رسالة هامة إلى الشيخ الداعية د/ يوسف القرضاوي ؟!

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

رسالة هامة إلى الشيخ الداعية د/ يوسف القرضاوي ؟!

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

أتوجه بهذه الرسالة إلى الشيخ الداعية د/ يوسف القرضاوي والذي تابعنا وتابع غيرنا الجدل الطائفي القائم والأخذ والرد المذهبي الحاصل فيما بينه وبين بعض علماء من الطائفة الإثني عشرية وشخصيات عربية وقد آلمنا كثيراً أن نرى من يوضعون في منزلة ورثة الأنبياء ينحدرون إلى هذا المستوى من الخلاف العلني الطائفي الذي ما أنزل الله به من سلطان ! وإنه لأمر محزن أن نجد ذلك في الوقت الذي أمتنا أحوج ما تكون في هذه المرحلة العصيبة للوحدة في المواقف والقرارات والسياسات لكن ذلك الجدل والإسفاف المذهبي قد عكس صورة سلبية عن العلماء الذين يجدر بهم أن يكونوا هم القدوة في الحوار والتفاهم ووحدة الكلمة وتوحد المواقف ، ونحن نحترم وجهة نظر الشيخ والدكتور يوسف القرضاوي بل وندافع عن حقه في إبداء رأيه مهما كان !

لكننا تفاجأنا أكثر حين قرأنا رسالته الأخيرة التي نشرتها صحيفة الوطن السعودية يوم أمس الخميس 9/ 10/2008م والتي توجه بها إلى أمين عام المجلس المصري لحقوق الإنسان الدكتور أحمد كمال أبو المجد – رداً على رسالة سابقة – وقد تحدث الدكتور القرضاوي في هذه الرسالة مرة أخرى عن الغزو الشيعي للمجتمعات السنية وعن أمور كثيرة قد نوافقه في بعضها ونخالفه في بعضها الآخر ، وقد إستشهد القرضاوي في رسالته الأخيرة بضرب مثال أنصار السيد الحوثي في اليمن الذين يقامون الدولة ، وذكر " أن الحوثيين – حسب قوله - كانوا زيدية ثم تحولوا إلى إثني عشرية وبعدها قاموا بقتال إخوانهم الشوافع كما قال !!!!!
فيا شيخنا الكريم سأصحح لكم معلوماتكم الخاطئة التي ذكرتموها هنا حول هذه الجزئية ولا ندري من أين إستقيتم تلك المعلومات التي ينكرها ولا يقبلها كل أبناء اليمن زيديهم وشافعيهم وسلفيهم وإخوانيهم .... فأقول :

إن أنصار السيد الحوثي ليسوا جماعة إثني عشرية كما يفتري البعض وليسوا جماعة طائفية وليسوا أصلاً يصنفون أنفسهم عقائدياً ، إنهم مواطنون يمنيون عبروا عن آرائهم السياسية ضد أمريكا وإسرائيل فقامت السلطات اليمنية بقمعهم وشنت على مناطقهم حروباً إجرامية منذ منتصف عام 2004م ولازالت تلك الحروب والإنتهاكات ضدهم مستمرة حتى اليوم في ظل أسوأ وأبشع تعتيم إعلامي عرفته الحروب المعاصرة ، وهاؤلاء المستهدفون من قبل الدولة في هذه الحروب منهم حتى من هو من أتباع السنة كما تسمونهم وإن كان الغالب على المستهدفين أنهم من أتباع مذهب الزيدية المذهب الذي يدين به غالبية المجتمع اليمني الشمالي وأنصار الحوثي جزء لايتجزأ من هذا الكيان اليمني وهم لب الزيدية وعلمائهم هم علماء الزيدية ومفكريهم ومثقفيهم هم أهم أركان الزيدية في اليمن وإن لم يكن أنصار السيد الحوثي وأتباعهم هم الزيدية فلا ندري منهم الزيدية في اليمن بنظركم ؟!!!
ولا يمكن أن تكون قد إنطلت عليكم – أنتم أيضاً - هذه الخدعة التي يريد البعض من خلالها الإيحاء بأن للإثني عشرية قوة تواجه الدولة في اليمن فالحوثيون هم أصل الزيدية وفصلها ! و هم جماعة غير مذهبية وقد إنضم لهم أشخاص من أتباع الشافعية و من التيارات اليمنية الإسلامية والوطنية بعد أن شمل الظلم والإستهداف أطيافاً عدة !

أجل يا شيخنا العزيز إن المستهدفين من أبناء محافظات الشمال اليمني في صعدة وعمران وحجة والجوف وصنعاء هاؤلاء حينما وضعتهم الدولة بين خيار القتل بدم بارد أو الدفاع عن أنفسهم إختاروا الدفاع عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم وحريتهم ومبادئهم فحملوا أسلحتهم – المتواجدة في اليمن بكثرة - وصوبوها نحو من بغى عليهم من جنود الدولة وعساكرها فقط وليس صحيحاً أنهم إستهدفوا أي شخص أو جماعة أو فئة وكل اليمنيين وحتى أكثر الناس تشدداً من السلفيين في صعدة يعترفون بذلك ؛ ولا ينكرونه وأسألوا من شئتم منهم وهم موجودين حتى في مناطق ذات غالبية زيدية ومنهم من ألف فيكم كتباً منها كتاب شيخهم السلفي الكبير الراحل مقبل الوادعي الذي عنوانه ( الرد على الكلب العاوي يوسف القرضاوي ) وبعد صدور هذا الكتاب القبيح في إسمه والساذج في مضمونه كان الزيدية والسيد الحوثي ومن معه في صعدة واليمن أول من إنتقد الوادعي في خطبهم وكتبهم وواجهوه رغم ما يتمتع به من دعم رسمي حكومي وخارجي !!

