في اصطلاحاتنا الموسيقية اليمنية " الهَرّة " بفتح الهاء وتشديد الراء ... حتى لا يعتقد البعض أننا نعني الهرة بكسر الهاء ، وهي أنثى القط .. أو كما قيل عن أحد متابعي إعلامنا المسموع أنه سمع تكرار إسم الثورة في كل مناسبة وعندما سؤل عن معنى الإسم أجاب : أنثى الثور ..
الهّرة يأتي معناها من كلمة دارجة تطلق على عملية انفراط حبيبات المسبحة أو نحوها من عقود المرجان النسائية .. أي تنسكب منسلة من الخيط بسلاسة ونعومة ...
المصطلع الموسيقي هنا يعني تمكن عازف العود من إستخراج نغمات عبر قرع الخمسة الأوتار معا ودون أن يحدث إحساس بالقرع ... مما يجعل النغم ينساب بنعومة وكأنه صادر عن ناي أو مزمار وليس أوتار ..
هذه الميزة بالعزف تميزت بها منطقة " شبام كوكبان " وسفيرها لعالمنا المعاصر الشيخ محمد حمود الحارثي ، رحمه الله ... وبالطبع كوكبان معقل الأمير محمد إبن عبد الله شرف الدين الأشهر من علم بعالم الحمينيات اليمنية ... والتي يقال عنها (كوكبان) تندرا ثم لصفاء أجوائها ورقة نسيمها ( الغراب بكل اليمن يقول "غاق" ولكنه بكوكبان يردد ... الا،، وغاق ) .. أي حتى الغراب بكوكبان يشده اللحن الموسيقي رغم صوته المعروف ..
الشيخ الراحل الحارثي ، كان موهبة عظيمة .. وبالطبع لم يكن لوحده من عمالقة اليمن المؤدين لذلك العزف الرفيع المعروف بالهرة ... و أديب اليمن وفنانها العالم الشيخ محمد مرشد ناجي ، يجيد تلك الميزة ولكنه يضعها بمكانها وهو اللون التراثي المعروف بالصنعاني أو اللون اليافعي ..
وكان المرحوم الشيخ عوض عبد الله المسلمي يتميز بعزفه الرائع على العود وكثير من أغانيه كانت تبرز عزفه المتميز ... ويقال أن الفنان فريد الأطرش عندما زار عدن بالماضي تأثر بعزف المسلمي .. وفيما بعد ظهرت معزوفة الأطرش والتي صاغها مقدمة لأغنية الربيع ..
وشهدنا عربيا ظاهرة الفنان الضرير سيد مكاوي وعزفه على العود ... لكنه ربما لم يكن ليتمكن من دمج الأوتار الخمسة لتعزف نغمة دون أن يظهر شيئا من صوت احتكاك الريشة بالوتر .. وبالتالي ينبغي لليمنيين أن يفخروا بتفردهم والذي ربما توارثوه من خلفيتهم الحضارية العريقة ..
من المصطلاحات الموسيقية اليمنية " الهَرّة "
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: