رسالة إلى الرجل السليم

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
الحسين بن علي العماد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 42
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 11:30 pm
اتصال:

رسالة إلى الرجل السليم

مشاركة بواسطة الحسين بن علي العماد »

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى الرجل السليم
في رده على السيد العلامة العماد في صحيفة الوسط – المنبر الحر- لم يجاف الحقيقة أخونا الذي أطلق على نفسه د/ كمال محمد البعداني في قوله : "إن الأصل في الإنسان حينما يكون على فراش المرض فإنه أقرب إلى التوبة أكثر منه إلى الفتنه" إلا أنه لم يوفق في اختيار عنوان رده ( رسالة إلى الرجل المريض ) لكونه يعلم اسم العلامة العماد حيث ذيل رسالته باسمه ولقبه وشفعها بصورته، والرجل معروف بمواقفه الوطنية الشجاعة من أيام السبعين وقبلها كان من رموز الحركة الطلابية، ورمز كالعماد تأبى له نفسه أن يكون كخفافيش الظلام الذين يقتاتون على حساب أسماء الآخرين وأمنهم وكرامتهم، ولا خلاف أن من حق الكاتب أن يختار العنوان الذي يروق له إلا أنه كان الأجدر به أن يترفع عن ما يحمله هذا العنوان من إيحاءات كالتشفي والتعريض وما أشبه ذلك، وفي كل الأحوال فالعبارة لا تضير رمزا وطنيا كالعلامة العماد وإنما تدل على نفسية صاحبها( وكل إناء بالذي فيه ينضح )، وعودا إلى الأصل المتفق عليه: أُذكر أخانا أن مما اتفقت عليه الأمة: أن من أفضل الأعمال المقربة إلى الله – حال الصحة وحال المرض - كلمت حق عند سلطان جائر؛ لعلها تعيده إلى هدى أو تبعده عن ردى، والسلطان كما تعرف بشر من الناس معرض للانحراف والانجراف وراء الأهواء والشهوات، لاسيما السلطان المفتون بالمنافقين والمأجورين الذين يصورون له الحق باطلا والباطل حقا، والحسن قبيحا..، والمصلحة مفسدة..، والظلم عدلا..، والدكتاتورية ديمقراطية، والقمع والاضطهاد الفكري حرية، والغدر والخيانة وخلف الوعد ونقض العهد والإكثار من الكذب سياسة ودهاء حتى يفسدوا عليه فطرته فيجور في رعيته ويعلو في الأرض فسادا ويجعل شعبه شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ فيصبح من المفسدين، ألا يستحلي السلطان جرائمه ويهون في نظره قتل شعبه؟ حينما يصعد شيخ كبير المنبر يختلق للحاكم المبررات و يشرع له القتل ولا يحجزه علمه من تشبيه السلطان في عدله وحلمه بالخلفاء الراشدين، ولا تمنع أكاديميا (أسلمته ) ولا لحيته التي أطلقها من تشبيه السلطان - في صحيفة رسمية - بنبي الله سليمان في عدله، ويشبه معمم آخر الظالم بذي القرنين، هذا غيض من فيض ونموذج بسيط مما يقوله من يفترض أنهم ورثة الأنبياء وهداة الأمة وحماة المستضعفين - في حال تحصد فيها صواريخ السلطان وطائراته أرواح المئات وربما الآلاف من العجزة والنساء والأطفال في حرب عبثية لا تخدم إلا الأعداء، وفي ضل هيمنة الروح الانهزامية المتزلفة وغياب النصحاء الصادقين ألا يكون كلام العلامة العماد من أفضل الأعمال وأوجبها لتكفير الذنوب والخطايا، ألا يكون العماد برسالته المختصرة المفيدة هو الأنصح للسلطان والأحرص على وطنه وأمته، ألا تعلم بأن التاريخ لا يحتفي بالمداهنين والمنافقين والمداحين فهم يذهبون بذهاب الظالم ويذكرون عرضا بذكر جرائره وجرائمه ولاشك أنهم سيحشرون معه ويردون مورده إنما يحتفي التاريخ بمواقف الصادقين مع الله ومع أوطانهم وأمتهم الذابين عن حياض المستضعفين السباقين إلى حقن الدماء وصلاح ذات البين " الذين يبلغون رسالات الله ويحشونه ولا يخشون أحدا إلا الله" وهؤلاء هم من يدفعون ضريبة مواقفهم من أقواتهم وأعراضهم ودمائهم .
