنا ما نريد ونقصد بما فيه الكفاية ، والله الهادي إلى سواء السبيل..

وهو حسبنا ونعم الوكيل.

نعم المولى ، ونعم النصير..

وعلى الله توكلت..

❊ ❊ ❊ ❊

حماس والناس

إننا نرحب بأخينا الجليل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية الذي أوضح في الندوة التي عقدت في صنعاء لإخوانه الفلسطينيين واليمنيين والتي حضرتها الكثير من خطوات حماس في مكافحة الصهاينة المعتدين ، والصعوبات التي يواجهونها ، ولا شك أن حماس قد حققت خطوات إلى الأمام في تحقيق الأخوة والتعايش الفلسطيني الفلسطيني باتفاق مكة ، ونحن نؤكد أننا مع حماس والجهاد الإسلامي ومع المقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة المعتدين بقلوبنا وإمكاناتنا.

ومع ذلك فإنه يوجد في الناس من ينتقد حماس ويظن أنها أخطأت الطريق بقبولها الدخول في الانتخابات وتشكيل الوزارة ، وفي رأي هؤلاء أنه يصعب الجمع بين المقاومة والسلطة.

وللحقيقة فإنني أشهد بأن رجال حماس في بلادنا استشاروا الكثير في اليمن قبل يوم الانتخابات في فلسطين ، هل تشارك حماس في الانتخابات أم لا ؟ ، ويظهر أن الاستشارة هذه كانت معممة على جميع أصدقاءهم وإخوانهم والمساندين لهم والمتعاطفين معهم في العالم العربي والإسلامي ، وقد سئلت قبل الانتخابات كما سئل غيري عن مشاركتهم في الانتخابات وهل ذلك حسن أم لا ؟، وأنا أعترف أنها لم تكن الصور واضحة أمامي في ذلك الوقت ، ولكني قلت : هل ستتمكنون من الجمع بين السلطة والمقاومة ؟ ، فكان الجواب يميل إلى إمكان ذلك ، ولم ندر ماذا سيعملون بعد الاستشارات ، ثم رأينا أنهم قرروا المشاركة في الانتخابات ، وفازوا ذلك الفوز الساحق الذي لا نظير له ، ثم جاءت بعد ذلك المتاعب والصعوبات.

وأقول اليوم : (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) ، أقول : لو كنت أعلم الغيب لنصحت بأن لا يشاركوا في الانتخابات ، ويكتفوا بالمقاومة ، ولو كنت أعلم الغيب ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لنصحت إخواننا في حماس بعد أن نجحوا في الانتخابات أن يكتفوا بأن يمسكوا المجلس التشريعي ، ويعلنوا عن عزوفهم عن تشكيل الوزارة ، فالسلطة التنفيذية يمكن أن يتركوها لغيرهم ، إذا كان الدستور يسمح بذلك ، وأظن أنه كان يمكن تعديل الدستور بحيث يمكن ذلك إذا كان فيه ما يمنع من ذلك.

وإذا اكتفوا بأن يمسكوا المجلس التشريعي ويكونوا فيه أغلبية فسيأتي كل ما تقرره وتتخذه السلطة التنفيذية إليهم ويستطيعون حين ذلك أن يوافقوا ويقروا ما يشاؤون ويرفضون ويردوا ما يرون فيه ضرراً على مجتمعهم وبلادهم.

أظن أن هذا كان مخرجاً جيداً للأزمة التي وقعت فيها حماس ، والفلسطينييون جميعاً اليوم ، وفي الإمكان تنفيذ مثل هذه الخطة اليوم بعد مناقشتها ، وإن كانت الآن أصعب مما لو أتت كقرار ذاتي من أول يوم.

على كلٍّ أنا أناقش حماس وأضع هذا الكلام لأبين أن حماس كسائر المجاهدين والمناضلين في العالم ليسوا معصومين ، وأن الذي يقضي عمره في الجهاد في سبيل الله لا بد أن يصيب ويخطئ ، يصيب في بعض الخطوات ، ويخطئ في بعضها ، وهذا ليس عيباً ، فالبشر كلهم خطاؤون ، والمهم هو تصحيح المسار بين كل آونة وأخرى وهذه هي الطريقة الصحيحة المتبعة عند كل حركة مجاهدة مناضلة.

وصدر حركة حماس واسع للنقد والتعليق على خطواتهم الجهادية التي يبذلون فيها أقصى جهد من التحري والتأمل ومحاولة تحري الحق واتباعه.

أما التشهير والاتهام ونحوه فهو غير مقبول عندنا وعند حماس على حد سواء.

والمطلوب من حماس وهو المهم صلاح النية ، والثبات على المقاومة من أجل استقلال فلسطين من التدخل الأجنبي ، والإحتلال الصهيوني ، والسير بكل ثبات وتصميم وصدق وإخلاص ونكران للذات ، وعزوف عن المناصب ، والمكاسب الدنيوية التي تضر بمسيرة الجهاد ، وبذل أقصى الجهد في العمل من أجل صد التآمر الصليبي الصهيوني المسنود من الصليبيين الذين يظنون أن في مساندة الصهاينة طريقاً إلى نزول المسيح وانتصاره على الأرض وهم في ذلك واهمون.

ذلك ما هو مطلوب من إخواننا في حماس ، وما نظنهم إلا كذلك ، أما النصر الحاسم ، فهو بيد الله والله ينصر من يشاء وهو القوي العزيز.

وهو الهادي إلى سواء السبيل.

وهو حسبنا ونعم الوكيل.

نعم المولى ، ونعم النصير..

وعلى الله توكلت..
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

العالم الإسلامي يتظاهرون غيرة على نبي الإسلام.. وإخواننا في اليمن يتآمرون حقداً على الزيدية
ابراهيم بن محمد الوزير
Tuesday, 14 February 2006
(صحيفة البلاغ)


{ الرئيس خير من يؤمل فيه حل الأزمة الحالية وإنهاء ظلم الزيدية وملاحقتهم

{ الزيدية هم جمهور الرئيس، وجنود اليمن ضد أعدائه

ألا إن الدين النصيحة

العلامة/ إبراهيم بن محمد الوزير

لقد عم العالم الإسلامي الاستنكار الكبير لما صدر من إساءة إلى شخصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد عمت المظاهرات الحاشدة أقطار العالم الإسلامي ، ففي مصر خرجت مظاهرات حماسية كبيرة ، وفي تركيا والباكستان وإيران والجماهيرية الليبية وسوريا ولبنان وغيرها وغيرها خرجت مظاهرات كبيرة تستنكر ما نشر في الصحيفة الدانماركية.

وفي السعودية صدرت بيانات قوية ، وكانت خطبة الجمعة الماضية في الحرم المكي الشريف قوية جداً ، وكلها حول هذا الموضوع ، ودعا خطيب الحرم الشريف إلى استمرار الاستنكار حتى تغيِّر حكومة الدانمارك موقفها، وتعتذر للمسلمين عن هذه الإساءة البالغة ، كما دعا خطيب الجمعة في الحرم المكي الشريف إلى إيجاد قنوات إسلامية تدافع عن الإسلام ، وتشرح للعالم مبادئ الإسلام ، وعظمة رسول الله ، نبي المسلمين ، وإمام المتقين ، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم.