ثم لتعلموا يا سماحة الشيخ يوسف القرضاوي أن ما تحذِّرون منه من الغزو والتبشير المذهبي من قبل الشيعة لمجتمعات السنة قد عانينا منه في اليمن من جهتين من جهة الإثني عشرية وهاؤلاء لم يحققوا شيئاً ونبذهم الناس وبقي فقط التأييد والمناصرة لحزب الله وإيران في مواقفهم من القضايا الإسلامية العامة ويوجد قليل إثني عشرية يعدون بالعشرات تدعمهم وتساندهم الدولة ، وأما الجهة الثانية فهم أصحابكم ممن تسمونهم أهل السنة من الوهابيين والسلفيين خاصة وللأسف أن هاؤلاء قد جاؤا لنا من دول البترول ( دول الخليج النفطية ) وأغروا الفقراء من اليمانيين من أتباع مذهب الزيدية ومذهب الشافعية الصوفية بالمال وبالريالات الخضراء وزرعوا الشقاق والخلافات و نشروا الغلو والتشدد وأثاروا الناس على بعضهم البعض .

وكم نتمنى ونرجوا يا شيخنا أن يطبق أصحابكم ما تدعون إليه من وقف للتبشير المذهبي من كلا الطرفين فهل تعلمون يا شيخ يوسف أن اليمن في غالبيتها أو بالأصح ثلثيها كانوا حتى ثمانينات القرن الماضي زيدية وذلك حتى بإعتراف موسوعات الأديان والفرق الصادرة عن هيئات سعودية وسلفية مثل " الموسوعة الميسرة " ! والآن إنكمش الزيدية بفعل التبشير السني السلفي والإخواني وصار أبناء الزيدية أقلية – صاروا ثلث السكان بدلاً عن ثلثي السكان سابقاً !! فما قولكم في هذا ؟! أم أم هذا التبشير المذهبي والطائفي الصادر من السنة وتياراتها حلال عليهم حرام على غيرهم !!

يا شيخ يوسف سأضرب لكم مثالاً واحداً في محافظة صعدة هذه المحافظة التي يعرف الإنس والجان أنها محافظة شيعية زيدية 100% منذ مئات السنين وهي عاصمة الزيدية منذ قرون كثيرة والآن يوجد فيها مراكز وتجمعات سلفية مدعومة من الدولة ومن الخارج وتنشر كل يوم الفتاوى والكتب والخطب المكفرة لأبناء الزيدية وعلمائهم !!
ورغم أن هاؤلاء المتطرفين المتشددين هم في متناول اليد بالنسبة لأنصار السيد الحوثي وبإمكان الحوثيين أن يطردوهم من مراكزهم المستحدثة خلال أيام أو ساعات إلا أن أنصار الحوثي لايمكن أن يقوموا بذلك لأن الحرية لديهم أمر مقدس هم يؤمنون بالحرية كمبدأ وقيمة عالية ولذلك لا يبالون بأي شيء يصدر من السلفيين الذين جاؤوا إستفزازاً للزيدية في عاصمتها مادام أنهم يلتزمون التعبير عن رأيهم باللسان والقلم فقط ولم يتجاوزوا ذلك هناك !!.

ولتعلم يا شيخنا ودكتورنا الفاضل أن التبشير المسيحي " التنصير " في اليمن صارت له صولات وجولات قوية في عدة محافظات يمنية فنتمنى أن يكون لكم موقف جرئ وقوي من التبشير المسيحي في اليمن وغيره من البلدان كما تتحدثون عن التبشير الشيعي ، وقد قرأنا خبراً قبل أسبوعين يتحدث عن بناء كنيسة جديدة في قطر مكان إقامتكم وقد نشرت الخبر الكثير من وسائل الإعلام خاصة مواقع النت فنتمتى أن يكون لكم موقف من الكنائس المبنية في قطر الدولة المسلمة وفي الكويت وفي غيرها من دول الخليج والدول العربية !
أما إذا تحدثنا بصدق وصراحة عن الغزو والتبشير المذهبي في اليمن فإن المدانين سيكونون أتباع السلفية والوهابية الذين تدافعون عنهم يا شيخنا الكريم فهاؤلاء لم يحترموا عقائد اليمنيين ومذاهبهم ( الزيدية والشافعية ) بل إنهم الآن يقومون بإحراق وتدمير كل ما يتعلق بتراث الزيدية والشافعية .

وللعلم والإحاطة فإن اليمن عبر التأريخ الإسلامي الذي توالى على حكمه أئمة الزيدية هو البلد الإسلامي الوحيد الذي لم يشهد أي صراعات دموية طائفية أو مذهبية رغم وجود مذاهب وديانات فيوجد عندنا يهود ويوجد إسماعيلية مكارمة ولكن كانت كل الصراعات ولازالت قبلية و سياسية بحته !

وللعلم إن كنتم لا تعلمون فإن مناطق الزيدية في اليمن التي يتواجد فيها الحوثيون وغيرهم هي المناطق الوحيدة في العالم الإسلامي وربما في الكرة الأرضية بكلها - بالنسبة الدول متعددة المذاهب - الوحيدة التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة أو مساجد خاصة بالزيدية وأخرى خاصة بالشافعية إطلاقاً فكل المساجد للجميع والكل يصلي خلف الكل معتقداً قبول الصلاة والحمد لله رب العالمين وهذا الوعي الكبير هو ما رسخه أئمة الزيدية الكرام على مدى حكمهم لليمن الذي إستمر لأكثر من ألف عام ولولا هذا الوعي و الفكر المستنير الذي ورثه الحوثيون عن أسلافهم الأئمة الزيدية الميامين لكنا سمعنا ما لا يُحمد عقباه من أعمال تفجيرية طائفية !!
ونريد أن نوضح أمراً مهماً متعلقاً بهذا الموضوع في هذه الرسالة وهو أن السيد المجدد الحسين بن بدرالدين الحوثي بالإضافة إلى أن كل محاضراته وأدبياته التي جاءت مشروعاً تنويرياً قائماً على العودة الجادة لكتاب الله ووحدة الصف والكلمة والوقوف في وجه أعداء الأمة الحقيقيين من الصهاينة والأمريكان وأضرابهم ، بالإضافة لذلك فقد تحدث السيد حسين الحوثي في بعض محاضراته عن مسألة ( التبشير الطائفي والمذهبي ) التي شغلت بال الشيخ القرضاوي هذه الأيام ، والذي إنتقدها السيد وسماها بظاهرة " تسنين الشيعة وتشييع السنة " واعتبرها قضية حساسة جداً يستغلها العدو !