أما قوله " فإنه تفوح منه رائحة الفتنة والعنصرية والحقد" فهو يصدق عليه المثل العربي (رمتني بدائها وانسلت) وليت شعري أي حاسة لديكم كيف تشم أنت وأترابك رائحة أحرف طبعت على ورق صحيفة؟ ولا تشمون دماء وأشلاء الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ التي ملأت رائحتها سماء محافظتي صعدة وعمران ومناطق بني حشيش ووصلت كل بيت على طول اليمن وعرضه ضحايا حرب عبثية تغذونها بأقلام عنصرية لا خلاق لها وألسنة حاقدة تفيض عن قلوب لا رحمة فيها.
وأي فتنة يقصد أخونا؟ أيقصد: قتل العلماء وطلاب العلم "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم" أم قتل الأدباء والشعراء والأساتذة والمحققين الذين لا يجيدون فن الكذب ومدح المتسلطين، أم ارتكاب المجازر في حق الأطفال الرضع والشيوخ الركع والأنعام الرتع والذين يقولون ربنا الله من المواطنين الأبرياء وتشريد الآلاف من النساء والأطفال إلى العراء ومطاردتهم في الجبال والشعاب بالطائرات وصواريخ الكاتيوشا وقذائف الدبابات، أم يقصد نسف المساجد بعمارها ومصاحفها وإحراق المزارع برمانها وقمحها وعنبها، أم أنه يريد الحصار الخانق المفروض على المواطنين في غزة.. عفوا.. أقصد المواطنين في بني حشيش وسفيان ومحافظة صعدة وبعض مناطق حجة ومنع المواد الغذائية بأنواعها والوقود وكل مقومات الحياة!!! ومنع المنظمات الإنسانية من القيام بواجباتها أمام عشرات آلاف النازحين الذين يتضورون جوعا ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء مما ينذر بكوارث إنسانية قد تحصد مئات الآلاف من المواطنين كل هذا يمارس بحجج واهية ومبررات لا تصمد أمام الحقيقة.
لعل أستاذنا يشتم رائحة الفتنة من الاعتقالات التي يتعرض لها مئات الخطباء والمدرسين وأئمة المساجد الذين مضى على بعضهم سنوات دون محاكمة أو حتى زيارة والصحفيون والنشطاء في العمل المدني الذين لا يعلم حالهم إلا الله وجلاوزة النظام، أو أنه يقصد الممارسات الطائفية والعنصرية التي يتعرض لها أبناء الطائفة الزيدية على وجه العموم والهاشميون على وجه الخصوص من فصل جماعي من وظائفهم وإبعاد جماعي قسري من مواطن أعمالهم وقطع لمرتباتهم وتنزيل لدرجاتهم الوظيفية وإقصائهم من أعمالهم وحرمانهم من مبدأ تكافؤ الفرص، وما يتعرضون له من التهجم والإساءة في الصحف والمجلات الصفراء والزرقاء وحتى الرسمية وما يطرق آذانهم من حملات تحريضية لزر ع العداوة والكراهية في أوساط المعسكرات وطلاب الجامعات والتعليم الأساسي والثانوي هذا غير ما يحظى به الخطباء التكفيريون من الدعم والتشجيع المادي والمعنوي للدعوة إلى إبادة واستئصال الفكر والإنسان، وقد نتج عن التعبئة العنصرية المنظمة كثير من الاعتداءات الفردية والجماعية حتى وصل الأمر إلى الاعتداء على أبناء بعض الفنادم الكبار الذين أفنوا حياتهم في خدمة الثورة والجمهورية والقائد حيث تعرضوا للضرب والشتائم العنصرية المقذعة دون مبرر ودون معرفة مسبقة لهم بالجناة.
