رسالة من الأستاذ ياسر الوزير..تحسباً لمثل هذا اليوم..!

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
وجدانُ الأمةِ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 619
اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
مكان: اليمن

رسالة من الأستاذ ياسر الوزير..تحسباً لمثل هذا اليوم..!

مشاركة بواسطة وجدانُ الأمةِ »

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ سنوات والأستاذ ياسر يتوقع هذه اللحظة..تحديداً منذ حادثة اقتحام منزل رفيقه وصديقه إسماعيل المتوكل في عام 2005م ... حينها ائتمنني ياسر على رسالة طالباً مني نشرها في حال اعتقاله ..مرت سنوات..نسيت الرسالة وربما نسيها ياسر أيضاً وربما لم ينسى..والآن في عام 2008م تم اعتقال الأستاذ ياسر..لم تتغير الظروف العامة التي كتب فيها الرسالة..وأظنه هو لم يتغير أيضاً..مازال ذلك الفكر وتلك الروح التي كتبت..لذلك رأيت أن من واجبي نشر رسالته كما كتبها في ذلك الحين سائلة المولى عز وجل أن يفك أسره وجميع المعتقلين ..
وإليكم هي..



بسم الله الرحمن الرحيم

(على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين )
منذ اليوم الأول لمطاردة أخي الحبيب إسماعيل ، اليوم الأسود في قلوب آل المتوكل .. يوم اقتحام المنزل دون مراعاة حرمة النساء ، واختطاف إبراهيم ذلك الطفل البريء وترويع العجائز والطفلات والوالد والوالدة المسكينين المغلوبين على أمرهما ، حتى أحمد الطفل الصغير الذي لم يسلم من جرعة الخوف تلك ، منذ ذلك اليوم وأنا أعيش خائفاً أترقب ، أمشي وأنا أتلفت يمنة ويسرة وأشعر أن حولي من يراقب حركتي وخطواتي ، أقترب من شارعنا وأنا متوجّس أنتظر أن تقع عيني على أطقم عسكرية تضرب حصاراً على البيت ، ثم أدخل الشارع فلا أرى شيئاً ، أتأمل وأبحث ملياً فأتأكد أن الوقت لم يحن بعد .

كيف لا يكون ذلك ، وأخي وحبيبي إسماعيل اليوم هارب مشرد ولا أدري لم استحق ذلك الغم الثقيل كله !! وإذا كان إسماعيل اليوم مطارداً فبالأولى أنا ، لأني من ألصق الناس به ، ولأني خطيب جامع ، ولأني أدرّس علوم المذهب الزيدي العظيم ، ومثل هذه الأمور - التي مهما حدث ستظل بإذن الله وسام شرف أعتز به – كافية في رميي إلى السجون ردحاً من الدهر .

ومع أني لا أستطيع أن أتصور أصلاً أن بالإمكان إفزاع جدتاي اللتين جاوزتا التسعين من العمر ، لا أستطيع أن أتصوره حتى أقلق منه ، غير أني قد أتخوف مما قد يصيب والدتي إذا ما أصابنا ما أصاب بيت المتوكل الحزين ، إلا أن ما يقلقني حقاً أن يؤذى والدي ، وهذا الذي ما أن أخطره ببالي حتى أشعر برجفة خوف بداخلي ، فعلاً فما الذي يوقف أولئك عن أي فعل ، وإذا أخذوا الطفل إبراهيم فما الذي يمنعهم من أخذ الشيخ الكبير ، خاصة وأن لا أحد من أخواني حاضراً لينوب عني في تلقي حصة من جزاء ( أوزاري ) إذا ما غبت.