وقال في محاضرة له بعنوان من هدي القرآن ( الدرس الثالث عشر من دروس رمضان عام 2002م في معرض كلام له حول قوله تعالى { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (آل عمران : الآية 67) قال :" إن هذا يعتبر مثلاً حتى بالنسبة للمسلمين أنفسهم فالمسلمون عندما أصبحوا طوائف لديها عناوين داخلية ؟ وصار السني يريد يحول الشيعي سني والشيعي حريص أن يحول السني إلى شيعي وداخل السنية _ الشافعي يريد يحول الحنفي شافعي والحنفي يريد يحول الشافعي حنفي _ وأشياء من هذه الإثناعشري يعمل يريد يحول الزيدي إثناعشري .... الخ كلامه "

ثم يؤكد السيد حسين في مكان آخر أن هذه الأساليب ستزيد من تفرق الأمة وتوسع الهوة بين المسلمين داعياً إلى :" أن نعود إلى العنوان الرئيسي العنوان الأصلي: الإسلام لله{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ}(آل عمران : من الآية 19) هذا العنوان الذي يجب أن نحمله جميعاً وهذا العنوان الذي مقوماته يلتقي عليها المسلمون فعلاً ، فنرجع إلى كتاب الله لنكون مسلمين نبعد عناوين من هذه العناوين الخاصة التي كل واحد قد ثقف ثقافة تجعله أنه ينظر نظرة مشمأزة إلى الآخر أليست هذه قد حصلت ؟ بغض النظر عن محق أو مبطل داخلها ، ما يزال هناك طريقة هي التي علمنا القرآن الكريم أنها هي أقرب إلى أن نلتقي عليها تعالوا إلى ماذا؟ إلى العنوان الرئيسي أن نكون مسلمين لله و هذا هو العنوان الهام الذي يجعل هذا الدين مقبولاً عند الآخرين عند البشر جميعاً لا يؤطر بأطر قومية بأطر عرقية معينة بأطر إقليمية نهائياً لأن كلمة إسلام كلمة عامة بمعنى: إسلام لله ". !!!!
ثم يتحدث عن ماوصلت إليه علاقات المسلمين من خلافات ونزاعات طائفية معيداً ومكرراً التأكيد على ضرورة الإجتماع حول منهج القرآن وثقافته والتسمي بإسم الإسلام فقط فيقول :" أليس القرآن هو كلمة سواء بيننا ؟ إذاًَ فلنعد إلى القرآن ونحمل اسم إسلام لله هذا الإسم الذي سمانا الله به وسمانا رسوله صلوات الله عليه وعلى آله وحمل الإسم هو وسمانا إبراهيم من قبل آلاف السنيين لا نأتي لنقول هل كان رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله (شيعي أو سني أو حنفي أو مالكي أو شافعي أو جعفري أو زيدي ) أو أشياء من هذه " .!!!!
معتبراً أن المسلمين :" أحوج ما يكونون إلى أن يحملوا هذا العنوان وحده في هذه المرحلة بالذات " وكلامه هنا قبل ست سنوات !! لأننا كما قال أمام " صراع عالمي " !!
كما أكد السيد حسين على أن الإلتقاء والتقارب بين المسلمين لا يمكن أن يحصل وكل طرف هدفه فقط أن يأخذ أتباع الطرف الآخر – وهذا ما يتفق معه الشيخ القرضاوي فيقول :" لا يأتي مثلاً في موضوع محاولة الإلتقاء أنه هذا شيعي يحاول يسحبهم إليه وذلك سني يحاول يسحبهم إليه وأشياء من هذه ...."

ويواصل الدعوة للعودة إلى :" عنوان : الكلمة السواء التي بين الجميع وهي : القرآن الكريم وإعطائه الأولوية المطلقة والحاكمية المطلقة لأن القرآن هو حاكم على ما قدموه......."
إلى أن يقول :" الطريق الذي يمكن أن يكون طريقاً صحيحاً لا يرتبط بمحاولة التقريب لأجعل الشيعي سني أو السني شيعي بل منهج قائم هنا حركة على أساس القرآن الكريم تترفع عن كل العناوين الخاصة وتعطي أولوية للقرآن الكريم وتسير على هديه وتتحرك في الساحة هذه دائرة قابلة للتوسع ".
داعياً إلى تقييم مالدى الجميع :" بنظرة واحدة على أساس القرآن وليس محاولة أقلمة القرآن على ما لديك من تراث ثقافي وما لديك من مرجعيات سواء شخصية أو مرجعيات من الكتب .......".
إلى أن يقول :" نحن نظرتنا إلى أنه يجب علينا جميعاً أن نرجع إلى القرآن الكريم ونقيِّم ما لدينا جميعاً ولدينا أخطاء كلنا لدينا كلنا أخطاء شيعة وسنة زيدية واثناعشرية والسنة بمختلف طوائفهم لدينا أخطاء كلها ناشئة أننا ابتعدنا عن القرآن الكريم إذاً فلنرجع إليه. " .!!

هذا هو كلام السيد المجدد حسين بن بدرالدين الحوثي فهل ترون فيه ما يدعو للعصبية أو التطرف أومزعوم الأفكار الإثني عشرية !!!
وكم كنا نتمنى من شيخنا القرضاوي وهو من هو في سعة الإطلاع ألا يحكم على السيد الحوثي وأتباعه إلا من خلال أدبياتهم وأقوالهم لا مما قد يسمعه من أعدائهم فهو أرفع شأناً من تقليد المقلدين والإصغاء للحاقدين والمزورين للحقائق !
ومهما كان فإن الشأن الفكري والمذهبي لم يكن له وجود وحتى الآن في قضية صعدة والحرب فيها بالشكل قد يصوره البعض ، لولا أن بعض أبواق النظام الحاكم حرصت كل الحرص على تصوير القضية بهذا الشكل وتصوير الأمر من منطلق طائفي مقيت والقضية في الحقيقة أكبر بكثير من ذلك !

