في السياسة

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

في السياسة

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمن الرحيم

كان في قديم الزمان ، رجل له عائلة كثيرة العدد . و كان شديد الحرص على بقائها متجمعة الى الحد الذي جعل كلّ أبنائه يقبلون بالإستقرار في بيت أبيهم بعد الزواج . لم تكن العائلة فقيرة ، لكنها أيضا لم تكن تعد من العائلات المعروفة بالثراء . ازداد عدد أفراد الأسرة ، و أصبح للشيخ أحفاد يعملون بجد حتى أصبح البيت يعج بالحركة . و كما أن كل شيء يتجاوز حجما ما يسترعي الإنتباه ، كثر المادحون عن حسن نية أو حسد .

لكن حال الأسرة لم يبق على حاله المحمود الأول . بازدياد عدد الأفراد كثرت و تنوعت الطلبات . و بالرغم من كفاية المخزون للجميع و زيادة ، كان الطمع و حب الذات قد وجد طريقه الى بعض القلوب . فبدأت تنشأ صراعات أساسها تقدير كل طرف لحاجته أو حقه في عطاء بشكل يخالف أحيانا ما آل اليه ، لكن حكمت الشيخ جعلت من الممكن بقاء الأمر تحت السيطرة .

و في عائلة بهذا الحجم ، لم يكن من الممكن أن يكون احتفال بأمر ما ، دون اهتمام الجيران و السلط الأمنية بقسميها و محافظ المنطقة أيضا ، بما يجري في الساحة . بل لم يكن من الممكن غيابهم عن الحفل إما بدافع الفضول أو الطمع و حتى الحسد و الغيظ . و كما في كل الإحتفالات ، لا يخلو هذا من بعض المشاكل . أكان المنطلق داخليا صرفا ، أو مدعوما في أخرى من أحد أو بعض الجيران ، أو نشأ بين أحد الجيران و صاحب الإحتفال ، أو بين الجيران في بيت المضيف ، بل و أحيانا يتذكر ممثل السلطة واجبه فيقدر وجوب التدخل للحد من سلوك أحد الحاظرين أكان مضيفا أو ضيفا ، و كل ذلك تحت نظر رب البيت و المحافظ .

و كانت حدة المسألة و خطورتها تتأرجح بحسب تصرف الأطراف . فتارة يكون النّزاع داخليا صرفا لا يتدخل به أحد . و تارة يكون مع جار مع تعاضد أفراد الأسرة ضد خصم أخيهم . لكن مع مرور الوقت ، أصبحنا نرى نزاعا مع جار مع انقسام أفراد الأسرة ، فريق مساند لفرد العائلة و آخر مساند للجار . واستمرت المناسبات و كذلك المشاكل المختلفة فهذا نزاع بين جيران و أفراد الأسرة يأملون عدم الإلتجاء الى تدخل جهة أمنية أو المحافظ و أيضا عدم الإضرار بالأسرة و ممتلكاتها . و آخر نشب بين جيران و لم يلبث أن تطور إلى مشاركة أفراد الأسرة و جهد رب البيت ليحول دون تدخل الجهات الأمنية أو المحافظ مع اتساع دائرة الخلاف .

ذات يوم كثرت الجلبة ، و حدث أن ضجر أحد الجيران بما رآه محابات لجاره و اهمال له . فعمد الى ملاسنة المضيف فهب الجار المتمتع يدافع عن المضيف . و بدأ كل فريق يتجمع حوله أقاربه حتى أن جهة أمنية رأت من واجبها التدخل لفك الإشتباك و المحافظة على مصلحة من يهمها أمره ، لولا التخويف من أن يستتبع ذلك وصول الأمر الى ما لا يحمد عقباه .

ذات مرة حدث أمر جلل . اكتشف أحد أفراد الأسرة كنزا بجوارعتبة غرفته بينما كان يحفر حفرة لزرع شجرة . واشتد النزاع واستعصى الحل . و استعان البعض بالجيران للمشورة ثم التحكيم ، دون جدوى . و وصل الخبر الى الجهتين الأمنيتين ، فقررا الإقتسام فيما بينهما القسم الأكبر و إعطاء كل من المحافظ و الجيران و أصحاب الأمر شيئا من الفتات ، و كذلك كان الأمر .

أخي القارئ ، إذا فهمت هذه القصة الخيالية ، فقد فهمت السياسة ببعدها المحلي و الإقليمي والدولي .

السلام عليكم و رحمة الله
اللهم اجعلني من خيرة شيعة آل بيت محمد و صلي اللهم على محمد و آل محمد

سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

في السياسة2

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمن الرحيم

قدمت للسياسة تعاريف مختلفة ، من فن الممكن إلى فن الإدارة ، و كلّها تؤدي ذات المعنى . السياسة هي إدارة لثروات مادية و غيرمادية . و من الثروات المادية ، الثروة البشرية و الثروة الطبيعية للوطن و من الثروات الغيرمادية الثروة العلمية و الموقع الجغرافي السياسي للبلاد و تحالفها السياسي.