أبناء العالم الإسلامي يتظاهرون غيرة على نبي الإسلام.. وإخواننا في اليمن يتآمرون حقداً على الزيدية

وإن دل هذا الاستنكار العالمي الإسلامي الواحد الذي شمل الشيعة والسنة على السواء ، إن دلَّ على شيء ، فإنما يدل على وحدة المسلمين في قلوبهم ، ووحدة مواقفهم أمام أعداءهم ، وأنهم مهما اختلفوا ، وتنازعوا ، فإن عدوهم مشترك ، والذين يريدون تفريق صفوفهم ، وتمزيق شعوبهم ، وأراضيهم لا يفرقون بين سني وشيعي ، وأنهم أعداء للإسلام في كل أشكاله ، ومشاربه ، ومذاهبه.

وما يحدث في اليمن من بعض الجهات من هجمة شرسة على الزيدية إن هو إلا مؤامرة لتفريق كلمة المسلمين ، فيصبح بعض أهل اليمن ضد بعض ، ويكره بعضهم بعضاً ، ويتمزق الوطن ، وتضيع المصلحة العامة المشتركة للجميع.

إن قضية الدفاع عن شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد وحدت صفوف المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها سنة وشيعة ، حتى أن الهجمات والتفجيرات التي إعتاد المتطرفون أن يقوموا بها في احتفالات كربلاء يوم عاشوراء بالعراق لم تحدث هذا العام ، لأن هناك ما هو أهم في نظر الجميع ، وما يجب أن يجمع صفوف المسلمين.. فهل ستقوم مراكز القوى في اليمن والذين يدَّعون أنهم مع الإسلام والمسلمين بواجبهم في الدفاع عن رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم لينـضموا إلى صف الوحدة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها ، وليكونوا في صف المسلمين المدافعين عن الإسلام ، ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ أم سيبقى همهم العمل من أجل القضاء على الزيدية؟ ، والإعراض عن المشاركة في استنكار ما استنكره العالم الإسلامي كله؟ ؛ لأنهم مشغولون بمحاولة تحقيق آمالهم في القضاء على شطر كبير من أبناء جلدتهم وإخوانهم في دينهم ، مما لا يمكن أن يتحقق ، وإنما سيكون طريقاً لتفريق أبناء اليمن ، وشطرهم إلى شطرين متحاربين ، وربما إلى عدة أقسام كما حدث في الصومال؟.

إن أبناء المذهب الزيدي جزء من هذا الشعب اليمني المبارك ، وسلطتهم التي يدينون لها بالولاية هي الجمهورية اليمنية ، ورئيسهم هو رئيس الجمهورية اليمنية المشير/ علي عبدالله صالح ، وهم جمهوره ، وقد قاموا بانتخابه المرة بعد المرة ، والكرة بعد الكرة ، وهم جنود اليمن البواسل ضد أعداء اليمن أينما كانوا ، وفي أي مكان وزمان ، ولهم معتقداتهم الإسلامية الصحيحة والتي ينسبون روايتها أباً عن جد إلى الإمام زيد بن علي عليه السلام ، ثم إلى جده الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، ثم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فلماذا تحاولون أيها الإخوة القضاء عليهم بالقوة ، وبالإرهاب ، وبالإعتقالات ، وبالمؤامرات ، وبالدعايات ، وبإغلاق المراكز العلمية؟؟ هل لأن لهم معتقدات إسلامية تخصهم يؤمنون بصحتها؟ ، وهي معتقدات آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، كيف تفعلون ذلك؟ وقد قبلتم المذاهب المتطرفة بكل شطحاتهم ، ورفعتم شعار حرية العقيدة ، وقبلتم اليهود ، وافتخرتم بأنكم تحمون معتقداتهم ونشاطهم الديني عملاً بحرية العقيدة التي ترددونها ، وتفتخرون بها إرضاء لأمريكا ، ثم لا تطبقونها.

إنها لمعادلة صعبة ، ومفارقة كبيرة ، وموقف غريب أن يُحمَى اليهود ، ويُحارَب الزيود ، وما زلنا نعتقد بأن الأخ الرئيس خير مسؤولٍ موجود.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اللهم اجمع كلمة المسلمين ، ووحد صفوفهم أمام أعداءهم ، ولا تجعل بأسهم بينهم.

وأهلك وانتقم كل من يحاول زرع الفتنة بينهم إنك على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير.

وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد الطيبين الطاهرين ، وأصحابه الأوائل الراشدين المجاهدين بين يدي رسول الله الكريم ، آمين اللهم آمين.. يا رب العالمين.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

نعم المولى ، ونعم النصير.

وعلى الله توكلت..
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

الولاية‮ ‬العامة‮ ‬حق‮ ‬للأمة‮ ‬تضعها‮ ‬في‮ ‬القوي‮ ‬الأمين‮ ‬دون‮ ‬اشتراط‮ ‬لأي‮ ‬نسب
ابراهيم بن محمد الوزير
Tuesday, 05 April 2005
( نقلاً عن صحيفة البلاغ )

العلامة/ إبراهيم بن محمد الوزير لـ 26 سبتمبر :

المذهب الزيدي لم ينفرد بحصر الولاية فأهل السنة والجماعة مجمعون على أن الولاية العامة لا تكون إلا في قريش

اطلعت على رسالتكم إليَّ بشأن القول بحصر الولاية العامة في البطنين وهل ذلك هو الصحيح الذي يجب أن يكون بحسب تعاليم الدين الإسلامي أم لا؟ والذي نعتقده حول هذه المسألة هو الآتي:

الولاية العامة في الأصح ليست محصورة في البطنين ولا في قريش ، وهذا هو الذي تطمئن إليه النفس ، ويفهمه المسلم من تعاليم الإسلام الذي يساوي بين كل المسلمين في الحقوق والواجبات ، فالولاية العامة مشاعة بين المسلمين ، يتولاها ويقوم بها المؤمن التقي القوي سواء كان من قريش أو من البطنين أو من غيرهم .

وولي الأمر كما نفهمه من النظام الإسلامي العظيم ، هو أمير وأجير ، فهو أمير من حيث وجوب طاعته والانقياد له ما دام مؤدياً لواجباته ، غير خارج عما أمر الله تعالى به ، وهو أجير لدى الأمة ينوب عنها في تنفيذ أحكام الله سبحانه وتعالى ، ومن واجبه أن يدافع عمن يحكمهم ، وينصح لهم ، ويبذل أقصى جهده في إيصال الخير إليهم ، ودفع الشر عنهم ، وينشر العدل بينهم ، وينصف المظلوم من ظالمه ، ويقيم الحدود ، ويحمي الثغور ، ويقسم بالعدل ، ويوصل أصحاب الحقوق إلى حقوقهم ، ويطبق شرائع الإسلام ، ويساوي بين المواطنين ، ويطيع الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في كل أمره ونهيه.