عموماً .. حينما وجدت أن لي اليوم القدرة على الكتابة التي قد أفقدها في الأيام القريبة ، أخذت القلم لأخط هذه الرسالة المفتوحة لأهلي وأصدقائي وكل من يعرفني أو حتى لا يعرفني .. لأخاطبهم فرداً فردا .. ومن يدري فقد تكون هذه الكلمات هي العصب الوجداني الذي يربطني بمن أحب .. يوم أن يفرق بين أجسادنا .. فهذه كلماتي ..
أماه .. يا خير أم .. لا تقلقي على ولدك أبداً فعما قريب هو بين يديك .. كلها أيام قصيرة وما أقصر الأيام ، ولا تقلقي على أيامي هذه فلن تضيع سدى بإذن الله ، فقد قررت أن أقوم بحفظ كتاب الله فيها وبحفظ ما يمكنني من العلوم ، وهي فرصة لأذوق مرارة البعد عنكم علّي أعرف قدركم العظيم ومنتكم الغالية ، فأغرف حقكم
الذي لم أرعه أبداً .

أماه .. المسامحة المسامحة على كل تقصير .. ونامي قريرة العين حتى أطمأن .
أبي .. أنت الذي لن أعرف بأي كلمات أخاطبه وماذا عساي أقول له .. غير أني أقول لك يا سيدي اليوم ولدتُ من جديد .. واحتسب ولدك عند الله
أخواتي وأخوتي .. وجميع أهلي ؛ ربما قلوبكم اليوم تطفح باللوم علي ، فاسمحوا لي أن أقول ليس الأمر بيدي ، ولا بد من دفع الضريبة ، ضريبة الانتماء إلى المذهب الزيدي العظيم قولاً وفعلاً ووجداناً ، وضريبة اقتناعي بأني كإنسان أحمل رسالة تميزني عن سائر الموجودات لا بد من الاضطلاع بحملها ، وسأواصل بإذن الله .. ودرب التضحية دربنا ، فهكذا علمني الحسين وهكذا علمني زيد .
جيراني وأصدقائي وزملائي وكل من يعرفني .. أو حتى لا يعرفني ؛ قد تسمعون عني الكثير وأكثر هذا الكثير كذب ، والعلي الأعلى يعلم براءتي من أصغر جريمة كما يعلم براءة أخي إسماعيل ، فلا تكذّبوا أنفسكم لتصدقوا إشاعات المغرضين فتظلموني ظلماً بجنب الظلم ، واللهَ اللهَ .. اتقوا الله
فقهاء السوء .. إني إذ أدعو الله أن يهدي من قاموا بأخذي واعتقالي وأن يرشدهم وإذ أسامحهم وأقيلهم ابتداء عما قد أناله من أذى منهم ، أسأله ألا يسامح تلك الألسن - التي لا وجود لها أصلاً إلا لشرعنة الظلم - حتى تخرج من فعلتها، وها أنا أنال اليوم نصيباً من أذاكم بمباركتكم الظلم فضلاً عن السكوت عن المنكر ،
فلا بارك الله في أفواه لا تنفتح إلا بسوء ، ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت(.

سيدي العلامة يحيى بن الحسين ؛ أيها الشهيد الحي .. أيها الجبل الشامخ .. أنت من أذقتنا طعم الشهادة إذ طالما اشتهته قلوبنا .
سيدي العلامة محمد مفتاح ؛ يا عنوان التضحية .. ويا عنوان الوفاء .. لن تلقاني بإذن الله إلا مبتسماً فهكذا علمتموني
أخواني وطلابي ؛ لو محيت من ذاكرتي صور الدنيا .. فلن تقدر قوة على الأرض أن تمحو أشباحكم التي حفرت في مخيلتي .
حبيبي إسماعيل ؛ أخالك تسمع مناجاة قلبي كما أشعر بنبضات قلبك .
أستاذي وسيدي وصديقي وحبيبي ورفيق الدرب عبد الله الديلمي ؛ نحن على العهد ماضون.
( إلهي إن لم يكن بك علي سخط فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك )
يحق لي الآن أن أنام قرير العين مطمئن البال خالصاً من تبعات المخلوقين .. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