كثيرا ما اتصلت السياسة بسمعة سيئة تنبع استعمال الغالبية من المنخرطين فيها أساليب تتنافى مع الأخلاق ، لكن الحقيقة أنها كانت مرآة للمجتمع . فلا بدّ من اعتبار كون الطاقم المؤلف للحزب الحاكم و السلطة التنفيذية بمختلف هياكلها ، إنما هو فعليّا جزء من هذا المجتمع الذي قبل بمقابل يكون له بموجبه حق التّمتع بامتيازات يحرم منها باقي الشعب . كما درجنا على تحميل الحاكم كل المسؤولية في الوقت أنها في الحقيقة اشتراك علني أو سرّي إرادي أم لا بين طرفي النزاع . إذ كثيرا ما تتغلب أصوات البطون على نداآت العقول .

و بعيدا عن الشرع ، يكون السياسي الجيد هو الذي نجح في افتعال نزاعات بين كل الأطراف ، حول كيفية اقتسام غنيمة ، بهدف توصل هذه الجماعة الى قناعة أساسية مفادها أنّ الحلّ الأمثل يكمن في قبوله عرض المتنازعين تكليفه الفصل و التحكيم في النزاع القائم و التكفّل مستقبلا بإدارة المسألة لفائدتهم . فيكون الثمن ، غالبا ، الزعامة أو الوصاية مع قسط من الغنيمة . و المهمّ هنا أن هذا السياسي تارة يكون مواطن و أخرى طرف اقليمي أو دولي ، بحسب حجم الغنيمة ، كما أن حجم الغنيمة يفسح المجال لأن يكون عدد المتدخلين أكثر من طرف . و يتم استغلال عجز أصحاب الثروة عن استغلالها لافتقارهم لامكانية الإتفاق في ما بينهم أو للأهلية العلمية أو القدرة المالية و المادية و البشرية لقيام المشروع .

في الحقيقة ، السياسة حرب ، لكن بوسائل أخرى . فالزعيم السياسي ، إلى جانب ربحه الشخصي ، و مهما كان حجمه ، هو يسعى لتحقيق جزء من الفائدة للذين أتاحوا له فرصة القيام بهذا الدور. وهو في ذلك عليه أن يستعمل دهائه لبلوغ هدفه مع الحذر من دفع الخصوم في الداخل و الخارج الى تحمّل أعباء و مخاطر إحداث تغيير يكون هو و جزء ممن يمثل ضحيّته . و ما أكثر ما نغترّ بصورة الزعيم المزعوم ، في الوقت الذي سبق ظهوره مفاوضات متشعّبة لصنع هذه الزّعامة على امتداد زمن ليس بالقصير . إن المشاريع الكبرى كمستقبل الشعوب تكون مدّة عقدين إلى ثلاث عقود حدّا أدنى للقيام بالعمل في مناخ خال من العراقيل الجدّية . و لهذا الإعتبار دور محوريّ في فشل كلّ التيارات التي لم تمتلك مشاريع بهذا الحجم و بعد النظر من جهة ، و الفشل في نسج علاقات تؤمّن الحدّ الأدنى من الحماية للمشروع .

إن المعلومة الصحيحة الفوريّة هي العصب الأساسي لاتخاذ أيّ قرار ، و من هنا نجد أنّ أجهزة الإستخبارات هيّ رأس حربة في كلّ دولة . و تجدر الإشارة أنّ العمل الإستخباري هنا لا يقتصر على الجانب الأمني ، بل يتعدّاه ليشمل الجانب الغذائي و الصحيّ و العلميّ و الصناعيّ . كما أنّ الأمّة التي لا توفّر اكتفاءها في هذه الأساسيّات غير جديرة بالإحترام ، فإن التي تمكّنت من إنتاج حاجياتها مجبرة على الحفاض على تفوّقها كي لا تتقهقر الى الصفّ الثاني و تفتح بذلك الباب أمام إملاآت من هي أقوى منها بذاتها أو بالإستعانة بحلفائها . و بناء على هذا ، فإنّ من يخوض صراع عليه معرفة كلّ مواطن القوة و الضعف جميعها و حجمها و أهميتها لديه و عند خصمه .