فأي مسلم تختاره الأمة ليقوم بذلك وهو قدير عليه ، وأمين فيه ، فله الحق الكامل في الولاية العامة مع قطع النظر عن نسبه ، ومن أي سلالة أو عنصر جاء.

ومن الزيدية من يقول بهذا وهم السليمانية الذين يقولون بأن الولاية العامة مشاعة بين سائر المسلمين ، ولا يشترطون في الوالي أن يكون من البطنين .

وبعض الزيدية ذهبوا إلى حصر الولاية العامة في البطنين ، وقد استدلوا على ذلك بأحاديث مروية عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والذي يقرأ تلك الأحاديث يجدها رغم صحة سندها ونسبتها إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فإنه لا يجد فيها أي قول صريح في حصر الولاية في البطنين ، إنما هي أحاديث تحث الأمة الإسلامية على محبة أهل البيت ، وتخبر الأمة الإسلامية بأن جماعة أهل البيت -لا كل أفرادهم- سيكونون مع الحق لا يخرجون عنه ، ويفهم الدارس لتلك الأحاديث بأن آل رسول الله ومن على شاكلتهم من علماء الأمة جميعاً سيكون لهم فكر ومنهج واجتهادات هي في مجملها مع الحق ، وأنهم سيكونون ضد الظلم والإفساد والانحراف ، وتحث الأمة على التمسك بهم واتباع منهجهم ، فتلك الأحاديث قطعية الثبوت لكنها ليست قطعية الدلالة على حصر الولاية فيهم ، بل إن معناها ومفهومها أعم وأشمل من حيث الحث على المودة لهم ، والإلتزام بمنهج الحق الذي سيكونون عليه.

وهناك من اجتهاداتهم ، وتاريخ سيرهم ، ومناهضتهم للظلم والانحراف ما لا يتسع المقام للحديث عنه.

أما الولاية العامة فهي حق للأمة تضعها في القوي الأمين ، دون أي اشتراط لأي نسب ، ودون أي حصر في أي عنصر أو سلالة.

ولم تنفرد الزيدية بحصر الولاية في بعض المسلمين دون بعض ، بل إن إجماع أهل السنة والجماعة منعقد على أن الولاية العامة يجب أن تكون في قريش ، وقد جاء في (الأحكام السلطانية والولايات الدينية) للماوردي الشافعي رحمه الله في باب (عقد الإمامة) في فصل (شروط أهل الإمامة) بعد أن ذكر سبعة شروط لمن يصلح للولاية العامة ، منها العدالة ، والعلم ، وسلامة الحواس ، وسلامة الأعضاء ، والرأي السديد ، والشجاعة ، ثم قال : (السابع النسب ، وهو أن يكون من قريش لورود النص فيه ، وانعقاد الإجماع عليه ، ولا اعتبار بضرار حين شذ فجوزها في جميع الناس). الأحكام السلطانية ص ١٣-٢٣ ، ثم قال في نفس الصفحة: (وقال النبي صلى الله عليه وسلم : »قدموا قريشاً ولا تتقدموها« ، وليس مع هذا النص المسلَّم شبهة لمنازع فيه ، ولا قول لمخالف له).

قال المعلق على الكتاب ، (وقال أبو بكر الطيب : لم يعرج المسلمون على هذا القول -أي قول ضرار بأن الولاية تصلح في المسلمين جميعاً- بعد ثبوت حديث (الأئمة من قريش) ، وعمل المسلمون به قرناً بعد قرن ، وانعقد الإجماع على اعتبار ذلك) .

وبعد ذلك ذكر من روى هذا الحديث ، ومن خرجه وذكر عدة رواة . ثم قال : (وعلى الجملة فهو حديث صحيح) ثم قال : (أنظر إرواء الغليل للألباني رقم 512) .

قال : (وروى هذا الحديث الإمام أحمد في المسند). ثم قال : (قلت وله شاهد من حديث معاوية رفعه بلفظ: »إن هذا الأمر في قريش« الحديث رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأحكام بلفظ : »الأمراء من قريش«).

قال : (وشاهد آخر من حديث بن عمر رفعه بلفظ : »لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان« ، رواه البخاري أيضاً »المصدر السابق«).

ثم قال : (وعزاه السيوطي أيضاً باللفظ المذكور آنفاً مع زيادة قوله صلى الله عليه وآله وسلم : »ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله سبحانه وتعالى« ، للطبراني في الكبير عن عبدالله بن السايب). وقال الحافظ بن حجر في فتح الباري : (وقالت الخوارج وطائفة من المعتزلة يجوز أن يكون الإمام غير قرشي).

وبهذا ترى أيها القارئ أن أهل السنة والجماعة قد أجمعوا على حصر الولاية العامة في قريش ولم يخالفهم في ذلك غير الخوارج وبعض المعتزلة وضرار بن عمرو وهم لا يعتدون بخلاف الخوارج والمعتزلة.

وبذلك يتبين لك أن الزيدية لم ينفردوا بتخصيص الولاية العامة في بعض الناس دون بعض.

ومع ذلك فرأي أهل السنة في حصر الولاية العامة في قريش غير صحيح إذ أن الحديث المروي الذي استدلوا به إنما جاء بصيغة الخبر ، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم : »الأئمة من قريش« ولم يأت بصيغة الأمر الدالة على الوجوب ، والجملة الخبرية لا تدل على الوجوب كما هو معروف.

والصحيح ما قاله ضرار بن عمرو أنها في جميع الناس من المسلمين ، ومن الظريف ما رواه ابن حجر عن ضرار بن عمرو قال بن حجر : (وبالغ ضرار بن عمرو : فقال تولية غير القرشي أولى ، لأنه يكون أقل عشيرة ، فإذا عصى كان أمكن لخلعه).

❊ ❊ ❊

والقول بحصر الولاية في البطنين عند بعض الزيدية إنما جاء فيما يرى الذي يراجع التأريخ الإسلامي نتيجةً للظلم الشديد الذي نال آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ونتيجة للقتل والسجن والتشريد والمطاردة التي طالت الكثير منهم ، وقد حدث ذلك بشكل يَتعجب له كل من يهتم بقراءة التأريخ والتعرف على ما جرى ، وقد أدى ذلك إلى وجود من يقول بأن هؤلاء المظلومين المقتولين المطاردين هم أصحاب الحق في الولاية العامة وإلاَّ لما نالهم كل هذا الظلم ، وهذا الحقد الأعمى بهذه الصورة التي لا مثيل لها في تأريخ المسلمين.

ونحن نعتبر المذهب الزيدي كما يعتبره غيرنا من علماء المسلمين المنصفين في العالم الإسلامي كله من أهل السنة وغيرهم مذهباً معتدلاً راقياً في جميع اجتهاداته ، وكما أن الإسلام وسط بين معتقدات أهل الأرض ودياناتهم ، فإن المذهب الزيدي وسط بين مذاهب المسلمين ، وهناك عدة أدلة وأمثلة على ذلك ليس هنا موضع سردها والحديث عنها.