إن قضية صعدة قضية إنسانية مأساوية كنا نتمنى أن نجد منكم ومن غيركم من علماء الأمة موقفاً إزائها ينتقد إستهداف الأبرياء والمدنيين في صعدة من قبل الطائرات الحربية الحكومية وآلياتها العسكرية فقد حصلت جرائم ومجازر تقشعر لها الأبدان من قبل الدولة ضد الأبرياء ونُشرت صورها وأفلامها في بعض وسائل الإعلام والإنترنت ولكن يبدو أن علماء الدين المسلمين لا يهمهم إستباحة دماء المسلمين وإنتهاك أعراضهم من قبل الحكومات العميلة ولا يهمهم سوى مواضيع هامشية يتقاذفونها فيما بينهم في الوقت الذي أعداء الأمة من المحتلين والحكام يواصلون جرائمهم ضد الشعوب المستضعفة والمستذلة ، وفي الوقت الذي يئن فيه الأحرار في ظلمات وأقبية السجون لم نسمع أي إستنكار حول هذا الأمر من قبل علمائنا الفضلاء أمثال الشيخ القرضاوي ومن يتجادل معهم حول التبشير المذهبي !!!!

كم نتمنى وكم نرجوا أن نجد موقفاً موحداً جدياً من علماء الإسلام جميعاً سنتهم وشيعتهم تجاه كل قضايانا العربية والإسلامية موقفاً جريئاً يزلزل أركان أعداء الأمة ويشعرهم بأننا أمة واحدة قبلتها واحدة وكتابها واحد ورسولها واحد ودينها واحد ومصيرها واحد ، نريد مواقفاً وبيانات توحد المسلمين ولا تفرقهم وتجمعهم ولا تشرذمهم وتنفع المسلمين في أمر دينهم ودنياهم ، أما البقاء في أوحال الجدل والخلاف الطائفي فذلك ما سيزيدنا ضعفاً إلى ضعفنا وذلاً إلى ذلنا وهواناً إلى هواننا وذلك ما قد يجعل الشعوب العربية والإسلامية تفقد الثقة بعلمائها وتتوجه لإتباع مرجعيات علمانية أو يسارية أو ليبرالية تكون أكثر حرصاً على الوحدة والإئتلاف والتعايش بين أبناء الأمة الواحدة .

alhashimi
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1048
اشترك في: الجمعة فبراير 29, 2008 12:44 am

مشاركة بواسطة alhashimi »

اخي علي الحضرمي

كتاباتك جميله ولكن طويله بعض الشيء

ارجوا ان تختصرها نوعا ما












وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا

شرح الازهار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 24, 2007 7:32 pm

مشاركة بواسطة شرح الازهار »

نسأل الله الهدية الى الحق للشيخ الجليل القرضاوي

جزاكم الله خيرا سيدى الكريم علي الحضرمي
حب الدنيا رأس كل خطيئة

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

يوسف القرضاوي و سعفات هجر

مشاركة بواسطة alimohammad »

يوسف القرضاوي و سعفات هجر

http://al-majalis.com/forum/viewtopic.p ... ght=#47958

تحياتي لجميع الاخوة و خاصة صاحب الموضوع
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

محمد عبد السلام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2
اشترك في: الخميس أكتوبر 16, 2008 1:20 am
مكان: EGRTG

مشاركة بواسطة محمد عبد السلام »

اخي علي الحضرمي

الدكتور القرضاوي هاجم الاثنى عشريه

و نحن ايش دخلنا كزيديه

اذا قلت لي شي عن الحوثي و اتباعه فهم اثنى عشريه بامتياز

اي انهم خارج نطاق مذهبنا الزيدي

فلماذا ترهق نفسك و تدافع عن الاماميه xxxxxxxxxxxxx


تحياتي

سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمان الرحيم

أخي الكريم محمد عبد السلام

قلتم " و نحن ايش دخلنا كزيديه "

إنّ حامل النور يقدّمه لكلّ إنسان بصرف النّظر عن هويّته " إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا " فلا أحد يدري على ما يصبح الإماميّ . لعلّك تسرّ يوما باجتذاب أحدهم اليك . أحسن الى الناس عسى الله أن يكرمك بهداية أحدهم أو بعضهم ، و تلك نعمة لا تقدّر . ثمّ ، اعلم أخي ، أنّنا نحقّ الحقّ لصاحبه حتّى لو كان لنا خصما ، " فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنّه وليّ حميم " . كان صلى الله عليه و آله خلقه القرآن ، الولاء لمحمد و آله يكون بسلوك مسلكهم في ما عرضت عليهم من أمور الدنيا . كثيرا ما يزعم إخواننا الإماميّة حبهم الشديد لآل البيت لكن قلّ ما ترى ذلك سلوكا في الواقع ، وإنّي أكره أن أرى " زيديا " ينحى مسلكهم. هداني الله و إياكم إلى الحق المبين .

و السلام عليكم و رحمة الله
اللهم اجعلني من خيرة شيعة آل بيت محمد و صلي اللهم على محمد و آل محمد

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

ما تعليقك على ما أعلنه الشيخ يوسف القرضاوي في الفضائيات ؟

مشاركة بواسطة alimohammad »

ما تعليقك على ما أعلنه الشيخ يوسف القرضاوي في الفضائيات حول الشيعة و السنّة؟

http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?p=48192#48192
آخر تعديل بواسطة alimohammad في الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 4:18 pm، تم التعديل مرة واحدة.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

الشريف العربي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 310
اشترك في: الخميس إبريل 21, 2005 12:54 pm
مكان: جزر القمر
اتصال:

سؤال مهم

مشاركة بواسطة الشريف العربي »

هناك سؤال مهم للشيخ القرضاوي لو الغرب والشرق عملو على فتواك بأنه لايجوز لنا كمسلمين التبشير بالدين الاسلامي في المناطق التي فيها اديان اخرى بنفس طريقة فتواكم فكيف سيكون ردكم على المنطق نفسه وجزيت خيرا يا حضرمي الي قلته نفس الي عندي قلته في موقع اشراف أون لاين خصوصا التبشير المسيحي في دول الخليج وقطر والقاعدة الامريكية في قطر وايضا سحب الجنسيات من قبيلة قطرية وهي عربية سنية ايضا لماذا القرضاوي يسكت عن هذه عشانه ساكن في قطر وخايف على مصالحة فقط يعني الفتاوي صارت انتقائية فقط لصالح اطراف اخرى وليست تصب في صالح الدين استخدام الدين ذريعة لتحقيق اهداف سياسة خاصة ياريت الاخوة الوهابين يردو على سؤالي الاول كيف سيتصرفون
قال عليه السلام: وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.
سلامي للجميع الرسي الهاشمي

الاصيل اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 27
اشترك في: الأحد نوفمبر 06, 2005 7:42 pm
مكان: ماليزيا
اتصال:

مشاركة بواسطة الاصيل اليماني »

لا ادري ماسبب هذا الاندفاع المذهل وراء المخططات الامريكيه والصهيونيه والتفاعل معاها

بكل ايجابيه من قبل علماء الامه الاسلاميه ككل سواء السنه ام الشيعه ....