و السّلام عليكم و رحمة الله
اللهم اجعلني من خيرة شيعة آل بيت محمد و صلي اللهم على محمد و آل محمد

سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمن الرحيم

عند صعود السلطنة العثمانية وصلت إلى مستوى من القوة فرضت بموجبها سيطرتها في البحر المتوسط. لكن نشوة الانتصارات أفقدت أصحابه الشعور بوجوب استمرار اكتساب المعرفة. لم يدرك أصحاب هذا القرار الحكيم أنهم بذلك فتحوا باب سقوط إمبراطوريتهم. ترك الأتراك البحث العلمي و ذهب يستمتع بالغنائم، في الوقت الذي كان العدوّ يعمل على نقل العلوم عبر الترجمة. واستمرّ الحال إلى أن وصل إلى حدّ شراء السلاح من خصم لمواجهة آخر. عندها، نضجت الظروف للتفكيك.

كثيرا ما يذكر " سايس بيكو " كرجلان أحدهما فرنسي و الآخر بريطاني و يغفل ذكر الثالث وهو الروسي. اتفقت هذه الأطراف الثّلاث على كيفية اقتسام مناطق نفوذ السلطنة العثمانية. و لإنجاز ذلك كان لا بدّ من فصل الشعب عن الدولة. لكون الإمبراطورية متكونة من أعراق مختلفة، و لاستشراء الظلم من قبل الحاكم، شجع المستعمر الجديد النزعات الانفصالية. و صدّق الشعب الفاقد لسلطان العلم أنه سيكون قادر على إدارة شؤونه بمفرده من جهة و أنّ الحريّة يمكن أن تأتي من أجنبيّ ككرم منه دون اعتبار الفارق الثقافي و العقائدي.

هذا المثال يبرز مدى التدخل من قبل أطراف أجنبيّة في تحديد مصير دولة دون اعتبار موقف الدولة المعنيّة. كما يجب التوقف أمام استحالة نجاح الأمر دون مساهمة طرف داخلي بصرف النظر عن الأسباب التي جعلته ينخرط في هكذا عمل.

ليس المهم الوصول إلى السلطة، لكن المهم هو استطاعة الاستمرار فيها.
و السّلام عليكم و رحمة الله
آخر تعديل بواسطة سعي الآخرة في الأحد ديسمبر 21, 2008 6:24 pm، تم التعديل مرة واحدة.
اللهم اجعلني من خيرة شيعة آل بيت محمد و صلي اللهم على محمد و آل محمد

سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

في السياسة4

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمن الرحيم

حرص المستعمر الجديد على تقديم نفسه في صورة المنقذ الحامل للحريّة و الرّخاء و التطوّر. و لإنجاز هذا العمل، تكرّم المستعمر بتقديم الأطر الفنية اللازمة بما في ذلك في الجانب الأمني. و في بعض الحالات عمد إلى إقراض المال إلى " البايات " ،و هم ممثلو الدولة العثمانية، تحت غطاء إقامة مشاريع إصلاحية ، كان يعلم عدم جدواها مسبقا لكن القصد كان إغراق البلاد في الديون المستحيل إرجاعها في آجالها المحددة و من ثمّ تنشأ الاضطرابات الاجتماعية فيحتاج " الباي " إلى الحماية فيستدعي المستعمر لدعمه و كان هذا شكل و سبيل دخول فرنسا إلى تونس. أمّا في الحالات الأخرى كالجزائر، تعمّد القنصل الفرنسي التدخّل في طريقة تسيير شؤون الولاية التي بعهدته و هو يعلم حساسية الجزائريين لهكذا أمر. فلمّا انتهره " الباي " و ضربه بالمنشة، تذرّعت فرنسا بذلك لغزو الجزائر.

المهمّ التوقّف عنده هو العمل التمهيدي الطّويل الأمد لإنجاز العمل، و استعمال أسلوب العصا و الجزرة.

إنّ المستعمر عند توجّهه إلى استعمار بلد ما، إنّما يهدف بالأساس إلى ضمان استمرار نهب الثروة الخام لذلك البلد من جهة، و بيعه منتجاته من جهة أخرى، و استغلال الموقع في الجغرافيا السياسية. و من ميزة هذه الأخيرة، إجراء معارك الدول الكبرى على أراضي الصغرى منها. فتصبح أراضي الدول الضعيفة بمثابة ملعب لتصفية الحسابات بين الكبار و صندوق بريد لتبادل الرسائل في ما بينهم. و هكذا تتضرر المرابيح المفترضة لدولة عظمى عوض عن رصيدها الأساسي و المتمثل في ثروتها البشرية و مواردها الذاتية.