ولو أنه رأى الإحراق المتعمد الذي يتعرض له التراث الزيدي ورأى النار تلتهم الرق الذي دونت عليه المخطوطات النادرة التي تزخر بها مكتبات صعدة التاريخية والتي تعتبر مفخرة للإنسانية( كما يقول الدكتور عمارة في مقدمته لرسائل العدل والتوحيد) وليست فخرا لليمن فحسب لعلم أخوناعلم اليقين أن ما يمارس في حق الزيدية هو الفتنة بعينها وليس ما تخيله بين أسطر نسجتها يد العلامة العماد.
أما قوله " فوصية الملك عبدالعزيز المزعومة ما هي إلا وهم ومن نسج الخيال تماما كقصة المهدي المنتظر" فمن الواضح أن الرجل قد سمع بهاذه الوصية المستفيض أمرها والتي تناقلتها الأجيال المتعاقبة، ولا يستبعد أنه مسلم بصحتها وإلا ما أحتاج إلى تأكيد نفيها ألا ترى كيف عزز النفي بعد أن وصف الوصية بالمزعومة بقوله: ما هي إلا وهم ثم أردف ذلك بقوله: ومن نسج الخيال، ولا يستبعد أيضا أن الكاتب أو الجهة المتبنية للرد وجدا ضالتهما المنشودة هنا وكانا ممن يقتنصون الفرص وليس العماد المقصود بالرد إنما الغرض فتح اعتمادات جديدة (والغاية تبرر الوسيلة عند حمران العيون) ولو أن الكاتب رجع إلى (الانترنت) أو إلى احد المراجع الحافلة بتاريخ الأسرة السعودية لوجد حاجته دون عناء، ولو فرضنا عدم وجود أي وثيقة تدل على صحة نسبة الوصية إلى عبد العزيز فالواقع الذي يمارسه بعض أبنائه في حق اليمنيين يشهد بصحتها، ولو وقف المنكر مع نفسه وقفه وطنية جادة بتجرد عن الأهواء بعيدا عن معايير الربح والخسارة وسأل نفسه ومن حوا ليه من أهل العلم والمعرفة الموثوق بهم وخاصة كبار السن لأغنته الإجابة عن الإنكار: من الذي قتل أكثر من ألفي حاج يمني بتنومة (منطقة في الحجاز) وهم في طريقهم لأداء فريضة الحج عزلا عن السلاح ؟ ومن اقتطع حوالي 30% من الأرض اليمنية ومارس الضغوط المتتابعة من موقع الفوقية للتنازل عنها ؟ ومن زرع الاشواك في طريق الثورة؟ حتى صنفه المشير السلال بالعدو الأول (انظر مذكرات الشيخ عبدالله الأحمر)، ومن سرق البسمة من شفات اليمنيين وأختطف أملهم ومؤسس مشروعهم التنموي الوحدوي الحضاري .. رائد المرحلة الذهبية من عمر الثورة معشوق الملايين الزعيم المظلوم شهيد الحرية والاستقلال إبراهيم الحمدي؟ من الذي خطط لإجهاض الوحدة قبل ولادتها وحينما فشل استلب جوهرها فباتت مولودا مشوها أقرب ما يكون إلى الإلحاق والضم ولازالت تعاني حتى اليوم؟، من الذي يخطط ويوجه ويمون منذ عقود لمسخ الهوية الفكرية اليمنية والحضارية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ؟ ومن يعمل على طمس معالم المذهبين السائدين في اليمن ليشيد على أنقاضهما المذهب الوهابي التكفيري؟
