دروس في العقائد

مواضيع ثقافية لاترتبط بباقي المجالس
أضف رد جديد
عبدالواحد العمدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 67
اشترك في: الأربعاء فبراير 11, 2004 8:58 pm
مكان: اليمن - صنعاء
اتصال:

دروس في العقائد

مشاركة بواسطة عبدالواحد العمدي »

(1) دروس في العقائد

عقيدة المسلم
تأليف
عبدالواحد حسن العمدي

حقوق الطبع محفوظة
1424هـ ــ 2003م

مراكز الإخلاص لتحفيظ القرآن الكريم
والعلوم الشرعية



بريد الكتروني: alamdy2002@hotmail.com




ــــــــ( مقدمة)ــــــــ
إن البحث عن العقيدة الإسلامية الصحيحة من أهم أهداف الإنسان، بل ومن واجباته التي لا غنى لأي فردٍ عن معرفتها، فلها الأثر البالغ في حياته، وتكوين شخصيته الإيمانية العميقة، التي تصل به إلى أرقى درجات التوحيد والتنزيه لله تعالى، لهذا جُعل التوحيد هو أول الواجبات على الإنسان معرفته، وكانت الشهادة لله بالوحدانية هي الباب الأول الذي يدخل الإنسان منه إلى عالم الإسلام، وعمق الدين، وكما جاء في الحديث القدسي: " كلمة لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي "، ومن دخل هذا الحصن وأمن العذاب الإلهي فقد أستطاع الوصول إلى هدوء البال وصفاء النفس، وسمو العقل بالتفكير الصحيح في دينه ومعتقده، لذا قال الإمام علي(عليه السلام): ((أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الْإِخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ... )).
إذاً فالتوحيد يحتاج إلى الإخلاص، والإخلاص لا يتحقق إلا بكمال التوحيد، وكمال التوحيد لا يتحقق إلا بمعرفة الله تعالى، وهذه المعرفة لا يمكن أن تكون إلا بالعقل، ولهذا ميز الله البشر عن سائر مخلوقاته بأن جعل لهم عقولاً يفكرون بها، وهي حجةٌ عليهم أمام الله تعالى، فالإنسان مسئولٌ مسئولية كاملة عن تصرفاته وأفكاره ومعتقداته، فإما أن يُعمل عقله في الطريق القويم وبهذا يصل إلى النجاة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة، وإما أن يهمل عقله ويسير في طريق معوج فتكون النتيجة بائسة وينتهي إلى الهلاك والخسران والشقاء، وهذه هي حال من يركن في أخذ دينه إلى رجالٍ لم يعرفوا الله حق معرفته، فمرةً يشبهونه وتارةً يصفونه وأخرى ينسبون إليه ما ليس منه، تعالى الله عن كل ذلك وقبل كل ذلك فقد حذرنا رسول الله(e) من أمثال أولئك قائلاً: " من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله والتدبر في كتابه والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزُل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلدهم فيه ذهب به الرجال من يمينٍ إلى شمال وكان من دين الله على أعظم زوال ".
وانطلاقاً من الواجب الديني والإنساني قررت أن أضع مختصراً في علم التوحيد للطلاب المبتدئين في دراسة العقائد، وحرصت أن يكون سهلاً في ألفاظه قريباً للذهن، بحيث يسهل على الطالب فهم عباراته بيسر، كما تجنبت إيراد بعض المصطلحات والقواعد التي تحتاج إلى شرح موسع، أو مراجع لفهمها، وهذا المختصر هو محاولة متواضعة أتمنى أن أجد الملاحظات من العلماء والمختصين في هذا المجال، وأنا على يقين أنه ما زال بحاجة إلى مزيد من الإضافات والتصحيحات، فالكمال لله وحده.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي، فهو الغاية والهدف.
عبدالواحـد حسن العمـدي
اليمــن ـ صنعــاء
30/جمادى الأولى 1424هـ.