يجب ملاحظة، هنا، كيف تنفق دولة كبرى من رصيد أخرى صغرى. و في كلّ هذا لا يكون الزعيم الأوّل في هذه الدولة الصغيرة إلا ممثلا لمصالح من قبل بقيامه بالدور. و كلّ ما يبرز عليه من قدرات ما هو إلا ضرورة تقنية لضمان الاستمرارية. و نعني بذلك، إنشاء صور لإقتصاديات، و عدم السماح بنشوء إقتصاد حقيقي. لأنه بكلّ بساطة، إذا كنت أنا البقال في الحيّ، فكيف أقبل أن يصبح من كان بالأمس زبونا عندي بقالا ؟ فلمن أبيع، بعد ذلك بقولي ؟ و لتكريس كلّ ذلك، يحدد القوي ما تتعلم من دونه و ما يمكن أن تصنع.

و في كلّ هذه المآسي، يجب ألاّ يفوتنا العامل الدّاخلي و الذي هو الأهمّ لنجاح الأمر. الآن ماذا لو كان الشعور الوطنيّ الصحيح قويّ ؟ الجواب بسيط، نغريه أو نؤثر عليه بواسطة أو نلغيه و دائما بالترغيب و الترهيب. يتمّ ذلك عبر عرض عروض تبدو سخية في حال الاستجابة، و التهويل بالأزمات و المصائب إذا لم يسمع " للنصيحة ". و بما أن الشعوب فقدت السيطرة على موارد رزقها، فوسيلة الإخضاع عادة ما تعتمد التضييق في الأرزاق، و هذا يشمل الغذاء للبطون و العقول على السواء. يشترط المستعمر أن يكون المستفيد في المستعمرة في صورة شبيهة له، و إلا فعلى ما السماح بتمتعه ؟ و تلعب الكتلة الصامتة دورا مفصليا بسكوتها في تعرية القوى الوطنية في الصراع الداخلي فيسهل استفراد الحاكم الجائر بها، و القوى الأخرى أمام المستعمر فيسهل الضغط عليها، إذ كنز المستعمر الذي لا يعادله شيء هو الفرقة في الجبهة الداخلية. لذلك هو دائم الحرص على التشتيت.

و السّلام عليكم و رحمة الله
اللهم اجعلني من خيرة شيعة آل بيت محمد و صلي اللهم على محمد و آل محمد

سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

في السياسة5

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمن الرحيم

كثيرا ما يكون الشعب جاهلا بكيفية نيل بلاده ما سمي استقلالا. إذ لا يفصح عن المفاوضات التي سبقت الاستقلال المزعوم بين المسئولين السياسيين و المحتل. و نظرة على أرشيف المستعمر كفيل بكشف المستور، كما كشف "محمد حسنين هيكل" بعضه.

غالبا ما تفضي هذه المفاوضات إلى اتفاق سري يقضي بضمان مصالح المحتل عقب مغادرة قواته المسلحة، و تقديم ضمانات لذلك. و هذه الضمانات تشمل هيكلة الاقتصاد و التي تحدد و تضمن شكل و حجم التبادل التجاري بشكل يرضي المستعمر دون إسقاط الحليف، و وضع رؤية واضحة لبرامج التعليم لتحديد شكل رؤية المواطن لمن كان بالأمس عدو و كذلك نوعية الأطر الفنية في كل القطاعات بشكل ينسجم مع الرؤية البعيدة المدى التي تم الاتفاق عليها في شكل الدولة عبر الزمن، و الأهم من كل ذلك وضع آلية تضمن للمستعمر مراقبة حسن سير البرامج و كيفية تنفيذه و منع اختراقه.

أما حال الدول التي طردت المستعمر بالقوة، فيجب ذكر الجهة الدولية التي قبلت بمد يد العون لها من فسح مجال لجمع تبرعات على أرضها أو مدها بالمال أو بيعها معدات حربية أو لوجستية أو عبر السماح لحليف بالقيام بهذا الدور. و المهم هنا هو إخراج مستعمر بجيش لإدخال آخر في صورة أخرى تكون ثقافية أو اقتصادية أو سياسية أو جميعها معا.

و أساس هذه الصورة القاتمة هو عزوف الشعب عن التدين في المقام الأول، فغياب الجانب الأخلاقي هو من يفتح الباب أمام سقوط فئات في فخ العمالة و الخيانة بقصد تجنب تحمل الصعاب في الحياة. و التالي هو الجهل، لا يمكن تصور الضرر الناجم عن الجهل في مفاوضات تخص مصير شعب، فيستخف المفاوض بالتنازل على مسائل لا يرى بأسا بتركها أو التفريط فيها لفائدة الآخر. في هذه الحال لا يرى المفاوض مفر من القبول بالعروض الخدمية التي تعرض عليه فيفرط في مواطن شغل أو أدوار هي أصلا لشعبه، و هكذا.

إن المشاريع المحترمة في بناء وطن تكون دائما ضمن خطة عمل تزيد عن عقدين، و الذين لا يقدرون على إدارة العمل بهذه الطريقة لا يصلحون للقيادة بكل بساطة.