ومع هذا الاعتدال والسمو في الاجتهاد وجد بين الزيدية من يقول بحصر الولاية في البطنين ، فكان ذلك خطاً فادحاً:-

أولاً : لأنه يُجانب الحقيقة.

وثانياً: فقد كان سبباً في تحجيم المذهب الزيدي فبقي خاصاً بفئة محدودة في أرض محدودة ، وحُوصر المذهب بسبب ذلك ، وحاربه كثير من الولاة حتى من أبنائه ، ونفر منه الكثير من الناس ، ولو سلم المذهب من هذا الاجتهاد لدان به الكثير الكثير من الناس ، ولَدافع عنه الولاة أنفسهم وغيرهم ، ولانتشر في الكثير من بقاع الأرض ، لما فيه من وسطية رائعة ، ومن أفكار واجتهادات نيرة ترضي الله سبحانه وتعالى ، ولما فيه من تسامح مع المذاهب الأخرى ، ولأنه لم يغلق باب الاجتهاد ، بل أوجب الاجتهاد على كل من يستطيعه ، ولقد نهى علماء الزيدية الكبار أتباعهم عن الإستمرار في تقليدهم إذا كانوا قادرين على الاجتهاد بأنفسهم ، بل حرموا عليهم الاستمرار في تقليدهم مع القدرة على الاجتهاد ، وهذا لا يوجد إلا عند الزيدية.

ولهذا فالمذهب الزيدي بحاجة إلى تجديد ، وإلى تنقيته من بعض الاجتهادات التي كان لها وقتها ومبرراتها التي تخفف من اتهام المذهب بالخطأ ، وهو اليوم بحاجة إلى اجتهادات جديدة ومن أهم ما يجب دراسته وإعادة النظر فيه هو مسألة الولاية العامة.

إن موقع أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الموقع الصحيح هو المسجد للدعوة والإرشاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتعليم الناس أمور دينهم ، وأن يكونوا قدوة للمسلمين في النزاهة ، والصدق ، والتواضع ، واتباع الحق ، وإنصاف الناس من نفوسهم دون تحايل أو حب للدنيا.

إن موقعهم في أرض المسجد ، وليس فوق الكرسي ، فالكرسي كثيراً ما يغر الجالس عليه ، ويصوّر له الدنيا وكأنها كل شيء ، وقد رأينا كيف انحرف البعض من بني هاشم الذين تولوا في اليمن في الفترة الأخيرة ، وكيف اختلفوا وتنازعوا ، وقتل بعضهم بعضاً ، وكيف سفكوا بعض الدماء البريئة دون حق ودون محاكمة ، مما أدى إلى ردود فعل عنيفة ليست ضد من قام بتلك المظالم وحده ، ولكن ضد السلالة الهاشمية كلها ، حتى وصلت ردود الفعل الظالمة إلى الهاشمي الذي كان لا يجد منهم في أيام دولة آل حميد الدين قوت يومه ، وإلى من كان مظلوماً من سائر المظلومين.

فمن ناحية إتباع الأصح في هذه المسألة ، فليس هناك دليل قطعي على حصر الولاية فيهم ، وإنما هي أدلة ظنية الدلالة ، بينما أدلة المساواة في الإسلام بين المسلمين في الحقوق والواجبات أدلة قطعية ، وهذه الأدلة القطعية العامة في المساواة لا يخصصها إلا أدلة قطعية الدلالة على ذلك التخصيص صريحة في الدلالة عليه ، وليس هناك أي دليل صريح العبارة واضح الدلالة على ذلك ، ولذلك فالعمل بالأدلة قطعية الثبوت قطعية الدلالة مقدم على العمل بالأدلة قطعية الثبوت ظنية الدلالة ، وتقديم العمل بالأدلة القطعية على العمل بالأدلة الظنية هو ما يقول به كل مجتهد بصير في أي مسألة أو قضية من قضايا المسلمين.

ومن ناحية المصلحة فإن المصلحة العامة للشعب ولهم أن يظلوا معلمين مربين مرشدين في المساجد ، وفي المنبر ، وفي الصحيفة وبكل الوسائل المتاحة للنصح والتربية والتعليم والإرشاد، وأن يتعاونوا مع ولي الأمر وينصحوا له وينصحوه ويكرروا له النصح كائناً من كان وهذا واجبهم ، وواجب كل عالم عامل.

ونحن بحاجة إلى علماء صادقين صالحين أقوياء يقولون بهذا الاجتهاد ، ويدعون الجميع إليه ، ويعملون من أجل ذلك حتى يُبت في هذه المسألة ، ويجمع الجميع عليها، وتصبح جزءاً من فقه الزيدية بصورة نهائية من أجل المذهب الزيدي ، ومن أجل مصلحة الشعب ، وإيجاد المحبة والأخوة والتعاون بين أبنائه ، واستجابة لتعاليم الإسلام العظيمة التي تجمع ولا تفرق ، وتساوي بين المسلمين في جميع الحقوق والواجبات ، ولأن جمع كلمة المسلمين أولى وأوجب مما سواها.

وإذا وجد العلماء الذين يعملون لذلك ،ويقولون به ، ويدعون إليه ، فإن كل صالح من أبناء الوطن سواء كان عالماً أو مسؤولاً أو مواطناً سيسعد بهذا ويرتاح له ، ولن يقف ضد هذا إلا إنسان يريد أن تظل هذه المشكلة قائمة ، إما لأنه يريد الشقاق بين المسلمين لينشر مذهبه ، وإما إنسان يريد أن تبقى هذه المسألة دون حل لأنه يريد أن يستفيد في جو الخلاف مصالح ومكاسب مادية زائفة وزائلة .

ولا شك أنه سيوجد من إخواننا بعض أبناء المذهب الزيدي من سيعترض على هذا الكلام .

كما سيعترض عليه غيرهم ، لكن واجب المسلم أن يتوخى النصح للجميع ، ويريد الخير للجميع ، وأن يقول الصدق ، ويدافع عن الحق ، ولا بد أن يستجيب له كل مواطن متنور صالح تقي.

والله الهادي إلى سواء السبيل..

وهو حسبنا ونعم الوكيل..

نعم المولى ونعم النصير..

وعلى الله توكلت..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

مرحــى‮ ‬مرحــى‮ ‬يــا‮ ‬آلَ‮ ‬أبـو‮ ‬نشــطان
ابراهيم بن محمد الوزير
Tuesday, 02 October 2007
(صحيفة البلاغ)

> في أحد أيام رمضان المبارك أُقيمَ عزاءٌ كبيرٌ للسيِّد الجليل العلامة الكبير/ مجدِ الدين المؤيدي رضي اللهُ عنه في أرحب ، أقامه المشايخُ الكرامُ آلُ أبو نشطان ، الشيخُ/ نزيه محسن أبو نشطان والشيخُ/ نبيه أبو نشطان، والشيخ/ شمسانُ أبو نشطان، والشيخ/ عبدالعالم أبو نشطان، وقد كان حفلاً مهيباً جَمَعَ الكثيرَ من علماء اليمن ونشطائهم وصُلحائهم ومن السادات الأجلاء والقضاة الكرام والمشايخ العظام والدكاترة والمثقفين ومن علماء اليمن وطلبة العلم الشريف والجميع من الذين يحبون آلَ رسول الله -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ- ولا يكرهونهم وليس في نفوسهم على أحد من آل رسول الله أية كراهية أو حسد أو حقد لمجرد إنتسابه إلى الرسول الأعظم -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ- ، كما يوجدُ عند بعض الآخرين ممن اشترَوا دُنياهم بدينهم وفرَّقوا بين أبناء البلد الواحد كراهيةًَ وحقداً وحسداً وعُنصريةً ، وسفكوا الدماءَ من أجل محو مَحبة آل رسول الله ، واستحلوا الأموالَ ، وأضاعوا الصلاة ، واتبعوا الشهواتِ فسوف يلقـَون غَيّاً ، بل أخوُّةٌ ومحبةٌ وتقديرٌ واحترامٌ متبادلٌ لا يفرقـُهم مفرِّق ، علماء كرام ، ومشايخ عظام ، وقبائل محترَمون أوفياء صادقون مخلصون ، الجميعُ يخافون اللهَ ويرجون رحمتـَه ومغفرته، يعرفون قولَ الله تعالى: (قلْ لا أسألـُـكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) ، ويعرفون ويتذكرون قولَ الرسول الأعظم -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ- قبل انتقاله إلى جوار ربه: »أذكّرُكم اللهَ في أهل بيتي ، أذكّرُكم اللهَ في أهل بيتي ، أذكّرُكم اللهَ في أهل بيتي« كررها ثلاثاً ، ولذلك فهم يُبادلون ذرية رسول الله حُباً بحُب ، واحتراماً باحترام ، والجميعُ يخافون اللهَ تعالى ، ويرجون رحمته ومغفرتـَه.

فهنيئاً لكم يا آلَ أبو نشطان لتمسُّكِكم بحُب العُلماء وتقديرِهم واحترامهم من أمثال السيد الجليل العلامة/ مجدِ الدين المؤيدي ، وهنيئاً لكل مَن هو على ذلك من أبناء أرحب جميعاً ، ومن قبائل اليمن قاطبةً ، وأبشرُكم أنكم -وأنا بذلك واثق- ستـُحشَرون إن شاء الله تعالى مع الإمام علي وفاطمةَ والحسن والحسين أبناء رسول الله وفي زمرتهم ، وسيُحشَرُ المبغضون الكارهون لآل رسول الله بدون ذنب أتوه مع من يحبونهم ويدافعون عنهم من أمثال معاويةَ ويزيد ، فهنيئاً لكم الإخلاص لله وصدق التوكل عليه وحسن الظن به تعالى.

وسترَون أن اليمنَ ستتركُ هذه الموجة الخبيثة من كراهية آل رسول الله المطهَّرين ، وسيعودُ أهلُ اليمن إلى توحيد الله التوحيدَ الكاملَ أولاً وبالذات وإلى محبة الله جل وعلا ، ومحبة رسوله المصطفى -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ- وإلى محبة آل رسول الله ، فأهلُ اليمن قد دعا لهم رسول الله -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ- ، ولن يضيعَ دعاءُ الرسول الأعظم ، وأثنى عليهم ودعا لهم الإمامُ عليٌّ بنُ أبي طالب ، ولن تذهبَ أعمالـُهم سُدَىً ، واللهُ سبحانـَه وتعالى يقول: (قلْ لا أسألـُكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) ، وفقكم اللهُ يا آلَ أبو نشطان أنتم وغيرَكم من قبائل أرحب الكرام ، ومن قبائل اليمن وأهلها قاطبةً والذين يُحبُّون اللهَ ورسولـَه وأهلَ بيت رسوله ويرعَون رسولَ الله في أهل بيته وذريته ، ورفع قدرَكم ، وأصلح أمرَكم ، وختم لنا ولكم بالحُسنى ، إنه على ما يشاءُ قديرٌ ، وبالإجابة جديرٌ.



❊ ❊ ❊



عيدٌ بأيّ حالٍ عُدْتَ يا عيدُ

> قبلَ أيام أحتـُفل في بلادنا بعيد »26 سبتمبر« الخامس والأربعين ، وبهذه المناسبة نريدُ أن نتساءلَ: هل تحققت مبادئُ »26 سبتمبر«؟! ، هل زال الظلمُ عن أبناء اليمن أو لا يزال؟ ، هل استغنى الناسُ؟ أم ازدادوا فقراً وحاجة؟! ، هل الجياعُ من أبناء تهامة وفي أنحاء اليمن شبعوا؟ أم ازدادوا جوعاً وفقراً؟! ، هل أمن الناسُ على أعراضهم وأموالهم أكثرَ مما كانوا أم أنهم أصبحوا يخشـَون على أعراضهم وأموالهم وأنفسهم حتى ولو كانوا داخلَ بيوتهم؟! ، هل إنتهى الفسادُ ، ونهبُ المال العام؟ ، أم أن الفسادَ إزداد وانتشر؟! ، هل حُقوقُ الإنسان مُصانةٌ اليوم في اليمن؟ ، أم أن حُقوقَ الإنسان ضائعة؟! ، هل يلتزمُ المسؤولون بالدستور والقانون أم أنه حبرٌ على ورق؟ ، هل اختفت ظاهرةُ الإعتقالات غير المسبَّبة؟! ، أم أنها أكثرُ مما كانت؟ ، هل يخافُ الناسُ على أراضيهم ونفوسهم وأعراضهم من بعضهم البعض؟ ، أم أنهم آمنون؟.

ثورةُ »26 سبتمبر« قامت من أجل مبادئَ وأهداف لصالح شعبنا اليمني فإن لم تتحققْ تلك الأهدافُ فما جَدوى الإحتفالُ وما معناه؟.

حُقوقُ الإنسان نعم حقوقُ الإنسان كبشر ضائعةٌ في بلادنا اليوم ، الدستورُ معطـَّـلٌ ولا يعملُ به المسؤولون ، ولا يلتفتون إليه ، القانونُ حبرٌ على ورق ، الجوعُ وانتشارُ الأمراض ، وانتشارُ المبيدات بغير رقيب ، وانتشارُ الأمراض الخبيثة ، والسرطاناتُ نتيجة الإهمال ، ودخول المواد السامة واستعمالها دون رقيب أو حسيب ، والمسؤولون يتفرَّجون ويضحكون ويحتفلون رغم الفقر والجوع والمرض.