ياسر الوزير
الأربعاء 1/ 6/ 2005






معلومات عن الأستاذ ياسر الوزير:
- ولد في 27/ 1/ 1982 بصنعاء.
- تخرج من كلية الهندسة – قسم مدني – جامعة صنعاء.
- بدأ بتلقي العلوم الدينية قبل ما يقرب من تسع سنوات ، ومازال مواصلاً حتى يومه هذا.
- وممن أخذ عنهم ؛ القاضي العلامة عبد الحميد معياد رحمه الله ، وكذلك العلامة أحمد بن لطف الديلمي ، وأيضاً العلامة محمد بن محمد الشامي حفظهم الله في متن الأزهار .
- حضر دروس في المصابيح ومجموع الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام
للعلامة محمد بن محمد المنصور بارك الله،
-وجل قراءته كانت بين يدي العلامة عبد الله بن حسين الديلمي ، حيث درس في الأزهار وشرحه وفي كافل لقمان والطبري وشطراً من غاية الحسين بن القاسم ، وكذا في الفرائض ، وفي حلية اللب المصون في المعاني والبيان ، وكذا في العقيدة في مجموع الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام وغيره ، إلى غير ذلك من الكتب والنقاشات والقراءات المتفرقة والأبحاث.
- قام بإعداد وإخراج العديد من الكتيبات والأبحاث ، كما قام بالتدريس والوعظ والإرشاد في مختلف مناطق الجمهورية، ولديه شهادة معمدة من محافظ محافظة حجة .
- يخطب في جامع الشريفة منذ توسعته في 2005 تقريبا ً، وقبلها كان يتنقل للخطابة في العديد من جوامع صنعاء كجامع قبة المهدي وفايع وعثرب وإسحاق والرحمة والحسين والإحسان وكذا جامع خربش في همدان وغيرها كثير في صنعاء وغيرها .
- لديه العديد من الإجازات ، منها إجازة في القرآن الكريم على قرائتي حفص وقالون
من العلامة فايز الصباحي وأخرى من الأستاذ سعيد الشعبي ، و العديد من الإجازات العلمية العامة أولها من الأستاذالعلامة عبد الله الديلمي ، ومن العلامة محمد المنصور ، والعلامة الولي حمود المؤيد ، والعلامة مفتي الجمهورية اليمنية محمد الجرافي شفاه الله وعافاه وبارك في أيامه ، والعلامة عبد الرحمن شايم المؤيدي .
صورة

مشترك1
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 92
اشترك في: الجمعة نوفمبر 30, 2007 1:51 pm

مشاركة بواسطة مشترك1 »

لا إله إلا الله محمد رسول الله. أبكيتنا يا ياسر .. ولكنها والله يعلم ليست بأول مره تبكيني فيها ،، هل أدعو لك بفك أسرك؟ فك الله أسرك ، لكن والله نحن المأسورين فادعو لنا أخي العزيز بفك أسرنا من قيود هذه الدنيا وأن يجمعنا جميعا في جنانه يا الله.

ابا القاسم
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 8
اشترك في: الاثنين ديسمبر 18, 2006 10:24 am
مكان: صنعا
اتصال:

مشاركة بواسطة ابا القاسم »

أثرت فيني الرسالة جدآ,,,,,,,
زيدوا في طغيانكم وظلمكم ,زيدوا في قهرنا واستضعافنا,علمونا كيف نتوحد ,علمونا حقيقة أن الحقوق لا توهب بل تنتزع ,إجعلونا نؤمن بقضيتنا اكثر فأكثر أوصلونا إلى خير الطرق لمعرفتكم
فنسحقكم....
ألاستاذ ياسر الوزير لا تقلق فلست الوحيد في هذه الطريق الكل يدعوا لك والكل ماضون في نفس الطريق وإن كانوا قله فالقلة والكثره لادخل لها عندما يكون العون من الله ...
نصر الله المجاهدون في سبيله في كل مكان وبكل طريقه.
i ask god to guid you to the greatest benifit

بدر الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1344
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2005 1:58 am
مكان: هنااك
اتصال:

مشاركة بواسطة بدر الدين »