و السّلام عليكم و رحمة الله
اللهم اجعلني من خيرة شيعة آل بيت محمد و صلي اللهم على محمد و آل محمد

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

Re: في السياسة

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

العزيز سعي الآخرة
دعني في البداية أقدم لك إعتذاري عن نفسي – وعن من يريد من زملائي – وذلك في عدم التفاعل المستمر مع ما تكتبون وربما لا تعرفون أن هذه المنتديات المباركة محجوبة عندنا في اليمن وبالكاد ندخلها ببرامج بروكسي ؟
المهم طالعت المقالات الخمسة حول السياسة و الموجودة اعلاه وأعجبتني
فالقصة الأولى لخصت حقيقة مجتمعاتنا العربية وكيف كانت العائلة وثيقة العرى قوية لكن حينما دبت فيها الخلافات والنزاعات حصل ما حصل وكيف أن السلطتين الأمنيتين قامتا باقتسام الكنز في نهاية المطاف وإعطاء أصحاب الكنز المختلفين عليه القليل من الفتات ؟
- في مشاركتكم الثانية قررتم أنه لا يمكن تحميل الحاكم كل المسؤلية ؟ لكنني أختلف معكم فالحاكم وبطانته يتحملون الجزء الأكبر والغالب من المسؤلية عما يعاني منه الشعب ، وفي كلامكم في ذات المشاركة حول مواصفات السياسي الجيد والذكي والذي يخوض حرباً بانواع مختلفة في كل ذلك دلالة على أن موقع الحاكم أو السياسي هو موقع مركزي في منظومة أي مجتمع من المجتمعات ، فالسياسي بإمكانه حتى أن يُخضع رجال الدين - وهذا ما حصل ويحصل دائماً - على ما يصبغه البعض من قدسية حولهم ؟
ولذلك كانت مهمة السياسي هي أخطر وأهم من مهمة غيره ، على أنني ممن لا يرون أي تعارض بين أن يكون السياسي رجل دين ملتزم و من الطراز الأول والعكس أي أن يكون العالم والداعية والمفكر سياسي من الطراز الأول ؟
- في مشاركتكم الثالثة تحدثتم السلطنة العثمانية وكان تحليلكم دقيقاً وموفقاً ، فالعثمانيون اهتموا بعد الأنتصارات بجانب جمع الغنائم وفرض الإتاوات ، ونسوا أن عليهم مسؤليات إقامة العدل ونصرة المظلومين ورفع ولاة وبشوات الجور والنهب ، وأيضاً نسوا أن عليهم مسؤلية تأهيل الناس بالمعارف الحديثة والإبتعاد عن التعصب والتشدد ، وأنا متيقن أن طبيعة الثقافة الدينية السلبية التي كانت سائدة في ظل هذه الدولة هي ما ساعد على تضعضعها وانهيارها ، فقد كان للخرافات الصوفية قدم راسخة ، وللتشدد المذهبي والتعصب الطائفي وجود قوي ، وحينما كانت تريد السلطنة حشن عساكرها معنوياً ضد مجموعة من الثوار العرب يكون ذلك بخطاب ديني طائفي مقزز ، يعمل على بعث خطاب مقابل ؟
فمثلاً أئمة الزيدية في اليمن الذي ثاروا على الأتراك وأذاقوهم المر في اليمن كان الأتراك يصورونهم كمجموعة متمردين متعصبين أوحياناً ينسبونهم للرافضة بقصد إيهام الدولة والعساكر العثمانية بوجوب قتالهم ، وهكذا ؟
بالنسبة لمعلومة وجود شخص ثالث روسي في إتفاقية الفرنسي والبريطاني " سايس بيكو " فهذه معلومة جديدة لأول مرة أسمع بها – ومطالعاتي ليست كثيرة - فلا أدري هل فعلاً كانت روسيا مشتركة في تلك الإتفاقية ، وما هو قسم الكعكة الذي أخذته والمعروف أن فرنسا وبريطانيا قد تقاسمتا الكعكة مناصفة ، حيث أخذت بريطانيا العراق وفلسطين ومصر و أخذت فرنسا سوريا وبلاد الشام كاملة مع تونس والجزائر ؟
- بالنسبة لتشجيع المستعمر لحركات إتفصالية – كما سميتها – فأعتقد أن الأمر أعقد مما نظن ، فكم قد أطلقت مسميات الإنفصال والتمرد على أعظم الثورات الدينية والوطنية ؟ وكم قد أطلقت مسميات الثورة على حركات وثوار وهميين ليسوا سوى أذيال للمستعمر ؟
فمثلاً في أواخر عهد الرجل المريض ( الدولة العثمانية ) كان يوجد شريفين هاشميين في البلاد العربية أحدهما هو شريف الحجاز الشريف الحسين وأولاده ، والآخر هو الشريف الإمام المتوكل على الله يحيى بن حميد الدين إمام اليمن ، كان الأول خاضع للعثمانيين ومؤيد لهم ومطبق لتعليماتهم وسياساتهم ولو كانت ضد رعيته – ولم يكن له نفوذ كبير - في المقابل كان الإمام الثائر يحيى حميد الدين يقاتل العثمانيين عن مبدأ وعن قيم ، وقد قاتلهم والده الإمام المنصور محمد وأسلافه من الأئمة رفعاً للظلم عن اليمنيين وزجراً لجور حكام وولاة العثمانيين ، لكن بريطانيا وبقية دول الإستعمار لم تكن لتستخدم شخص مثل الإمام يحيى لازال يمتلئ حمية إسلامية ونخوة عربية حتى وإن كان أشد اعداء الأتراك ، لكنها وجدت في الشريف الحسين شخصاً مناسباً حتى وإن كان يظهر أنه من أكثر رجالات الدولة العثمانية إخلاصاً لها .
ففي حين كان مشروع الإمام يحيى حميد الدين يظهر كمشروع إنفصالي عن دولة الخلافة لكنه كان لازال يمثل المشروع الإسلامي والعربي في حين أن الشريف الحسين وأولاده قبلوا الإنخراط في مشروع المستعمر مقابل سلطات وهمية في العراق والأردن حينها ؟
وقد كان حدس المستعمرين نافذاً ؟ فالإمام يحيى حميد الدين حينما تكالبت دول الغرب والإستعمار على الخلافة العثمانية رغم أنه كان أكثر شخص مهيأ للإستفادة من ذلك وضرب العثمانيين إلا أنه وقف محايداً حياداً نسبياً يميل إلى العثمانيين أكثر ؟ رغم مخالفة ذلك لمصلحته السياسية الواقعية ؟
في حين انخرط عبد العزيز آل سعود ومن ذكرنا قبله في مشروع المستعمر وتم ترويضهم وتهيأتهم ليكونوا هم الحافظين لمصالح تلك الدول ........... وحتى اليوم ؟
وبالإمكان ضرب مثال قريب جداً وهو الإتفاقية الأمنية في العراق التي تم تمريرها عن طريق الحكومة العميلة وهي الإتفاقية التي ستحفظ للأمريكان ومن معهم جميع المصالح التي يريدونها دون حاجة لقواعد عسكرية دائمة ؟
ومعاهدات الإستقلال فعلاً هي بحاجة لمراجعة ؟ لأن الكثير من الحكومات التي جاءت بعد المستعمر كانت أشد على الشعوب من المستعمرين وكانت ولازالت أكثر إخلاصاً للغرب من ؟إخلاصها لشعوبها ؟
الموضوع متشعب وشيق ، لكن الإطالة من جانبي قد تفقده الكثير من تشويقه وجماله
تحية لك سيدي الكريم
وننتظر منكم مواضيع جديدة
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