الامه الاسلاميه بعلمائها ومفكريها واعلامها اصبحت مخترقه من قبل الاستخبرات الامريكيه والصهيونيه .... فقد عرفوا كيف يخترقونا ويتحكمون بهذا الامه التي تمشي من العمياء وراء مايأتيها ووراء ماتسمعه ....

حالنا اصبح في وضع مأساوي وضروري من خطوه تصحيحيه وترتيب الصفوف ... ولن يحدث ذلك الا من قبل علماء هذه الامه وزعامه قويه ....

ومادام هذا هو حال علمائنا .... فاظن ان المشوار مازال طويل ...

سلمت يداك اخي الكريم علي هذ المقال الرائع ...

ولكم خالص الود ؛؛؛؛

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

رسالة الشريف إلى القرضاوي

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة الشريف إلى القرضاوي

http://71.18.61.110/forum/viewtopic.php ... d9c35b0d38
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

الهاشمية
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 47
اشترك في: الخميس أكتوبر 23, 2008 2:00 am
مكان: امانة العاصمة

مشاركة بواسطة الهاشمية »

محمد عبد السلام كتب:اخي علي الحضرمي

الدكتور القرضاوي هاجم الاثنى عشريه

و نحن ايش دخلنا كزيديه

اذا قلت لي شي عن الحوثي و اتباعه فهم اثنى عشريه بامتياز

اي انهم خارج نطاق مذهبنا الزيدي

فلماذا ترهق نفسك و تدافع عن الاماميه xxxxxxxxxxxxx


تحياتي
اذا كان الحوثي غير زيدي فلا يوجد زيدي
واذا كان الحوثي اثني عشري فكل زيدي زيدي اثني عشري
وحتى لوكان القرضاوي يهاجم الاثني عشرية فهم معصومي العرض
والقرضاوي معتدي عليهم بقصد ارضاء الغرب واذيله
واعني اسرائيل
نعم كان للقرضاويمواقف عظيمه
ولكن الامور بخواتمها
واخشى ان يكون ممن (يعبد الله على حرف)
نعوذ بالله من سؤ الخاتمة
نعوذ بالله من الدعاة على أبواب الفتنة ابواب جهنم

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

أسأل الله حسن العاقبة لجميع اخوتي المؤمنين و اخواتي المؤمنات

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

الهاشمية:

اذا كان الحوثي غير زيدي فلا يوجد زيدي
واذا كان الحوثي اثني عشري فكل زيدي زيدي اثني عشري

وحتى لوكان القرضاوي يهاجم الاثني عشرية فهم معصومي العرض
والقرضاوي معتدي عليهم بقصد ارضاء الغرب واذيله
واعني اسرائيل

نعم كان للقرضاويمواقف عظيمه
ولكن الامور بخواتمها
واخشى ان يكون ممن (يعبد الله على حرف)
نعوذ بالله من سؤ الخاتمة
نعوذ بالله من الدعاة على أبواب الفتنة ابواب جهنم.



بارك الله فيك و كثر الله امثالك.

أسأل الله حسن العاقبة لجميع اخوتي المؤمنين و اخواتي المؤمنات.

تحياتي للجميع
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

رد جمال البنا على التصريحات الاخيرة للدكتور يوسف القرضاوي

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة الاعضاء

قرأت هذا المقال لجمال البنا الاخ الاصغر للشهيد حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين والذي شهد له العدو قبل الصديق بنزاهته وعظمته

واورد لكم رد اخيه جمال البنا على التصريحات الاخيرة للدكتور يوسف القرضاوى
ملاحظة: ايرادى ونسخى للمقال لا يعنى موافقتى على كل ما جاء فيه وانما نقل مقال اثار اهتمامى لا غير

واتمنى الرد باسلوب حضاري يدل على ثقافة وحضاره مجتمعنا الاسلامى بغض النظر عن المذهب او الطائفه

واليكم المقال:


كتب فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي ردًا مطولاً علي كلمة الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، جمع فأوعي، وعرض فيه قضيته بأسلوب مبين واضح دون تردد أو اعتذار، بل قالها مدوية لأنها قضية إيمان، وكرر تحفظاته التي تحول دون تحقيق تقارب حقيقي من الشيعة، وبدد كل شبهة يثيرها البعض علي موقفه، واتسم الرد بنبرة عالية، فهو يدق ناقوس الخطر ليوقظ الغافلين ولابد أن يكون صوته عاليا.

القضية اللافتة للنظر أن الشيخ بعد أن تحدث عن تحفظاته المعتقدية علي الشيعة، ركز الحديث علي التحذير من الغزو الشيعي، واعتبر نفسه النذير الذي يحذر قومه من «حريق مدمر» وخطر داهم يقضي قضاء مبرمًا علي الإسلام.

بين خطر وهمي وخطر حقيقي:

رأي فضيلة الشيخ أن الخطر الداهم و «الحريق المدمر» هو الغزو الشيعي.

وأنا لا أري في هذا أي نوع من الخطر، كما أني لا أري خطرًا في أي «غزو» وهابي أيضًا.

فالوهابيون والشيعة إخوة لنا يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونستطيع أن نتحدث معهم بلغة القرآن والرسول، وهم جميعًا يستظلون بمظلة الإسلام، ولا أري خطرًا في أن يتحول السُـني إلي شيعي أو وهابي، فهذه كلها مذاهب إسلامية، وإيران والسعودية قاعدتان من قواعد الإسلام يحميانه ويدعمانه خاصة إذا تعاونتا، وهما جناحا أمة محمد.