ثورة »26 سبتمبر« لم تأتِ إلا بعد تضحيات جسيمة بدأها آلُ الوزير ، وضحَّـوا بخمسة من كبار رجالهم وعُلمائهم ، لقد استـُشهد من أجل التغيير علماءُ آل الوزير وكبارُهم ، استـُشهد من أجل التغيير أحرارُ اليمن، استشهد آلُ أبو راس وآلُ الشائف ، استـُشهد والدُ الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر وأخوه ، ذُبح أبناءُ اليمن ورجالُ اليمن وعلماءُ اليمن وسادةُ اليمن ، وقضاةُ اليمن ومشايخُ اليمن والمثقفون والعلماء والشباب ، استشهد أخي السيِّدُ العلامةُ/ عبدُالله بنُ محمد الوزير وهو دونَ العشرين من عمره ، ذُبح الأستاذ/ الحورش ، ذُبح المسمري ، ذُبح البراق ، ذُبح السيدُ زيد الموشكي الذي كان شُعلةً من الذكاء والحَميَّة والغيرة على الدين والوطن ، ذُبح السيدُ حسين الكبسي ، ذُبح من أبناء العرب الآخرين أناسٌ مثل الرئيس جمال جميل العراقي ، وفر آخرون مثل الفضيل الورتلاني ، وأخيراً استـُشهد أبو الأحرار المخلصُ الذي كان يسعى للخير لليمن بنفسه وجهاده وكل جهده الأستاذ القاضي/ محمد محمود الزبيري.

بالله عليك يا أخي اليمني الكريم عالماً أكنتَ أو مثقفاً أو ضابطاً أو عسكرياً أو شيخاً من أجل ماذا كلُّ تلك التضحيات؟! ، هل من أجل أن نصلَ إلى الخير والتقدم في بلادنا ونطورَها ونرعاها ونحرصَ على ثرواتنا ونستعملَ المساعدات التي تأتينا من الخارج في خيرِ أبناء بلادنا حتى نصلَ بها إلى دولة محترمة متطورة عزيزة كريمة أبناؤها متحابُّون متآخون لا فرقَ بين أحد وأحد ، ولا يكرَهُ منهم أحدٌ أحداً ، ولا يتآمَرُ عليه ولا يخونـُه ولا يظلمُه ولا يحقرُه ولا يغمطـُه حقـَّـه ولا ينهبُ أراضيَه... الخ؟ ، أم أن هذه التضحيات الجسَامَ من أجل أن نصلَ إلى هذا الفساد ونهب المال العام ، والاستهانة بحُقوق الإنسان ، والسجون والإعتقالات غير المبررة وحل المشاكل بسيطة التي يمكنُ حلـُّها سلمياً بسفك الدماء ودمار البيوت وإيجاد الضغينة بين أبناء البلد الواحد، وايجاد الصراع والنزاع؟.

بالله عليك يا أخي اليمني كائناً من كنتَ هل يُتَصوَّرُ أن هذا الوضعَ هو ما كان يفكرُ فيه الشهداءُ والأحرارُ الذين ذبحهم الإمامُ أحمدُ؟! ، هل هذا ما كان يُريدُه حسين بن ناصر الأحمر أبو الشيخ/ عبدِالله بنِ حسين ، وابنـُه حميد؟، وهل هذا هو ما كان يريدُه زعيمُ ثورة ٨٤ الشهيدُ العلامةُ عبدُالله الوزير؟ ، هل هذا ما كان يريدُه الشهيدُ الجليلُ الكريمُ/ عليٌّ بنُ عبدالله الوزير؟، هل هذا ما كان يُريدُه أبو الأحرار الأستاذُ الزبيري؟، هل يكفي تغييرُ الاسم وإعلانُ الجمهورية اسماً وشكلاً لا مضموناً ومحتوىً؟!! ، ألم يقل أبو الأحرار الأستاذُ الزبيري في قصيدته الخالدة التي أودت بحياته:

والموتُ من مدفعٍ حُرٍّ نقولُ له

موتٌ وإن أوهمونا أنه عُرُسُ

ولقد قال في تلك القصيدة يخاطبُ المتسلطين أيامَ الرئيس السلال

وأنتم طبعةٌ للظلم ثانيةٌ

تداركت كلَّ ما قد أهملوا ونسَوا

فكيف لو حضر وشاهد ما يجري اليوم ماذا كان سيقولُ؟.

إننا نحن أبناء الجمهورية ، ونحن أولُ من ضحَّى من أجل تغيير الأوضاع إلى الأفضل ، وسندافعُ عن مبادئنا التي سالت من أجلها دماءُ آبائنا الكرام، ودماءُ إخواننا وأعزائنا من أحرار اليمن ومشايخه وعلمائه ورجالاته.

إننا نُريدُ ويُريدُ كلُّ حُرٍّ في اليمن أن ينتفيَ الظلمُ ، وأن تـُحترمَ حُقوقُ الإنسان ، وأن لا يتجرأ أحدٌ على اعتقال أبناء اليمن لمجرد مذهبه أو عرقه أو نسبه أو صهارته أو معتقداته.

إن لليهود الحقَّ في أن يمارسوا معتقداتِهم ويُعلـِّموا أولادَهم دينـَهم ، وهذا حَقٌّ ويجبُ أن نعترفَ به؛ لأنه من حقهم ، ويجبُ أن تـُحترَمَ أموالُهم وأعراضُهم ودماؤهم ، كما يحترَمُ أيُّ مواطن ، والهاشميون والزيودُ من حقهم أن يُعَلـِّموا أولادَهم مذهبَهم ومعتقداتِهم ، والهاشميون من حقهم أن تحترَمَ دماؤهم ، وأن لا تسفكَ بدون حق ، والجميعُ يجبُ أن يأمنوا على نفوسهم وأموالهم ومنازلهم وأراضيهم وأعراضهم ، فلا يعتدي عليها أحدٌ ، ولا ينهبها أحدٌ ، والقانونُ العادلُ المقـَرُّ والمعترَفُ به فوق الجميع ، والجميعُ إخوانٌ يتعاونون من أجل مصلحة اليمن ، ومن أجل خير أبناء اليمن ، نعم إذا وصل اليمنيون جميعاً إلى هذا وإلى المحبة والتعاوُن من أجل تحقيق هذا فيحقُّ لهم أن يحتفلوا بثورة »26 سبتمبر« المجيدة ، وإن لم يصلوا إلى ذلك فإنما الإحتفالُ ضَحِكٌ على هذا الشعبِ المنكوب.

❊ ❊ ❊



رحم اللهُ القاضيَ

علي بن عبدالله العمري

> قبلَ أيام قليلة توفي الرجلُ صاحبُ الأخلاق الفاضلة ، والتواضُع الجَمِّ ، والنشاط والعمل القاضي الجليلُ عليٌّ بنُ عبدالله بن الحُسين العمري ، كان أبوه وَزيراً للإمام يحيى رحمه اللهُ ، وكان جَدُّه عالماً جليلاً من أكبرِ علماء اليمن أهل السُّنة.