Re: في السياسة

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم، في ما يخص مسؤولية الحاكم و المحكوم، ما تفضلتم به صحيح و هو تماما ما ذكرت. أمّا إبراز دور المحكوم، فأصله تنصله من مسؤوليته و إلقائه إياها على الحاكم. أخي الفاضل، تأمل قول الرحمن " فاستخف قومه فأطاعوه ". و الاستخفاف يحوي قدرا من المغامرة، لكن ما كانت لتنجح بدون دور المستخف به. إن القرار الإداري في جهاز السلطة يمر في المرحلة الأولى بعملية استكشاف للساحة في إمكانية رد الفعل أولا، ثم مدى هذا الرد ثانيا، و إستمراريته ثالثا. و لتمرير قرار ظالم يعمد الحاكم إلى شق الصفوف بالترغيب كذبا و الترهيب صدقا. لكن متى أدرك أن المسألة غير قابلة للتفاوض و الانقسام فاشل، يعود لاستكشاف أسباب الفشل الأخير، أكان في الشكل أم المضمون. و بما أن الإجماع على خط عريض لا يمكن أن يخلو من خلاف في الفروع، يعمل على التشتيت على هذا الأساس مجددا و هكذا. من هنا اعتبرت الشراكة، الحاكم يملك المشروع و يقوم عليه و شريحة واسعة تضفي عليه الشرعية لأسباب مختلفة صحيحة أو خاطئة بل و تصبح من المدافعة عنه أحيانا أكثر منه. و في هذا السياق لا يستثنى رجل الدين، إذ هو إنسان في المقام الأول. فمن أحسن تأديب نفسه و حملها على الصراط عنوة كان رجل دين أما الذي يأكل من مائدة الحاكم ليس جدير بهذا اللقب.