وقد أعاد فضيلة الشيخ انتشار الشيعة في مناطق لم يكونوا بها من قبل إلي خطط وتكتيكات واستراتيجية إيرانية، وهذا غير صحيح، والصحيح أن الجماهير أرادت أن تعاقب حكامها بتأييد الشيعة من باب النكاية من ناحية، ولأن عدو عدوي صديقي، فليس للشعوب الإسلامية من عدو سوي إسرائيل وحاميتها أمريكا، وهاتان هما عدوتا إيران، والنتيجة أن إيران صديقة، ونحن وهي في خندق واحد، وقد رأي الناس أن التأييد الإيراني لحزب الله مكن الحزب من أن يرد إسرائيل علي أعقابها ويفسد عليها مخططها، ولولاه لكان الصهاينة هم سادة بيروت.

وتأمل موقف المواطن المصري الذي تكالبت عليه الهموم وأطبقت عليه الحاجة والفاقة نتيجة الفساد المستشري، وهو يري حكومته التي تحكمه بقانون الطوارئ والأمن المركزي، وهي مستخذية مستسلمة ترفض أن تفتح معبر رفح، وتصبح شريكة في سجن مليون ونصف المليون فلسطيني، ويقارن هذا الموقف بموقف إيران الصلب أمام تحديات العالم أجمع، أو يسمع صيحات نجاد ضد إسرائيل، أفلا يتعاطف هذا المواطن مع إيران؟!

فإذا كانت مجموعات من الشعوب العربية انضمت للشيعة، فإن هذا لم يكن من مدخل العقيدة، ولكن من مدخل التعاطف مع إيران وسياستها.

إن الجماهير لا تنتقل من مذهب إلي مذهب نتيجة مخططات تضعها دولة ما، إن الجماهير تنتقل بإرادتها، وقد كان الاتحاد السوفيتي يدعم الأحزاب الشيوعية، وقد أبقي هذا علي الأحزاب ولكنه لم يكسب لها الأعضاء، علي حين أن هجرة الألوف من العمال والمهنيين المصريين إلي السعودية والخليج وبقاءهم سنوات طوالاً أثرت علي فكرهم فعادوا يبشرون بفكر وهابي.

والخطر الذي تحدث عنه فضيلة الشيخ نتيجة التشيع في العراق والحوثيين في اليمن، إنما يعود ــ بالنسبة للعراق ــ إلي أن الولايات المتحدة عندما فشلت في تحقيق مخططاتها كاملة، فإنها عمدت إلي إثارة المجموعات والدس بينها، وليس هناك ما هو أسهل من هذا، خاصة أن هناك فرق مرتزقة وجواسيس من كل نوع، بحيث أصبح كل فريق يضرب في الآخر، أما بالنسبة للحوثيين فلو أن الحكومة اليمنية لجأت إلي أسلوب الحوار لحلت مشكلتهم بأهون سبيل، ولكنها عمدت إلي القوة، فأوجدت القوة لدد العداوة.

ننتهي إلي أن الخطر الذي تصوره فضيلة الشيخ، ورأي فيه نارًا مدمرة، يكاد يكون خطرًا وهميا، أما الخطر الحقيقي فليس الذي يأتي من إيران أو السعودية، ولكن ما يأتي من الغرب أو إسرائيل وأمريكا، وقد بدأ الغرب منذ وقت مبكر في الغزو الفكري بتأسيس الهيئات التبشيرية والمدارس التي تعلم فيها «الأرستقراطية» العربية، وتأمل مثلاً الجامعة الأمريكية في مصر، إنها دولة داخل دولة، وقد أعلنت أخيرًا رفضها دفع الضرائب.

هذا عن الغزو الثقافي، وهو خطر حقيقي، علي أن هناك الغزو السياسي، فالولايات المتحدة منذ أن حكم صقور المحافظين والمتأثرون بالمسيحية الصهيونية وهم يرسمون الخطط لاحتواء المنطقة عن طريق الأحلاف أو المعاهدات وتكبيلها بالديون، وفي النهاية الغزو العسكري، وقد غزت العراق ووضعت قواعدها في الخليج ودمرت أفغانستان، والقوة الوحيدة الصامدة أمامها هي إيران التي فشلت كل التهديدات الدولية في إخضاعها، وأصبح توجيه ضربة نووية لها مسألة وقت.

هذا هو الخطر الحقيقي الذي يهدد إيران بأن تعود إلي ما قبل الثورة الصناعية، بدلاً من أن تتقدم لتصل إلي القنبلة الذرية، وإذا هُزمت إيران ــ لا قدر الله ــ فإن الهزيمة ستلحق بالشرق كله بعد أن زالت القوة الوحيدة فيه.

الشيء الوحيد الذي يحول دون هذه الكارثة هو أن تتوحد ــ أو علي الأقل تتعاون ـ الجهود لدعم إيران والوقوف معها، إن هذا وحده هو الذي يجعل أمريكا وإسرائيل تترددان في القيام بخطتهما الإجرامية.

وهذا التكييف للخطر الحقيقي بجعله الخطر القادم من إسرائيل وأمريكا، يفرض علينا دعم إيران، والتعاون معها ومساندتها.

وهذا نقيض ما ذهب إليه فضيلة الشيخ.

قضية المعتقــدات:

لخص الشيخ تحفظاته علي أي تقريب مع إيران قبل تسوية نقاط تتعلق بالعقيدة، أبرزها، كما قال في رده بالحرف الواحد:

(١) الموقف من القرآن الكريم، وأنه كلام الله المكتوب في المصحف لا يقبل الزيادة ولا النقصان.

(٢) الموقف من الصحابة وأمهات المؤمنين الذين نقلوا إلينا القرآن وحفظوا لنا السُـنن، وهم تلاميذ المدرسة المحمدية، وهم الذين فتحوا «الفتوح» وأدخلوا الأمم في الإسلام، فلا غرو أن أثني عليهم القرآن، وأثني عليهم الرسول، وجعل قرنهم خير القرون بعد قرنه، كما سجل لهم التاريخ بطولات وصفحات ومواقف أخلاقية بمداد من نور، فلحساب من نشوه تاريخ هؤلاء الأبطال ؟ ولماذا يريد البعض منا أن يصور تاريخ خير قرون الأمة وكأنه ظلمات بعضها فوق بعض ؟

وبالنسبة للقرآن فأؤكد لفضيلته أن المصحف المستخدم (في إيران) والمطبوع في إيران هو نفسه المصحف الذي بين أيدينا في القاهرة، وقد تأكدت من ذلك خلال زيارتين لي لإيران.