ــــــــ(( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ))ــــــــ

ـــــــــــ( الدرس الأول )ـــــــــــ
معرفة الله سبحانه وتعالى

أول واجب على الإنسان:
يجب على كل إنسان أن يعرف ربه وخالقه حق معرفته وهذا هو أول واجب عليه.
من طرق معرفة الله تعالى:
1- نعرف الله تعالى بمخلوقاته ومصنوعاته التي نشاهدها حولنا بما فيها نحن البشر؛ لأنه لا يمكن أن تكون كل هذه المخلوقات وجدت من دون موجد لها؛ لأن القول بذلك خروج عن الواقع المشاهد، ولا يقبله أي عاقل، فلا بد لكل مصنوع من صانع، ولكل مخلوق من خالق.
قال تعالى: &2- نعرف الله تعالى بقدرته وعلمه :
فقدرته التي تظهر لنا فيما أوجده من المخلوقات العظيمة في هذا العالم، وهذا الكون، فعندما نتأمل الأرض وما فيها من الجبال والبحار والسماوات نعرف وندرك أن من أوجدها لا بد أن يكون قادراً، وإلا لما تمكن من إيجادها وخلقها.
قال تعالى: &وأما علمه تعالى فندركه بما نشاهده في مخلوقاته من إتقان وإحكام دون أي خلل، ومن استطاع أن يخلق شيئاً متقناً لابد وأن يكون عالماً به؛ لأن الجاهل لا يستطيع أن يفعل الشيء الصحيح والمتقن.
قال تعالى: &استنتاج
نستنج من ذلك أمرين:
الأول: أن القادر هو من يصح منه إيجاد الفعل (أو الشيء).
الثاني : أن العالم هو من يصح منه إيجاد الفعل المحكم (الصحيح والسليم).
للقراءة والحفظ:
روي عن ابن عباس أنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا نبي الله علِّمني من غرائبِ العلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ((وماذا صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه؟))، فقال الرجل: يا رسول الله، وما رأسُ العلم؟ قال: ((معرفة اللهِ حَقَّ معرفتِه))، قال الرجل: وما معرفة الله حق معرفته؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((أن تعرفه بلا مثل ولا شبيه، وأن تعرفَه إلهاً واحداً عالماً قادراً أولاً آخراً ظاهراً باطناً لا كفؤ له ولا مِثْلَ)).

* * *


ـــــــــــ( الدرس الثاني )ـــــــــــــ
الله سبحانه حي سميع بصير

إن الله تعالى حي وندرك ذلك من خلال ما درسناه في الدرس الأول وهو أنه تعالى قادر وعالم، ومن كان قادراً وعالماً لا بد أن يكون حياً؛ لأن من خرج عن الحياة استحال أن يعلم ويقدر.
فإن كان الله تعالى عالماً قادراً وجب أن يكون حياً.
قال تعالى: &وإذا كان الله تعالى عالماً قادراً حياً وجب أن يكون سميعاً بصيراً.
قال تعالى: &استنتاجات
نستنتج من ذلك عدة أمور:
الأول: أن الحي هو كل من صح منه أن يقدر ويعلم.
الثاني: أن الله تعالى سميع بصير؛ لأنه يعلم بالمسموعات والمرئيات.

* * *

ـــــــــــ( الدرس الثالث )ـــــــــــــ
نفي التشبيه عن الباري عز وجل

يجب على كل مسلم ومسلمة أن يعتقد بأن الله سبحانه وتعالى لا يشبه شيئاً من مخلوقاته؛ لأن الاعتقاد بذلك يوقع الإنسان في التشبيه والتجسيم لربه، وهذا لا يجوز في حق الله سبحانه وتعالى قال تعالى: &معنى التشبيه والتجسيم·
التشبيه: هو الاعتقاد بأن الله تعالى على صورة أو شكل إنسان أو غيره من المخلوقات أو له آلة من آلاتها أو جزء من أجزائها.
· التجسيم: هو الاعتقاد بأن الله تعالى جسم.
· التحيز: هو الاعتقاد بأن الله تعالى متحيز أو جالس في مكان معين.
استنتاج، نستنج من ذلك الآتي:
أن التشبيه لله تعالى يجر إلى القول بالتجسيم والتجسيم يجر إلى القول بالتحيز والتحيز يجر إلى القول بالرؤية لله تعالى، وهذا لا يجوز في حق الله تعالى. قال تعالى: &قواعد عقلية:
1- لو كان الله سبحانه وتعالى جسماً لوجب أن يكون مُحدثاً (أي مخلوقاً) ولو كان محدثاً لوجب أن يكون له مُحْدِثْ (خالق)، وهذا لا يجوز في حق الله سبحانه وتعالى؛ لأن كل ما هو جسم فهو محدث (مخلوق) والله سبحانه وتعالى خلاف ذلك.
2- لو كان الله سبحانه وتعالى جسماً لوجب أن يكون متحيزاً في جهة معينة ومن كان في جهة معينة غاب عنه مافي الجهة الأخرى.
3- لو كان الله سبحانه وتعالى جسماً لوجب أن يكون في هيئة وصورة معينة.
4- لو كان الله سبحانه وتعالى جسماً لما كان قادراً على خلق الأجسام؛ لأن الجسم لا يخلق جسماً مثله.
قال تعالى: &
* * *