لقد كان قاضياً جليلاً وعالماً سُنيّاً لم يدفعْه تمسُّكـُه بالسُّنة ، وبكتب أهل السنة إلى كراهية آل رسول الله -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ- كما يحصُلُ اليوم من بعض أنصاف المتعلمين ، بل زادته كتُبُ أهل السنة حُبّاً لآل رسول الله -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ- ، ولم يدفعْه تمسُّكُه بكتب أهل السنة إلى تكفير وتبديع ما عليه الزيديةُ أو الشافعية من مذاهب إسلامية عظيمة ، بل كان متولياً للقضاء الأكبر في أوائل عهد الإمام يحيى ، وكان ابنـُه عبدُالله وزيراً للإمام يحيى ، ثم جاء حفيدُه عليٌّ بنُ عبدالله العمري ليكونَ مثالاً للأخلاق الفاضلة والأدب الجَمِّ ، وكان مؤتمَناً وخبيراً في البناء ، ومديراً ناجحاً ، وهو الذي بنى القصرَ الجمهوريَّ في عهد الإمام أحمد ، وهو القصرُ الموجودُ اليوم ، أي أن القصرَ الجمهوريَّ بُنيَ كلـُّه تحتَ إشراف القاضي/ عليٍّ بنِ عبدالله العمري وهو الذي أشرف على البناء ، ومَوَّله من خزينة الدولة ، وهو قصرٌ ضخمٌ وجميلٌ ، بناه البناؤون من أهل صنعاء المشهورون البنـَّاءُ الكبيرُ الحاج/ حسين السلطان ، والبنـّاء الكبير الحاج/ علي معياد ، ولم يدخلْ في بناء القصر عند بنائه كيسٌ واحدٌ من إسمنت بل بُني بمواد يمنية قديمة "الحجر والجص" بدون إسمنت ولا حديد، وعندما وصل أحدُ المهندسين الأمريكان إلى اليمن وشاهد القصرَ وقالوا له: ليس فيه حديدٌ ولا إسمنت. تعجَّبَ وطلَبَ معرفةَ المهندسين الذين بنـَوه فأتوه بالحاج/ حسين السلطان والحاج/ علي معياد رحمهما اللهُ تعالى ، »وقد كان في تلك اللحظة يشتغل في تتمة أعمال البناء في القصر ، وهو بثياب العمل ثوب عادي ومئتزراً بالشملة رابطاً لها بمحزمة أو خيط عادي ، على عادة البناءين في صنعاء« ، وسأله المهندسُ الأمريكي: أين درست؟. فقال : عند أبي . قال له: أبوك مهندس ، وأين درس؟ . قال: لم يدرس عند أحد ، أبي عمّار بناء مثلي وأنا تعلمتُ منه .. فضحك الأمريكي وعرف أن لدى اليمنيين حضارةً قديمةً لا ريب فيها.

وعندما جاءتني الدعوةُ قبلَ قيام الثورة لحضور العشاء بمناسبة إفتتاح الدار التي تم بناؤها وكان ذلك في رمضان ، والتي كان يسميها الناسُ »دار الوصول« ، وكانت الدعوة تحت توقيع القاضي/ علي بن عبدالله العمري رحمه اللهُ ، وقد سُميت الدار في الدعوة »دار اليُمْن«.

وأتذكّرُ أنني عندما قرأتُ الدعوةَ قلتُ : هذا فالٌ فظيعٌ ورهيبٌ ، إنها دارُ اليَمَن ، ولا يحتاجُ الأمرُ إلا إلى فتحتين على الباء والميم بدلاً عن الضمة والسكون.

إن هذا إرهاصٌ بحُلول وضع جماهيري تكونُ فيه هذه الدارُ دارَ اليمن ، وكان الأمرُ كما توقعتُ ، ولكن اليمنَ لا تستفيدُ اليومَ من دارها.

وقد تولى القاضي/ علي العمري في أيام القاضي عبدالرحمن الإرياني -رحمه اللهُ- وزارةَ الداخلية ، وفي أيام الرئيس علي عبدالله صالح تولى محافظة صنعاء فترةً من الزمن.

رحم اللهُ القاضيَ/ علي العمري ، وغفر اللهُ له ، وحشره آمناً مطمئناً كما كان يدعو ويطلـُبُ ، وأدخلـُه جناتِ النعيم ، وعصَمَ قلوبَ أولاده وذويه بالصبر ، وضاعَفَ لهم الأجرَ ، وأخلفه عليهم بأحسن خلافة ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وحسبُنا اللهُ ونعم الوكيلُ.

نعم المولى ونعم النصير..

وعلى الله توكلت..

❊ القاهرة 18 من رمضان 1428هـ

30 من سبتمبر 2007م
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

صورة

قاضيان‮ ‬جليلان‮ ‬وشيخٌ‮ ‬عزيزٌ‮ ‬نبيلٌ‮ ‬كريم
ابراهيم بن محمد الوزير
Tuesday, 04 September 2007
(صحيفة البلاغ )

> كنتُ قد عزمتُ على أنْ لا أكتبَ ، بل أجعلـُها فترةَ استجمام وأنا أعيشُ خارجَ بلدي ، ولكني فوجئتُ بغيابِ قاضٍ جليلٍ ، وشيخٍ عزيزٍ نبيلٍ كريم ، ذكّراني بقاضٍ سبقهما صادقٍ مؤمنٍ كريم القاضي العلامة/ إسماعيل بن أحمد الجرافي ، هذا الرجلُ المؤمنُ التقيُّ العالمُ الجليلُ المحققُ المطلع ، الذي كان يمشي على الأرض هَوْناً ، والذي لا يحملُ حسداً أو كراهية لأحد ، وليس في قلبه ذرةٌ من العُنصرية المشؤومة ضد آل محمد صلى الله عليه وآلـَـه وسلم ، ولا ضد أحد من المسلمين ، بل ولا من الناس أجمعين ، فالناسُ كلُّهم عند القاضي إسماعيل الجرافي رضي الله عنه كما يقول الإمامُ عليُّ بنُ أبي طالب عليه السلام: »إما أخٌ لك في الدين ، أو نظيرٌ لك في الخلق« ، لا امتياز لمؤمن على مؤمن ، ولا كراهية تصدُرُ عن مؤمن لمؤمن ، يعرفُ القاضي إسماعيل رضي الله عنه معنى قول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) ويطبِّقـُها على حقيقتها.

عرفتُ القاضيَ إسماعيل الجرافي رحمه الله منذُ زمن طويل ، فقد كان وهو مندوبٌ عن اليمن في مصر كلما يأتي صنعاء يتحفُ والدي السيد العلامة التقي الجليل/ محمد بن أحمد الوزير بأحد الكتب الجيدة العلمية أو التأريخية يشتريها من مصر ويقدمُها هديةً للوالد ، ويتحفـُنا بزيارة الوالد رضي اللهُ عنهما معاً ، ولم يكنْ ذلك أيامَ تـَسَنـُّمِ آل الوزير مناصبَ الدولة في أيامَ توليهم المناصب الكبيرة قبل ثورة ٨٤، بل كان ذلك بعد فشل ثورة ٨٤ مما يدُلُّ على أن القاضي إسماعيل يقدِّرُ العلمَ والتقوى لذاتها ، وليس للمناصب وزخرُف الحياة الدنيا.

وعرفتُ القاضيَ إسماعيل أميناً عاماً لمجلس الشورى حينما كنتُ عضواً فيه بعد تأسيس مجلس الشورى ، وكان نِعمَ العاملُ الهادئُ الأمين الذي لا يبخلُ بتعاونه مع أيِّ أخٍ من أبناء بلده ، وكان لا يبخَلُ بالتعاوُن مع كلِّ أعضاء مجلس الشورى والموظفين فيه ، ويحاولُ إيصالَ الخير لهم بالطرُق المشروعة والقانونية.