اليك سيدي وأستاذي الغالي في قلبي ياسر الوزير هذه الأبيات المتواضعه

رغم القيود والمعاناه سيدي ياسر
والسجن والقهر سيدي أنتم الأحرار

خبر اختطافك جعلني سيدي حائر
يغيب أنسان مثلك كيف مانحتار

أنا اعرفك شهم يابن المصفى طاهر
ماضي على نهج آل المصطفى الأطهار

مهتم بالدين والتدريس ومثابر
دوما لسانك لهج بالعلم والأذكار

يانجم قد صار وسط المعتقل ساهر
يابن النبي سيدي ياذروة المختار

يالعالم الفذ يبقى نجمك القاهر
ظاهر والاعداء ماباتخفي الأنوار

يانجم لابد يبقى نورك الظاهر
هدى ولابد يطلق قيدك الغدار

علمتني كيف اكون في النايبه صابر
وكنت تحكه لنا كيف عذبوا عمار

وصبر الاشتر وماذا واجه الباقر
وكنت تحكه لنا عن ثورة المختار

صنعت منا أسود للدين بتناصر
علمتنا الصبر مهما كانت الأخطار

اليوم مااضن وانت العاقل الماهر
تخاف من سجن أو من طاغيه تنهار

ياليث قد صرت بين اشباكه الغادر
في داخل السجن قد حاطوا بك الأشرار

لولم تكن ليث يابن المرتضى كاسر
للظلم ماكان باتخفى عن الأنظار

لكن هو الخوف منك وانته الثائر
كيف مايخافوك وانت الفارس المغوار

هم شله اوغاد والقائد لهم ماكر
خافوك ياشهم لنو جدك الكرار

ياشهم من عاب لا اصدر حكمه الجائر
فابشر بنا نشعل الدنيا عليهم نار

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون.......!

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

السلام عليكم سيدي ياسر حيثما أنت
يعلم الله أني أحببتك أكثر , وعرفت عنك أكثر عقب هذه الفاجعة التي فجعنا بها فيك

علمتنا الكثير يا سيدي , أن من اختار طريق الحق لا بد من أن يضحي وأن يضحي بما لا يتوقع
وصدقاً أن المؤمن مبتلى .
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

...
صورة

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

Re: رسالة من الأستاذ ياسر الوزير..تحسباً لمثل هذا اليوم..!

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

وجدانُ الأمةِ كتب:بسم الله الرحمن الرحيم

منذ سنوات والأستاذ ياسر يتوقع هذه اللحظة..تحديداً منذ حادثة اقتحام منزل رفيقه وصديقه إسماعيل المتوكل في عام 2005م ... حينها ائتمنني ياسر على رسالة طالباً مني نشرها في حال اعتقاله ..مرت سنوات..نسيت الرسالة وربما نسيها ياسر أيضاً وربما لم ينسى..والآن في عام 2008م تم اعتقال الأستاذ ياسر..لم تتغير الظروف العامة التي كتب فيها الرسالة..وأظنه هو لم يتغير أيضاً..مازال ذلك الفكر وتلك الروح التي كتبت..لذلك رأيت أن من واجبي نشر رسالته كما كتبها في ذلك الحين سائلة المولى عز وجل أن يفك أسره وجميع المعتقلين ..
وإليكم هي..



بسم الله الرحمن الرحيم

(على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين )
منذ اليوم الأول لمطاردة أخي الحبيب إسماعيل ، اليوم الأسود في قلوب آل المتوكل .. يوم اقتحام المنزل دون مراعاة حرمة النساء ، واختطاف إبراهيم ذلك الطفل البريء وترويع العجائز والطفلات والوالد والوالدة المسكينين المغلوبين على أمرهما ، حتى أحمد الطفل الصغير الذي لم يسلم من جرعة الخوف تلك ، منذ ذلك اليوم وأنا أعيش خائفاً أترقب ، أمشي وأنا أتلفت يمنة ويسرة وأشعر أن حولي من يراقب حركتي وخطواتي ، أقترب من شارعنا وأنا متوجّس أنتظر أن تقع عيني على أطقم عسكرية تضرب حصاراً على البيت ، ثم أدخل الشارع فلا أرى شيئاً ، أتأمل وأبحث ملياً فأتأكد أن الوقت لم يحن بعد .