وما الحرب التي تدور رحاها في محافظة صعدة منذ منتصف يونيو 2004 وقد دخلت عامها الخامس بعد أن اتسعت رقعتها واشتد أورها إلا حلقة من حلقات المخطط السعودي حتى أصبح البعض يري الحرب طلسما سعوديا لا يستطيع فك رموزه إلا هم أو متى شاءوا، وأصحاب هذا الري انطلقوا في رأيهم من خلال معطيات فيها الكثير من الواقعية حيث وجدوا أن اليد السعودية مطلقة تستطيع العبث في كل الاتجاهات واللعب بكل الأوراق دون منافس أو حسيب، كما وجدوا أن القيادة السياسية حينما حاولت مع بعض الأشقاء العرب كالزعيم القذافي والزعيم القطري ملامسة الجرح ووضع الحلول الصحيحة لوقف الحرب وتضميد الجراح وإعمار ما دمرته الحرب وتعويض المواطنين حرك آل سعود أدواتهم في اليمن وخارجها لإقامة الحواجز أمام أي حلول سلمية؛ فتر القناة العربية (الفضائية السعودية) تعدو كالكلب المسعور، والصحف الصفرا تدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور وعلى الفور تبدأ تقرع طبول الحرب، وتفاجأ بقطاع قبلي قد حدث في طريق هذه المحافظة وحواجز رملية قد نصبت في طريق المحافظة الأخرى، وتسمع شيخا يصرخ من أعلى هذا المنبر بأن جيشا صفويا يزحف من قبل المشرق وآخر يستصرخ الأمة ويستنهض الهمم للوقوف صفا واحدا لإفشال المؤامرة الكبرى التي تستهدف وقف الحرب الدائرة في صعدة، وترى حليقا يتباكى على القومية العربية ويصدر الأحكام الجائرة على كل من يسعى لوقف الحرب وصلاح ذات البين ويتساءل ماذا يريد الحوثيون ؟ ولا يُسمح له ولو مرة واحدة أن يسأل ماذا يريد آل سعود؟ أو ماذا يريد الجلادون ؟ ويخشى الكثير من المتابعين أن تكون هذه الحرب التي يتبناها آل سعود وتقدم الأموال الطائلة لاستمرارها وتمارس الضغوط لنفس الغرض أن تكون بمثابة فخ نصبه آل سعود بالتعاون مع الإدارة الأمريكية للتخلص من الحاكم وإدخال اليمن في حروب أهلية يصعب الخروج منها وذالك بتكرار السيناريو الذي حدث في العراق وخطورة هذا الخيار في حالة حسم الحرب عسكريا يكون أكثر خطورة لأن الأوراق التي تصبح بأيدي هؤلاء تكون أجدى لعقد المحاكم ونصب المشانق.
فهل من رشيد يسموا فوق الجراح ويعمل على حقن الدم اليمني ويفوت الفرصة على العدو؟ وليس عيبا يا رجال في سبيل تحقيق هذه الغاية أن نتجوّه الجيران بحق الدين والمجورة والقبيلة أن يشرفونا بمساعدتهم في حل القضية أو أن يفسحوا الطريق للأشقاء القطريين أوغيهم، وبالمناسبة أذكرهم بالنصيحة التي اختزلها الشاعر العربي في قوله:
لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملكا * جنوده ضاق عنها السهل والجبل
آخر تعديل بواسطة صارم الدين الزيدي في الاثنين مارس 29, 2010 10:37 pm، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
السبب: ظهور عنوان الموضوع على شكل رموز غير مفهومه و بهذا الشكل : رسالة & وقد قمنا بتغيير العنوان ليصبح كما هو في رأس مشاركتم "رسالة إلى الرجل السليم " وقد ارسلنا لكم رساله مسبقا بهذا الاجراء ..
ÈÂá ãÍãÏ ÚÑÝ ÇáÕæÇÈ
æÝí ÃÈíÇÊåã äÒá ÇáßÊÇÈ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“