وعرفتُ القاضيَ إسماعيل الجرافي عندما أهدى لنا نـُسَخاً من كتاب »التصفية« للإمام الجليل الشهير يحيى بن حمزة الذي ضريحُه في ذمار مشهورٌ مزور ، وكان قد حقق ذلك الكتابَ هو والقاضي الجليل/ أحمد الهيصمي رحمه الله ورضي عنه ، وهو كتابٌ نفيسٌ في تزكية النفس ، وقد تشرفت دارُ الحكمة التي أسَّسناها بصنعاء بإعادة طباعة هذا الكتاب مرةً أخرى.

وبرحيل القاضي/ إسماعيل الجرافي يكونُ قد انتهى شخصٌ كان يمثلُ عهداً في اليمن ، كان يزخرُ بالرجال المتقين المؤمنين الصادقين الذين لا يكذبون ، ولا يغشون ، ولا يخدعون ، وإنما يتعاملون بكلِّ صدق وتواضع ، ومحبة للآخرين ، فرحم اللهُ القاضيَ/ إسماعيل الجرافي ، ورحم اللهُ عهدَه المباركَ الذي كان يزخرُ بأمثاله من الرجال الصادقين المؤمنين.

وبرغم حزني على هذا الرجل الجليل فإنني أشعُرُ بشيء من الإطمئنان والإرتياح؛ لأنني لم أنسْه رغم بُعده عن ناظرَيَّ ، وبقائه في منزله فترةً طويلةً فزرتـُـه في رمضانَ من العام الماضي بعد صلاة العصر إلى منزله المتواضع في شارع حدة جوارَ المدرسة الصينية ، وقد استقبلني بكل ترحيب ومحبة ، ورغم كبر سنه ، وأنه أشرف على بلوغ المائة عام ، وكانت دقائقُ في الحديث معه روحانية فيها يُمن وخير وبركات ، وقبيلَ أذان المغرب إستأذنته وكان ذلك وداعاً لهذا القاضي الجليل غير مقصود.

وقد خلف القاضي/ إسماعيل الجرافي ولده الدكتور الشهير/ إبراهيم الجرافي الذي يُشبهُ أباه في أخلاقه وتقواه.

رحم اللهُ القاضيَ/ إسماعيل الجرافي ، وجعله في أعلى الدرجات في جنات النعيم مع الذين أنعم اللهُ عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقاً، ذلك الفضلُ من الله وكفى بالله عليماً.

وإن أنسَ فلا أنسى القاضيَ المؤمنَ الصادقَ الجليلَ القاضيَ/ محمد بن علي الزهيري الذي كان قوّالاً بالحق ، وله مساعٍ جيدةٌ ، وقد ذهبت في أحد الأعوام الماضية قبل سنوات عديدة إلى السعودية فوجدتُ اليمنيين هُناك يشكرون القاضيَ محمداً بنَ علي الزهيري ويثنون عليه ثناءً عاطراً.

فقد كان سفيراً لليمن في السعودية في عهد الإمام أحمد حميد الدين ، وقال لي الإخوة اليمنيون في السعودية إنه كان يطلبُ من سلطات الأمن السعودي كشفاً بأسماء اليمنيين الذين في السجون السعودية ويناقشُهم في التهم الموجهة إليهم ، ويذهبُ إلى إلى المساجين أيضاً ويناقشُهم ويتعرفُ على أحوالهم ، ويستخرجُ من السجن كلَّ مَن ليس عليه تهمةٌ واضحةٌ ، ويدافعُ عن كل مَن لم يعط إقامةً لأسباب ضعيفة حتى يمنح إقامة ، وهكذا كان يعملُ الخيرَ ابتغاءَ رضوان الله.

فرحم اللهُ القاضيَ/ محمد بن علي الزهيري ، ورحم اللهُ القاضيَ/ إسماعيل بن أحمد الجرافي ، ورضي الله عن المؤمنين الصادقين ، وأسألُ اللهَ تعالى أن يلحقـَنا بالصالحين ، وأن يجمعَنا وإياهم في جنات النعيم .

❊ ❊ ❊

الشيخُ الجليلُ محمد عاطف المصلي

> فاجأني نبأُ وفاة الشيخ الجليل/ محمد عاطف المصلي ، ذلك الشيخُ الجليلُ الذي كان مثالاً للوفاء والصدق والسيرة الحَسَنة وحُسن الخلق ، لا أعرفُ أنه آذى أحداً ، أو تكبَّرَ على أحد ، بل كان يمشي على الأرض هَوْناً ، يحبُّ الصالحين ، ويميلُ إلى الصادقين ، ويُصاحبُ الأخيارَ ، ويحبُّ اللَه تعالى ورسولـَه الكريمَ صلى الله عليه وآلـَه وسلم وآلَ رسول الله الأكرمين ، ولا عَجَبَ فهو إبنُ الشيخ الجليل الكبير الشيخ/ عاطف المصلي الذي كان حُبُّه لآل محمد صلواتُ الله وسلامُه عليه وآله عنواناً لحياته ، وجاء ولدُه محمد عاطف يُشبهُ أباه في صدقه وأخلاقه وتواضُعه وشهامته ، وللشيخ محمد عاطف المصلي مواقفُ عديدةٌ في قول الصدق ، وردْع الباطل في أحرج المواقف ، وأرفع المجالس ، ولقد خلّف الشيخُ/ محمد عاطف المصلي أولاداً نجباء أكبرُهم الشيخُ/ عبدالوهاب بن محمد عاطف ، ومحمد بن محمد، وصادق بن محمد.

وله أخٌ كريمٌ هو الشيخُ/ عاطف بن عاطف المصلي ، وكان عمُّهم الشيخُ/ علي وقد تعمَّرَ طويلاً رحم اللهُ مَن قد سبق منهم وأبقى ورعى من لا يزالُ منهم ولا أراهم مكروهاً.

ونحن إذ نعزيهم في والدهم وأخيهم الجليل الشيخ/ محمد عاطف المصلي نسألُ اللهَ العليَّ القديرَ أن يرحمَه ، ويرفعَ درجاته في جنات النعيم ، ويحشرَه في زمرة مُحمد وآل محمد علي وفاطمة والحسن والحسين ، وزين العابدين علي بن الحسين ، وأن لا يفرقَ بينه وبينهم حتى يدخلـَه مدخلَهم ، وأن يظلـَّـه وإيانا وإياه وعمَّه وآلَ المصلي جميعاً ، وجميعَ صالحي المؤمنين مع رسول الله محمد وآل رسول الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، ولا باقي إلا وجهُه ، وأن يؤلفَ بين قلوب المسلمين ، ويجمعَ كلمتَهم على ما يرضيه ، إنه على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، وبالإجابة جديرٌ..

وهو وحدَه حسبُنا ونعم الوكيلُ.

نعم المولى ، ونعم النصير.

وعلى الله توكلتُ.

وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُلله رَبِّ العالمين..
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الثقافة العامة“