ـــــــــــ( الدرس الرابع )ـــــــــــــ
الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له

من الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يعلم ويعتقد بأن الله تعالى واحد لا شريك له، وأنه وحده هو خالق الكون وما فيه من العجائب والمخلوقات التي لا تحصى ولا تعد، ومن يقول بغير هذا، فقد أشرك بالله، وجعل له شريكاً، وذلك لا يجوز ولا يصح.
لأنه لو كان هنالك إله غير الله سبحانه وتعالى؛ لوقع بينهما تعارض واختلاف في الإرادة والخلق والمشيئة وغيرها.
وهذا يؤدي إلى اختلال نظام الكون وفساده، ونحن نشاهد في الواقع أن الكون منتظم، ولا يوجد به أي خلل، وهذا دليل على وجود إله واحد فرد صمد وهو الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: &استنتاج: نستنتج من ذلك الآتي:
· أن الله سبحانه وتعالى إله واحد لا شريك له.
· أن الواحد هو المتفرد بصفات الألوهية لا يشاركه فيها أحد.
من صفات الإلهية: الإيجاد والتدبير والنفي والإثبات وغيرها.
قال تعالى: &وقال عز وجل: &وقال تعالى: &
* * *

ـــــــــــ( الدرس الخامس )ـــــــــــــ
عدل الله تعالى

عرفنا فيما سبق أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق والصانع لكل الموجودات في هذا الكون وعرفنا أيضاً أنه تعالى عالم قادر حي سميع بصير لا يشبه الأشياء وأنه واحد لا شريك له سبحانه.
وفي هذا الدرس سنعرف أن الله سبحانه وتعالى عدل حكيم، فهو تعالى لا يظلم أحداً؛ لأن الظلم فعل قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح، وكل أفعاله سبحانه حسنة.
الفعل الحسن: هو ما يستحق فاعله المدح والثناء على فعله.
الفعل القبيح: هو ما يستحق فاعله الذم على فعله.
ســــــؤال:
لماذا لا يفعل الله سبحانه وتعالى الفعل القبيح؟
الجواب على السؤال سهل جداً، وهو كالآتي:
1- لأنه تعالى عالم بقبح الفعل القبيح، ومن علم بقبحه لا يفعله.
2- لأنه تعالى غني عن فعل القبيح، ولا يفعله إلا من كان محتاج إلى فعله والله سبحانه وتعالى غير محتاج.
3- لأنه تعالى ينهى عن فعل القبيح، فالأولى أن لا يفعله.
استنتاج:
نستنتج من ذلك أن العدل هو الذي لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب وأفعاله كلها حسنة.
قال تعالى: &وقال عز وجل: &وقال رسول الله (ص): ((يقول الله عز وجل: إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا يا عبادي)).

* * *

ـــــــــــ( الدرس السادس )ـــــــــــــ
حرية الإنسان في أفعاله:

يجب أن نعرف أن كل أفعال الإنسان الحسن منها والقبيح صادرة عنه، ومنسوبة إليه؛ لأنه يفعلها بإرادته وحريته الكاملة. فلا يصح أن نقول بأن أفعالنا من الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعله مخير في تصرفاته وأفعاله، فإن أراد الإنسان أن يفعل الخير فعله، وإن أراد أن يفعل الشر فعله دون أن يؤثر عليه أحد في ذلك.
الدليل على ذلك:
· أن الله سبحانه وتعالى يجازي من يفعل الخير بالثواب.
· أن الله سبحانه وتعالى يعاقب من يفعل الشر.
· أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف الإنسان فوق استطاعته؛ لأن ذلك قبيح والله لا يفعل القبيح.
· أن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يعاقب الإنسان على لونه أو طوله أو صورته أو ما شابه؛ لأن ذلك من فعل الله سبحانه وتعالى وخلقه.
أما لو قام الإنسان بفعل سيء (سرق أو قتل أو ظلم أو كذب أو غيره) فإن الله سبحانه وتعالى سيعاقبه؛ لأن هذه الأفعال من الإنسان.
وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن فعلها، وكذلك العكس، فلو قام الإنسان بفعل حسن (صدقة أو صلاة أو مساعدة أو زيارة أو غيرها)، فإن الله سبحانه وتعالى سيجازيه بالثواب؛ لأن هذه الأفعال من الإنسان، وقد أمر الله تعالى بها.
· قال الله تعالى: &استنتاج:
نستنتج من ذلك الآتي:
1- أن الله سبحانه وتعالى لا يجبر أحداً على فعل شيء.
2- أن الإنسان مخير في أفعاله وتصرفاته.
3- أن الله سبحانه وتعالى لا يريد لعباده الشر، وإنما يريد لهم الخير.

* * *



ـــــــــــ( الدرس السابع )ـــــــــــــ
النبــــــــــوة

يجب أن يعرف ويعتقد كل مسلم ومسلمة أن محمد بن عبدالله (ص) نبي مرسل إلى جميع البشر من الله سبحانه وتعالى؛ ليهديهم ويرشدهم إلى طريق الحق والنجاة.
وقد اصطفاه الله سبحانه من بين البشر، وأوحى إليه بالقرآن الكريم والشريعة الإسلامية التي فيها هداية للناس.
لماذا الأنبياء
يرسل الله الأنبياء لأنه تعالى يعلم أن في ذلك فائدة عظيمة للبشر، فإرسال الأنبياء إلى الناس فيه مصلحة للمكلفين، وحث على اتباعهم لطرق الهداية والنجاة، ووجود النبي بين البشر يقرب الناس من فعل الحسنات والطاعات، ويبعدهم عن فعل المعاصي والأخطاء القبيحة، مثل الطبيب الذي يرشد الناس إلى كل ما هو نافع لصحتهم وحياتهم، ويعالج الأمراض وغيرها.
إذاً فالنبي هو المرشد الأول للناس والمبلغ لشريعة الله تعالى وأحكامه، وهو الوسيط بين الناس وبين خالقهم.
استنتاج:
1- إرشاد الإنسان إلى كل ما ينفعه ويضمن له حياة هنيئة ومستقرة، وإيصاله إلى السعادة الحقيقية الراقية.
2- تيسير وتسهيل معرفة حقائق وأسرار هذا الكون للعقل الإنساني، فلا يستطيع العقل وحده الوصول إلى المعرفة الكاملة بأمور الحياة والآخرة.
3- إرشاد الإنسان إلى إتباع سبل الهداية التي ستوصله إلى النجاة والفوز بالسعادة الأبدية في الحياة الآخرة.
معرفة النبي
بعد أن عرفنا ضرورة وجود الأنبياء، وأن الإنسان لا يمكنه أن يستغني عنهم، لا بد أن نعرف كيف نميز الأنبياء حتى نتبعهم ونعمل بما ما جاءوا به من التعاليم الإلهية.
طرق معرفة النبي:
1- أن تكون التعاليم التي جاء بها غير مخالفة للعقل الإنساني.
2- أن تكون دعوته للإنسان إلى طاعة الله تعالى والنهي عن معاصيه.
3- أن تكون دعوته إلى ما ينفع الإنسان ويصلحه، لا إلى ما يضره ويفسده.
4- أن تكون دعوته مؤيدة بالمعجزات الإلهية بحيث لا يستطيع فعلها غيره من البشر.
معجزات الأنبياء
المعجزات من أهم ما أيد الله سبحانه وتعالى أنبياءه (صلوات الله تعالى عليهم)، وهي كثيرة، فقد جعل الله سبحانه لكل نبي معجزات تؤكد صدقه وتؤيد رسالته، ومن معجزات الأنبياء على سبيل المثال:
· معجزة عصى النبي موسى عليه السلام.
· معجزة النبي إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار فدعى ربه، فكانت النار عليه برداً وسلاماً.
· معجزة ولادة النبي عيسى (عليه السلام) ومخاطبته للقوم وهو رضيع.
· معجزة النبي نوح عليه السلام حين أغرق كل من في الأرض إلا من كان في سفينته.
· معجزة نبينا محمد (ص) خاتم الأنبياء والمرسلين وهي القرآن الكريم الخالد الذي تحدى به جميع البشر.
معجزة القرآن:
القرآن الكريم هو الكتاب الإلهي المنزل على سيدنا محمد (ص)، وهو المعجزة الدالة على صحة نبوته (ص)، لما فيه من الإعجاز الكبير، ومن أهم وجوه الإعجاز في القرآن ما يلي:
1- بلاغته وفصاحته وأسلوبه المنتظم في صياغة الكلام وسرد الأحداث والأحكام.
2- عدم وجود الاختلاف والتناقض في آياته.
قال تعالى: &3- أن حامله شخص أمي، لم يكن متعلماً أو شاعراً، وفجأة يظهر منه كل هذا الكلام البليغ، والعلم الواسع.
قال تعالى: &4- أن القرآن الكريم أخبر بنظريات علمية لم تكن معروفة آنذاك، ومع مرور الزمن أثبتت صحتها، وكل يوم حتى عصرنا هذا تظهر اكتشافات علمية أخبر عنها القرآن الكريم منذ (1400) عام.
5- أنه أخبر بالغيب، فقد جاء فيه الكثير من قصص السابقين، وما جرى في أزمانهم من حوادث.
قال تعالى: &كما أخبر بما سيحدث مستقبلاً كإخباره بانتصار الروم بعد أن هزموا.
قال تعالى: &وهنالك الكثير من المعجزات التي لا نستطيع حصرها، فالقرآن الكريم كتاب لا تنتهي غرائبه ولا تنقضي عجائبه.