أما الدول التي غنمها الروس، فكانت ما يعرف اليوم برابطة الدول المستقلة و التي تشكل حزاما تحت روسيا الإتحادية. و المقصود هنا الدول المسلمة كأفغانستان، تاتارستان، أزبكستان ... وهي التي عرفت بالولايات المسلمة في عهد الإتحاد السفياتي. و الذي أعرفه و الله أعلم، أنّ الروس ظموا هذه الأراضي دون حروب تذكر.

شكرا لكم لتقديمكم لمحة عن تاريخ اليمن، أنا أجهل الكثير و هذا ما يجعلني أضرب أمثلة من غير اليمن مما يعسر في بعض الأحيان التفاهم أو الإفادة. و أنا مهتم بتاريخ السادة الأشراف الذين كان لهم دور في السياسة العربية. فمثلا يقال أن ملك الأردن و كذلك ملك المغرب من السادة، فهل لديكم علم بصحة هكذا أقوال ؟

أخي الفاضل، شكرا على اهتمامك بما أكتب، أنا أطمح أن أكون خادما مخلصا لآل البيت. أنا أحاول تقديم مقاربة للموضوع تتيح للذي يريد أن ينشط سياسيا أن تكون له رؤية شاملة عن ساحة طالما اعتبرنا حدودها خطأ حدودنا الوطنية. أما عن الخلاف، فلا بأس به، إذ هكذا نستفيد من بعضنا. لو كان ما أقوله معلوم و لا غبار عليه فما الحاجة لذكره ؟ و إذا لم يلتفت أخي إلى خطئي فكيف أصوبه ؟ أتمنى أن أقرأ لكم مجددا، و إلى ذلك الحين، تقبلوا تحياتي.

و السلام عليكم و رحمة الله
اللهم اجعلني من خيرة شيعة آل بيت محمد و صلي اللهم على محمد و آل محمد

سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

في السياسة6

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمن الرحيم

إن العمل السياسي من منظور محمود هو الذي يفضي إلى تحقيق المصلحة للعامة. هذه المصلحة يجب أن تكون مبنية على أسس علمية ضمن المنظومة الفكرية و العقائدية للشعب الذي ينوي رجل السياسة تزعمه.

هذا تعريف عام مجرد لا يختلف عليه عاقلان. إنما الخلاف يدب من المنطلقات، أي من العقائد. فلا يمكن لليساري أن يقدر المصلحة العليا كاللبرالي أو الإسلامي. السياسة معبر لتحقيق هذه المصالح التي لا تعلوها مصلحة في منظومتها الفكرية و العقائدية. و تكون الوسائل مرآة لهذه العقائد، كالقول مثلا " الغاية تبرر الوسيلة " أو " لكل إنسان ثمن إذا قبضه تحول عن مبدئه " في حين أن الهدف الأسمى للمسلم هو " مرضات الله ". و غالبا ما يكون الخلاف بين الأحزاب أساسه عقائدي بالرغم من تنكر الأغلبية لهذه الحقيقة في ما يعتقدونه مناورة سياسية ماكرة. بمعنى، في بلد مسلم لا يتجرأ الشيوعي على نكران الخالق مثلا لكنه يتجرأ على تقديم تصور وضعي كبديل هو أفضل من الحكم الشرعي في مسألة بدعوى المصلحة للمواطن أو اعتبار الحكم الشرعي تجاوزه الزمن و أصبح من غير الواقعية الطلب بالقيام به إلى غير ذلك من التبريرات. في الوقت الذي تمثل حياته على الساحة السياسية قيمة أكبر من المصلحة التي يدعي أنه يريد أن يقدمها للشعب. و حال اللبرالي لا يختلف عليه كثيرا من الناحية العقائدية أيضا. و من منظور الشرع، كلاهما عبد للمادة، في الوقت الذي أنبأ الشرع بضرورة التجهز للرحيل عن هذه الدنيا. بما أن أحدهم جنته في عالم غيبي و الآخر جنته هي الحياة الدنيا، يتضح اختلاف أسلوب العمل و الأولويات و ما إلى ذلك، كل ذلك مع تبني الجميع الإسلام كدين للشعب.

فلنذكر بعجالة أن العمل السياسي ذو أبعاد ثلاث، محلي و اقليمي و دولي مع اعتباع المؤثرات على كل بعد منفرد أو مدى تأثر الكل بمسألة تربطهم جميعا. و عندما نتحدث عن التأثر المنفرد فالمقصود أن الحدث لا يؤثر بشكل بالغ الخطورة أي أن التأثير قائم لكنه يمكن تحمله و لا نقصد أن ما أصاب طرف لا ينعكس على الآخر. كما نذكر أن العمل السياسي هو إدارة الموارد المختلفة لشعب ما في مكان ما.