كيف لا يكون ذلك ، وأخي وحبيبي إسماعيل اليوم هارب مشرد ولا أدري لم استحق ذلك الغم الثقيل كله !! وإذا كان إسماعيل اليوم مطارداً فبالأولى أنا ، لأني من ألصق الناس به ، ولأني خطيب جامع ، ولأني أدرّس علوم المذهب الزيدي العظيم ، ومثل هذه الأمور - التي مهما حدث ستظل بإذن الله وسام شرف أعتز به – كافية في رميي إلى السجون ردحاً من الدهر .

ومع أني لا أستطيع أن أتصور أصلاً أن بالإمكان إفزاع جدتاي اللتين جاوزتا التسعين من العمر ، لا أستطيع أن أتصوره حتى أقلق منه ، غير أني قد أتخوف مما قد يصيب والدتي إذا ما أصابنا ما أصاب بيت المتوكل الحزين ، إلا أن ما يقلقني حقاً أن يؤذى والدي ، وهذا الذي ما أن أخطره ببالي حتى أشعر برجفة خوف بداخلي ، فعلاً فما الذي يوقف أولئك عن أي فعل ، وإذا أخذوا الطفل إبراهيم فما الذي يمنعهم من أخذ الشيخ الكبير ، خاصة وأن لا أحد من أخواني حاضراً لينوب عني في تلقي حصة من جزاء ( أوزاري ) إذا ما غبت.

عموماً .. حينما وجدت أن لي اليوم القدرة على الكتابة التي قد أفقدها في الأيام القريبة ، أخذت القلم لأخط هذه الرسالة المفتوحة لأهلي وأصدقائي وكل من يعرفني أو حتى لا يعرفني .. لأخاطبهم فرداً فردا .. ومن يدري فقد تكون هذه الكلمات هي العصب الوجداني الذي يربطني بمن أحب .. يوم أن يفرق بين أجسادنا .. فهذه كلماتي ..
أماه .. يا خير أم .. لا تقلقي على ولدك أبداً فعما قريب هو بين يديك .. كلها أيام قصيرة وما أقصر الأيام ، ولا تقلقي على أيامي هذه فلن تضيع سدى بإذن الله ، فقد قررت أن أقوم بحفظ كتاب الله فيها وبحفظ ما يمكنني من العلوم ، وهي فرصة لأذوق مرارة البعد عنكم علّي أعرف قدركم العظيم ومنتكم الغالية ، فأغرف حقكم
الذي لم أرعه أبداً .

أماه .. المسامحة المسامحة على كل تقصير .. ونامي قريرة العين حتى أطمأن .
أبي .. أنت الذي لن أعرف بأي كلمات أخاطبه وماذا عساي أقول له .. غير أني أقول لك يا سيدي اليوم ولدتُ من جديد .. واحتسب ولدك عند الله
أخواتي وأخوتي .. وجميع أهلي ؛ ربما قلوبكم اليوم تطفح باللوم علي ، فاسمحوا لي أن أقول ليس الأمر بيدي ، ولا بد من دفع الضريبة ، ضريبة الانتماء إلى المذهب الزيدي العظيم قولاً وفعلاً ووجداناً ، وضريبة اقتناعي بأني كإنسان أحمل رسالة تميزني عن سائر الموجودات لا بد من الاضطلاع بحملها ، وسأواصل بإذن الله .. ودرب التضحية دربنا ، فهكذا علمني الحسين وهكذا علمني زيد .
جيراني وأصدقائي وزملائي وكل من يعرفني .. أو حتى لا يعرفني ؛ قد تسمعون عني الكثير وأكثر هذا الكثير كذب ، والعلي الأعلى يعلم براءتي من أصغر جريمة كما يعلم براءة أخي إسماعيل ، فلا تكذّبوا أنفسكم لتصدقوا إشاعات المغرضين فتظلموني ظلماً بجنب الظلم ، واللهَ اللهَ .. اتقوا الله
فقهاء السوء .. إني إذ أدعو الله أن يهدي من قاموا بأخذي واعتقالي وأن يرشدهم وإذ أسامحهم وأقيلهم ابتداء عما قد أناله من أذى منهم ، أسأله ألا يسامح تلك الألسن - التي لا وجود لها أصلاً إلا لشرعنة الظلم - حتى تخرج من فعلتها، وها أنا أنال اليوم نصيباً من أذاكم بمباركتكم الظلم فضلاً عن السكوت عن المنكر ،
فلا بارك الله في أفواه لا تنفتح إلا بسوء ، ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت(.