* * *

ـــــــــــ( الدرس الثامن )ـــــــــــــ
المـــعـــــاد

لا شك أن كل إنسان يتساءل في نفسه، ماذا بعد هذه الحياة؟ وأين يكون مصير الإنسان بعد الموت؟ هل يتوقف الإنسان عند الموت؟ هل هذه هي النهاية؟!
إذا كانت هذه هي النهاية؟ فما هي الحكمة من وجودنا؟
هذا سؤال مهم جداً، ولا بد وأن تكون له إجابة مقنعة.
إن افتراض أن الموت هو النهاية الأخيرة للبشر أمر غير مقبول للعقل؛ لأن ذلك الافتراض يدل على عدم وجود الحكمة من وجودنا في هذه الحياة، وهذا يعني ألاَّ قيمة للإنسان ولوجوده في الحياة، وهو عبث وعشوائية. وقد عرفنا فيما سبق أن الله سبحانه وتعالى عدل حكيم في خلقه، فلا يمكن أن يوجدنا في هذه الحياة عبثاً دون هدف.
إذاً لابد أن هنالك حياة أخرى يُنصف فيها المظلوم ويجازى فيها من كان صالحاً في هذه الحياة، ويعاقب فيها من كان فاسداً. وهو ما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.
قال تعالى: &وقال تعالى: &البعث عدالة إلهية:
عندما نتأمل في هذه الحياة نجد أن الناس فيها قسمان:
قسم فاسد، وقسم صالح، وكثير من أولئك المفسدون تغلبوا على الصالحين وظلموهم في الحياة، لذلك جعل الله سبحانه وتعالى حياة أخرى يكون فيها العدل الإلهي موجود، وينصف فيها المظلوم، ويعاقب الظالم بما اقترف في الحياة الدنيا، تلك الحياة هي الآخرة السعادة الأبدية لكل صالح والشقاء الأبدي لكل مفسد.
دليل البعث
البعث: هو حشر المخلوقات بعد موتها.
· عرفنا سابقاً بأن الله تعالى قادر على كل شيء.
· وعرفنا أيضاً أنه تعالى عالم بكل شيء.
إذاً فهو قادر على خلق الأجسام من جديد وجمعها كما كانت.
قال تعالى: &
للقراءة والتأمل:
يقول الإمام علي (ع) في وصيته لابنه الحسن (ع): ((..فتفهم يا بني وصيتي، واعلم أن مالك الموت هو مالك الحياة، وإن الخالق هو المميت، وأن المغني هو المعيد، وأن المبتلي هو المعافي، وأن الدنيا لم تكن لتستقر إلا على ما جعلها الله عليه من النعماء والابتلاء والجزاء في المعاد)).