غالبا ما تخطئ المعارضة السياسية قراءة الواقع السياسي. و من أهم الأخطاء المميتة نذكر :

1- سوء تقدير متانة العلاقة بين القيادة السياسية القائمة و الأطراف المؤثرة في المحفل الدولي أكانوا حلفاء أم خصوم مفترضين. فما أكثر ما نرى الضحية تهرع إلى آمر الجلاد لتشكوه، أو الركون لوعود قطعت من قبل حلفاء الخصم أو خصومه. فالعطش إلى تحقيق الهدف يصبح من أعتى الخصوم، إذ يحجب الرؤية فلا تدرك المعارضة الحد الذي سيصبح حليفها على الساحة الدولية أو الذي قطع عهدا خصما. و كمثال، فقد سمح الإتحاد السوفياتي بقصف ليبيا من قبل الولايات المتحدة. كما سحب صواريخه من كوبا. و هذا يظهر بجلاء أن مصلحته في مبادلة مصالح مع ند له لها أهمية أكثر من الحليف الذي يجب أن يتقبل الأمر كقواعد للعبة، إذ لم يقطع أحد العلاقة بين الكبير و الصغار بالرغم من فداحة الموقف. و هنا يتجلى أن في المدارس المادية لا مكان للقيم، إذ هي من ضمن الوسائل و أدوات العمل.
2-سوء تقدير جدية الشعب في الدفاع عن قضيته و المدى الذي يمكن أن يبلغه حقا في هذا الدفاع. و هنا نقول اختصارا أن شعبا لا يضحي بدمه بغزارة من أجل مبادئه، لا مجال لانتصار المعارضة فيه. و هنا يجب الإشارة أن سر نجاح " غاندي " في الهند و نجاح الثورة في " ايران " هو قبول الشعب دفع الثمن كاملا من دمه.
3- رسم أهداف تزيد من عدد الخصوم على كل الأبعاد الثلاث. و هنا و بالرغم من عدالة القضية، إلا أن في ذلك الزمان ليس ثمة من يقبل بإعطاء صاحب الحق حقه. ليس نكرانا للحق و لكن لكون ذلك مشجع لأصحاب حقوق آخرين السير على نفس الطريق، و بهذا ضرر لمصالح الظالمين مهما كان حجمهم أو موقعهم فيتفقون على هدر حق الطالب و تقديمه كغاصب لحقوق آخرين.
4- عدم الأخذ بالأسباب بشكل علمي صرف لمشقة الأمر و بعده في الزمن واستسهال قضاء الحاجة من عند طرف آخر. و الحقيقة أن القوة الحقيقية تنبع من ذاتك و لا يمكن أن تستوردها. و إن فعلت فأنت مرتهن لمن أعطاك.و المقصود هنا هو القدرة العلمية للشعب، القدرة على التصنيع من الأول إلى الآخر و ضمان الإستمرار. و كمثال نذكر حال العرب في الستينات في صراعهم مع الكيان الصهيوني في مسألة التسليح و إنشاء الصناعات. فالإستيراد يجعلك عرضة للنقص عند تعرض خطوط الإمداد للخطر، يجعلك سجين مستوى التقنية عند الصانع، يجعلك تحت رحمة وتيرة المصنع في الإنتاج إلى غير ذلك. و الأهم في مثالنا، أن نشوء الكيان الصهيوني تم باشتراك كل القوى العظمى. فكيف يصدق عقل أن " أبا " يبيعك ما يمكن أن تقتل به " ابنه ". أما الإحتجاج بكون الحاجة ملحة و لا تحتمل الإنتظار، فنصف الحقيقة. إذ نحن لا نحب أن نعترف أن هذا الواقع صنع من قبل القوى العضمى ليستمر و هم جادون في إعاقة تحررك من قيدهم. كما أن شرائنا بضاعتهم هو على المستوى البعيد تكريس لهذا الواقع إلا إذا أعقبه تدرج في القطع مع الماضي و هو ما تحاول " ايران " اليوم القيام به، و في هذا الإطار تتنزل الأزمة بين العالم بما فيهم " روسيا " معها في ملفها النووي. إذ يدرك الجميع أن فرضية استخدام السلاح النووي طويت لاشتمالها مخاطر حتى على القاذف. و الحقيقة، أن امتلاك ناصية العلم و من ثم توضيفها يعطي صاحب هذا المشروع مكانا بين الكبار. و في هذا المستوى فقط يقبل الآخرون باعطائك حقك، لعلمهم بجسامة عدم القيام بذلك.

النجاح : حق يستند إلى قوة علمية و مادية تحميه.

و السّلام عليكم و رحمة الله
اللهم اجعلني من خيرة شيعة آل بيت محمد و صلي اللهم على محمد و آل محمد

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“