سيدي العلامة يحيى بن الحسين ؛ أيها الشهيد الحي .. أيها الجبل الشامخ .. أنت من أذقتنا طعم الشهادة إذ طالما اشتهته قلوبنا .
سيدي العلامة محمد مفتاح ؛ يا عنوان التضحية .. ويا عنوان الوفاء .. لن تلقاني بإذن الله إلا مبتسماً فهكذا علمتموني
أخواني وطلابي ؛ لو محيت من ذاكرتي صور الدنيا .. فلن تقدر قوة على الأرض أن تمحو أشباحكم التي حفرت في مخيلتي .
حبيبي إسماعيل ؛ أخالك تسمع مناجاة قلبي كما أشعر بنبضات قلبك .
أستاذي وسيدي وصديقي وحبيبي ورفيق الدرب عبد الله الديلمي ؛ نحن على العهد ماضون.
( إلهي إن لم يكن بك علي سخط فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك )
يحق لي الآن أن أنام قرير العين مطمئن البال خالصاً من تبعات المخلوقين .. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

ياسر الوزير
الأربعاء 1/ 6/ 2005






معلومات عن الأستاذ ياسر الوزير:
- ولد في 27/ 1/ 1982 بصنعاء.
- تخرج من كلية الهندسة – قسم مدني – جامعة صنعاء.
- بدأ بتلقي العلوم الدينية قبل ما يقرب من تسع سنوات ، ومازال مواصلاً حتى يومه هذا.
- وممن أخذ عنهم ؛ القاضي العلامة عبد الحميد معياد رحمه الله ، وكذلك العلامة أحمد بن لطف الديلمي ، وأيضاً العلامة محمد بن محمد الشامي حفظهم الله في متن الأزهار .
- حضر دروس في المصابيح ومجموع الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام
للعلامة محمد بن محمد المنصور بارك الله،
-وجل قراءته كانت بين يدي العلامة عبد الله بن حسين الديلمي ، حيث درس في الأزهار وشرحه وفي كافل لقمان والطبري وشطراً من غاية الحسين بن القاسم ، وكذا في الفرائض ، وفي حلية اللب المصون في المعاني والبيان ، وكذا في العقيدة في مجموع الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام وغيره ، إلى غير ذلك من الكتب والنقاشات والقراءات المتفرقة والأبحاث.
- قام بإعداد وإخراج العديد من الكتيبات والأبحاث ، كما قام بالتدريس والوعظ والإرشاد في مختلف مناطق الجمهورية، ولديه شهادة معمدة من محافظ محافظة حجة .
- يخطب في جامع الشريفة منذ توسعته في 2005 تقريبا ً، وقبلها كان يتنقل للخطابة في العديد من جوامع صنعاء كجامع قبة المهدي وفايع وعثرب وإسحاق والرحمة والحسين والإحسان وكذا جامع خربش في همدان وغيرها كثير في صنعاء وغيرها .
- لديه العديد من الإجازات ، منها إجازة في القرآن الكريم على قرائتي حفص وقالون
من العلامة فايز الصباحي وأخرى من الأستاذ سعيد الشعبي ، و العديد من الإجازات العلمية العامة أولها من الأستاذالعلامة عبد الله الديلمي ، ومن العلامة محمد المنصور ، والعلامة الولي حمود المؤيد ، والعلامة مفتي الجمهورية اليمنية محمد الجرافي شفاه الله وعافاه وبارك في أيامه ، والعلامة عبد الرحمن شايم المؤيدي .

الحمد لله رب العالمين وكفى
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

Faris
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 56
اشترك في: الأربعاء مارس 30, 2005 8:49 am

Re: رسالة من الأستاذ ياسر الوزير..تحسباً لمثل هذا اليوم..!

مشاركة بواسطة Faris »


أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“