حقاً أنه جاء في كتابات التشيع الصفوي إشارات إلي مصحف فاطمة، وإلي الجفر، ولكن هذه تخريفات التشيع الصفوي التي لا يصدقها أحد الآن، وهي انحرافات توجد في كل الهيئات، خاصة إذا ابتليت بالعمل السري، وقد ظل الشيعة مُحاربين طوال خمسة قرون، وتعرضوا لاضطهادات الخلافتين الأموية والعباسية معًا، فعمدوا إلي التخفي والعمل السري، وفي هذا المناخ لابد أن يظهر ويترعرع كل انحرافات العمل السري، ثم قامت الدولة الصفوية التي حشدت المعجزات والكرامات وعلم الغيب والعصمة للأئمة، ولوثت أسماء أبي بكر وعمر وعائشة، ولم يصدر هذا في حقيقته عن إيمان عقدي، ولكن عن بروباجندا سياسية.

فالدولة الصفوية دخلت في حروب متصلة مع الدولة العثمانية التي تمثل السُـنة، فاستهدف الصفويون المساس بأعز رموز السُـنة، وفي حمية الحرب دخلت هذه الخرافات في التراث الصفوي الشيعي، وقد استبعدها كثير من المصلحين الشيعة، وبوجه خاص علي شريعتي الذي أجري فصلاً حادًا ما بين التشيع الصفوي والتشيع العلوي (نسبة إلي علي بن أبي طالب)، ورفض الأول تمامًا واعتبره قطعة من الخرافة.

أما حديث الشيخ عن الصحابة وعن التاريخ الإسلامي، خاصة في القرن الذي اعتبر أفضل القرون، فليسمح لي فضيلته أن أنعش ذاكرته بشيء مما حدث في القرن الأول، فقد قُتل الخليفة عثمان وهو يقرأ المصحف وزوجته تذب عنه باليدين حتي بترت السيوف أصابعها، وعندما أرادت السيدة عائشة أن تصلح بين فريقي معاوية وعلي وقادت جيشها أصبح هودجها هو هدف المهاجمين، وأصبحت حمايتها هي هدف المدافعين، وكم من أيدٍ قطعت حتي لا تصل إلي الهودج، وعائشة تُعد أم المؤمنين، أي أنها أمهم جميعًا.

وأسوأ ما حدث أن يقف نصف المسلمين بمن فيهم من الصحابة يقاتلون النصف الآخر في صفين ! وكان الرسول قد توعدهم: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم أعناق بعض»، وقال: «إذا تلاقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار».

وكما قُتل عثمان وهو يتلو القرآن، قُتل علي وهو ينادي للصلاة من فجر ١٧ رمضان، وحوَّل معاوية الخلافة إلي ملك عضوض وراثي، وعندما رفضت المدينة أن يلي يزيد الخلافة سار إليها جيش يقوده رجل كأنه أعدي أعداء الإسلام ففتحها كما لو كانت مدينة وثنية وأباحها للجند ثلاثة أيام، قُتل فيها كل الصحابة، وكل من شهد بدرًا، وانتهكت حرمات النساء، وأُجبرت البقية الباقية علي أن تبايع علي أنها «خُول يزيد».

وحُوصرت الكعبة، وضُربت بالمنجنيق، وقُتل عبد الله بن الزبير وُصلب، وحدثت كربلاء التي كادت تقضي علي النسل النبوي، لولا علي الصغير الذي احتضنته أخته زينب وتشبثت به، بينما قائد الجيش الأموي يقول: «دعوني أقتله فإنه بقية هذا النسل، فأحسم به هذا القرن، وأميت به هذا الداء، وأقطع به هذه المادة»، وعلي هذا هو علي زين العابدين الذي منه اتصل النسل النبوي، ويحمل رأس الحسين شقي من أتباع الحاكم وهو يقول:

املأ وطائي فضــــة وذهبًا قتلت خير الناس أمًا وأبا

وحارب زيد بن علي مع مجموعة شبهها أبو حنيفة بأهل بدر، ولكنه قُتل وُصلب، وجُزَّ رأسه وأرسل للخليفة في دمشق، ثم قتل بعد ذلك ابنه يحيي، وقتل ابن يحيي، سلسلة من القتلي الثائرين علي حكم بني أمية وعلي الخلافة العباسية.

ولم يكتف معاوية بن أبي سفيان، الذي يدرجه الفكر السلفي في الصحابة وكتبة الوحي، بارتكابه الموبقة العظمي في التاريخ الإسلامي بأسره، عندما حوَّل الخلافة إلي مُلك عضوض وراثي، بل إنه أصدر الأمر بلعن علي بن أبي طالب علي المنابر.

فكيف يعقل هذا يا ناس !؟

إن كبير اللعانين الذي يدعي حريز بن عثمان الذي كان لا يخرج من المسجد حتي يلعن عليا سبعين مرة، ومع هذا وثقه أقطاب الجرح والتعديل مثل القطان وابن معين، وعن أبي داود قال: سألت أحمد عنه فقال: ثقة.. ثقة.. ثقة !

ويشبه هذا أن يسار بن سبع أبوالغادية الجهني، وهو الذي قتل عمار بن ياسر، كان إذا استأذن علي معاوية وغيره يقول: «قاتل عمار بالباب»، يتبجح بذلك، ومع ذلك أدخله أحمد بن حنبل في مسنده وروي عنه عدة روايات، وأدخله ابن حبان في الثقات، وبجله الذهبي في «سير أعلام النبلاء».

وظل علي يلعن حتي منع عمر بن عبد العزيز هذه السُـبة.

فالعصر الإسلامي في قرونه الثلاثة الأول لم يخل من موبقات ومظالم وحروب، لا يجعل كلام القرضاوي يمثل الواقع كله، وإنما يمثل جانبًا لعله الأقل في تاريخ الخلافة !!