* * *

ـــــــــــ( الفهرس )ـــــــــــــ

مقدمة:......................................................... 3
الدرس الأول: معرفة الله سبحانه وتعالى............................ 5
أول واجب على الإنسان:........................................ 5
من طرق معرفة الله تعالى:......................................... 5
الدرس الثاني: الله سبحانه حي سميع بصير.......................... 8
الدرس الثالث: معنى التشبيه والتجسيم:............................ 9
قواعد عقلية:.................................................... 10
الدرس الرابع: الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له:................ 11
الدرس الخامس: عدل الله تعالى:................................... 13
الدرس السادس: حرية الإنسان في أفعاله:........................... 15
الدليل على ذلك: ................................................15
الدرس السابع: النبــــــــــوة:..................... 17
لماذا الأنبياء:.................................................... 17
معرفة النبي:.................................................... 18
طرق معرفة النبي::............................................... 18
معجزات الأنبياء :...............................................19
معجزة القرآن::................................................. 19
الدرس الثامن: المـــعـــــاد:........................... 21
البعث عدالة إلهية::............................................... 22
دليل البعث:.................................................... 22
الفهـــــرس:............................................. 24
لا عقيدة أسمى من الحقيقة

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

أستاذنا الفاضل عبد الواحد
أحسنت وأجدت ، الكتاب أكثر من رائع ، وأرجو أن تقوم بإكماله ليضم كذلك تعريفا بمعنى الإسلام والإيمان ، وكذلك مسائل الوعد والوعيد لكن بصورة مبسطة جدا كما فعلت في بقية المسائل ، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأرجو أن تسمح لي - ولمن يريد غيري- أن يقوم بطباعة هذا البحث وتوزيعه مجانا على أهل منطقته (مش قلت لك إن معرفتي بتسبب خراب البيوت :lol: )
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

عبدالواحد العمدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 67
اشترك في: الأربعاء فبراير 11, 2004 8:58 pm
مكان: اليمن - صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة عبدالواحد العمدي »

اشكرك اخي واصل ومسمووووووووووووح لك ولغيرك من الاخوان طبع الكتاب وتوزيعه للإستفادة منه ،ونطلب من الله الاجر والثواب فهو الغاية والهدف .
وسأقوم باكمال الكتاب ان شاء الله تعالى بنفس النسق والاسلوب السابق وساضمنه ما ذكرت من مسائل وغيرها ،
وتحياتي لك ولجميع الاخوان ،،،
لا عقيدة أسمى من الحقيقة

نور النور
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2
اشترك في: الأربعاء مارس 17, 2004 12:14 am

مشاركة بواسطة نور النور »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآآآآل محمد وعجل فرجهم

كل الشكر لك استاذي العزيز * عبدالواحد حسن العمدي * على هذا المجهود الكبير الذي تبذله في خدمة الشريعة الاسلامية, تمنياتي لك بكل الموفقية وننتظر باقي الكتاب بفارغ الصبر ....

تحياتي لك
آخر تعديل بواسطة نور النور في الثلاثاء يونيو 22, 2004 1:51 pm، تم التعديل مرة واحدة.

صرخة حق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 42
اشترك في: الأحد إبريل 04, 2004 11:43 pm

مشاركة بواسطة صرخة حق »

بسم الله الرحمن الرحيم

سلمت يداك أخي الكريم " العمدي "
قد أبدعت تلك الأنامل التي سطرت تلك السطور
قد شوقتنا لقراءة الجزء الثاني من الكتاب على ان يكون سلسلا وسهل الاستيعاب مثلما هو الجزء الأول :wink:
جعله الله في ميزان حسناتك وادامك وحفظك ووفقك لعمل الخير ونشر الدين

تحياتي لك وللجميع :lol: :lol:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحيٍ مُقْفِرَ العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالركن والتعريف والجمرات
ديار عليٍّ والحسين وجعفرٍ * وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار لعبدالله والفضل صنوه * نجيِّ رسول الله في الخلوات

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الثقافة العامة“