***

وانتقد الشيخ القرضاوي ما ذهب إليه الشيعة من عصمة الأئمة وتقديسهم، ولكن هل انتفي هذا التقديس من الفكر السلفي السُـني ؟

ألا نقول عن البخاري: «أصدق كتاب بعد كتاب الله» !!

ألا ننكفئ علي أربعة مذاهب نلتزم بكلام أئمتهم، كأن الله تعالي جعل الإسلام محصورًا في هذه الأربعة، فلا يمكن تصور مذهب آخر!!

وماذا يعني بالله تطبيقنا اليوم أحكامًا وضعها السلف الصالح منذ ألف عام ؟

ألا يعد هذا تقديسًا لهؤلاء الأسلاف، والرؤية بعيونهم، والحكم بعقولهم، كأن ليس لنا عقول أو رؤي؟!

وحذر كاتب إسلامي معروف من أن (اللامذهبية) هي أكبر خطر يهدد الإسلام.

أليس حقاً أننا عندما نطلب تفسيرًا للقرآن نرجع إلي الطبري، وهو كنز الإسرائيليات والأحاديث الضعيفة والموضوعة، ونأخذ به قولاً واحدًا، فإذا كان للشيعة تقديساتهم للأئمة، فإن هذا موجود أيضًا في الفكر السُـني.

***

علي أن إثارة هذه النقطة، أي إحياء ما جاء في كتب تشيع العهد الصفوي من توثينات للأئمة لا يكون من الكياسة، أولاً: لأنه من شأن ماض اعتبر ما جاء به نوعاً من الخرافة، ورفضه كل المصلحين الشيعة، ثانيا: لأن هناك مناطق حساسة لا تخضع للمنطق، لأنها ليست قضية عقل، وإنما هي رواسب قديمة تراكمت حتي طبعت الشخصية بطابعها، بحيث تثير أي إشارة إليها مشاعر الغضب.

وقد كان الرسول يرجئ عملاً يريده (لأن قومك حديثو عهد بكفر)، كما قال لعائشة، ولو تأملنا في هذه الكلمة العميقة لعرفنا أنها تقول لنا إن التطور وحده هو الذي يحل تلقائيا مثل هذه القضايا، فستظهر أجيال جديدة سترفض كل خرافات التشيع الصفوي بحكم ثقافاتها وبحكم التطور، فالزمن هنا جزء من العلاج واستباقه لا يجدي.

واستبعد فضيلة الشيخ دعوة الدكتور كمال أبو المجد لإغلاق هذا الملف، ورأي أن ذلك فرار من المواجهة والتصدي (ولكن بالحكمة والاعتدال)، والواقع يقول إنه لا يمكن التصدي في هذا المجال بحكمة واعتدال، وقد ذكر هو نفسه ما يؤدي إليه التصدي، فقال: «إن أول ما يقوم به الداعي إلي مذهب اعتقادي، أن يهاجم المذهب الآخر، ويبين أنه ضلال وباطل، وأنه ينتهي بصاحبه إلي النار، وأنه لن ينجيه من النار إلا اعتناق أصول المذهب الآخر، وهنا يجد المدعو نفسه مضطرًا للدفاع، وخير وسائل الدفاع الهجوم، فيهاجم مذهب الداعي، ويدلل علي بطلان أسسه واحدًا بعد الآخر».

ويقول الشيخ: «ويستطيع السُـني أن يعلن بكل اعتزاز أن مذهبه هو الذي يتوافق مع تطلعات البشرية المعاصرة إلي التحرر والمساواة دون تمييز لأسرة لها حق حكمهم بغير اختيارهم، فلا وصية لهم ملزمة من السماء، ولا أحد له حق العصمة فلا يعترض عليه».

وللشيخ الحق من هذه الناحية، ولكنه لا ينفي أن المذهب السُـني فيه العديد من المآخذ، سواء كانت في الفقه أو التفسير أو الحديث، وهي الركائز التي قام عليها الفكر السُـني، وكانت من العوامل التي أسهمت في تخلف المسلمين.

ولكن هذا أمر آخر يطول، وليس هذا مكانه.

***

فضيلة الشيخ من رواد «فقه الأولويات»، وأناشده أن يحكم هذا الفقه عند تحديد المواقف.

الشيعة يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويصلون، ويصومون رمضان، ويستقبلون كعبتنا، فهم مسلمون لهم عصمة المسلم ولهم حق علي بقية المسلمين، كما أن عليهم واجباً نحوهم.

ويعلم الشيخ ويسلم أننا ندخل معركة قاسية، لا ترحم، تقودها القوي الكبري التي تتحد ــ مهما كانت خلافاتها فيما بينها وبين بعضها ــ في عداوة العالم الإسلامي.

أفلا يدعونا هذا إلي توحيد جبهة المسلمين، التي هي جبهة واحدة، إذا سقط منها قطر تزلزلت الأقطار الأخري، كما يكون إيذاناً بزوال قطر ثان وقطر ثالث… إلخ.

هل يعقل أن نكون كأهل بيزنطة الذين شغلوا أنفسهم في مناقشات لاهوتية والعدو يحيط بهم حتي أسقطهم.

لقد وضع السيد رشيد رضا شعار «نتعاون فيما نتفق عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه»، وتبني الإمام حسن البنا هذا الشعار.

فلماذا لا نأخذ به في هذا الوقت المريج.

إن الرهان هو علي المصير، أي علي حياة أو موت المنطقة، فهل هناك ما هو أهم ؟

أناشدكم ألا يغلب فكركم السلفي فكركم السياسي، فلن يفيدنا الماضي ولا النظر إلي الوراء، وإنما يفيدنا الحاضر والنظر إلي الأمام.

إن شخصًا مثل الشيخ القرضاوي في ذكائه وألمعيته ومنزلته وما يظفر به من تقدير وما يناط به من آمال، جدير بأن يكون إمام وحدة لا فرقة، ورائد تقدم لا تخلف، وأن يعمل للتعاون لا للتخاصم، وأن ينظر إلي الأمام ويستهدف المستقبل، لا أن ينظر للوراء ويستسلم للماضي، وهو لهذا أهلٌ، وبه جديرٌ، والله تعالي يوفقه ويكفل له السداد ويحقق به وله الآمال.

انتهى المقال

http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=298064

تحياتي للجميع
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“